كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
البرودة ف يوصته جعلت جودي تجفل . ونظرت بسرعة إلى الفتاة الواقفة ممسكة بمقبض الباب وكأنها بحاجة لشيء يسندها ، وجهها كان شاحبا وهناك دوائر سوداء تحت عينيها الغارقتين بالدموع .
- أقترح عليك العودة إلى منزلك ، هل أنت لوحدك ؟ تعالي إذاً ، سأوصلك حتى سيارتك .. جودي .. اين أنت ؟ اوه ، أنت هنا.
وأراح يده متعمدا على خصرها ثم تابع :
- إنتظريني هنا ، يا فتاتي العزيزة .
وأمسك بذراع آن ودفعها نحو الباب . وتطلعت بجودي للحظة بعينين مرتعدتين . ثم صدر عنها صوت تنهيدة غريبة . وخرجت نحو موقف السيارات ، وهال لا يزال يمسك بذراعها .
وعاد بعد دقائق :
- أنا آسف لهذا . لندخل المطعم .
كان هنك طاولة طويلة في أحد جوانب غرفة الطعام الطويلة يشرف عليها أحد الطهاة مرتديا قبعة بيضاء عالية ، وبدت الأطباق لذيذة ومغرية حتى أن جودي نسيت ما حدث منذ لحظات مع تلك الفتاة .
وسألها هال :
- ماذا ستأخذين ؟ قد يعجبك اللحم والفطر .. أليس كذلك ؟ بعض الخبز والزبدة ؟ سلطة ؟ أوكي ، اذهبي إلى تلك الطاولة قرب النافذة وسأجلب الطعام إلى هناك .
وهو متجه نحوها عبر الغرفة الطويلة يحمل الصينية ، فكرت بأنه يجعل من كل الرجال هناك رجال عاديون ، وابتسم لها وهو يضع الصينية على الطاولة أمامها .. لا بد أنه بدأ هكذا مع تلك الفتاة ، آن . لا بد أنهما كانا يجلسان هنا ، وعلى نفس الطاولة . مسكينة آن ، وتذكرت النظرة المزدرية التي كان هال ينظر بها إليها ، لو أنه نظر إليّ هكذا لتمنيت الموت ولكن هذا لن يحدث لها بالطبع . فعلاقتهما مختلفة . إنه " الريس " الكبير وهي سكرتيرته ، قيد التجربة لشهر ، إنه رجل خبير بالدنيا ، ولن ينظر إليها أكثر من فتاة صغيرة خرجت لتوها من المدرسة ، ولن تريده أن ينظر إليها أكثر من هذا .
ولكن ، هل تريد هذا حقا ؟
وهي تفكر ، بدأت ترفع طرف إصبعها إلى فمها . ثم تذكرت ، وبسرعة أنزلتها ، فآخر شيء ترغب فيه أن يتهمها بالإثارة . فهذا لن يوصلها إلى أي مكان مع هال دايفدسون ، بل ربما قد يوصلها لفقدان وظيفتها في اسرع وقت .هناك طريقة واحدة لإقامة علاقة منطقية مع هذا القاسي عديم القلب وهي ان تعمل حسب شروطه . ولن يكون سهلا عليها التظاهر بالبرودة ، والتحفظ ، ولكن إذا كان هذا سيساعدها في الاحتفاظ بوظيفتها ، فعليها على الأقل أن تجرب .
وهي تقطع قطعة الحلوى اللذيذة التي وضعها أمامها ، فكرت جودي ، لدهشتها ، أنها لن تكون خائبة الأمل جدا الآن ، لو أنه صرفها من العمل .
نهاية الفصل
|