كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
لماذا عرض عليها الوظيفة ؟ هنا يكمن السؤال . وقلبت جودي الأمر في ذهنها ، وأخيرا فرض احتمالان نفسيهما عليها : الأول إنها شابة راغبة بالتقدم وتعلم كل التقنيات الجديدة التي كدرت ماغي . وهو يتكلم على تدريبها ، ودفعها ، نحو تعلم طرقه الخاصة في العمل . والثاني إنه قد يكون يسعى لإرضاء ضميره بتوظيف الشقيقة الصغيرة للموظفة القديمة الكبيرة . ويمكن أن يكون هنك احتمال ثالث لم يبرز لها فورا ، ربما يكون هناك شيء فيها قد أثّر فيه . وبين كل الاحتمالات فضلت الأول ، فهال دايفدسون لم يظهر أنه يزعجه الضمير . فالعمل يأتي عنده بالدرجة الأولى ، والبشر يأتون بعد مسافة بعيدة جدا ، وهذه تماما خطته بالعمل .
حسنا ، إذا كان يفكر بان يستفيد منها فلن تتردد هي في أن تستفيد منه ، وستقبل الوظيفة وتقبض الأجر المرتفع الممتاز الذي عرضه عليها لشهر واحد ، وتتعلم كل شيء تستطيع إستيعابه في أقصر وقت ممكن ، ثم تقدّم له استقالتها . وإذا استطاعت حتى ذلك الوقت أن تنجح في جعله لا يستغني عنها أبدا ، فسيكون هذا أفضل . وسيتلقى الرد على ما فعله بنفس عملته ، وعليها الآن أن تتحمل طريقة عمله المزعجة لأجل اكتساب الخبرة في العمل ، وتستطيع دفع إيجار المنزل دون استخدام مال ماغي .
وما إن توصلت إلى هذه النتيجة ، حتى أحست بتحسن كبير في نظرتها إلى كل شيء .. ولكن الأسوأ قد يكون قادما ، وأحست بشعور غريب في معدتها عندما فكرت بالامر ! عليها أن تعود الآن إلى المنزل لتواجه ماغي بالخبر .
- جودي حبيبتي ، لن تستطيعي ! بكل بساطة لن تستطيعي . ولن أدعك تفعلين .
وجلست ماغي في المقعد القديم وأخذت تحدّق بشقيقتها بفزع .
- سأستطيع وسأفعل .
وابتسمت لها جودي . كانت قد سرّت بأن ترى ماغي غير مستقلية على الفراش تعاني من توتر أعصابها ، وتتعامل مع كل ما جرى بين هال دايفدسون وجودي وكأنه مزحة سوداء ، وبدت ماغي شاحبة ودوائر سوداءتحيط بعينيها البنيتين . ومالت نحوها ووضعت يدها على ذراعها وقالت :
- أنا آسفة لقد كنت متوترة هذا الصباح يا جودي ، ولا أعلم ماذا دهاني . وسأعود لأعمل خلال شهر الإنذار . سأعود غدا . وفي نفس الوقت سأفتش عن وظيفة أخرى ، وهذا ـ الكذا والكذا ، هال دايفدسون لن يرفض أن يعطيني خطاب توصية ، وعندها ستواصلين دراستك وتتقدمين للامتحان ، ثم تبحثين عن عمل .. عمل جيد ترتاحين له . يا إلهي كيف أسمح لك بالدخول إلى ميدان العمل في مثل هذه الوظيفة المستبعدة لك . . لا .. لن أسمح بحصول هذا .
- لن تستطيعي منعي يا أختي .. أنا في الثامنة عشر الآن ، أتذكرين ؟ وإذا كنت راغبة في أن أبيع حريتي لسيد يستعبدني ، فسأفعل ؟والآن كفي عن القلق عليّ ، فأنا قوية ولن يرعبني مثل هال دايفدسون . ولعلمك ، أنا لن أمانع في تعلم هذه التقنية الجديدة التي تكرهينها . فأنا ممتازة في الحساب ، ولقد اعترفت مدرسة الحساب بأن لي عقلا منطقيا ،فكري بهذا ! وافضل ان أتعلم وأتقدم لوظيفة أعلى ، وأجر يناسبنا . والآن لنبحث ماذا ستفعلين بتعويض صرفك من الخدمة . أعتقد أن عليك الذهاب إلى مدرسة فنون . تستطيعين أن تدخلي صفوف الكبار ، هذا أمر سخيف .. أنت لست كبيرة ، لا زلت صغيرة يا أختي ..
- لن أستطيع العودة إلى الدراسة يا حبي ، الأمر سخيف .
- ليس سخيفا أبدا . على كل ، فكري بالأمر . فقد تحصلين على درجة وهذا سيساعدك ، وإذا كنت أنا أكسب جيدا ، سنتدبر أمرنا بشكل رائع .
وكادت أن تقول لها ، أن بإمكانها أخيرا ان تتزوج من إيدي . ولكنها ضبطت لسانها ، مع أنها متأكدة أن إيدي اريكسون يحب ماغي ، وقد مضى على حبهما الآن أكثر من سنتين ، ولكن ماغي لم تعترف بالأمر أبدا . إنه فنان يعيش في شقة صغيرة عند طرف البلد الآخر . وبالنسبة لماغي كان رائعا جدا أن تتعرف إلى فنان حقيقي ، وأن تلتقيه ليتحدثا عن الفن . وكان ايدي قد اعتاد أن يأتي لتناول العشاء معها كل ليلة سبت ، ولم تستطع جودي إلا أن تلاحظ كيف يشع وجه ماغي عندما تراه .
|