المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
بين الحياة و .... الموت
بسم اللله الرحمن الرحيم
هي ليست قصة او خاطرة , هي كلمات نابعه من احاسيس و مشاعر تسكن بعض القلوب فنحس يقريها منا .
كلمة أحببببهههههااااااا قليله جداً في حق هذه الخاطرة المليئة بالمشاعر , فهي تحكي جزء من مشاعر الشخص أيام الدراسة و الصداقة .
كتبنها في لحظة الحرمان و الهجران من الجميع في الكلية .
بين الحياة و الموت
بحثت عنها بين الحاضرين , كنت اذكرها ... أتخيلها في أحلامي ... صديقة عمري ... لها كل الصفات الحسنه ... كل الشقاوة , كل الهدوء , كل المحاسن و الأضداد ....
لا اعرف كيف أصفها : هل هي جميلة ؟ ربما .
هل هي رشيقة ؟ ربما .
عربية أم أجنبية ؟ هي كل شيء .
لحظات أتخيلها جميلة و هي قبيحة ... نحيفة و رشيقة و هي بدينة و بطيئة ... أيام تكون سعيدة و هادئة , و أخرى تكون حزينة و مشاغبة .
لا اعرف لها أرضاً و لا وطناً و لا اسماً و لا رسماً . تخيلتها أيام و ليالي , احلم بها , حاملة طيفها في قلبي و في خاطري .
لا اعرف هل أنا مجنونة أم عاقلة ؟ مريضة أم سليمة ؟
كل من يسألني عن اقرب صديقة ليّ , لا اعرف بماذا أجيبهم ؟! لأني لا اعرف الجواب على لساني , و لكني استشعر بوجودها كلما مر الوقت و زادت السنين .
كلما تعمقت في الصفات أجدها و اشعر بها .هي كالبذرة الصغيرة الصالحة للزراعة , هي كالطفلة اللعوب بين أحضاني و ذراعايّ التي تقوى على حملها و حمل آلامها و متاعبها .
بقيت هذه الأفكار و العبارات و الأحلام تداعب خيالاتي و حياتي ... حتى كان ذات يوم .....
تفحصت الحاضرات إلى الحفل السنوي في الكلية . أخذت أدعو الله أن أجدها حتى لا أصاب بالجنون ... فجأة توقفت عن النظر و البحث الطويل . كانت هناك تجلس في آخر القاعة تتحدث مع فتاة بقربها .
صوتها عذب , ضحكتها هادئة , حركاتها رزينة ... ابتسمت من قلبي : أخيرا وجدتها ... وجدت صديقتي و توأم روحي التي ضللت ابحث عنها و احملها معي . لم اعرف ماذا أقول ؟ بماذا أتصرف ؟ لكني وجدت نفسي فجأة أمامها .. اكلمها و اسألها عما تطلب و ما رأيها في الحفل ؟!
جاءني صوتها هادئاً كصاحبتها , فيه قوة و حنان و دفء عميق لم أحسه عند الأخريات . و أنا أحدثها كنت أتمنى عناقها و السفر معها إلى عالم الأحلام , و لكني تمالكت نفسي و أقسمت باني سأبحث عنها و اعرف أخبارها و ما يحدث معها .
و فعلاً بحثت عنها و عرفت اسمها و مكانها و أين تدرس و كل شيء عنها تقريباً . انقلبت حياتي كلها حيث تكون هي و بدأت البحث عنها و مصادقتها و قد أفلحت في ذلك و أخذت أعيش حياتي كلها لحظة بلحظة معها ناسية الجميع ما عداها هي ....
حتى تفاجأت يوماً بها تقول ليّ بأنها ستسافر مع أهلها لزيارة الأقارب . خفت و ارتبكت و دعوتها بان تبقى هنا و لا تسافر !!! .
سألتني عن السبب ؟ لكني لم اعرف ماذا أقول لها ؟!! ضربات قلبي تزداد و أنفاسي تلهث , لا اعرف لماذا ؟ و لكنه شعور داخلي يخيفني و يقتلني . سكت خوفاً عليها و على نفسي . حاولت أن استمتع معها بالوقت الباقي لنا معاً .
ضحكنا ... لعبنا ركضنا ضعنا في أحلامنا و سعادتنا ... ودعتها و قلبي يتفطر خوفاً عليها و رجوتها أن تتصل بي عند و صولها إلى بلدتهم بالسلامة . و قد كان ذلك و حمدت الله على سلامتها , و استمر الاتصال حتى أخبرتني في آخر اتصال بموعد قدومها . و انتظرتها في ذلك اليوم !!....
كان أطول يوم في حياتي , أخذت انتظر و أترقب قدومها و اتصالها . كان قلبي يدق و يدق كالطبول , مسرعاً كأنه قطار يخاف التأخير و عقلي يذوب في أفكاري السيئة و أوهامي التي لا أول لها و لا نهاية .
أخذت حبوباً مهدئة و حبوب الصداع و الكثير من القهوة و الشاي حتى تعبت أعصابي , و لكني قاومت حتى اسمع صوتها و أحس بأنفاسها تخرق طبلة أذني و يستشعرها قلبي و تهدا وساوس عقلي . و لكن الوقت طال .... ساعة ... ساعتين ... مضى اليوم دون خبر عنها ....
لم استطع المقاومة , رفعت سماعة الهاتف و أدرت رقم هاتف أقاربها فقالوا أنهم سافروا من الظهر . أقفلت السماعة بسرعة . أخذت أجوب البيت غرفة غرفة حتى اقتل الوقت قبل أن يقتلني ... ضعت في أفكاري المتأرجحة و أعصابي المنهارة , حتى رن التليفون فحملته مسرعة و جاءني صوتاً اعرفه . انه صوت أختها تخبرني بان حبيبتي و صديقتي و توأمي و حلمي قد وقع لها حادث و ماتت ....
ضعت في الكلمات و لم اعرف ماذا أقول؟ و لا ماذا حدث؟! سوى شهقة عميقة خرجت من أعماق قلبي ووقعت على الأرض غائبة عن الوعي ....
لقد رحلت و رحل معها حلمي ....
لقد ماتت و ماتت معها سعادتي ....
لقد غادرت العالم الدنيوي و غادر معها عقلي و قلبي ...
لم اعد اشعر بما يحدث حولي , لقد أصبت بمرض الذهول و فقدان الوعي و لم ينفع معي علاج و لا دواء . حتى و أنا اكتب هذه الكلمات , اكتبها في لحظة الصحوة , سرعان ما أعود بعدها للضياع معها و الموت في أحلامي السابقة معها ...
سأعيش معها و مع حلمي المستحيل الذي تحقق لحظة من الزمن... ثم ضاع في لحظة أخرى .
ملاحظة :
الصداقة الحقيقية لن تزورك الا كما يزور مذنب هالي السماء الدنيا , أي بعد سنين طويلة .
شكراً لكم أختكم : بيداجِل
|