كاتب الموضوع :
صدى الندى
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: أصابع المجهول وعزف على وتر السنين/ بقلمي
البارت الثاني
في أحد شوارع تلك المدينة ومن بين خطوات المارين بحكاياتهم العديدة قدمان
تشقا طريقهما بخطوات ثقيلة ومسرعة لتلحق بأخرتين تسابقانها كالريح
أصايل / استني شوي والله إن هالمرة بتعجبك النتيجة
كانت تسير من غير ما تلتفت وراها / سمعت من كذبكم كثير وما استفدت
شي أنا الحين بصفي الحساب منه لحالي وما بعتمد على أحد
أصايل / بس إنتي عارفة إنه هالشي ممنوع يوقف في نص الطريق من بيدفع لهم الفلوس
/ ماني السبب الوحيد إلي يخليها تسوي إلي تسويه يعني مخططها بتنفذه بي
أو بدوني وماعاد بدفع لهم ولا مليم
عبرت نهاية الشارع ودخلت لبيتها وتوجهت لغرفة مقفلة بالمفتاح فتحتها ودخلت
وشهقت وهي تقول / غيداء إيش هذا إلي سويتيه بشعرك
غيداء / تعالي تعالي بسرعة السقف طاح علي والله طاح وطاحت منه وردة .... وردة لونها
اسود إنــ إنتي تحبي الورد الأسود صح
حضنتها بدموع وقالت / الله ينتقم من إلي كان السبب الله يوريني فيك يوم وفي
أمك والله إن نهايتك بتكون على إيدي والله
طلعت من الغرفة بعد ماسكرتها وقلبها ينزف دموع وكره وتركتها خلفها ....
قفزت غيداء على السرير ومسكت التليفون واتصلت بــ ....
/ مرحبا حبيبي كل شي تمام
/ لا لا ما حبيتها منك
/ هههه والله اسهل من السهولة ..... يله باآآآي
*************
وفي أحد البيوت التي تختبئ الأسرار خلف أبوابها بل يختبئ بعض الأشخاص
خلف تلك الأبواب محتميا بقطعة من الخشب لا توفر له أي حجم من الأمان وعينان
تسكبان الدموع كالأنهار وصوت يرتجف راجيا
وسن / والله ماعدت أعيدها يبه الله يخليك لا تضربني هالمرة
أبو شاهين بغضب / إفتحي الباب يا كلبة يا بنت الكلبة افتحي لأكسره على راسك الحين
وسن / خلاص بفتحه بس لا تضربني
أبو شاهين / افتحي أقولك يالنحس افتحي
فتحت الباب إلي ما مسك عنها شي من جبروت البشر ووقفت ترتجف
بعبرة طارت معاها كل الحروف وأب هجم عليها مثل الفريسة الضعيفة وضربها مثل
كل مرة لين تعبت زنوده من الرفع وطلع وتركها طريحة الأرض
شبح لإمرأة بل شبح لإنسانة خالية من كل درة إنسانية واقفة عند الباب وبابتسامة سخرية
/ هذا عشان تحرمي تكسري كلمتي مرة ثانية ولا العقاب القوي ما جاك للحين
وغادرت بضحكة ملت المكان جور وظلم تاركه وراها جسد ضعيف ومهزوم
مسكت وسن طرف السرير وتسندت بيدها الثانية وهي ترتجف من الألم يادوب
ترفع بقايا الجسد وارتمت فوق السرير حست بشي يهتز تحتها مد يدها وطلعت الجوال إلي
ما يدري عنه أحد غير بنت عمها وبعض صديقاتها كأي بنت في سنها تحلم يكون لها ولو جوال صغير
وسن بتعب وهمس / سراب
سراب / الله يشل يده ويدها ضربوك من جديد
وسن / ما عليه تعودت
سراب / قتلك مية مره خليني أقول لنايف ونواف هم
يقدروا يسوو لك حل
وسن / الله يخليك يا سراب لا تزودي همي هم أنا أدرى منك
بحالتي و هالشي ما بيزيد الأمر إلا سوء
سراب / حسبي الله ونعم الوكيل فيهم الله ينتقم منهم شر إنتقام , كنت بسألك عن
مسودة المحاضرات حقتك لكن ما أظن إنك بتروحي الجامعة بكره بعد إلي صار
وسن / أخاف إنه لا بكره ولا بعده هالمرة مرة أبوي ناوية لي على الجامعة عارفتها
ترسم عليها من وقت
سراب / حرام والله حرام هذي سنتك الأولى وقربنا نمتحن
وسن بتحسر / خلاص البقى لله فيها مع السلامة الحين أخاف تطب علي وتكتشف الجوال
سراب / الله يعينك يا وسن ويفرج كربك قريب
***********
دخل بخطواته الثقيلة وقوة حضوره وشخصيته إلي بناها كثرة التدريب ومواجهة الخطر
أقترب منها حب على راسها وجلس جنبها
نواس / خير يمه عسى ما شر وجهك متغير اليوم
أم سعود / من وين يجينا الخير يا ولدي وبنت أخوك ما ندري عنها
نواس / يمه الله يهديك يعني بتنشق الأرض وتبلعها مصيرنا بنلقاها
أم سعود / لو ما لقوها الشرطة والمباحث من بيلقاها
دخل حامد وقال بغضب / خير جايبني على صباح الله خير كان ناقص بس ترسلي
رجالك عشان يجيبوني غصب
أم سعود / أحترم عمك يا حمد وصبح علينا الأول مادام إنك تعرف إنه صباح
حمد / هو إلي أصغر مني ولازم يحترمني ويعرف كيف يتكلم وياي قدام الناس
نواس ببرود / الكبر بالعقل ماهو بالعمر
حمد / سمعتي ... هذا إلي تقولي لي أحترمه وهو ماهو محترم أحد
نواس / أقصر الشر يا حمد وخلي نايف في حاله وهذا أنا حذرتك
حمد / إيش بتسوي يعني بتسجني إستنى شوي لين أدبحهم وخدني مرة وحدة
وقف نواس وقال بغضب / غدير ماهي عنده يا حمد فإياني وإياك تقترب منه
حمد بصراخ / وين بتكون يعني ممكن تشرحلي يا حضرت المقدم
نواس / غدير مستحيل تسويها ولا نايف من هالنوع وبعدين أنا عرفت إنها
طلعت من المنطقة يوم اختفاءها ونايف كان موجود هني وكنت عارف وجهتها زين بس
كيف اختفت فجئه هذا إلي لازم نلقاله تفسير
حمد / هذا من وقوفك معاها وتكبيرك لراسها علينا خليتها تدرس في الخارج مثل ما تبي
وقويتها على الكل فشوف نتايج فعايلك وتدليل جدتي لها
أم سعود / حمد عمك يقول بيتكفل بالموضوع فبعد عن راسك هالإجرام واقصر الشر عشان
عيالك ماهو عشانك
حمد / إن ما جابها بالطيب فبيجيبها بالغصب ودمه ودمها مهدور فضحتنا بين العرب الله ياخذها
نواس بغضب وحدة / ما في شي إسمه إختفاء أو إختطاف أو أي مصيبة غير نايف حاقد عليه
وتبي تحطها في راسه
طلع حمد ومافي على لسانه غير يمينات التهديد والتوعد
أم سعود / الله يستر من أفكاره أنا ماني مطمنة يا نواس
نواس / ما يقدر يسوي شي لاهو ولا أخوانه أتركي الموضوع علي
أم سعود بحزن / وين رحتي يا غدير والله إن قلبي عليها جمر وأمها المسكينة
عايشة لحالها الحين وحالتها حالة
نواس / عجزت ألاقي لهالغز حل كيف تختفي والسواق والسيارة في نفس اللحظة ماخليت
مكان ما تحريت فيه وحتى الحوادث إلي صارت هداك اليوم ما في وجود ليها بينهم ولا للسيارة
أم سعود / الله يستر يا نواس , وين أخوك مختفي له ايام أنا صرت أخاف من غيابه الدايم
تنهد بضيق وقال / ولدك هذاك قصته قصة ويا ويله مني لو شميت له ريحة بهديك المواويل
أم سعود / أي مواويل وأي ريحة
وقف وقال / لا تشغلي بالك بشي الحين المهم صحتك
أم سعود / وين يا نواس تو الناس
نواس / إنتي عارفة إني إنتقلت جديد ولازم أشيك على كل شي
هناك
أم سعود / الله يوفقك يا ولدي
*************
خرج غازي اليوم من المستشفى بعد إصرار كبير منه وأول ما عتبت
رجوله الباب الخارجي ليه غطى عيونه عن الشمس وكأنه
إنسان خرج من السجن بعد سنين طويلة نظر نظرة إصرار وعزيمة لكل شي
كان يشوفه قدامه ومن ضمنهم صديقه المقرب ليه من أيام الطفولة إلي كان
معاه في كل محنة وكل لحظة
ابتسم غازي لغسان ابتسامة الرجل إلي انولد من جديد وانطلقوا بعد ما ركبوا
سيارتهم وكانت عيون غازي تتفحص كل شي في الطريق وكأنه
يرسم صورة في عقله لأشياء قرب ينساها من كثر ما غابت عنه في الظلام
بعدها استند براسه على الكرسي وغمض عيونه واتنهد
غسان / كل شي في المدينة تغير يا غازي صح
غازي / إيه كل شي تغير مثل كل شي لازم يتغير
غسان بحيرة / مثل شنوا
ما جاوبه غازي ورجع غمض عيونه واستسلم لشي ما هو نوم لكن شي ثاني مانام من سنين
الماضي قبل خمس سنين
/ ها يا غازي كيف حالك اليوم الوالدة تقول إنك رافض تزورنا
غازي / وهذا إنته عارف فليش ما ترحمني منك
/ طيب يا غازي بس أنا حاب وجودك معاي ولو كنت تكرهني
غازي / وفيه من يحب دكتور المجانين وفيه شخص مايحبوه هالدكاترة
ضحك ضحكة خفيفة وقال / طيب الحمد لله على الأقل عرفنا إننا نحب الناس كلها أو هذي
نظرت الناس لينا على الأقل
غازي بعد صمت طويل / منو معاك في الغرفة
/ يعجبني ذكاءك يا غازي
غازي / هذا ماهو ذكاء سمعت حركة بسيطة وبعدين لو كنت أشوف ما كنت بنتبه لها لأنه
النظر يشغل باقي الحواس
مد يده وقال / تعالي اقربي يا شوق وتعرفي على مريضي المفضل والأصعب بين
مرضاي , غازي هذي شوق متدربة عندي وأحسن طالبة في طلابي
غازي بابتسامة باردة / كنت أعرف إنه دكاترة الأسنان والمحامين بس
عندهم متدربين لكن عندكم إنتم بعد , جديدة هالمعلومة
/ ومن قال لك هالشي فحتى الجراحين ليهم طلاب يتدربوا عندهم
طيب يا سيدي وحتى المدرسين ياخذوا دورات تدريبية قبل تخرجهم
غازي / يعني أنا طايقك عشان تجيب لي طلابك
ضحك هو وشوق وقال / لا مافي طلاب بس شوق
غازي / طيب يعني بتخسر هالسنة لو ما حظرت معاي الجلسات
/ لا بالتأكيد بس هي بتحظر اليوم كامل وبتسولف وياك بعد
ابتعد وجلس بعيد التفتت له فنظر لها نظرة تشجيع فابتسمت وجلست بالقرب
من سرير غازي وقالت بثقة / يعني إنته تكره دكتورك بس أنا ماني دكتورة وين تصنفني الحين
غازي / .........
شوق بابتسامة / غازي أنا أكلمك
غازي / يعني مصرة إنك تسمعي كلام ما يعجبك
شوق / إيه وبكل سرور بعد
غازي / شوفي لك مريض ثاني إتعلمي فيه
ضحكت وقالت / بس إنته مانك مريض ولا نحنا دكاترة مجانين
غازي / ومن تكونوا
شوق / دكاترة نفسيين
غازي / غيركم ما يقول هالكلام إنتم بس إلي تضحكوا على انفسكم
شوق / وليش ما يكون غيرنا هو إلي يضحك عليك
غازي / يعني كل الناس غلط وانتم صح أنا زمان كنت أشوف إن إلي يروح لكم مجنون
شوق / بس إنت إنسان طبيعي والدليل إنك تسولف وياي والمجنون ما يميز شي من إلي يقوله
غازي / مافي فرق هذاك ما يميز شي وأنا يائس من كل شي وأكيد بوصل لمراحله المتقدمة
شوق / طيب أنا بسألك سؤال لو أتبتتلي إجابتك عنه إنك يائس من حالتك
وحياتك ما عاد بتكلم وياك أبدا اتفقنا
غازي / ............
شوق / لو كنت واقف فوق جبل وخلفك شخصين قالوا لك إنك ميت ميت اليوم وإنهم
بيدفعوك من أعلى الجبل أو تقفز بنفسك أيهم بتختار
غازي / يدفعوني طبعا
شوق / ليش
غازي / عشان ما أكون منتحر ويرحموني من هالدنيا
شوق / طيب ولو طلبوا منك تتمنى امية وحيدة وبيحققوها لك ممهما كانت إيش بتكون
غازي / أصلي ركعتين لله
شوق بابتسامة / شفت هذا إنته إنسان متفائل
غازي بسخرية / متفائل والله إنك أكثر طالبة فاشلة عند دكتورك
شوق / طيب إتبث لي وأنا أتبت لك
غازي / ما يحتاج إتباث انا أدرى بنفسي منك
شوق / بس إنته محتاج إتباث وأنا بشرحه لك , شوف يا غازي السؤال إلي طرحته
عليك إجابته تصنف الناس لثلاث أصناف طبيعي ويائس لحد المرض ومجنون
فلو كانت إجابتك أنا بطيحهم بتكون مجنون لأنهم أثنين ولو كانت إجابتك
بطيح بنفسي وما يحتاج حد إيطيحني وما بتمنى شي لأنه ما يهمني شي بتكون مريض
ولكنك اخترت إجابة مختلفة عنهم
غازي / وإجابة الإنسان الطبيعي كيف بتكون
شوق / الإنسان الطبيعي بيتمنى إنهم يتركوه لأن هالأمية طوق النجاة
غازي / بس أنا ما جاوبت بهالإجابة
شوق / إنته جاوبت بأحسن منها لأنك فكرت في شي بعد الموت وهو الخوف من غضب
ربي عليك واخترت النهاية على الطاعة
ضحك بسخرية وقال / والله إنك إنتي المجنونة يعني أنا عندي شي أتمناه من الدنيا عشان أتركه
شوق / عندك كثير وأنت فاهم زين مغزى السؤال وحتى الجواب
الحاضر
تنهد وميل راسه جهة الشباك
غازي ( طلعتي مثلهم كلهم يا شوق كذابة ومن البداية وحتى إنك ما كنتي
لا طبيبة ولا متدربة مجرد كذابة وكل الكلام كان إختراع من دماغك الفارغ وأنا صدقت واليوم
بس عرفت المغزى من السؤال ومن الجواب , الحين بعد كل هالسنين )
غسان / وين رحت يا غازي عجبك التغيير لهالدرجة
ابتسم بألم ورجع غمض عيونه وقال / تدري إني اكتشفت إن الظلام إلي كنت عايشه أجمل
غسان / ليش
غازي / لأن النور يظهر الحقائق المخفية عنك خلف الظلام
غسان / والله إني ما فهمت شي
غازي / أحسن لك ما تفهم شي وخلي إلي بالقلب بالقلب
غسان / وين تبي نروح للبيت
غازي / لا أي بيت أنا مليت من كل شي كنت عايش فيه خلينا نلف شوي
لاحظ يا غسان الطرق ما تغيرت بس المباني وبعض الشوارع
غسان / صحيح وهالشي بيساعدك , بس قلي ليش ما قلت لأهلك إنك طالع اليوم
على حد علمي إن زوجتك بعد بتطلع اليوم من المستشفى
غازي / ما كان في داعي يعرفوا مليت من نفس الأسطوانة كل مرة
غسان / إيش رايك في نزهة عالبحر
غازي / لا مرة ثانية , وديني للبيت الحين
غسان / هههههه والله إنك مزاجي , طيب للبيت
***************
نايف / يمه الله يخليك صدعتي راسي بهالسيرة
أم نواف / نايف إن ما ابتعدت عن هالديرة تراني غضبانة عليك ليوم الدين
نايف / هفففففففففففف خلصوني من هالقصة
أم نواف / خلصنا إنته من وجع الراس يا نايف تراهم بيدبحوك ويدوروا عليك بكل مكان
نايف / أنا ما سويت شي عشان أخاف وأهرب منهم
أم نواف / بس هم ماهم مصدقين هالشي ولو بتحلف لهم مليون يمين
نايف / يعني هروبي ما بيجيب نتيجة وبيتبت التهمة علي
أم نواف / التهمة راكبتك إن رحت ولا بقيت
نايف / يمه خلاص والي يسلمك إلي فيني مكفيني
دخلت سراب وقالت بصدمة / نايف إنته هنا
نايف / إيه فيها شي
سراب / بس ......
نايف بغضب / بلا بسبسة إنتي الثانية كافيني أمك
سراب / إنته أكيد جنيت ترى حمد حالف يمين يروح فيها إعدام ويذبحك إنته وغدير
نايف وهو يرمي بيده / خليه يدبحني ويرحمني يعني الكلام إلي يقولوه عني الناس ما دبحني للحين
سراب / لكنك بريء ومصير الحقيقة بتظهر
نايف بابتسامة سخرية / هه ومتى إن شاء الله
أم نواف بحسرة / الله ياخد اليوم إلي فكرت فيه تخطب بنت خالتك
نايف بضيق / خلاص يمه الكلام عن إلي فات ما بيرجع شي
أم نواف / لو أعرف بس وين اختفت هالبنت وين
سراب / والله إن حالة خالتي تقطع القلب الله يصبرها على ما جاها
نايف / وينه نواف ابيه بموضوع
سراب / طلع من شوي خلينا نتصل عليه لا تروح من هنا
نايف وهو طالع / قلت لكم أنا ماني خايف من أحد وخلوهم يسوو إلي بيسووه
طلع نايف وطاحت أمه جالسة على الكسي وحطت راسها على إيدها وقالت
أم نواف / حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا أولاد سعود وفيك يا بنته
سراب / يمه حرام عليك إيش ذنب غدير , الله وحده العالم إيش صاير لها الحين
***************
أم غازي بابتسامة / اتفضلي يا بنتي نورتي بيتك والحمد لله على سلامتك يا لغالية
دخلت غدير بتردد وعيونها ترسم المكان إلي أول مرة تشوفه وتحاول تلاقي أي
شي يذكرها فيه وفي ماضيها , لفت بيها أم ناصر كل الفيلا توريها كل شي وصعدت معاها
فوق وقالت / وهذا الطابق مخصص ليك ولغازي وتقدري تتحركي فيه براحتك تعالي
أوريلك غرفة النوم عشان ترتاحي أكيد إنك تعبانه من نومة المستشفى
دخلوا لغرفة فخمة وواسعة واللون الفوشي هو الغالب على ديكورها
وتحتوي على حمام وغرفة ملابس وشرفة واسعة بأبواب زجاجية
توجهت غدير للدولاب في صمت فتحته وبدأت تتنقل بعيونها بين الثياب
بنطلونات وبديات وجاكيتات قصيرة وقمصان طويلة
شافت لها وقالت / هذي هي الثياب إلي كنت أرتديها
أم ناصر / إيه يا شوق كنتي تحبي البنطلونات وما تلبسي غيرهم
طلعت قطعتين وشافتهم وبعدين حطتهم على جسمها وقالت
/ بس هاذي كبيرة علي
أم ناصر / لأنه جسمك كان مليان شوي وأنتي نحفتي كثير بسبب الحادث
جلست على السرير وقالت / خالتي يعني أنا مالي أهل
أم ناصر / نحنا أهلك يا شوق
غدير / طيب بس أهلي أهلي من يكونوا ووينهم
أم ناصر / إنتي يتيمة يا شوق ومالك أحد
شوق / طيب وحتى اليتيم يكونوا له أقارب
أم ناصر وهي تجلس جنبها وتمسك يدها / شوفي يا شوق إنتي تعرف عليك غازي
عند طبيبه الخاص وكنتي طبيبته لسنتين وقلتي إنه مالك أحد وإنك تربيتي بالميتم
غدير / وزوجتوني ولدكم وأنتم ما تعرفوا عني شي
أم ناصر / غازي كان يعرف هالشي وما همه بنت منو تكونين
غدير / ومن إيش كان يتعالج
تنهدت أم ناصر وقالت / ولدي غازي مر بنكسات وظروف ما يعلم بيها غير رب العالمين
وما في بشر يقدر يستحملها وهي كانت السبب في تعبه النفسي ومعاناته اسنين وتسببت بفقده لبصره
واتعرف عليك عند طبيبه النفسي وبعد سنتين تزوجتوا
غدير بحيرة / غازي كان أعمى ومريض نفسيا
أم ناصر بحزن / إيه وما تعافت نفسيته إلا يوم دخلتي حياته وما رجع بصره إلا بعد الحادث
غدير / وعشان كده زوجتوه بوحدة ما يهمكم من وين جت
أم ناصر / شوق إلي إنتي سويتيه لغازي ما تسويه وحدة بالدنيا ولو كانت بنت ملوك
غدير ( إيه والباين من كره ولدك لي ) / طيب ليش ما أذكر كل هالأمور أنا ما أذكر شي
أحس راسي كأنه كرتون فارغ
أم ناصر بابتسامة / وهذا نحنا نملاه لك شوي شوي
خرجت أم ناصر وتركت غدير وحدها مع عالم جديد ما اكتشفت منه شي للحين رغم إلي عرفته
غدير ( ليش ما أذكر شي ولا حتى التفاصيل البسيطة وكل هالأمور مرت بحياتي وأنا ما
أعرف منها شي وحتى لو كذبوا علي بصدقهم , بس لازم اعرف سبب كره غازي لي لدرجة إنه يبي
يموتني ويموت نفسه والكل يتكلم عن حبه لي يا ترى كان مجرد تمثيل قدامهم ولا شي
اكتشفه عني متأخر , أي بلاوي إلي كنتي تسويها يا شوق)
قامت وفتحت الدولاب من جديد وبدت تدور في كل شبر منه ولقت صندوق خشبي مسطح
محشور في الزاوية تحت الملابس في شنطة جلد صغيرة طلعته وبدت تقلبه كان مقفول بالمفتاح
بدت ترجه قدام ودنها وحست بشي تقيل داخله وشي وكأنه علبة ورقية
دورت عن المفتاح بكل مكان وما لقته خدت شنطة يدها وفرغتها
من كل شي وماله أثر في الأخير قلبت الشنطة بالعكس وخلت إلي جوا برا
وتلمستها في كل ناحية ولقت جيب صغير مسكر بسحاب
فتحته وطلعت منه المفتاح فتحت الصندوق ولقت فيه في الأعلى ورقتين كبار
مطويين مع بعض فتحتهم وكانوا تقارير طبية
غدير بصدمة / غازي فايز ألـ ..... كيف تقريرين لنفس الشخص وبنفس الأسم وفي
نفس اليوم وكل تقرير يعطي نتيجة معاكسة للثاني
يعني فيه تقرير فيهم مزور بالتأكيد
وإيش تسوي هالتقارير عندي وليش مخبيتهم عن الكل
شافت داخل الصندوق وحطت الورقتين على السرير وطلعت علبة أدوية كلها
بالانجليزي فتحت العلبة وكانت تحوي أشرطة حبوب واحد فيهم ناقص طلعت النشرة
وبدت تقرا وصلت عند جملة شلت نظرها من الصدمة شافت للعلبة من برا وقالت
/ بس أنا ما أعاني من هالمرض إلا لو مخبيين هالشي عني وليش أنا مخبية هالعلبة
رجعت كملت قراءتها وشهقت وقالت
/ الجرعات الزائدة تؤذي لإضعاف القدرة الجنسية عند الرجال
كان الشي الثالث الموجود في الصندوق جوال مقفول مسكته وسمعت
صوت باب الفيلا ينفتح فرمت كل شي في الصندوق حتى المفتاح ورجعته وين ما كان
ورجعت الأغراض للشنطة ورمتها في الدولاب بعد شوي سمعت باب الجناح ينفتح
تنفست بقوة لأنها تتوقع أي مصير ينتظرها من الرجل إلي هددها بالموت
***************
سلطان / إنت إنجنيت يا حمد عارف إيش معنى إلي تفكر فيه خلينا نتأكد إنها عنده الأول
حمد / ما في مكان تاني بتروح له الخسيسة
أم سلطان / هذي نتايج زواجه من جواهر بنت الفقر ياريتك كنت عايش الحين
يا سعود عشان تعرف نتيجة فعايلك
راضي / يمه ماهوا وقته الحين هالكلام خلونا نشوف حل لهالمصيبة إلي جتنا
حمد / مالها حل يا راضي , خلاص الفضيحة وانفضحنا ما بقى شي غير موتها وموته
سلطان / حمد وإلي يسلمك تخلي الموضوع علي لو ما جابها بكيفه أنا أعرف
كيف أخليه يجيبها ويترجانا بعد
حمد وهو طالع بغيض / لو ما صار هالشي قريب تراني بدبحه
**************
دخل غازي الفيلا بخطوات سريعة وصعد على طول جهة غرفة النوم فتح الباب بقوة
ولقى غدير واقفة بتوتر وخوف قرب منها ومسكها من شعرها وقال بغضب
/ إيش كنتي تسوي هناك إيش إلي كان يوديك لهذاك المكان يا شوق تكلمي
غدير بألم / آآآآآي اتركني أنا ماني فاهمة شي
غازي بصراخ وهو يشد على شعرها أكثر / لا تمثلي دور المسكينة إلي
ما تذكر شي عشان تتهربي من الحقيقة إنتي عارفة زين كلامك معاي
في السيارة لما واجهتك بكل شي عرفته
غدير بتألم / والله ما أذكر شي والله
غازي بصراخ / كذاااااابة
ضربها كف على وجهها خلاها تطيح على الارض ورفسقا برجله وقال
/ حيوانة وبنت بلا أصل إيش كنت بتوقع منك
غدير ودموعها تنزل على الارض / والله ماني مذكرة شي ليش تسوي فيني كدا حرام عليك
مسكها من شعرها مرة ثانية ورفعها وقال / حرام ... وأنتي تعرفي الحرام يا شوق
لا ونبهتيهم عشان يهربوا من المكان وين راحوا يا شوق وين
غدير بألم / منو إلي راحوا ومنو إلي نبهتهم أنا ماني فاهمة شي
غازي وهو يهزها بغضب / تتغابي يا شوق تتغابي
غدير / والله ما أذكر شي من إلي تقوله وإسأل الدكاترة إلي ما بقدر أكذب معاهم
ضحك بسخرية وقال / لا والله جربت دكارتك من زمان , كلهم كذابين مثلك
لكن قسم بالله ما بكون غازي لو ما طلعت حقي وحق الناس فيك , إنتي حدك القتل
رماها على السرير وطلع وترك جروحها تنزف ألم وجروحه تبكي حسرة وندم
على كل درة مشاعر نزفها اتجاهها
غازي ( إن ما وريتك يا شوق بس صبرك علي شوي الحين ,
لكن الغريبة إنها ما ردت بولا كلمة على كلامي وين شوق القوية إلي يوم
واجهتها أعترفت بكل إلي قلته ولا أهتزت لها شعرة , شوق إلي كانت
طول عمرها قوية وما حد يقدر يهينها لا في وجهها ولا من وراها , تكون صدق
فاقدة الذاكرة ولا يمكن هذا من ضمن مخططها , وحتى لو كانت ناسية فما معناه
إنها ما سوت شي آآآآه منك آه يالوسخة )
************
حلا وهي تشوف للخلف بضيق / إنتي بتمين لازقه بالشباك طول اليوم
شهد / أص أص خلاص وصل وصل
هزت حلا راسها وقالت / إنتي ضيعتي خلاص
شهد بتذمر / يا ربي من هالبنت
بعدها تنهدت وقالت / ومن هالغزال إلي نازل من السيارة
حلا / تعالي إجلسي خلاص هذا إنتي لقطتي له كم صورة بكمرة عيونك
شهد وهي تقفز على السرير جنبها / هذا لأنه أخوك ولا كنتي مجنونة بيه يا ناس يجنن يا ناااااس
حلا / إنتي ما تستحي شوي اللهم تبت علينا عقولنا
شهد / ما تفكرون تزوجونه والله تعب قلبي
حلا / هههههه لا طبعا ولو صار هالشي ما بتكون إنتي
شهد بضيق / هذا وأنتي رفيقتي الله الغني عن مساعدتك
حلا / شهد حبيبتي أنا ما أبيك تتعلقي بأوهام غسان ما يجيب طاري الزواج ولا يحب يتكلم عنه
شهد / ليش طيب بيعنس يعني
حلا / هههههه والله إنه الباين هالشي بيصير
شهد بزعل / وليش , أكيد كله من رفيقه المجنون
حلا بضيق / شهد عيب عليك تقولي عنه مجنون غازي إنسان طبيعي وتخطى الأزمة من زمان
شهد بصدمة / حلا لاتكوني عايشة على المنوال القديم
حلا بلا مبالاة / لا قديم ولا جديد أنا ما قلت غير الحق
شهد بعين وحدة / عيني بعينك
حلا / والتنثين بعد أنا خلاص خديت نصيبي وانتهى وغازي متزوج فكلامك ما منه نتيجة
شهد / آه يا حسرة قلبي عليك يا حلا يا بنتي
حلا / ههههه والله إنه هالدور لايق عليك
شهد بابتسامة / ماني عارفة كيف قدرتي تتخطين كل إلي صار معاك والله إنك مضرب مثل
حلا / الله كريم ..... يلا قومي ردي لبيتكم خلاص المطلوب تم تنفيده
شهد / تطرديني يعني ...
حلا / إيه ومية مرة لأن غسان ما بيطلع من غرفته خلاص انتهى اللقاء
شهد وهي توقف بضيق / مادري ليش بس يعرف إني عندكم ماعاد يتحرك من مكانه
صرت أفكر أطب عليه بغرفته
حلا / هههههه تسويها أعرفك مجنونة , ويكون بعلمك يا حبيبتي هذا طبع غسان مع أي أحد يجينا
شهد / آه الحمد لله طمنتي بالي
حلا وهي تهز راسها / لا حول ولا قوة إلا بالله
***********
ماجد / شايف هذيك أخته وأسمها سراب وإلي معاها بنت عمه وهي شقيقته من
الرضاعه وأسمها وسن
سلطان / إيه إيه عرفتهم , والله وجالك يومك يا نايف إن ما مسحت بوجهك الأرض
وخليتك تجي تترجانا ما أكون سلطان ولد سعود
ماجد / إيش بنسوي الحين
سلطان / ما هو الحين لكن بنسوي شي أكيد
نهاية البارت
لو ما هجبتكم الرواية ما بستمر في الكتابة
|