كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل الثالث و العشرون
قال الطالب - صحيح دكتور وربما هي إيضا لديها ظرف
قالت بقهر - يبدو أن الدكتور المبجل يخار حسب ما تروق إليه وأنا لا احتاج لتوسله حتى يبقيني في المادة ولو كان الخيار لما اخترت المادة عنده فطالما كان الدكاتره الأكبر بالسن أوزن عقلا وليس كالصغار أمثالك
لتخرج بعد ذلك من القاعة غاضبة وحانقة عليه تنتظر فقط وصوله للمنزل وحينها ستريه تبعها ذاك الطالب الذي دافع عنها ليقول
- عذرا يا أنسة
إلتفتت إليه لتنظر نحوه بهدوء وتقول - تفضل
قال - تستطيعين أن تقدمي فيه شكوا وأنا سوف اشهد معك
قاطعه صوت غاضب - شكرا على تحريض الطلاب ضدي
أجاب بإدب - عذرا لا أرضى بالظلم
قال بحزم - حسنا دعني احل الخلاف وأنت اتبعيني
تبعته حيث مكتبه ونظر حوله وجد الرواق فارغا ليغلق الباب ويلتفت إليها بحدة ويقول - ما هذا الجنون سوسن هل فقدت عقلك
قالت بحدة - أجل مثلما فقدته أنت
قال بغضب - أنت كيف تسجلين بالجامعة دون الرجوع إلي
أجابت بغضب -حين نعود للمنزل نحتدث
لتخرج بغضب وتتركه يغلي من القهر يتحلفها حتى يعودان
أمضت يوما مرهقا بالبداية لتعود وتنغمس بالمرح مع فتايات تعرفت عليهن ويجلسن بالكافتيريا شعرت بالقلق على اطفالها لكنها قررت أن تقوي قلبها ولترى كيف سوف يتصرف زوجها المبجل الآن موعد عودة جابر ترى هل تذكر لا تظن ذلك كيف سوف يجلس جابر وحدة في المنزل و... تبعا لك يا سامر أنت من دفعتني إلى ذلك
قرر أن يحضر إليه قهوة من الكفتريا ليجد زوجته المصونة تجلس برفقت فتيات يا للروعة ذلك رائع وأبنائها ألم تفكر بهم توجه نحوها بحدة ليقول
- سوسن
نظرت إليه بقهر هل هو مصمم على نزع سعادتها أجابت بحزم - نعم
أجاب - لحظة من فضلك
قالت - بالبطع
نهضت لتتقدم منه ويقول بحنق - هذا موعد عودة جابر
قالت بمكابرة - وما شاني
قال بقهر - كيف ما شأنك من سوف يستقبله
قالت بسخرية - أليس ابنك أنت لما لا تتدبر أمرك لوحدك
قال بحدة -منذ متى تتحدثين بهذا الشكل ومنذ متى تفصلينه عنك
قالت بقهر - منذ بدأت أنت ألم تكرر علي فوق المئة مرة انه ليس ابنك ولا تتدخلي بكل ما يعنيه ها أنا لا اتدخل اهتم يوما واحد بإبنائك ولأحيا يوما واحد حياتي التي نسيتها منذ تزوجت بك
تركته مصعوقا وهو يشتعل اكثر من ذي قبل سيجن بسبب جنونها ماذا حل بها هذا اليوم اخبر مضر أن يبقي جابر معه ثم يوصله إلى والدته ووافق على ذلك ليتابع يومه وهو يشعر بغضبه ومقته يتصاعدان للذروه انهت سوسن يوما لتخرج برفقت الفتيات لتناول الطعام بالخارج ولم تعد قبل الثامنة مساء في ذاك الوقت كان سامر قد ذهب لوالدته وتناول طعامه هناك وهي اهتمت بإبنائه وهي تتساءل محتارة عما يحصل ليخبرها ان سوسن في جامعتها وصدمت أنها عادت للدراسة ثم أخذ ابنائه ليعود للمنزل ويرسلهم للنوم شعر بالتعب ليسرع ويغتسل ويحضر ملابسه ويرتديها ليعود ويحضر فنجان قهوة وشتم بحنق فهو لم يعدها كما تفعلها سوسن
سمع صوتها اخيرا تتفضل للمنزل منذ الصباح وهاتفها خارج الخدمة ليقول بحنق
- هلا وسهلا بعودتك يا مدام
اقتربت بهدوء تقول بسخرية - اهلا بك زوجي العزيز
قال بحدة - هل يمكن أن افهم ما حل بك اليوم ترتدين كطالبات المراهقات لباسك لم يعجبني وخروجك حتى هذا الوقت وكارثة دوامك بالجامعة وأين كنتي حتى هذا والوقت حتى ملابسي لم تحضريها والشباب يحومون حولك وابنائك لم ترينهم حتى ولم تتطمني عليهم وأنا امضيت اليوم بإكمله لا اعرف رأسي من قدمي
قالت بسخرية - وماذا ايضا يا زوجي العزيز
صرخ بحنق - وماذا اكثر من ذلك احتاج تبرير لما كل هذا لانني قلت أنك لست والدة جابر وهذه هي الحقيقة ولم اكذب بها لتتخذي موقفا وتهدمين الدنيا على رأسي
قالت بغضب -بل لانك نسيت انني زوجتك ولست خادمتك ومنظمة وقتك ومواعيدك واخر من تهتم بإمرها وتخبرها ما تفعله خارج هذا المنزل متى اخر مرة خرجنا كعائلة لوحدنا دون عائلتك وعائلتي دون مضر ووفاء لوحدنا انا وأنت متى جلست تتحدث معي ها اخبرني متى سألت عن ما افعله بالمنزل ما حصل يا سامر أننا تبادلنا الأدوار واستعدت حياتي الماضية ليوم واح لقد اعتدت على ألقاء المسؤلية علي وحدي أنا فقد وأنت تتملص من كل شي حتى مقتضيات المنزل انا من احضرها ما دورك أنت تخرج فقط للشركة ومؤخرا للجامعة التي تم تعيينك فيها وأنا لا اعلم شيء عن هذا الامر الست زوجتك كيف تتجاهل أخياري بإنك تدرس هل اصبحت دون قيمة لديك أم أنك سعيد لستعادتك حياتك الماضية محاط بالفتايات في كل مكان هل تعلم ما هو شعوري وأنا استعم للتافهات كيف تخططن للأطاحة بك أم لغزلهن بك وأنت توزع ابتساماتك التي تبخل بها الى زوجتك هل ارهقت نفسك اليوم لا بأس سوف تعتاد على ذلك فالتهتم لابنك الذي انت والده وأنا زوجت والده ولا علاقة لي به وحتى ابنتي سأضعها بالحضانة وسأتابع دراستي وعملي أيضا وقد باشرت عملي بالشركة بعدما تحدثت مع مروان لقد حملتك سنوات بعيوني يا سامر ولم القى منك سوى النكران ولم اعد احتمل عليك تحمل جزء من المسؤولية التي اعتدت على التهرب منها اتعلم ربما زوجتك السابقة تركتك لانها علمت أنك غير بقادر على حمل مسؤولية لذلك نفذت بجلدها وأنا علقت هنا وليس هناك من طوق للنجاة
لم يوقفها عن بث كلماتها الغاضبة سوى صفعه اسكتتها لتنظر إليه بذهول وايقظها صوت بكاء جابر الذي يبدوا انه يتابعهم منذ البداية ليسرع ويحتضن سوسن وهو يقول ببكاء - لماذا صفعت أمي هي أمي انا ولم اعرف سواها واعلم انها ليست الحقيقية لكن احبها واريد أمي لماذا تصفعها اعلم أنها زوجتك اعلم فلماذا انت لا تريدها أن تكون أمي لماذا
ذهل سامر أن ابنه يعلم وذهل مما فعله بسوسن لينظر إليها ونظراتها فارغة لتبعد جابر عنها وتخرج من المنزل ارتفع بكاء جاير الذي ليس بعادته البكاء ليتقدم منه ويحتضنه بحنان وهو يقول بصوت حاني - اسف حبيبي توقف ارجوك اهدء
قال ببكاء -اريد امي ارجوك ابي احضرها
قال بنفسه مستحيل أن يفعل ذلك ليكمل جابر بكاءه وهو يطالب بسوسن حتى نام ..
نظر من النافذة ليجد سوسن تجلس على أحد المقاعد بالحديقة ليتركها هناك هي تجهل الجرح الذي فتكته بكلماتها الجارحة كيف تفعل به ذلك كيف تثني على ما فعلته به ميساء هو تحمل ما لا يتحمله احد بعمره في ذاك الوقت ثم انها اثارت غضبه اناقتها الغير معتادة وجودها على مقاعد الدراسة مجددا دفاع ذاك اللزج عنها جعله يفكر كيف كانت وهي طالبة وكم شخص حاول التقرب منها
تذكر بداية زواجهما وأيامهما السعيدة التي أمضياها معا وكم يتوق لتلك الأيام صحيح أنها اهملها قليلا لكن هو يريد أن يثبت نفسه سريعا وهي لم تكن تشكي منه سابقا فما الذي حصل الآن أما هي جالسة بهدوء تشعر بتلبد في مشاعرها حتى انها غير قادرة على البكاء هل كان اختيارها خاطئ منذ البداية هل سينتابها الندم كما حذرتها والدتها لم تشعر بنفسها وهي جالسة على المقعد وهو يراقبها حتى سمعا صوت الأذان يتردد في الأرجاء لتذكر الله وتنهض متوجه لداخل المنزل اما هو اسرع للحمام يتوضأ للصلاة وهي دخلت حجرتهر وجدته داخل الحمام ألتقطت مئزر الحمام وفوطتها وخرجت لحمام الأطفال اخذت حماما طويلا لتخرج بعد ذلك وشعرها الطويل رطب لتتفقد أبنائها الغارقين بالنوم شعرت بالقهر من نفسها لانها سمحت لجابر بالنوم وهو حزين منها جلست بجواره وهي تحتضنه وتقبل جبينه وتهمس له بإعتذار عما حصل تذكرت ما كان يقوله لسامر لتسيل حينها دموعها يقهر كان يعلم طوال الوقت وهو لم يظهر ذلك ترى كيف علم وماذا كان احساسه حينها وكيف تقبل الأمر بكت بمرارة وخشيت ان ينهض لتبتعد عنه لكنه امسك بدها وهو يقول بصوت حزين أمي قالت بحنان
-يا روح أمك ماذا حبيبي
سالت دموعه - ألست حزينة بسببي
قالت بحنان -لا حبيبي ولماذا افعل ذلك وما ذنبك أنت
قال بحزن - لأن ابي صفعك بسببي صدقويني لم ارد ذلك انا احبك وانا لا اذكر ام سواكي وأريدك أنتي فما العيب بذلك
قالت بهدوء -حبيبي أنت لم تخطئ لكن والدك يريد ان تعلم حتى تبر والدتك وتدعو إليها هذا واجبها عليك
قال بالهفة -وانا افعل ذلك صدقيني
قالت بهدوء -كيف علمت ذلك
أجاب حين كانت تتأكد المعلمة من بياناتي قالت اسم الام ميساء اخبرتها لا سوسن استدعت المعلمة علا وهي تحدثت معي واخبرتني أن والدتي الحقيقة توفيت وأنت الله عوضني بك عنها وسألتني كيف تعاملينني وهكذا وشرحت علي أنني علي أن أحبك دائما وادعو لامي وأنا محظوظ لانني املك والدتين احتضنته بحنان وهي تقول
-وانا محظوظة لانك ابني حبيبي فأنا من اعتنيت بك وكبرتك وحتى قبل ان اتزوج والدك كنا جيرانهم وكان يتركك لدي كثيرا لانك معتاد علي
ضحك بمرح - ومن يكرهك يا امي انت جميلة وحنونة كثيرا ولم تؤذيني قط عادت تحتضنه وهي تقول -هيا انهض لتصلي الفجر هيا
نهض وتوضأ وصلى وهي ذهبت لحجرتها لتجد سامر قد خرج لا بد انه ذهب للمسجد صلت وعادت لتطمئن على ابنتها وجابر ثم ذهبت لتخلط للنوم وتغرق به فقد انهكت نفسها كثيرا هذا اليوم اما هو عاد وخلد للنوم وهو يدور برأسه حوارها مع جابر واهتمامها به ويفكر كيف يتعامل معها بالغد
نهضت مبكرا حضرت طعام الأفطار وملابس سامر وجهزت جابر وابنتها لين وارتدت هي فستان جينز وجكت وردي اللون .. أما هو نهض من النوم وذهب ليستحم وشعر بالراحة حين وجد ملابسه جاهزه حضر نفسه سريعا ليتقدم نحوهم وجد سوسن تمازح جابر كالعادة وتطعم لين بمحبه وتداعبها سعد لعائلته الصغيرة الحاصل عليها خشي ان تتغير معاملة سوسن لجابر بعد كلامها أمس لكن يبدو أنها لن تفعل ذلك قط جلس ليلقي تحية الصباح عليهم ويجيبوا بهدوء وضعت أمامه فنجان من الشاي ثم عادت تكمل اطعام لين وجد انها لم تأكل شي بعد ليدهن لها قعت خبز بالجبن ويضع أمامها فنجان الشاي نظرت نحوه بريبة ليقول -
هل ستخرجين اليوم
أجابت بهدوء - أجل للشركة
قال بهدوء - والجامعة
أجابت - ثلاثة أيام في الاسبوع
لم يعلق وانتظرت ذلك لكن لم يفعل
قالت -حبيبي جابر هيا الحافة استعد وقالت بمرح أين قبلتي حبيبي قبل وجنتيها وعانقها بسعادة وهو يرافقها للخارج ليقول سوف اشتاق إليك أمي
قالت بسعادة وأنا ايضا حبيبي سوف اشتاق إليك كثئرا اعتني بنفسك ها غادر لتعود تجد أنه قد وضب الطاولة ولا يوجد سوى طعام لها جلست تكمل طعامها ليحضر لها النكسافيه كما تحبه سكر خفيف وثقيل ووضعه أمامها قالت بنفسها ما باله هذا اليوم هل يعتذر عما فعله أمس أم يحاول تعويضها حضرت له قهوته ووضعتها في الحافضة ليشربها خلال الطريق قال بهدوء أين ستضعين لين سأدعها في حاضنة الشركة أجاب حسنا هيا حضري نفيك لأوصلك هناك ارتدت حجابها وحملت حقيبتها وهو حمل لين وحقيبتها الخاصة بها وهي ألتقطت محفظة أوراقه وكأس قهوته وخرجا .. استقرا في السيارة ليقول متى ينتهي عملك أجابت في تمام الثانية عشر ونصف أجاب انتظريني حتى اعود وأقلك من هناك صمتت رغلة منها نازعتها ان ترفض كل ما يقدمه عليها واخرى تخبرها ان بذلك هي تعتذر منه فهي لم تقصر أيضا حملت ابنتها وترجلت من السيارة ليسرع ويساعدها وقبل أن تبتعد توقف أمامها ينظر إليها نظرات غريبة قالت بهدوء ماوذا هناك انحنى بشكل خاطب يقبل خدها الذي صفعها بتروي وهو يهمس إليها بصوت عذب اعتذر حبيبتي ليتركها مصعوقة وهو يركب سيارته وينظر إليها من النافذة يغمزها وينطلق بسعادة ويشعر أن يومه قد تحسن وهو يتجرع قهوته بتلذلذ
|