كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل التاسع عشر ج2
في اليوم التالي
بعد نقاش طويل عريض حول من سيركب مع من ليتوجهان نحو المزرعة حسب أمر ناصر قرر أخيرا ناصر أن ينهي النقاش الغبي ويبعث سائقاً ليصطحب الأأثنين إلى المزرعة وكل منهما يجلس بركن بعيد عن الأخر ولم يتبادلا سوى سلام جاف وهما بداخلهما يستنكران سبب عداء كل منهما للأخر
وصلا ليعود السائق بالسيارة ويجدان بيت المزرعة مجهز بكل شي , جلس كل منهما بركن بعيد عن الأخر في الصالة وكل منهما مهتم فقط بهاتفة وحواره مع خطيبته ومنسجمين لتختفي فجأة شبكة الارسال احتار سامر بأمره حتى شبكة الاتصال مخفيه فكر ربما لم يعد هناك تغطية وكذلك الأمر رواد لكن تذكر ان التغطية هنا جيد فما الذي حصل !
ألقى كل منها هاتفه وهما يتأملان حجرة المعيشة ليجدان لوح بيضاء خطّ عليها
" تم التشويش على الشبكات داخل المزرعة حتى لا تحصلوا على تغطية كافيه استمتعا بوقتكما "
نظر كل منها للأخر ليقول سامر بسخرية – لا يعقل ما هذا العقاب
قال رواد بتهكم – عليك أن تكون عاقلاً حتى لا تعاقب مرة أخرى أذن
أجاب بسخرية – أوه هذا بسبب مشاكسة الاطفال الذين لم يكبروا بعد
- صحيح نسينا أنك أب الآن وترى تصرفاتي طفولية
- رواد لا تحاول أن تستفزني ذاك أفضل لك
- ليس لدي ما افعله غير حوار أحمق معك
- لا اعلم ماذا خطر لعمي ناصر حتى يحضرنا معا هنا
قال رواد يتهكم – ربما لاحظ اننا متشابهين
نظر نحوه ببرود واجاب – من نحن ؟
أجاب بسخرية – تصور ؟
قال بتهكم – وما وجه الشبه بيننا اخبرني ارجوك اتحرق لذلك ؟
أجاب بسخرية مريرة – مجروحان للعمق ونخفي ذلك بسخرية مقيتة تؤلمنا قبل الأخرين
قال سامر بسخرية – ومن أين علمت أنني مجروح
أجاب رواد ببرود – الحمدلله كليتك الثانية ما زالت سليمة لليوم أليس كذلك
بهت لونه وهو ينظر إليه ليقول بحدة وغضب السنين الماضي يخرج من داخله – من خبرك بذلك
أجاب ببرود – علمت لوحدي
سأل بخشية – هل أخبرت أحد أخر
أجاب – أذا كنت تقصد عامر لا لم افعل
تنهد براحة ليجب – لماذا تذكر هذا الأمر الآن
أجاب ببرود وهو ينظر إليه بحدة – كيف تحملت ذاك الألم ولم تخبر به احد
صمت طويلا ليردف بسخرية – وماذا اقول لهم أنني أحمق وساذج تم استغفالي بطريقة بشجعة
أجاب بحنق – ذلك أفضل أن تعايش الألم وحدك
أجاب بغضب – من أين علمت اخبرني قبل أن أفقد اعصابي
أجاب ببرود – كنت في تلك الفترة في مهمة بالخارج اصيب شخصٌ كان يعمل معي وكانت حجرته بجوار حجرتك لم انتبه لرقم الحجرة ودخلت وسمعت حوارك مع تلك وهي تطلب منك السماح رأيتك بسبب فضول دفعني لذلك ثم خرجت ولم اعلم أنني سأقابلك مجددا في المرة الأولى التي قابلت فيها عامر ظننته أنت ولكن تغيرت ثم لاحظت بعد ذلك أنك تختلف عنه وفي خلال لقاءاتنا كنت اراقبك واتساءل أن كان احد علم أم لا وسألت أخيك وعلمت انه لا يعلم عن أمرك
قال سامر ببرود – لم يعد الأمر مهماً هي ماتت وتركت خلفها طفلي واخيها عاد لينشغل في حياته
قال بحدة – كيف تكون بارداً هكذا لا اعلم
أجاب ببرود – ماذا تريد
أجاب بحدة – تحدث أنا اعلم كم أنت متألم اشعر بك كيف يتقطع فؤادك لكن تحفظ السر يخنقك ولا يدعك تتنفس ولا تستطيع مبادلة همومك مع أي كان لذلك كنت انفر من وجودك حالتك تشبه حالي في الماضي وحتى الآن ولا أريد أن تذكرني بمأساتي وأنا الان اعلم وأنت لا تفشي سر أحد لكن أخرج ما بداخلك حتى لا يخنق يا غبي
قال بسخرية – كنت شاباً مقبل على الحياة انخرطت بجامعتي تقربت مني فتاة جميلة اختلقت مواقف بريئة لنتصادف سوياً أعتدت عليها حتى اغرمت بها أول مرة أرى فيها فتاة مثلها تعلم عائلتي محافظةة وليس هناك سوى ياسمين التي اعتدنا عليها , أدمنت وجودها لا استطيع تصور يوم دونها حظرت أحد الأيام وكانت حزينة جدا قالت أن اخيها يريد تزويجها لأنه سيسافر ولا يريد أن تكون لوحدها عرضت عليها الزواج في لحظة طيش لأتزوجها وبعد ذلك أقمت في منزلها أمضيت معها شهرين من أجمل ما يكون لتتغير بعد ذلك بكاء طوال اليوم وحزن أخبرتها ما بها لم تجب بالبداية وبعد ذلك أخبرتني ان أخيها لم يسافر للعمل بل للعلاج ويخشى الموت لذلك زوجها وهو يعاني من فشل كلوي ويغسل كليته التي يعيش عليها وأنها قامت بفحص للأنسجة لكن لم تتطابق الأنسجة كانت حالها تزداد سوءً حتى عرضت عليها أن اقوم بالفحوصات الازمة من أجل أخيها بالبداية رفضت وبعد ألحاحي وافقت وتمت الفحوصات وتطابقت الأنسجة وقمت بالتبرع له بجزء من جسدي وتعرضت حياتي للخطر في أثناء استئصال الكلية وحضرت حينها لتخبرني الحقيقة
أكمل عنه رواد – كانت تعلم سابقاً أن أنسجتك سوف تتطابق معه ولذلك تقربت منك
أجاب ببرود – أجل هي ممرضة تعلم في المستشفى التي قمت فيها بفحص شامل ولسوء حظي صديقها الطبيب هو من تابع الفحوصات وأخبرها بأن هناك شاب تتطابق عينه دمه مع أخيها وأحتمال ان تتطابق الأنسجة وهكذا وهي كانت تكمل دراستها في ذات جامعتي وتقربت مني حتى تجرب حظها وأن مات أخيها تكون كسبت شخص غبي يعتني بها حتى لا تكون وحيدة
حضرت يوم نجاح الزراعة لأخيها لتخبرني بكل برود أنها تريد الانفصال عني لأنني صغير عليها وهي تريد رجل بحق وكنت مجرد وسيلة لم اصدق حينها توسلت إليها بالحظة ضعف وألم مني حتى تتجاهلني وتغادر وكأنها لم تجرحني لو أنها كانت مخلصة لما حزنت مقدار ذرة لكن فعلتها تلك ضربتني بمقتل ساءت حالتي كثيرا تلك الأيام ولم تستقر سوى حين قدوم عامر ومساندته
قال رواد – ربما لم ترد ان تربطك وتقيدك حتى لا تتخلى عنها أنت بعد ذلك وقد تكون شعرت بتأنيب الضمير وقررت تركك
قال بسخرية – لم يعد يهم صدقني ما حصل قد حصل وانظر خرجت بحسنة من هذا الزواج ابني جابر
قال بتهكم – الذي يشبهها
أجاب ببرود – لا يهم أنه ابني أنا وأحبه كثيرا
صمت رواد قليلا ليردف – هل تشعر بالراحة
أجاب بمرح – ربما قليلا بمثقال ذرة
ضربه بأحد الوسائد ليقول بحنق – استمع لقصة حياتك الحزينة لتقول بمقدار ذرة غبي
ضحك بمرح وهو يبتعد عنه ليقول – دورك الآن ما قصت حياتك
أجاب ببرود – احيا اكبر كذبة في حياتي والدي زور اسمي وقد اخرج شهادة وفاتي حتى لا يهدده احد بي واغلب من حوله يظنون بأنني لقيط من الميتم
نظر نحوه بدهشة ليقول – ماذا ؟
أجاب ببرود – حياتي كتاب أحزان من الأفضل أن لا تعرفه حتى لا تعقد أمورك انهض هيا لنجد شيءً ما نلههي به انفسنا حتى الغد
نهض وهو يتساءل بفضول عن كل شيء ورواد يتجاهله ببرود ليقرر أخيرا التوقف والبحث عن وسيلة للتسلية ليمضيان وقتا ممتعاً معاً بسعاد .
|