المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الباب المخلوع.
الباب المخلوع.
من النظرة المباحة تجدها سمراء هيفاء ممشوقة ، رشيقة. تجذبك قسمات وجهها الخمري. ملامحها موزعة في تناسق بديع (مسمسم ) على مسافات مقدرة بحسبانه سبحانه وتعالي؛ تبعث الجمال الآسر أسرا مرغوبا لا فكاك منه،لولا خشية الله تعالي.
لا فيها تنافر البعد الذي يكل اللمحة، ولا اختلال القرب الذي يصرف النظرة. وإن كان صرف النظر عنها أحلى مآلا.
العيون الواسعة ذات البؤبؤ البني في العسلي اللامع وسط البياض الشاهق. نوافذ تشع جمالا ودهاء.
قالت:
- خطيب صديقتي رأي في معصمي سواري الذهبي الأنيق ذا الزخرفة الفرعونية الرائعة. فطير عقله، و رجاني إعارته له ليصنع لخطيبته مثله.
فأخذه، ولم يعده. رغم تكرار إلحاحي لرده. واليوم رأيت سواري معروضا في محل مجوهرات.
- وكيف تأكدت ؟
- رأيت خدشي فيه.
حرر لها بلاغا للمباحث علي ورقه المتوج بشعار:
"قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ" (17)القصص.
ما أن قابلا رئيس المباحث سلمت عليه باسمه في جرأة،وسألها عن زوجها المسافر للخارج .
كلف سيادته رقيبا بالمحضر.
بمجرد إنهاء المحضر سلمه، واستأذن في الإنصراف بسرعة شككت المحامي فاندفع قائلا:
- أطلب سرعة مهاجمة محل المجوهرات قبل أن يصل لعلمه البلاغ.
أومأ الضابط :
- اطمئن.
وسلم إيذانا بانتهاء المقابلة.
بعد ساعة عاد المحامي؛ قلقا للسؤال عما تم.
قال له المأمور:
- المشكو بحقه أخ للشيخ الفاضل وأرى أن تتصل بالشيخ.
قال العالم :
- إن هذه المرأة- منها لله- زوجها بالخارج منذ سنوات، تعلقت بالولد . فلما نمى إلى علمنا حاولنا إبعاده مرارا؛ ولم نفلح.
ثم قسرناه على العمل بالخارج بعد لأي.
- هل أعرفه؟
- أكيد؛ فهو بطل مشهور.
ناوله مجلة ملونة تحوي صوره .
فتوة. كل جسمه عضلات بارزة عفية. هامته المربعة الجبهة تنتصب كالصندوق فوق العنق.رقبته غليظة كالعمود المسلح.أحاطها بساعدين مرفوعين. تزين زنديه تكتلات عضلية لامعة صلبة. صدره البارز يعلوا بطنه الضامر ذي المربعات العضلية.
عاد فكر المحامي ينشط لدراسة الأمر من جميع جوانبه، وصوت قارئه المفضل يتغني في سمعه :"قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ" (17)القصص.
في المساء حضرت للمكتب، والمحامي عيناه تلتهم الأثر في صمت:( عن عمر بن الخطاب.
خرج ليلة فمر بامرأة فى بيتها تقول :
تطاول هذا الليل واسود جانبهوطال على ألا خليل ألاعبه
فوالله لولا خشية الله وحدهلحرك من هذا السرير جوانبه
فلما أصبح سأل عنها فقيل زوجهاغاز في سبيل الله
ذهب عمر إلى حفصة بنته:
- يا بنية كم تصبرالمرأة عن زوجها؟!
- قالت أربعةأشهر أو خمسة أشهر أو ستة أشهر.
فقال عمر يغزو الناس شهرا ذاهبينويكونون في غزوهم أربعة أشهر ويقفلون شهرا فوقت ذلك للناس في سنتهم فيغزوهم(
أسرع يغلق المرجع ودسه في القمطر.
رحب بها ومعها أطفالها: ثلاثة ذكور.
تسمر نظره عليهم،تفرسهم وجها وجها، وعينا عينا، ورأسا رأسا، وجبهة جبهة، ومن العنق إلي الأذرع الى السيقان؛ فاستقر في ذهنه من الوهلة الأولي وحتى تمام القافة أن كلا منهم صويرة طبق الأصل.
انتبه لنفسه،فغطي علي سرحانه بنفحهم الحلوى، وملاطفتهم.
ثم التفت لأمهم:
- انتهي دوري.
|