المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
حكايات مغتربة
حكايات مغتربة
البارت 1
جلست بجوار نافذة غرفتها المطلة على حرم جامعة هانيانغ احد افضل جامعات كوريا، تراقب سارحةً بعينيها العسليتين الواسعتين غير آبهة بما يحدث في الساحة، تبحث في ذاكرتهاعن لحظاتٍ كانت ولازالت ترسم على شفتيها المكتنزتين ابتسامةً مشرقة. بينما هي كذلك واذا بطرق مفاجىء يقطع عليها حبل ذكرياتها...
ردت بصوت رقيق: من هناك؟
الطارق: افتحي سارة..
عرفتها من صوتها الممتلىء بالحيوية..(كيم سي هيون) صاحبة الشخصية المشرقة. هي فتاةٌ في سنتها الجامعية الثالثة، تبلغ من العمر 21 ربيعاً يحبها جميع اصدقائها لمرحها الدائم وطيبة قلبها.
قفزت سارة من كرسيها ومشت بخطوات سريعة لفتح باب الغرفة..
سارة: اهلاً سي هيون .. اين كنتِ ولم لا تردين على هاتفكِ؟ قالت لها بلهجة عتاب.
سي هيون: اوه! لقد نسيت هاتفي في غرفة صديقي (جانغ سو) سأذهب له حالاً.. ابقِ باب غرفتكِ مفتوحاً.
سارة: حسناً ولكن عودي بسرعة!
جلست سارة على سريرها المبعثر ملتقطةً ملاءتها وسادلةً شعرها على مخدتها القطنية مستغرقةً في ذكرياتها....
————————————————
Flashback — البحرين — 2010م
ارتدت مريلتها الوردية استعداداً لعمل طعام الغذاء وانهمكت في تقطيع البصل والطمام، واذا باصبع تمتد لخصرها وتدغدغها بلطف..
قفزت الام فجأةً وجفلت عيناها..ثم التفتت وهي تعقد حاجبيها بحزم نحو ابنتها..
الام: سااارة!!؟ جم مرة قايلة لج لاتسوين لي هالحركة ماحبها!
ردت سارة محاولة اخفاء ابتسامتها الواضحة: انزين شسوي ماما! ملل!!
الام تبتسم رافعة احدى حاجبيها: اذا ملل تعالي ساعديني وقطعي وياي السلطة.
سارة تتهرب: لالا خلاص مو ملل!
خرجت سارة من المطبخ مسرعةً للتملص من اعمال المطبخ..فهي فتاةٌ كسولة محبة للراحة والجلوس بدون فائدة. اخذت سماعات هاتفها ووضعتها في اذنيها لتستمتع بأنغام موسيقاها الهادئة المفضلة واخذت تتمايل راقصةً بخفة.
وبينما هي تتراقص..خُيِّل لها بأنها سمعت صوتاً يناديها..فأزالت إحدى السماعتين لتتأكد وظلت ثابتةً في مكانها لثوانٍ، وإذا بصوتٍ يعلو قادم من المطبخ..
صاحب الصوت: ياساااارة! ماتسمعيني اناديج!؟
سارة: ماكنت اسمع كنت حاطة الهيدفون..جاية!
اطفأت ماكانت تستمع اليه وانطلقت مهرولةً باتجاه المطبخ..قبلت جبينه وهي تحاول بيديها ان تزيل احباط والدها الذي تعب وهو يناديها بأعلى صوته وأخذت تبتسم بدلال..
سارة وهي تقرص خد والدها: يااا عبد الله.. والله مايليق عليك تعصب!!
عبد الله يحاول اخفاء ابتسامته: ماتجوزين عن هالحركات يابنتي!؟ لما أناديج تعالي على طول اوكي؟
سارة: قلت لك يبى حاطة الهيدفون ماسمع شي!
مد يده نحو اذنها واخذ يقرصها بخشونة مازحاً مما آلمها قليلاً وهو يردف قائلاً: قصري عليه هالمرة اذونج بتخترب ترى!
سارة: آآي انزين انزين. وهي تحاول إزالة يد والدها.
————————————————
في الوقت الحالي — البحرين
لبس نظارته الشمسية وخرج ببدلته الرسمية الرصاصية من المطعم متجهاً لسيارته الكاديلاك (موديل اي تي اس) الزرقاء ذاهباً لعمله بعد ان انتهى وقت استراحة الغذاء..فاجأه اتصال وهو يهم بتغيير اتجاه المقود استعداداً للخروج من مواقف المطعم، فوضع سماعة البلوتوث بأذنه واخذ يتحدث مع المتصل اثناء القيادة..
المتصل: ها خالد شلونك؟
خالد: هلا والله بحماري (مزحة اعتادها خالد مع اعز اصدقائه)
المتصل بلهجة مازحة: ياحمار احترم عااد..انا سعود شيخك سامعني!؟
خالد: هههههاااااي..شاخت عليك ضروسك قول آمين!
سعود: ههههههههههه آمييين
خالد: انزين الحين شتبي متصل خلصني؟
سعود: الله اكبرر!! خف علينا يالمشغول يالبزنس مان..
خالد يتصنع العصبية: يلا عاد قول لا صكيته بويهك!
سعود بضحكة: ههههه انزين انزين..مابتيي القهوة اليوم؟
خالد: جاينكم اليوم عالموعد لاتخاف..عالثمان ونص آنا موجود...يلا عطني مقفاك الحين تراني وصلت الشغل.
سعود: يلاا عيل باذلف..مع السلامة
خالد بعجلة: باي..باي
نزل خالد من السيارة مسرعاً فقد تأخر ربع ساعة على عمله بسبب الازدحام الخانق بالقرب من منطقة السيف..فهو يعمل في بنك HSBS !
وحالما وصل الى مكتبه.. كان المدير كثير التذمر في انتظاره...
المدير: وينك فيه ياخالد؟ ليش متأخر هالكثر؟ هني بنك موب شركة عادية!
خالد مبرراً: يابن الحلال زحمة اليوم! اليوم الخميس والعالم كلها هني! كلها دقيقتين الله يهداك!
المدير مقطباً حاجبيه: لاا مو دقيقتين! ربع سااعة!
خالد: ماعليه يابو محمد حصل خير.. امسحها بويهي هالمرة..
مشى مديره وهو يتمتم بتذمر بينه وبين نفسه مومئاً برأسه يميناً وشمالاً..تنفس خالد الصعداء وفتح زره الأول وفك ربطة عنقه قليلاً ثم هم بالجلوس لاتمام مابقي من عمله وهو يتمتم بحنق محدثاً نفسه: بنك ابوك اهو؟ لما يصير بنك ابوك بعدين حاسبني..باللي مايحفظك! ليش ماتقول لحبيبة قلبك سمر لا تتأخرين!!
|