كاتب الموضوع :
برد المشاعر
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
هذا الجزء إهداء لكل قراء الرواية ولكل من شجعوني
~~~***~~~
الجزء السابع
آنـــــين
العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا
آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه
ركضت آنين باتجاه غرفتها أغلقت الباب وجلست خلفه تبكي بألم من كرامتها المجروحة
آنين : لما ظهرت في حياتي إن كنت ستتخلى عني وتفعل بي هكذا .... لقد خذلتني يا إياد
ارتمت على السرير واستمرت في البكاء لوقت طويل ثم غلبها النعاس ونامت ... استيقظت بعد ساعات
ووجدت زهرة أمام عينيها مباشرة أمسكتها آنين بغضب وقطعتها بين يديها ورمت بقطعها في كل مكان
وهي تقول بصراخ وأسى : جبان ... مخادع ... هل ستبقى تهديني أزهارك إلى أن أتزوج وأنجب أطفالا
هذا ما أحصل عليه منك ...الكلام الواهم والأزهار البالية ....حتى أنك لم تكلف نفسك بقول شيء
لي ... أكرهك يا إياد أكرهك .... ثم بدأت بالبكاء من جديد
بعد ساعات نزلت آنين للأسفل وكانت ترتدي فستانا بلون السماء بخيوط ملفوفة حول الخصر ومن عند
الكتف حتى الكتف الآخر باللون الأزرق الغامق وبكمين طويلين ... وجدت العمة وياسر وزياد في الأسفل
العمة بابتسامة سرور : هيا تعالي يا عروسنا الجميلة
ابتسمت آنين ابتسامة باهتة حاولت قدر الإمكان أن تكون طبيعية ومعبرة
زياد بابتسامة : مخادعة لقد خدعتني وستتزوجين غيري
آنين : أنا لم أعدك بشيء يا هذا
زياد : بلى فاشل وفاشلة من المفترض أن نكون زوجان
آنين : لنكون آسرة فاشلة وأبناء فاشلين ونقدم برنامج تلفزيوني عن الفشل ونأخذ جائزة الفاشل الأكبر
زياد : هههههه ستكونين فخورة بي .... لقد خسرتني وستندمين في المستقبل
مد يده لها وقال : مبارك يا ابنة خالي العزيزة
آنين : شكرا لك
زياد : لا أحسدك على الزوج ألنكدي الغاضب ..... متى ستتزوجان
آنين : ولن أحسد زوجتك على الحياة الزوجية الفاشلة
ياسر بابتسامة : دع لنا مجالا لنبارك لها أمسكت شاكر ساعة والآن آنين .... مبارك يا آنين أتمنى لك السعادة
آنين بابتسامة رقيقة : شكرا لك يا ياسر أتمنى أن أبارك لك قريبا
ثم وجهت كلامها لزياد : يعرف كيف يبارك ليس كمن يجعلك تكره الزواج
زياد : الحق علي لأني كنت أحذرك مما ورطتي نفسك فيه
..... : أرى الجميع مجتمعين هنا
العمة : تعالى وانقد عروسك من هذا الوحش
شاكر وهوا يقترب من أنين : ما الذي يفعله المتوحش بعروسي .... أحذرك يا زياد من مضايقتها ها أنا
لديك فافعل ما شئت
زياد : كنت أقنعها بالحياة السعيدة معك وأن لا تتراجع عن قرارها
ضحك الجميع إلا شخص واحد وهوا ياسر كانت نظرات الاستياء الموجهة منه لشاكر وحدها الشيء
الصادر عنه
العمة : هل سنقيم حفل خطوبة أم ماذا قررتما بهذا الشأن
شاكر : لم نتحدث بالأمر بعد
ثم نظر لأنين : آنين هل لي أن أتحدث معك قليلا
آنين : بالتأكيد
غادرا باتجاه مكتب شاكر وزياد يصرخ بهما : هيه لما لا تتحدثان هنا أمامنا
شاكر : عمتي أسكتي ابنك أو قطعت لسانه
العمة : أسكت أنت لا شأن لك بهما
زياد : غبية كيف تركت زرق العينين شقر الشعر أولئك ووافقت على شاكر
العمة وهي تضربه على كتفه : وما به شاكر ألا يعجبك .... إنه أجمل منك حتى
جلست آنين على الكرسي وجلس شاكر بجانبها
شاكر : لقد تحدثت مع زوج خالتك
آنين : بهذه السرعة
شاكر : لماذا هل غيرتي رأيك بالأمر
آنين وهي تهز رأسها نفيا : لا لم أقصد ذلك .... ماذا قلت لهما
شاكر : أخبرتهم أني أبن عمك وأولى شخص بك هم أجانب ولا يفهمون في هذه الأمور ولكنهم يعلمون
أهميتها عندنا نحن العرب وأخبرتهم أنه عليك أن تكوني قريبة من جدي وأن تعيشي هنا مع أهلك سألني
إن كنا قد أجبرناك فأكدت له أنك موافقة ولكنه أصر على سماع رأيك
آنين : هل عليا قول ذلك لهما .... لا أستطيع
شاكر : إنه متقبل جدا رفض أبنيه ولكنه خائف عليكي ويظن أننا نجبرك على الزواج بي
تنهدت آنين بضيق وقالت : حسننا سأتكلم معهما
شاكر : ماذا بشأن الحفل .. كل ما تريدينه سأقوم به
آنين : لا داعي لكل هذه الشكليات
شاكر : أنا أرى أن نعقد قراننا مباشرة والزواج تقررينه أنتي متى شئتي
آنين بصدمة : قران ...... نتزوج الآن
شاكر : سنعقد قراننا فقط إن كان لديك مانع نؤجل الأمر أيضا
سكتت آنين قليلا ثم قالت : حسننا كما تشاء
شاكر بابتسامة : إذا الخميس القادم نعقد القران ما رأيك
آنين وهي تقف مغادرة : كما تريد ... أعذرني أشعر بألم في رأسي سأصعد لغرفتي لأرتاح
شاكر وهوا يقف معها : حسننا لكن لنخرج معا لننقل لهم الخبر
خرجا لخارج المكتب ووجدا الجميع موجودين
شاكر : جيد أنكم جميعا هنا لدينا خبر لكم
زياد : ههههه لابد أن الخطوبة حديثة الولادة قد ماتت
شاكر : أنت لا تعرف شيئا أسمه تفاؤل بالخير ..... سنعقد قراننا الخميس القادم
صدمة كانت تعلوا وجوه الجميع وكانت العمة أول من تكلم وهي تحتطن آنين : حقا مبارك يا صغيرتي
شاكر : ما هذه العنصرية من المفترض أن تباركي لي أولا
العمة وهي تحتضنه : الآنسات الرقيقات أولا ... مبارك لك يا بني
ياسر بضيق واضح : فليعقدوا القران أولا ثم باركوا لهم .... وخرج متوجها ناحية باب القصر
زياد : مآبه مستاء هكذا .... لقد كان يبارك لأنين منذ قليلا وهوا مبسوط
العمة : هل سنقيم حفلا للعقد .... علينا أن نرتب للأمر
آنين : ما من داعي لذلك عمتي حالة جدي أصبحت تتحسن لا نريد العودة للوراء
العمة : ماذا عنك يا شاكر ما رأيك
شاكر : كما تريد آنين .... فالحفل من أجلها إن لم ترغب به فلا داعي له
العمة : أيعقل أن نعقد قران أبنينا هكذا ... دعونا ندخل الفرح لهذا المكان الذي عاش الكآبة لسنوات
شاكر : سنحتفل بزفافنا وافعلي فيه ما شئتي
آنين : عن إذنكم سأرى جدي وأصعد لغرفتي
غادرت آنين باتجاه الممر الذي يحوي غرفة جدها وهم يراقبونها
العمة : ما بها آنين هل هي متعبة
شاكر : قالت أنها تعاني من الصداع وهي قلقة أيضا بشأن خالتها وزوجها
آنين وهي تحتطن جدها : جدي لدي خبر قد يسعدك
ثم استوت جالسة وقالت : أنا وشاكر سنتزوج ..... جدي ما بك الست سعيدا لما لا تبتسم
ثم احتضنته وبدأت بالبكاء : جدي قل أنك سعيد قل شيئا أرجوك ساعدني لأكون قوية
همس الجد بصوت غير مفهوم : إياااااد ... إياااااد
آنين : جدي هل قلت شيئا ..... هل تحاول قول شيء
مسحت آنين دمعة تسقط من عين جدها وقالت بحب : يبدوا أن ثمة شخص أخر غيري غير سعيد بذلك
ثم احتضنته من جديد وقالت : كلهم سعداء إلا أنا وأنت يا جدي شكرا لأنك بقربي وتشعر بي
ثم غادرت غرفة جدها وصعدت لغرفتها وواصلت مسيرة بكائها التي لا تتوقف
عند المساء كانت آنين تجلس على سريرها تضم ساقيها لصدرها وتغمر رأسها في ركبتيها عندما
شعرت بهواء الشرفة يتسلل للغرفة .... رفعت رأسها ونظرت للواقف عند الشرفة بحزن وأعادت
رأسها عند ركبتيها
إياد : لما تبكي يا أنيني
آنين : لا شأن لك
إياد : لما وافقتي إن كنت لا تريدينه
آنين : ......
إياد : آنين أجيبي على سؤالي
آنين وهي تقف بغيض : هل ستخبرني عنك ... هل ستجعلني أرى وجهك ... هل ستظهر للجميع لتخبرهم
أنني لك و ملكك ولن أكون لغيرك كما كنت تقول .... هل ستفعل كل هذا يا إياد والآن
إياد : ليس الآن يا آنين لا أستطيع
آنين ببكاء وألم : إذا لا تلمني على ما سأفعل يا إياد لقد عرضت نفسي عليك مرتين وجرحت كرامتي
إياد ( أنتي لا تعرضي نفسك يا آنين أنتي أنبل من ذلك تأكدي ) : ......
آنين بعد أن رأت صمته توجهت للخزانة وأخرجت الدمية منها ورمتها على صدره لتقع أرضا
آنين : خدها .... هذا آخر ما تبقى لك لدي .... لا أريد رؤيتك مجددا أتفهم ذلك
وخرجت من الغرفة متوجهة لردهة الجناح ... ولأول مرة تدخلها في الليل ... ارتمت على الأريكة واستمرت
في البكاء
في يوم الخميس يوم عقد القران ....
كانت آنين ترتدي فستانا سكري اللون يلتف حول خصرها وينزل بانسيابية حريرية للأسفل ملامسا للأرض
مليء بالزخارف ومطرز بالأحجار الكريمة والخرز والعقيق في منظر خلاب .... شعرها مرفوع للأعلى
ومجموع من الأمام بواسطة تاج كريستالي ولأول مرة .... وماكياج مبهر زاد من جمالها وروعتها
نزلت للأسفل حيث كان أفراد العائلة يقيمون حفلا عائليا بسيطا
العمة : ما شاء الله .... ما شاء الله .... ما كل هذا الجمال يا صغيرتي
آنين بابتسامة وعيون الكل عليها : ألم أكن جميلة في السابق
العمة : بالطبع ولكنك الآن أجمل أنتي كالأميرات
زياد وهوا يكز شاكر بمرفقه : هيه أنت ستلتهمها بعينيك ألن تلبسها ما جلبت لها
تقدم شاكر منها ألبسها العقد والسوار الماسيين ثم الخاتم الماسي .... أمسك رأسها وقبل جبينها ثم همس
في أذنها : مبارك يا آنين ..... ثم قبل خدها وأحتضنها بقوة
آنين بهمس : شاكر إنك تخنقني
ضحك الكل وحك شاكر مؤخرة رأسه بيده بإحراج
زياد : ههههه كنت ستقتلها يا رجل ألا تستحي منا أو من عمتك على الأقل
شاكر : سنراك عندما تتزوج وتكون مكاني
زياد : ههههه لو كنت مكانك لحملتها بين ذراعي وركضت بها للأعلى
العمة وهي تضربه على رأسه : استحي قليلا أيها الفاشل
آنين كانت تكاد تبكي من الإحراج .... جلس الجميع وكانت آنين تجلس بجوار شاكر الذي كان ملتصقا
بها ويمسكها من كتفها تارة ومن خصرها تارة أخرى ... وهي تحاول تبادل الأحاديث معه ومع الجميع
والابتسامة قدر الإمكان لتكون طبيعية أمامهم
انتهت سهرتهم المتعبة لأنين وغادرت لغرفتها لتنفرد بألمها وحزنها
مرت الأيام الطويلة على آنين وهي منهمكة في دراستها التي جعلتها شغلها الشاغل ولم تكن تغادر غرفتها
إلا نادرا وحتى شاكر لم يكن يجلس معها إلا فيما نذر .... كانت تراجع دروسها عندما سمعت أحدهم يطرق
باب غرفتها بخفة
آنين : من
..... : هذا أنا شاكر.... هل أستطيع الدخول
آنين : أجل تفضل
دخل شاكر مبتسما وجلس بجوارها : ماذا تفعلي
آنين : أدرس .... الامتحانات أصبحت قريبة جدا
شاكر : لا تنهكي نفسك كثيرا لكي لا تزداد ألام رأسك
آنين : لم يؤلمني من مدة طويلة .... سأكون بخير
شاكر : آنين أود التحدث معك في أمر
آنين بقلق : هل هناك خطب ما
شاكر وهوا ينظر لهاتفه المحمول بين يديه : آنين لما أنتي لستِ سعيدة ... أراك حزينة دائما وصامتة
وشاردة الدهن طوال وقت جلوسك النادر مع العائلة وحتى معي وكأننا لسنا متزوجان .... آنين أخبريني بالحقيقة
آنين : أنا أحتاج بعض الوقت فقط .... تحملني يا شاكر أرجوك
شاكر : أنا سأستحملك لآخر العمر ولكن هل ستستحملين أنتي نفسك وهل ستستحملينني كزوج ..... آنين
تكلمي معي بصراحة إن كنتي لا تريدينني فسننفصل حالا ولن يتغير شيء اقسم لك ... ستبقي ابنة عمي التي
أحترم ولن تتزوجي أبناء خالتك ولا غيرهم حتى تنهي دراستك وتقرري بنفسك بمن سترتبطين ...بأي رجل
كان وأنا سأقف معك للنهاية
أنزلت آنين رأسها للأسفل ( لن أكسرك يا شاكر كما كسرني إياد .... لن أكون مثله .... لن أتركك في منتصف
الطريق كسير القلب والخاطر مثلما فعل بي ) ثم قالت بهدوء : لا شيء يا شاكر أريد بعض الوقت فقط
شاكر وهوا يقف ويضع يده على كتفها : آنين سأنتظر أن تحكي لي ما بك تعالي للحديث معي متى شئتي
وأنا لا زلت عند وعدي
أمسك بذقنها ورفع رأسها للأعلى طبع قبلة خفيفة على خدها وشفتيها ثم خرج
نزلت دموع آنين تنحدر من عينيها ( كيف لي أن أكسرك يا شاكر أنت شاب رائع في كل شيء ...تبا لقلبي
الغبي هذا )
بعد مرور عدة أيم و آنين جالسة في غرفتها لم تدرس خلالهما حرفا واحدا تعيش حزنها وحيرتها تحاول
أمساك نفسها عن الدموع كما كانت تفعل طيلة الشهور الماضية
آنين : عليا أن أتحدث مع شاكر عن كل شيء وأعلم حقيقة إياد ... لن أذهب لذلك الشاب ولن أهين نفسي أكثر
سأفعل ذلك لكي أرتاح و لأريح شاكر... لن أكون السبب في تعاسته معي طوال العمر
خرجت من غرفتها ونزلت راكضة بسرعة للأسفل
زياد : هيه مهلك قليلا ... لقد تزوجتي وسيصبح لديك أطفال ولازلتي تركضين على السلالم
آنين : أين هوا شاكر هل خرج
زياد : آآآآه قولي أن كل هذا الركض شوقا لرؤية زوجك ..... لقد رأيته يدخل الحديقة منذ قليل
آنين : سأذهب لرؤية جدي وأراه عندما يعود
توجهت للممر وغادر زياد متوجها للأعلى
وقفت آنين فجئه .... ( سأذهب للتحدث معه هناك سيكون الأمر أسهل)
خرجت آنين بحثا عن شاكر سمعت أصوات وكأنها شجار اقتربت فرأت ياسر وشاكر يتناقشان بحدة
والصوت أصبح واضحا لها
ياسر : ما الذي تفعله يا شاكر .... ما كل هذا الجنون
شاكر : إنها حياتي ووحدي أقرر... آنين زوجتي وانتهى
ياسر : هي ليست حياتك لوحدك يا شاكر هي حياة آنين أيضا ..... آنين من المفترض أن تكون زوجة
إياد وليس شاكر
شاكر : إياد مات لقد قتله الجميع منذ سنين يا ياسر فبأي حق ستقول أنها له الآن ... لقد سرقتم ماضيه
وحاضره ... لقد قتلتموه ليعيش شاكر خسر كل شيء بل أتمن شيء وهي آنين فليأخذها شاكر هي أيضا
دعوا إياد وشأنه دعوه يعش سعيدا ولو لأيام
ياسر : وهل سيكون سعيدا هكذا ... سوف تكونوا تعساء جميعكم جميعكم يا ... يا إياد
شاكر بابتسامة سخرية : أنا شاكر يا ياسر.... شاكر وليس إياد أم نسيت
ياسر : لم أنسى ولن أنسى ... ولم أتحدث معك الآن إلا لأنني ما نسيت ذلك يوما
شاكر : وما الذي فعلته يا ياسر غير أنك توقفت عن الكلام هل ترى هذا حلا
ياسر : قررت الصمت حينها على التفوه بالأكاذيب كيف كانوا يريدون مني أن أعلم أنك إياد و أعيش
معك على أنك شاكر ما كان من حل أمامي .... أخبرني ما الذي فعلته أنت لقد كنت تعلم انك غير فاقد
للذاكرة كما يتخيلون وعشت الدور الذي رسموه لك
شاكر : ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني تستيقظ من غيبوبتك لتجد الكل يناديك بشاكر وهم يعلموا جيدا
أنه لست أنت .... ماذا كنت ستفعل وأنت تراهم يقتلوك ليحيوا غيرك ويسرقوا منك كل شيء حتى آنين سرقوها
مني لتموت مع ماضي إياد بل لتموت مع إياد الماضي .... لقد قتلوني يا ياسر أتعي ما أقول ... قتلوا إياد وأنين
وجدي ليحيوا شاكر ... شاكر تؤمه الذي لا يشبهه إلا في الشكل ... سيء الخلق الصعلوك الفاشل الذي يكرهه
الجميع ليصبح رجل الأعمال الذي يمسك كل أموال العائلة وكل شؤونها ثم ليحظى بأثمن شيء وهوا آنين
ياسر : أنت تحكم عليها وعلى نفسك بالتعاسة طوال العمر.... إنها لا تريدك هي تريد إياد كما تعلم جيدا
شاكر : و هل كنت تريد مني أن أتركها تتزوج من أبن خالتها وتذهب مني مجددا و أنا أتفرج ....زواجها
من شاكر هذا لنحيا حياة تعيسة لكلينا أهون علي ألف مرة من أن تكون لغيري .... من أن تنام بحضن
رجلٍ غيري .... ولو عشت في تعاسة معها طوال العمر كان يكفيني أن تكون لي ... لي لوحدي
كانت آنين تغلق فمها بيدها ودموعها تنهال بغزارة وهي تستمع لما يقولانه
آنين ( شاكر وإياد ..... لا مستحيل ما الذي يجري هنا..... شاكر هوا نفسه إياد .....أنا زوجة إياد وإياد
هوا زوجي زوجي أنا..... سأجــــنـنننـ .....آه راسي ) أمسكت رأسها وغادرت باتجاه القصر صعدت السلالم
وزياد نازل للأسفل .... بعد قليل دخل شاكر
زياد : آنين كانت عند جدي وصادفتها الآن تصعد للأعلى ممسكة برأسها وملامحها لا تندر بخير أذهب
لرؤيتها يا شاكر
صعد شاكر لغرفة آنين طرق الباب ودخل مباشرة وجدها تجلس على الأرض مستندة بالسرير وتبكي
نزل عندها وقال وهوا يضع يده على رأسها : ما بك يا آنين أخبريني ...سننفصل إن أردتي ذلك ولكن
لا تبكي أرجوك
حضنت آنين شاكر ولأول مرة .. وهي تبكي بمرارة .... بكت كل دموع الشهور الماضية التي أمسكت
فيها نفسها دون جدوى عن البكاء .... بكت آنين و إياد الماضي ..... و بكت آنين وشاكر الحاضر
وهوا يمسح على رأسها ويقبله بين الحين والأخر
شاكر : لا تقلقي يا آنين سأفعل كل ما تريدي ليس بإمكاني استحمال دموعك الغالية .... لن أغضب ولن
أتغير معك لانفصالنا ولن ألقي باللوم عليك أقسم لك بذلك
آنين دفنت نفسها في حضنه أكثر وقالت بصوت باكي : لا .... لا تتحدث عن الانفصال مرة أخرى ... لن
ننفصل أبدا
شاكر : إذا ما بك .... أخبريني هيا
آنين : لا شيء .... أنا أريد فقط البكاء في حضنك .... ألا يحق لي ذلك
شاكر وهوا يزيد من أحتظانها : بلى يحق لك .... وحدك من يحق لها هذا .... و أقسم لن يكون حقا
لغيرك يا آنين حتى الموت
آنين : لا تتحدث عن الموت ... يكفي ما فقدته بسبب الموت .... لا تتركني ... لا تتركني أرجوك
شاكر : هيا توقفي عن البكاء
ابتعدت آنين عن حضنه ومسحت دموعها أمسك شاكر بوجهها وهوا يمسح دمعة من عينها بإبهامه
وقال بابتسامة : إذا أريني ابتسامتك الجميلة التي غابت كثيرا
ابتسمت أنين ونزلت دمعتان من عينيها احتضنها وقال : قلت ابتسمي وليس ابكي من جديد يا مشاغبة
مرت أيام على آنين سجينة الغرفة تأكل الأفكار رأسها ولا تجد تفسيرا واضحا لما يجري
آنين ( لو أني أتذكر الماضي فقط ... لا أستطيع أجبار رأسي السيئ هذا لأنني سأتألم بشدة ..... لما قتلوا
حقيقة إياد ليكون شاكر لماذا .... إن كانوا لا يحبونه فلماذا فعلوا بإياد ما فعلوه ما الذي حدث في ذلك اليوم ..
مات شاكر ودخل إياد في غيبوبة ومرضت أنا وجدي أيضا لأصبح في بلاد آخر وقد نسيت كل شيء ويصبح
إياد شاكر ... يشبه اللغز المحير..... كيف لي أن أصدق هذا .. إياد كان أمامي طوال الوقت وأنا .... آآآخ منك
يا إياد كيف كنت تخدعني وتلعب علي الدورين ... لهذا تركتني أتزوج شاكر أنت من طرد البستاني لأنه
أعطاني زهرة وهددت بقتله إن أقترب مني ما كنت لتسمح لأحد أن يأخذني منك ..... ولكن كيف سأعيش
معه و أنا أعلم من يكون أناديه شاكر كما يناديه الجميع اسمي في عقد الزواج مرتبط بشاكر ..... يجب
أن يتغير كل هذا لكني لا أستطيع التحدث معه عما سمعت ... عليا أن أتذكر )
سمعت آنين صوت طرقات على الباب ثم دخلت عمتها بعدما استأذنت
العمة : ما بها صغيرتي الحبيبة لم نعد نراها
آنين قامت و احتضنت عمتها بحب وقالت : بخير عمتي لا تقلقي ( ذاك المغفل إياد حرمني حتى من
فرحتي بالارتباط به .... سأريه )
العمة : هيا أنزلي معي للأسفل لأتأكد أنك بخير
آنين : حسننا سأفعل ذلك لتتأكدي
نزلت آنين وعمتها للأسفل فكان شاكر وزياد هناك
جلست آنين بجانب عمتها بعيدا عنه ونظرت إليه وهي تحدث نفسها ( أنت إياد ليناده الجميع إياد ...إياد فقط )
زياد : ههههه لما أنتي هاربة أجلسي بجانب زوجك ... أم أنكما قد تشاجرتما
آنين : لو كنت أعلم أنك هنا ما نزلت
زياد : ههههه ولا حتى من أجل شاكر
آنين سكتت محرجة ولا تدري ما تقول
إياد بحدة : لما لا تتركها وشأنها ما إن تراها حتى تانهال عليها
زياد : لا لا لا مهلك علي لا تقتلني ..... لا تخف لن تتأذى مشاعر زوجتك
إياد : لما لا تتزوج أنت وترحمنا من شرك
زياد : من زوجة كئيبة كهذه لم تبتسم منذ شهور بالتأكيد لن أستحملها مثلك يا رجل
إياد بغيض : زيااااد
زياد : سأقوم لترتاحوا مني
آنين ( معه حق كيف استحملني كل ذلك ... بل كان مستعدا للعيش معي بتعاستي على أن يتركني لأبن
خالتي .... ولكنه المخطئ لما لم يخبرني بالحقيقة .... آآآآه هوا يعلم أنني لن أرضى بذلك وبالفعل لن أرضى
أن أكون زوجة شاكر وهوا إياد )
ثم نضرت له بتمعن ( إياد كان أمامي دائما وأنا أتمنى رؤية وجهه ولو دقيقة هذه العينان السوداء الجميلة
والملامح الوسيمة والبشرة السمراء الجذابة كلها لإياد وأنا لا أعلم )
نظر لها إياد وأبتسم .. ابتسمت أنين في خجل لأنه أمسكها تنظر إليه ثم أشار لها برأسه لتلحق به لمكتبه
دخل المكتب ودخلت خلفه وقف مقابلا لها أمسك وجهها بيديه وقال : هل صرتي بخير... لم تعجبيني ذاك
اليوم لقد بكيتي كثيرا
ثم ابتسم قائلا : حتى أنني قمت بتبديل قميصي لأنه غرق بدموعك
ابتسمت أنين بخجل وهي تنزل عينيها للأسفل ثم احتضنته وقالت : نعم أصبحت بخير أنا آسفة على كل
الأيام الماضية
إياد وهوا يحتضنها بقوة : ما كل هذا التطور .... إذا سنبدأ من جديد
آنين : أعدك أن أحاول
ابتعدت عن حضنه رفع رأسها للأعلى بأصابعه ثم وضع انفه على أنفها وجبينه يلامس جبينها وقال وعينيه
في عينيها : هل ستكونين لي .... لي وحدي
آنين : أجل ...
ثم شعرت بشفتيه تلامس شفتيها ويداه تحيط بخصرها بقوة فخلصت نفسها منه وركضت
مسرعة باتجاه الباب
إياد : انتظري يا آنين أنا آسف فلنتحدث فقط ( أحمق ما كان عليك أن تتهور )
ثم جلس على الكرسي واتكأ برأسه على يده وقال : سامحني يا إياد فلم يتركوا لك شيء ولا مكان .... ولكن
هل سترضى أن يسرقها منك شاكر أن تحبه وتنسى وجود إياد ماذا لو تذكرت كل شيء لن تسامحك حينها
لن تحبك ولن تحب إياد
صعدت آنين السلالم راكضة ( ماذا فعلتي يا غبية كله بسببك ما كان عليك احتضانه ألا تستطيعي التحكم
في نفسك قليلا )
ثم دخلت غرفتها وارتمت عل السرير ( كنت مشتاقة إليه أردت أن احضنه فقط ... أحبك يا إياد ولكن كيف
تريدني أن أحب شاكر وأنساك .. كيف تريد مني هذا .. كيف تجرم في حقي كل هذا الجرم ... لما تفعل بي
هكذا .... كيف سأناديك طوال الوقت بشاكر وأنت إياد ... كيف أحبك على أنك إياد وأنت تعتبره حبا لشاكر
كيف أحتضنك على انك إياد و أنت تحسبني أرتمي لحضن شاكر ...... كيف .. كيف يا إياد )
في اليوم التالي خرجت من غرفتها ونزلت لغرفة جدها أخرجته بالكرسي المتحرك بعدما أصبح بإمكانه
الجلوس عليه وسارت به خارجا للحديقة
آنين : أنظر يا جدي لقد أصبحت الحديقة أجمل وأنت فيها
..... : مرحبا بصغيرتي وجدها الحبيب
آنين : مرحبا بالعم صابر.... كيف حالك
تنهد صابر بأسى وقال : جيد بعض الشيء
آنين : ألم تقرر بعد أن تحكي لي ما يؤلمك
صابر : وما تفعلي بالمآسي
آنين : وماذا إن قلت لك أني أريدها
صابر : أبنتي يا سيدة آنين
آنين : ما بها أبنتك وهل لديك ابنة لم أكن أعلم
صابر : نعم لدي وليس لدي في نفس الوقت
آنين : لم أفهم
صابر : لدي أبنه ضاعت مني منذ سنوات ولم أعلم بوجودها على قيد الحياة
إلا من أشهر ولا استطيع الوصول إليها
آنين : كيف ذلك ..... كيف تعلم عنها أين تكون ولا تستطيع الوصول إليها
صابر : تلك قصة طويلة إنها الآن عند رجل يسجنها ويجعلها تخدمه وتعمل في حظائر الحيوانات لديه
آنين : يا الهي كيف يفعل كل هذا بها
صابر : يريد الانتقام مني
آنين : وما ذنب أبنتك
صابر : ليس لها ذنب سوى أنها أبنتي
آنين : لما لا تخلصها منه
صابر : لا أعرف أين تكون إنه يتصل بي ويسمعني صوتها يعذبني ليرتاح من عذابه
آنين : لماذا ... ما الذي فعلته له
صابر : إنها قضية قتل وسجن وحكاية طويلة لا يريد أن يسمع شيء مني
آنين : إنها حقا حكاية محزنة كم أتمنى أن تجدها وتعودا لبعضكما لما لا تطلب
من شاكر ( آه كم أصبحت أكره مناداته بهذا الاسم ) ليقوم بمساعدتك
صابر : هوا يحاول مساعدتي كثيرا ولكننا لم نصل لنتيجة حتى الآن
آنين : ستجدها يوما مادامت على قيد الحياة الأموات وحدهم من لا يعودون
صابر : أتمنى ذلك ..... اتركيني أساعدك في تحريك كرسي السيد
آنين : لا شكرا يا عم أنا أحب فعل ذلك بنفسي
مرت أيام على آنين تحاول فيها ترجمة مشاعرها وتوجيهها للشيء السليم ودون جدوى
آنين ( كيف لي أن أفعل ذلك كيف سأرضى بهذا الشيء إنه صعب صعب جدا لقد أصبحت أتجنب مقابلته
بحجة الدراسة التي لم تعد تنتهي والأساتذة داخلون خارجون وهوا يتجنبني مراعيا لي ... ولكنني لم أصل
لنتيجة كيف سنعيش بهذا الوضع مستحيل ... لدي فكرة مجنونة ولكن سأطبقها يجب أن أعلم مشاعره
اتجاهي يوجهها بأياد أم شاكر قد أدفعه للاعتراف بحقيقته لي )
نزلت أنين من السرير ارتدت فستانا زهري اللون يصل نصف ساقيها مقلم الأطراف ومقلم الأكمام
الواسعة التي تصل للكوعين مشطت شعرها وخرجت لخارج القصر
سارت بعيدا مبتعدة قدر الإمكان حتى رأته يخرج من بين الأشجار
آنين ( لو أعلم فقط كيف يعرف أني ابتعدت ) : ماذا تريد
إياد : لا تبتعدي ألم أقل لك ذلك أعرف أنك تفعلين هذا لتريني
آنين : ولما كل هذه الثقة أنا لم أحظر لأراك
إياد : لما تغضبي مني وأنتي التي تزوجتي أنا من عليه أن يغضب
آنين ( ممثل ) : بل أنت الملام أنت رددتني خائبة و أنا أكاد أترجاك أن ..... وبدأت بالبكاء
أقترب منها وضمها بين ذراعيه وقال : أقسم أنني أحبك يا غبية أقسم بذلك
آنين وهي تشد من احتضانه : كاذب
أبعدها عنه وقال : لست كاذبا يا أنين وأنتي من تزوج
آنين ببكاء : ماذا كنت تريد مني أن أفعل ... أنت لم تعطيني حلا لقد تهربت من الأمر كله ... لماذا خرجت
في حياتي مادمت ستتركني وحيدة.. لماذا جعلتني أحبك من جديد فوق حب الطفولة و أنت لا تملك سوى
كلمة " لا أستطيع "... لقد أحببتك يا إياد ولكنك خذلتني ... لم أستطع نسيانك أو نسيان جرحك لي لما
تركتني ... لماذا
أمسك وجهها بيده وقال : أنيني
ضربت آنين يده لتبعدها قائلة : لا تقل أنيني ... لا تقلها ... أنا لم أعد ملكك أتفهم
إياد : ما كان بيدي شيء أنتي لم تعرفي ظروفي لكنتي عذرتني
آنين : كنت قلت أي شيء ... أي شيء يا إياد لأرفضهم جميعا ولكنك لم تفعل ... لو أنك طلبت مني الهرب
معك لفعلت ولكنك أحمق وجبان وستخسرني للأبد
إياد : هل صرتي تحبينه
آنين : لا .... لأنني غبية وحمقاء .... ولكن سيحدث ذلك يوما ولن تجدني بعدها .... ستموت آنين مع
ذكرياتك التي تخليت عنها .... ستموت كما مات الماضي
ثم ارتمت في حضنه وبكائها يزداد شدة : علمني كيف أنساك مثلما علمتني كيف أحبك مرتين ... علمني
كيف أقتل حبا عاش بداخلي منذ الطفولة
مسح على شعرها وقال : كيف لي أن أعلم نفسي أولا لأعلمك ... أنا ضائع ... ضائع يا آنين ولا أعلم ما سأفعل
ثم أبعدها من حضنه وقال : أنتي متزوجة ... هل ترضي لزوجك أن يحتضن أخرى
دفعته آنين بقوة وقالت : أحمق ولن تتوقف عن إهانتي ماذا تظنني خائنة ولكن الحق معك ماذا أفعل هنا
مع معتوه مثلك
ثم غادرت آنين وتركته يتبعها بعينين محبة ومشتاقة وتائهة حزينة : كم أحبك .... كم أحبك يا فراشتي الجميلة
سجنت آنين نفسها في غرفتها لأيام ولم تستقبل حتى أساتذتها للدراسة ولاحظ الجميع التغير على شاكر أيضا
أصرت عمتها على الدخول لها حتى فعلت
العمة : آنين ما بكما أنتي وشاكر
آنين : وما به شاكر
العمة : غاضب طوال الوقت وحزين ومستاء حتى أني أخبرته أنك لا تخرجي من غرفتك فلم يرد علي
ماذا حدث بينكما
آنين : لا شيء يا عمتي لا شيء
العمة : هل أكذب عيني وأصدقك .... عليكما التحدث معا والوصول لحل للخلافات لن يجدي ما تفعلانه
نفعا ..... آنين مزاج شاكر في أسوء حالاته ما الذي حصل قد أساعدكما
آنين بحزن : لن تستطيعي مساعدتنا ولن يستطيع أحد فعل ذلك
العمة : ألن تخرجي من هذا السجن على الأقل
آنين : حسننا سأفعل ( مؤكد أنه غاضب مني ... هوا يعتقد أنني أخونه .... أبكي في حضن رجل غيره وأخبره
أنني لازلت أحبه مؤكد سيغضب مني .... ولكن ما عساي أفعل )
بدأت أنين تخرج من عزلتها ولكن إياد كان يتجنب البقاء معهم في وجودها ولا يتحدث معها
كان يجلس في مكتبه والأفكار تدور حوله كالهواء ( كيف لي أن أعيش معها وهي تراني شخصا آخر وتحب
غيري وتبكي بحضنه ... كيف سأتنازل لشاكر عنها أيضا ... كل شيء قد أتنازل له عنه إلا أنين إلا هي ...
هي تعرف أنه شخص أخر غيري أنا وتخبره أنها لا تستطيع نسيانه ... لماذا خرجت لها لما لم يلحقها شاكر
لإرجاعها لتعلم أن إياد رحل للأبد .... لا وبدأت أتفوه بالحماقات أمامها و أخبرها بمشاعري التي لم تمت
بعد اتجاهها ... ما العمل ..... ما العمل ..... ولكن لن يرجع إياد لأنه لم يرده أحد ... لن يعود لهم بعدما
تخلصوا منه ودفنوه مكان شاكر ....ولكني أريد آنين أريدها لإياد وليس شاكر أن تكون أمام الجميع لي
... لي وحدي لإياد فقط )
طرق الباب وعلم من الطارق فقد سمعه قلبه قبل أذنيه
إياد : أدخلي يا آنين
دخلت أنين قائلة : هل لي أن أتحدث معك
إياد : أنا مشغول الآن في وقت آخر
آنين : لا تتهرب مني يا شاكر سنتحدث الآن يعني الآن
إياد : حسننا تعالي أجلسي
جلست آنين مقابلة له وكل واحد منهما يجهز نفسه لقول ما عنده وقد قرر قرارا لنفسه
آنين ( عليا أن أوضح له ولوا توضيحا بعيدا ليعلم أنني لا أخونه كشاكر و أني لست سيئة فلو لم أكن
أعلم أنه هوا نفسه ما كنت لأذهب إليه أردته أن يعترف ولكني أفسدت كل شيء )
إياد ( عليا أن أنهي هذي المأساة التي أعيشها وأضعها معي فيها ... سننفصل وتعود آنين لإياد ترجع لي
حتى نجد حلا للأمر )
إياد :ماذا كنتي ستقولين
آنين : أ أ نــــ
إياد : أنا سأختصر عليك الطريق يا آنين سأبدأ منذ الغد بإجراءات الانفصال
آنين بصدمة : ولكن ليــــ ....
إياد يقاطعها ببرود : نحن لا يمكن أن نكون لبعض فلا داعي للكذب على أنفسنا أنا سأحررك مني
وعيشي حياتك كما تريدين
آنين ودموعها تتساقط ( لا ليس هذا ما أريده يا إياد كيف وأنا صرت لك ) : لا لن يكون هذا ... كل هذا
لأنك تضن بي الظنون أنا لست خائنة ولم أخنك معه ولم أكن لأبكي بحضنه و أخبره بمشاعري لو لم
أكن أعلم أنه أنت ولكنك لا تجد حلولا لمشاكلنا إلا بتعقيدها يا إياد أنا لست خائنة لتتخلص مني
الصدمة ألجمت إياد عن الكلام ولم يستوعب ما تقول
تابعت آنين : أجل علمت أنك إياد وسمعت حديثك و ياسر كنت أتمنى أن يتغير شيء بذهابي لك منذ أيام
ولكنك جبان ولا تريد إلا الاختباء خلف قناعك ... وضننت أنني أخون من أنا زوجتا له مع غيره وقلتها
لي في وجهي هل ترضي أن يحضن زوجك أخرى ... ولم تجد حلا سوى الانفصال ... ليكن إذا فأنا أيضا
لا أريد أن أكون زوجة لشاكر
ثم خرجت ودموعها تنهال على خديها وركضت لغرفتها وأغلقتها على نفسها
أمسك برأسه وقال : ما هذا الذي ألت إليه يا إياد كانت تعلم .... وأنت تفسد الأمر ضننا منك أنك ستصلحه
لماذا يحدث كل هذا لي
بعد مرور يومين
إياد: عمتي أين هي آنين
العمة : الست تعلم
إياد : أعلم بماذا
العمة ( يا الهي ضننتهما متفقان على الأمر)
إياد بحدة : أعلم بماذا يا عمتي .... ما بها آنين
العمة : جاءت خالتها وأخذتها ظننتك تعـــــ ....
إياد بغضب : ماذا ..... أخدتها أين ..... وكيف تذهب دون أذني
العمة بفزع : كانت تبكي ومرضت كثيرا بالأمس ويبدوا أنها اتصلت بخالتها لتأتي
إياد : مرضت ... ولما لا أعلم أنا بكل هذا الست زوجها
العمة : أنت كنت خارج المنزل طيلة اليومين الماضيين وهي رفضت أن أتصل بك كانت تصرخ من
رأسها ولم تنم طوال الليل ورفضت حتى الطبيب
إياد وهوا يغادر مسرعا : كيف تذهب دون علمي كيف تذهب وتتركني هكذا بين السماء والأرض
العمة ركضت خلفه وأمسكته : أين ستذهب يا شاكر
إياد : سألحق بها ... أين سأذهب لغير هناك
العمة : لا يمكن حل الأمور بهذه الطريقة يا شاكر .... أنت غاضب ولن تتوصلا لحل أهدأ قليلا وأعطها
فرصة لتبتعد وتفكر
إياد بأسى : أتركها .... كيف أتركها هناك مع أبناء خالتها هل تريديني أن أجن تماما هنا
العمة : أفعل ذلك من أجلي يا بني لقد أخبرتني أنكما قررتما الانفصال وأنه عليها أن تبتعد قليلا عدني
أن لا تلحق بها حتى تفكرا جيدا وتصلحا الأمور
إياد : أعدك .... اتركيني الآن
العمة : أين ستذهب
إياد : للجحيم.... فلم يعد يعنيني أين
ومرت الأيام والأسابيع على آنين وإياد ويفصل بينهما كل شيء حتى الهواء
إياد : هل تكلمتي معها
العمة : لا .... لقد رفضت كالعادة ... قالت خالتها أنها لم تخرج من عزلتها حتى الآن إنها تسجن نفسها
وترفض الحديث مع الجميع
إياد : تغلق هاتفها كي لا ترد على مكالماتي ذهبت إلى هناك مرتين ولم تنزل لرؤيتي رفضت حتى طلب
زوج خالتها منها النزول
العمة : لقد أضاعت حتى دراستها وتعبها وفاتتها الاختبارات مند زمن
إياد ( إلى الجحيم جميعها لقد ضيعت مني عقلي ) : إذاً لم تتوصلي لأي نتيجة
العمة : قالت خالتها أنهم عندما أخبروها أن زوجها يريد رؤيتها قالت لهم أنا لست زوجته هوا يريد
الانفصال عني ... هل ستنفصلان هل أخبرتها ذلك حقا يا شاكر
إياد : لم أجن لأفعلها لن ننفصل إلا على جثماني ...هي لا تعطيني فرصة للحديث معها
العمة : آنين ستقابل صديقاتها قريبا هي تحبهم كثيرا وهم مرتبطين ببعظهم بشدة لقد طلبت من خالتها
أن تتحدث معهم ليقنعوها ولنتأمل خيرا
~~~***~~~
لـــين
في الصباح أستيقضت لين فتحت عينيها رأت روز فوقها
لين : ضننت أنني قد مت ودخلت الجنة لكن عندما رأيتك عرفت أنني يستحيل أن أكون فيها
روز : ماذا تعني .... أنني لن أدخل لها أبدا
لين : هههه كيف حالك يا روزي
روز : بخير أنتي من يجب السؤال عن حالها
لين : بخير .... من غير لي ثيابي أنتي
روز : هههه ومن ظننتي زوجك النائم فوق
لين : وقحة .... كيف تقولي هذا الكلام
روز : أنا لم أقله أنتي قلتي أنكم عشاق وتزوجتم أيضا
لين وهي تقف : جيد أنك لا تعملي مع العمال وإلا كنتي أفضل مروج للشائعات
روز : أين ستقومين ... الجروح والخدوش في جسمك كثيرة عودي للسرير هيا قبل أن يعاقبني السيد
لين : وما علاقة السيد بالأمر
روز : هوا طلب أن لا تعملي أو تغادري السرير حتى تشفي تماما وقال أنه سيعاقبني إن لم تفعلي
جلست لين على السرير وقالت : لابد وأنه غاضب مني بسبب البارحة
روز : لقد خرج اليوم صباحا من القصر برفقة الحراس يبدوا أنه توجه للحظائر أو منزل العمال لم
يخرج السيد لهم سابقا أبدا
لين : وهل عاد
روز : نعم منذ وقت .... ماذا حدث لك البارحة يا لين من ضربك هكذا ومزق ثيابك يبدوا أن السيد
أحضرك إلى هنا
لين ( آه ذاك الوسيم لم أتخيله بهذا الشكل ) : لا أعلم احدهم امسكني وكان يشتم ويتكلم عن تسببي بسجن
أخيه ولا أذكر الكثير ... آآآآه
روز : ما بك هل أنتي متألمة من شيء
لين : لا ... قليلا فقط
قبل ساعات في بيت العمال
الجميع يتناول إفطاره في نشاط لبداية يوم جديد
سيف ( أحد العمال ) : هيه أين هوا سامح لم أره اليوم
سامر : لا أعلم لقد خرج البارحة ... ألم يعد
اشتغلت المكبرات بصوت رجل قائل : ليخرج الجميع للخارج وفورا
تفاجئوا جميعهم بما قيل وخرجوا رأوا سامح مرمي عل الأرض وقد تعرض لكل أنواع الضرب ورجل
بمعطف يغطي حتى وجهه وحراس ضخام مخيفين معه ... يقفون جميعا فوق العامل المرمي أرضا
روح : هذا هوا عقاب كل من يقترب من الفتاة و أشد من هذا أيضا .. تساهلت في الكثير من الأمور فلن
أتساهل في أمرها مطلقا وليكن ذلك معلوم للجميع إن لمس أحدكم شعرة منها فسيقتل على يدي
ثم غادر والحراس حملوا سامح وغادروا أمامه
نظر العمال لبعضهم ثم انصرفوا لأعمالهم دون كلمة لأنهم أصبحوا يخافوا حتى من الحديث عن لين
عماد : عم رشدي ترى ما فعل هذا الرجل بلين يبدوا أنه قد أذاها
رشدي : لا أعلم و أتمنى أن تكون بخير .... طوال الفترة الماضية لم أرها كنا نضع الأغراض عند
الباب ونغادر حسب الأوامر ولكني في الغد سأسأل عنها روز لأنها عادت منذ أيام وتستلم الحاجيات منا
في اليوم التالي
روز : هيا كلي هذا الحساء يا لين إنه مفيد
لين : لا أريد .... أععع ... أنا أكره جميع أنواع الحساء وحسائك خصيصا كيف كان يتناول السيد طعامك
طوال هذه السنوات
روز بغضب : كان يأكل ولا يتذمر مثلك ولم يقل لي يوما أن طعامي سيء
لين : آه مسكين لابد أن معدته تعاني من جميع الأمراض بسبب طعامك هذا
روز : لقد سأل عنك أحد العمال الذي أسمه رشدي يبدوا أنهم يعلمون بالأمر وقد ألح علي لأكلم السيد
ليراك هوا والصبي عماد ويطمئنوا عليكي ولكن بعد ما قلتي فلن أتحدث معه مطلقا
لين : لا روز لم أعرفك سيئة هكذا أنتي طيبة كثيرا
روز : يا لك من محتالة .... لقد تحدث مع السيد وقد سمح لهم برؤيتك
لين بسرور : حقا وكيف وافق
روز : لكي تعرفي قدراتي
ثم نظرت روز للقلادة التي أعطتها للين على الطاولة بعد أن انقطعت ليلة الحادث وضعتها في الدرج كي
لا يسمعها السيد وجلست بجانب لين وقالت بهمس : السيد سألني عنك خمس مرات كلما صعدت إليه بالطعام
أربعة بالأمس وواحدة اليوم حتى أنه بالأمس أتاني للمطبخ ليسأل عنك ... ما الذي حصل بينكما في غيابي
ها ... اعترفي هيا
لين : أبتعدي عني لم يحصل شيء ما الذي تعنيه بما قلتي
روز : حتى أنه وافق فورا على أن يزورك العاملان .... الأمر لم يعد طبيعيا
لين : إن لم تصمتي قطعت لسانك الصدئ هذا .... السيد يتعامل مع الجميع بطيبة لما الأمر معي أنا
سيكون غريبا
روز ( يبدوا أن ثمة أمور بينهم وعلي المساعدة ) : أسمعي يا لين الروماتزم يتعبني كثيرا والطبيب منعني
من صعود السلالم ما إن تشفي ستتولين أنتي المهام فوق ... سمعتي
لين : ولما ... تلك وضيفتك أنتي هذا كله بسبب كثرة النوم والكسل في الماضي حتى صدئت عضامك
روز : قولي ما شئتي لن أصعد السلالم فلن يفيدني شيء إن صرت مقعدة وسأتحدث مع السيد في الأمر
لين : على السيد أن يصرفك من العمل لأنك لم تعودي مفيدة لشيء أنتي هنا لتخدميه وها أنتي لن تعدي
له الطعام ولن تصعدي للأعلى ما نفعك إذا
روز : أفسد عليكي يومك ههههه
لين : بائسة ولا أبأس منك إلا أنا
في صباح اليوم التالي دخل رشدي وعماد إلى القصر لأول مرة في عملهما هنا وفي عمل جميع العمال
رشدي : كيف حالك يا صغيرة لقد قلقنا عليك كثيرا يبدوا أن مشاكلك لا تنتهي
لين : سامحك الله يا عم هل جئت لتقول لي هذا
رشدي : بل لأطمأن عليك
عماد: حمدا لله على سلامتك يا لين ... كيف حالك
لين : شكرا لك يا عماد أنا بخير والحمد لله مجرد حادث بسيط
عماد : ولكنه لن يكون بسيطا على سامح الوغد ذاك لقد ضربه السيد حتى الموت وأراه للجميع
وهددهم من الاقتراب منك ... لم أرى السيد يعذب أحدا قط ... يبدوا القصر رائعا هل تقيمين حقا في
هذه الغرفة
رشدي : لما لا تصمت قليلا لم تترك شيئا لم تقله ... لين ماذا حدث لما ضرب حراس السيد العامل سامح
لين : يبدوا أنه شقيق أحد المتهمين بالسرقة الذين تم سجنهم لقد مرضت روز وذهبت لجلب الطبيب فلحق بي.
عماد : لابد أن السيد عاقبك على ذلك
لين : لا حتى الآن ولكن بالتأكيد ثمة عقاب ينتظرني وأنا أستحقه
عماد : هل سيعيدك للحظائر سيكون عقابا رائعا لكي تعودي إلينا
لين : لا تكن أنانيا يا عماد أنا أتمنى الموت عل العودة للحظائر
رشدي : هيا بنا لنغادر لقد ثرثرت بما فيه الكفاية
ودعا لين وغادرا
عند المساء جلست روز بجوار لين على السرير وهمست لها : لقد سأل عنك السيد اليوم أيضا ألن
تفهميني الحكاية
لين بجدية : إن عدتي إلى هذا الموضوع مجددا فسأغضب منك ولن أكلمك أبدا أقسم على ذلك يا روز
روز : حسننا حسننا لا تغضبي ولكن السيد يريد رؤيتك في الغد
لين ( ها قد حان وقت عقابي ) : حسننا هيا انصرفي أريد أن أنام
روز : كنت أود أن أسهر برفقتك ولكنك لا تستحقين .... تصبحين على خير
في اليوم التالي صعدت لين للأعلى لتتلقى عقابها الذي وضعت له عشرات الاحتمالات
دخلت لين جناح السيد وجدت باب المكتب مفتوحا فدخلته وجدته يقف جهة النافذة يعطيها ظهره ولكنه لم
يكن يغطي رأسه
لين (لماذا لم يخفي وجهه ... لابد أنه يريد قتلي بوسامته .... ما أقساه من عقاب لم أتوقعه ..... هيه لين
هل جننتي )
روح : ما رأيك فيما فعلتي منذ يومين يا لين
لين : مخطئة ومستعدة للعقاب
روح : ما كان عليك المغادرة ... ماذا لو لم ألحق بك ... ماذا كان سيحدث لك
لين : روز كانـــ
قاطعها بحدة وصوت مخنوق : لا روز ولا غيرها يستحق أن تعرضي نفسك للخطر لأجله يا لين
لِما سلامتك آخر ما يهمك دائما ... كم مرة عرضتِ نفسك للخطر من أجل الآخرين ولن تسلم الأمور دائما
لين : أنا آسفة لن يتكرر الأمر
روح : أنا لا أريد توبيخك يا لين ولا معاقبتك أردتك أن تعلمي خطورة ما تقدمي عليه دائما دون تفكير
لين : حقا ... و لن تعيدني للحظائر أبدا
روح وهوا يتجه ناحية كرسيه : لا لن تدخليها مطلقا
لين : أي عقاب غيره أنا أقبل به
روح وهوا ينظر لعينيها مباشرة ولين تكاد تنصهر : لن أعاقبك بعد اليوم ولكن لا تعرضي نفسك للخطر
من أجل أيا كان يا لين
لين ( آه لا تنظر إليا هكذا أرجوك أشعر بحرارتي ترتفع ) : أعدك أن أحاول
روح : بل عديني أن لا تفعلي
لين وهي تهز رأسها نفيا : لا ... لا استطيع ..... ثمة أشخاص في الحياة قد تدفع عمرك ثمنا لإنقاذهم
روح : من هم
لين ( ياله من سؤال محرج ... إنها ورطة حقيقية )
روح : مثل من يا لين
لين : صديقاتي و روز و عماد ورشدي أيضا و ..... أنت
قبض روح على طرف الطاولة بقوة وقال : أنا
لين بعد صمت طويل وخديها قد زادا توهجا : أجل لما تستغرب ... لقد أنقدت حياتي و ...
روح : وماذا يا لين
لين ( ماذا يريد مني هذا بالضبط يكاد يقتلني بوسامته و أسئلته المحرجة ... من قال أنني جميلة ليأتي
ويرى أنه يتوهم )
روح : هل تحتاجي لساعة لتجيبي عن كل سؤال
لين : لما تسألني عن كل هذه الأمور أنا لا أفهمك
روح : لأني ظننتك تكرهينني
لين وهي تهز رأسها بالنفي : لا .... لا أحمل لك أي مشاعر كره
روح : إذا أي مشاعر تحملينها لي
لين ( ماذا به هذا يبدوا أنه يشعر بالملل ويريد التسلي بأعصابي ) : يبدوا أنك درست علم النفس سابقا
وتقوم بمراجعته الآن علي .... أسئلتك تحرجني جدا لا أريدك أن تفهم إجاباتي خطأ
روح بابتسامة : لا لم أدرس علم النفس ... وكيف سأفهم أجابتك خطأ لم أفهم
لين : علمت الآن ما هوا عقابي
روح : ما هوا
لين وهي تشير له بأصبعها السبابة : هذا ما تقوله الآن
روح : هههه حسننا هوا لم يكن عقابا هي مجرد أسئلة ولكنك تستحي كثيرا من الإجابة .... ولم أفهمك
خطأ يا لين اطمئني ... لقد أردت أن أعلم فقط
لين : ما معنى ما تقول
قام من كرسيه وتحرك باتجاهها اقترب منها شيئا فشيئا وعينيه في عينيها حتى وقف أمامها ورفع يده
لوجهها قربها حتى كاد يحضنه بكفه و أصابعه وكلاهما تجتاحه مشاعر متدفقة من الداخل ثم أنزل يده
قبل أن تصل إليها وأعطاها بظهره وقال : لو لم أكن شخصا ميتا لا محالة ولا أستحق الحياة ولو لم
تكوني قطعتا منه لكان حديثنا اليوم مختلفا.... يمكنك المغادرة يا لين و أعتني بنفسك جيدا
خرجت لين تهف على وجهها بيدها من شدة الحرارة التي تشعر بها وقلبها يكاد يتوقف ( كاد يحرقني
يبتسم ثم يضحك ثم يقترب مني .... أقسم أنني تلقيت أقسى عقاب منه اليوم )
نزلت للأسفل ووجدت روز تنتظرها
روز : ما بهما خداك مشتعلتان كالموقد
لين : إن لم تبتعدي من أمامي فسيحرقانك
روز ( أقسم أن بينهما شيئا ) : ما هوا العقاب الذي أختاره السيد لك
لين : من المفترض أن تتلقي أنتي العقاب وليس أنا
روز : هل عاقبك
لين وهي تتوجه لغرفتها : لا ..... ولا تسألي أكثر لأني لن أجيب
روز ( أقسم أن ظنوني في محلها .... إن لم تحرك هذه الفاتنة مشاعر السيد فلن يحركها شيء آخر )
دخلت لين غرفتها ووقفت مستندة بالحائط ويدها على قلبها ( لين يا حمقاء ماذا يحدث لك ..... إن كنتي قبل
أن تري وجهه بدأت أشياء غبية تتحرك بداخلك بقوة فكيف سيكون حالك الآن )
ثم ارتمت على السرير ...... ( ولكن ما قاله ... والدي ... هل لوالدي علاقة بالأمر ولكن كيف يعاقبني بذنب
شخص ميت كيف ..... أمي حدثني كثيرا عن أبي ولم تقل لي سوءا عنه لقد كانت تحبه كثيرا ولم تكن أمي
إلا امرأة فاضلة جدا فلن تحبه إن كان سيئا .... عليه أن يفهمني ما حدث .. وحده فقط من يعلم )
مر باقي اليوم على لين وهي تفكر طوال الوقت ولم تتحدث بكلمة
روز : لين ما بك
لين : لا شيء
روز : أنتي لم تتحدثي طوال اليوم
لين : أخبريني يا روز هل كان أحدهم يزور السيد في السابق
روز : لا ....
لين : هذا لأنك نائمة كالجثة طوال الليل
روز : من زار السيد
لين : شقيقه
روز : له شقيق
لين : نعم
روز : يبدوا أن أحداثا كثيرة حدثت في غيابي .... وماذا أيضا
لين وهي تغسل الأطباق ونظرها موجها ليديها وكانت تشعر برغبة في الحديث من كثرة التفكير
قالت بهدوء: علمت اسم السيد منه
روز : وماذا علمتي عنه أيضا
لين : رأيت وجهه
روز بدهشة : حقا .... أقسمي بذلك
لين : ولما سأكذب
روز : وكيف هوا شكله هل هوا شاب أم كبير
لين : إنه شاب
روز ( ها قد نطق الحجر ) : آآآآه وكيف يبدوا
لين وهي تضع الصحن من يديها وعينيها مثبتتين للأسفل وبهمس : حارق ... إنه حارق .... تشعرين أنك
ستحترقين إن نظرتي إليه فكيف إن أقترب منك
روز ( يبدوا أن التشويق بدأ ) : لين ما بك حبيبتي لا تبدين بخير ماذا حدث بينكما
صمتت لين طويلا ثم قالت : روز ألم أحذرك من طرح هذا السؤال علي .... قلت لك لا شيء ... لا شيء
وغادرت المطبخ متوجهة لحجرتها
مرت عدة أيام ولين تقوم بعملها كالسابق في جناح السيد بعد أن رفضت روز الصعود و بشدة ... كانت
تتحرك وشيء ما يشدها دائما للحجرة التي يسجن نفسه فيها عندما تكون هي هناك وحال من بالداخل لم
يكن أفضل منها
وفي يوم قررت لين أن تتحدث معه لتفهم ما حدث وضعت الطعام ولم تغادر
خرج روح من غرفته
روح : ما بك يا لين هل هناك شيء
لين : نعم أود التحدث معك في أمر
روح : إن كانت الدراسة فلم يعد هناك وقت
لين : لا ليست الدراسة أنا لازلت عند قراري لن أخرج
روح : إلى أن أخرج أنا ..... ولكنني لن أخرج من هنا
لين : إذا سأبقى هنا أيضا ولن أخرج ...عقابي سينتهي بنهاية عقابك أنت لنفسك
أقترب منها كان يتقدم للأمام وهي تتراجع للخلف وعيناها في الأرض
روح ( سحر وجاذبية ... عينان كاللؤلؤ ووجه كالبدر... لم أرى لهذا مثيل أبدا كيف جمعت سحر
الشرق والغرب )
التصقت لين بالجدار أقترب منها مد يده وأمسك يدها طبع قبلة عميقة في باطن كفها
وقال : حبيــ ...ثم سكت
لين ورأسها في الأرض : لما تفعل بي هذا
روح : بل أنظري ما فعلته أنتي بي
لين : أرحمني أرجوك
روح وهوا يرفع وجهها ليصبح مقابلا لوجهه : مما من السجن
لين : بل من عذابي
روح : ومن سيرحمني أنا
لين : أنت من عليه أن يرحمنا جميعا
روح : أنا ميت يا لين .... من تريه أمامك مجرد جثة بلا روح
أعادت لين رأسها للأسفل ودموعها تسقط من عينيها مباشرة على الأرض : أنت لست ميت .... لست ميت
مد يده تحت عينيها لتسقط الدموع بداخلها وقال : لما تبكي يا لين لما
لين : ما الذي فعله بك والدي أخبرني
أفلت يدها وتوجه ناحية النافدة معطيا إياها ظهره وقال : وما ستفعلينه بمعرفة الحقيقة
لين : أريد أن أعرف لما أتعاقب بذنب شخص ميت
روح : ليس ميت أنه حي ويتعذب كما أتعذب
لين بصدمة وعيناها قد فتحت على أتساعها : مـــااااذاااا ... حي ... والدي حي ..... مستحيل
روح : بلى وقد كان في السجن وقد قتل رجلا أيضا ..... هوا لا يستحق أن يكون والدك ....لماذا أنتي
أبنته يا لين .... لماذا
لين ولازالت تعيش الصدمة : هل من قتله يقربك
روح : لا بل حفيد العجوز الذي كنتي تعيشي معه
لين ( لهذا كان يضربني ويقول لأنك أبنته ) : وما علاقتك أنت بالأمر ما الذي فعله لك
بدأ روح بسرد ماضيه الأليم على مسامع لين
قبل أربعة عشر عاما
صبا : روح ألم تعدني أن تأخذني لحضور العرض الختامي
روح : أجل وفي الحال كم شقيقة لدي
احتضنته صبا وهي تشكره بكل العبارات ثم غادرت
يزيد : روح أنت تدللها كثيرا صبا لم تعد طفلة إنها في السابعة عشرة الآن علينا أن نشد في تربيتها
روح : شد أنت أنا لن أعاملها بقسوة هي شقيقتنا الوحيدة ولا تنسى وصية والدتي قبل أن تموت
يزيد وهوا يغادر : أنت فقط الملام عن أي تصرف خاطئ قد يصدر منها
كان هاتف روح لا يتوقف عن الرنين ( ماذا يريد مني هذا الشاذ القدر ) أغلق هاتفه ورماه على
الطاولة وخرج
بعد مرور عدة أيام عند الساعة الثالثة فجرا وصلت لهاتف روح رسالة فتحها فكانت من كريم وفيها
" أذهب لتفقد شقيقتك أين تكون أيها الشريف النزيه "
قفز روح متوجها لغرفة صبا فتحها ووجدها فارغة ركض في كل القصر بحثا عنها وهوا يصرخ باسمها
ولم يجد ردا وصلت رسالة أخرى فيها
" أنظر من الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي لتعلم أي شقيقة لديك "
ركض روح للشرفة وجد شقيقته تخرج من بيت الجار صابر بعد أن احتضنته أمام الباب وهوا يمسح
على رأسها ثم ركضت وهي تلتفت إليه وهوا واقف أمام باب بيته
ما إن وصلت للبيت حتى كان شعرها في قبضة روح كانت تصرخ وهوا يجرها ورمى بها في أحدى
الغرف خرج وعاد يحمل صوتا في يده وبدأ ينهال عليها بالضرب
روح : سافلة هذا ما تكافئينا به يا سافلة ... مع جارنا ... مع رجل في سن والدك
صبا وهي تصرخ وتبكي بألم : لا ليس صحيحا ليس .... آه أرجوك يا روح أرجوك
وبعد وقت طويل من الضرب المبرح حتى تعبت يداه من تبادل الصوت فيهما رفعها من شعرها
لوجهه وقال : ستموتين على يدي ... أنتي عار على العائلة وعليك أن تموتي
رماها فسقطت ورأسها على الطاولة غريقة في دمها
الحاضر
لين وهي تمسك فمها بيدها وتبكي : مستحيل
روح : بلى هذا ما حدث ولكن المأساة ليست هنا
لين : وماذا غير كل هذا
روح : وجدوا كريم ميتا بسبب نزيف من طعنة وجهت لكليته ووالدك الجاني بعدها هرب بفعلته عامين
كاملين ثم أمسكوا به و أعترف أنه أستدرج شقيقتي بالحيلة لبيته بمشاركة كريم لاختطافها وطلب الفدية
ويبدوا أنهم أجلوا الأمر .... ثم قتله في اليوم التالي وهما يتشاجران
ضرب روح بقبضة يده على النافدة وقال بصراخ غاضب : لقد قتلت شقيقتي بيدي بسبب والدك
خرجت من السجن بعد أربعة أعوام لأجد الحقيقة المرة بانتظاري ... قتلتها عذبتها حتى الموت وهي
بريئة .... لم أستمع لرجاءاتها ... لم أكن عند ظن والدتي بي وهي توصيني بها لأنني الأقرب لصبا
والدك السبب يا لين والدك ... والأشد من ذلك أنه خرج من السجن بعد ثمانية أعوام فقط .. ليكون حرا
طليقا ...... لذلك سجنتك هنا و أعلمته بأنك خادمة لدي لأني أعرف حبه لك وأنه يبحث عنك من سنوات
كان عليه أن يعاني كما أعاني .... لقد كرهت شكلي الذي بسببه ألت لما ألت إليه من حال وأخفيته عن
الجميع .... وكرهت نفسي التي عذبت شقيقتي البريئة بغير ذنب وسلبت منها الحياة .... حاولت قتل نفسي
ولكن الموت يرفض أن يأخذني من هذا العذاب فلم أجني سوى هذا الجرح في عنقي والصوت المخنوق
بسبب تأذي حنجرتي .... فسجنت نفسي وعذبتها بالكهرباء لكي تقاسي وستموت هنا معذبه كما اقترفت في
الماضي .... جلبتك ليموت والدك احتراقا عليك ولكنني اكتشفت أنني جلبت لنفسي عذابا جديدا هي تستحقه
.... أنتي محرمة علي يا لين محرمة على هذه النفس التي تتوق إليك بجنون وفي كل لحظة .... محرمة
عليها لكي تعيش العذاب الأقسى من كل العذاب الذي عاشته .... محرمة عليها حتى الموت
خرجت لين تبكي راكضة ونزلت وتوجهت لغرفتها مباشرة روز خرجت من المطبخ على صوت بكائها
و لحقت بها مسرعة ... طرقت الباب بقوة وهي تنادي : لين أفتحي الباب ... ما كل هذا البكاء ماذا حدث
هناك في الأعلى لين أفتحي الباب أرجوك
لكنها لم تفتح ولم تتكلم بكلمة سوى صوت النحيب المرتفع والشهقات المتواصلة
صعدت روز لجناح السيد وجدته مفتوحا دخلت مكتبه فوجدته جالسا على الكرسي ويظم رأسه بين يديه
موجها إياه للأسفل
روز : آسفة سيدي على دخولي
روح وهوا على حاله : ماذا هناك
روز : لين إنها ....
وانقطعت الحروف عن حنجرتها عندما رفع رأسه لها ( يا الهي ... لم تعطه حقه في الوصف يا لين )
روح بتوتر : ما بها لين .... ماذا حدث لها
روز : إنـ إنـ ـ
روح بغضب : تحدثي ما بها
روز : تغلق غرفتها وتبكي بنحيب مخيف ماذا حدث
روح بعد هدوء مفاجئ: لا شيء ... دعيها وحدها وكوني قريبة منها ... هيا انصرفي
مر يومين على لين سجينة الغرفة ولا شيء سوى البكاء فتح روح باب غرفتها لتدخل روز إليها
روز وهي تحتضن لين بقوة : ما بك يا حبيبتي ما بك يا لين هل تشاجرتما .. لا بأس فهذا يحدث بين كل حبيبين
حضنتها لين بقوة وهي تبكي بمرارة : لسنا حبيبين يا روز ... هوا لا يحب شيء إلا الموت
روز وهي تهمس في أذنها : بلى حبيبين وليس أي حبيبين .... لما لم تخبريني أنه بكل هذه الوسامة كيف
سيكون أطفالكما ... ها أخبريني
لين وهي تبتعد عن حطنها : يالك من صانعة للتخاريف والأوهام .... كيف دخلتي إلى هنا
روز : وهل كنتي تريدي منا تركك هنا حتى تموتي عطشاً وجوعاً وبكاءً أيضا
لين : هل السيد من فتح لك الباب
روز : نعم .... وهوا قلق عليك كثيرا اصعدي للتحدث معه ... وحلا الخلاف هيا
لين : لن أصعد إلى هناك وليس لما بيننا حل .... روز اتركيني لوحدي أرجوك
روز : ليس قبل أن تتناولي الطعام
لين : حسننا فقط أريحيني من إزعاجك
روز : سأحظره لك هنا
تناولت لين الطعام بلا رغبة تحت ضغط من روز
ثم اتكأت على السرير وقالت : هل سيبقى هذا الباب مفتوحا
روز : أجل لكي لا تفعليها ثانيتا
خرجت روز وعادت لين لحزنها وأفكارها ( كيف يكونان متفقان على اختطافها وتغادر منزله وهي تحتضنه
وكأنها تشكره على شيء ..... لا أصدق أن السبب أنهما قد غيرا رأيهما في الاتفاق ... و اتصال كريم
بروح في ذاك الوقت ما معناه إن كانا متفقان ..... هناك حقائق مخفية ولا يعلمها أحد سوى أبي .... آه أبي
على قيد الحياة لا أصدق ومجرم أيضا أمي لم تخبرني بذلك وكيف لم يجدني هل أخفوني عنه ... لما كان
العجوز الذي أسكن لديه خائفا من أمي بعدما كبرت .... هناك أمور عالقة وحلقة مفقودة في الموضوع )
مرت الأيام على لين وهي في حزن وشرود تعمل ولا تتكلم ورفضت الصعود للأعلى بعدما فهمت من
كلام روز الأخير أنها تتعمد عدم الصعود ولم تكن تعاني أي مرض في ساقيها
روز تخاطب لين وهما تعملان في المطبخ : لين ألن تفكي عقدة لسانك هذه ... ما سبب كل هذا الصمت
والحزن أنتي لا تجيبي على أسئلتي أبدا والسيد لا يقول شيء سوى " كوني قريبة منها و أعتني بها جيدا "
ألن يرحمني أحدكما
...... : روز غادري لغرفتك
روز بصدمة : حاضر سيدي
روح : ما بك يا لين
لين : .......
روح : غاضبة مني إذا
لين وهي تعطيه ظهرها تغسل الأواني : بل من نفسي
توجه ناحيتها وقف بجانبها وهوا ينظر إليها : ولما تغضبي من نفسك
لين وعيناها على الماء المنهمر من الصنبور : أين هوا والدي
روح : هل تريدي الذهاب إليه
لين وهي تلتفت ناحيته : ليست تلك كل الحقيقة
روح : بلى هي الحقيقة هوا من أعترف بها كيف لا تكون حقيقة
لين : لا .... شيء ما مفقود
روح : هذا فقط لأنه والدك
لين وهي تهز رأسها نفيا ودموعها قد بدأت بالنزول : لا .... ليس صحيحا
مسح روح دمعة على خدها بأطراف أصابعه وقال : لا تبكي يا لين يكفيك بكاء
لين وهي تبعد يده عن وجهها : ألست محرمة عليك ... لما تقترب مني إذاً .. لما لا ترحمني
روح : أنتي عذابي يا لين .... عذابي أتفهمي
لين بغضب : وأنا لما أتعذب .... لما تعذبني هكذا بقربك البعيد ... أتركني وشأني يا روح ..... عاقب
والدي بي أنا راضية .... ولكن أرحمني و أبتعد عني
غادرت لين راكضة لغرفتها و ارتمت على السرير في بكاء مر وطويل ( عليا أن أعلم الحقيقة عليا
أن أقابل والدي وأعلم منه )
عند منتصف الليل خرجت لين من غرفتها فوجدت باب القصر مفتوحا ( غريب باب القصر يقفل أليا كيف
للسيد أن يتركه مفتوحا لم أره يفتح سابقا ... ترى هل الباب الخارجي مفتوح أيضا هل السيد من فعل ذلك
متعمدا ... عليا التأكد إن كان مفتوحا فسأغادر لمعرفة الحقيقة )
عادت لين لغرفتها جمعت البعض من ثيابها وخرجت .... ركضت كثيرا ناحية باب القصر الخارجي
أحد الحراس : أنظر أليست تلك هي الفتاة .... إنها تغادر القصر
الحارس الآخر : أتركها السيد أمر أن لا يمنعها أحد ... كل الحراس رأوها وهي تخرج
وفي نافدة من نوافذ القصر خيال لرجل يشاهد كل ما يجري في الخارج
روح : وداعا يا لين ... وداعا يا حبيبتي .... فلن أمنع نفسي عن قولها مجددا " حبيبتي " ... وداعا يا أجمل
وأشرف فتاة رأيتها في حياتي .... وداعا للأبد
خرجت لين من القصر وبدأت بالسير المتقطع تسير تارة وتجلس تارة أخرى من التعب ولم تصل القرية
إلا مع بزوغ الفجر ... توجهت فورا لمنزل العجوز مايكل طرقت الباب فخرج لها بسرعة
مايكل : من ... أهذه أنتي
لين : ألازلت تذكرني
مايكل : وكيف أنسى هذا الوجه ... تبدين متعبة أدخلي هيا
دخلت لين وقدم لها مايكل الماء والطعام
مايكل : هيا كلي يا صغيرة لا تخجلي مني
لين : شكرا لك يا عم ولكنني لا أحب تناول الطعام عند الصباح
مايكل : ما بك ... ماذا حدث لك
لين : لقد غادرت القصر سيرا على الأقدام منذ منتصف الليل
مايكل : يا إلهي هل قطعتي كل تلك المسافة ولكن لماذا
لين : عليا الخروج لمعرفة بعض الأشياء ثم العودة ..... لقد هربت من هناك
جلس مايكل وقال : أحكي لي كل شيء يا لين .... و أعدك أن أساعدك
شعرت لين بالسرور من عرضه للمساعدة وحكت له مختصرة الأحداث قدر الإمكان
مايكل : ما هذا الذي أسمعه .... هل كنتي سجينة القصر طوال تلك الشهور ... ولكن كيف تمكنتي من
الخروج من هناك
لين : يبدوا أن السيد هوا من أرادني أن أجد طريق الخروج ( لا يريد سوى تعذيب نفسه وبكل الطرق )
مايكل : وما تنوين فعله الآن
لين : عليا مقابلة والدي لأعرف منه ما حدث ولكن قبل ذلك عليا مقابلة صديقتاي بعد شهرين من الآن ... هما
من سيساعدانني في إيجاده ... وعليا زيارة ذلك العجوز الذي كنت أعيش معه فهوا من يملك مفاتيح الوصول
لوالدي بالتأكيد
مايكل : حسننا وبما يمكنني المساعدة أنا جاهز لفعل ما تريدين
لين : أنا لا أملك مكانا أقيم فيه ولا حتى مالا ... أريد العيش هنا في مخزنك الصغير بالخارج سأقوم بكل
الأعمال سأنظف و أطهوا وأفعل لك كل شيء في المنزل أثناء عملك ولن تراني فيه بقية اليوم ... فقط حتى
تعود صديقتاي .... وسأبحث عن عمل هنا أيضا لأكسب المال ثمن طعامي ورحلة القطار
مايكل : لك كل ما تريدين سنفرغ المخزن فهوا شبه فارغ ونحوله لغرفة لك ولو أحببتي البقاء في المنزل فلا
أمانع .... ولكن لن أسمح لك بالعمل في القرية قد يجدك ذاك السيد ويعيدك ثم قد تتعرضي للمضايقات فالأغلب
هنا ليسوا مسلمين وأعرف تفكيرهم جيدا
وفي مكان آخر
روز وهي تصعد راكضة : سيدي ... سيدي
روح : ما بك يا روز لما كل هذا الركض
روز : لين يا سيدي ليست هنا
روح : أعلم لقد غادرت البارحة
روز : أجل لكن .... أين ولماذا
روح : انتهى يا روز .... إنسي أن هناك فتاة اسمها لين
روز : مستحيل أن أنسى لقد تركت لي رسالة وقالت أنها ستعود وتركت لك واحدة أيضا
روح : رسالة لي
روز : أجل لقد وجدت ورقة مطوية على طاولة المطبخ وقد كانت رسالة منها لي وبداخلها أخرى كتبت لي
أن أعطيك إياها
روح : أتركي الورقتين وغادري
روز : حسنا
أمسك روح بورقة روز وقرأها
روز ... اعذريني لأني لم أودعك ... لا تنسينني أبدا ولن أنساك دائما
أعتني بنفسك وبالسيد جيدا
حاولي أن تطبخي له الطعام كما علمتك سابقا
وغيري سكاكين الحلاقة في آلته كل يوم يا كسولة لكي لا يمرض بسببك
أحبك يا روزي وسأشتاق لكي كثيرا
وأعدك بأنني سأعود قريبا
لين
وضع الورقة جانبا وفتح الأخرى
أعذرني يا روح
أعلم أنك من سمح لي بالمغادرة و أعلم السبب جيدا
أنا مازلت عند كلمتي لك و وعدي لنفسي لن أخرج من القصر حتى تخرج أنت
ولن ينتهي عقابك لي إلا بانتهاء عقابك لنفسك
ولكن عليا أن أفهم الحقيقة كاملة أنا لا أراها من منظورك أنت ولا من منظور ابنة لوالدها
سأعود قريبا فلا تغلق باب قصرك حتى أعود
وحتى إن أغلقته فسأدخل لأنني سأفجره
لذلك لن أقول وداعا
لين
قبض على الورقة بيده بقوة وقال : اذهبي يا لين .... أذهبي وعيشي حياتك يا غبية ... لما تعيشي الحياة
دائما من أجل الآخرين ... أرحلي بعيدا و اتركيني في عذابي فما أنا فيه الآن حتى الصعق بالكهرباء أهون
منه .... أنتي عذابي ولن تكوني إلا عذابي أما أنا فميت قبل موعد موتي
في الأسفل كانت روز تفتح ورقة أخرى لم يرها السيد .... روز : سأفعل ما طلبتي يا لين أعدك بذلك
وكان مكتوبا في الورقة " روز هذا رقم هاتفي لقد تركته لدى خالة صديقتي إن حصل مكروه فخدي هاتف
السيد و أتصلي بي أفعلي ذلك من أجلي "
ومرت الأيام على لين في بيت العجوز مايكل تعمل في بيته عند غيابه الطويل خلال النهار وتغادر المنزل
عند اقتراب موعد وصوله ولا يراها إلا لو طلب الحديث معها في أمر ... ولا أخبار لديها عن ذلك القصر
الذي تقف كل صباح تتأمله من منزل مايكل
مايكل : إذا ستغادرين يا لين
لين : نعم ... شكرا لك يا عم لن أنسى ما فعلته لأجلي ما حييت ... وعندما أصبح مليونيرة سأجعلك
مديرا لأعمالي ههههه
مايكل : هههههه وما تفعلينه بعجوز لا يعرف شيئا إلا الخضار
لين وهي تمسح دموعها : لا أعرف كيف أشكرك .... أتمنى لك السعادة دائما
مايكل : لا تنسيني يا لين .... وعودي لزيارتي دائما
لين : بالتأكيد
غادرت لين راكبة قطار العودة بعد عام كامل من الغياب حمل في طياته أحداث لن تنساها مدى الحياة
~~~***~~~
لجــين
ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة
غافر : ما ذا هناك و إلى أين نحن ذاهبان
لجين : العصابة تبحث عنك في كل مكان لقد كانوا في المستشفى كادوا يجدوك
غافر : بيننا موعد محدد فلما يبحثوا عني
لجين : اسأل أعوانك الفاشلين عن هذا السؤال
غافر : ماذا تقصدين
لفت لجين وعبرت طريق فرعي ومؤدي لأحدى القرى ثم نزلت من السيارة إلى أرض فارغة ليس فيها
إلا الطريق ونزل خلفها غافر
غافر : ما الذي حدث
لجين : أين غافر
غافر : ......
لجين : أين غافر قلت لك ألا تسمع
غافر : أنا غافر هل أصابتك الحمى
لجين :لا .. لست غافر .... فأين هوا غافر يا هذا
غافر : ومن أخبرك أني لست هوا
لجين : أنا علمت بنفسي .... النسر الأسود الذي كان في كتف غافر كان عليك أن تسرقه هوا أيضا
نظر لها نظرة احتقار ( هكذا إذا فتاة العصابات إحدى عشيقات غافر)
لجين : لا تنظر إليا بهذه النظرة أيها السافل فحتى عشيقات ذاك المسخ لا يعرفون عن النسر شيئا وتوقف
عن النظر لي بهذه الطريقة أو أفقدتك عينك السليمة
غافر : عشيقاته لا يعلمون وأنتي تعلمي
لجين : نعم .... ولا يهمني إن صدقتني أم لا فأنا النائمة في أحضان الرجال في نظرك على أي حال ..... فأين
غافر أجب الآن
غافر : مات
لجين : كاذب .... أين هوا
غافر : أخبرتك أنه مات غافر ميت
لجين : من أنت
غافر : أبن شقيقه " يزيد عادل "
لجين : وأنت والمخابرات تعدون كمينا للعصابة ... وأنا الطعم
يزيد : نعم أنتي والملف
لجين : فاشلون ... لا يمكنهم الإمساك بحشرة ويفسدون الأمر دائما ... أين غافر أين تخفونه
سمعوا صوت سيارات تقترب
لجين : أركب بسرعة
ركبوا السيارة .... لجين : أربط الحزام لقد وجدونا
سارت بسرعة جنونية ونزلت لطريق ترابي وتابعت السير بدأت السرعة لأن السيارة كانت معدة لهذا الأمر
يزيد : لم يعودوا خلفنا لقد نجونا هيا توقفي ستخرجين بنا من الخريطة
توقفت لجين وتنفست بارتياح
لجين : كادوا يمسكوا بنا
يزيد : كيف يمسكوا بنا مع هذه السرعة الجنونية .... كل يوم أكتشف فيك شيئا جديد
لجين : لم أترك شيئا لم أتعلمه لأنتقم من غافر وفي النهاية كان كل شيء وهم .... ولكنني سأجده ولن
تخفوه عني سمعت
نزلت لجين من السيارة بعدما ضربت بابها بقوة وابتعدت وجلست بعيدا .... كان يزيد ما يزال جالسا داخلها
( إذا هي اكتشفت أمري ... ولكن كيف علمت بذلك إن كنت أنا أبن شقيقه لا أعلم ولا عشيقاته كما تقول إذا من
تكون لتعلم بكل هذا ليست زوجته بالتأكيد ... تعمل لصالح العصابات وتعلم أشياء عن عمي لا يعلمها أحد
وتحقد عليه كل هذا الحقد .... من تكون )
نزل يزيد متوجها ناحيتها وعند اقترابه منها جاءه صوتها الحزين
لجين : دعني وشأني
يزيد : عليا أن أفهم
لجين : لا يحق لك ... الأمر لم يعد بيني وبينك فأبتعد عني
يزيد : ما الذي بينك وبين غافر
وقفت لجين قائلة : سيحل الظلام قريبا علينا أن نغادر
يزيد وهوا يمسكها من يدها : لا .... أنا أعرف هذه البلاد جيدا الخطر أكبر عند الليل أنوار السيارة ستكشفنا
توجهت لجين للسيارة فتحت حقيبة يدها أخرجت الهاتف ثم رمته في السيارة بغضب
لجين : سحقا لقد خرجنا من منطقة الإرسال
ثم توجهت عند أطار السيارة وجلست مستندة عليه وقف يزيد أمامها مباشرة
لجين : أبتعد عني يا يزيد أرجوك
جلس بجانبها وقال : لن أتكلم عن شيء ... حسننا
مر وقت طويل وهما يجلسان هناك ثم وقفت لجين أخدت حقيبتها و ابتعدت صرخ بها قائلا : جولي
لجين : قريبه ... قليلا وسأعود
ابتعدت عن نظره أخرجت العباءة و غطاء الرأس وصلت ما فاتها اليوم ثم عادت و ذهب كليها في نوم
عميق جلوسا خارج السيارة ... شعرت لجين بشيء صلب يلمس رأسها فتحت عيناها فكانت فوهة مسدس
ومجموعة من الرجال الأجانب ويزيد يمسكه أحدهم وكان ضوء الشمس قد بدء يتسلل خلال الظلام
وقفت لجين
.... : إذا هذه هي حفيدة ريتشارد الحبيبة
لجين وهي تأشر بأصبعها ليزيد : وهذا شريككم الذي خطفني ليسلمني لكم
أتجه ليزيد وقال : مرحبا بغافر ضننا أنك انتهيت أين الملف لنكمل الصفقة
يزيد : أحترق في الفندق
...... : حسننا أحضرت الفتاة على الأقل ...ولكن القرص والملف جزء من الصفقة وعليك تسليمها
ثم أقترب أحدهم من لجين سحبها من يدها وهي تسبه وتصرخ
أمسكها رئيسهم من شعرها ثم مرر لسانه على خدها وهوا يضحك ... يزيد كان يكاد يمزق يديه من
الشد عليهما من الغيظ ولم يكن ينوي التصرف في الأمر وهوا يصبر نفسه ( يكفي يا يزيد هي فتاة
عصابات وقد أرادت اللعب معهم فدعها تجرب )
رمى زعيمهم بلجين أرضا وقال لمن معه وكانوا ثلاثة : هي لكم حتى نقايض بها
تقدم أحدهم منها وهي تزحف للخلف وتدعوا بهمس " اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم "
يزيد كان يشاهد شيئا لم يروه جميعا وفستانها يرتفع لأكثر من نصف فخدها والنسر في عيني يزيد كأنه
أمامه مباشرة .... صرخ بهم قائلا : توقفوااااا
نظروا باتجاهه جميعهم سكت مطولا وهوا يتبادل النظرات معهم ثم قال : إنها مصابة بالإيدز هي حامل
للفيروس لقد رأيت التقارير بعيني ... أفعلوا ما يحلوا لكم ولكن لا تعاقبوني على ما سيجري فيما بعد ولا
تحملوني العواقب فقد حذرتكم .
نظروا لبعضهم مطولا ثم ابتعدوا عنها وكأنها وباء ينتشر في الهواء .... أشار لهم زعيمهم أن يركبوها
السيارة وأركبوا يزيد بجانبها وركبوا سيارتهم وقاد احدهم سيارة لجين والآخر جلس بجانب يزيد الذي
كان يجلس بجانبها
لجين ( لقد أنقدني للمرة الثالثة ما الذي يريده مني هذا الرجل كان بإمكانه الانتقام مني الآن أمام عينيه على
كل ما فعلت فأنا في نظره ابنة العصابات عشيقة غافر وغيرها الكثير ... لقد انقدني منهم بأعجوبة على الرغم
من أنه رماني بالإيدز ... ألم يجد حلا أفضل )
نظر لها يزيد بتمعن وهي تتكئ على زجاج السيارة وكأنه يرسم ملامحها بعينيه ( لجين ... هي لجين زوجتي
التي كتبت اسمها في عقد زواجنا هي زوجتي التي ظننت أنها فتاة أخرى غير موجودة ... هي التي أمامي الآن
ليست عشيقة عمي غافر وليست فتاة عصابات وليست أجنبية مسيحية )
لجين وهي تنظر لخارج السيارة : لو لم أكن فتاة عصابات ولو لم أكن عشيقة عمك ولو لم أكن ... وأكن ...
... لكنت قلت أنك معجب بي
تحدث يزيد معها بالعربية فأفراد العصابة لن يفهموها : يكفي يا لجين
نظرت لجين له بدهشة بعد أن رفعت رأسها عن الزجاج المتكئة عليه
يزيد: أنتي لجين أليس كذلك
لجين : ....
يزيد : النسر الأسود نسيتي أنتي أيضا أن تخفيه
لجين ( لقد رأى النسر إذاً ... ولكن ما عرفه بارتباطه باسم لجين ... وهوا ليس غافر )
قالت مبادلة له الحديث بالعربية : نعم لجين
يزيد : لما لم تخبريهم أنني لست غافر
لجين : ولما أنقدت أنت حياتي ثلاث مرات
يزيد : إن أخبرتك ستخبرينني
لجين : لا
يزيد : إذا لن أقول
رجعت لجين مستندة برأسها على النافدة ثم قالت بهدوء وحزن : أين غافر يا يزيد
يزيد : مات
لجين : لن أصدقك أبداً
وبعد السير طويلا وصلوا لمكان كبير و كأنه مجمع مستودعات فتحوا بوابة كبيرة وأدخلوا السيارات فيها
لجين : يبدوا أنه وكرهم
يزيد : نعم يبدوا ذلك
تم أنزلوهم من السيارة وقادوهم لزعيمهم الحقيقي
تهامس هوا ومن أمسكهم كثيرا ثم قال : سنتركهم الليلة هنا وغدا نتم الصفقة
.... : والسيارة إنها تعجبني
الزعيم : خذها
ثم أمر رجاله فأخذوا لجين ويزيد وسجنوهما في مكان يبدوا أنه مستودع لتصليح السيارات وخرجوا
وأقفلوا عليهم الباب
لجين : سحقا .... كم مرة سيتم اختطافي هنا
يزيد : هههه بل كم مرة سوف يسجنونا معا
لجين : لا يبدوا الأمر مضحكا
يزيد : بلى فنحن لا نعرف مصيرنا .... علينا أن نضحك قليلا فقد نموت في الغد
لجين : ألن تخبرني عن مكان غافر
يزيد : ميت .... ميت يا لجين لما لا تريدي أن تصدقي ... لقد مات من حينها وليس له وجود
وقفت لجين وقالت بصراخ : كذب ... كاذب
وقف يزيد وأتجه لها وقال : بلى ... أنا لست كاذبا ... عليك أن تصدقي ذلك .... أنسي يا لجين أنسي كل
شيء وعيشي حياتك الباقية
أدارت لجين له بظهرها وقالت : أنسى .... أنسى ماذا يا يزيد .... أنسى عذاب السنين أنسى الحرمان
أنسى بكائي و ألمي كلما رأيت النسر ... وكم تتوقع مرة أراه في اليوم ... لقد حرمت على نفسي السوائل
وعشت بالمغذيات لكي لا أطر لرؤيته كل حين .... كيف تريد مني النسيان ... كيف
ثم قالت بصوت باكي ودموع لأول مرة تنزل أمامه : كيف تنسى شخصا قتل والدك بعد ما سلبه ماله و
أغتصب والدتك أمام عينيك ليقتلها ويقتل جنينها وتوعدك أنه سيسحقك أنت أيضا في المستقبل ... كيف
تنسى شخصا حرمك ويتمك وجردك من كل شيء حتى هويتك
أمسكها يزيد من كتفيها ووجهها لوجهه ثم أحتضنها بقوة وقال : أعلم ... أعلم كل ما تقولين وأشعر به
لجين : لا.... لا تشعر به لأنك لم تعشه ... وحدي أنا من يشعر بذلك
يزيد وهوا يزيد من أحتظانها أكثر : أنتي تشعري وهذا يكفي ليجعلني أشعر به يا لجين
شدت لجين يديها عليه بقوة وقالت : قل لي أنه كذب يا يزيد ... قل لي أنك تكذب ... أعطني أملا ولو كاذبا
يزيد وهوا يمسح على رأسها : لقد نال عقابه يا لجين .... لقد أحترق وعانا من ألم الحروق لأيام ..... لقد تكلم
معي بنفسه وأوصاني بالبحث عنك وإعطائك كل ما يملك عسى ذلك أن يكفر ذنوبه ..... لقد تعاون مع
المخابرات للإمساك بالعصابة لأنه قرر أن يغير حياته .... هذه هي الحقيقة يا لجين وهذا هوا الواقع فصدقي
ابتعدت عن خضنه وقالت بأسى : لن يموت حقدي عليه لن يموت أبدا
يزيد : ها أنا أمامك هنا فافعلي بي ما شئتي أطفئي نار حقدك في .... اقتليني حتى إن أردتي
لجين وهي تهز برأسها نفيا وهي منزلة إياه للأرض : كيف .... كيف وأنت لست غافر وأنت من أنقد
حياتي عدة مرات .... وزوجي أيضا ... كيف .... كيف ذلك
أقترب منها و أمسك وجهها بكلتا يديه ولامس أنفها بأنفه الملفوف بالشاش يحركه عليه يميننا ويسارا وعينه
في عينها وقال مبتسما : أعترفتي أنك زوجتي مرتين .... هذا يعني لا طلاق على الإطلاق
ابتعدت عنه وجلست بعيدا وقالت : لنخرج أحياء أولا ثم لنتحدث عن الطلاق ولا تنسى أنني سأعيد أسمي
السابق أنا لازلت لجين فورقتك منتهية المفعول قريبا
يزيد وهوا يجلس بعيدا : ولكن الطريف في الأمر.... والذي لا تعلمينه أنني تزوجتك باسم لجين وسافرتي
باسم لجين أيضا
لجين بصدمة : كيف
يزيد : أوراقك التي كانت عند عمي غافر وحتى جواز سفرك استخدمتها لإخراجك من البلاد ولعقد الزواج أيضا
لجين : أنت حقا نحس لا يمكنني التخلص منه .... لا تقل أنك تزوجتني باسم يزيد
يزيد : نعم لحسن الحظ
لجين : هل تراه حسن حظ .... ولكنني فتاة عصـــ
قاطعها يزيد بحدة : أسكتي يا لجين لا تكملي ... أنسي كل ما قيل أنا لم أكن أعلم من تكوني ثم أنك أيضا لم
تتركي مسبة لم تسبيني بها حتى بعد أن علمتي أنني لست غافر
وقفت لجين وبدأت بالتفتيش في الأغراض الموجودة في المستودع
يزيد : ماذا ... هل ستعيدين خطتك السابقة
لجين : لا بالتأكيد فأنت قد شوهت سمعتي فمن سيقترب مني
يزيد : ههههه لقد فعلت خيرا لأنني سأمزق من سيقترب منك وليقتلوني أولا قبل أن يلمسوك
لجين وجدت أدوات حادة فخبأتها في ثيابها
يزيد : مجنونة سيكتشفونك
لجين : يبدوا أنك نسيت أنني مصابة بالإيدز ولن يقترب مني أحد حتى عن بعد
يزيد : لما تخططين
لجين : لا شيء محدد ولكن قد نحتاجها
عادت للجلوس بعيدا مختبئة عنه خلف عمود من أعمدة المستودع مربع الشكل وكبير اتكأت عليه وبدأت
كل ذكريات الماضي تعرض أمامها وفكرة أن غافر ليس موجود ولن تنتقم منه تمزق قلبها تمزيقا لقد كان
صوت بكائها الذي تحاول كتمه و إخفائه يطرق مسامع يزيد بوضوح ... وقف وتوجه ناحيتها سمعت لجين
خطواته تقترب منها فقالت : اتركني وحدي .... أرجوك يا يزيد .... وحدي من يعرف معنى هذا العذاب
يزيد وهوا يجلس بجانبها ويشدها لحظنه : لن ابتعد ولن أتركك يا لجين أعلم أنه لا مكان لي في قلبك الذي ليس
فيه إلا الحقد على غافر .... ولكنك لامستي قلبي قبل أن أعرف حقيقتك أما الآن فأنتي تسكنيه وتملئينه ولا
مجال لغيرك ليسكنه فلعلي أجد ولو حيزا بسيطا لي في قلبك يوما ما ... دعيني أكون بجانبك ولو لهذه الليلة
فقط يا لجين لا تحرميني منك ... قد لا تريني أبدا من جديد
لجين ( ومن قال أنك لم تحرك بي أشياء لم تتحرك سابقا في قلبي الميت كيف و أنت من عرض نفسه للموت
لأجلي ) واكتفت بالنوم في حضنه في صمت وهوا يمسح على رأسها وشعرها ووجهها دون كلام
وبعد وقت على هذا الحال تكلم يزيد
يزيد : لجين ألا تريدي رؤية وجهي
لجين : منذ علمت أنك لست غافر انتابني الفضول لأراك ... هل الحروق غير حقيقية
أبعدها يزيد عنه ثم بدأ بإزالة الشاش عن وجهه ثم أزال اللاصقات التجميلية التي كان يضعها ليظهر
وجهه الحقيقي بالعينين الرمادية الواسعة والبشرة البيضاء وأنف مدبب محدد الأطراف نظرت له لجين
بتمعن لوقت طويل ثم عادت للنوم على صدره وقالت : مخادع جعلتني أتصورك بملامح غافر طوال الوقت
رفع وجهها بأصابعه وهوا يقول : أنظري لعيني أود أن أخبرك أمرا
نظرت لوجهه اقترب منها وقبلها قبلة عميقة على شفتيها ابتعدت عنه بصعوبة وقالت وهي تضربه بقبضة
يدها على صدره: محتال لقد خدعتني
حضنها لصدره بقوة وقال : ههههه ما كنت لأحصل منك على شيء لولا الحيلة
صمت طويلا ثم قال : لجين هل لي أن أجد مكانا في قلبك يوما
لجين : قد يكون ذلك يوما .... إن خرجنا أحياء
عند الصباح فتح عليهم احد الرجال الباب أمسك بيزيد من ذراعه وأمر لجين أن تتبعهم نظر يزيد للجين
بابتسامة وقال : رايتي ... لقد خلصتك منهم للأبد
لجين وهي تضربه بقبضة يدها في خصره : بل أنقدتني منهم
أركبوهم في السيارة وخرجوا من وكرهم وساروا لمسافة طويلة نام خلالها يزيد الذي لم ينم طوال الليل
وصلوا لغابة بالقرب من قرية ... كانوا عشرة رجال والزعيم طبعا لم يكن منهم
قابلوا هناك مجموعة مكونة من سبعة رجال معهم أسلحة وذخائر بعدد كبير محملة في سيارات
تقدم أثنين منهم وتحدثوا معهم مطولا
لجين : يبدوا أنهم يقايضوا بنا
يزيد : يبدوا ذلك....
لجين : لم أكن أتوقع يوما أن أكون بهذا السعر .... ولكن ما الذي سيفعلونه بك أنت فقد فقدت حتى الملف
يزيد : سيجعلونني وسيلة للحصول عليه بالتأكيد
لجين : ماذا لو علموا أنني لست حفيدة ريتشارد ولست أنت غافر ولسنا سوى صعلوكان متزوجان هههههه
يزيد : أنتي أثمن لدي من كل ذلك
لجين : اسكت لا أريد أن نموت و أنت آخر من يتحدث
يزيد : لماذا
لجين : هههه لكي لا أخسر لقب سليطة اللسان التي أعطيتني
ارتفعت أصوات أفراد العصابة وكأنه شجار يدور بينهم ثم هجم عليهم أفراد منهم كانوا مختبئين يبدوا
أنهم حفروا لهم كميننا
صرخ يزيد بلجين عندما بدأ أطلاق الرصاص : انبطحي أرضا يا لجين
ولكن لجين شدته من يده وسحبته وهي تقول : إن انبطحنا أرضا فلن نهرب ... تعال بسرعة إما أن نخرج
من هنا أو نموت ... أقترب أحد أفراد العصابة الأخرى من لجين أمسك يدها وقال : لن تهربي لأي مكان
فأخرجت الأداة الحادة التي كانت تخبأهت وطعنته بغتة وركضا بعيدا والرصاص يتطاير في الأجواء
هربا بعيدا ودخلا المدينة وركضا فيها طويلا
أوقفت لجين أحد المارة أخرجت له من جيبها باقي النقود التي تحصلت عليها و أشرت له بيدها بمعنى
أريد هاتفا أعطاها هاتفه و أخد كل النقود اتصلت لجين بجدها وأعطت الهاتف ليزيد الذي ابتعد عنها وتحدث
فورا مع نادر
نادر : أين أنتما لقد بحثنا عنكم طويلا حتى ظننا أنكم قد متم
يزيد : نحن بخير حتى الآن إننا في "....... " تكلم مع المخابرات و لنكمل المهمة
نادر : قد تعرض نفسك للخطر فقد شكوا بأمرك
يزيد : تعالى لأخذي وسنتفاهم معهم لاحقا لقد أصبحت قريبا من هنا ... لقد ابتعدنا قليلا جهة الغابة لأن
المروحية ستنزل هنا أنا أنتظرك
نادر : حسننا سأكون هناك بعد قليل
يزيد : ماذا عن أمجد هل تكلمت معه
نادر : لقد أنتقل لقصر روح ... الأمور لا تسير على ما يرام هناك
يزيد : ماذا حصل
نادر : سنتحدث ما إن نتقابل
يزيد : حسننا وداعا
عاد للجين التي أمسكته من ذراعه وقالت : ماذا هناك ... لما ابتعدت عند اتصالك
يزيد : لقد اتصلت بفتاة و أخبرتها أنني أحبها وسأتزوجها عليك هههه
لجين وهي تضربه : أحمق ... أفعل ما شئت
يزيد بحزن مصطنع : ألن تتصدقي عليا ببعض المشاعر أبدا
نزلت عندها مروحية الجد ونزل منها فركضت لجين ناحيته و احتضنته وهي تبكي
لجين : جدي لقد اشتقت إليك ... ظننت أنني لن أراك مجددا
الجد : أيتها المشاغبة المحتالة وهل تضنيني سأغفل عنك لحظة ... هيا سنرحل
لجين : لن أرحل دون زوجي سنأخذه معنا
الجد : من ... المجرم غافر مستحيل
لجين : لا هوا ليس غافر إنها قصة طويلة سأخبرك بها
عادت لجين ليزيد وقالت وهي تسحبه من يده : هيا ... علينا الرحيل من هنا
يزيد أوقفها وأمسكها من وجهها بيديه قبل جبينها وعينيها وقال : اذهبي أنتي ثمة مهمة علي أكمالها
وسألحق بك
هزت لجين رأسها نفيا ودموعها تنزل : لا ... لن أتركك هنا .. مستحيل .. سوف يمسكوا بك وسيقتلونك
يزيد : لا تخافي علي يا لجين سأكمل المهمة وأعود
احتضنته لجين بقوة وقالت من بين دموعها : لا تفعل هذا بي يا يزيد .... عدني أنك ستعود لا تتركني في
الحياة لوحدي
أبعدها يزيد عن حضنه وأمسك بوجهها وقال بابتسامة : هل تحصلت على المكان يا لجين هل أصبح لي جزء
في قلبك الحقود
أشارت له برأسها بنعم احتضنها وقال : و أخيرا تصدقتي عليا بزاوية صغيرة من قلبك
لجين وهي تشد من احتضانه : بل كل الحيز يا يزيد كله يا منقذي وبطلي
ابتعدت لجين وركبت المروحية التي بدأت بالصعود وهي تنظر ليزيد الذي كان يلوح لها بيده ويصرخ
قائلا : أحبك يا جولي ... أعتني بنفسك يا حبيبتي
لوحت له لجين قائلة بذات الصراخ : لجين أيها الأحمق لجين .... عد قريبا ... عد من أجلي يا يزيد
ثم همست قائلة : أحبك أكثر من أي شيء
~~~***~~~
الجزء السابع
آنـــــين
العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا
آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه
ركضت آنين باتجاه غرفتها أغلقت الباب وجلست خلفه تبكي بألم من كرامتها المجروحة
آنين : لما ظهرت في حياتي إن كنت ستتخلى عني وتفعل بي هكذا .... لقد خذلتني يا إياد
ارتمت على السرير واستمرت في البكاء لوقت طويل ثم غلبها النعاس ونامت ... استيقظت بعد ساعات
ووجدت زهرة أمام عينيها مباشرة أمسكتها آنين بغضب وقطعتها بين يديها ورمت بقطعها في كل مكان
وهي تقول بصراخ وأسى : جبان ... مخادع ... هل ستبقى تهديني أزهارك إلى أن أتزوج وأنجب أطفالا
هذا ما أحصل عليه منك ...الكلام الواهم والأزهار البالية ....حتى أنك لم تكلف نفسك بقول شيء
لي ... أكرهك يا إياد أكرهك .... ثم بدأت بالبكاء من جديد
بعد ساعات نزلت آنين للأسفل وكانت ترتدي فستانا بلون السماء بخيوط ملفوفة حول الخصر ومن عند
الكتف حتى الكتف الآخر باللون الأزرق الغامق وبكمين طويلين ... وجدت العمة وياسر وزياد في الأسفل
العمة بابتسامة سرور : هيا تعالي يا عروسنا الجميلة
ابتسمت آنين ابتسامة باهتة حاولت قدر الإمكان أن تكون طبيعية ومعبرة
زياد بابتسامة : مخادعة لقد خدعتني وستتزوجين غيري
آنين : أنا لم أعدك بشيء يا هذا
زياد : بلى فاشل وفاشلة من المفترض أن نكون زوجان
آنين : لنكون آسرة فاشلة وأبناء فاشلين ونقدم برنامج تلفزيوني عن الفشل ونأخذ جائزة الفاشل الأكبر
زياد : هههههه ستكونين فخورة بي .... لقد خسرتني وستندمين في المستقبل
مد يده لها وقال : مبارك يا ابنة خالي العزيزة
آنين : شكرا لك
زياد : لا أحسدك على الزوج ألنكدي الغاضب ..... متى ستتزوجان
آنين : ولن أحسد زوجتك على الحياة الزوجية الفاشلة
ياسر بابتسامة : دع لنا مجالا لنبارك لها أمسكت شاكر ساعة والآن آنين .... مبارك يا آنين أتمنى لك السعادة
آنين بابتسامة رقيقة : شكرا لك يا ياسر أتمنى أن أبارك لك قريبا
ثم وجهت كلامها لزياد : يعرف كيف يبارك ليس كمن يجعلك تكره الزواج
زياد : الحق علي لأني كنت أحذرك مما ورطتي نفسك فيه
..... : أرى الجميع مجتمعين هنا
العمة : تعالى وانقد عروسك من هذا الوحش
شاكر وهوا يقترب من أنين : ما الذي يفعله المتوحش بعروسي .... أحذرك يا زياد من مضايقتها ها أنا
لديك فافعل ما شئت
زياد : كنت أقنعها بالحياة السعيدة معك وأن لا تتراجع عن قرارها
ضحك الجميع إلا شخص واحد وهوا ياسر كانت نظرات الاستياء الموجهة منه لشاكر وحدها الشيء
الصادر عنه
العمة : هل سنقيم حفل خطوبة أم ماذا قررتما بهذا الشأن
شاكر : لم نتحدث بالأمر بعد
ثم نظر لأنين : آنين هل لي أن أتحدث معك قليلا
آنين : بالتأكيد
غادرا باتجاه مكتب شاكر وزياد يصرخ بهما : هيه لما لا تتحدثان هنا أمامنا
شاكر : عمتي أسكتي ابنك أو قطعت لسانه
العمة : أسكت أنت لا شأن لك بهما
زياد : غبية كيف تركت زرق العينين شقر الشعر أولئك ووافقت على شاكر
العمة وهي تضربه على كتفه : وما به شاكر ألا يعجبك .... إنه أجمل منك حتى
جلست آنين على الكرسي وجلس شاكر بجانبها
شاكر : لقد تحدثت مع زوج خالتك
آنين : بهذه السرعة
شاكر : لماذا هل غيرتي رأيك بالأمر
آنين وهي تهز رأسها نفيا : لا لم أقصد ذلك .... ماذا قلت لهما
شاكر : أخبرتهم أني أبن عمك وأولى شخص بك هم أجانب ولا يفهمون في هذه الأمور ولكنهم يعلمون
أهميتها عندنا نحن العرب وأخبرتهم أنه عليك أن تكوني قريبة من جدي وأن تعيشي هنا مع أهلك سألني
إن كنا قد أجبرناك فأكدت له أنك موافقة ولكنه أصر على سماع رأيك
آنين : هل عليا قول ذلك لهما .... لا أستطيع
شاكر : إنه متقبل جدا رفض أبنيه ولكنه خائف عليكي ويظن أننا نجبرك على الزواج بي
تنهدت آنين بضيق وقالت : حسننا سأتكلم معهما
شاكر : ماذا بشأن الحفل .. كل ما تريدينه سأقوم به
آنين : لا داعي لكل هذه الشكليات
شاكر : أنا أرى أن نعقد قراننا مباشرة والزواج تقررينه أنتي متى شئتي
آنين بصدمة : قران ...... نتزوج الآن
شاكر : سنعقد قراننا فقط إن كان لديك مانع نؤجل الأمر أيضا
سكتت آنين قليلا ثم قالت : حسننا كما تشاء
شاكر بابتسامة : إذا الخميس القادم نعقد القران ما رأيك
آنين وهي تقف مغادرة : كما تريد ... أعذرني أشعر بألم في رأسي سأصعد لغرفتي لأرتاح
شاكر وهوا يقف معها : حسننا لكن لنخرج معا لننقل لهم الخبر
خرجا لخارج المكتب ووجدا الجميع موجودين
شاكر : جيد أنكم جميعا هنا لدينا خبر لكم
زياد : ههههه لابد أن الخطوبة حديثة الولادة قد ماتت
شاكر : أنت لا تعرف شيئا أسمه تفاؤل بالخير ..... سنعقد قراننا الخميس القادم
صدمة كانت تعلوا وجوه الجميع وكانت العمة أول من تكلم وهي تحتطن آنين : حقا مبارك يا صغيرتي
شاكر : ما هذه العنصرية من المفترض أن تباركي لي أولا
العمة وهي تحتضنه : الآنسات الرقيقات أولا ... مبارك لك يا بني
ياسر بضيق واضح : فليعقدوا القران أولا ثم باركوا لهم .... وخرج متوجها ناحية باب القصر
زياد : مآبه مستاء هكذا .... لقد كان يبارك لأنين منذ قليلا وهوا مبسوط
العمة : هل سنقيم حفلا للعقد .... علينا أن نرتب للأمر
آنين : ما من داعي لذلك عمتي حالة جدي أصبحت تتحسن لا نريد العودة للوراء
العمة : ماذا عنك يا شاكر ما رأيك
شاكر : كما تريد آنين .... فالحفل من أجلها إن لم ترغب به فلا داعي له
العمة : أيعقل أن نعقد قران أبنينا هكذا ... دعونا ندخل الفرح لهذا المكان الذي عاش الكآبة لسنوات
شاكر : سنحتفل بزفافنا وافعلي فيه ما شئتي
آنين : عن إذنكم سأرى جدي وأصعد لغرفتي
غادرت آنين باتجاه الممر الذي يحوي غرفة جدها وهم يراقبونها
العمة : ما بها آنين هل هي متعبة
شاكر : قالت أنها تعاني من الصداع وهي قلقة أيضا بشأن خالتها وزوجها
آنين وهي تحتطن جدها : جدي لدي خبر قد يسعدك
ثم استوت جالسة وقالت : أنا وشاكر سنتزوج ..... جدي ما بك الست سعيدا لما لا تبتسم
ثم احتضنته وبدأت بالبكاء : جدي قل أنك سعيد قل شيئا أرجوك ساعدني لأكون قوية
همس الجد بصوت غير مفهوم : إياااااد ... إياااااد
آنين : جدي هل قلت شيئا ..... هل تحاول قول شيء
مسحت آنين دمعة تسقط من عين جدها وقالت بحب : يبدوا أن ثمة شخص أخر غيري غير سعيد بذلك
ثم احتضنته من جديد وقالت : كلهم سعداء إلا أنا وأنت يا جدي شكرا لأنك بقربي وتشعر بي
ثم غادرت غرفة جدها وصعدت لغرفتها وواصلت مسيرة بكائها التي لا تتوقف
عند المساء كانت آنين تجلس على سريرها تضم ساقيها لصدرها وتغمر رأسها في ركبتيها عندما
شعرت بهواء الشرفة يتسلل للغرفة .... رفعت رأسها ونظرت للواقف عند الشرفة بحزن وأعادت
رأسها عند ركبتيها
إياد : لما تبكي يا أنيني
آنين : لا شأن لك
إياد : لما وافقتي إن كنت لا تريدينه
آنين : ......
إياد : آنين أجيبي على سؤالي
آنين وهي تقف بغيض : هل ستخبرني عنك ... هل ستجعلني أرى وجهك ... هل ستظهر للجميع لتخبرهم
أنني لك و ملكك ولن أكون لغيرك كما كنت تقول .... هل ستفعل كل هذا يا إياد والآن
إياد : ليس الآن يا آنين لا أستطيع
آنين ببكاء وألم : إذا لا تلمني على ما سأفعل يا إياد لقد عرضت نفسي عليك مرتين وجرحت كرامتي
إياد ( أنتي لا تعرضي نفسك يا آنين أنتي أنبل من ذلك تأكدي ) : ......
آنين بعد أن رأت صمته توجهت للخزانة وأخرجت الدمية منها ورمتها على صدره لتقع أرضا
آنين : خدها .... هذا آخر ما تبقى لك لدي .... لا أريد رؤيتك مجددا أتفهم ذلك
وخرجت من الغرفة متوجهة لردهة الجناح ... ولأول مرة تدخلها في الليل ... ارتمت على الأريكة واستمرت
في البكاء
في يوم الخميس يوم عقد القران ....
كانت آنين ترتدي فستانا سكري اللون يلتف حول خصرها وينزل بانسيابية حريرية للأسفل ملامسا للأرض
مليء بالزخارف ومطرز بالأحجار الكريمة والخرز والعقيق في منظر خلاب .... شعرها مرفوع للأعلى
ومجموع من الأمام بواسطة تاج كريستالي ولأول مرة .... وماكياج مبهر زاد من جمالها وروعتها
نزلت للأسفل حيث كان أفراد العائلة يقيمون حفلا عائليا بسيطا
العمة : ما شاء الله .... ما شاء الله .... ما كل هذا الجمال يا صغيرتي
آنين بابتسامة وعيون الكل عليها : ألم أكن جميلة في السابق
العمة : بالطبع ولكنك الآن أجمل أنتي كالأميرات
زياد وهوا يكز شاكر بمرفقه : هيه أنت ستلتهمها بعينيك ألن تلبسها ما جلبت لها
تقدم شاكر منها ألبسها العقد والسوار الماسيين ثم الخاتم الماسي .... أمسك رأسها وقبل جبينها ثم همس
في أذنها : مبارك يا آنين ..... ثم قبل خدها وأحتضنها بقوة
آنين بهمس : شاكر إنك تخنقني
ضحك الكل وحك شاكر مؤخرة رأسه بيده بإحراج
زياد : ههههه كنت ستقتلها يا رجل ألا تستحي منا أو من عمتك على الأقل
شاكر : سنراك عندما تتزوج وتكون مكاني
زياد : ههههه لو كنت مكانك لحملتها بين ذراعي وركضت بها للأعلى
العمة وهي تضربه على رأسه : استحي قليلا أيها الفاشل
آنين كانت تكاد تبكي من الإحراج .... جلس الجميع وكانت آنين تجلس بجوار شاكر الذي كان ملتصقا
بها ويمسكها من كتفها تارة ومن خصرها تارة أخرى ... وهي تحاول تبادل الأحاديث معه ومع الجميع
والابتسامة قدر الإمكان لتكون طبيعية أمامهم
انتهت سهرتهم المتعبة لأنين وغادرت لغرفتها لتنفرد بألمها وحزنها
مرت الأيام الطويلة على آنين وهي منهمكة في دراستها التي جعلتها شغلها الشاغل ولم تكن تغادر غرفتها
إلا نادرا وحتى شاكر لم يكن يجلس معها إلا فيما نذر .... كانت تراجع دروسها عندما سمعت أحدهم يطرق
باب غرفتها بخفة
آنين : من
..... : هذا أنا شاكر.... هل أستطيع الدخول
آنين : أجل تفضل
دخل شاكر مبتسما وجلس بجوارها : ماذا تفعلي
آنين : أدرس .... الامتحانات أصبحت قريبة جدا
شاكر : لا تنهكي نفسك كثيرا لكي لا تزداد ألام رأسك
آنين : لم يؤلمني من مدة طويلة .... سأكون بخير
شاكر : آنين أود التحدث معك في أمر
آنين بقلق : هل هناك خطب ما
شاكر وهوا ينظر لهاتفه المحمول بين يديه : آنين لما أنتي لستِ سعيدة ... أراك حزينة دائما وصامتة
وشاردة الدهن طوال وقت جلوسك النادر مع العائلة وحتى معي وكأننا لسنا متزوجان .... آنين أخبريني بالحقيقة
آنين : أنا أحتاج بعض الوقت فقط .... تحملني يا شاكر أرجوك
شاكر : أنا سأستحملك لآخر العمر ولكن هل ستستحملين أنتي نفسك وهل ستستحملينني كزوج ..... آنين
تكلمي معي بصراحة إن كنتي لا تريدينني فسننفصل حالا ولن يتغير شيء اقسم لك ... ستبقي ابنة عمي التي
أحترم ولن تتزوجي أبناء خالتك ولا غيرهم حتى تنهي دراستك وتقرري بنفسك بمن سترتبطين ...بأي رجل
كان وأنا سأقف معك للنهاية
أنزلت آنين رأسها للأسفل ( لن أكسرك يا شاكر كما كسرني إياد .... لن أكون مثله .... لن أتركك في منتصف
الطريق كسير القلب والخاطر مثلما فعل بي ) ثم قالت بهدوء : لا شيء يا شاكر أريد بعض الوقت فقط
شاكر وهوا يقف ويضع يده على كتفها : آنين سأنتظر أن تحكي لي ما بك تعالي للحديث معي متى شئتي
وأنا لا زلت عند وعدي
أمسك بذقنها ورفع رأسها للأعلى طبع قبلة خفيفة على خدها وشفتيها ثم خرج
نزلت دموع آنين تنحدر من عينيها ( كيف لي أن أكسرك يا شاكر أنت شاب رائع في كل شيء ...تبا لقلبي
الغبي هذا )
بعد مرور عدة أيم و آنين جالسة في غرفتها لم تدرس خلالهما حرفا واحدا تعيش حزنها وحيرتها تحاول
أمساك نفسها عن الدموع كما كانت تفعل طيلة الشهور الماضية
آنين : عليا أن أتحدث مع شاكر عن كل شيء وأعلم حقيقة إياد ... لن أذهب لذلك الشاب ولن أهين نفسي أكثر
سأفعل ذلك لكي أرتاح و لأريح شاكر... لن أكون السبب في تعاسته معي طوال العمر
خرجت من غرفتها ونزلت راكضة بسرعة للأسفل
زياد : هيه مهلك قليلا ... لقد تزوجتي وسيصبح لديك أطفال ولازلتي تركضين على السلالم
آنين : أين هوا شاكر هل خرج
زياد : آآآآه قولي أن كل هذا الركض شوقا لرؤية زوجك ..... لقد رأيته يدخل الحديقة منذ قليل
آنين : سأذهب لرؤية جدي وأراه عندما يعود
توجهت للممر وغادر زياد متوجها للأعلى
وقفت آنين فجئه .... ( سأذهب للتحدث معه هناك سيكون الأمر أسهل)
خرجت آنين بحثا عن شاكر سمعت أصوات وكأنها شجار اقتربت فرأت ياسر وشاكر يتناقشان بحدة
والصوت أصبح واضحا لها
ياسر : ما الذي تفعله يا شاكر .... ما كل هذا الجنون
شاكر : إنها حياتي ووحدي أقرر... آنين زوجتي وانتهى
ياسر : هي ليست حياتك لوحدك يا شاكر هي حياة آنين أيضا ..... آنين من المفترض أن تكون زوجة
إياد وليس شاكر
شاكر : إياد مات لقد قتله الجميع منذ سنين يا ياسر فبأي حق ستقول أنها له الآن ... لقد سرقتم ماضيه
وحاضره ... لقد قتلتموه ليعيش شاكر خسر كل شيء بل أتمن شيء وهي آنين فليأخذها شاكر هي أيضا
دعوا إياد وشأنه دعوه يعش سعيدا ولو لأيام
ياسر : وهل سيكون سعيدا هكذا ... سوف تكونوا تعساء جميعكم جميعكم يا ... يا إياد
شاكر بابتسامة سخرية : أنا شاكر يا ياسر.... شاكر وليس إياد أم نسيت
ياسر : لم أنسى ولن أنسى ... ولم أتحدث معك الآن إلا لأنني ما نسيت ذلك يوما
شاكر : وما الذي فعلته يا ياسر غير أنك توقفت عن الكلام هل ترى هذا حلا
ياسر : قررت الصمت حينها على التفوه بالأكاذيب كيف كانوا يريدون مني أن أعلم أنك إياد و أعيش
معك على أنك شاكر ما كان من حل أمامي .... أخبرني ما الذي فعلته أنت لقد كنت تعلم انك غير فاقد
للذاكرة كما يتخيلون وعشت الدور الذي رسموه لك
شاكر : ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني تستيقظ من غيبوبتك لتجد الكل يناديك بشاكر وهم يعلموا جيدا
أنه لست أنت .... ماذا كنت ستفعل وأنت تراهم يقتلوك ليحيوا غيرك ويسرقوا منك كل شيء حتى آنين سرقوها
مني لتموت مع ماضي إياد بل لتموت مع إياد الماضي .... لقد قتلوني يا ياسر أتعي ما أقول ... قتلوا إياد وأنين
وجدي ليحيوا شاكر ... شاكر تؤمه الذي لا يشبهه إلا في الشكل ... سيء الخلق الصعلوك الفاشل الذي يكرهه
الجميع ليصبح رجل الأعمال الذي يمسك كل أموال العائلة وكل شؤونها ثم ليحظى بأثمن شيء وهوا آنين
ياسر : أنت تحكم عليها وعلى نفسك بالتعاسة طوال العمر.... إنها لا تريدك هي تريد إياد كما تعلم جيدا
شاكر : و هل كنت تريد مني أن أتركها تتزوج من أبن خالتها وتذهب مني مجددا و أنا أتفرج ....زواجها
من شاكر هذا لنحيا حياة تعيسة لكلينا أهون علي ألف مرة من أن تكون لغيري .... من أن تنام بحضن
رجلٍ غيري .... ولو عشت في تعاسة معها طوال العمر كان يكفيني أن تكون لي ... لي لوحدي
كانت آنين تغلق فمها بيدها ودموعها تنهال بغزارة وهي تستمع لما يقولانه
آنين ( شاكر وإياد ..... لا مستحيل ما الذي يجري هنا..... شاكر هوا نفسه إياد .....أنا زوجة إياد وإياد
هوا زوجي زوجي أنا..... سأجــــنـنننـ .....آه راسي ) أمسكت رأسها وغادرت باتجاه القصر صعدت السلالم
وزياد نازل للأسفل .... بعد قليل دخل شاكر
زياد : آنين كانت عند جدي وصادفتها الآن تصعد للأعلى ممسكة برأسها وملامحها لا تندر بخير أذهب
لرؤيتها يا شاكر
صعد شاكر لغرفة آنين طرق الباب ودخل مباشرة وجدها تجلس على الأرض مستندة بالسرير وتبكي
نزل عندها وقال وهوا يضع يده على رأسها : ما بك يا آنين أخبريني ...سننفصل إن أردتي ذلك ولكن
لا تبكي أرجوك
حضنت آنين شاكر ولأول مرة .. وهي تبكي بمرارة .... بكت كل دموع الشهور الماضية التي أمسكت
فيها نفسها دون جدوى عن البكاء .... بكت آنين و إياد الماضي ..... و بكت آنين وشاكر الحاضر
وهوا يمسح على رأسها ويقبله بين الحين والأخر
شاكر : لا تقلقي يا آنين سأفعل كل ما تريدي ليس بإمكاني استحمال دموعك الغالية .... لن أغضب ولن
أتغير معك لانفصالنا ولن ألقي باللوم عليك أقسم لك بذلك
آنين دفنت نفسها في حضنه أكثر وقالت بصوت باكي : لا .... لا تتحدث عن الانفصال مرة أخرى ... لن
ننفصل أبدا
شاكر : إذا ما بك .... أخبريني هيا
آنين : لا شيء .... أنا أريد فقط البكاء في حضنك .... ألا يحق لي ذلك
شاكر وهوا يزيد من أحتظانها : بلى يحق لك .... وحدك من يحق لها هذا .... و أقسم لن يكون حقا
لغيرك يا آنين حتى الموت
آنين : لا تتحدث عن الموت ... يكفي ما فقدته بسبب الموت .... لا تتركني ... لا تتركني أرجوك
شاكر : هيا توقفي عن البكاء
ابتعدت آنين عن حضنه ومسحت دموعها أمسك شاكر بوجهها وهوا يمسح دمعة من عينها بإبهامه
وقال بابتسامة : إذا أريني ابتسامتك الجميلة التي غابت كثيرا
ابتسمت أنين ونزلت دمعتان من عينيها احتضنها وقال : قلت ابتسمي وليس ابكي من جديد يا مشاغبة
مرت أيام على آنين سجينة الغرفة تأكل الأفكار رأسها ولا تجد تفسيرا واضحا لما يجري
آنين ( لو أني أتذكر الماضي فقط ... لا أستطيع أجبار رأسي السيئ هذا لأنني سأتألم بشدة ..... لما قتلوا
حقيقة إياد ليكون شاكر لماذا .... إن كانوا لا يحبونه فلماذا فعلوا بإياد ما فعلوه ما الذي حدث في ذلك اليوم ..
مات شاكر ودخل إياد في غيبوبة ومرضت أنا وجدي أيضا لأصبح في بلاد آخر وقد نسيت كل شيء ويصبح
إياد شاكر ... يشبه اللغز المحير..... كيف لي أن أصدق هذا .. إياد كان أمامي طوال الوقت وأنا .... آآآخ منك
يا إياد كيف كنت تخدعني وتلعب علي الدورين ... لهذا تركتني أتزوج شاكر أنت من طرد البستاني لأنه
أعطاني زهرة وهددت بقتله إن أقترب مني ما كنت لتسمح لأحد أن يأخذني منك ..... ولكن كيف سأعيش
معه و أنا أعلم من يكون أناديه شاكر كما يناديه الجميع اسمي في عقد الزواج مرتبط بشاكر ..... يجب
أن يتغير كل هذا لكني لا أستطيع التحدث معه عما سمعت ... عليا أن أتذكر )
سمعت آنين صوت طرقات على الباب ثم دخلت عمتها بعدما استأذنت
العمة : ما بها صغيرتي الحبيبة لم نعد نراها
آنين قامت و احتضنت عمتها بحب وقالت : بخير عمتي لا تقلقي ( ذاك المغفل إياد حرمني حتى من
فرحتي بالارتباط به .... سأريه )
العمة : هيا أنزلي معي للأسفل لأتأكد أنك بخير
آنين : حسننا سأفعل ذلك لتتأكدي
نزلت آنين وعمتها للأسفل فكان شاكر وزياد هناك
جلست آنين بجانب عمتها بعيدا عنه ونظرت إليه وهي تحدث نفسها ( أنت إياد ليناده الجميع إياد ...إياد فقط )
زياد : ههههه لما أنتي هاربة أجلسي بجانب زوجك ... أم أنكما قد تشاجرتما
آنين : لو كنت أعلم أنك هنا ما نزلت
زياد : ههههه ولا حتى من أجل شاكر
آنين سكتت محرجة ولا تدري ما تقول
إياد بحدة : لما لا تتركها وشأنها ما إن تراها حتى تانهال عليها
زياد : لا لا لا مهلك علي لا تقتلني ..... لا تخف لن تتأذى مشاعر زوجتك
إياد : لما لا تتزوج أنت وترحمنا من شرك
زياد : من زوجة كئيبة كهذه لم تبتسم منذ شهور بالتأكيد لن أستحملها مثلك يا رجل
إياد بغيض : زيااااد
زياد : سأقوم لترتاحوا مني
آنين ( معه حق كيف استحملني كل ذلك ... بل كان مستعدا للعيش معي بتعاستي على أن يتركني لأبن
خالتي .... ولكنه المخطئ لما لم يخبرني بالحقيقة .... آآآآه هوا يعلم أنني لن أرضى بذلك وبالفعل لن أرضى
أن أكون زوجة شاكر وهوا إياد )
ثم نضرت له بتمعن ( إياد كان أمامي دائما وأنا أتمنى رؤية وجهه ولو دقيقة هذه العينان السوداء الجميلة
والملامح الوسيمة والبشرة السمراء الجذابة كلها لإياد وأنا لا أعلم )
نظر لها إياد وأبتسم .. ابتسمت أنين في خجل لأنه أمسكها تنظر إليه ثم أشار لها برأسه لتلحق به لمكتبه
دخل المكتب ودخلت خلفه وقف مقابلا لها أمسك وجهها بيديه وقال : هل صرتي بخير... لم تعجبيني ذاك
اليوم لقد بكيتي كثيرا
ثم ابتسم قائلا : حتى أنني قمت بتبديل قميصي لأنه غرق بدموعك
ابتسمت أنين بخجل وهي تنزل عينيها للأسفل ثم احتضنته وقالت : نعم أصبحت بخير أنا آسفة على كل
الأيام الماضية
إياد وهوا يحتضنها بقوة : ما كل هذا التطور .... إذا سنبدأ من جديد
آنين : أعدك أن أحاول
ابتعدت عن حضنه رفع رأسها للأعلى بأصابعه ثم وضع انفه على أنفها وجبينه يلامس جبينها وقال وعينيه
في عينيها : هل ستكونين لي .... لي وحدي
آنين : أجل ...
ثم شعرت بشفتيه تلامس شفتيها ويداه تحيط بخصرها بقوة فخلصت نفسها منه وركضت
مسرعة باتجاه الباب
إياد : انتظري يا آنين أنا آسف فلنتحدث فقط ( أحمق ما كان عليك أن تتهور )
ثم جلس على الكرسي واتكأ برأسه على يده وقال : سامحني يا إياد فلم يتركوا لك شيء ولا مكان .... ولكن
هل سترضى أن يسرقها منك شاكر أن تحبه وتنسى وجود إياد ماذا لو تذكرت كل شيء لن تسامحك حينها
لن تحبك ولن تحب إياد
صعدت آنين السلالم راكضة ( ماذا فعلتي يا غبية كله بسببك ما كان عليك احتضانه ألا تستطيعي التحكم
في نفسك قليلا )
ثم دخلت غرفتها وارتمت عل السرير ( كنت مشتاقة إليه أردت أن احضنه فقط ... أحبك يا إياد ولكن كيف
تريدني أن أحب شاكر وأنساك .. كيف تريد مني هذا .. كيف تجرم في حقي كل هذا الجرم ... لما تفعل بي
هكذا .... كيف سأناديك طوال الوقت بشاكر وأنت إياد ... كيف أحبك على أنك إياد وأنت تعتبره حبا لشاكر
كيف أحتضنك على انك إياد و أنت تحسبني أرتمي لحضن شاكر ...... كيف .. كيف يا إياد )
في اليوم التالي خرجت من غرفتها ونزلت لغرفة جدها أخرجته بالكرسي المتحرك بعدما أصبح بإمكانه
الجلوس عليه وسارت به خارجا للحديقة
آنين : أنظر يا جدي لقد أصبحت الحديقة أجمل وأنت فيها
..... : مرحبا بصغيرتي وجدها الحبيب
آنين : مرحبا بالعم صابر.... كيف حالك
تنهد صابر بأسى وقال : جيد بعض الشيء
آنين : ألم تقرر بعد أن تحكي لي ما يؤلمك
صابر : وما تفعلي بالمآسي
آنين : وماذا إن قلت لك أني أريدها
صابر : أبنتي يا سيدة آنين
آنين : ما بها أبنتك وهل لديك ابنة لم أكن أعلم
صابر : نعم لدي وليس لدي في نفس الوقت
آنين : لم أفهم
صابر : لدي أبنه ضاعت مني منذ سنوات ولم أعلم بوجودها على قيد الحياة
إلا من أشهر ولا استطيع الوصول إليها
آنين : كيف ذلك ..... كيف تعلم عنها أين تكون ولا تستطيع الوصول إليها
صابر : تلك قصة طويلة إنها الآن عند رجل يسجنها ويجعلها تخدمه وتعمل في حظائر الحيوانات لديه
آنين : يا الهي كيف يفعل كل هذا بها
صابر : يريد الانتقام مني
آنين : وما ذنب أبنتك
صابر : ليس لها ذنب سوى أنها أبنتي
آنين : لما لا تخلصها منه
صابر : لا أعرف أين تكون إنه يتصل بي ويسمعني صوتها يعذبني ليرتاح من عذابه
آنين : لماذا ... ما الذي فعلته له
صابر : إنها قضية قتل وسجن وحكاية طويلة لا يريد أن يسمع شيء مني
آنين : إنها حقا حكاية محزنة كم أتمنى أن تجدها وتعودا لبعضكما لما لا تطلب
من شاكر ( آه كم أصبحت أكره مناداته بهذا الاسم ) ليقوم بمساعدتك
صابر : هوا يحاول مساعدتي كثيرا ولكننا لم نصل لنتيجة حتى الآن
آنين : ستجدها يوما مادامت على قيد الحياة الأموات وحدهم من لا يعودون
صابر : أتمنى ذلك ..... اتركيني أساعدك في تحريك كرسي السيد
آنين : لا شكرا يا عم أنا أحب فعل ذلك بنفسي
مرت أيام على آنين تحاول فيها ترجمة مشاعرها وتوجيهها للشيء السليم ودون جدوى
آنين ( كيف لي أن أفعل ذلك كيف سأرضى بهذا الشيء إنه صعب صعب جدا لقد أصبحت أتجنب مقابلته
بحجة الدراسة التي لم تعد تنتهي والأساتذة داخلون خارجون وهوا يتجنبني مراعيا لي ... ولكنني لم أصل
لنتيجة كيف سنعيش بهذا الوضع مستحيل ... لدي فكرة مجنونة ولكن سأطبقها يجب أن أعلم مشاعره
اتجاهي يوجهها بأياد أم شاكر قد أدفعه للاعتراف بحقيقته لي )
نزلت أنين من السرير ارتدت فستانا زهري اللون يصل نصف ساقيها مقلم الأطراف ومقلم الأكمام
الواسعة التي تصل للكوعين مشطت شعرها وخرجت لخارج القصر
سارت بعيدا مبتعدة قدر الإمكان حتى رأته يخرج من بين الأشجار
آنين ( لو أعلم فقط كيف يعرف أني ابتعدت ) : ماذا تريد
إياد : لا تبتعدي ألم أقل لك ذلك أعرف أنك تفعلين هذا لتريني
آنين : ولما كل هذه الثقة أنا لم أحظر لأراك
إياد : لما تغضبي مني وأنتي التي تزوجتي أنا من عليه أن يغضب
آنين ( ممثل ) : بل أنت الملام أنت رددتني خائبة و أنا أكاد أترجاك أن ..... وبدأت بالبكاء
أقترب منها وضمها بين ذراعيه وقال : أقسم أنني أحبك يا غبية أقسم بذلك
آنين وهي تشد من احتضانه : كاذب
أبعدها عنه وقال : لست كاذبا يا أنين وأنتي من تزوج
آنين ببكاء : ماذا كنت تريد مني أن أفعل ... أنت لم تعطيني حلا لقد تهربت من الأمر كله ... لماذا خرجت
في حياتي مادمت ستتركني وحيدة.. لماذا جعلتني أحبك من جديد فوق حب الطفولة و أنت لا تملك سوى
كلمة " لا أستطيع "... لقد أحببتك يا إياد ولكنك خذلتني ... لم أستطع نسيانك أو نسيان جرحك لي لما
تركتني ... لماذا
أمسك وجهها بيده وقال : أنيني
ضربت آنين يده لتبعدها قائلة : لا تقل أنيني ... لا تقلها ... أنا لم أعد ملكك أتفهم
إياد : ما كان بيدي شيء أنتي لم تعرفي ظروفي لكنتي عذرتني
آنين : كنت قلت أي شيء ... أي شيء يا إياد لأرفضهم جميعا ولكنك لم تفعل ... لو أنك طلبت مني الهرب
معك لفعلت ولكنك أحمق وجبان وستخسرني للأبد
إياد : هل صرتي تحبينه
آنين : لا .... لأنني غبية وحمقاء .... ولكن سيحدث ذلك يوما ولن تجدني بعدها .... ستموت آنين مع
ذكرياتك التي تخليت عنها .... ستموت كما مات الماضي
ثم ارتمت في حضنه وبكائها يزداد شدة : علمني كيف أنساك مثلما علمتني كيف أحبك مرتين ... علمني
كيف أقتل حبا عاش بداخلي منذ الطفولة
مسح على شعرها وقال : كيف لي أن أعلم نفسي أولا لأعلمك ... أنا ضائع ... ضائع يا آنين ولا أعلم ما سأفعل
ثم أبعدها من حضنه وقال : أنتي متزوجة ... هل ترضي لزوجك أن يحتضن أخرى
دفعته آنين بقوة وقالت : أحمق ولن تتوقف عن إهانتي ماذا تظنني خائنة ولكن الحق معك ماذا أفعل هنا
مع معتوه مثلك
ثم غادرت آنين وتركته يتبعها بعينين محبة ومشتاقة وتائهة حزينة : كم أحبك .... كم أحبك يا فراشتي الجميلة
سجنت آنين نفسها في غرفتها لأيام ولم تستقبل حتى أساتذتها للدراسة ولاحظ الجميع التغير على شاكر أيضا
أصرت عمتها على الدخول لها حتى فعلت
العمة : آنين ما بكما أنتي وشاكر
آنين : وما به شاكر
العمة : غاضب طوال الوقت وحزين ومستاء حتى أني أخبرته أنك لا تخرجي من غرفتك فلم يرد علي
ماذا حدث بينكما
آنين : لا شيء يا عمتي لا شيء
العمة : هل أكذب عيني وأصدقك .... عليكما التحدث معا والوصول لحل للخلافات لن يجدي ما تفعلانه
نفعا ..... آنين مزاج شاكر في أسوء حالاته ما الذي حصل قد أساعدكما
آنين بحزن : لن تستطيعي مساعدتنا ولن يستطيع أحد فعل ذلك
العمة : ألن تخرجي من هذا السجن على الأقل
آنين : حسننا سأفعل ( مؤكد أنه غاضب مني ... هوا يعتقد أنني أخونه .... أبكي في حضن رجل غيره وأخبره
أنني لازلت أحبه مؤكد سيغضب مني .... ولكن ما عساي أفعل )
بدأت أنين تخرج من عزلتها ولكن إياد كان يتجنب البقاء معهم في وجودها ولا يتحدث معها
كان يجلس في مكتبه والأفكار تدور حوله كالهواء ( كيف لي أن أعيش معها وهي تراني شخصا آخر وتحب
غيري وتبكي بحضنه ... كيف سأتنازل لشاكر عنها أيضا ... كل شيء قد أتنازل له عنه إلا أنين إلا هي ...
هي تعرف أنه شخص أخر غيري أنا وتخبره أنها لا تستطيع نسيانه ... لماذا خرجت لها لما لم يلحقها شاكر
لإرجاعها لتعلم أن إياد رحل للأبد .... لا وبدأت أتفوه بالحماقات أمامها و أخبرها بمشاعري التي لم تمت
بعد اتجاهها ... ما العمل ..... ما العمل ..... ولكن لن يرجع إياد لأنه لم يرده أحد ... لن يعود لهم بعدما
تخلصوا منه ودفنوه مكان شاكر ....ولكني أريد آنين أريدها لإياد وليس شاكر أن تكون أمام الجميع لي
... لي وحدي لإياد فقط )
طرق الباب وعلم من الطارق فقد سمعه قلبه قبل أذنيه
إياد : أدخلي يا آنين
دخلت أنين قائلة : هل لي أن أتحدث معك
إياد : أنا مشغول الآن في وقت آخر
آنين : لا تتهرب مني يا شاكر سنتحدث الآن يعني الآن
إياد : حسننا تعالي أجلسي
جلست آنين مقابلة له وكل واحد منهما يجهز نفسه لقول ما عنده وقد قرر قرارا لنفسه
آنين ( عليا أن أوضح له ولوا توضيحا بعيدا ليعلم أنني لا أخونه كشاكر و أني لست سيئة فلو لم أكن
أعلم أنه هوا نفسه ما كنت لأذهب إليه أردته أن يعترف ولكني أفسدت كل شيء )
إياد ( عليا أن أنهي هذي المأساة التي أعيشها وأضعها معي فيها ... سننفصل وتعود آنين لإياد ترجع لي
حتى نجد حلا للأمر )
إياد :ماذا كنتي ستقولين
آنين : أ أ نــــ
إياد : أنا سأختصر عليك الطريق يا آنين سأبدأ منذ الغد بإجراءات الانفصال
آنين بصدمة : ولكن ليــــ ....
إياد يقاطعها ببرود : نحن لا يمكن أن نكون لبعض فلا داعي للكذب على أنفسنا أنا سأحررك مني
وعيشي حياتك كما تريدين
آنين ودموعها تتساقط ( لا ليس هذا ما أريده يا إياد كيف وأنا صرت لك ) : لا لن يكون هذا ... كل هذا
لأنك تضن بي الظنون أنا لست خائنة ولم أخنك معه ولم أكن لأبكي بحضنه و أخبره بمشاعري لو لم
أكن أعلم أنه أنت ولكنك لا تجد حلولا لمشاكلنا إلا بتعقيدها يا إياد أنا لست خائنة لتتخلص مني
الصدمة ألجمت إياد عن الكلام ولم يستوعب ما تقول
تابعت آنين : أجل علمت أنك إياد وسمعت حديثك و ياسر كنت أتمنى أن يتغير شيء بذهابي لك منذ أيام
ولكنك جبان ولا تريد إلا الاختباء خلف قناعك ... وضننت أنني أخون من أنا زوجتا له مع غيره وقلتها
لي في وجهي هل ترضي أن يحضن زوجك أخرى ... ولم تجد حلا سوى الانفصال ... ليكن إذا فأنا أيضا
لا أريد أن أكون زوجة لشاكر
ثم خرجت ودموعها تنهال على خديها وركضت لغرفتها وأغلقتها على نفسها
أمسك برأسه وقال : ما هذا الذي ألت إليه يا إياد كانت تعلم .... وأنت تفسد الأمر ضننا منك أنك ستصلحه
لماذا يحدث كل هذا لي
بعد مرور يومين
إياد: عمتي أين هي آنين
العمة : الست تعلم
إياد : أعلم بماذا
العمة ( يا الهي ضننتهما متفقان على الأمر)
إياد بحدة : أعلم بماذا يا عمتي .... ما بها آنين
العمة : جاءت خالتها وأخذتها ظننتك تعـــــ ....
إياد بغضب : ماذا ..... أخدتها أين ..... وكيف تذهب دون أذني
العمة بفزع : كانت تبكي ومرضت كثيرا بالأمس ويبدوا أنها اتصلت بخالتها لتأتي
إياد : مرضت ... ولما لا أعلم أنا بكل هذا الست زوجها
العمة : أنت كنت خارج المنزل طيلة اليومين الماضيين وهي رفضت أن أتصل بك كانت تصرخ من
رأسها ولم تنم طوال الليل ورفضت حتى الطبيب
إياد وهوا يغادر مسرعا : كيف تذهب دون علمي كيف تذهب وتتركني هكذا بين السماء والأرض
العمة ركضت خلفه وأمسكته : أين ستذهب يا شاكر
إياد : سألحق بها ... أين سأذهب لغير هناك
العمة : لا يمكن حل الأمور بهذه الطريقة يا شاكر .... أنت غاضب ولن تتوصلا لحل أهدأ قليلا وأعطها
فرصة لتبتعد وتفكر
إياد بأسى : أتركها .... كيف أتركها هناك مع أبناء خالتها هل تريديني أن أجن تماما هنا
العمة : أفعل ذلك من أجلي يا بني لقد أخبرتني أنكما قررتما الانفصال وأنه عليها أن تبتعد قليلا عدني
أن لا تلحق بها حتى تفكرا جيدا وتصلحا الأمور
إياد : أعدك .... اتركيني الآن
العمة : أين ستذهب
إياد : للجحيم.... فلم يعد يعنيني أين
ومرت الأيام والأسابيع على آنين وإياد ويفصل بينهما كل شيء حتى الهواء
إياد : هل تكلمتي معها
العمة : لا .... لقد رفضت كالعادة ... قالت خالتها أنها لم تخرج من عزلتها حتى الآن إنها تسجن نفسها
وترفض الحديث مع الجميع
إياد : تغلق هاتفها كي لا ترد على مكالماتي ذهبت إلى هناك مرتين ولم تنزل لرؤيتي رفضت حتى طلب
زوج خالتها منها النزول
العمة : لقد أضاعت حتى دراستها وتعبها وفاتتها الاختبارات مند زمن
إياد ( إلى الجحيم جميعها لقد ضيعت مني عقلي ) : إذاً لم تتوصلي لأي نتيجة
العمة : قالت خالتها أنهم عندما أخبروها أن زوجها يريد رؤيتها قالت لهم أنا لست زوجته هوا يريد
الانفصال عني ... هل ستنفصلان هل أخبرتها ذلك حقا يا شاكر
إياد : لم أجن لأفعلها لن ننفصل إلا على جثماني ...هي لا تعطيني فرصة للحديث معها
العمة : آنين ستقابل صديقاتها قريبا هي تحبهم كثيرا وهم مرتبطين ببعظهم بشدة لقد طلبت من خالتها
أن تتحدث معهم ليقنعوها ولنتأمل خيرا
~~~***~~~
لـــين
في الصباح أستيقضت لين فتحت عينيها رأت روز فوقها
لين : ضننت أنني قد مت ودخلت الجنة لكن عندما رأيتك عرفت أنني يستحيل أن أكون فيها
روز : ماذا تعني .... أنني لن أدخل لها أبدا
لين : هههه كيف حالك يا روزي
روز : بخير أنتي من يجب السؤال عن حالها
لين : بخير .... من غير لي ثيابي أنتي
روز : هههه ومن ظننتي زوجك النائم فوق
لين : وقحة .... كيف تقولي هذا الكلام
روز : أنا لم أقله أنتي قلتي أنكم عشاق وتزوجتم أيضا
لين وهي تقف : جيد أنك لا تعملي مع العمال وإلا كنتي أفضل مروج للشائعات
روز : أين ستقومين ... الجروح والخدوش في جسمك كثيرة عودي للسرير هيا قبل أن يعاقبني السيد
لين : وما علاقة السيد بالأمر
روز : هوا طلب أن لا تعملي أو تغادري السرير حتى تشفي تماما وقال أنه سيعاقبني إن لم تفعلي
جلست لين على السرير وقالت : لابد وأنه غاضب مني بسبب البارحة
روز : لقد خرج اليوم صباحا من القصر برفقة الحراس يبدوا أنه توجه للحظائر أو منزل العمال لم
يخرج السيد لهم سابقا أبدا
لين : وهل عاد
روز : نعم منذ وقت .... ماذا حدث لك البارحة يا لين من ضربك هكذا ومزق ثيابك يبدوا أن السيد
أحضرك إلى هنا
لين ( آه ذاك الوسيم لم أتخيله بهذا الشكل ) : لا أعلم احدهم امسكني وكان يشتم ويتكلم عن تسببي بسجن
أخيه ولا أذكر الكثير ... آآآآه
روز : ما بك هل أنتي متألمة من شيء
لين : لا ... قليلا فقط
قبل ساعات في بيت العمال
الجميع يتناول إفطاره في نشاط لبداية يوم جديد
سيف ( أحد العمال ) : هيه أين هوا سامح لم أره اليوم
سامر : لا أعلم لقد خرج البارحة ... ألم يعد
اشتغلت المكبرات بصوت رجل قائل : ليخرج الجميع للخارج وفورا
تفاجئوا جميعهم بما قيل وخرجوا رأوا سامح مرمي عل الأرض وقد تعرض لكل أنواع الضرب ورجل
بمعطف يغطي حتى وجهه وحراس ضخام مخيفين معه ... يقفون جميعا فوق العامل المرمي أرضا
روح : هذا هوا عقاب كل من يقترب من الفتاة و أشد من هذا أيضا .. تساهلت في الكثير من الأمور فلن
أتساهل في أمرها مطلقا وليكن ذلك معلوم للجميع إن لمس أحدكم شعرة منها فسيقتل على يدي
ثم غادر والحراس حملوا سامح وغادروا أمامه
نظر العمال لبعضهم ثم انصرفوا لأعمالهم دون كلمة لأنهم أصبحوا يخافوا حتى من الحديث عن لين
عماد : عم رشدي ترى ما فعل هذا الرجل بلين يبدوا أنه قد أذاها
رشدي : لا أعلم و أتمنى أن تكون بخير .... طوال الفترة الماضية لم أرها كنا نضع الأغراض عند
الباب ونغادر حسب الأوامر ولكني في الغد سأسأل عنها روز لأنها عادت منذ أيام وتستلم الحاجيات منا
في اليوم التالي
روز : هيا كلي هذا الحساء يا لين إنه مفيد
لين : لا أريد .... أععع ... أنا أكره جميع أنواع الحساء وحسائك خصيصا كيف كان يتناول السيد طعامك
طوال هذه السنوات
روز بغضب : كان يأكل ولا يتذمر مثلك ولم يقل لي يوما أن طعامي سيء
لين : آه مسكين لابد أن معدته تعاني من جميع الأمراض بسبب طعامك هذا
روز : لقد سأل عنك أحد العمال الذي أسمه رشدي يبدوا أنهم يعلمون بالأمر وقد ألح علي لأكلم السيد
ليراك هوا والصبي عماد ويطمئنوا عليكي ولكن بعد ما قلتي فلن أتحدث معه مطلقا
لين : لا روز لم أعرفك سيئة هكذا أنتي طيبة كثيرا
روز : يا لك من محتالة .... لقد تحدث مع السيد وقد سمح لهم برؤيتك
لين بسرور : حقا وكيف وافق
روز : لكي تعرفي قدراتي
ثم نظرت روز للقلادة التي أعطتها للين على الطاولة بعد أن انقطعت ليلة الحادث وضعتها في الدرج كي
لا يسمعها السيد وجلست بجانب لين وقالت بهمس : السيد سألني عنك خمس مرات كلما صعدت إليه بالطعام
أربعة بالأمس وواحدة اليوم حتى أنه بالأمس أتاني للمطبخ ليسأل عنك ... ما الذي حصل بينكما في غيابي
ها ... اعترفي هيا
لين : أبتعدي عني لم يحصل شيء ما الذي تعنيه بما قلتي
روز : حتى أنه وافق فورا على أن يزورك العاملان .... الأمر لم يعد طبيعيا
لين : إن لم تصمتي قطعت لسانك الصدئ هذا .... السيد يتعامل مع الجميع بطيبة لما الأمر معي أنا
سيكون غريبا
روز ( يبدوا أن ثمة أمور بينهم وعلي المساعدة ) : أسمعي يا لين الروماتزم يتعبني كثيرا والطبيب منعني
من صعود السلالم ما إن تشفي ستتولين أنتي المهام فوق ... سمعتي
لين : ولما ... تلك وضيفتك أنتي هذا كله بسبب كثرة النوم والكسل في الماضي حتى صدئت عضامك
روز : قولي ما شئتي لن أصعد السلالم فلن يفيدني شيء إن صرت مقعدة وسأتحدث مع السيد في الأمر
لين : على السيد أن يصرفك من العمل لأنك لم تعودي مفيدة لشيء أنتي هنا لتخدميه وها أنتي لن تعدي
له الطعام ولن تصعدي للأعلى ما نفعك إذا
روز : أفسد عليكي يومك ههههه
لين : بائسة ولا أبأس منك إلا أنا
في صباح اليوم التالي دخل رشدي وعماد إلى القصر لأول مرة في عملهما هنا وفي عمل جميع العمال
رشدي : كيف حالك يا صغيرة لقد قلقنا عليك كثيرا يبدوا أن مشاكلك لا تنتهي
لين : سامحك الله يا عم هل جئت لتقول لي هذا
رشدي : بل لأطمأن عليك
عماد: حمدا لله على سلامتك يا لين ... كيف حالك
لين : شكرا لك يا عماد أنا بخير والحمد لله مجرد حادث بسيط
عماد : ولكنه لن يكون بسيطا على سامح الوغد ذاك لقد ضربه السيد حتى الموت وأراه للجميع
وهددهم من الاقتراب منك ... لم أرى السيد يعذب أحدا قط ... يبدوا القصر رائعا هل تقيمين حقا في
هذه الغرفة
رشدي : لما لا تصمت قليلا لم تترك شيئا لم تقله ... لين ماذا حدث لما ضرب حراس السيد العامل سامح
لين : يبدوا أنه شقيق أحد المتهمين بالسرقة الذين تم سجنهم لقد مرضت روز وذهبت لجلب الطبيب فلحق بي.
عماد : لابد أن السيد عاقبك على ذلك
لين : لا حتى الآن ولكن بالتأكيد ثمة عقاب ينتظرني وأنا أستحقه
عماد : هل سيعيدك للحظائر سيكون عقابا رائعا لكي تعودي إلينا
لين : لا تكن أنانيا يا عماد أنا أتمنى الموت عل العودة للحظائر
رشدي : هيا بنا لنغادر لقد ثرثرت بما فيه الكفاية
ودعا لين وغادرا
عند المساء جلست روز بجوار لين على السرير وهمست لها : لقد سأل عنك السيد اليوم أيضا ألن
تفهميني الحكاية
لين بجدية : إن عدتي إلى هذا الموضوع مجددا فسأغضب منك ولن أكلمك أبدا أقسم على ذلك يا روز
روز : حسننا حسننا لا تغضبي ولكن السيد يريد رؤيتك في الغد
لين ( ها قد حان وقت عقابي ) : حسننا هيا انصرفي أريد أن أنام
روز : كنت أود أن أسهر برفقتك ولكنك لا تستحقين .... تصبحين على خير
في اليوم التالي صعدت لين للأعلى لتتلقى عقابها الذي وضعت له عشرات الاحتمالات
دخلت لين جناح السيد وجدت باب المكتب مفتوحا فدخلته وجدته يقف جهة النافذة يعطيها ظهره ولكنه لم
يكن يغطي رأسه
لين (لماذا لم يخفي وجهه ... لابد أنه يريد قتلي بوسامته .... ما أقساه من عقاب لم أتوقعه ..... هيه لين
هل جننتي )
روح : ما رأيك فيما فعلتي منذ يومين يا لين
لين : مخطئة ومستعدة للعقاب
روح : ما كان عليك المغادرة ... ماذا لو لم ألحق بك ... ماذا كان سيحدث لك
لين : روز كانـــ
قاطعها بحدة وصوت مخنوق : لا روز ولا غيرها يستحق أن تعرضي نفسك للخطر لأجله يا لين
لِما سلامتك آخر ما يهمك دائما ... كم مرة عرضتِ نفسك للخطر من أجل الآخرين ولن تسلم الأمور دائما
لين : أنا آسفة لن يتكرر الأمر
روح : أنا لا أريد توبيخك يا لين ولا معاقبتك أردتك أن تعلمي خطورة ما تقدمي عليه دائما دون تفكير
لين : حقا ... و لن تعيدني للحظائر أبدا
روح وهوا يتجه ناحية كرسيه : لا لن تدخليها مطلقا
لين : أي عقاب غيره أنا أقبل به
روح وهوا ينظر لعينيها مباشرة ولين تكاد تنصهر : لن أعاقبك بعد اليوم ولكن لا تعرضي نفسك للخطر
من أجل أيا كان يا لين
لين ( آه لا تنظر إليا هكذا أرجوك أشعر بحرارتي ترتفع ) : أعدك أن أحاول
روح : بل عديني أن لا تفعلي
لين وهي تهز رأسها نفيا : لا ... لا استطيع ..... ثمة أشخاص في الحياة قد تدفع عمرك ثمنا لإنقاذهم
روح : من هم
لين ( ياله من سؤال محرج ... إنها ورطة حقيقية )
روح : مثل من يا لين
لين : صديقاتي و روز و عماد ورشدي أيضا و ..... أنت
قبض روح على طرف الطاولة بقوة وقال : أنا
لين بعد صمت طويل وخديها قد زادا توهجا : أجل لما تستغرب ... لقد أنقدت حياتي و ...
روح : وماذا يا لين
لين ( ماذا يريد مني هذا بالضبط يكاد يقتلني بوسامته و أسئلته المحرجة ... من قال أنني جميلة ليأتي
ويرى أنه يتوهم )
روح : هل تحتاجي لساعة لتجيبي عن كل سؤال
لين : لما تسألني عن كل هذه الأمور أنا لا أفهمك
روح : لأني ظننتك تكرهينني
لين وهي تهز رأسها بالنفي : لا .... لا أحمل لك أي مشاعر كره
روح : إذا أي مشاعر تحملينها لي
لين ( ماذا به هذا يبدوا أنه يشعر بالملل ويريد التسلي بأعصابي ) : يبدوا أنك درست علم النفس سابقا
وتقوم بمراجعته الآن علي .... أسئلتك تحرجني جدا لا أريدك أن تفهم إجاباتي خطأ
روح بابتسامة : لا لم أدرس علم النفس ... وكيف سأفهم أجابتك خطأ لم أفهم
لين : علمت الآن ما هوا عقابي
روح : ما هوا
لين وهي تشير له بأصبعها السبابة : هذا ما تقوله الآن
روح : هههه حسننا هوا لم يكن عقابا هي مجرد أسئلة ولكنك تستحي كثيرا من الإجابة .... ولم أفهمك
خطأ يا لين اطمئني ... لقد أردت أن أعلم فقط
لين : ما معنى ما تقول
قام من كرسيه وتحرك باتجاهها اقترب منها شيئا فشيئا وعينيه في عينيها حتى وقف أمامها ورفع يده
لوجهها قربها حتى كاد يحضنه بكفه و أصابعه وكلاهما تجتاحه مشاعر متدفقة من الداخل ثم أنزل يده
قبل أن تصل إليها وأعطاها بظهره وقال : لو لم أكن شخصا ميتا لا محالة ولا أستحق الحياة ولو لم
تكوني قطعتا منه لكان حديثنا اليوم مختلفا.... يمكنك المغادرة يا لين و أعتني بنفسك جيدا
خرجت لين تهف على وجهها بيدها من شدة الحرارة التي تشعر بها وقلبها يكاد يتوقف ( كاد يحرقني
يبتسم ثم يضحك ثم يقترب مني .... أقسم أنني تلقيت أقسى عقاب منه اليوم )
نزلت للأسفل ووجدت روز تنتظرها
روز : ما بهما خداك مشتعلتان كالموقد
لين : إن لم تبتعدي من أمامي فسيحرقانك
روز ( أقسم أن بينهما شيئا ) : ما هوا العقاب الذي أختاره السيد لك
لين : من المفترض أن تتلقي أنتي العقاب وليس أنا
روز : هل عاقبك
لين وهي تتوجه لغرفتها : لا ..... ولا تسألي أكثر لأني لن أجيب
روز ( أقسم أن ظنوني في محلها .... إن لم تحرك هذه الفاتنة مشاعر السيد فلن يحركها شيء آخر )
دخلت لين غرفتها ووقفت مستندة بالحائط ويدها على قلبها ( لين يا حمقاء ماذا يحدث لك ..... إن كنتي قبل
أن تري وجهه بدأت أشياء غبية تتحرك بداخلك بقوة فكيف سيكون حالك الآن )
ثم ارتمت على السرير ...... ( ولكن ما قاله ... والدي ... هل لوالدي علاقة بالأمر ولكن كيف يعاقبني بذنب
شخص ميت كيف ..... أمي حدثني كثيرا عن أبي ولم تقل لي سوءا عنه لقد كانت تحبه كثيرا ولم تكن أمي
إلا امرأة فاضلة جدا فلن تحبه إن كان سيئا .... عليه أن يفهمني ما حدث .. وحده فقط من يعلم )
مر باقي اليوم على لين وهي تفكر طوال الوقت ولم تتحدث بكلمة
روز : لين ما بك
لين : لا شيء
روز : أنتي لم تتحدثي طوال اليوم
لين : أخبريني يا روز هل كان أحدهم يزور السيد في السابق
روز : لا ....
لين : هذا لأنك نائمة كالجثة طوال الليل
روز : من زار السيد
لين : شقيقه
روز : له شقيق
لين : نعم
روز : يبدوا أن أحداثا كثيرة حدثت في غيابي .... وماذا أيضا
لين وهي تغسل الأطباق ونظرها موجها ليديها وكانت تشعر برغبة في الحديث من كثرة التفكير
قالت بهدوء: علمت اسم السيد منه
روز : وماذا علمتي عنه أيضا
لين : رأيت وجهه
روز بدهشة : حقا .... أقسمي بذلك
لين : ولما سأكذب
روز : وكيف هوا شكله هل هوا شاب أم كبير
لين : إنه شاب
روز ( ها قد نطق الحجر ) : آآآآه وكيف يبدوا
لين وهي تضع الصحن من يديها وعينيها مثبتتين للأسفل وبهمس : حارق ... إنه حارق .... تشعرين أنك
ستحترقين إن نظرتي إليه فكيف إن أقترب منك
روز ( يبدوا أن التشويق بدأ ) : لين ما بك حبيبتي لا تبدين بخير ماذا حدث بينكما
صمتت لين طويلا ثم قالت : روز ألم أحذرك من طرح هذا السؤال علي .... قلت لك لا شيء ... لا شيء
وغادرت المطبخ متوجهة لحجرتها
مرت عدة أيام ولين تقوم بعملها كالسابق في جناح السيد بعد أن رفضت روز الصعود و بشدة ... كانت
تتحرك وشيء ما يشدها دائما للحجرة التي يسجن نفسه فيها عندما تكون هي هناك وحال من بالداخل لم
يكن أفضل منها
وفي يوم قررت لين أن تتحدث معه لتفهم ما حدث وضعت الطعام ولم تغادر
خرج روح من غرفته
روح : ما بك يا لين هل هناك شيء
لين : نعم أود التحدث معك في أمر
روح : إن كانت الدراسة فلم يعد هناك وقت
لين : لا ليست الدراسة أنا لازلت عند قراري لن أخرج
روح : إلى أن أخرج أنا ..... ولكنني لن أخرج من هنا
لين : إذا سأبقى هنا أيضا ولن أخرج ...عقابي سينتهي بنهاية عقابك أنت لنفسك
أقترب منها كان يتقدم للأمام وهي تتراجع للخلف وعيناها في الأرض
روح ( سحر وجاذبية ... عينان كاللؤلؤ ووجه كالبدر... لم أرى لهذا مثيل أبدا كيف جمعت سحر
الشرق والغرب )
التصقت لين بالجدار أقترب منها مد يده وأمسك يدها طبع قبلة عميقة في باطن كفها
وقال : حبيــ ...ثم سكت
لين ورأسها في الأرض : لما تفعل بي هذا
روح : بل أنظري ما فعلته أنتي بي
لين : أرحمني أرجوك
روح وهوا يرفع وجهها ليصبح مقابلا لوجهه : مما من السجن
لين : بل من عذابي
روح : ومن سيرحمني أنا
لين : أنت من عليه أن يرحمنا جميعا
روح : أنا ميت يا لين .... من تريه أمامك مجرد جثة بلا روح
أعادت لين رأسها للأسفل ودموعها تسقط من عينيها مباشرة على الأرض : أنت لست ميت .... لست ميت
مد يده تحت عينيها لتسقط الدموع بداخلها وقال : لما تبكي يا لين لما
لين : ما الذي فعله بك والدي أخبرني
أفلت يدها وتوجه ناحية النافدة معطيا إياها ظهره وقال : وما ستفعلينه بمعرفة الحقيقة
لين : أريد أن أعرف لما أتعاقب بذنب شخص ميت
روح : ليس ميت أنه حي ويتعذب كما أتعذب
لين بصدمة وعيناها قد فتحت على أتساعها : مـــااااذاااا ... حي ... والدي حي ..... مستحيل
روح : بلى وقد كان في السجن وقد قتل رجلا أيضا ..... هوا لا يستحق أن يكون والدك ....لماذا أنتي
أبنته يا لين .... لماذا
لين ولازالت تعيش الصدمة : هل من قتله يقربك
روح : لا بل حفيد العجوز الذي كنتي تعيشي معه
لين ( لهذا كان يضربني ويقول لأنك أبنته ) : وما علاقتك أنت بالأمر ما الذي فعله لك
بدأ روح بسرد ماضيه الأليم على مسامع لين
قبل أربعة عشر عاما
صبا : روح ألم تعدني أن تأخذني لحضور العرض الختامي
روح : أجل وفي الحال كم شقيقة لدي
احتضنته صبا وهي تشكره بكل العبارات ثم غادرت
يزيد : روح أنت تدللها كثيرا صبا لم تعد طفلة إنها في السابعة عشرة الآن علينا أن نشد في تربيتها
روح : شد أنت أنا لن أعاملها بقسوة هي شقيقتنا الوحيدة ولا تنسى وصية والدتي قبل أن تموت
يزيد وهوا يغادر : أنت فقط الملام عن أي تصرف خاطئ قد يصدر منها
كان هاتف روح لا يتوقف عن الرنين ( ماذا يريد مني هذا الشاذ القدر ) أغلق هاتفه ورماه على
الطاولة وخرج
بعد مرور عدة أيام عند الساعة الثالثة فجرا وصلت لهاتف روح رسالة فتحها فكانت من كريم وفيها
" أذهب لتفقد شقيقتك أين تكون أيها الشريف النزيه "
قفز روح متوجها لغرفة صبا فتحها ووجدها فارغة ركض في كل القصر بحثا عنها وهوا يصرخ باسمها
ولم يجد ردا وصلت رسالة أخرى فيها
" أنظر من الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي لتعلم أي شقيقة لديك "
ركض روح للشرفة وجد شقيقته تخرج من بيت الجار صابر بعد أن احتضنته أمام الباب وهوا يمسح
على رأسها ثم ركضت وهي تلتفت إليه وهوا واقف أمام باب بيته
ما إن وصلت للبيت حتى كان شعرها في قبضة روح كانت تصرخ وهوا يجرها ورمى بها في أحدى
الغرف خرج وعاد يحمل صوتا في يده وبدأ ينهال عليها بالضرب
روح : سافلة هذا ما تكافئينا به يا سافلة ... مع جارنا ... مع رجل في سن والدك
صبا وهي تصرخ وتبكي بألم : لا ليس صحيحا ليس .... آه أرجوك يا روح أرجوك
وبعد وقت طويل من الضرب المبرح حتى تعبت يداه من تبادل الصوت فيهما رفعها من شعرها
لوجهه وقال : ستموتين على يدي ... أنتي عار على العائلة وعليك أن تموتي
رماها فسقطت ورأسها على الطاولة غريقة في دمها
الحاضر
لين وهي تمسك فمها بيدها وتبكي : مستحيل
روح : بلى هذا ما حدث ولكن المأساة ليست هنا
لين : وماذا غير كل هذا
روح : وجدوا كريم ميتا بسبب نزيف من طعنة وجهت لكليته ووالدك الجاني بعدها هرب بفعلته عامين
كاملين ثم أمسكوا به و أعترف أنه أستدرج شقيقتي بالحيلة لبيته بمشاركة كريم لاختطافها وطلب الفدية
ويبدوا أنهم أجلوا الأمر .... ثم قتله في اليوم التالي وهما يتشاجران
ضرب روح بقبضة يده على النافدة وقال بصراخ غاضب : لقد قتلت شقيقتي بيدي بسبب والدك
خرجت من السجن بعد أربعة أعوام لأجد الحقيقة المرة بانتظاري ... قتلتها عذبتها حتى الموت وهي
بريئة .... لم أستمع لرجاءاتها ... لم أكن عند ظن والدتي بي وهي توصيني بها لأنني الأقرب لصبا
والدك السبب يا لين والدك ... والأشد من ذلك أنه خرج من السجن بعد ثمانية أعوام فقط .. ليكون حرا
طليقا ...... لذلك سجنتك هنا و أعلمته بأنك خادمة لدي لأني أعرف حبه لك وأنه يبحث عنك من سنوات
كان عليه أن يعاني كما أعاني .... لقد كرهت شكلي الذي بسببه ألت لما ألت إليه من حال وأخفيته عن
الجميع .... وكرهت نفسي التي عذبت شقيقتي البريئة بغير ذنب وسلبت منها الحياة .... حاولت قتل نفسي
ولكن الموت يرفض أن يأخذني من هذا العذاب فلم أجني سوى هذا الجرح في عنقي والصوت المخنوق
بسبب تأذي حنجرتي .... فسجنت نفسي وعذبتها بالكهرباء لكي تقاسي وستموت هنا معذبه كما اقترفت في
الماضي .... جلبتك ليموت والدك احتراقا عليك ولكنني اكتشفت أنني جلبت لنفسي عذابا جديدا هي تستحقه
.... أنتي محرمة علي يا لين محرمة على هذه النفس التي تتوق إليك بجنون وفي كل لحظة .... محرمة
عليها لكي تعيش العذاب الأقسى من كل العذاب الذي عاشته .... محرمة عليها حتى الموت
خرجت لين تبكي راكضة ونزلت وتوجهت لغرفتها مباشرة روز خرجت من المطبخ على صوت بكائها
و لحقت بها مسرعة ... طرقت الباب بقوة وهي تنادي : لين أفتحي الباب ... ما كل هذا البكاء ماذا حدث
هناك في الأعلى لين أفتحي الباب أرجوك
لكنها لم تفتح ولم تتكلم بكلمة سوى صوت النحيب المرتفع والشهقات المتواصلة
صعدت روز لجناح السيد وجدته مفتوحا دخلت مكتبه فوجدته جالسا على الكرسي ويظم رأسه بين يديه
موجها إياه للأسفل
روز : آسفة سيدي على دخولي
روح وهوا على حاله : ماذا هناك
روز : لين إنها ....
وانقطعت الحروف عن حنجرتها عندما رفع رأسه لها ( يا الهي ... لم تعطه حقه في الوصف يا لين )
روح بتوتر : ما بها لين .... ماذا حدث لها
روز : إنـ إنـ ـ
روح بغضب : تحدثي ما بها
روز : تغلق غرفتها وتبكي بنحيب مخيف ماذا حدث
روح بعد هدوء مفاجئ: لا شيء ... دعيها وحدها وكوني قريبة منها ... هيا انصرفي
مر يومين على لين سجينة الغرفة ولا شيء سوى البكاء فتح روح باب غرفتها لتدخل روز إليها
روز وهي تحتضن لين بقوة : ما بك يا حبيبتي ما بك يا لين هل تشاجرتما .. لا بأس فهذا يحدث بين كل حبيبين
حضنتها لين بقوة وهي تبكي بمرارة : لسنا حبيبين يا روز ... هوا لا يحب شيء إلا الموت
روز وهي تهمس في أذنها : بلى حبيبين وليس أي حبيبين .... لما لم تخبريني أنه بكل هذه الوسامة كيف
سيكون أطفالكما ... ها أخبريني
لين وهي تبتعد عن حطنها : يالك من صانعة للتخاريف والأوهام .... كيف دخلتي إلى هنا
روز : وهل كنتي تريدي منا تركك هنا حتى تموتي عطشاً وجوعاً وبكاءً أيضا
لين : هل السيد من فتح لك الباب
روز : نعم .... وهوا قلق عليك كثيرا اصعدي للتحدث معه ... وحلا الخلاف هيا
لين : لن أصعد إلى هناك وليس لما بيننا حل .... روز اتركيني لوحدي أرجوك
روز : ليس قبل أن تتناولي الطعام
لين : حسننا فقط أريحيني من إزعاجك
روز : سأحظره لك هنا
تناولت لين الطعام بلا رغبة تحت ضغط من روز
ثم اتكأت على السرير وقالت : هل سيبقى هذا الباب مفتوحا
روز : أجل لكي لا تفعليها ثانيتا
خرجت روز وعادت لين لحزنها وأفكارها ( كيف يكونان متفقان على اختطافها وتغادر منزله وهي تحتضنه
وكأنها تشكره على شيء ..... لا أصدق أن السبب أنهما قد غيرا رأيهما في الاتفاق ... و اتصال كريم
بروح في ذاك الوقت ما معناه إن كانا متفقان ..... هناك حقائق مخفية ولا يعلمها أحد سوى أبي .... آه أبي
على قيد الحياة لا أصدق ومجرم أيضا أمي لم تخبرني بذلك وكيف لم يجدني هل أخفوني عنه ... لما كان
العجوز الذي أسكن لديه خائفا من أمي بعدما كبرت .... هناك أمور عالقة وحلقة مفقودة في الموضوع )
مرت الأيام على لين وهي في حزن وشرود تعمل ولا تتكلم ورفضت الصعود للأعلى بعدما فهمت من
كلام روز الأخير أنها تتعمد عدم الصعود ولم تكن تعاني أي مرض في ساقيها
روز تخاطب لين وهما تعملان في المطبخ : لين ألن تفكي عقدة لسانك هذه ... ما سبب كل هذا الصمت
والحزن أنتي لا تجيبي على أسئلتي أبدا والسيد لا يقول شيء سوى " كوني قريبة منها و أعتني بها جيدا "
ألن يرحمني أحدكما
...... : روز غادري لغرفتك
روز بصدمة : حاضر سيدي
روح : ما بك يا لين
لين : .......
روح : غاضبة مني إذا
لين وهي تعطيه ظهرها تغسل الأواني : بل من نفسي
توجه ناحيتها وقف بجانبها وهوا ينظر إليها : ولما تغضبي من نفسك
لين وعيناها على الماء المنهمر من الصنبور : أين هوا والدي
روح : هل تريدي الذهاب إليه
لين وهي تلتفت ناحيته : ليست تلك كل الحقيقة
روح : بلى هي الحقيقة هوا من أعترف بها كيف لا تكون حقيقة
لين : لا .... شيء ما مفقود
روح : هذا فقط لأنه والدك
لين وهي تهز رأسها نفيا ودموعها قد بدأت بالنزول : لا .... ليس صحيحا
مسح روح دمعة على خدها بأطراف أصابعه وقال : لا تبكي يا لين يكفيك بكاء
لين وهي تبعد يده عن وجهها : ألست محرمة عليك ... لما تقترب مني إذاً .. لما لا ترحمني
روح : أنتي عذابي يا لين .... عذابي أتفهمي
لين بغضب : وأنا لما أتعذب .... لما تعذبني هكذا بقربك البعيد ... أتركني وشأني يا روح ..... عاقب
والدي بي أنا راضية .... ولكن أرحمني و أبتعد عني
غادرت لين راكضة لغرفتها و ارتمت على السرير في بكاء مر وطويل ( عليا أن أعلم الحقيقة عليا
أن أقابل والدي وأعلم منه )
عند منتصف الليل خرجت لين من غرفتها فوجدت باب القصر مفتوحا ( غريب باب القصر يقفل أليا كيف
للسيد أن يتركه مفتوحا لم أره يفتح سابقا ... ترى هل الباب الخارجي مفتوح أيضا هل السيد من فعل ذلك
متعمدا ... عليا التأكد إن كان مفتوحا فسأغادر لمعرفة الحقيقة )
عادت لين لغرفتها جمعت البعض من ثيابها وخرجت .... ركضت كثيرا ناحية باب القصر الخارجي
أحد الحراس : أنظر أليست تلك هي الفتاة .... إنها تغادر القصر
الحارس الآخر : أتركها السيد أمر أن لا يمنعها أحد ... كل الحراس رأوها وهي تخرج
وفي نافدة من نوافذ القصر خيال لرجل يشاهد كل ما يجري في الخارج
روح : وداعا يا لين ... وداعا يا حبيبتي .... فلن أمنع نفسي عن قولها مجددا " حبيبتي " ... وداعا يا أجمل
وأشرف فتاة رأيتها في حياتي .... وداعا للأبد
خرجت لين من القصر وبدأت بالسير المتقطع تسير تارة وتجلس تارة أخرى من التعب ولم تصل القرية
إلا مع بزوغ الفجر ... توجهت فورا لمنزل العجوز مايكل طرقت الباب فخرج لها بسرعة
مايكل : من ... أهذه أنتي
لين : ألازلت تذكرني
مايكل : وكيف أنسى هذا الوجه ... تبدين متعبة أدخلي هيا
دخلت لين وقدم لها مايكل الماء والطعام
مايكل : هيا كلي يا صغيرة لا تخجلي مني
لين : شكرا لك يا عم ولكنني لا أحب تناول الطعام عند الصباح
مايكل : ما بك ... ماذا حدث لك
لين : لقد غادرت القصر سيرا على الأقدام منذ منتصف الليل
مايكل : يا إلهي هل قطعتي كل تلك المسافة ولكن لماذا
لين : عليا الخروج لمعرفة بعض الأشياء ثم العودة ..... لقد هربت من هناك
جلس مايكل وقال : أحكي لي كل شيء يا لين .... و أعدك أن أساعدك
شعرت لين بالسرور من عرضه للمساعدة وحكت له مختصرة الأحداث قدر الإمكان
مايكل : ما هذا الذي أسمعه .... هل كنتي سجينة القصر طوال تلك الشهور ... ولكن كيف تمكنتي من
الخروج من هناك
لين : يبدوا أن السيد هوا من أرادني أن أجد طريق الخروج ( لا يريد سوى تعذيب نفسه وبكل الطرق )
مايكل : وما تنوين فعله الآن
لين : عليا مقابلة والدي لأعرف منه ما حدث ولكن قبل ذلك عليا مقابلة صديقتاي بعد شهرين من الآن ... هما
من سيساعدانني في إيجاده ... وعليا زيارة ذلك العجوز الذي كنت أعيش معه فهوا من يملك مفاتيح الوصول
لوالدي بالتأكيد
مايكل : حسننا وبما يمكنني المساعدة أنا جاهز لفعل ما تريدين
لين : أنا لا أملك مكانا أقيم فيه ولا حتى مالا ... أريد العيش هنا في مخزنك الصغير بالخارج سأقوم بكل
الأعمال سأنظف و أطهوا وأفعل لك كل شيء في المنزل أثناء عملك ولن تراني فيه بقية اليوم ... فقط حتى
تعود صديقتاي .... وسأبحث عن عمل هنا أيضا لأكسب المال ثمن طعامي ورحلة القطار
مايكل : لك كل ما تريدين سنفرغ المخزن فهوا شبه فارغ ونحوله لغرفة لك ولو أحببتي البقاء في المنزل فلا
أمانع .... ولكن لن أسمح لك بالعمل في القرية قد يجدك ذاك السيد ويعيدك ثم قد تتعرضي للمضايقات فالأغلب
هنا ليسوا مسلمين وأعرف تفكيرهم جيدا
وفي مكان آخر
روز وهي تصعد راكضة : سيدي ... سيدي
روح : ما بك يا روز لما كل هذا الركض
روز : لين يا سيدي ليست هنا
روح : أعلم لقد غادرت البارحة
روز : أجل لكن .... أين ولماذا
روح : انتهى يا روز .... إنسي أن هناك فتاة اسمها لين
روز : مستحيل أن أنسى لقد تركت لي رسالة وقالت أنها ستعود وتركت لك واحدة أيضا
روح : رسالة لي
روز : أجل لقد وجدت ورقة مطوية على طاولة المطبخ وقد كانت رسالة منها لي وبداخلها أخرى كتبت لي
أن أعطيك إياها
روح : أتركي الورقتين وغادري
روز : حسنا
أمسك روح بورقة روز وقرأها
روز ... اعذريني لأني لم أودعك ... لا تنسينني أبدا ولن أنساك دائما
أعتني بنفسك وبالسيد جيدا
حاولي أن تطبخي له الطعام كما علمتك سابقا
وغيري سكاكين الحلاقة في آلته كل يوم يا كسولة لكي لا يمرض بسببك
أحبك يا روزي وسأشتاق لكي كثيرا
وأعدك بأنني سأعود قريبا
لين
وضع الورقة جانبا وفتح الأخرى
أعذرني يا روح
أعلم أنك من سمح لي بالمغادرة و أعلم السبب جيدا
أنا مازلت عند كلمتي لك و وعدي لنفسي لن أخرج من القصر حتى تخرج أنت
ولن ينتهي عقابك لي إلا بانتهاء عقابك لنفسك
ولكن عليا أن أفهم الحقيقة كاملة أنا لا أراها من منظورك أنت ولا من منظور ابنة لوالدها
سأعود قريبا فلا تغلق باب قصرك حتى أعود
وحتى إن أغلقته فسأدخل لأنني سأفجره
لذلك لن أقول وداعا
لين
قبض على الورقة بيده بقوة وقال : اذهبي يا لين .... أذهبي وعيشي حياتك يا غبية ... لما تعيشي الحياة
دائما من أجل الآخرين ... أرحلي بعيدا و اتركيني في عذابي فما أنا فيه الآن حتى الصعق بالكهرباء أهون
منه .... أنتي عذابي ولن تكوني إلا عذابي أما أنا فميت قبل موعد موتي
في الأسفل كانت روز تفتح ورقة أخرى لم يرها السيد .... روز : سأفعل ما طلبتي يا لين أعدك بذلك
وكان مكتوبا في الورقة " روز هذا رقم هاتفي لقد تركته لدى خالة صديقتي إن حصل مكروه فخدي هاتف
السيد و أتصلي بي أفعلي ذلك من أجلي "
ومرت الأيام على لين في بيت العجوز مايكل تعمل في بيته عند غيابه الطويل خلال النهار وتغادر المنزل
عند اقتراب موعد وصوله ولا يراها إلا لو طلب الحديث معها في أمر ... ولا أخبار لديها عن ذلك القصر
الذي تقف كل صباح تتأمله من منزل مايكل
مايكل : إذا ستغادرين يا لين
لين : نعم ... شكرا لك يا عم لن أنسى ما فعلته لأجلي ما حييت ... وعندما أصبح مليونيرة سأجعلك
مديرا لأعمالي ههههه
مايكل : هههههه وما تفعلينه بعجوز لا يعرف شيئا إلا الخضار
لين وهي تمسح دموعها : لا أعرف كيف أشكرك .... أتمنى لك السعادة دائما
مايكل : لا تنسيني يا لين .... وعودي لزيارتي دائما
لين : بالتأكيد
غادرت لين راكبة قطار العودة بعد عام كامل من الغياب حمل في طياته أحداث لن تنساها مدى الحياة
~~~***~~~
لجــين
ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة
غافر : ما ذا هناك و إلى أين نحن ذاهبان
لجين : العصابة تبحث عنك في كل مكان لقد كانوا في المستشفى كادوا يجدوك
غافر : بيننا موعد محدد فلما يبحثوا عني
لجين : اسأل أعوانك الفاشلين عن هذا السؤال
غافر : ماذا تقصدين
لفت لجين وعبرت طريق فرعي ومؤدي لأحدى القرى ثم نزلت من السيارة إلى أرض فارغة ليس فيها
إلا الطريق ونزل خلفها غافر
غافر : ما الذي حدث
لجين : أين غافر
غافر : ......
لجين : أين غافر قلت لك ألا تسمع
غافر : أنا غافر هل أصابتك الحمى
لجين :لا .. لست غافر .... فأين هوا غافر يا هذا
غافر : ومن أخبرك أني لست هوا
لجين : أنا علمت بنفسي .... النسر الأسود الذي كان في كتف غافر كان عليك أن تسرقه هوا أيضا
نظر لها نظرة احتقار ( هكذا إذا فتاة العصابات إحدى عشيقات غافر)
لجين : لا تنظر إليا بهذه النظرة أيها السافل فحتى عشيقات ذاك المسخ لا يعرفون عن النسر شيئا وتوقف
عن النظر لي بهذه الطريقة أو أفقدتك عينك السليمة
غافر : عشيقاته لا يعلمون وأنتي تعلمي
لجين : نعم .... ولا يهمني إن صدقتني أم لا فأنا النائمة في أحضان الرجال في نظرك على أي حال ..... فأين
غافر أجب الآن
غافر : مات
لجين : كاذب .... أين هوا
غافر : أخبرتك أنه مات غافر ميت
لجين : من أنت
غافر : أبن شقيقه " يزيد عادل "
لجين : وأنت والمخابرات تعدون كمينا للعصابة ... وأنا الطعم
يزيد : نعم أنتي والملف
لجين : فاشلون ... لا يمكنهم الإمساك بحشرة ويفسدون الأمر دائما ... أين غافر أين تخفونه
سمعوا صوت سيارات تقترب
لجين : أركب بسرعة
ركبوا السيارة .... لجين : أربط الحزام لقد وجدونا
سارت بسرعة جنونية ونزلت لطريق ترابي وتابعت السير بدأت السرعة لأن السيارة كانت معدة لهذا الأمر
يزيد : لم يعودوا خلفنا لقد نجونا هيا توقفي ستخرجين بنا من الخريطة
توقفت لجين وتنفست بارتياح
لجين : كادوا يمسكوا بنا
يزيد : كيف يمسكوا بنا مع هذه السرعة الجنونية .... كل يوم أكتشف فيك شيئا جديد
لجين : لم أترك شيئا لم أتعلمه لأنتقم من غافر وفي النهاية كان كل شيء وهم .... ولكنني سأجده ولن
تخفوه عني سمعت
نزلت لجين من السيارة بعدما ضربت بابها بقوة وابتعدت وجلست بعيدا .... كان يزيد ما يزال جالسا داخلها
( إذا هي اكتشفت أمري ... ولكن كيف علمت بذلك إن كنت أنا أبن شقيقه لا أعلم ولا عشيقاته كما تقول إذا من
تكون لتعلم بكل هذا ليست زوجته بالتأكيد ... تعمل لصالح العصابات وتعلم أشياء عن عمي لا يعلمها أحد
وتحقد عليه كل هذا الحقد .... من تكون )
نزل يزيد متوجها ناحيتها وعند اقترابه منها جاءه صوتها الحزين
لجين : دعني وشأني
يزيد : عليا أن أفهم
لجين : لا يحق لك ... الأمر لم يعد بيني وبينك فأبتعد عني
يزيد : ما الذي بينك وبين غافر
وقفت لجين قائلة : سيحل الظلام قريبا علينا أن نغادر
يزيد وهوا يمسكها من يدها : لا .... أنا أعرف هذه البلاد جيدا الخطر أكبر عند الليل أنوار السيارة ستكشفنا
توجهت لجين للسيارة فتحت حقيبة يدها أخرجت الهاتف ثم رمته في السيارة بغضب
لجين : سحقا لقد خرجنا من منطقة الإرسال
ثم توجهت عند أطار السيارة وجلست مستندة عليه وقف يزيد أمامها مباشرة
لجين : أبتعد عني يا يزيد أرجوك
جلس بجانبها وقال : لن أتكلم عن شيء ... حسننا
مر وقت طويل وهما يجلسان هناك ثم وقفت لجين أخدت حقيبتها و ابتعدت صرخ بها قائلا : جولي
لجين : قريبه ... قليلا وسأعود
ابتعدت عن نظره أخرجت العباءة و غطاء الرأس وصلت ما فاتها اليوم ثم عادت و ذهب كليها في نوم
عميق جلوسا خارج السيارة ... شعرت لجين بشيء صلب يلمس رأسها فتحت عيناها فكانت فوهة مسدس
ومجموعة من الرجال الأجانب ويزيد يمسكه أحدهم وكان ضوء الشمس قد بدء يتسلل خلال الظلام
وقفت لجين
.... : إذا هذه هي حفيدة ريتشارد الحبيبة
لجين وهي تأشر بأصبعها ليزيد : وهذا شريككم الذي خطفني ليسلمني لكم
أتجه ليزيد وقال : مرحبا بغافر ضننا أنك انتهيت أين الملف لنكمل الصفقة
يزيد : أحترق في الفندق
...... : حسننا أحضرت الفتاة على الأقل ...ولكن القرص والملف جزء من الصفقة وعليك تسليمها
ثم أقترب أحدهم من لجين سحبها من يدها وهي تسبه وتصرخ
أمسكها رئيسهم من شعرها ثم مرر لسانه على خدها وهوا يضحك ... يزيد كان يكاد يمزق يديه من
الشد عليهما من الغيظ ولم يكن ينوي التصرف في الأمر وهوا يصبر نفسه ( يكفي يا يزيد هي فتاة
عصابات وقد أرادت اللعب معهم فدعها تجرب )
رمى زعيمهم بلجين أرضا وقال لمن معه وكانوا ثلاثة : هي لكم حتى نقايض بها
تقدم أحدهم منها وهي تزحف للخلف وتدعوا بهمس " اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم "
يزيد كان يشاهد شيئا لم يروه جميعا وفستانها يرتفع لأكثر من نصف فخدها والنسر في عيني يزيد كأنه
أمامه مباشرة .... صرخ بهم قائلا : توقفوااااا
نظروا باتجاهه جميعهم سكت مطولا وهوا يتبادل النظرات معهم ثم قال : إنها مصابة بالإيدز هي حامل
للفيروس لقد رأيت التقارير بعيني ... أفعلوا ما يحلوا لكم ولكن لا تعاقبوني على ما سيجري فيما بعد ولا
تحملوني العواقب فقد حذرتكم .
نظروا لبعضهم مطولا ثم ابتعدوا عنها وكأنها وباء ينتشر في الهواء .... أشار لهم زعيمهم أن يركبوها
السيارة وأركبوا يزيد بجانبها وركبوا سيارتهم وقاد احدهم سيارة لجين والآخر جلس بجانب يزيد الذي
كان يجلس بجانبها
لجين ( لقد أنقدني للمرة الثالثة ما الذي يريده مني هذا الرجل كان بإمكانه الانتقام مني الآن أمام عينيه على
كل ما فعلت فأنا في نظره ابنة العصابات عشيقة غافر وغيرها الكثير ... لقد انقدني منهم بأعجوبة على الرغم
من أنه رماني بالإيدز ... ألم يجد حلا أفضل )
نظر لها يزيد بتمعن وهي تتكئ على زجاج السيارة وكأنه يرسم ملامحها بعينيه ( لجين ... هي لجين زوجتي
التي كتبت اسمها في عقد زواجنا هي زوجتي التي ظننت أنها فتاة أخرى غير موجودة ... هي التي أمامي الآن
ليست عشيقة عمي غافر وليست فتاة عصابات وليست أجنبية مسيحية )
لجين وهي تنظر لخارج السيارة : لو لم أكن فتاة عصابات ولو لم أكن عشيقة عمك ولو لم أكن ... وأكن ...
... لكنت قلت أنك معجب بي
تحدث يزيد معها بالعربية فأفراد العصابة لن يفهموها : يكفي يا لجين
نظرت لجين له بدهشة بعد أن رفعت رأسها عن الزجاج المتكئة عليه
يزيد: أنتي لجين أليس كذلك
لجين : ....
يزيد : النسر الأسود نسيتي أنتي أيضا أن تخفيه
لجين ( لقد رأى النسر إذاً ... ولكن ما عرفه بارتباطه باسم لجين ... وهوا ليس غافر )
قالت مبادلة له الحديث بالعربية : نعم لجين
يزيد : لما لم تخبريهم أنني لست غافر
لجين : ولما أنقدت أنت حياتي ثلاث مرات
يزيد : إن أخبرتك ستخبرينني
لجين : لا
يزيد : إذا لن أقول
رجعت لجين مستندة برأسها على النافدة ثم قالت بهدوء وحزن : أين غافر يا يزيد
يزيد : مات
لجين : لن أصدقك أبداً
وبعد السير طويلا وصلوا لمكان كبير و كأنه مجمع مستودعات فتحوا بوابة كبيرة وأدخلوا السيارات فيها
لجين : يبدوا أنه وكرهم
يزيد : نعم يبدوا ذلك
تم أنزلوهم من السيارة وقادوهم لزعيمهم الحقيقي
تهامس هوا ومن أمسكهم كثيرا ثم قال : سنتركهم الليلة هنا وغدا نتم الصفقة
.... : والسيارة إنها تعجبني
الزعيم : خذها
ثم أمر رجاله فأخذوا لجين ويزيد وسجنوهما في مكان يبدوا أنه مستودع لتصليح السيارات وخرجوا
وأقفلوا عليهم الباب
لجين : سحقا .... كم مرة سيتم اختطافي هنا
يزيد : هههه بل كم مرة سوف يسجنونا معا
لجين : لا يبدوا الأمر مضحكا
يزيد : بلى فنحن لا نعرف مصيرنا .... علينا أن نضحك قليلا فقد نموت في الغد
لجين : ألن تخبرني عن مكان غافر
يزيد : ميت .... ميت يا لجين لما لا تريدي أن تصدقي ... لقد مات من حينها وليس له وجود
وقفت لجين وقالت بصراخ : كذب ... كاذب
وقف يزيد وأتجه لها وقال : بلى ... أنا لست كاذبا ... عليك أن تصدقي ذلك .... أنسي يا لجين أنسي كل
شيء وعيشي حياتك الباقية
أدارت لجين له بظهرها وقالت : أنسى .... أنسى ماذا يا يزيد .... أنسى عذاب السنين أنسى الحرمان
أنسى بكائي و ألمي كلما رأيت النسر ... وكم تتوقع مرة أراه في اليوم ... لقد حرمت على نفسي السوائل
وعشت بالمغذيات لكي لا أطر لرؤيته كل حين .... كيف تريد مني النسيان ... كيف
ثم قالت بصوت باكي ودموع لأول مرة تنزل أمامه : كيف تنسى شخصا قتل والدك بعد ما سلبه ماله و
أغتصب والدتك أمام عينيك ليقتلها ويقتل جنينها وتوعدك أنه سيسحقك أنت أيضا في المستقبل ... كيف
تنسى شخصا حرمك ويتمك وجردك من كل شيء حتى هويتك
أمسكها يزيد من كتفيها ووجهها لوجهه ثم أحتضنها بقوة وقال : أعلم ... أعلم كل ما تقولين وأشعر به
لجين : لا.... لا تشعر به لأنك لم تعشه ... وحدي أنا من يشعر بذلك
يزيد وهوا يزيد من أحتظانها أكثر : أنتي تشعري وهذا يكفي ليجعلني أشعر به يا لجين
شدت لجين يديها عليه بقوة وقالت : قل لي أنه كذب يا يزيد ... قل لي أنك تكذب ... أعطني أملا ولو كاذبا
يزيد وهوا يمسح على رأسها : لقد نال عقابه يا لجين .... لقد أحترق وعانا من ألم الحروق لأيام ..... لقد تكلم
معي بنفسه وأوصاني بالبحث عنك وإعطائك كل ما يملك عسى ذلك أن يكفر ذنوبه ..... لقد تعاون مع
المخابرات للإمساك بالعصابة لأنه قرر أن يغير حياته .... هذه هي الحقيقة يا لجين وهذا هوا الواقع فصدقي
ابتعدت عن خضنه وقالت بأسى : لن يموت حقدي عليه لن يموت أبدا
يزيد : ها أنا أمامك هنا فافعلي بي ما شئتي أطفئي نار حقدك في .... اقتليني حتى إن أردتي
لجين وهي تهز برأسها نفيا وهي منزلة إياه للأرض : كيف .... كيف وأنت لست غافر وأنت من أنقد
حياتي عدة مرات .... وزوجي أيضا ... كيف .... كيف ذلك
أقترب منها و أمسك وجهها بكلتا يديه ولامس أنفها بأنفه الملفوف بالشاش يحركه عليه يميننا ويسارا وعينه
في عينها وقال مبتسما : أعترفتي أنك زوجتي مرتين .... هذا يعني لا طلاق على الإطلاق
ابتعدت عنه وجلست بعيدا وقالت : لنخرج أحياء أولا ثم لنتحدث عن الطلاق ولا تنسى أنني سأعيد أسمي
السابق أنا لازلت لجين فورقتك منتهية المفعول قريبا
يزيد وهوا يجلس بعيدا : ولكن الطريف في الأمر.... والذي لا تعلمينه أنني تزوجتك باسم لجين وسافرتي
باسم لجين أيضا
لجين بصدمة : كيف
يزيد : أوراقك التي كانت عند عمي غافر وحتى جواز سفرك استخدمتها لإخراجك من البلاد ولعقد الزواج أيضا
لجين : أنت حقا نحس لا يمكنني التخلص منه .... لا تقل أنك تزوجتني باسم يزيد
يزيد : نعم لحسن الحظ
لجين : هل تراه حسن حظ .... ولكنني فتاة عصـــ
قاطعها يزيد بحدة : أسكتي يا لجين لا تكملي ... أنسي كل ما قيل أنا لم أكن أعلم من تكوني ثم أنك أيضا لم
تتركي مسبة لم تسبيني بها حتى بعد أن علمتي أنني لست غافر
وقفت لجين وبدأت بالتفتيش في الأغراض الموجودة في المستودع
يزيد : ماذا ... هل ستعيدين خطتك السابقة
لجين : لا بالتأكيد فأنت قد شوهت سمعتي فمن سيقترب مني
يزيد : ههههه لقد فعلت خيرا لأنني سأمزق من سيقترب منك وليقتلوني أولا قبل أن يلمسوك
لجين وجدت أدوات حادة فخبأتها في ثيابها
يزيد : مجنونة سيكتشفونك
لجين : يبدوا أنك نسيت أنني مصابة بالإيدز ولن يقترب مني أحد حتى عن بعد
يزيد : لما تخططين
لجين : لا شيء محدد ولكن قد نحتاجها
عادت للجلوس بعيدا مختبئة عنه خلف عمود من أعمدة المستودع مربع الشكل وكبير اتكأت عليه وبدأت
كل ذكريات الماضي تعرض أمامها وفكرة أن غافر ليس موجود ولن تنتقم منه تمزق قلبها تمزيقا لقد كان
صوت بكائها الذي تحاول كتمه و إخفائه يطرق مسامع يزيد بوضوح ... وقف وتوجه ناحيتها سمعت لجين
خطواته تقترب منها فقالت : اتركني وحدي .... أرجوك يا يزيد .... وحدي من يعرف معنى هذا العذاب
يزيد وهوا يجلس بجانبها ويشدها لحظنه : لن ابتعد ولن أتركك يا لجين أعلم أنه لا مكان لي في قلبك الذي ليس
فيه إلا الحقد على غافر .... ولكنك لامستي قلبي قبل أن أعرف حقيقتك أما الآن فأنتي تسكنيه وتملئينه ولا
مجال لغيرك ليسكنه فلعلي أجد ولو حيزا بسيطا لي في قلبك يوما ما ... دعيني أكون بجانبك ولو لهذه الليلة
فقط يا لجين لا تحرميني منك ... قد لا تريني أبدا من جديد
لجين ( ومن قال أنك لم تحرك بي أشياء لم تتحرك سابقا في قلبي الميت كيف و أنت من عرض نفسه للموت
لأجلي ) واكتفت بالنوم في حضنه في صمت وهوا يمسح على رأسها وشعرها ووجهها دون كلام
وبعد وقت على هذا الحال تكلم يزيد
يزيد : لجين ألا تريدي رؤية وجهي
لجين : منذ علمت أنك لست غافر انتابني الفضول لأراك ... هل الحروق غير حقيقية
أبعدها يزيد عنه ثم بدأ بإزالة الشاش عن وجهه ثم أزال اللاصقات التجميلية التي كان يضعها ليظهر
وجهه الحقيقي بالعينين الرمادية الواسعة والبشرة البيضاء وأنف مدبب محدد الأطراف نظرت له لجين
بتمعن لوقت طويل ثم عادت للنوم على صدره وقالت : مخادع جعلتني أتصورك بملامح غافر طوال الوقت
رفع وجهها بأصابعه وهوا يقول : أنظري لعيني أود أن أخبرك أمرا
نظرت لوجهه اقترب منها وقبلها قبلة عميقة على شفتيها ابتعدت عنه بصعوبة وقالت وهي تضربه بقبضة
يدها على صدره: محتال لقد خدعتني
حضنها لصدره بقوة وقال : ههههه ما كنت لأحصل منك على شيء لولا الحيلة
صمت طويلا ثم قال : لجين هل لي أن أجد مكانا في قلبك يوما
لجين : قد يكون ذلك يوما .... إن خرجنا أحياء
عند الصباح فتح عليهم احد الرجال الباب أمسك بيزيد من ذراعه وأمر لجين أن تتبعهم نظر يزيد للجين
بابتسامة وقال : رايتي ... لقد خلصتك منهم للأبد
لجين وهي تضربه بقبضة يدها في خصره : بل أنقدتني منهم
أركبوهم في السيارة وخرجوا من وكرهم وساروا لمسافة طويلة نام خلالها يزيد الذي لم ينم طوال الليل
وصلوا لغابة بالقرب من قرية ... كانوا عشرة رجال والزعيم طبعا لم يكن منهم
قابلوا هناك مجموعة مكونة من سبعة رجال معهم أسلحة وذخائر بعدد كبير محملة في سيارات
تقدم أثنين منهم وتحدثوا معهم مطولا
لجين : يبدوا أنهم يقايضوا بنا
يزيد : يبدوا ذلك....
لجين : لم أكن أتوقع يوما أن أكون بهذا السعر .... ولكن ما الذي سيفعلونه بك أنت فقد فقدت حتى الملف
يزيد : سيجعلونني وسيلة للحصول عليه بالتأكيد
لجين : ماذا لو علموا أنني لست حفيدة ريتشارد ولست أنت غافر ولسنا سوى صعلوكان متزوجان هههههه
يزيد : أنتي أثمن لدي من كل ذلك
لجين : اسكت لا أريد أن نموت و أنت آخر من يتحدث
يزيد : لماذا
لجين : هههه لكي لا أخسر لقب سليطة اللسان التي أعطيتني
ارتفعت أصوات أفراد العصابة وكأنه شجار يدور بينهم ثم هجم عليهم أفراد منهم كانوا مختبئين يبدوا
أنهم حفروا لهم كميننا
صرخ يزيد بلجين عندما بدأ أطلاق الرصاص : انبطحي أرضا يا لجين
ولكن لجين شدته من يده وسحبته وهي تقول : إن انبطحنا أرضا فلن نهرب ... تعال بسرعة إما أن نخرج
من هنا أو نموت ... أقترب أحد أفراد العصابة الأخرى من لجين أمسك يدها وقال : لن تهربي لأي مكان
فأخرجت الأداة الحادة التي كانت تخبأهت وطعنته بغتة وركضا بعيدا والرصاص يتطاير في الأجواء
هربا بعيدا ودخلا المدينة وركضا فيها طويلا
أوقفت لجين أحد المارة أخرجت له من جيبها باقي النقود التي تحصلت عليها و أشرت له بيدها بمعنى
أريد هاتفا أعطاها هاتفه و أخد كل النقود اتصلت لجين بجدها وأعطت الهاتف ليزيد الذي ابتعد عنها وتحدث
فورا مع نادر
نادر : أين أنتما لقد بحثنا عنكم طويلا حتى ظننا أنكم قد متم
يزيد : نحن بخير حتى الآن إننا في "....... " تكلم مع المخابرات و لنكمل المهمة
نادر : قد تعرض نفسك للخطر فقد شكوا بأمرك
يزيد : تعالى لأخذي وسنتفاهم معهم لاحقا لقد أصبحت قريبا من هنا ... لقد ابتعدنا قليلا جهة الغابة لأن
المروحية ستنزل هنا أنا أنتظرك
نادر : حسننا سأكون هناك بعد قليل
يزيد : ماذا عن أمجد هل تكلمت معه
نادر : لقد أنتقل لقصر روح ... الأمور لا تسير على ما يرام هناك
يزيد : ماذا حصل
نادر : سنتحدث ما إن نتقابل
يزيد : حسننا وداعا
عاد للجين التي أمسكته من ذراعه وقالت : ماذا هناك ... لما ابتعدت عند اتصالك
يزيد : لقد اتصلت بفتاة و أخبرتها أنني أحبها وسأتزوجها عليك هههه
لجين وهي تضربه : أحمق ... أفعل ما شئت
يزيد بحزن مصطنع : ألن تتصدقي عليا ببعض المشاعر أبدا
نزلت عندها مروحية الجد ونزل منها فركضت لجين ناحيته و احتضنته وهي تبكي
لجين : جدي لقد اشتقت إليك ... ظننت أنني لن أراك مجددا
الجد : أيتها المشاغبة المحتالة وهل تضنيني سأغفل عنك لحظة ... هيا سنرحل
لجين : لن أرحل دون زوجي سنأخذه معنا
الجد : من ... المجرم غافر مستحيل
لجين : لا هوا ليس غافر إنها قصة طويلة سأخبرك بها
عادت لجين ليزيد وقالت وهي تسحبه من يده : هيا ... علينا الرحيل من هنا
يزيد أوقفها وأمسكها من وجهها بيديه قبل جبينها وعينيها وقال : اذهبي أنتي ثمة مهمة علي أكمالها
وسألحق بك
هزت لجين رأسها نفيا ودموعها تنزل : لا ... لن أتركك هنا .. مستحيل .. سوف يمسكوا بك وسيقتلونك
يزيد : لا تخافي علي يا لجين سأكمل المهمة وأعود
احتضنته لجين بقوة وقالت من بين دموعها : لا تفعل هذا بي يا يزيد .... عدني أنك ستعود لا تتركني في
الحياة لوحدي
أبعدها يزيد عن حضنه وأمسك بوجهها وقال بابتسامة : هل تحصلت على المكان يا لجين هل أصبح لي جزء
في قلبك الحقود
أشارت له برأسها بنعم احتضنها وقال : و أخيرا تصدقتي عليا بزاوية صغيرة من قلبك
لجين وهي تشد من احتضانه : بل كل الحيز يا يزيد كله يا منقذي وبطلي
ابتعدت لجين وركبت المروحية التي بدأت بالصعود وهي تنظر ليزيد الذي كان يلوح لها بيده ويصرخ
قائلا : أحبك يا جولي ... أعتني بنفسك يا حبيبتي
لوحت له لجين قائلة بذات الصراخ : لجين أيها الأحمق لجين .... عد قريبا ... عد من أجلي يا يزيد
ثم همست قائلة : أحبك أكثر من أي شيء
~~~***~~~
الجزء السابع
آنـــــين
العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا
آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه
ركضت آنين باتجاه غرفتها أغلقت الباب وجلست خلفه تبكي بألم من كرامتها المجروحة
آنين : لما ظهرت في حياتي إن كنت ستتخلى عني وتفعل بي هكذا .... لقد خذلتني يا إياد
ارتمت على السرير واستمرت في البكاء لوقت طويل ثم غلبها النعاس ونامت ... استيقظت بعد ساعات
ووجدت زهرة أمام عينيها مباشرة أمسكتها آنين بغضب وقطعتها بين يديها ورمت بقطعها في كل مكان
وهي تقول بصراخ وأسى : جبان ... مخادع ... هل ستبقى تهديني أزهارك إلى أن أتزوج وأنجب أطفالا
هذا ما أحصل عليه منك ...الكلام الواهم والأزهار البالية ....حتى أنك لم تكلف نفسك بقول شيء
لي ... أكرهك يا إياد أكرهك .... ثم بدأت بالبكاء من جديد
بعد ساعات نزلت آنين للأسفل وكانت ترتدي فستانا بلون السماء بخيوط ملفوفة حول الخصر ومن عند
الكتف حتى الكتف الآخر باللون الأزرق الغامق وبكمين طويلين ... وجدت العمة وياسر وزياد في الأسفل
العمة بابتسامة سرور : هيا تعالي يا عروسنا الجميلة
ابتسمت آنين ابتسامة باهتة حاولت قدر الإمكان أن تكون طبيعية ومعبرة
زياد بابتسامة : مخادعة لقد خدعتني وستتزوجين غيري
آنين : أنا لم أعدك بشيء يا هذا
زياد : بلى فاشل وفاشلة من المفترض أن نكون زوجان
آنين : لنكون آسرة فاشلة وأبناء فاشلين ونقدم برنامج تلفزيوني عن الفشل ونأخذ جائزة الفاشل الأكبر
زياد : هههههه ستكونين فخورة بي .... لقد خسرتني وستندمين في المستقبل
مد يده لها وقال : مبارك يا ابنة خالي العزيزة
آنين : شكرا لك
زياد : لا أحسدك على الزوج ألنكدي الغاضب ..... متى ستتزوجان
آنين : ولن أحسد زوجتك على الحياة الزوجية الفاشلة
ياسر بابتسامة : دع لنا مجالا لنبارك لها أمسكت شاكر ساعة والآن آنين .... مبارك يا آنين أتمنى لك السعادة
آنين بابتسامة رقيقة : شكرا لك يا ياسر أتمنى أن أبارك لك قريبا
ثم وجهت كلامها لزياد : يعرف كيف يبارك ليس كمن يجعلك تكره الزواج
زياد : الحق علي لأني كنت أحذرك مما ورطتي نفسك فيه
..... : أرى الجميع مجتمعين هنا
العمة : تعالى وانقد عروسك من هذا الوحش
شاكر وهوا يقترب من أنين : ما الذي يفعله المتوحش بعروسي .... أحذرك يا زياد من مضايقتها ها أنا
لديك فافعل ما شئت
زياد : كنت أقنعها بالحياة السعيدة معك وأن لا تتراجع عن قرارها
ضحك الجميع إلا شخص واحد وهوا ياسر كانت نظرات الاستياء الموجهة منه لشاكر وحدها الشيء
الصادر عنه
العمة : هل سنقيم حفل خطوبة أم ماذا قررتما بهذا الشأن
شاكر : لم نتحدث بالأمر بعد
ثم نظر لأنين : آنين هل لي أن أتحدث معك قليلا
آنين : بالتأكيد
غادرا باتجاه مكتب شاكر وزياد يصرخ بهما : هيه لما لا تتحدثان هنا أمامنا
شاكر : عمتي أسكتي ابنك أو قطعت لسانه
العمة : أسكت أنت لا شأن لك بهما
زياد : غبية كيف تركت زرق العينين شقر الشعر أولئك ووافقت على شاكر
العمة وهي تضربه على كتفه : وما به شاكر ألا يعجبك .... إنه أجمل منك حتى
جلست آنين على الكرسي وجلس شاكر بجانبها
شاكر : لقد تحدثت مع زوج خالتك
آنين : بهذه السرعة
شاكر : لماذا هل غيرتي رأيك بالأمر
آنين وهي تهز رأسها نفيا : لا لم أقصد ذلك .... ماذا قلت لهما
شاكر : أخبرتهم أني أبن عمك وأولى شخص بك هم أجانب ولا يفهمون في هذه الأمور ولكنهم يعلمون
أهميتها عندنا نحن العرب وأخبرتهم أنه عليك أن تكوني قريبة من جدي وأن تعيشي هنا مع أهلك سألني
إن كنا قد أجبرناك فأكدت له أنك موافقة ولكنه أصر على سماع رأيك
آنين : هل عليا قول ذلك لهما .... لا أستطيع
شاكر : إنه متقبل جدا رفض أبنيه ولكنه خائف عليكي ويظن أننا نجبرك على الزواج بي
تنهدت آنين بضيق وقالت : حسننا سأتكلم معهما
شاكر : ماذا بشأن الحفل .. كل ما تريدينه سأقوم به
آنين : لا داعي لكل هذه الشكليات
شاكر : أنا أرى أن نعقد قراننا مباشرة والزواج تقررينه أنتي متى شئتي
آنين بصدمة : قران ...... نتزوج الآن
شاكر : سنعقد قراننا فقط إن كان لديك مانع نؤجل الأمر أيضا
سكتت آنين قليلا ثم قالت : حسننا كما تشاء
شاكر بابتسامة : إذا الخميس القادم نعقد القران ما رأيك
آنين وهي تقف مغادرة : كما تريد ... أعذرني أشعر بألم في رأسي سأصعد لغرفتي لأرتاح
شاكر وهوا يقف معها : حسننا لكن لنخرج معا لننقل لهم الخبر
خرجا لخارج المكتب ووجدا الجميع موجودين
شاكر : جيد أنكم جميعا هنا لدينا خبر لكم
زياد : ههههه لابد أن الخطوبة حديثة الولادة قد ماتت
شاكر : أنت لا تعرف شيئا أسمه تفاؤل بالخير ..... سنعقد قراننا الخميس القادم
صدمة كانت تعلوا وجوه الجميع وكانت العمة أول من تكلم وهي تحتطن آنين : حقا مبارك يا صغيرتي
شاكر : ما هذه العنصرية من المفترض أن تباركي لي أولا
العمة وهي تحتضنه : الآنسات الرقيقات أولا ... مبارك لك يا بني
ياسر بضيق واضح : فليعقدوا القران أولا ثم باركوا لهم .... وخرج متوجها ناحية باب القصر
زياد : مآبه مستاء هكذا .... لقد كان يبارك لأنين منذ قليلا وهوا مبسوط
العمة : هل سنقيم حفلا للعقد .... علينا أن نرتب للأمر
آنين : ما من داعي لذلك عمتي حالة جدي أصبحت تتحسن لا نريد العودة للوراء
العمة : ماذا عنك يا شاكر ما رأيك
شاكر : كما تريد آنين .... فالحفل من أجلها إن لم ترغب به فلا داعي له
العمة : أيعقل أن نعقد قران أبنينا هكذا ... دعونا ندخل الفرح لهذا المكان الذي عاش الكآبة لسنوات
شاكر : سنحتفل بزفافنا وافعلي فيه ما شئتي
آنين : عن إذنكم سأرى جدي وأصعد لغرفتي
غادرت آنين باتجاه الممر الذي يحوي غرفة جدها وهم يراقبونها
العمة : ما بها آنين هل هي متعبة
شاكر : قالت أنها تعاني من الصداع وهي قلقة أيضا بشأن خالتها وزوجها
آنين وهي تحتطن جدها : جدي لدي خبر قد يسعدك
ثم استوت جالسة وقالت : أنا وشاكر سنتزوج ..... جدي ما بك الست سعيدا لما لا تبتسم
ثم احتضنته وبدأت بالبكاء : جدي قل أنك سعيد قل شيئا أرجوك ساعدني لأكون قوية
همس الجد بصوت غير مفهوم : إياااااد ... إياااااد
آنين : جدي هل قلت شيئا ..... هل تحاول قول شيء
مسحت آنين دمعة تسقط من عين جدها وقالت بحب : يبدوا أن ثمة شخص أخر غيري غير سعيد بذلك
ثم احتضنته من جديد وقالت : كلهم سعداء إلا أنا وأنت يا جدي شكرا لأنك بقربي وتشعر بي
ثم غادرت غرفة جدها وصعدت لغرفتها وواصلت مسيرة بكائها التي لا تتوقف
عند المساء كانت آنين تجلس على سريرها تضم ساقيها لصدرها وتغمر رأسها في ركبتيها عندما
شعرت بهواء الشرفة يتسلل للغرفة .... رفعت رأسها ونظرت للواقف عند الشرفة بحزن وأعادت
رأسها عند ركبتيها
إياد : لما تبكي يا أنيني
آنين : لا شأن لك
إياد : لما وافقتي إن كنت لا تريدينه
آنين : ......
إياد : آنين أجيبي على سؤالي
آنين وهي تقف بغيض : هل ستخبرني عنك ... هل ستجعلني أرى وجهك ... هل ستظهر للجميع لتخبرهم
أنني لك و ملكك ولن أكون لغيرك كما كنت تقول .... هل ستفعل كل هذا يا إياد والآن
إياد : ليس الآن يا آنين لا أستطيع
آنين ببكاء وألم : إذا لا تلمني على ما سأفعل يا إياد لقد عرضت نفسي عليك مرتين وجرحت كرامتي
إياد ( أنتي لا تعرضي نفسك يا آنين أنتي أنبل من ذلك تأكدي ) : ......
آنين بعد أن رأت صمته توجهت للخزانة وأخرجت الدمية منها ورمتها على صدره لتقع أرضا
آنين : خدها .... هذا آخر ما تبقى لك لدي .... لا أريد رؤيتك مجددا أتفهم ذلك
وخرجت من الغرفة متوجهة لردهة الجناح ... ولأول مرة تدخلها في الليل ... ارتمت على الأريكة واستمرت
في البكاء
في يوم الخميس يوم عقد القران ....
كانت آنين ترتدي فستانا سكري اللون يلتف حول خصرها وينزل بانسيابية حريرية للأسفل ملامسا للأرض
مليء بالزخارف ومطرز بالأحجار الكريمة والخرز والعقيق في منظر خلاب .... شعرها مرفوع للأعلى
ومجموع من الأمام بواسطة تاج كريستالي ولأول مرة .... وماكياج مبهر زاد من جمالها وروعتها
نزلت للأسفل حيث كان أفراد العائلة يقيمون حفلا عائليا بسيطا
العمة : ما شاء الله .... ما شاء الله .... ما كل هذا الجمال يا صغيرتي
آنين بابتسامة وعيون الكل عليها : ألم أكن جميلة في السابق
العمة : بالطبع ولكنك الآن أجمل أنتي كالأميرات
زياد وهوا يكز شاكر بمرفقه : هيه أنت ستلتهمها بعينيك ألن تلبسها ما جلبت لها
تقدم شاكر منها ألبسها العقد والسوار الماسيين ثم الخاتم الماسي .... أمسك رأسها وقبل جبينها ثم همس
في أذنها : مبارك يا آنين ..... ثم قبل خدها وأحتضنها بقوة
آنين بهمس : شاكر إنك تخنقني
ضحك الكل وحك شاكر مؤخرة رأسه بيده بإحراج
زياد : ههههه كنت ستقتلها يا رجل ألا تستحي منا أو من عمتك على الأقل
شاكر : سنراك عندما تتزوج وتكون مكاني
زياد : ههههه لو كنت مكانك لحملتها بين ذراعي وركضت بها للأعلى
العمة وهي تضربه على رأسه : استحي قليلا أيها الفاشل
آنين كانت تكاد تبكي من الإحراج .... جلس الجميع وكانت آنين تجلس بجوار شاكر الذي كان ملتصقا
بها ويمسكها من كتفها تارة ومن خصرها تارة أخرى ... وهي تحاول تبادل الأحاديث معه ومع الجميع
والابتسامة قدر الإمكان لتكون طبيعية أمامهم
انتهت سهرتهم المتعبة لأنين وغادرت لغرفتها لتنفرد بألمها وحزنها
مرت الأيام الطويلة على آنين وهي منهمكة في دراستها التي جعلتها شغلها الشاغل ولم تكن تغادر غرفتها
إلا نادرا وحتى شاكر لم يكن يجلس معها إلا فيما نذر .... كانت تراجع دروسها عندما سمعت أحدهم يطرق
باب غرفتها بخفة
آنين : من
..... : هذا أنا شاكر.... هل أستطيع الدخول
آنين : أجل تفضل
دخل شاكر مبتسما وجلس بجوارها : ماذا تفعلي
آنين : أدرس .... الامتحانات أصبحت قريبة جدا
شاكر : لا تنهكي نفسك كثيرا لكي لا تزداد ألام رأسك
آنين : لم يؤلمني من مدة طويلة .... سأكون بخير
شاكر : آنين أود التحدث معك في أمر
آنين بقلق : هل هناك خطب ما
شاكر وهوا ينظر لهاتفه المحمول بين يديه : آنين لما أنتي لستِ سعيدة ... أراك حزينة دائما وصامتة
وشاردة الدهن طوال وقت جلوسك النادر مع العائلة وحتى معي وكأننا لسنا متزوجان .... آنين أخبريني بالحقيقة
آنين : أنا أحتاج بعض الوقت فقط .... تحملني يا شاكر أرجوك
شاكر : أنا سأستحملك لآخر العمر ولكن هل ستستحملين أنتي نفسك وهل ستستحملينني كزوج ..... آنين
تكلمي معي بصراحة إن كنتي لا تريدينني فسننفصل حالا ولن يتغير شيء اقسم لك ... ستبقي ابنة عمي التي
أحترم ولن تتزوجي أبناء خالتك ولا غيرهم حتى تنهي دراستك وتقرري بنفسك بمن سترتبطين ...بأي رجل
كان وأنا سأقف معك للنهاية
أنزلت آنين رأسها للأسفل ( لن أكسرك يا شاكر كما كسرني إياد .... لن أكون مثله .... لن أتركك في منتصف
الطريق كسير القلب والخاطر مثلما فعل بي ) ثم قالت بهدوء : لا شيء يا شاكر أريد بعض الوقت فقط
شاكر وهوا يقف ويضع يده على كتفها : آنين سأنتظر أن تحكي لي ما بك تعالي للحديث معي متى شئتي
وأنا لا زلت عند وعدي
أمسك بذقنها ورفع رأسها للأعلى طبع قبلة خفيفة على خدها وشفتيها ثم خرج
نزلت دموع آنين تنحدر من عينيها ( كيف لي أن أكسرك يا شاكر أنت شاب رائع في كل شيء ...تبا لقلبي
الغبي هذا )
بعد مرور عدة أيم و آنين جالسة في غرفتها لم تدرس خلالهما حرفا واحدا تعيش حزنها وحيرتها تحاول
أمساك نفسها عن الدموع كما كانت تفعل طيلة الشهور الماضية
آنين : عليا أن أتحدث مع شاكر عن كل شيء وأعلم حقيقة إياد ... لن أذهب لذلك الشاب ولن أهين نفسي أكثر
سأفعل ذلك لكي أرتاح و لأريح شاكر... لن أكون السبب في تعاسته معي طوال العمر
خرجت من غرفتها ونزلت راكضة بسرعة للأسفل
زياد : هيه مهلك قليلا ... لقد تزوجتي وسيصبح لديك أطفال ولازلتي تركضين على السلالم
آنين : أين هوا شاكر هل خرج
زياد : آآآآه قولي أن كل هذا الركض شوقا لرؤية زوجك ..... لقد رأيته يدخل الحديقة منذ قليل
آنين : سأذهب لرؤية جدي وأراه عندما يعود
توجهت للممر وغادر زياد متوجها للأعلى
وقفت آنين فجئه .... ( سأذهب للتحدث معه هناك سيكون الأمر أسهل)
خرجت آنين بحثا عن شاكر سمعت أصوات وكأنها شجار اقتربت فرأت ياسر وشاكر يتناقشان بحدة
والصوت أصبح واضحا لها
ياسر : ما الذي تفعله يا شاكر .... ما كل هذا الجنون
شاكر : إنها حياتي ووحدي أقرر... آنين زوجتي وانتهى
ياسر : هي ليست حياتك لوحدك يا شاكر هي حياة آنين أيضا ..... آنين من المفترض أن تكون زوجة
إياد وليس شاكر
شاكر : إياد مات لقد قتله الجميع منذ سنين يا ياسر فبأي حق ستقول أنها له الآن ... لقد سرقتم ماضيه
وحاضره ... لقد قتلتموه ليعيش شاكر خسر كل شيء بل أتمن شيء وهي آنين فليأخذها شاكر هي أيضا
دعوا إياد وشأنه دعوه يعش سعيدا ولو لأيام
ياسر : وهل سيكون سعيدا هكذا ... سوف تكونوا تعساء جميعكم جميعكم يا ... يا إياد
شاكر بابتسامة سخرية : أنا شاكر يا ياسر.... شاكر وليس إياد أم نسيت
ياسر : لم أنسى ولن أنسى ... ولم أتحدث معك الآن إلا لأنني ما نسيت ذلك يوما
شاكر : وما الذي فعلته يا ياسر غير أنك توقفت عن الكلام هل ترى هذا حلا
ياسر : قررت الصمت حينها على التفوه بالأكاذيب كيف كانوا يريدون مني أن أعلم أنك إياد و أعيش
معك على أنك شاكر ما كان من حل أمامي .... أخبرني ما الذي فعلته أنت لقد كنت تعلم انك غير فاقد
للذاكرة كما يتخيلون وعشت الدور الذي رسموه لك
شاكر : ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني تستيقظ من غيبوبتك لتجد الكل يناديك بشاكر وهم يعلموا جيدا
أنه لست أنت .... ماذا كنت ستفعل وأنت تراهم يقتلوك ليحيوا غيرك ويسرقوا منك كل شيء حتى آنين سرقوها
مني لتموت مع ماضي إياد بل لتموت مع إياد الماضي .... لقد قتلوني يا ياسر أتعي ما أقول ... قتلوا إياد وأنين
وجدي ليحيوا شاكر ... شاكر تؤمه الذي لا يشبهه إلا في الشكل ... سيء الخلق الصعلوك الفاشل الذي يكرهه
الجميع ليصبح رجل الأعمال الذي يمسك كل أموال العائلة وكل شؤونها ثم ليحظى بأثمن شيء وهوا آنين
ياسر : أنت تحكم عليها وعلى نفسك بالتعاسة طوال العمر.... إنها لا تريدك هي تريد إياد كما تعلم جيدا
شاكر : و هل كنت تريد مني أن أتركها تتزوج من أبن خالتها وتذهب مني مجددا و أنا أتفرج ....زواجها
من شاكر هذا لنحيا حياة تعيسة لكلينا أهون علي ألف مرة من أن تكون لغيري .... من أن تنام بحضن
رجلٍ غيري .... ولو عشت في تعاسة معها طوال العمر كان يكفيني أن تكون لي ... لي لوحدي
كانت آنين تغلق فمها بيدها ودموعها تنهال بغزارة وهي تستمع لما يقولانه
آنين ( شاكر وإياد ..... لا مستحيل ما الذي يجري هنا..... شاكر هوا نفسه إياد .....أنا زوجة إياد وإياد
هوا زوجي زوجي أنا..... سأجــــنـنننـ .....آه راسي ) أمسكت رأسها وغادرت باتجاه القصر صعدت السلالم
وزياد نازل للأسفل .... بعد قليل دخل شاكر
زياد : آنين كانت عند جدي وصادفتها الآن تصعد للأعلى ممسكة برأسها وملامحها لا تندر بخير أذهب
لرؤيتها يا شاكر
صعد شاكر لغرفة آنين طرق الباب ودخل مباشرة وجدها تجلس على الأرض مستندة بالسرير وتبكي
نزل عندها وقال وهوا يضع يده على رأسها : ما بك يا آنين أخبريني ...سننفصل إن أردتي ذلك ولكن
لا تبكي أرجوك
حضنت آنين شاكر ولأول مرة .. وهي تبكي بمرارة .... بكت كل دموع الشهور الماضية التي أمسكت
فيها نفسها دون جدوى عن البكاء .... بكت آنين و إياد الماضي ..... و بكت آنين وشاكر الحاضر
وهوا يمسح على رأسها ويقبله بين الحين والأخر
شاكر : لا تقلقي يا آنين سأفعل كل ما تريدي ليس بإمكاني استحمال دموعك الغالية .... لن أغضب ولن
أتغير معك لانفصالنا ولن ألقي باللوم عليك أقسم لك بذلك
آنين دفنت نفسها في حضنه أكثر وقالت بصوت باكي : لا .... لا تتحدث عن الانفصال مرة أخرى ... لن
ننفصل أبدا
شاكر : إذا ما بك .... أخبريني هيا
آنين : لا شيء .... أنا أريد فقط البكاء في حضنك .... ألا يحق لي ذلك
شاكر وهوا يزيد من أحتظانها : بلى يحق لك .... وحدك من يحق لها هذا .... و أقسم لن يكون حقا
لغيرك يا آنين حتى الموت
آنين : لا تتحدث عن الموت ... يكفي ما فقدته بسبب الموت .... لا تتركني ... لا تتركني أرجوك
شاكر : هيا توقفي عن البكاء
ابتعدت آنين عن حضنه ومسحت دموعها أمسك شاكر بوجهها وهوا يمسح دمعة من عينها بإبهامه
وقال بابتسامة : إذا أريني ابتسامتك الجميلة التي غابت كثيرا
ابتسمت أنين ونزلت دمعتان من عينيها احتضنها وقال : قلت ابتسمي وليس ابكي من جديد يا مشاغبة
مرت أيام على آنين سجينة الغرفة تأكل الأفكار رأسها ولا تجد تفسيرا واضحا لما يجري
آنين ( لو أني أتذكر الماضي فقط ... لا أستطيع أجبار رأسي السيئ هذا لأنني سأتألم بشدة ..... لما قتلوا
حقيقة إياد ليكون شاكر لماذا .... إن كانوا لا يحبونه فلماذا فعلوا بإياد ما فعلوه ما الذي حدث في ذلك اليوم ..
مات شاكر ودخل إياد في غيبوبة ومرضت أنا وجدي أيضا لأصبح في بلاد آخر وقد نسيت كل شيء ويصبح
إياد شاكر ... يشبه اللغز المحير..... كيف لي أن أصدق هذا .. إياد كان أمامي طوال الوقت وأنا .... آآآخ منك
يا إياد كيف كنت تخدعني وتلعب علي الدورين ... لهذا تركتني أتزوج شاكر أنت من طرد البستاني لأنه
أعطاني زهرة وهددت بقتله إن أقترب مني ما كنت لتسمح لأحد أن يأخذني منك ..... ولكن كيف سأعيش
معه و أنا أعلم من يكون أناديه شاكر كما يناديه الجميع اسمي في عقد الزواج مرتبط بشاكر ..... يجب
أن يتغير كل هذا لكني لا أستطيع التحدث معه عما سمعت ... عليا أن أتذكر )
سمعت آنين صوت طرقات على الباب ثم دخلت عمتها بعدما استأذنت
العمة : ما بها صغيرتي الحبيبة لم نعد نراها
آنين قامت و احتضنت عمتها بحب وقالت : بخير عمتي لا تقلقي ( ذاك المغفل إياد حرمني حتى من
فرحتي بالارتباط به .... سأريه )
العمة : هيا أنزلي معي للأسفل لأتأكد أنك بخير
آنين : حسننا سأفعل ذلك لتتأكدي
نزلت آنين وعمتها للأسفل فكان شاكر وزياد هناك
جلست آنين بجانب عمتها بعيدا عنه ونظرت إليه وهي تحدث نفسها ( أنت إياد ليناده الجميع إياد ...إياد فقط )
زياد : ههههه لما أنتي هاربة أجلسي بجانب زوجك ... أم أنكما قد تشاجرتما
آنين : لو كنت أعلم أنك هنا ما نزلت
زياد : ههههه ولا حتى من أجل شاكر
آنين سكتت محرجة ولا تدري ما تقول
إياد بحدة : لما لا تتركها وشأنها ما إن تراها حتى تانهال عليها
زياد : لا لا لا مهلك علي لا تقتلني ..... لا تخف لن تتأذى مشاعر زوجتك
إياد : لما لا تتزوج أنت وترحمنا من شرك
زياد : من زوجة كئيبة كهذه لم تبتسم منذ شهور بالتأكيد لن أستحملها مثلك يا رجل
إياد بغيض : زيااااد
زياد : سأقوم لترتاحوا مني
آنين ( معه حق كيف استحملني كل ذلك ... بل كان مستعدا للعيش معي بتعاستي على أن يتركني لأبن
خالتي .... ولكنه المخطئ لما لم يخبرني بالحقيقة .... آآآآه هوا يعلم أنني لن أرضى بذلك وبالفعل لن أرضى
أن أكون زوجة شاكر وهوا إياد )
ثم نضرت له بتمعن ( إياد كان أمامي دائما وأنا أتمنى رؤية وجهه ولو دقيقة هذه العينان السوداء الجميلة
والملامح الوسيمة والبشرة السمراء الجذابة كلها لإياد وأنا لا أعلم )
نظر لها إياد وأبتسم .. ابتسمت أنين في خجل لأنه أمسكها تنظر إليه ثم أشار لها برأسه لتلحق به لمكتبه
دخل المكتب ودخلت خلفه وقف مقابلا لها أمسك وجهها بيديه وقال : هل صرتي بخير... لم تعجبيني ذاك
اليوم لقد بكيتي كثيرا
ثم ابتسم قائلا : حتى أنني قمت بتبديل قميصي لأنه غرق بدموعك
ابتسمت أنين بخجل وهي تنزل عينيها للأسفل ثم احتضنته وقالت : نعم أصبحت بخير أنا آسفة على كل
الأيام الماضية
إياد وهوا يحتضنها بقوة : ما كل هذا التطور .... إذا سنبدأ من جديد
آنين : أعدك أن أحاول
ابتعدت عن حضنه رفع رأسها للأعلى بأصابعه ثم وضع انفه على أنفها وجبينه يلامس جبينها وقال وعينيه
في عينيها : هل ستكونين لي .... لي وحدي
آنين : أجل ...
ثم شعرت بشفتيه تلامس شفتيها ويداه تحيط بخصرها بقوة فخلصت نفسها منه وركضت
مسرعة باتجاه الباب
إياد : انتظري يا آنين أنا آسف فلنتحدث فقط ( أحمق ما كان عليك أن تتهور )
ثم جلس على الكرسي واتكأ برأسه على يده وقال : سامحني يا إياد فلم يتركوا لك شيء ولا مكان .... ولكن
هل سترضى أن يسرقها منك شاكر أن تحبه وتنسى وجود إياد ماذا لو تذكرت كل شيء لن تسامحك حينها
لن تحبك ولن تحب إياد
صعدت آنين السلالم راكضة ( ماذا فعلتي يا غبية كله بسببك ما كان عليك احتضانه ألا تستطيعي التحكم
في نفسك قليلا )
ثم دخلت غرفتها وارتمت عل السرير ( كنت مشتاقة إليه أردت أن احضنه فقط ... أحبك يا إياد ولكن كيف
تريدني أن أحب شاكر وأنساك .. كيف تريد مني هذا .. كيف تجرم في حقي كل هذا الجرم ... لما تفعل بي
هكذا .... كيف سأناديك طوال الوقت بشاكر وأنت إياد ... كيف أحبك على أنك إياد وأنت تعتبره حبا لشاكر
كيف أحتضنك على انك إياد و أنت تحسبني أرتمي لحضن شاكر ...... كيف .. كيف يا إياد )
في اليوم التالي خرجت من غرفتها ونزلت لغرفة جدها أخرجته بالكرسي المتحرك بعدما أصبح بإمكانه
الجلوس عليه وسارت به خارجا للحديقة
آنين : أنظر يا جدي لقد أصبحت الحديقة أجمل وأنت فيها
..... : مرحبا بصغيرتي وجدها الحبيب
آنين : مرحبا بالعم صابر.... كيف حالك
تنهد صابر بأسى وقال : جيد بعض الشيء
آنين : ألم تقرر بعد أن تحكي لي ما يؤلمك
صابر : وما تفعلي بالمآسي
آنين : وماذا إن قلت لك أني أريدها
صابر : أبنتي يا سيدة آنين
آنين : ما بها أبنتك وهل لديك ابنة لم أكن أعلم
صابر : نعم لدي وليس لدي في نفس الوقت
آنين : لم أفهم
صابر : لدي أبنه ضاعت مني منذ سنوات ولم أعلم بوجودها على قيد الحياة
إلا من أشهر ولا استطيع الوصول إليها
آنين : كيف ذلك ..... كيف تعلم عنها أين تكون ولا تستطيع الوصول إليها
صابر : تلك قصة طويلة إنها الآن عند رجل يسجنها ويجعلها تخدمه وتعمل في حظائر الحيوانات لديه
آنين : يا الهي كيف يفعل كل هذا بها
صابر : يريد الانتقام مني
آنين : وما ذنب أبنتك
صابر : ليس لها ذنب سوى أنها أبنتي
آنين : لما لا تخلصها منه
صابر : لا أعرف أين تكون إنه يتصل بي ويسمعني صوتها يعذبني ليرتاح من عذابه
آنين : لماذا ... ما الذي فعلته له
صابر : إنها قضية قتل وسجن وحكاية طويلة لا يريد أن يسمع شيء مني
آنين : إنها حقا حكاية محزنة كم أتمنى أن تجدها وتعودا لبعضكما لما لا تطلب
من شاكر ( آه كم أصبحت أكره مناداته بهذا الاسم ) ليقوم بمساعدتك
صابر : هوا يحاول مساعدتي كثيرا ولكننا لم نصل لنتيجة حتى الآن
آنين : ستجدها يوما مادامت على قيد الحياة الأموات وحدهم من لا يعودون
صابر : أتمنى ذلك ..... اتركيني أساعدك في تحريك كرسي السيد
آنين : لا شكرا يا عم أنا أحب فعل ذلك بنفسي
مرت أيام على آنين تحاول فيها ترجمة مشاعرها وتوجيهها للشيء السليم ودون جدوى
آنين ( كيف لي أن أفعل ذلك كيف سأرضى بهذا الشيء إنه صعب صعب جدا لقد أصبحت أتجنب مقابلته
بحجة الدراسة التي لم تعد تنتهي والأساتذة داخلون خارجون وهوا يتجنبني مراعيا لي ... ولكنني لم أصل
لنتيجة كيف سنعيش بهذا الوضع مستحيل ... لدي فكرة مجنونة ولكن سأطبقها يجب أن أعلم مشاعره
اتجاهي يوجهها بأياد أم شاكر قد أدفعه للاعتراف بحقيقته لي )
نزلت أنين من السرير ارتدت فستانا زهري اللون يصل نصف ساقيها مقلم الأطراف ومقلم الأكمام
الواسعة التي تصل للكوعين مشطت شعرها وخرجت لخارج القصر
سارت بعيدا مبتعدة قدر الإمكان حتى رأته يخرج من بين الأشجار
آنين ( لو أعلم فقط كيف يعرف أني ابتعدت ) : ماذا تريد
إياد : لا تبتعدي ألم أقل لك ذلك أعرف أنك تفعلين هذا لتريني
آنين : ولما كل هذه الثقة أنا لم أحظر لأراك
إياد : لما تغضبي مني وأنتي التي تزوجتي أنا من عليه أن يغضب
آنين ( ممثل ) : بل أنت الملام أنت رددتني خائبة و أنا أكاد أترجاك أن ..... وبدأت بالبكاء
أقترب منها وضمها بين ذراعيه وقال : أقسم أنني أحبك يا غبية أقسم بذلك
آنين وهي تشد من احتضانه : كاذب
أبعدها عنه وقال : لست كاذبا يا أنين وأنتي من تزوج
آنين ببكاء : ماذا كنت تريد مني أن أفعل ... أنت لم تعطيني حلا لقد تهربت من الأمر كله ... لماذا خرجت
في حياتي مادمت ستتركني وحيدة.. لماذا جعلتني أحبك من جديد فوق حب الطفولة و أنت لا تملك سوى
كلمة " لا أستطيع "... لقد أحببتك يا إياد ولكنك خذلتني ... لم أستطع نسيانك أو نسيان جرحك لي لما
تركتني ... لماذا
أمسك وجهها بيده وقال : أنيني
ضربت آنين يده لتبعدها قائلة : لا تقل أنيني ... لا تقلها ... أنا لم أعد ملكك أتفهم
إياد : ما كان بيدي شيء أنتي لم تعرفي ظروفي لكنتي عذرتني
آنين : كنت قلت أي شيء ... أي شيء يا إياد لأرفضهم جميعا ولكنك لم تفعل ... لو أنك طلبت مني الهرب
معك لفعلت ولكنك أحمق وجبان وستخسرني للأبد
إياد : هل صرتي تحبينه
آنين : لا .... لأنني غبية وحمقاء .... ولكن سيحدث ذلك يوما ولن تجدني بعدها .... ستموت آنين مع
ذكرياتك التي تخليت عنها .... ستموت كما مات الماضي
ثم ارتمت في حضنه وبكائها يزداد شدة : علمني كيف أنساك مثلما علمتني كيف أحبك مرتين ... علمني
كيف أقتل حبا عاش بداخلي منذ الطفولة
مسح على شعرها وقال : كيف لي أن أعلم نفسي أولا لأعلمك ... أنا ضائع ... ضائع يا آنين ولا أعلم ما سأفعل
ثم أبعدها من حضنه وقال : أنتي متزوجة ... هل ترضي لزوجك أن يحتضن أخرى
دفعته آنين بقوة وقالت : أحمق ولن تتوقف عن إهانتي ماذا تظنني خائنة ولكن الحق معك ماذا أفعل هنا
مع معتوه مثلك
ثم غادرت آنين وتركته يتبعها بعينين محبة ومشتاقة وتائهة حزينة : كم أحبك .... كم أحبك يا فراشتي الجميلة
سجنت آنين نفسها في غرفتها لأيام ولم تستقبل حتى أساتذتها للدراسة ولاحظ الجميع التغير على شاكر أيضا
أصرت عمتها على الدخول لها حتى فعلت
العمة : آنين ما بكما أنتي وشاكر
آنين : وما به شاكر
العمة : غاضب طوال الوقت وحزين ومستاء حتى أني أخبرته أنك لا تخرجي من غرفتك فلم يرد علي
ماذا حدث بينكما
آنين : لا شيء يا عمتي لا شيء
العمة : هل أكذب عيني وأصدقك .... عليكما التحدث معا والوصول لحل للخلافات لن يجدي ما تفعلانه
نفعا ..... آنين مزاج شاكر في أسوء حالاته ما الذي حصل قد أساعدكما
آنين بحزن : لن تستطيعي مساعدتنا ولن يستطيع أحد فعل ذلك
العمة : ألن تخرجي من هذا السجن على الأقل
آنين : حسننا سأفعل ( مؤكد أنه غاضب مني ... هوا يعتقد أنني أخونه .... أبكي في حضن رجل غيره وأخبره
أنني لازلت أحبه مؤكد سيغضب مني .... ولكن ما عساي أفعل )
بدأت أنين تخرج من عزلتها ولكن إياد كان يتجنب البقاء معهم في وجودها ولا يتحدث معها
كان يجلس في مكتبه والأفكار تدور حوله كالهواء ( كيف لي أن أعيش معها وهي تراني شخصا آخر وتحب
غيري وتبكي بحضنه ... كيف سأتنازل لشاكر عنها أيضا ... كل شيء قد أتنازل له عنه إلا أنين إلا هي ...
هي تعرف أنه شخص أخر غيري أنا وتخبره أنها لا تستطيع نسيانه ... لماذا خرجت لها لما لم يلحقها شاكر
لإرجاعها لتعلم أن إياد رحل للأبد .... لا وبدأت أتفوه بالحماقات أمامها و أخبرها بمشاعري التي لم تمت
بعد اتجاهها ... ما العمل ..... ما العمل ..... ولكن لن يرجع إياد لأنه لم يرده أحد ... لن يعود لهم بعدما
تخلصوا منه ودفنوه مكان شاكر ....ولكني أريد آنين أريدها لإياد وليس شاكر أن تكون أمام الجميع لي
... لي وحدي لإياد فقط )
طرق الباب وعلم من الطارق فقد سمعه قلبه قبل أذنيه
إياد : أدخلي يا آنين
دخلت أنين قائلة : هل لي أن أتحدث معك
إياد : أنا مشغول الآن في وقت آخر
آنين : لا تتهرب مني يا شاكر سنتحدث الآن يعني الآن
إياد : حسننا تعالي أجلسي
جلست آنين مقابلة له وكل واحد منهما يجهز نفسه لقول ما عنده وقد قرر قرارا لنفسه
آنين ( عليا أن أوضح له ولوا توضيحا بعيدا ليعلم أنني لا أخونه كشاكر و أني لست سيئة فلو لم أكن
أعلم أنه هوا نفسه ما كنت لأذهب إليه أردته أن يعترف ولكني أفسدت كل شيء )
إياد ( عليا أن أنهي هذي المأساة التي أعيشها وأضعها معي فيها ... سننفصل وتعود آنين لإياد ترجع لي
حتى نجد حلا للأمر )
إياد :ماذا كنتي ستقولين
آنين : أ أ نــــ
إياد : أنا سأختصر عليك الطريق يا آنين سأبدأ منذ الغد بإجراءات الانفصال
آنين بصدمة : ولكن ليــــ ....
إياد يقاطعها ببرود : نحن لا يمكن أن نكون لبعض فلا داعي للكذب على أنفسنا أنا سأحررك مني
وعيشي حياتك كما تريدين
آنين ودموعها تتساقط ( لا ليس هذا ما أريده يا إياد كيف وأنا صرت لك ) : لا لن يكون هذا ... كل هذا
لأنك تضن بي الظنون أنا لست خائنة ولم أخنك معه ولم أكن لأبكي بحضنه و أخبره بمشاعري لو لم
أكن أعلم أنه أنت ولكنك لا تجد حلولا لمشاكلنا إلا بتعقيدها يا إياد أنا لست خائنة لتتخلص مني
الصدمة ألجمت إياد عن الكلام ولم يستوعب ما تقول
تابعت آنين : أجل علمت أنك إياد وسمعت حديثك و ياسر كنت أتمنى أن يتغير شيء بذهابي لك منذ أيام
ولكنك جبان ولا تريد إلا الاختباء خلف قناعك ... وضننت أنني أخون من أنا زوجتا له مع غيره وقلتها
لي في وجهي هل ترضي أن يحضن زوجك أخرى ... ولم تجد حلا سوى الانفصال ... ليكن إذا فأنا أيضا
لا أريد أن أكون زوجة لشاكر
ثم خرجت ودموعها تنهال على خديها وركضت لغرفتها وأغلقتها على نفسها
أمسك برأسه وقال : ما هذا الذي ألت إليه يا إياد كانت تعلم .... وأنت تفسد الأمر ضننا منك أنك ستصلحه
لماذا يحدث كل هذا لي
بعد مرور يومين
إياد: عمتي أين هي آنين
العمة : الست تعلم
إياد : أعلم بماذا
العمة ( يا الهي ضننتهما متفقان على الأمر)
إياد بحدة : أعلم بماذا يا عمتي .... ما بها آنين
العمة : جاءت خالتها وأخذتها ظننتك تعـــــ ....
إياد بغضب : ماذا ..... أخدتها أين ..... وكيف تذهب دون أذني
العمة بفزع : كانت تبكي ومرضت كثيرا بالأمس ويبدوا أنها اتصلت بخالتها لتأتي
إياد : مرضت ... ولما لا أعلم أنا بكل هذا الست زوجها
العمة : أنت كنت خارج المنزل طيلة اليومين الماضيين وهي رفضت أن أتصل بك كانت تصرخ من
رأسها ولم تنم طوال الليل ورفضت حتى الطبيب
إياد وهوا يغادر مسرعا : كيف تذهب دون علمي كيف تذهب وتتركني هكذا بين السماء والأرض
العمة ركضت خلفه وأمسكته : أين ستذهب يا شاكر
إياد : سألحق بها ... أين سأذهب لغير هناك
العمة : لا يمكن حل الأمور بهذه الطريقة يا شاكر .... أنت غاضب ولن تتوصلا لحل أهدأ قليلا وأعطها
فرصة لتبتعد وتفكر
إياد بأسى : أتركها .... كيف أتركها هناك مع أبناء خالتها هل تريديني أن أجن تماما هنا
العمة : أفعل ذلك من أجلي يا بني لقد أخبرتني أنكما قررتما الانفصال وأنه عليها أن تبتعد قليلا عدني
أن لا تلحق بها حتى تفكرا جيدا وتصلحا الأمور
إياد : أعدك .... اتركيني الآن
العمة : أين ستذهب
إياد : للجحيم.... فلم يعد يعنيني أين
ومرت الأيام والأسابيع على آنين وإياد ويفصل بينهما كل شيء حتى الهواء
إياد : هل تكلمتي معها
العمة : لا .... لقد رفضت كالعادة ... قالت خالتها أنها لم تخرج من عزلتها حتى الآن إنها تسجن نفسها
وترفض الحديث مع الجميع
إياد : تغلق هاتفها كي لا ترد على مكالماتي ذهبت إلى هناك مرتين ولم تنزل لرؤيتي رفضت حتى طلب
زوج خالتها منها النزول
العمة : لقد أضاعت حتى دراستها وتعبها وفاتتها الاختبارات مند زمن
إياد ( إلى الجحيم جميعها لقد ضيعت مني عقلي ) : إذاً لم تتوصلي لأي نتيجة
العمة : قالت خالتها أنهم عندما أخبروها أن زوجها يريد رؤيتها قالت لهم أنا لست زوجته هوا يريد
الانفصال عني ... هل ستنفصلان هل أخبرتها ذلك حقا يا شاكر
إياد : لم أجن لأفعلها لن ننفصل إلا على جثماني ...هي لا تعطيني فرصة للحديث معها
العمة : آنين ستقابل صديقاتها قريبا هي تحبهم كثيرا وهم مرتبطين ببعظهم بشدة لقد طلبت من خالتها
أن تتحدث معهم ليقنعوها ولنتأمل خيرا
~~~***~~~
لـــين
في الصباح أستيقضت لين فتحت عينيها رأت روز فوقها
لين : ضننت أنني قد مت ودخلت الجنة لكن عندما رأيتك عرفت أنني يستحيل أن أكون فيها
روز : ماذا تعني .... أنني لن أدخل لها أبدا
لين : هههه كيف حالك يا روزي
روز : بخير أنتي من يجب السؤال عن حالها
لين : بخير .... من غير لي ثيابي أنتي
روز : هههه ومن ظننتي زوجك النائم فوق
لين : وقحة .... كيف تقولي هذا الكلام
روز : أنا لم أقله أنتي قلتي أنكم عشاق وتزوجتم أيضا
لين وهي تقف : جيد أنك لا تعملي مع العمال وإلا كنتي أفضل مروج للشائعات
روز : أين ستقومين ... الجروح والخدوش في جسمك كثيرة عودي للسرير هيا قبل أن يعاقبني السيد
لين : وما علاقة السيد بالأمر
روز : هوا طلب أن لا تعملي أو تغادري السرير حتى تشفي تماما وقال أنه سيعاقبني إن لم تفعلي
جلست لين على السرير وقالت : لابد وأنه غاضب مني بسبب البارحة
روز : لقد خرج اليوم صباحا من القصر برفقة الحراس يبدوا أنه توجه للحظائر أو منزل العمال لم
يخرج السيد لهم سابقا أبدا
لين : وهل عاد
روز : نعم منذ وقت .... ماذا حدث لك البارحة يا لين من ضربك هكذا ومزق ثيابك يبدوا أن السيد
أحضرك إلى هنا
لين ( آه ذاك الوسيم لم أتخيله بهذا الشكل ) : لا أعلم احدهم امسكني وكان يشتم ويتكلم عن تسببي بسجن
أخيه ولا أذكر الكثير ... آآآآه
روز : ما بك هل أنتي متألمة من شيء
لين : لا ... قليلا فقط
قبل ساعات في بيت العمال
الجميع يتناول إفطاره في نشاط لبداية يوم جديد
سيف ( أحد العمال ) : هيه أين هوا سامح لم أره اليوم
سامر : لا أعلم لقد خرج البارحة ... ألم يعد
اشتغلت المكبرات بصوت رجل قائل : ليخرج الجميع للخارج وفورا
تفاجئوا جميعهم بما قيل وخرجوا رأوا سامح مرمي عل الأرض وقد تعرض لكل أنواع الضرب ورجل
بمعطف يغطي حتى وجهه وحراس ضخام مخيفين معه ... يقفون جميعا فوق العامل المرمي أرضا
روح : هذا هوا عقاب كل من يقترب من الفتاة و أشد من هذا أيضا .. تساهلت في الكثير من الأمور فلن
أتساهل في أمرها مطلقا وليكن ذلك معلوم للجميع إن لمس أحدكم شعرة منها فسيقتل على يدي
ثم غادر والحراس حملوا سامح وغادروا أمامه
نظر العمال لبعضهم ثم انصرفوا لأعمالهم دون كلمة لأنهم أصبحوا يخافوا حتى من الحديث عن لين
عماد : عم رشدي ترى ما فعل هذا الرجل بلين يبدوا أنه قد أذاها
رشدي : لا أعلم و أتمنى أن تكون بخير .... طوال الفترة الماضية لم أرها كنا نضع الأغراض عند
الباب ونغادر حسب الأوامر ولكني في الغد سأسأل عنها روز لأنها عادت منذ أيام وتستلم الحاجيات منا
في اليوم التالي
روز : هيا كلي هذا الحساء يا لين إنه مفيد
لين : لا أريد .... أععع ... أنا أكره جميع أنواع الحساء وحسائك خصيصا كيف كان يتناول السيد طعامك
طوال هذه السنوات
روز بغضب : كان يأكل ولا يتذمر مثلك ولم يقل لي يوما أن طعامي سيء
لين : آه مسكين لابد أن معدته تعاني من جميع الأمراض بسبب طعامك هذا
روز : لقد سأل عنك أحد العمال الذي أسمه رشدي يبدوا أنهم يعلمون بالأمر وقد ألح علي لأكلم السيد
ليراك هوا والصبي عماد ويطمئنوا عليكي ولكن بعد ما قلتي فلن أتحدث معه مطلقا
لين : لا روز لم أعرفك سيئة هكذا أنتي طيبة كثيرا
روز : يا لك من محتالة .... لقد تحدث مع السيد وقد سمح لهم برؤيتك
لين بسرور : حقا وكيف وافق
روز : لكي تعرفي قدراتي
ثم نظرت روز للقلادة التي أعطتها للين على الطاولة بعد أن انقطعت ليلة الحادث وضعتها في الدرج كي
لا يسمعها السيد وجلست بجانب لين وقالت بهمس : السيد سألني عنك خمس مرات كلما صعدت إليه بالطعام
أربعة بالأمس وواحدة اليوم حتى أنه بالأمس أتاني للمطبخ ليسأل عنك ... ما الذي حصل بينكما في غيابي
ها ... اعترفي هيا
لين : أبتعدي عني لم يحصل شيء ما الذي تعنيه بما قلتي
روز : حتى أنه وافق فورا على أن يزورك العاملان .... الأمر لم يعد طبيعيا
لين : إن لم تصمتي قطعت لسانك الصدئ هذا .... السيد يتعامل مع الجميع بطيبة لما الأمر معي أنا
سيكون غريبا
روز ( يبدوا أن ثمة أمور بينهم وعلي المساعدة ) : أسمعي يا لين الروماتزم يتعبني كثيرا والطبيب منعني
من صعود السلالم ما إن تشفي ستتولين أنتي المهام فوق ... سمعتي
لين : ولما ... تلك وضيفتك أنتي هذا كله بسبب كثرة النوم والكسل في الماضي حتى صدئت عضامك
روز : قولي ما شئتي لن أصعد السلالم فلن يفيدني شيء إن صرت مقعدة وسأتحدث مع السيد في الأمر
لين : على السيد أن يصرفك من العمل لأنك لم تعودي مفيدة لشيء أنتي هنا لتخدميه وها أنتي لن تعدي
له الطعام ولن تصعدي للأعلى ما نفعك إذا
روز : أفسد عليكي يومك ههههه
لين : بائسة ولا أبأس منك إلا أنا
في صباح اليوم التالي دخل رشدي وعماد إلى القصر لأول مرة في عملهما هنا وفي عمل جميع العمال
رشدي : كيف حالك يا صغيرة لقد قلقنا عليك كثيرا يبدوا أن مشاكلك لا تنتهي
لين : سامحك الله يا عم هل جئت لتقول لي هذا
رشدي : بل لأطمأن عليك
عماد: حمدا لله على سلامتك يا لين ... كيف حالك
لين : شكرا لك يا عماد أنا بخير والحمد لله مجرد حادث بسيط
عماد : ولكنه لن يكون بسيطا على سامح الوغد ذاك لقد ضربه السيد حتى الموت وأراه للجميع
وهددهم من الاقتراب منك ... لم أرى السيد يعذب أحدا قط ... يبدوا القصر رائعا هل تقيمين حقا في
هذه الغرفة
رشدي : لما لا تصمت قليلا لم تترك شيئا لم تقله ... لين ماذا حدث لما ضرب حراس السيد العامل سامح
لين : يبدوا أنه شقيق أحد المتهمين بالسرقة الذين تم سجنهم لقد مرضت روز وذهبت لجلب الطبيب فلحق بي.
عماد : لابد أن السيد عاقبك على ذلك
لين : لا حتى الآن ولكن بالتأكيد ثمة عقاب ينتظرني وأنا أستحقه
عماد : هل سيعيدك للحظائر سيكون عقابا رائعا لكي تعودي إلينا
لين : لا تكن أنانيا يا عماد أنا أتمنى الموت عل العودة للحظائر
رشدي : هيا بنا لنغادر لقد ثرثرت بما فيه الكفاية
ودعا لين وغادرا
عند المساء جلست روز بجوار لين على السرير وهمست لها : لقد سأل عنك السيد اليوم أيضا ألن
تفهميني الحكاية
لين بجدية : إن عدتي إلى هذا الموضوع مجددا فسأغضب منك ولن أكلمك أبدا أقسم على ذلك يا روز
روز : حسننا حسننا لا تغضبي ولكن السيد يريد رؤيتك في الغد
لين ( ها قد حان وقت عقابي ) : حسننا هيا انصرفي أريد أن أنام
روز : كنت أود أن أسهر برفقتك ولكنك لا تستحقين .... تصبحين على خير
في اليوم التالي صعدت لين للأعلى لتتلقى عقابها الذي وضعت له عشرات الاحتمالات
دخلت لين جناح السيد وجدت باب المكتب مفتوحا فدخلته وجدته يقف جهة النافذة يعطيها ظهره ولكنه لم
يكن يغطي رأسه
لين (لماذا لم يخفي وجهه ... لابد أنه يريد قتلي بوسامته .... ما أقساه من عقاب لم أتوقعه ..... هيه لين
هل جننتي )
روح : ما رأيك فيما فعلتي منذ يومين يا لين
لين : مخطئة ومستعدة للعقاب
روح : ما كان عليك المغادرة ... ماذا لو لم ألحق بك ... ماذا كان سيحدث لك
لين : روز كانـــ
قاطعها بحدة وصوت مخنوق : لا روز ولا غيرها يستحق أن تعرضي نفسك للخطر لأجله يا لين
لِما سلامتك آخر ما يهمك دائما ... كم مرة عرضتِ نفسك للخطر من أجل الآخرين ولن تسلم الأمور دائما
لين : أنا آسفة لن يتكرر الأمر
روح : أنا لا أريد توبيخك يا لين ولا معاقبتك أردتك أن تعلمي خطورة ما تقدمي عليه دائما دون تفكير
لين : حقا ... و لن تعيدني للحظائر أبدا
روح وهوا يتجه ناحية كرسيه : لا لن تدخليها مطلقا
لين : أي عقاب غيره أنا أقبل به
روح وهوا ينظر لعينيها مباشرة ولين تكاد تنصهر : لن أعاقبك بعد اليوم ولكن لا تعرضي نفسك للخطر
من أجل أيا كان يا لين
لين ( آه لا تنظر إليا هكذا أرجوك أشعر بحرارتي ترتفع ) : أعدك أن أحاول
روح : بل عديني أن لا تفعلي
لين وهي تهز رأسها نفيا : لا ... لا استطيع ..... ثمة أشخاص في الحياة قد تدفع عمرك ثمنا لإنقاذهم
روح : من هم
لين ( ياله من سؤال محرج ... إنها ورطة حقيقية )
روح : مثل من يا لين
لين : صديقاتي و روز و عماد ورشدي أيضا و ..... أنت
قبض روح على طرف الطاولة بقوة وقال : أنا
لين بعد صمت طويل وخديها قد زادا توهجا : أجل لما تستغرب ... لقد أنقدت حياتي و ...
روح : وماذا يا لين
لين ( ماذا يريد مني هذا بالضبط يكاد يقتلني بوسامته و أسئلته المحرجة ... من قال أنني جميلة ليأتي
ويرى أنه يتوهم )
روح : هل تحتاجي لساعة لتجيبي عن كل سؤال
لين : لما تسألني عن كل هذه الأمور أنا لا أفهمك
روح : لأني ظننتك تكرهينني
لين وهي تهز رأسها بالنفي : لا .... لا أحمل لك أي مشاعر كره
روح : إذا أي مشاعر تحملينها لي
لين ( ماذا به هذا يبدوا أنه يشعر بالملل ويريد التسلي بأعصابي ) : يبدوا أنك درست علم النفس سابقا
وتقوم بمراجعته الآن علي .... أسئلتك تحرجني جدا لا أريدك أن تفهم إجاباتي خطأ
روح بابتسامة : لا لم أدرس علم النفس ... وكيف سأفهم أجابتك خطأ لم أفهم
لين : علمت الآن ما هوا عقابي
روح : ما هوا
لين وهي تشير له بأصبعها السبابة : هذا ما تقوله الآن
روح : هههه حسننا هوا لم يكن عقابا هي مجرد أسئلة ولكنك تستحي كثيرا من الإجابة .... ولم أفهمك
خطأ يا لين اطمئني ... لقد أردت أن أعلم فقط
لين : ما معنى ما تقول
قام من كرسيه وتحرك باتجاهها اقترب منها شيئا فشيئا وعينيه في عينيها حتى وقف أمامها ورفع يده
لوجهها قربها حتى كاد يحضنه بكفه و أصابعه وكلاهما تجتاحه مشاعر متدفقة من الداخل ثم أنزل يده
قبل أن تصل إليها وأعطاها بظهره وقال : لو لم أكن شخصا ميتا لا محالة ولا أستحق الحياة ولو لم
تكوني قطعتا منه لكان حديثنا اليوم مختلفا.... يمكنك المغادرة يا لين و أعتني بنفسك جيدا
خرجت لين تهف على وجهها بيدها من شدة الحرارة التي تشعر بها وقلبها يكاد يتوقف ( كاد يحرقني
يبتسم ثم يضحك ثم يقترب مني .... أقسم أنني تلقيت أقسى عقاب منه اليوم )
نزلت للأسفل ووجدت روز تنتظرها
روز : ما بهما خداك مشتعلتان كالموقد
لين : إن لم تبتعدي من أمامي فسيحرقانك
روز ( أقسم أن بينهما شيئا ) : ما هوا العقاب الذي أختاره السيد لك
لين : من المفترض أن تتلقي أنتي العقاب وليس أنا
روز : هل عاقبك
لين وهي تتوجه لغرفتها : لا ..... ولا تسألي أكثر لأني لن أجيب
روز ( أقسم أن ظنوني في محلها .... إن لم تحرك هذه الفاتنة مشاعر السيد فلن يحركها شيء آخر )
دخلت لين غرفتها ووقفت مستندة بالحائط ويدها على قلبها ( لين يا حمقاء ماذا يحدث لك ..... إن كنتي قبل
أن تري وجهه بدأت أشياء غبية تتحرك بداخلك بقوة فكيف سيكون حالك الآن )
ثم ارتمت على السرير ...... ( ولكن ما قاله ... والدي ... هل لوالدي علاقة بالأمر ولكن كيف يعاقبني بذنب
شخص ميت كيف ..... أمي حدثني كثيرا عن أبي ولم تقل لي سوءا عنه لقد كانت تحبه كثيرا ولم تكن أمي
إلا امرأة فاضلة جدا فلن تحبه إن كان سيئا .... عليه أن يفهمني ما حدث .. وحده فقط من يعلم )
مر باقي اليوم على لين وهي تفكر طوال الوقت ولم تتحدث بكلمة
روز : لين ما بك
لين : لا شيء
روز : أنتي لم تتحدثي طوال اليوم
لين : أخبريني يا روز هل كان أحدهم يزور السيد في السابق
روز : لا ....
لين : هذا لأنك نائمة كالجثة طوال الليل
روز : من زار السيد
لين : شقيقه
روز : له شقيق
لين : نعم
روز : يبدوا أن أحداثا كثيرة حدثت في غيابي .... وماذا أيضا
لين وهي تغسل الأطباق ونظرها موجها ليديها وكانت تشعر برغبة في الحديث من كثرة التفكير
قالت بهدوء: علمت اسم السيد منه
روز : وماذا علمتي عنه أيضا
لين : رأيت وجهه
روز بدهشة : حقا .... أقسمي بذلك
لين : ولما سأكذب
روز : وكيف هوا شكله هل هوا شاب أم كبير
لين : إنه شاب
روز ( ها قد نطق الحجر ) : آآآآه وكيف يبدوا
لين وهي تضع الصحن من يديها وعينيها مثبتتين للأسفل وبهمس : حارق ... إنه حارق .... تشعرين أنك
ستحترقين إن نظرتي إليه فكيف إن أقترب منك
روز ( يبدوا أن التشويق بدأ ) : لين ما بك حبيبتي لا تبدين بخير ماذا حدث بينكما
صمتت لين طويلا ثم قالت : روز ألم أحذرك من طرح هذا السؤال علي .... قلت لك لا شيء ... لا شيء
وغادرت المطبخ متوجهة لحجرتها
مرت عدة أيام ولين تقوم بعملها كالسابق في جناح السيد بعد أن رفضت روز الصعود و بشدة ... كانت
تتحرك وشيء ما يشدها دائما للحجرة التي يسجن نفسه فيها عندما تكون هي هناك وحال من بالداخل لم
يكن أفضل منها
وفي يوم قررت لين أن تتحدث معه لتفهم ما حدث وضعت الطعام ولم تغادر
خرج روح من غرفته
روح : ما بك يا لين هل هناك شيء
لين : نعم أود التحدث معك في أمر
روح : إن كانت الدراسة فلم يعد هناك وقت
لين : لا ليست الدراسة أنا لازلت عند قراري لن أخرج
روح : إلى أن أخرج أنا ..... ولكنني لن أخرج من هنا
لين : إذا سأبقى هنا أيضا ولن أخرج ...عقابي سينتهي بنهاية عقابك أنت لنفسك
أقترب منها كان يتقدم للأمام وهي تتراجع للخلف وعيناها في الأرض
روح ( سحر وجاذبية ... عينان كاللؤلؤ ووجه كالبدر... لم أرى لهذا مثيل أبدا كيف جمعت سحر
الشرق والغرب )
التصقت لين بالجدار أقترب منها مد يده وأمسك يدها طبع قبلة عميقة في باطن كفها
وقال : حبيــ ...ثم سكت
لين ورأسها في الأرض : لما تفعل بي هذا
روح : بل أنظري ما فعلته أنتي بي
لين : أرحمني أرجوك
روح وهوا يرفع وجهها ليصبح مقابلا لوجهه : مما من السجن
لين : بل من عذابي
روح : ومن سيرحمني أنا
لين : أنت من عليه أن يرحمنا جميعا
روح : أنا ميت يا لين .... من تريه أمامك مجرد جثة بلا روح
أعادت لين رأسها للأسفل ودموعها تسقط من عينيها مباشرة على الأرض : أنت لست ميت .... لست ميت
مد يده تحت عينيها لتسقط الدموع بداخلها وقال : لما تبكي يا لين لما
لين : ما الذي فعله بك والدي أخبرني
أفلت يدها وتوجه ناحية النافدة معطيا إياها ظهره وقال : وما ستفعلينه بمعرفة الحقيقة
لين : أريد أن أعرف لما أتعاقب بذنب شخص ميت
روح : ليس ميت أنه حي ويتعذب كما أتعذب
لين بصدمة وعيناها قد فتحت على أتساعها : مـــااااذاااا ... حي ... والدي حي ..... مستحيل
روح : بلى وقد كان في السجن وقد قتل رجلا أيضا ..... هوا لا يستحق أن يكون والدك ....لماذا أنتي
أبنته يا لين .... لماذا
لين ولازالت تعيش الصدمة : هل من قتله يقربك
روح : لا بل حفيد العجوز الذي كنتي تعيشي معه
لين ( لهذا كان يضربني ويقول لأنك أبنته ) : وما علاقتك أنت بالأمر ما الذي فعله لك
بدأ روح بسرد ماضيه الأليم على مسامع لين
قبل أربعة عشر عاما
صبا : روح ألم تعدني أن تأخذني لحضور العرض الختامي
روح : أجل وفي الحال كم شقيقة لدي
احتضنته صبا وهي تشكره بكل العبارات ثم غادرت
يزيد : روح أنت تدللها كثيرا صبا لم تعد طفلة إنها في السابعة عشرة الآن علينا أن نشد في تربيتها
روح : شد أنت أنا لن أعاملها بقسوة هي شقيقتنا الوحيدة ولا تنسى وصية والدتي قبل أن تموت
يزيد وهوا يغادر : أنت فقط الملام عن أي تصرف خاطئ قد يصدر منها
كان هاتف روح لا يتوقف عن الرنين ( ماذا يريد مني هذا الشاذ القدر ) أغلق هاتفه ورماه على
الطاولة وخرج
بعد مرور عدة أيام عند الساعة الثالثة فجرا وصلت لهاتف روح رسالة فتحها فكانت من كريم وفيها
" أذهب لتفقد شقيقتك أين تكون أيها الشريف النزيه "
قفز روح متوجها لغرفة صبا فتحها ووجدها فارغة ركض في كل القصر بحثا عنها وهوا يصرخ باسمها
ولم يجد ردا وصلت رسالة أخرى فيها
" أنظر من الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي لتعلم أي شقيقة لديك "
ركض روح للشرفة وجد شقيقته تخرج من بيت الجار صابر بعد أن احتضنته أمام الباب وهوا يمسح
على رأسها ثم ركضت وهي تلتفت إليه وهوا واقف أمام باب بيته
ما إن وصلت للبيت حتى كان شعرها في قبضة روح كانت تصرخ وهوا يجرها ورمى بها في أحدى
الغرف خرج وعاد يحمل صوتا في يده وبدأ ينهال عليها بالضرب
روح : سافلة هذا ما تكافئينا به يا سافلة ... مع جارنا ... مع رجل في سن والدك
صبا وهي تصرخ وتبكي بألم : لا ليس صحيحا ليس .... آه أرجوك يا روح أرجوك
وبعد وقت طويل من الضرب المبرح حتى تعبت يداه من تبادل الصوت فيهما رفعها من شعرها
لوجهه وقال : ستموتين على يدي ... أنتي عار على العائلة وعليك أن تموتي
رماها فسقطت ورأسها على الطاولة غريقة في دمها
الحاضر
لين وهي تمسك فمها بيدها وتبكي : مستحيل
روح : بلى هذا ما حدث ولكن المأساة ليست هنا
لين : وماذا غير كل هذا
روح : وجدوا كريم ميتا بسبب نزيف من طعنة وجهت لكليته ووالدك الجاني بعدها هرب بفعلته عامين
كاملين ثم أمسكوا به و أعترف أنه أستدرج شقيقتي بالحيلة لبيته بمشاركة كريم لاختطافها وطلب الفدية
ويبدوا أنهم أجلوا الأمر .... ثم قتله في اليوم التالي وهما يتشاجران
ضرب روح بقبضة يده على النافدة وقال بصراخ غاضب : لقد قتلت شقيقتي بيدي بسبب والدك
خرجت من السجن بعد أربعة أعوام لأجد الحقيقة المرة بانتظاري ... قتلتها عذبتها حتى الموت وهي
بريئة .... لم أستمع لرجاءاتها ... لم أكن عند ظن والدتي بي وهي توصيني بها لأنني الأقرب لصبا
والدك السبب يا لين والدك ... والأشد من ذلك أنه خرج من السجن بعد ثمانية أعوام فقط .. ليكون حرا
طليقا ...... لذلك سجنتك هنا و أعلمته بأنك خادمة لدي لأني أعرف حبه لك وأنه يبحث عنك من سنوات
كان عليه أن يعاني كما أعاني .... لقد كرهت شكلي الذي بسببه ألت لما ألت إليه من حال وأخفيته عن
الجميع .... وكرهت نفسي التي عذبت شقيقتي البريئة بغير ذنب وسلبت منها الحياة .... حاولت قتل نفسي
ولكن الموت يرفض أن يأخذني من هذا العذاب فلم أجني سوى هذا الجرح في عنقي والصوت المخنوق
بسبب تأذي حنجرتي .... فسجنت نفسي وعذبتها بالكهرباء لكي تقاسي وستموت هنا معذبه كما اقترفت في
الماضي .... جلبتك ليموت والدك احتراقا عليك ولكنني اكتشفت أنني جلبت لنفسي عذابا جديدا هي تستحقه
.... أنتي محرمة علي يا لين محرمة على هذه النفس التي تتوق إليك بجنون وفي كل لحظة .... محرمة
عليها لكي تعيش العذاب الأقسى من كل العذاب الذي عاشته .... محرمة عليها حتى الموت
خرجت لين تبكي راكضة ونزلت وتوجهت لغرفتها مباشرة روز خرجت من المطبخ على صوت بكائها
و لحقت بها مسرعة ... طرقت الباب بقوة وهي تنادي : لين أفتحي الباب ... ما كل هذا البكاء ماذا حدث
هناك في الأعلى لين أفتحي الباب أرجوك
لكنها لم تفتح ولم تتكلم بكلمة سوى صوت النحيب المرتفع والشهقات المتواصلة
صعدت روز لجناح السيد وجدته مفتوحا دخلت مكتبه فوجدته جالسا على الكرسي ويظم رأسه بين يديه
موجها إياه للأسفل
روز : آسفة سيدي على دخولي
روح وهوا على حاله : ماذا هناك
روز : لين إنها ....
وانقطعت الحروف عن حنجرتها عندما رفع رأسه لها ( يا الهي ... لم تعطه حقه في الوصف يا لين )
روح بتوتر : ما بها لين .... ماذا حدث لها
روز : إنـ إنـ ـ
روح بغضب : تحدثي ما بها
روز : تغلق غرفتها وتبكي بنحيب مخيف ماذا حدث
روح بعد هدوء مفاجئ: لا شيء ... دعيها وحدها وكوني قريبة منها ... هيا انصرفي
مر يومين على لين سجينة الغرفة ولا شيء سوى البكاء فتح روح باب غرفتها لتدخل روز إليها
روز وهي تحتضن لين بقوة : ما بك يا حبيبتي ما بك يا لين هل تشاجرتما .. لا بأس فهذا يحدث بين كل حبيبين
حضنتها لين بقوة وهي تبكي بمرارة : لسنا حبيبين يا روز ... هوا لا يحب شيء إلا الموت
روز وهي تهمس في أذنها : بلى حبيبين وليس أي حبيبين .... لما لم تخبريني أنه بكل هذه الوسامة كيف
سيكون أطفالكما ... ها أخبريني
لين وهي تبتعد عن حطنها : يالك من صانعة للتخاريف والأوهام .... كيف دخلتي إلى هنا
روز : وهل كنتي تريدي منا تركك هنا حتى تموتي عطشاً وجوعاً وبكاءً أيضا
لين : هل السيد من فتح لك الباب
روز : نعم .... وهوا قلق عليك كثيرا اصعدي للتحدث معه ... وحلا الخلاف هيا
لين : لن أصعد إلى هناك وليس لما بيننا حل .... روز اتركيني لوحدي أرجوك
روز : ليس قبل أن تتناولي الطعام
لين : حسننا فقط أريحيني من إزعاجك
روز : سأحظره لك هنا
تناولت لين الطعام بلا رغبة تحت ضغط من روز
ثم اتكأت على السرير وقالت : هل سيبقى هذا الباب مفتوحا
روز : أجل لكي لا تفعليها ثانيتا
خرجت روز وعادت لين لحزنها وأفكارها ( كيف يكونان متفقان على اختطافها وتغادر منزله وهي تحتضنه
وكأنها تشكره على شيء ..... لا أصدق أن السبب أنهما قد غيرا رأيهما في الاتفاق ... و اتصال كريم
بروح في ذاك الوقت ما معناه إن كانا متفقان ..... هناك حقائق مخفية ولا يعلمها أحد سوى أبي .... آه أبي
على قيد الحياة لا أصدق ومجرم أيضا أمي لم تخبرني بذلك وكيف لم يجدني هل أخفوني عنه ... لما كان
العجوز الذي أسكن لديه خائفا من أمي بعدما كبرت .... هناك أمور عالقة وحلقة مفقودة في الموضوع )
مرت الأيام على لين وهي في حزن وشرود تعمل ولا تتكلم ورفضت الصعود للأعلى بعدما فهمت من
كلام روز الأخير أنها تتعمد عدم الصعود ولم تكن تعاني أي مرض في ساقيها
روز تخاطب لين وهما تعملان في المطبخ : لين ألن تفكي عقدة لسانك هذه ... ما سبب كل هذا الصمت
والحزن أنتي لا تجيبي على أسئلتي أبدا والسيد لا يقول شيء سوى " كوني قريبة منها و أعتني بها جيدا "
ألن يرحمني أحدكما
...... : روز غادري لغرفتك
روز بصدمة : حاضر سيدي
روح : ما بك يا لين
لين : .......
روح : غاضبة مني إذا
لين وهي تعطيه ظهرها تغسل الأواني : بل من نفسي
توجه ناحيتها وقف بجانبها وهوا ينظر إليها : ولما تغضبي من نفسك
لين وعيناها على الماء المنهمر من الصنبور : أين هوا والدي
روح : هل تريدي الذهاب إليه
لين وهي تلتفت ناحيته : ليست تلك كل الحقيقة
روح : بلى هي الحقيقة هوا من أعترف بها كيف لا تكون حقيقة
لين : لا .... شيء ما مفقود
روح : هذا فقط لأنه والدك
لين وهي تهز رأسها نفيا ودموعها قد بدأت بالنزول : لا .... ليس صحيحا
مسح روح دمعة على خدها بأطراف أصابعه وقال : لا تبكي يا لين يكفيك بكاء
لين وهي تبعد يده عن وجهها : ألست محرمة عليك ... لما تقترب مني إذاً .. لما لا ترحمني
روح : أنتي عذابي يا لين .... عذابي أتفهمي
لين بغضب : وأنا لما أتعذب .... لما تعذبني هكذا بقربك البعيد ... أتركني وشأني يا روح ..... عاقب
والدي بي أنا راضية .... ولكن أرحمني و أبتعد عني
غادرت لين راكضة لغرفتها و ارتمت على السرير في بكاء مر وطويل ( عليا أن أعلم الحقيقة عليا
أن أقابل والدي وأعلم منه )
عند منتصف الليل خرجت لين من غرفتها فوجدت باب القصر مفتوحا ( غريب باب القصر يقفل أليا كيف
للسيد أن يتركه مفتوحا لم أره يفتح سابقا ... ترى هل الباب الخارجي مفتوح أيضا هل السيد من فعل ذلك
متعمدا ... عليا التأكد إن كان مفتوحا فسأغادر لمعرفة الحقيقة )
عادت لين لغرفتها جمعت البعض من ثيابها وخرجت .... ركضت كثيرا ناحية باب القصر الخارجي
أحد الحراس : أنظر أليست تلك هي الفتاة .... إنها تغادر القصر
الحارس الآخر : أتركها السيد أمر أن لا يمنعها أحد ... كل الحراس رأوها وهي تخرج
وفي نافدة من نوافذ القصر خيال لرجل يشاهد كل ما يجري في الخارج
روح : وداعا يا لين ... وداعا يا حبيبتي .... فلن أمنع نفسي عن قولها مجددا " حبيبتي " ... وداعا يا أجمل
وأشرف فتاة رأيتها في حياتي .... وداعا للأبد
خرجت لين من القصر وبدأت بالسير المتقطع تسير تارة وتجلس تارة أخرى من التعب ولم تصل القرية
إلا مع بزوغ الفجر ... توجهت فورا لمنزل العجوز مايكل طرقت الباب فخرج لها بسرعة
مايكل : من ... أهذه أنتي
لين : ألازلت تذكرني
مايكل : وكيف أنسى هذا الوجه ... تبدين متعبة أدخلي هيا
دخلت لين وقدم لها مايكل الماء والطعام
مايكل : هيا كلي يا صغيرة لا تخجلي مني
لين : شكرا لك يا عم ولكنني لا أحب تناول الطعام عند الصباح
مايكل : ما بك ... ماذا حدث لك
لين : لقد غادرت القصر سيرا على الأقدام منذ منتصف الليل
مايكل : يا إلهي هل قطعتي كل تلك المسافة ولكن لماذا
لين : عليا الخروج لمعرفة بعض الأشياء ثم العودة ..... لقد هربت من هناك
جلس مايكل وقال : أحكي لي كل شيء يا لين .... و أعدك أن أساعدك
شعرت لين بالسرور من عرضه للمساعدة وحكت له مختصرة الأحداث قدر الإمكان
مايكل : ما هذا الذي أسمعه .... هل كنتي سجينة القصر طوال تلك الشهور ... ولكن كيف تمكنتي من
الخروج من هناك
لين : يبدوا أن السيد هوا من أرادني أن أجد طريق الخروج ( لا يريد سوى تعذيب نفسه وبكل الطرق )
مايكل : وما تنوين فعله الآن
لين : عليا مقابلة والدي لأعرف منه ما حدث ولكن قبل ذلك عليا مقابلة صديقتاي بعد شهرين من الآن ... هما
من سيساعدانني في إيجاده ... وعليا زيارة ذلك العجوز الذي كنت أعيش معه فهوا من يملك مفاتيح الوصول
لوالدي بالتأكيد
مايكل : حسننا وبما يمكنني المساعدة أنا جاهز لفعل ما تريدين
لين : أنا لا أملك مكانا أقيم فيه ولا حتى مالا ... أريد العيش هنا في مخزنك الصغير بالخارج سأقوم بكل
الأعمال سأنظف و أطهوا وأفعل لك كل شيء في المنزل أثناء عملك ولن تراني فيه بقية اليوم ... فقط حتى
تعود صديقتاي .... وسأبحث عن عمل هنا أيضا لأكسب المال ثمن طعامي ورحلة القطار
مايكل : لك كل ما تريدين سنفرغ المخزن فهوا شبه فارغ ونحوله لغرفة لك ولو أحببتي البقاء في المنزل فلا
أمانع .... ولكن لن أسمح لك بالعمل في القرية قد يجدك ذاك السيد ويعيدك ثم قد تتعرضي للمضايقات فالأغلب
هنا ليسوا مسلمين وأعرف تفكيرهم جيدا
وفي مكان آخر
روز وهي تصعد راكضة : سيدي ... سيدي
روح : ما بك يا روز لما كل هذا الركض
روز : لين يا سيدي ليست هنا
روح : أعلم لقد غادرت البارحة
روز : أجل لكن .... أين ولماذا
روح : انتهى يا روز .... إنسي أن هناك فتاة اسمها لين
روز : مستحيل أن أنسى لقد تركت لي رسالة وقالت أنها ستعود وتركت لك واحدة أيضا
روح : رسالة لي
روز : أجل لقد وجدت ورقة مطوية على طاولة المطبخ وقد كانت رسالة منها لي وبداخلها أخرى كتبت لي
أن أعطيك إياها
روح : أتركي الورقتين وغادري
روز : حسنا
أمسك روح بورقة روز وقرأها
روز ... اعذريني لأني لم أودعك ... لا تنسينني أبدا ولن أنساك دائما
أعتني بنفسك وبالسيد جيدا
حاولي أن تطبخي له الطعام كما علمتك سابقا
وغيري سكاكين الحلاقة في آلته كل يوم يا كسولة لكي لا يمرض بسببك
أحبك يا روزي وسأشتاق لكي كثيرا
وأعدك بأنني سأعود قريبا
لين
وضع الورقة جانبا وفتح الأخرى
أعذرني يا روح
أعلم أنك من سمح لي بالمغادرة و أعلم السبب جيدا
أنا مازلت عند كلمتي لك و وعدي لنفسي لن أخرج من القصر حتى تخرج أنت
ولن ينتهي عقابك لي إلا بانتهاء عقابك لنفسك
ولكن عليا أن أفهم الحقيقة كاملة أنا لا أراها من منظورك أنت ولا من منظور ابنة لوالدها
سأعود قريبا فلا تغلق باب قصرك حتى أعود
وحتى إن أغلقته فسأدخل لأنني سأفجره
لذلك لن أقول وداعا
لين
قبض على الورقة بيده بقوة وقال : اذهبي يا لين .... أذهبي وعيشي حياتك يا غبية ... لما تعيشي الحياة
دائما من أجل الآخرين ... أرحلي بعيدا و اتركيني في عذابي فما أنا فيه الآن حتى الصعق بالكهرباء أهون
منه .... أنتي عذابي ولن تكوني إلا عذابي أما أنا فميت قبل موعد موتي
في الأسفل كانت روز تفتح ورقة أخرى لم يرها السيد .... روز : سأفعل ما طلبتي يا لين أعدك بذلك
وكان مكتوبا في الورقة " روز هذا رقم هاتفي لقد تركته لدى خالة صديقتي إن حصل مكروه فخدي هاتف
السيد و أتصلي بي أفعلي ذلك من أجلي "
ومرت الأيام على لين في بيت العجوز مايكل تعمل في بيته عند غيابه الطويل خلال النهار وتغادر المنزل
عند اقتراب موعد وصوله ولا يراها إلا لو طلب الحديث معها في أمر ... ولا أخبار لديها عن ذلك القصر
الذي تقف كل صباح تتأمله من منزل مايكل
مايكل : إذا ستغادرين يا لين
لين : نعم ... شكرا لك يا عم لن أنسى ما فعلته لأجلي ما حييت ... وعندما أصبح مليونيرة سأجعلك
مديرا لأعمالي ههههه
مايكل : هههههه وما تفعلينه بعجوز لا يعرف شيئا إلا الخضار
لين وهي تمسح دموعها : لا أعرف كيف أشكرك .... أتمنى لك السعادة دائما
مايكل : لا تنسيني يا لين .... وعودي لزيارتي دائما
لين : بالتأكيد
غادرت لين راكبة قطار العودة بعد عام كامل من الغياب حمل في طياته أحداث لن تنساها مدى الحياة
~~~***~~~
لجــين
ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة
غافر : ما ذا هناك و إلى أين نحن ذاهبان
لجين : العصابة تبحث عنك في كل مكان لقد كانوا في المستشفى كادوا يجدوك
غافر : بيننا موعد محدد فلما يبحثوا عني
لجين : اسأل أعوانك الفاشلين عن هذا السؤال
غافر : ماذا تقصدين
لفت لجين وعبرت طريق فرعي ومؤدي لأحدى القرى ثم نزلت من السيارة إلى أرض فارغة ليس فيها
إلا الطريق ونزل خلفها غافر
غافر : ما الذي حدث
لجين : أين غافر
غافر : ......
لجين : أين غافر قلت لك ألا تسمع
غافر : أنا غافر هل أصابتك الحمى
لجين :لا .. لست غافر .... فأين هوا غافر يا هذا
غافر : ومن أخبرك أني لست هوا
لجين : أنا علمت بنفسي .... النسر الأسود الذي كان في كتف غافر كان عليك أن تسرقه هوا أيضا
نظر لها نظرة احتقار ( هكذا إذا فتاة العصابات إحدى عشيقات غافر)
لجين : لا تنظر إليا بهذه النظرة أيها السافل فحتى عشيقات ذاك المسخ لا يعرفون عن النسر شيئا وتوقف
عن النظر لي بهذه الطريقة أو أفقدتك عينك السليمة
غافر : عشيقاته لا يعلمون وأنتي تعلمي
لجين : نعم .... ولا يهمني إن صدقتني أم لا فأنا النائمة في أحضان الرجال في نظرك على أي حال ..... فأين
غافر أجب الآن
غافر : مات
لجين : كاذب .... أين هوا
غافر : أخبرتك أنه مات غافر ميت
لجين : من أنت
غافر : أبن شقيقه " يزيد عادل "
لجين : وأنت والمخابرات تعدون كمينا للعصابة ... وأنا الطعم
يزيد : نعم أنتي والملف
لجين : فاشلون ... لا يمكنهم الإمساك بحشرة ويفسدون الأمر دائما ... أين غافر أين تخفونه
سمعوا صوت سيارات تقترب
لجين : أركب بسرعة
ركبوا السيارة .... لجين : أربط الحزام لقد وجدونا
سارت بسرعة جنونية ونزلت لطريق ترابي وتابعت السير بدأت السرعة لأن السيارة كانت معدة لهذا الأمر
يزيد : لم يعودوا خلفنا لقد نجونا هيا توقفي ستخرجين بنا من الخريطة
توقفت لجين وتنفست بارتياح
لجين : كادوا يمسكوا بنا
يزيد : كيف يمسكوا بنا مع هذه السرعة الجنونية .... كل يوم أكتشف فيك شيئا جديد
لجين : لم أترك شيئا لم أتعلمه لأنتقم من غافر وفي النهاية كان كل شيء وهم .... ولكنني سأجده ولن
تخفوه عني سمعت
نزلت لجين من السيارة بعدما ضربت بابها بقوة وابتعدت وجلست بعيدا .... كان يزيد ما يزال جالسا داخلها
( إذا هي اكتشفت أمري ... ولكن كيف علمت بذلك إن كنت أنا أبن شقيقه لا أعلم ولا عشيقاته كما تقول إذا من
تكون لتعلم بكل هذا ليست زوجته بالتأكيد ... تعمل لصالح العصابات وتعلم أشياء عن عمي لا يعلمها أحد
وتحقد عليه كل هذا الحقد .... من تكون )
نزل يزيد متوجها ناحيتها وعند اقترابه منها جاءه صوتها الحزين
لجين : دعني وشأني
يزيد : عليا أن أفهم
لجين : لا يحق لك ... الأمر لم يعد بيني وبينك فأبتعد عني
يزيد : ما الذي بينك وبين غافر
وقفت لجين قائلة : سيحل الظلام قريبا علينا أن نغادر
يزيد وهوا يمسكها من يدها : لا .... أنا أعرف هذه البلاد جيدا الخطر أكبر عند الليل أنوار السيارة ستكشفنا
توجهت لجين للسيارة فتحت حقيبة يدها أخرجت الهاتف ثم رمته في السيارة بغضب
لجين : سحقا لقد خرجنا من منطقة الإرسال
ثم توجهت عند أطار السيارة وجلست مستندة عليه وقف يزيد أمامها مباشرة
لجين : أبتعد عني يا يزيد أرجوك
جلس بجانبها وقال : لن أتكلم عن شيء ... حسننا
مر وقت طويل وهما يجلسان هناك ثم وقفت لجين أخدت حقيبتها و ابتعدت صرخ بها قائلا : جولي
لجين : قريبه ... قليلا وسأعود
ابتعدت عن نظره أخرجت العباءة و غطاء الرأس وصلت ما فاتها اليوم ثم عادت و ذهب كليها في نوم
عميق جلوسا خارج السيارة ... شعرت لجين بشيء صلب يلمس رأسها فتحت عيناها فكانت فوهة مسدس
ومجموعة من الرجال الأجانب ويزيد يمسكه أحدهم وكان ضوء الشمس قد بدء يتسلل خلال الظلام
وقفت لجين
.... : إذا هذه هي حفيدة ريتشارد الحبيبة
لجين وهي تأشر بأصبعها ليزيد : وهذا شريككم الذي خطفني ليسلمني لكم
أتجه ليزيد وقال : مرحبا بغافر ضننا أنك انتهيت أين الملف لنكمل الصفقة
يزيد : أحترق في الفندق
...... : حسننا أحضرت الفتاة على الأقل ...ولكن القرص والملف جزء من الصفقة وعليك تسليمها
ثم أقترب أحدهم من لجين سحبها من يدها وهي تسبه وتصرخ
أمسكها رئيسهم من شعرها ثم مرر لسانه على خدها وهوا يضحك ... يزيد كان يكاد يمزق يديه من
الشد عليهما من الغيظ ولم يكن ينوي التصرف في الأمر وهوا يصبر نفسه ( يكفي يا يزيد هي فتاة
عصابات وقد أرادت اللعب معهم فدعها تجرب )
رمى زعيمهم بلجين أرضا وقال لمن معه وكانوا ثلاثة : هي لكم حتى نقايض بها
تقدم أحدهم منها وهي تزحف للخلف وتدعوا بهمس " اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم "
يزيد كان يشاهد شيئا لم يروه جميعا وفستانها يرتفع لأكثر من نصف فخدها والنسر في عيني يزيد كأنه
أمامه مباشرة .... صرخ بهم قائلا : توقفوااااا
نظروا باتجاهه جميعهم سكت مطولا وهوا يتبادل النظرات معهم ثم قال : إنها مصابة بالإيدز هي حامل
للفيروس لقد رأيت التقارير بعيني ... أفعلوا ما يحلوا لكم ولكن لا تعاقبوني على ما سيجري فيما بعد ولا
تحملوني العواقب فقد حذرتكم .
نظروا لبعضهم مطولا ثم ابتعدوا عنها وكأنها وباء ينتشر في الهواء .... أشار لهم زعيمهم أن يركبوها
السيارة وأركبوا يزيد بجانبها وركبوا سيارتهم وقاد احدهم سيارة لجين والآخر جلس بجانب يزيد الذي
كان يجلس بجانبها
لجين ( لقد أنقدني للمرة الثالثة ما الذي يريده مني هذا الرجل كان بإمكانه الانتقام مني الآن أمام عينيه على
كل ما فعلت فأنا في نظره ابنة العصابات عشيقة غافر وغيرها الكثير ... لقد انقدني منهم بأعجوبة على الرغم
من أنه رماني بالإيدز ... ألم يجد حلا أفضل )
نظر لها يزيد بتمعن وهي تتكئ على زجاج السيارة وكأنه يرسم ملامحها بعينيه ( لجين ... هي لجين زوجتي
التي كتبت اسمها في عقد زواجنا هي زوجتي التي ظننت أنها فتاة أخرى غير موجودة ... هي التي أمامي الآن
ليست عشيقة عمي غافر وليست فتاة عصابات وليست أجنبية مسيحية )
لجين وهي تنظر لخارج السيارة : لو لم أكن فتاة عصابات ولو لم أكن عشيقة عمك ولو لم أكن ... وأكن ...
... لكنت قلت أنك معجب بي
تحدث يزيد معها بالعربية فأفراد العصابة لن يفهموها : يكفي يا لجين
نظرت لجين له بدهشة بعد أن رفعت رأسها عن الزجاج المتكئة عليه
يزيد: أنتي لجين أليس كذلك
لجين : ....
يزيد : النسر الأسود نسيتي أنتي أيضا أن تخفيه
لجين ( لقد رأى النسر إذاً ... ولكن ما عرفه بارتباطه باسم لجين ... وهوا ليس غافر )
قالت مبادلة له الحديث بالعربية : نعم لجين
يزيد : لما لم تخبريهم أنني لست غافر
لجين : ولما أنقدت أنت حياتي ثلاث مرات
يزيد : إن أخبرتك ستخبرينني
لجين : لا
يزيد : إذا لن أقول
رجعت لجين مستندة برأسها على النافدة ثم قالت بهدوء وحزن : أين غافر يا يزيد
يزيد : مات
لجين : لن أصدقك أبداً
وبعد السير طويلا وصلوا لمكان كبير و كأنه مجمع مستودعات فتحوا بوابة كبيرة وأدخلوا السيارات فيها
لجين : يبدوا أنه وكرهم
يزيد : نعم يبدوا ذلك
تم أنزلوهم من السيارة وقادوهم لزعيمهم الحقيقي
تهامس هوا ومن أمسكهم كثيرا ثم قال : سنتركهم الليلة هنا وغدا نتم الصفقة
.... : والسيارة إنها تعجبني
الزعيم : خذها
ثم أمر رجاله فأخذوا لجين ويزيد وسجنوهما في مكان يبدوا أنه مستودع لتصليح السيارات وخرجوا
وأقفلوا عليهم الباب
لجين : سحقا .... كم مرة سيتم اختطافي هنا
يزيد : هههه بل كم مرة سوف يسجنونا معا
لجين : لا يبدوا الأمر مضحكا
يزيد : بلى فنحن لا نعرف مصيرنا .... علينا أن نضحك قليلا فقد نموت في الغد
لجين : ألن تخبرني عن مكان غافر
يزيد : ميت .... ميت يا لجين لما لا تريدي أن تصدقي ... لقد مات من حينها وليس له وجود
وقفت لجين وقالت بصراخ : كذب ... كاذب
وقف يزيد وأتجه لها وقال : بلى ... أنا لست كاذبا ... عليك أن تصدقي ذلك .... أنسي يا لجين أنسي كل
شيء وعيشي حياتك الباقية
أدارت لجين له بظهرها وقالت : أنسى .... أنسى ماذا يا يزيد .... أنسى عذاب السنين أنسى الحرمان
أنسى بكائي و ألمي كلما رأيت النسر ... وكم تتوقع مرة أراه في اليوم ... لقد حرمت على نفسي السوائل
وعشت بالمغذيات لكي لا أطر لرؤيته كل حين .... كيف تريد مني النسيان ... كيف
ثم قالت بصوت باكي ودموع لأول مرة تنزل أمامه : كيف تنسى شخصا قتل والدك بعد ما سلبه ماله و
أغتصب والدتك أمام عينيك ليقتلها ويقتل جنينها وتوعدك أنه سيسحقك أنت أيضا في المستقبل ... كيف
تنسى شخصا حرمك ويتمك وجردك من كل شيء حتى هويتك
أمسكها يزيد من كتفيها ووجهها لوجهه ثم أحتضنها بقوة وقال : أعلم ... أعلم كل ما تقولين وأشعر به
لجين : لا.... لا تشعر به لأنك لم تعشه ... وحدي أنا من يشعر بذلك
يزيد وهوا يزيد من أحتظانها أكثر : أنتي تشعري وهذا يكفي ليجعلني أشعر به يا لجين
شدت لجين يديها عليه بقوة وقالت : قل لي أنه كذب يا يزيد ... قل لي أنك تكذب ... أعطني أملا ولو كاذبا
يزيد وهوا يمسح على رأسها : لقد نال عقابه يا لجين .... لقد أحترق وعانا من ألم الحروق لأيام ..... لقد تكلم
معي بنفسه وأوصاني بالبحث عنك وإعطائك كل ما يملك عسى ذلك أن يكفر ذنوبه ..... لقد تعاون مع
المخابرات للإمساك بالعصابة لأنه قرر أن يغير حياته .... هذه هي الحقيقة يا لجين وهذا هوا الواقع فصدقي
ابتعدت عن خضنه وقالت بأسى : لن يموت حقدي عليه لن يموت أبدا
يزيد : ها أنا أمامك هنا فافعلي بي ما شئتي أطفئي نار حقدك في .... اقتليني حتى إن أردتي
لجين وهي تهز برأسها نفيا وهي منزلة إياه للأرض : كيف .... كيف وأنت لست غافر وأنت من أنقد
حياتي عدة مرات .... وزوجي أيضا ... كيف .... كيف ذلك
أقترب منها و أمسك وجهها بكلتا يديه ولامس أنفها بأنفه الملفوف بالشاش يحركه عليه يميننا ويسارا وعينه
في عينها وقال مبتسما : أعترفتي أنك زوجتي مرتين .... هذا يعني لا طلاق على الإطلاق
ابتعدت عنه وجلست بعيدا وقالت : لنخرج أحياء أولا ثم لنتحدث عن الطلاق ولا تنسى أنني سأعيد أسمي
السابق أنا لازلت لجين فورقتك منتهية المفعول قريبا
يزيد وهوا يجلس بعيدا : ولكن الطريف في الأمر.... والذي لا تعلمينه أنني تزوجتك باسم لجين وسافرتي
باسم لجين أيضا
لجين بصدمة : كيف
يزيد : أوراقك التي كانت عند عمي غافر وحتى جواز سفرك استخدمتها لإخراجك من البلاد ولعقد الزواج أيضا
لجين : أنت حقا نحس لا يمكنني التخلص منه .... لا تقل أنك تزوجتني باسم يزيد
يزيد : نعم لحسن الحظ
لجين : هل تراه حسن حظ .... ولكنني فتاة عصـــ
قاطعها يزيد بحدة : أسكتي يا لجين لا تكملي ... أنسي كل ما قيل أنا لم أكن أعلم من تكوني ثم أنك أيضا لم
تتركي مسبة لم تسبيني بها حتى بعد أن علمتي أنني لست غافر
وقفت لجين وبدأت بالتفتيش في الأغراض الموجودة في المستودع
يزيد : ماذا ... هل ستعيدين خطتك السابقة
لجين : لا بالتأكيد فأنت قد شوهت سمعتي فمن سيقترب مني
يزيد : ههههه لقد فعلت خيرا لأنني سأمزق من سيقترب منك وليقتلوني أولا قبل أن يلمسوك
لجين وجدت أدوات حادة فخبأتها في ثيابها
يزيد : مجنونة سيكتشفونك
لجين : يبدوا أنك نسيت أنني مصابة بالإيدز ولن يقترب مني أحد حتى عن بعد
يزيد : لما تخططين
لجين : لا شيء محدد ولكن قد نحتاجها
عادت للجلوس بعيدا مختبئة عنه خلف عمود من أعمدة المستودع مربع الشكل وكبير اتكأت عليه وبدأت
كل ذكريات الماضي تعرض أمامها وفكرة أن غافر ليس موجود ولن تنتقم منه تمزق قلبها تمزيقا لقد كان
صوت بكائها الذي تحاول كتمه و إخفائه يطرق مسامع يزيد بوضوح ... وقف وتوجه ناحيتها سمعت لجين
خطواته تقترب منها فقالت : اتركني وحدي .... أرجوك يا يزيد .... وحدي من يعرف معنى هذا العذاب
يزيد وهوا يجلس بجانبها ويشدها لحظنه : لن ابتعد ولن أتركك يا لجين أعلم أنه لا مكان لي في قلبك الذي ليس
فيه إلا الحقد على غافر .... ولكنك لامستي قلبي قبل أن أعرف حقيقتك أما الآن فأنتي تسكنيه وتملئينه ولا
مجال لغيرك ليسكنه فلعلي أجد ولو حيزا بسيطا لي في قلبك يوما ما ... دعيني أكون بجانبك ولو لهذه الليلة
فقط يا لجين لا تحرميني منك ... قد لا تريني أبدا من جديد
لجين ( ومن قال أنك لم تحرك بي أشياء لم تتحرك سابقا في قلبي الميت كيف و أنت من عرض نفسه للموت
لأجلي ) واكتفت بالنوم في حضنه في صمت وهوا يمسح على رأسها وشعرها ووجهها دون كلام
وبعد وقت على هذا الحال تكلم يزيد
يزيد : لجين ألا تريدي رؤية وجهي
لجين : منذ علمت أنك لست غافر انتابني الفضول لأراك ... هل الحروق غير حقيقية
أبعدها يزيد عنه ثم بدأ بإزالة الشاش عن وجهه ثم أزال اللاصقات التجميلية التي كان يضعها ليظهر
وجهه الحقيقي بالعينين الرمادية الواسعة والبشرة البيضاء وأنف مدبب محدد الأطراف نظرت له لجين
بتمعن لوقت طويل ثم عادت للنوم على صدره وقالت : مخادع جعلتني أتصورك بملامح غافر طوال الوقت
رفع وجهها بأصابعه وهوا يقول : أنظري لعيني أود أن أخبرك أمرا
نظرت لوجهه اقترب منها وقبلها قبلة عميقة على شفتيها ابتعدت عنه بصعوبة وقالت وهي تضربه بقبضة
يدها على صدره: محتال لقد خدعتني
حضنها لصدره بقوة وقال : ههههه ما كنت لأحصل منك على شيء لولا الحيلة
صمت طويلا ثم قال : لجين هل لي أن أجد مكانا في قلبك يوما
لجين : قد يكون ذلك يوما .... إن خرجنا أحياء
عند الصباح فتح عليهم احد الرجال الباب أمسك بيزيد من ذراعه وأمر لجين أن تتبعهم نظر يزيد للجين
بابتسامة وقال : رايتي ... لقد خلصتك منهم للأبد
لجين وهي تضربه بقبضة يدها في خصره : بل أنقدتني منهم
أركبوهم في السيارة وخرجوا من وكرهم وساروا لمسافة طويلة نام خلالها يزيد الذي لم ينم طوال الليل
وصلوا لغابة بالقرب من قرية ... كانوا عشرة رجال والزعيم طبعا لم يكن منهم
قابلوا هناك مجموعة مكونة من سبعة رجال معهم أسلحة وذخائر بعدد كبير محملة في سيارات
تقدم أثنين منهم وتحدثوا معهم مطولا
لجين : يبدوا أنهم يقايضوا بنا
يزيد : يبدوا ذلك....
لجين : لم أكن أتوقع يوما أن أكون بهذا السعر .... ولكن ما الذي سيفعلونه بك أنت فقد فقدت حتى الملف
يزيد : سيجعلونني وسيلة للحصول عليه بالتأكيد
لجين : ماذا لو علموا أنني لست حفيدة ريتشارد ولست أنت غافر ولسنا سوى صعلوكان متزوجان هههههه
يزيد : أنتي أثمن لدي من كل ذلك
لجين : اسكت لا أريد أن نموت و أنت آخر من يتحدث
يزيد : لماذا
لجين : هههه لكي لا أخسر لقب سليطة اللسان التي أعطيتني
ارتفعت أصوات أفراد العصابة وكأنه شجار يدور بينهم ثم هجم عليهم أفراد منهم كانوا مختبئين يبدوا
أنهم حفروا لهم كميننا
صرخ يزيد بلجين عندما بدأ أطلاق الرصاص : انبطحي أرضا يا لجين
ولكن لجين شدته من يده وسحبته وهي تقول : إن انبطحنا أرضا فلن نهرب ... تعال بسرعة إما أن نخرج
من هنا أو نموت ... أقترب أحد أفراد العصابة الأخرى من لجين أمسك يدها وقال : لن تهربي لأي مكان
فأخرجت الأداة الحادة التي كانت تخبأهت وطعنته بغتة وركضا بعيدا والرصاص يتطاير في الأجواء
هربا بعيدا ودخلا المدينة وركضا فيها طويلا
أوقفت لجين أحد المارة أخرجت له من جيبها باقي النقود التي تحصلت عليها و أشرت له بيدها بمعنى
أريد هاتفا أعطاها هاتفه و أخد كل النقود اتصلت لجين بجدها وأعطت الهاتف ليزيد الذي ابتعد عنها وتحدث
فورا مع نادر
نادر : أين أنتما لقد بحثنا عنكم طويلا حتى ظننا أنكم قد متم
يزيد : نحن بخير حتى الآن إننا في "....... " تكلم مع المخابرات و لنكمل المهمة
نادر : قد تعرض نفسك للخطر فقد شكوا بأمرك
يزيد : تعالى لأخذي وسنتفاهم معهم لاحقا لقد أصبحت قريبا من هنا ... لقد ابتعدنا قليلا جهة الغابة لأن
المروحية ستنزل هنا أنا أنتظرك
نادر : حسننا سأكون هناك بعد قليل
يزيد : ماذا عن أمجد هل تكلمت معه
نادر : لقد أنتقل لقصر روح ... الأمور لا تسير على ما يرام هناك
يزيد : ماذا حصل
نادر : سنتحدث ما إن نتقابل
يزيد : حسننا وداعا
عاد للجين التي أمسكته من ذراعه وقالت : ماذا هناك ... لما ابتعدت عند اتصالك
يزيد : لقد اتصلت بفتاة و أخبرتها أنني أحبها وسأتزوجها عليك هههه
لجين وهي تضربه : أحمق ... أفعل ما شئت
يزيد بحزن مصطنع : ألن تتصدقي عليا ببعض المشاعر أبدا
نزلت عندها مروحية الجد ونزل منها فركضت لجين ناحيته و احتضنته وهي تبكي
لجين : جدي لقد اشتقت إليك ... ظننت أنني لن أراك مجددا
الجد : أيتها المشاغبة المحتالة وهل تضنيني سأغفل عنك لحظة ... هيا سنرحل
لجين : لن أرحل دون زوجي سنأخذه معنا
الجد : من ... المجرم غافر مستحيل
لجين : لا هوا ليس غافر إنها قصة طويلة سأخبرك بها
عادت لجين ليزيد وقالت وهي تسحبه من يده : هيا ... علينا الرحيل من هنا
يزيد أوقفها وأمسكها من وجهها بيديه قبل جبينها وعينيها وقال : اذهبي أنتي ثمة مهمة علي أكمالها
وسألحق بك
هزت لجين رأسها نفيا ودموعها تنزل : لا ... لن أتركك هنا .. مستحيل .. سوف يمسكوا بك وسيقتلونك
يزيد : لا تخافي علي يا لجين سأكمل المهمة وأعود
احتضنته لجين بقوة وقالت من بين دموعها : لا تفعل هذا بي يا يزيد .... عدني أنك ستعود لا تتركني في
الحياة لوحدي
أبعدها يزيد عن حضنه وأمسك بوجهها وقال بابتسامة : هل تحصلت على المكان يا لجين هل أصبح لي جزء
في قلبك الحقود
أشارت له برأسها بنعم احتضنها وقال : و أخيرا تصدقتي عليا بزاوية صغيرة من قلبك
لجين وهي تشد من احتضانه : بل كل الحيز يا يزيد كله يا منقذي وبطلي
ابتعدت لجين وركبت المروحية التي بدأت بالصعود وهي تنظر ليزيد الذي كان يلوح لها بيده ويصرخ
قائلا : أحبك يا جولي ... أعتني بنفسك يا حبيبتي
لوحت له لجين قائلة بذات الصراخ : لجين أيها الأحمق لجين .... عد قريبا ... عد من أجلي يا يزيد
ثم همست قائلة : أحبك أكثر من أي شيء
|