كاتب الموضوع :
برد المشاعر
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
الجزء الحادي عشر
أما سوار فمأساتها لم تنتهي بعد ... توجهت لشركة والدها و كانت تصعد متوجهة لمكتبه وتفكر
( إن اتصلت به لأخباره فلن يستقبلني بالتأكيد وسيتحجج بانشغاله ككل مرة عليا أن أكون هنا لأنتهز
أول فرصة لرؤيته ... يجب أن أتحدث معه بعيدا عن عيني والدتي والخادمات )
وصلت لمكتب السكرتير فلم تجده ( غريب هوا لم يغادر مكتبه يوما كيف سأدخل الآن ... سأرى دفتر
المواعيد قد يكون لدى والدي شخص بالداخل سيكون موقفا محرجا حينها ولن يغفره لي أبدا )
في ذلك الوقت دخل ياسر بعدما وصلت إليه إشارة لين الثانية عند الصباح توقف لبضع ثواني ينظر لسوار
باستغراب فقد تلبس عليه الأمر لأنها كانت ترتدي حجابا وبملابس أنيقة مرتبة ... وكانت منشغلة بالدفتر
أمامها ولم تلحظ وجوده
ياسر ( أليست هذه تلك الخادمة أم شُبه لي ... يستحيل أن تكون هي ما الذي سيأتي بها هنا )
تحمحم قليلا فرفعت سوار عينيها لتفاجأ بوجوده أمامها
ياسر : عذرا يا آنسة أنا على موعد مع السيد راشد هل لي بمقابلته الآن
نظر لعلامات الاستغراب والصدمة على وجهها فقال بارتباك : عذرا ألست السكرتيرة
شعرت سوار بالغضب الشديد فقد تراكمت همومها بسببه فقالت بغيض : بالأمس خادمة واليوم سكرتيرة ماذا
سأكون في الغد ... بوابة
ياسر كان في دهشة مما يجري أمامه فقال بحدة : ماذا كنت سأضن بك إذا ... من تكون التي تقف خلف طاولة
السكرتيرة هنا غير السكرتيرة .... لم أكن أعلم أن الفوضى عنوان لهذه الشركة
تركته سوار وخرجت غاضبة تردد : يا لك من فض قليل دوق ولا تراعي مشاعر البشر أبدا
وقف ياسر متعجبا بعض الوقت وعيناه على مكان خروجها
..... : ماذا يحصل هنا يا .....
التفت ياسر لمصدر الصوت فقال مبتسما : مرحبا سيد راشد لقد حضرت حسب الموعد ولكني لم أجد أحدا
راشد : سمعت أصوات في الخارج ضننت أن ثمة شجار هنا أين ذهب السكرتير
ياسر باستغراب ( إذا هي حقا ليست سكرتيرة هنا ) : لم أجد أي رجل هنا عند دخولي
راشد : غريب لم يفعلها سابقا
دخل حينها شاب بزي رسمي : أعذرني سيدي لقد اضطررت للذهاب قليلا
راشد : لا بأس أرجوا أن لا يتكرر الأمر فقط لأنها المرة الأولى ..... تعال يا ياسر تفضل يا بني
دخلا لمكتبه وبدأ ياسر بسرد الأحداث على راشد الذي لم ينبس ببنت شفه من الدهشة
راشد : هل كل هذا حدث دون علمي .... لجين المحتالة تلك
ياسر : يجب أن لا تبلغ المخابرات قبل الوقت المناسب كي لا نؤذي أيا منهم فكما تعلم صديقاتها هناك
واحدهن ابنة عمي وحتى شقيقي معهم فعلينا أن نعمل بحذر الإشارة القادمة تعني بداية مهمتك يا سيد راشد
راشد : سأكون رهن إشارتك
ياسر : جيد هذا كان ظننا جميعا بك ... إنهم يعتمدون علينا في الخروج من هناك أرواحهم معلقة بأيدينا بعد
مشيئة الله ... لدي صديق سيساعدنا وسنقوم بكشف الخلية الجاسوسية في المخابرات سنكون يدا واحدة
لنضرب عصفورين بحجر واحد ... ماذا قلت
راشد : أنا في الخدمة ... بارك الله فيك من رجل شهم
ياسر : لست شيئا أمامك فهذا واجبي فقط .... كن حذرا سيد راشد أرجوك
راشد : بالتأكيد كن مطمئننا
وقف ياسر مغادرا وقال : إذا سنكون على لقاء
راشد : وافني مساءً للقصر سيكون أمامنا الكثير ولا وقت لدينا
ياسر : حسننا أراك مساء اليوم إذا
خرج ياسر وتوجه جهة السكرتير
ياسر : عذرا أيها المحترم هل لي بسؤال
السكرتير : هل أخدمك بشيء
ياسر : كانت هناك فتاة على طاولتك عندما كنت غير موجودا هنا .. هل هي أحد موظفي الشركة
نظر السكرتير بدهشة وقال بعد صمت طويل : فتاة ..!! لا علم لي بما تقول فلم أترك أحدا هنا و الموظفين
ليسوا بهذا الطابق
ياسر وقف واجما قليلا ثم قال : شكرا لك .... وداعا
خرج من الشركة بدهن شارد ركب سيارته وغادر عائدا لقصرهم
( ترى من تكون تلك الفتاة ليست سكرتيرة فهل هي خادمة يا ترى ما تفعله هناك إذا في الشركة وأناقتها لا
توحي بذلك وحتى جمالها الشرقي الواضح ذاك ... آه ياسر لقد صرت تهذي كثيرا لما لا تخرجها من دماغك
الذي يفكر بها منذ الأمس )
عند المساء وفي وكر العصابة
لين : سوف نبدأ الآن
عند التاسعة والنصف توجه ثلاثتهم جهة المستودع
لين : ها هوا هناك علينا أبعاده فورا ستأخذ يا إياد مكانه ثم قف نهاية المستودع لكي لا يريا وجهك
لنوقع بالاثنين اللذين سيجلبان الطعام وما أن نفتح لهم الباب حتى نعطي الإشارة لياسر ليبدءوا العمل
آنين : سأذهب أنا لذلك الجانب ... من الخطأ أن نكون ثلاثتنا هنا ماذا لو أمسكوا بنا سيفشل كل شيء
إياد : سأذهب معك
آنين : ومن سيأخذ مكان الرجل ... عليك أن تنجز المهمة مع لين ضربتك ستكون أقوى
ابتعدت عنهم آنين وبقيا هم الاثنين
لين : ها هوا يقترب كن مستعدا
إياد كان ينظر بحذر ثم قال: أبعدي يدك ... لما تمسكي بي هكذا
.... : ماذا تفعلان هنا .... من أنتما
نظر إياد للخلف بدهشة كانت لين تحت قبضة أحدهم وقد قام بإغلاق فمها بيده
كانت آنين ترى ما يجري عن بعد وتغلق بفمها بيدها ودموعها وجدت طريقها للنزول
( يا الهي لقد امسكوا بهما من أين خرج هذان ... تلك المنطقة كانت خالية تماما طوال اليومين
الماضيين .... عليا أن أبتعد فور ذهابهم قد يبحثا عن آخرين متوقعين وجود المزيد )
الرجل : اتصل بالزعيم لنرى ما سنفعل بهما
..... : نعم سيدي لقد وجدناهم
.....
....: لا أثنين فقط .... حتى المكان يتسع لأثنين لا أعتقد يوجد غيرهم
......
...... : حاضر سيدي
لين ( سحقا لقد اكتشفونا من السيارة ولكن كيف عرفوا بالأمر إنه لا يخطر على بال أحد ... آنين كوني
حذرة وابتعدي أرجوك إننا نعتمد عليك )
أخذوا كل من لين و إياد للمستودع ذاته حيت البقية
سلك الرجلين الطريق مارين بالقرب من آنين
..... : ماذا سنفعل بهم
..... : سنبقيهم هنا حتى يأتي الزعيم غدا ليرى ما سيفعل بهم تلك هي الأوامر ... لن ينجوا من
العقاب بالتأكيد
خرجت لجين راكضة جهة لين واحتضنتها : لين حبيبتي هل انتم بخير كيف امسكوا بكم
لين : الأوغاد يبدوا أنهم اكتشفوا المكان في السيارة فعلموا أن ثمة أثنين هنا وجاءوا بحثا عنا
لجين : و آنين
لين : لم يمسكوا بها ولا يعلموا بوجودها .... سحقا كنا سننجح لولا هذه المشكلة يومان ونحن نعمل
ونخطط ونراقب كان كل شيء يسير على ما يرام
نظرت لجين جهة إياد ثم قالت بهمس : لين لا يبدوا لي زوجها بخير يبدوا كالمصدوم
لين : إنه قنبلة موقوتة انتظري فستنفجر بعد قليل
اقترب منهم يزيد : مرحبا لين ها قد التقينا مجددا
لين : نعم
يزيد : مبارك يا زوجة أخي الحبيب علمت أنك ستفعلين ما عجزت عنه لسنوات
لين : لو كنت تسلحت بالعزيمة ما كنت لتفشل أبدا
يزيد : لا ... فأنتي تحركت مشاعره اتجاهك هذا شيء لن يحدث معي
لين : كلا حتى مشاعره اتجاهي ما زادته إلا إصرارا على دفن نفسه بالحياة هي وحدها العزيمة والإصرار
أقترب منهم إياد وقال : لين
التفتت لين وهي تعلم ما ينتظرها ( ها قد بدأت المشكلة ) : نعم ..... أعلم عما تريد الحديث
إياد : هل أفهم أن آنين أصبحت وحدها بالخارج ... هل ضاعت مني
لين : لا بالتأكيد آنين أشجع من ذلك وقد أفهمــ
قاطعها صارخا : وما أفعله أنا هنا أليس لأحميها وأكون بجانبها ..... أعيدوها إلي الآن كما جلبتموها إلى هنا
أو تحملوا ما سأفعله
لين بحدة : يا سيد إياد لا حيلة لدي كما لا حيلة لك ... هي اختارت الابتعاد عنا كما رأيت
إياد : ماذا إن أخرجونا من هنا ومن ثم امسكوا بها ما الذي سيحل بها
أمسكت لين هاتفها وأرسلت الإشارات الثلاث لآنين كما اتفقوا
إياد : اتصلي بها حالا
لين : لا يمكن هي من ستتصل عند أي طارئ هكذا اتفقنا ... قد افسد كل شيء باتصالي
إياد بحدة : وهل ستعتمدون على آنين في إخراجنا من هنا
لين : لا حل لنا سواها
ابتعد عنهم وبدأ بضرب الجدار بقبضة يده وبكل قوته
لجين : يا الهي ها قد حانت نهايتنا
يزيد : ماذا هناك لم أفهم شيئا ليفهمني أحدكم ما يجري
لجين : آنين بقيت بالخارج وهذا زوجها هناك
يزيد : ولما ستكون نهايتكم ما ذنبكم في ذلك
لين : انتظر قليلا وسترى
لجين : إنه متعلق بها حد الجنون جاء معنا مكرهين رافضا تركها وحدها أو إغضابها بمنعها من المجيء
في الخارج كانت آنين قد عادت لمكانهم الأول : جيد الإشارة تذل على أنهم سويا ..... مؤكد يعتمدون علي الآن
أنا سبيلهم الوحيد للنجاة سأكمل المهمة مهما حدث عليا أن أتصرف بحكمة وروية
انتظرت آنين حتى مرت بضع ساعات ثم قررت أن تبدأ الحركة
أما في الداخل فكان إياد يركل الباب بقدمه ويصرخ : أندال تعالوا و أخرجوني أو أجلبوا زوجتي لي
لين بصراخ : إياد لن يجدي ما تفعله نفعا سوف يمسكوا بها
إياد : لا يهم فإما أن يجلبوها لي أو يتركوني أذهب إليها أو يقتلوني لأرتاح
لجين : لا فائدة يا لين لن يتوقف أبدا
لين : علمت أن إحضار أي من زوجينا سيعقد الأمور
كان ياسر في ذلك الوقت في قصر خال لجين
راشد : إذا سننتظر الإشارة
ياسر : نعم فكل شيء جاهز ما إن تصل إشارتهم حتى نتحرك ... علينا أن ننهي الأمر خلال ساعات
راشد : بالتأكيد فكل شيء جاهز والإشارة هي نقطة البداية عندها ستعلم المخابرات وهنالك مربط الفرس
ياسر : أجل وستنكشف خلية الجواسيس أيضا سيكون عملا جيدا
راشد : هل تكلمت مع نادر
ياسر : نعم أنا على اتصال دائم به إنه بالقرب منهم وينتظر الإشارة مني
رن هاتف راشد فأجاب فورا
راشد : نعم يا وداد هل من مكروه
......
راشد : ما بها سوار
......
راشد : ما تعني بأنها تسجن نفسها بغرفتها منذ الظهيرة ... لابد من سبب
.....
راشد : حسننا حسننا .... تحدثي مع وجدي إنها تحبه كثيرا وسيفهم منها الأمر
.....
راشد بضيق : تصرفي يا وداد أنتي أدرى بابنتك مني
ياسر كان يجمع البيانات في رأسه مما يسمعه وكأنه حاسوب دخله خلل ما ( سوار أسم تلك الفتاة وابنتهم سوار
وتسجن نفسها بغرفتها اليوم بالذات .... ما هذه الورطة )
راشد : ياسر بني هل من مكروه
ياسر : هاه ..... أعذرني فقد شردت قليلا
أما في وكر العصابة فقد بدأت آنين أولى خطوات ليلتها العصيبة تحركت باتجاه المستودع بخفة راقبت
المكان عن كثب ثم حملت حصى صغيرة وبدأت برميها جهة الرجل الذي كان يحرس المستودع المجاور
انتبه للأمر بعد عدد من الحصا وتوجه عند نهاية المستودع
آنين : و أخيرا لقد ظننتك أصم
ما إن أقترب حتى غرست آنين بفخذه حقنة مخدر قوي بعدما ضربته على وجهه بقبضة ملاكم وضعتها بيدها
لكي تكتم صرخاته ... تلك بعض الأشياء التي كانت تحملها آنين في حقيبتها السرية كان المخدر قوي فسقط
مغشيا عليه فورا
آنين : هههههه مخدر الحيوانات هذا مجدي جدا إنه الأقوى بينها
قامت بسحبه بصعوبة بسبب الفارق في الجسدين حشرته في إحدى الزوايا وربطت يديه وقدميه وساقيه وحتى
فخديه ربطتهم ببعض و فمه أيضا
عادت بعدها جهة المستودع : سحقا ... كيف سآخذ منهم المفتاح الآن لن يأتوا حتى الصباح ما كنت استطيع
الانتظار سيأتي زعيمهم وسيفرقونهم عن بعض
اتصلت آنين بلين
لين : آنين هل أنتي بخير
آنين بهمس : أجل أنا بالقرب من المستودع لقد تخلصت من حارس المستودع الآخر ولكن لا سبيل لإخراجكم
لين : رائع ... اسمعي سنحدث جلبة هنا قد يأتي أحدهم
آنين : ماذا إن كانوا كثر ..... سأراقب من يكون معه المفتاح هل سينجح ذلك
لين : جيد قد ينجح الأمر .... زوجك يكاد يجن هل أخبره لتتحدثي معه إنه يسبب لنا مشكلة
آنين : لا ... اخبريه فقط انك تكلمت معي و أنني بخير حسننا
لين : حسننا ... اعتني بنفسك
قاموا بأحداث جلبة كبيرة كما اتفقوا فكانوا هم الستة يضربون الباب وحديد الجدران بأرجلهم وأيديهم وقد
نجح الأمر بالفعل جاءهم رجلان فتح احدهم الباب ودخل بسلاحه مهددا لهم فهدءوا جميعا ثم بدئوا بشغله
مناقشين إياه وبقي الآخر بالخارج فكان مصيره كالسابق بحقنة مخدرة من آنين استغلت خلالها الأصوات
المرتفعة بالداخل ... سحبته بعيدا ثم عادت فخرج الآخر نظر يمينا ويسارا بتساؤل حتى سمع بعض الأصوات
التي كانت تصدرها آنين خلف المستودع أغلق الباب وتوجه هناك فكان فريستها الثالثة قامت بسحبهما بصعوبة
وربطهما جيدا أخذت المفتاح أرسلت إشارتها لياسر وانطلقت جهة المستودع
كانوا في الداخل ينتظرون بقلق وترقب وخوف
إياد : أتصلي بها يا لين اتصلي الآن .... لقد تأخرت
لين : علينا انتظار اتصالها ... قد نعرضها للخطر
بعد قليل فُتح الباب والكل ينظر إليه بصمت وجمود دخلت آنين وصرخت بصوت منخفض مبتسمة
: لقد نجحنا يا رفاق
ركض إياد ناحيتها وحضنها بقوة وهوا يردد : الحمد لله أنك بخير ... كدت أجن
اقتربت لين وسحبتها من حضنه : آنين ماذا حل بالرجلين
آنين : ثلاثتهم في نوم عميق لن يستفيقوا منه قبل ساعات ومربوطين بإحكام أيضا هيا لنغادر جميعا ونختبئ
لقد أعطيت الإشارة لياسر علينا المغادرة فورا
خرجوا جميعهم وسحبوا الرجال للمستودع و أغلقوا الباب عليهم وتوجهوا لمكانهم ذاته منتظرين فرصة الخروج
لين وهي تؤشر بيدها على الخريطة : علينا الانتقال إلى هذا المكان إنه الأكثر أمنا بين الأماكن الأقرب للبوابة
ليسهُل علينا الخروج .... نادر في انتظارنا وكلها بضع دقائق ويصل خبر قدوم المخابرات لزعيمهم سيحتاج
وصولهم لساعتين سنستغل الجلبة التي ستحدث حين علمهم بالأمر ونخرج ... كونوا معا وحاذروا التفرق اتفقنا
همس الجميع : اتفقنا
توجهوا للمكان الذي اختارته لين وما هي إلا دقائق قليلة حتى بدءوا يسمعون أصوات صراخهم يأمرون بعضهم
البعض وأصوات ركضهم وتشغيل السيارات
لين : لابد أنهم سيبحثون عنا سنخرج حالا عند فتح البوابة ... ضرب إياد مصباحي الإنارة عند البوابة بالمسدس
الكاتم للصوت الذي أخذته آنين من الرجل لأنه الأمهر بينهم في الرماية فأصبحت معتمة تماما ولم يلحظ
أحد ذلك بسبب الفوضى انفتحت البوابة وانطلقوا جميعهم بإشارة من لين بعد مرور السيارتين قبل أن تأتي
البقية ويكتشفونهم بسبب الأضواء في السيارات وأصبحوا في الخارج
ساروا ركضا يسار جدار البوابة ... ركضوا مطولا والتقوا نادر بسيارتين وركب الجميع لينطلقوا
مسرعين سالكين الاتجاه المعاكس للوكر
في قصر راشد
ياسر محدثا لإياد عبر الهاتف : رائع ... حمدا لله على سلامتكم جميعا .... عليكم مغادرة البلاد فورا
......
ياسر : بقائكم قد يكون خطرا عليكم لقد رتبت كل شيء مع نادر ستخرجون برا و تذاكر سفركم جاهزة
......
ياسر : حسننا في حفظ الله
راشد : لقد نجح الأمر على ما يبدوا
ياسر بابتسامة : أجل إنهم في طريقهم للخروج جميعا لقد فعلوها أولئك الأبطال
راشد : بل قل البطلات هههه
ياسر : هههههه بالفعل .... أعرف آنين جيدا إن كانت الأخيرتين مثلها فتوقع منهم الكثير
راشد : أما أنا فأعرف لجين وأتوقع منها ذلك
ياسر : لقد حدثني صديقي منذ قليل وقالوا أنهم اكتشفوا الجواسيس ويتم القبض عليهم حالا لقد كان عملا رائعا
راشد : كنت أتمنى أن تقع العصابة في قبضتهم أيضا
ياسر : سيقعون بالتأكيد وستتفادى المخابرات كل هذه الأخطاء في المستقبل لقد أعلمني أنهم سيغيرون
جميع المدراء ورئيس المخابرات أيضا فالضرر على ما يبدوا أكبر مما تصورنا
راشد بدهشة : هل أفهم من كلامك أن الأمر قد وصل لأحد الوزراء
ياسر : أو لرئيس الدولة
راشد : ياسر يبدوا أنك أهم مما كنت أتصور
ياسر بابتسامة : لا تخلوا الحياة من المفاجئات
راشد : فيما تعمل أنت بالتحديد
ياسر : لا تسبب لي مشكلة أرجوك تستر على ما سمعت وتوقف عن سؤالي
راشد : آآآآه علمت الآن المخابرات الدولية إذا .... لم يخطر ببالي ذلك لهذا تم الأمر كما تريد هل كنت
تموه عن نفسك أمامهم بي
ياسر : إننا نعمل حول دول العالم أنا أعمل ضمن خلية لجمع المعلومات ولا شأن لي بعمليات القبض
أو حتى حمل السلاح .... هل فيك ما سيكتم السر أو ستعرضني للخطر
راشد : كن مطمئنا ... إن لم يكن من أجلك فمن أجل الوطن
ياسر : بارك الله فيك من رجل
راشد : بل بارك فيك أنت من شهم يا ياسر .... من يعلم عنك من عائلتك أو المقربين
ياسر : لا أحد .... والآن أنت فقط
راشد : لما لم تلقوا القبض عليهم إذا
ياسر : راقبنا المكان عن بعد كان علينا تنفيذ مخطط الفتاة لكي لا يتعرضوا للخطر إنهم في عملية للقبض
عليهم حاليا لقد انتهى أمرهم
راشد : إذا هي اختارت الرجل المناسب لمهمتها ... أمتأكد أنها لم تكن تعلم بأمرك
ياسر : كانت مصادفة ومن المصادفات ما يأتي بالعجب
وقف ياسر وقال ماداً يده لمصافحة راشد : عليا المغادرة الآن أعذرني على إزعاجي لك كل هذا الوقت
راشد وهوا يصافحه بقوة : لقد كان لي الشرف للتعرف على مثلك يا بني
ياسر : بل أنا من تشرفت بمعرفة رجل بتواضعك وطيب أصلك
راشد : لا تتوقف عن زيارتي هل تعدني بذلك
ياسر : لي الشرف بذلك .... وداعا
رافقه راشد حتى الباب وودعه بعينين يملئها الإعجاب وقال محدثا نفسه ( يالك من شاب يفخر بك الجميع
لو علموا من تكون .... محظوظ هوا من ستكون صهرا له )
في اليوم التالي وصل الجميع بعد رحلة طويلة دامت لساعات بين البر والجو وقد أصر إياد عل استقبالهم
في قصر عائلته
في جناح آنين سابقا
آنين : آه اشعر أنني لم استحم منذ عام لا أصدق أننا عدنا أحياء
لين : هههه أخبريني فقط كيف نومتِ أولئك الرجال
آنين : إنها حقيبتي السرية وضعت فيها حقننا مخدرة خاصة بالحيوانات
لجين بدهشة : الحيوانات ... ألن تكون مضرة
آنين : آه لجين هل سترأفين بحال عصابة من عصابات متاجرة السلاح
لين : الحمد لله ... المهم أننا نجونا وعدنا بيزيد وهذا الأهم
لجين بابتسامة : أجل ... لا تتصوري مقدار سعادتي بعودته لقد كنت أعاني في بعده كثيرا
آنين : هههههه لا تقولي أنك سترحلين برفقته الآن
لين : ستفعلها بالتأكيد ... أو سنجده بعد قليل هنا هههههه
آنين : قال إياد أن يزيد رفض بقائهم الليلة هنا بشدة ... لقد كان مستاء للغاية ويود أخدك والذهاب لقصره
لجين : توقفا عن ذلك هيا .... يا لكم من سخيفتان
جلست آنين على السرير بجوار لين ونظرت لها بنظرة جانبية وقالت : زوجك أيضا في طريقه إلى هنا
أليس كذلك
لين بصدمة : حقا......كيف علمتي
آنين بابتسامة ماكرة : من إياد طبعا
لين : ذلك الجاسوس إنه لا يبقي في سره شيئا
آنين وهي تهجم عليها وتضربها بيديها : توقفي عن نعت زوجي بذلك أو قتلتك
لين وهي تخبأ رأسها بين يديها : أبتعدي عني يا آنين أو أفقدتك جنينك
آنين : هههه خلصي نفسك من إياد حينها
دفعتها لين لتسقط على ظهرها فوق السرير ضاحكة أمسكتها من رقبتها وقالت : إيادك ذاك سبب لنا الكثير
من المشكلات لا يعقل أن يحبك بهذا الشكل الجنوني .... لابد أنك قمتي بسحره بسحرٍ ما
آنين باختناق تمثيلي : اتركيني يا لين ستقتلينني
وفي مكان قريب جدا وبل في ذات القصر كان هناك من أكلت الأفكار كل رأسه
ياسر وهوا مضجع فوق سريره ( معقول هي ابنة راشد ... ياله من موقف محرج بل موقفين يا ياسر كان
عليا أن الحظ الشبه بينها وبين والدتها .... ومن وجدي ذاك يا ترى هل هوا خطيبها .... آه ما بك يا ياسر هل
جننت ما الذي فعلته بك تلك الفتاة )
أما الحال عند سوار فكان مختلف تماما فلم تتوقف عن البكاء الذي ينتابها بين الفينة والأخرى
وداد : ما بك بنيتي لما لا تخبريني ما الذي يبكيك
سوار بغيض : أمي لقد فتحت الباب لك كما طلبتي فارحميني أرجوك
وداد : لما لا ترحميني أنتي ... كيف أتركك بهذا الحال
سوار وهي تؤشر لوجهها بإصبعها : أمي أنظري لوجهي هل أنا أشبه الخادمات هل أبدوا كذلك
وداد : بنيتي أنتي فتاة جميلة بل ورائعة الجمال .... من قال ذلك يكذب عليك حتما
سوار وهي تخبأ وجهها بين يديها باكية : بلى أبدوا كخادمة
وداد : أخبريني فقط من ملأ رأسك بهذه الفكرة الغبية
سوار وهي تنام على سريرها وتغطي وجهها باللحاف : لا أحد أمي لا أحد اتركيني وشأني أرجوك
بعد يومين في قصر عائلة يزيد
لجين وهي تضع يديها في وسط جسدها : أخبرني بالحقيقة الآن يا يزيد
يزيد : أقسم أنها الحقيقة ... وإن كنتي لا تريدي العيش فيه اشتريت لنا منزلا فخما
لجين : أليس القصر لغافر ... لن أغفر لك إن اكتشفت ذلك يوما
يزيد وهوا يمسك وجهها بيديه ويقبلها على شفتيها بخفة عدة قبلات : أقسم أنه قصر عائلتي هوا قصر
والدي صدقي ذلك يا لجين
لجين : لا أسمح لك أن تصرف علي قرشا واحدا من ماله
يزيد وهوا يحضنها بحب : لن يحدث ذلك حبيبتي اطمئني
لجين : ولن تأخذ نصيبك من ورثه أيضا
يزيد : حسننا لن أفعل فلدي ما يكفيني ويكفيك لآخر العمر
لجين : حتى إن كنا سوف نتسول في الشوارع فلن نأخذ منها شيئا
يزيد : حاضر أيتها الحقودة ... يا أجمل وأرق وأروع حقودة عرفتها بحياتي
لجين وهي تشد يديها في حضنه بقوة : وما الذي جعلك تتزوج من هذه الحقودة
يزيد : إنه الحب ... فما عسايا أفعل معه
لجين : ماذا عن شركة والدي
يزيد : ستكون باسمك خلال أيام
لجين : هل ستتولى إدارتها هي أيضا .... أفعل ذلك من أجلي
يزيد : حبيبتي إنها ملكك ... أنتي عليك القيام بذلك ستنجحين بسهولة
لجين : عليا الدراسة أولا ثم أنت وحياة جديدة وأطفال سأحتاج لبعض الوقت لأستلمها ولا أريد
أن تضيع مني كما ضاع منزل عائلتي
يزيد : إن كان مؤقتا فلا بأس ... لجين حبيبتي ألن نحتفل بزواجنا ألن تغيري رأيك
لجين : لا لن أفعل شيئا قد يُشعر صديقتاي بالحزن هما لم تحتفلا بزواجهما وأنا أعرف جيدا معنى
ذلك اليوم بالنسبة للفتيات
يزيد وهوا يحملها بين ذراعيه : إذا وبما أنه لا حفل زواج عليك مرافقتي لغرفتي الآن
لجين وهي تتمسك به بقوة وتصرخ : يزيد أنتظر قليلا ليس الآن
يزيد وهوا يصعد بها للأعلى : ولا ثانية أخرى بعد
بعد عدة أيام كانت لجين في زيارة لخالها كما وعدته سابقا
راشد : لن تتهربي هذه المرة ستكونين وزوجك في ضيافتنا
لجين : تحدث مع يزيد إذا إنه يصر على أن نسافر شهرا للتنزه
راشد : دعي الأمر لي وستسافران لا حقا ألا يكفي أنني لم أحتفل بزواجك
لجين : ستحتفل بزواج سوار وابنك رضا أيضا
سوار : أنا مثلك لن أحتفل بزواجي سوف أقلدك هههههه
وداد : لما لا تقلديها وتتزوجي إذا
سوار لوت شفتيها باستياء : أمي هل عدنا لهذا الموضوع
راشد : هههه لا تخافي بنيتي أنا عند وعدي لك لن تتزوجي إلا ممن توافقين عليه بنفسك
وداد : وهل ستبقى ترفض كل من ترفضهم ابنتك سوف يجري بها العمر .... ستندمين يوما يا سوار هذه
لجين أصغر منك وتزوجت
سوار : آه لجين ما هذا الذي فعلته بي .... منذ أن تزوجتي وأنا أعاني
لجين : هههه تزوجي إذا وأريحيها
سوار وهي تؤشر بأصبعها لرأسها : لا .... ليس قبل أن أجد من يدخل مزاجي هذا
راشد : هههه أتمنى أن يكون موجودا بكوكب الأرض
لجين : خالي ما حل بالعصابة هل صحيح ما تداولت الأخبار ... كنت سأتصل بجدي لأعلم منه
راشد : نعم صحيح لقد أخبرني ياسر بنفسه والمعلومات أكيدة
لجين : وما علاقة ياسر
راشد : لقد ساعد في الأمر كثيرا صديقه ذو مركز مرموق
لجين : لم تخطأ لين باختيار ياسر للمهمة
راشد : بالفعل فياسر شاب رائع لم أصادف مثله في حياتي كلها ... لقد أعجبني حقا
لجين : أجل فقد أثنت عليه آنين كثيرا
راشد : لا لن يوافيه أحدا حقه هوا أعظم من ذلك بكثير
سوار : هل هوا شقيق زوج صديقتك تلك يا لجين
لجين : نعم هوا ابن عم آنين التي تحدثت عنه سابقا هنا في منزلكم
سوار ( آه لما لا أحضا بواحد مثله كم أتمنى أن أراه ولو عن بعد .... لو أنه يغرم بي يوما فقط .... آآآآه
من هي سعيدة الحظ تلك التي سيحبها ويتزوجها )
في اليوم التالي كان الجميع مدعوين عند آنين وقد أصرت على عائلة خال لجين بالمجيء
آنين بهمس : لين ما بك ... تبدين لي لست على ما يرام
لين : يبدوا أنني حامل يا آنين
آنين بصدمة : متى .... لم نعد من إفريقيا إلا من أيام
لين : كان ذلك قبل ذهابنا لقد تجاوزت الثلاثة أسابيع الآن
آنين : كيف .... ألم تكوني رافضة للفكرة
لين : لقد ضيقوا الخناق علي كان ذلك قرارا في وقت غضب
آنين : أنا سعيدة لأجلك يا لين سيكون لنا مولودان في نفس العمر تقريبا
لين : أجل بقيت لجين عليها أن تلحق بركبنا
آنين : تلك الحمقاء لم تحتفل بزواجها إنها تحسدنا حتى على المفقودات
لين : إنها تراعي مشاعرنا كما فعلتي أنتي سابقا
آنين بصدمة : كيف علمتي بذلك
لين : لن يخفى عني مثل هذا الأمر يا آنين
آنين : آه لين يالك من خطيرة وعلينا الحذر منك دائما .... هل علم روح بحملك لابد أنه يكاد يموت من
السعادة الآن
لين : لا ليس بعد
آنين : ولما تخفين عنه أمرا كهذا
لين : لم أجد وقتا مناسبا في الأيام الماضية سأخبره الليلة .... آه آنين لا تعلمي بما أشعر به الآن أكاد أموت كانت
والدتي على حق ولن يتوقف الأمر على هذا فسيزداد سوءاً
آنين : هل تريدين المغادرة يا لين
لين : لن تغضبي مني
آنين : لا بالتأكيد
لين : إذا أريد الصعود لجناحك بالأعلى أنا لم أعد أحتمل قرب روح مني
آنين : سأرافقك في الحال .... سيكره روح الحمل كليا وسترين هههه
لين بصوت متعب : لا أعتقد ذلك ... هيا يا آنين فأنا أشعر بالغثيان
صعدت لين برفقتها للأعلى ثم عادت آنين لهم مجددا في صالة استقبال الضيوف
لجين : ما بها لين هل غادرت
آنين : قالت أنها متعبة قليلا وصعدت للأعلى
وداد : هل هي بخير
آنين : نعم لا تقلقوا
تابعوا جميعا سهرتهم في تبادل الأحاديث ... العمة ووداد اللتان انسجمتا مع بعضهما كثيرا
و آنين و سوار صاحبتا الهواية المشتركة والمفضلة لديهما أما لجين فكانت كل حين والآخر تتلقى
اتصالا من يزيد
آنين : لما لا تعودي للقصر يا لجين وتريحي زوجك هههه
لجين بضيق : اصمتي أو كسرت بيضتك هذه
آنين : ألا تجدون شيئا تهددونني به غير طفلي
لجين : هههه نعم زوجك
آنين : لا أرجوك الطفل أحمل بغيره لكن إياد أين سأجد غيره
لجين : هههههه ياسر طبعا فلا تضيعي ذاك الفارس من يديك
آنين بغيض : حمقاء إننا كالأشقاء كيف تفكري بذلك
لجين : أنا طرحت لك البديل فقط ألست من مدحه كثيرا أم أنك تكذبي علينا
آنين : أجل هوا رائع حقا ولكن ليس كزوج لي فهمتي
سوار : ألا يفكر في الزواج أبدا
لجين : هههههه هل تريديه يا سوار آنين ستتوسط لك
سوار : حمقاء إنه مجرد سؤال عفوي وتعرفي شروطي جيدا
لجين : نعم عليه أن يحبك ويبكيك كثيرا أولا
سوار تجاهلتها ونظرت جهة آنين : آنين أين هي لين لقد تأخرت أليس كذلك
آنين : نعم هلا تفقدتها من فضلك
سوار بصدمة : أنا ..... ولكن قد أصادف أحدا
آنين : إياد غير موجود وزياد نائم منذ ساعة ولن يستيقظ قبل الفجر وياسر رأيته يحمل حقيبته منذ وقت
لابد أنه في المطار الآن فاطمئني
سوار ( آه لا نصيب لي في رؤية الشاب الذي سلب عقول الجميع ) : حسننا ولكن كيف أجدها
آنين : ما إن تصلي للأعلى اتجهي يمينا إنه أول باب أمامك تلك الغرفة ستجدينها فيها
صعدت سوار للأعلى ثم وقفت في حيرة ( هل قالت اليمين أم اليسار .... يا الهي يا لك من حمقاء يا سوار
كيف لم تنتبهي )
حينها ظهر لسوار ما لم تكن تتوقع ... سمعت خطوات تصعد للأعلى فالتفتت مباشرة ضننا منها أنها
آنين قد لحقت بها
فتحت عينيها من الصدمة ( ماذا جاء بهذا هنا .... زوج آنين يا ورطتي أم أبن عمتها .... من قال أنني أريد
مقابلة ابن عمها ذاك ... أنا أتراجع )
ياسر كان يتنقل بنظره بين ملامحها وكأنه يراها للمرة الأولى
سوار شعرت بالضيق من نظراته فقالت بحدة : هلا ابتعدت عن طريقي يا هذا ... لما تنظر إليا هكذا هل
ستعطيني وضيفة جديدة
ياسر : أنا أردت أن ....
ولكن سوار لم تعطه المجال ليكمل حديثه نزلت مسرعة دافعتا إياه من أمامها ودموعها تنزل بغزارة
دخلت غرفة الضيوف كانت آنين غير موجودة ووالدتها وعمة آنين منشغلتان تماما جلست بجوار لجين
تمسح دموعها وتبلع عبراتها كي لا يلحظها أحد
لجين : سوار ما بك
سوار : إنه هنا ... هوا هنا يا لجين
لجين باستغراب : من ... من هذا الذي هنا
سوار : الشاب الذي أخبرتك عنه .... ذاك الذي أهانني
لجين : معـ معقول هل هوا من عائلة آنين
سوار : أجل .... قد يكون زوجها لقد فقدت أعصابي وصرخت بوجهه
لجين : لماذا ...؟؟؟
سوار : لا أعلم ... ما إن رأيته ينظر لوجهي بتفحص أعماني الغضب وتذكرت إهانته لي ثم حدث ما حدث
لجين : ولكن زوجها كان معنا هناك
سوار : إذا هوا ابن عمتها .... عليا المغادرة فورا
لجين : هذه حقا مشكلة
سوار : أمي هيا علينا المغادرة
وداد : ماذا حدث هل من مكروه بنيتي
سوار : لا ... لاشيء ولكن لدي أمر مهم سأفعله هيا أمي أرجوك
العمة : لازال الوقت مبكرا بنيتي لما الاستعجال
سوار : سنزوركم ثانيتا في وقت آخر أعذرينا أرجوك
وقفت وداد وودعتهما وابنتها
سوار : بلغي تحياتي لآنين و أخبريها أنني لم أذهب للين عليها تفقدها
لجين : حسننا وسألحق بكم فيما بعد أراك على خير
خرجت سوار بصحبة والدتها هربا من المكان الذي يوجد فيه ياسر لتجده يقف خارجا مستندا عل سيارته
وقد كان في انتظارهم ... تقدم ناحيتهم نظرت سوار لوالدتها ثم له ثم أنزلت رأسها للأسفل
وقف ياسر أمامهم مباشرة وقال : اعذريني يا آنسة عن كل ما بدر مني سابقا لقد كان لبس في الأمور كنت
مخطأ جدا في حقك أتمنى منك العذر
سوار لم ترفع رأسها ولم تتحدث بكلمة كانت دموعها تنزل رغما عنها من عينيها مباشرة للأرض
ياسر : أنا آسف ... حقا آسف
وداد : ماذا هناك .... ألست أنت من رأيتك سابقا في قصرنا
ياسر : أجل أنا هوا
وداد : هل أنت من عائلة آنين يا بني أآنت إياد زوجها
ياسر : لا ... أنا ابن عمها ياسر
رفعت سوار حينها عينيها إليه بدهشة فالتقت نظراتهم مطولا ثم توجهت لسيارتها ركبت السيارة وأغلقت
الباب خلفها في صمت وهدوء
وداد : اعذرني بني عليا المغادرة كانت فرصة سعيدة أن تعرفت بك
ياسر : على الرحب والسعة أتمنى أن لا تكون الآنسة سوار غاضبة مني بلغيها اعتذاري مجددا
وداد : أنا لا أفهم شيئا ولكنني سأفعل ذلك
ركبت والدتها السيارة وانطلقت سوار مباشرة تاركة ياسر يتبعهم بعينيه حتى اختفت
وداد : ماذا هناك يا سوار من أين تعرفي ياسر لقد ناداك باسمك
سوار نظرت لوالدتها بصدمة : أسمي
وداد : نعم وقال لي أن اعتذر لك نيابة عنه .... هلا شرحت لي ما يجري وسبب كل هذه الدموع
صمتت سوار لصدمتها أن ذاك الشاب هوا ذاته ياسر أم لأنه يعرفها جيدا ويعرف اسمها أم لا تدري لما
وداد بضيق : كم أكره الصمت الذي ليس له مبرر ولا وقت ولا سبب أيضا
سوار كانت في عالم آخر تماما ( معقول .... ياسر من كنت أحسد الفتاة التي سترتبط به وتمنيت أن يحبني
ويتزوجني شخص مثله .. هوا من ضن أنني خادمة ... هوا يرى أنني أشبه الخادمات .... لماذا أنا سيئة الحظ
هكذا ... لما التقيت به في حياتي لماذا ) وباشرت دموعها في النزول من جديد
وداد بصراخ غاضب : سواااااار
سوار وهي تمسح دموعها بيدها : نعم أمي لقد أفزعتني
وداد : ألن تخبريني ما بك وما بينك وبين ياسر
سوار : لاشيء أمي لاشيء ... مجرد سوء تفاهم بسيط
وداد بيأس : أتمنى ذلك
بعد مرور ساعة وصل روح لقصر عائلة آنين ليرجع بلين التي أبلغته أنها متعبة وتريد المغادرة
وصلا لقصر عائلته نزلت وهوا يتبعها حتى وصلا الجناح المخصص لهما
روح : لين ما بك حبيبتي
لين : متعبة قليلا
روح : مما ... هل تشعرين بشيء معين
وضعت يدها أسفل معدتها وقالت بابتسامة متعبة : نعم إنه ابنك ... هوا يتعبني كثيرا
روح فتح فمه وكذلك عينيه على اتساعهما من الصدمة وقال مبتسما : حـاااـاااامل .... هل أنتي حامل
لين : أجل لترتاحوا الآن وترحموني
احتضنها روح بشدة ثم رفعها عن الأرض بيديه ودار بها حول نفسه وهوا يردد بسعادة : يا لها من
مفاجئة رائعة وأخيرا فاتنتي ... كنت مترددا في فتح الموضوع معك ظننتك لن توافقي
لين : روح لا توقف أرجوك أنا اشعر بالغثيان
توقف وتركها من يديه فركضت مسرعة ناحية الحمام ... خرجت بعد لحظات وكان روح واقفا بانتظارها
روح : حبيبتي هل أنتي بخير
لين توجهت جهة السرير وجلست عليه وقالت : لا لست بخير اشعر أنني سأموت
توجه ناحيتها وجلس بجوارها واضعا يده على جبينها
لين : لا روح ابتعد أرجوك .... ثم أمسكت فمها بيدها وركضت جهة الحمام من جديد
خرجت من الحمام لوحت بيدها في وجهه وهي تضع يدها الأخرى على فمها وأنفها وقالت : ابتعد عني أرجوك
لا يمكنني الاحتمال
روح وهوا يضع يديه بوسط جسده : هل لي أن أفهم ما يجري الآن .... لقد لاحظت منذ أيام تجنبك لي حتى
أنك قضيتي اليومين الماضيين نائمة وقلتي أنك متعبة
لين : لقد أخبرتك سابقا أن الحمل له متاعب كبيرة وأن عليك تحمل النتائج
روح : هل كل النساء هكذا ... لما صديقتك لم تكن كذلك لقد سافرت معكم وعادت وهي حامل
لين : ليست كل النساء ولكنني من أسوء نوع قد يحمل فيهن
روح : لم افهم
لين : لا استطيع أن أتحمل قربك مني يا روح .... حملي سيكون صعبا ومرهقا جدا لك لأشهر معدودة و أيضا
لي طوال أشهر الحمل
روح : لم أفهم أيضا
لين بضيق : روح هذا الأمر متوارث لدينا من جدة جدتي وحتى والدتي يمكنك أن تفهم من والدي إن
أحببت .... فأبقى بعيدا عني أرجوك
خرج روح مستاءً واتصل من فوره بوالد لين الذي شرح له ما مرت به والدتها وقت حملها بها
رجع للغرفة وقال : اسمعي يا لين إن كان هذا المولود ذكرا سننجب أنثى وكفى والعكس بالعكس اثنان
يكفيان أنا لست على استعداد أن أخسرك من أجل الأطفال
لين وهي تتراجع بضع خطوات للوراء : حسننا فقط لا تقترب
روح باستياء : لين بربك هل تعني ما تقولين حقا
لين : عليك التحمل لشهرين فقط ... ألم تكن تريد الأبناء تحمل الآن .... كم مرة قلت لي أنك على استعداد
لاستحمال أي شيء فقط أن أنجب طفلا
روح : نعم قلت ولكن ليس هذا ... كيف تريدين مني أن ابتعد عنك هكذا ... لا يمكنني تحمل بعدك يا لين هل
تفهمي ذلك ... هذه اسمها مأساة
لين : إن كان الشهرين مأساة بالنسبة إليك فمأساتي أنا لن تنتهي قبل أن ألد طفلي
روح : أمتأكدة أنك ستمرين بما مرت به والدتك
لين : نعم
روح وهوا يرفع سبابته أمام وجهه : إذا هوا طفل واحد .... سيكون الأول والأخير فهمتي
لين : روح كيف تمنعني من إنجاب الأبناء إنه حقي أنا أيضا
روح وهوا يغادر الغرفة مستاءً : انتهى الكلام في الموضوع
جلست لين على السرير ممسكة رأسها بيدها وقالت : خرجنا من مشكلة أحملي دخلنا في مشكلة لا تحملي
أما سوار في تلك الساعة فكانت في بكائها المتواصل منذ عادت
لجين : سوار لما كل هذا ... الم تقولي أنه اعتذر منك
سوار ببكاء مرير : خادمة ... ألم يجد شيئا أفضل ... اقسم أنني ما عدت أتقبل شكلي أصبحت أرى
الجميع ينظر إلي على أني أشبه الخادمات وأبكي كلما رأيت وجهي في المرآة
لجين : سوار لا تجعلي ما حدث يسبب لك عقدة من شكلك ستكونين وحدك الخاسرة ... لقد رآك بتلك
الثياب المبهدلة هل تريدي منه أن يقول لك أنت جميلة ولكن ثيابك كالخادمات فهل أنت خادمة أم سيدة
بربك سوار هل كان يجوز أن يقول ذلك
سوار وهي تضرب بقبضة يدها على السرير : لما هوا بالذات لما
لجين وهي تضع يدها في وسطها : إن كان غيره فلا بأس ... هل هذا ما تعنينه
سوار : لجين اتركني وشأني أرجوك
لجين : لا ... وإن لم تشرحي لي الأمر فسأتصل بأنين لتعطيني ياسر لأكلمه
قفزت سوار واقفة وأمسكت بيد لجين وقالت : لا لجين ما هذا الذي ستفعلينه هل جننتِ ما سيظنه بي
لجين : إذا
سوار : لم يحصل إلا ما أخبرتك به أقسم بذلك ولم أره في حياتي قبل ذلك
لجين : وإذا
سوار : وإذا لا شيء ... من كثرة حديث والدي عنه و آنين أيضا تمنيت يوما رؤيته أو أن .... يكفي
لجين يكفي ارحميني واتركيني وشأني حلفتك بالله
لجين : حسننا ولكن سأعود لك فيما بعد فتوقفي عن البكاء حالا
سوار : لن أبكي ولكن أخبري والدتي أنني بخير وأني لا أعرفه سابقا لأنها لن تتوقف عن إزعاجي بالأسئلة
لجين وهي تغادر الغرفة : حسننا فقط أرحمي نفسك قليلا
أما ياسر فقد كان الأمر مختلفا لديه فلم يتوقف عن التفكير بها تلك الليلة وطيلة الليالي التالية
وبعد مرور شهرين وفي قصر عائلته نزل من الأعلى متوجها حيث كانت تجلس آنين وجلس
بجانبها
ياسر : مرحبا آنين كيف حالك وكيف تسير الدراسة
آنين : بخير .... لا تقل أنك تنوي السفر من جديد
ياسر : هههههه جيد أنك لستِ زوجتي
آنين : لو كنت زوجتك لقتلت نفسي بسببك
ياسر : هههه هل تفعلينها حقا ... إذا عليا البحث عن زوجة تحب السفر مثلي
آنين : إذا ليس أمامك سوى سوار ابنة خال لجين
ياسر ( رائع ها قد سهلتِ عليا الأمر يا آنين ) : وهل سوار هذه تحب السفر
آنين : أجل وتتمنى الزواج من رجل يسافر بها كل مكان وطوال الوقت
ياسر : وما تتمنى فيه أيضا
آنين بنظرة تشكك : ياسر ما الأمر لم تسألني عن فتاة هكذا من قبل
ياسر تحمحم قليلا ثم قال : اممم ... أنا كنت أريد أن أسألك عنها قبل أن تتحدثي
آنين بصدمة : هل تعرف سوار مسبقا
ياسر : لقد قابلتها مرات قليلة فقط بالمصادفة فما رأيك بها ... وأنا لا أعلم إن كانت مرتبطة
آنين بابتسامة واسعة وسعادة : حقا ياسر هل تفكر بالزواج منها
ياسر : لما كل هذا الانفعال هل يسعدك خبر رغبتي بالزواج أم رغبتي الزواج منها
آنين : الاثنين معا ... كم هذا أمر رائع ياسر
ياسر : إذا الفتاة تعجبك
آنين : بالتأكيد إنها فتاة رائعة وتعجبني كثيرا ووالدتها كذلك هم عائلة متواضعة وطيبون جميعهم
ياسر : إذا هلا سألتها إن كانت توافق
آنين بنصف عين : ليس قبل أن تحكي لي ما حدث بينكما
ياسر : آنين هل عليك أن تتطلعي على خصوصياتي لتسدي لي معروفا
آنين : أخبرني ياسر أرجوك أنا اعتبرك شقيقي الذي لم أره يوما
تنهد ياسر بضيق ثم حكا لها ما حدث معه وسوار
آنين : هههههه يا لها من حكاية غريبة
ياسر : لو كنت أعلم أنك ستسخري مني ما حكيت لك ما حدث
آنين : آسفة ياسر ولكنه موقف بل مواقف مضحكة حقا .... ألا ترى أن موقفك ضعيف قد تكون
تكرهك بسبب ما حدث
ياسر : آه آنين لا تعقدي الأمر أرجوك عليا أن أتزوج بها لا سواها وعليك أن تساعديني
آنين : لقد وقعت يا ياسر هههههه
ياسر بضيق : هل ستساعدينني أم أنسى الموضوع
آنين ( ولكن سوار تريد الزواج من شخص تضع له شروطا معينة وقد تكون تكره ياسر إنها
مشكلة حقيقية وعليا المساعدة قدر المستطاع )
ياسر : آنين أين ذهبتي
آنين : هههههه ذهبت لأسألها
ياسر : يا لي من أحمق هل كان عليا اللجوء إليك
آنين : لما لا تتحدث مع والدها مباشرة إنه يحبك ويثني عليك كثيرا .... لقد علمت سابقا أن سوار
رفضت الكثير من الخطاب
ياسر : لا أريد لوالدها أن يجبرها علي أريد أخد الموافقة منها أولا
آنين : حسننا سأرى ما يمكنني فعله أعدك أني سأساعدك بكل جهدي
ياسر : جيد أنا أعتمد عليك
دخل حينها إياد توجه جهة آنين جلس بجانبها ووضع يده على كتفها وقال : ما سر هذا الاجتماع المغلق
آنين بسعادة : ياسر يفكر بالزواج أخيرا
إياد بصدمة : حقا .... ياله من خبر سار
ياسر : آه آنين أنتي لا تعرفي الصبر أبدا
آنين : كيف لي أن أخفي سعادتي بذلك
إياد : ومن العروس
آنين غمزت لياسر وقالت : ليس بعد الأمر لا يزال تحت النقاش
إياد : أعلموني عندما ينتهي الأمر أم لن أكون حاضرا وقت الخطبة
ياسر : بالتأكيد من لي غيرك شقيقي
ثم قال وهوا يقف مغادرا : آنين لا تنسي فيما تحدثنا ولا تؤجلي الأمر كثيرا
آنين : نعم بالتأكيد... فقط على بساط الريح أن يؤجل سفره قليلا
ياسر وهوا يبتعد : هههههه حسننا سأفعل
آنين : إياد أريد أن أزور لجين الليلة
إياد وهوا يقبل خدها : بالتأكيد حبيبتي أنا في الخدمة
عند المساء قامت آنين بزيارة لجين في قصر عائلة يزيد الذي يقيمان فيه
آنين : هاهي انقلبت الموازين لقد أصبحنا أنا وأنتي بالقرب من بعضنا ولين وحدها هناك
لجين : اجل ولكني كنت أتمنى أن أكون قربها الآن إنها متعبة كثيرا
آنين : لقد كانت تعلم ذلك ... من الجيد أنها لم تحمل سابقا كانت محقة فيما تقول .... ولكن
لا تقلقي فروز ستقوم بكل الواجب إنها رائعة حقا ثم أن روح قد تعافى تماما
لجين : حمدا لله أنها موجودة معهم
آنين : لجين أود التحدث معك في أمر مهم
لجين : ماذا هناك هل من مشكلة
آنين : لا .... الأمر يخص سوار
لجين بحيرة : سوار ما بها
آنين : ياسر يريد أخذ موافقتها على الزواج منه
لجين بدهشة : ياسر .... ابن عمك نفسه
آنين : وهل لدي ياسر غيره نعم هوا
لجين : وهوا من طلب سؤالها
آنين : نعم ومصر عليها أيضا ... قال هي ولا سواها يريدها زوجة
لجين : متأكدة
آنين : ما بك لجين لقد نقلت لك كلامه حرفيا وهوا يستعجل سماع جوابها... لكن ما أخشاه أن ترفضه فيبدوا
أنها قد كسرت حواجز قلبه
لجين : أتعني أنه ....
آنين : يبدوا ذلك هوا مصر عليها جدا .... أخشى أن ترفضه تعلمي أن لديها شروطا ..... لقد طلبت منه
أن يذهب لوالدها مباشرة فهوا يحبه ومعجب به كثيرا فرفض وأصر على أن تكون هيا موافقة أولا .... لجين
قومي بالواجب
لجين : لقد فاجأتني حقا .... أعدك أن أفعل ما بوسعي
آنين : جيد فقط لا تتأخري .... لجين ألا يوجد لديك شيء هناك
لجين بحيرة : أين ومثل ماذا
آنين : هههههه شيء يشبه البيض ويتكسر بسهولة في نظر زوجك
لجين : هههههه فهمت الآن .... يبدوا ذلك فأنا لم أتأكد بعد
آنين : رائع ..... يبدوا أننا سننجب بذات السنة
لجين : أي سنة إنك في شهرك السادس الآن
آنين : وإن يكن ليس بكثير
بعد يومين زارت لجين منزل خالها لتتحدث مع سوار فصعدت لغرفتها فورا
لجين : مرحبااااااا
سوار قفزت وحضنتها : مرحبا أيتها المحتالة أين أنتي عني من مدة
لجين : مادمت مشتاقة إلى هكذا لما لم تزوريني هناك
سوار وهي تجلس : لا أريد إزعاجك وزوجك أنتما متزوجان حديثا
لجين وهي تتوجه للجلوس بجانبها : أي حديثا نحن متزوجان منذ ثمانية أشهر
سوار : وهل تسمي تلك الفترة زواجا
لجين : أحمل لك خبرا مغلفاً بغلاف قنبلة
سوار : الخبر الذي داخل القنبلة سار أم لا
لجين : بالنسبة لي أنا سار ... أنتي لا أعلم
سوار بسعادة : هل أنتي حامل
لجين : وهل هذا الخبر سيكون مغلفا بقنبلة
سوار : وما أدراني لا جواب لدي
لجين : إنه ياسر
سوار ألجمتها الصدمة قليلا ثم قالت : ما به ياسر ولما تأتين بذكره
لجين : سيتزوج
سوار بضيق : وما دخلي بذلك .... لما تنقلي لي مثل هذا الخبر
لجين بنصف عين : لأنه ينتظر موافقة العروس
سوار اكتفت بالصمت وتدور فوق رأسها علامة استفهام كبيرة
لجين : ها ما قلتي
سوار باستغراب : فيما
لجين : لم أكن أعتقد أنك غبية لهذا الحد ... رأيك في الزواج به طبعا فأنتي العروس
وقفت سوار بصدمة وهي تنظر للجين : أنا
لجين بابتسامة : نعم فيبدوا أنك سلبت عقل الرجل وهوا مستعجل لمعرفة رأيك أيضا
سوار : مستحيل .... لا لن أوافق
لجين : سوار هل جننتي ألم يكن يعجبك حديثهم عنه ثم ها هوا ذا وافق شروطك فقد أحبك ويريد
الزواج بك .... هههههه وأبكاك كثيرا أيضا
سوار : لا
لجين : ولما لا ... هوا رفض فتح الموضوع مع والدك مباشرة رغبتا منه بمعرفة موافقتك
سوار : وهل يتزوج من خادمة
لجين : آه سوار لو كنتي بنظره هكذا ما كان تقدم لخطبتك
سوار : ليســــ
قاطعتها لجين : لن أعتبر ما قلته ردا ... فكري بالأمر مليا ولا تستعجلي يا سوار
تنهدت سوار بضيق واكتفت بالصمت
مر أسبوعين ولجين على اتصال دائم بسوار إما تقنعها بكل الطرق أو لتسألها إن كانت موافقة ... أما
الرفض فكان ممنوعا لدى لجين قبل مدة كافية من التفكير
كانت سوار لا تتوقف عن التفكير المتواصل ( لا أعلم ما أقول لقد تعبت من التفكير ... هوا حقا شاب
رائع ولكن كيف لي أن أقبل ما قاله عني .... ولكنه يصر على رأيي وموافقتي أيضا وقد أعتذر لي عما
قال ..... آه يا الهي ما العمل )
أما ياسر فقد قرر أخيرا التحدث مع راشد بعد أن يئس من قبولها أو رفضها ... لكي يأخذ منه قرارها
النهائي فتوجه من فوره بصحبة إياد للتحدث معه فكان الرضا والقبول لا وبل السرور بما سمع هوا رد
راشد ولكنه طلب منهم سؤال ابنته أولا .... وعند المساء طرق باب غرفتها بخفة
سوار : تفضل
دخل راشد مبتسما : مرحبا بابنتي الحبيبة
سوار : مرحبا أبي لو كنت فقط اتصلت بي لوافيتك على الفور لما تأتي بنفسك لغرفتي
راشد : الموضوع مهم وعليا التحدث معك فيه
سوار : آه لقد خمنت ما سيكون
راشد : الرأي الأول والأخير لك بنيتي ولكن من تقدم لخطبتك هذه المرة شخص لا يمكن رده
سوار : آه أبي هذا رأيكم في الجميع
راشد توجه ناحيتها جلس بجانبها وقال : بنيتي إن كان يهمك رضاي فلا ترفضي هذه المرة ... أنت لا تعني
كم يهمني الأمر وكم تمنيت ذلك ولكني لا زلت عند كلمتي فالرأي لك نهايتاً
سوار ( يا الهي والدي لم يصر على أحد هكذا سابقا .... ولكن ياسر .... ألست أنت من ماطل في
الموضوع تحملي النتائج إذا )
راشد : سوار أين ذهبتي
سوار : إنها المرة الأولى التي تطلب فيها مني أمرا ثمنه رضاك ... أنا لن أردك مكسور الخاطر يا أبي
راشد : باركك الله من ابنة يا سوار
سوار ( يبدوا أن نصيبي أن أتنازل عن كل شروطي في النهاية وقد أضعت ياسر أيضا )
راشد : سوار ما قصتك بنيتي إن كنت غير راضية فلن يتم الأمر
سوار : بل موافقة
راشد : الحمد لله لقد أرحتي قلبي يا سوار لن اطمئن عليك إلا مع ياسر فليسعدكما الله
سوار بصدمة : من .... ياسر
راشد : هل تعرفين ياسر يا سوار
سوار بارتباك : لـ لقد سمعتك تتحدث عنه مرارا
راشد : أجل وكم كنت أحسد من سيكون زوجا لأبنته لم أتخيل يوما أن يكون ذاك أنا ... لقد جاء اليوم
لخطبتك هوا وشقيقه إياد
سوار من دهشتها فقدت القدرة على التحكم حتى بيديها ورفضت الكلمات الخروج من شفتيها
راشد : هل أخبرهم بموافقتك هل أنتي راضية يا بنيتي
سوار : أ أجـــ أجل
راشد : إذا على بركة الله غدا سأعلمهم بالأمر
بعد يومين اتصلت آنين بسوار
سوار ( غريب هذه آنين ما تريد يا ترى لابد وأن أبي قد أعلمهم بموافقتي فاتصلت لتبارك لي )
فتحت الخط ولكن ما جاءها لم يكن صوت آنين بل صوت رجولي عميق
ياسر : مرحبا سوار هذا أنا ياسر
سوار ألجمتها الصدمة فلم ترد بكلمة
ياسر : سوار هل أنتي معي
سوار : نــ نعم
ياسر : آسف على مفاجئتي لك بهذا الشكل ولكني أردت سماع رأيك بي لأني خفت أن والدك قد ضغط
عليك لتوافقي .... انتظرت ردك طوال المدة الماضية ولكنك لم تجيبي وتريحيني
سوار : ......
ياسر : سوار هل تسمعينني
سوار : ألا تراني أشبه الخادمات هل هذا رأيك بي أخبرني أرجوك
ياسر : مطلقا لقد التبس علي الأمر بسبب مظهرك وما كنتي تحملين يومها لقد كان خطأ مني ... كيف
لخادمة أن تكون بهذا الجمال
شعرت سوار بالخجل الشديد وتوقفت الحروف فوق شفتيها
ياسر : ها سوار ما هوا جوابك
سوار بخجل وارتباك كبيرين : رأيي من رأي والدي لن أخالفه أبدا
ياسر : شكرا لك سوار أتمنى أن لا تندمي يوما على ارتباطك بي تأكدي أني سأسعى جاهدا لإسعادك
سوار : ......
ياسر : أنا آسف على ما يحدث الآن .... أعلم أنني أسبب لك الكثير من الإحراج ولكنك ما تركتي لي إلا
هذه الطريقة .... وداعا الآن
سوار : وداعا
أغلقت سوار الهاتف وسقطت من فورها على السرير وخداها متوهجان من الإحراج والخجل
بعد أشهر أحتفل الجميع بعقد قران ياسر وسوار اللذان كانا سيسافران من فورهما في اليوم التالي ...كانت
آنين حينها تحمل طفلها حديث الولادة بين يديها ولجين ما تزال في شهرها الرابع وتنتظر بفارغ الصابر أن
تحمله أيضا كأنين أما لين فلم تحضر بالطبع فهي لازالت تعاني ويلات حملها
آنين : سوار لما كل هذا الارتباك
سوار : لا أعلم أشعر أنه سيغمى علي هل شعرتي بذلك حين تزوجتي ... أخبريني كيف أتصرف
آنين : آه لا تذكريني فحين عقدنا قراني وإياد لم أشعر إلا بالحزن والإحباط الشديدين اسألي لجين قد تفيدك
لجين : هههههه أنا لم أشعر حينها إلا بالكره والاشمئزاز.... لو كانت لين هنا لأفادتك بشيء
سوار : هل عليه الدخول هنا حقا .... لا أرى ضرورة لذلك
آنين : ما بك سوار هذا أمر روتيني ثم أنتم مسافران غدا ما الغريب في الأمر
سوار : غدا يبقى لغد .... لما عليا مواجهة الموقف يومين متتاليين
لجنين : هههههه وكأنها لم تتزوج غيرك ... الأمر رائع صدقيني
آنين : لجين ألا تخجلي من قول ذلك علنا
لجين : أردت طمأنتها فقط
بعد ساعتين دخل ياسر حيث كانت سوار ووالدتها وعمته و آنين أقترب بخطوات ثابتة فاقتربت منه
عمته وحضنته مباركتا له ثم سحبته من يده
العمة : تعال هيا لا تخجل منا وألبس عروسك ما جلبت لها
تقدم منها ياسر والبسها العقد والأساور والخاتم فلاحظ ارتباكها فوق الطبيعي ... قبل جبينها وهمس في أذنها
قائلا : مبارك لنا يا سوار
لم تجب سوار بحرف من ارتباكها وعيناها لم تغادرا الأرض همس ياسر لأنين فابتسمت
وقالت : هيا دعونا نترك العروسين قليلا
نظرت لها سوار نظرت خوف وكأنها تترجاها أن لا تفعل ذلك
غمزت لها أنين وهمست مبتسمة : زوجك من أراد ذلك لا تلقي باللوم علي
غادر الجميع اقترب ياسر منها ورفع وجهها بأصابعه وقال مبتسما : خفت أن لا تكوني لي
اكتفت سوار بالتنقل ببصرها بين تقاسيم وجهه في صمت ولم تشعر إلا بشفتيه تقبل شفتيها قبلة سريعة
فطأطأت برأسها خجلا ضمها ياسر وقال مبتسما : أعجبتني فيك أشياء كثيرة سأضيف إليها الآن كثرة الخجل
طرقت عليهم آنين الباب ودخلت : هيا هيا يكفيك ذلك أخرج فورا
ياسر : من أين خرجتي لنا أنتي
آنين وهي تسحبه للخارج : يكفيك ذلك غدا ستكون معك ... لدينا الكثير من الأعمال لنقوم بها هنا
خرج ياسر وتوجهت آنين لسوار عانقتها بحب وقالت : كم أنا سعيدة أنك ستكونين من عائلتنا ...ياسر لا مثيل
له صدقيني غير أنه رحال
سوار بابتسامة : بل هذه أحد مميزاته
آنين : هههههه محظوظ ياسر لأنه وجد واحدة تشاركه هوايته المتعبة
وانتهى الحفل وغادر الجميع بعد ليلة طويلة من المرح تحملهم سعادتهم وأمنيهم للغد المنشود
وبعد مرور خمسة أعوام وفي حديقة قصر روح و لين
كن ثلاثتهن يجلسن بالخارج وأزواجهن في الخلف على مسافة قريبة منهن
جاءت طفلة تركض باكية في عمر الثلاثة أعوام ذات جمال فائق وشعر بني فاتح وكأنها دمية تتحرك و
توجهت من فورها للين
لين : حبيبتي أنوار ما بك بنيتي
أنوار ببكاء : إنهما يتشاجران من جديد لما لا يتوقفان
نظرت لين لصديقتيها بضيق : لما لا تتصرفا مع ابنيكما
آنين كانت تمسك طفلا صغيرة في عمر العامين في حجرها وتحمل مولودا في أحشائها أيضا لم يتجاوز
الشهرين صرخت منادية : إياد انهض واحضر ابنك إنه يتشاجر مع أبن يزيد مجددا
إياد : إنهم أطفال سيعودان للعب مجددا مع بعضهما
آنين : لين ألم تجدي ما تفعلي سوى أنجاب طفلة كهذه ما الذي سيُنهي المشكلات الآن
لين : وماذا كنتي تريدي مني ... أن أسرق واحدة من الشارع مثلا ... هذه ابنتي
لجين : ما ستتوقعين قد يخرج من بيضة والداها لين و روح
آنين : دجاجة هههههه
لين : لا تسخري من أبنتي هل تعجبك دجاجتك هذه
آنين : ما بها إنها ملاك سوف تزحفوا على وجوهكم لنزوجكم إياها
لين : لا ... ليحتفظ كل منا بأبنائه إن كانوا صغارا وهذه النتيجة فكيف في المستقبل
لجين : ابنتك يا لين لن تكون إلا لأبن عمها هوا الأحق بها أما أبن آنين فعليه أن يتزوج بابنة عمه
آنين : بل عليكم تحسين السلالة ولن تجدوا كابني أبدا فوالده إياد
لين بتذمر : لن تكون لكليهما ابنتي محجوزة
لجين : هذه خيانة لمن ستزوجينها غير ابن عمها
لين : هههههه ستعرفين في المستقبل
نهضت لجين تمشي خطواتها بصعوبة بسبب حملها و توجهت مبتعدة ثم عادت تسحب طفلا في الخامسة بيدها
عائدة لكرسيها
لجين بغضب : ألم أقل لك أن لا تتشاجر معه مجددا لقد حذرتك من ذلك قبل مجيئنا ... لن أمضي اليوم
بطوله اركض خلفك أتفهم
عامر: أمي هوا من بدأ لا يريد الابتعاد عن أنوار سوف يوقعها
أعطت أنين طفلتها لوالدها ليمسكها كي لا تبتعد وغادرت لذات المكان وعادت أيضا بطفل في الخامسة تسحبه
من إذنه وهوا يصرخ : آي أمي آآآآآآآي
آنين بحدة : ستبقى هنا بجانبي كي لا تثير المزيد من المشكلات
قصي : هوا لا يريدني أن ألعب معها كان يدفعني
آنين : اصمت واجلس هنا بجواري
لين : آنين عليك أن تتوقفي عن إنجاب الأبناء إنهم متعبين
آنين : أبدا سأنجب أكبر عدد ممكن و إياد يوافقني على ذلك
مر حينها شاب في العشرين من العمر سالكا الطريق بعيدا عنهم قليلا وعيناه في الأرض قفزت أنوار من
حضن لين راكضة باتجاهه وهي تنادي : عمااااااااد
استقبلها عماد بين ذراعيه وحملها ثم مسح بقايا دمعة على خدها وهوا يقول : ما بها صغيرتي الجميلة من
يبكيها هكذا
أنوار : هيا عماد خدني للدجاجات
عماد : هههههه اسمه دجاج صغيرتي وليس دجاجات
أنوار : خدني هيا خدني
نظر عماد جهة لين وعيناه في الأرض وقال : سيدتي هل آخذها معي
لين بابتسامة : بالتأكيد ... ولن أوصيك عليها فأنا مطمئنة مادامت معك
عماد وعيناه لازالت في الأرض : إنها في عينيا سيدة لين
لين : مُر بروح لتخبره أنها معك كي لا يبحث عنها ولتأخذ أبني عادل معكم
عماد : حسننا
قصي : أمي هل أذهب أيضا
آنين : اذهب ولكن لا تتعب الشاب معك فهمت
عامر : أنا أيضا
لجين : أذهبوا وأريحونا .... عماد لا تمسك يدك عنهم إن سببا لك أيا مشكلة أضربهم فورا
عماد وهوا يغادر : هيا تعاليا سنزور الحظائر كلها
أنوار وهي تحضنه بقوة : هييييييييه كم أحبك يا عماد
لين كانت تنظر ناحيتهم بابتسامة ثم قالت : هذا هوا عريس ابنتي هل عرفتموه الآن
لجين : من .... إنه يكبرها بكثير وهوا عامل لديكم
لين بضيق : ليس عيبا أن يكون عاملا لدينا أنتي لا تعرفي عماد جيدا ... ثم روح كان في مثل سنه عندما
كنت أنا في الثالثة وها نحن الآن زوجان وسعيدان أيضا ... وأنوار متعلقة به كثيرا
لجين :لما كل هذا الغضب لقد كنت امزح ولم أعلم أنك جادة في الأمر يا لين
لين : كل الجد وما أن تبلغ أنوار السابعة عشرة فستتزوجه رغما عنها
آنين : إنهم أطفال والكلام في الأمر سابق لأوانه
ترى هل المسألة بالفعل لا تتعدى كونهم أطفال وستتغير الأمور ما إن يكبروا ... أم ستكبر كل هذه الأشياء
معهم لتبني حواجز وجسور للواقع فتهدم كل الأحلام والأميات وتورث الأم والقلوب المكسورة
هذا ما لن نعرف إجابته أبدا ........ لأن الرواية قد انتهت
|