لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-14, 09:43 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

انتأبها أرهاق مفاجئ من مجرد التفكير فى اقامة حفلة واحدة. ألم يخطر لأمها أن ذلك سيزيدهما غرقاً فى مستنقع المشاكل؟ غمغمت بتوتر:
ـ اتساءل احياناً, أيكما أكثر جنون من الآخر, أنت أم سيمون ردفورد! هل درست الأمر من كل جوانبه؟ مثلاً, من سيطهو كل ذلك الطعام؟
ـ الحارسان الجديدان, سيقومان بذلك لقاء سكنهما المجانى فى الشقة و برضاء تام.
حدقت ليزا بشرود إلى غطاء الطاولة الأزرق.....إذن لم يغف سيمون عن أى شئ و سوف تضيع وقتها سدى أن حاولت أن تعارضه.
ركزت مونيكا بصرها على وجه ابنتها التعيس و قالت بلهفة:
ـ ألا ترين أن ذلك سيعزز مركزنا بالنسبة إلى البيت؟ لم يسعنى أن ارفض اقتراحاً كهذا.
ـ يبدو أنك فعلت كل شئ عدا الرفض.
ـ لعله يسرك أن تعلمى أنه سيدفع لىّ أجراً فقد اتفقنا على راتب بسيط.
بدا صوتها حذراً و منجرحاً فى آن. أما ليزا فأحست بشحوب لارد يغزو وجهها و قالت:
ـ ماما, ليتك توافقين على أن تمتنعى عن آخذ أى مبلغ مهما كان صغيراً.
حتى لنفسها عجزت عن تفسير سبب عزوفها الحقيقى عن أخذ أى شئ من سيمون, و حتى قبلاته لم تجن منها سوى العذاب. حاولت أخفاء ضيقها فاردفت قائلة:
ـ يجب أن تفهميه أن مطلق عمل ستقومين به سيكون مقابل جزء من بدل الايجار أو مقابل صيانة البيت إن شئت, لكن أياك أن تأخذى منه قرشاً فنحن مدينتان له بما فيه الكفاية.
ـ كما تريدين يا عزيزتى, أنه مبلغ تافه على أى حال و لا يستأهل هذه الجلبة.
اقتصرت أول حفلة عشاء على ستة اشخاص فقط و لم تظهر ليزا بتاتاً لترحب بالضيوف. كان الأمر غاية فى السهولة بل أنها استطاعت ايجاد عذر مناسب تقبلته أمها لكنه لم يرق سيمون على الأطلاق. فلقد لاحظ تغيبها و حين سألها صباح اليوم التالى عن مكان وجودها وقت الحفلة اجابته بعناد:
ـ كان من الممكن أن يخل وجودى باعداد الضيوف المزدوجة.
ـ ليس هذا هو الجواب المطلوب لسؤالى.
رمقته بنظرة توحى بالامبالاة.
كان صباح السبت و قد ذهبت إلى الحقل لتنعم بالطبيعة و الجدول. على مبعدة, كانت تسمع ضجيج المدينة الخافت, أما هنا فى عمق الأشجار فلا تسمع إلا تنهدات الهواء و هو يعبث بأوراق الشجر و يموج العشب الطويل و الأزهار البرية. التقطت بكسل ورقة من العشب الخشن كان ينمو قرب اجمة من العنبر البرى و أخذت تمزقها نتفاً صغيرة باصابعها النحيلة البضة. لم تع أنها تفعل ذلك إلا حين نزع سيمون العشبة من يدها, ثم قبض على ذراعها بقوة و قال بنظرة داكنة و صارمة :
ـ أين كنت ليلة أمس؟ قالت مونيكا أنك خرجت مع صديق.
هل بات يدعو أمها باسمها الأول؟ بالطبع سيفعل ما دام أكثر حذاقة من مونيكا, و ها هى قد بدأت تتغنى بمحاسنه صباحاً و مساءاً. حدقت إليه ليزا بخواء و قالت:
ـ أجل, كنت مع صديق لىّ.
ارخى ذراعه ذراعها و قال بضيق مكبوت و كأنه حزر عنادها المقصود:
ـ أى صديق؟ بيل برايت؟
اجابت بدون أن تنظر إليه:
ـ نعم, خرجت مع بيل.
احست بأبر نارية صغيرة تسرى فى رسغها الذى افلته لتوء فراحت تمسده باصبعها كأنها تحاول إزالة لمسته.
احتواها بنظرة فاحصة و قال :
ـ لم يكن فى نيتك الخروج معه ثانية بعد أن حضرت معه حفلة البالية فى ستراتفورد, لماذا عدلت فجأة عن قرارك السابق؟
ـ أنا و بيل مججرد صديقين.
عبق وجهها إذ رأت حاجبيه يرتفعان بإزدراء فاردفت فوراً:
ـ أوهـ, أعلم أن هذه العبارة دعابة تقليدية لكنها تنطبق علينا فعلاً. لقد خرجنا مع الموظفين و الموظفات فى المكتب, أن كنت تصر على معرفة الحقيقة, فقد دعتنا احدى الزميلات إلى حفلة بمناسبة عيد ميلادها.
شمخت بذقنها العنيد, فقال محدقاً إليها:
ـ متى ستتعلمين أن تردى مباشرة على الأسئلة التى توجه إليك؟ لا بأس دعينا الآن من ذلك. لكن حين أدعو الناس إلى البيت فى المرات المقبلة أريدك أن تكونى هناك, هل تفهمين؟ تستطعين على الأقل أن تساعدى امك أن لم تقدرى أن تفعلى شيئاً آخر.
هوى عنفه عليها كما الصفعة إلا أنها رفضت الرضوخ له كلياً.
غمغمت برقة و تهذيب:
ـ أن وجود سكرتيرتك فى هكذا حفلات قد يحرج موقفك يا سيد ردفورد, فقد يظن ضيوفك أنى أخبئ دفتر الملاحظات فى ثنايا ثيابى, و هذا هو هدفك الحقيقى من الحفلات, أليس كذلك؟ أنك تبغى تقييم كل مجرم مشبوه فى المدينة.
أجابها بصوت فاتر:
منتديات ليلاس
ـ ليزا لوسون, سوف ترغمينى فى يوم ما على ضربك كطفلة متمردة, كان يجب أن تضربى هكذا منذ سنوات طويلة.
التهبت وجنتاها و تحولت عيناها إلى ناراً زرقاء و هى تغيب بغضب و تعثر:
ـ لن تجرؤ على ذلك! أنك لا تقل سوءاً عن سيلاس!
ـ ليتنى عرفت عمى فى حياته, هل افهم من كلامك أنكما كنتما تختلفان فى الأراء؟
ـ كنت و سيلاس......
قطعت عبارتها و خمد غضبها بالسرعة التى اشتعل فيها, نظرت إلى سيمون بقلق فإذا بنور الشمس يكشف تقلص العضلات حول فكه, كان يجب أن تعتذر بدل أن تتهور بجوابها بالرغم من تهديده. إلا أنه قد لا يصدقها إذا اخبرته أنها ما أختلفت مع سيلاس حول أى شئ خلال السنوات الطويلة التى عاشتها فى هولوز آند باستثناء خلافهما حول مهنتها المستقبلية, و عوضاً عن ذلك قالت له بجمود:
ـ اعتذر من الطريقة الفجة التى خاطبتك بها, ادرك أنك تواجه مشاكل فى الشركة, و البيت بيتك على أى حال.
اشاحت بعيداً عنه فأمسكها من كتفها و قال ببسمة خفيفة:
ـ هل قصدت أن تعترى يا ليزا؟
ـ نعم, أظن ذلك......
ثم عضت شفتها بعنف خشية أن يفطن إلى مدى شعورها بالندم, و اردفت تقول:
ـ قلت أنى آسفة.
ـ سمعتك.
ارخى يده فوراً و تابع يقول بحزم لعدم تأثره كثيراً بكلماتها القليلة المتكلفة:
ـ فى المرة المقبلة حاولى أن تعتذرى بوضوح أكبر, على أى حال لم آت هذا الصباح لأتحدث عن حفل الليلة الماضية.
قالت على الفور:
ـ لم تذهب إلى لندن هذا الأسبوع؟
وعت فجأة أن اليوم هو يوم السبت و أنه ما يزال هنا لسبب ما.
استدار ليسير معها فى اتجاه البيت ثم وضع يده بحزم على مرفقها و قال:
ـ لدى عمل مهم هنا. يجب أن أتوجه إلى مكان قرب بريستول خلال ساعتين لحضور موعد مهم و احتاج إلى مساعدتك, جئت لآخذك معى, و أخشى أنى قد اعتبرت ذهابك معى تحصيل حاصل.
ـ كان من الجائز أن لا تجدنى.
تعثرت قدمها وسط العشب الطويل فشدد قبضته على ذراعها و أجاب:
ـ ادركت ذلك, إن هذا المشروع الجديد يخص فرع لندن فى الواقع أكثر مما يخص الشركة هنا, إنما يمكننى أن أنهى المسح المبدئى من بيرمنغام بالسهولة نفسها, كان الأمل ضئيلاً بأن اجدك هنا و أن لا تكونى متقيدة بعمل خاص و هكذا قررت أن آتى لأتأكد.
ترددت ليزا لحظة عابرة إذ أنها وعدت أمها بأن تأخذها بالسيارة إلى بيرمنغام هذا الصباح, لقد نجحت الصفقة مع المخزن أكثر مما توقعتا, و مونيكا حافظت على كلمتها و تابعت الأتصالات بمفردها, الآن وعدت بأن تنجز ثلاث لوحات أخرى و وافق قسم المحاسبة على إلغاء الدين فور تسليمها تلك اللوحات. كذلك انجزت مونيكا لوحة رابعة كانت تعتزم أخذها إلى تاجر التحف بعد الافطار . التفتت ليزا إلى سيمون بسرعة و لم تقدر أن تقاوم الاغراء الذى حثها أن تقضى معه جزءاً من ذلك النهار على الأقل, هل تطلب إلى الحارس و زوجته أن يوصلا مونيكا إلى المدينة؟ أنهما خدوماً جداً و أمها تكره القيادة فى شوارع بيرمنغام, قالت له:
ـ أرجوك أن تنتظر قليلاً حتى آتى بمعطفى, سأرافقك من كل بد.
ـ لا تبدلى ثيابك, أبقى كما أنت.
و عندما اخبرت أمها استغربت قبولها الفورى, ثم أضافت قائلة:
ـ يجب أن ترافقيه فنحن ندين بالكثير لـ سيمون. أنا سأتدبر أمر ذهابى إلى المدينة و لو اضطررت إلى ركوب الباص. اللوحة ليست ثقيلة انما مزعجة الحمل.
نزلت عند طلبه فظلت فى سروالها الجينز الأزرق و لكنها اختارت بلوزة ثانية ملائمة أكثر. أما شعرها الطويل الذى سرحته عند المزين قبل يومين فكان يتهاوى متالقاً على كتفيها و لم يحتاج إلا إلى ضربة مشط خفيفة.
و فكرت بلهفة, كم سيعجبه شعرها على الأقل أن لم تجد فيها شيئاً يعجبه.
التفتت بفضول إلى المرآة فشعرت بامتنان مفاجئ لبنيتها العظمية الدقيقة التى لم تلحظها من قبل. صحيح أن لباسها عادى غير أنها تبددو جذابة اجمالاً و فى مقتبل العمر.


منتديات ليلاســــــــــــــــــ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 20-08-14, 09:45 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

لقد رفض سيمون أن يدخل لاستعجاله فى الذهاب, ووجدته الآن فى السيارة و هو يحدق إلى الحقل بنظرة تقيمية.
و حالما انطلقا بالسيارة علق قائلاً:
ـ الحقل شاسع المساحة, أما ذكر سيلاس بتاتاً فكرة البناء عليه؟
خبت ثقة ليزا التى اكتسبتها قبل دقائق معدودة و ارتجفت ضمننياً إذ أن مججرد فكرة البناء و تأثير ذلك على أمها اشعراها بخوف مفاجئ. أجابته بعنف:
ـ ـ أن كان ذكر ذلك فأنا لم اسمعه بنفسى.
قال و عيناه السودوان تسخران من شفافيتها:
ـ و أمك لا تستطيع أن ترسم فى أى مكان آخر. ألا تظنين أن الوقت قد حان لأن تبدأ الرسم فى أماكن أخرى؟
غمغمت ليزا بشئ من التعاسة:
ـ ربما.
على مسافة تبعد خكسة عشر ميلاً عن بيرمنغام مرا بالبيت العتيق الذى كان والدها بالتبنى يشغله كرجل دين, و هنا فاجأها سيمون بالقول:
ـ سنزور المكان فى طريق عودتنا و إذا وجدنا وقتاً نتناول طعام العشاء و نتجول فيه. لقد وعدت نفسى بهذه المتعة منذ اخبرتنى أنك ولدت هنا.
احست بالدم يهرب من وجنتيها و استقامت جالسة على مقعدها, لماذا تدور احاديثهما الأكثر خطورة داخل هذه السيارة؟ نظرت بعصبية إلى جلد المقعد المثير كما لو أنها تتهمه بالتآمر الخفى مع الرجل المثير الجالس إلى جانبها. تذكرت أنه سألها عن والدها فى مرة سابقة....ربما ينسى الموضوع إذا لم تعلق عليه اهمية, قالت بجمود:
ـ كما تريد.
نظر إليها بتمعن و قال:
ـ لو كنت مكانك لتلهفت إلى رؤية المكان, إلا إذا كان هناك شئ تحاولين اخفاءه؟
التقت عيناها المتسعتين بعيناه المتسائلتين و هتفت بتهور فضح شيئاً من انفعالها الداخلى:
ـ بل ارحب بقضاء نهاراً كاملاً هناك.
ثم اضافت لتزيده اقتناعاً بلهفتها:
ـ تركت المكان من سنوات طويلة و أنا واثقة من ان لا احد من سكان المحلة سيتذكرنى.
عاد يحدق فى الطريق و قال بجدية:
ـ شكلك من النوع الذى لا يتغير يا ليزا. قد تسرين عندما تكتشفين أنهم لم ينسوك.
ـ لقد تغيرت كثيراً منذ غادرت, كنت وقتها مجرد طفلة.
ضحك متلذذاً و قال:
منتديات ليلاس
ـ عزيزتى ليزا, حتى الآن, تتصرفين احياناً كالاطفال. من جهة أخرى, قد تؤلمنا ممواجهة الذكريات بالطبع, إنما ا يمكنك أن تطمسى الماضى و تعتبرينه شيئاً لم يكن, فأن كنت تخشين بعض الذكريات, الا تظنين أنه من الخير لك أن تواجهيها؟ اعرف تماماً أنك لا تفتقرين إلى الشجاعة.
و فكرت ليزا بجنون, أن لم يصمت فوراً فسوف تصرخ! الصراع بينهما على وشك الاحتدام و قد يكون سيمون واعياً له و يتلذذ به أكثر منها.
المشكلة أنه اصاب كبد الحقيقة. ليس فى ما يخص شجاعتها إذ لم تعد تملك منها إل القليل! فلو أنها شجاعة حقاً لبادرت الآن و سردت عليه كل فصول خديعتها الحمقاء و باسلوب عفوى مرح يجعلهما يضحكان معاً فى نهاية القصة. إلا أنها لا تملك من الشجاعة أو الذكاء ما يكفى لحملها على المجازفة لذا عليها أن تتمسك بقصتها الأساسية, أى أنه يتكلم جزافاً و ليس لديها ما تخفيه.
اجابته محاولة تغير الموضوع:
ـ ثيابى غير مناسبة لسهرة عشاء.
التفت إليها بسرعة و قال ناظراً فى عينيها:
ـ تبدين جميلة و إلى حد الاغراء بالتهامك انما اعدك بان اكبح نفسى أثناء العشاء.
ترنح قلبها بجنون بدل أن تترنح السيارة التى بدت كصاحبها, مصممة على أن لا تحيد عن الطريق المرسومة أمامها. الصمت سلاحها الوحيدو بوسع سيمون أن يفسره على هواه, إذا سلكا الطريق نفسه فى العودة فيمكنها أن تتظاهر بالصداع أو تزعم ارتباطها بموعد آخر, المعروف عن النساء انهن خبيرات فى ابتداع الاعذار المناسبة, و لديها النهار باكمله لتفكر فى ذريعة مقنعة.
لو جاء من يقول لـ ليزا أنها كانت غارقة فى الشفقة على نفسها, لما صدقته, أنما لاعترفت ربما بانها تشعر بمزيج من التعاسة الخفيفة و عدم القناعة و أن هذا المزيج يجرح قلبها, فـ سيمون يعذبها و يغيظها, تاررة تود أن تنتحب باكية و تراة أخرى تود أن تكرهه, إلا أنها تحس فى اعماقها بعاطفة أقوى من الكراهية و لكنها تصر دائماً على عدم الاعتراف بها!
كان يشقان طريقهما جنوباً فى اتجاه بريستول دون أن يمرا بالمنطقة التى تجولت فيها مع أمها بصحبة بيل, بل كان سيمون يتبع وادى سيفرن الممتد فى بلدة توكيارى حتى البحر و وسط الوادى تقع مدينة غلوشستر التاريخية التى كانت مركزاً زراعياً مزدهراً و ملتقى طرق فى عهد الرومان و اصبحت الآن مدينة صناعية على الغالب تصدر منتجاتها المحلية إلى الخارج.
لدى مرورهم بمبعبدها الشهير عاد سيمون من شروده فى قضايا العمل و قال مشيراً إلى قبته:
ـ قد يهمك أن تعلمى شيئاً. أنا لا أعرف غلوشستر جيداً أنما أذكر أن نافذة المعبد الشرقية تساوى مساحتها اثنين و سبعين قدماً فى ثمانية و ثلاثين و هذا الحجم من الزجاج الملون يأتى فى المرتبة الثانية بعد زجاج معبد يورك و كلاهما شيد فى القرون الوسطى.
ابتسمت قليلاً و قالت بتحفظ :
ـ لكنك قادر على الحصول على المتع بين الحين و الحين.
بادلها ابتسامتها بأخرى جافة و قال متاملاً محياها بسخرية:
ـ احياناً.....و ماذا عنك أنت؟
ـ استحق منك هذا السؤال.
قال بنظرة مليئة بالوعيد:
ـ فى يوم ما, سوف نجلس معاً يا ليزا و حيث ستجبين على كل الأسئلة التى استطعت لغاية الآن أن تتهربى منها, قد نطلق على تلك الجلسة اسم "يوم الحساب"
ـ أنا لا أقصد التهرب انما لا اجد الجواب المناسب احياناً, أو بالاحرى الجواب الذى يهمك أن تعرفه. لكل منا حياته الخاصة خارج المكتب. قد اكون تواقحت عليك بعبارتى انما لم اقصد منها أن اتدخل فى شئونك الخاصة.
ـ قد تظنين ذلك لكن جميع النساء لديهن فضول معين بالنسبة إلى الرجال. أنه نوع من التفاعل الفطرى و هو الذى يحافظ على مسيرة الحياة.
حدقت ليزا إلى يديها و قد انتابها غضب مفاجئ بالرغم من الدعابة الخفيفة فى صوته, انها تتمتع بحساسية بالغة تجاه الناس و قد احست بتيارات خفية فى نفسه صعب عليه أن يعبر عنها بالكلام, و هى ليست ذكية بما فيه الكفاية لتفسرها فوراً قد يتضح لها مقصده مع مرور الأيام.
وجدت من الحكمة أن تخنق غضبها فتثاءبت تتظاهر بالاعياء و قالت و هى تسدل اهدابها بحركة دفاعية:
ـ كالعادة, يبدو أن هذا الحوار لن يوصلنا إلى أية نتيجة .
احسته يرمق جفونها المطبقة و سمعته يقول:
ـ أوشكنا أن نصل فلا تخلدى إلى النوم , قد تجدين مبرراً حقيقياً للاغفاء فى طريق العودة.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 20-08-14, 09:46 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي



9 – انتظرت و هى تخفى لسعة غيرة.
ثم حدست أن لدى الفتاة شيئاً لتقوله, و حدسها تجاه
لورا لم يخب ابداً. لكنها أحست هذه المرو بوخزة تحذير و ادركت غريزياً أنها ستسمع خبراً لا تريد سماعه.

منتديات ليلاس



اتضح أن المشروع هو بناء فندق جديد و استطاعت شركة سيمون فى لندن أن تكسب مناقصته. قضت ليزا بقيت النهار تتيع سيمون حول اساست البناء و دفتر الملاحظات فى يدها فيما راح هو يبحث التفاصيل التقنية المعقدة مع المهندسين و مهتنين آخرين يعملون فى شركته, ثم عقد جلسة مع اصحاب المؤسسة الضخمة التى ستتسلم الفندق بعد الانتهاء من تشيده, الأمر الذى اضاف إلى اسهمها الوافرة اسهماً جديدة.
شهدت لـ سيمون بالخبرة و المهارة إذ لاحظت كيف فرض احترانه على هؤلاء الرجال و كيف راحوا يستثيرونه فى معظم النقاط و يطلبون ارشاده دونما حرج.

منتديات ليلاســـــــــــــــــــ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 20-08-14, 09:47 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي


لم تمكنها خبرتها المحدودة من فهم غالية الحديث الدائر بينهم لكنها استطاعت أن تسجل الملاحظات نقلاً و هى تحمد الله على مهارتها فى الاختزال, لم تدر إذا كان سيمون ممتناً لجهودها و لكنها شعرت على الأقل بالارتياح لأنه لم يوجه إليها أى نقد. و فيما بادلها الآخرين بعض التعليقات المرحة بين الحين و الحين, اختار سيمون أن يتجاهلها و مع ذلك لم تقد هى إلا أن تحس بوجوده الحانى إذ انه اهتم بتأمين كل احتياجاتها, و كان حين ينظر إليها بين الوقت و تلآخر ترفع بصرها إليه و تجيبه بابتسامة حلوة تقوس شفتيها المليئتين.
و بالرغم من تشجيعه الصامت انتابها الارهاق فى آخر النهار و تحسرت إلى حد ما على تجوالها المعتاد كل سبت, و الذى اعتبرته نزهة بالمقارنة مع العمل الشاق الذى ادته اليوم, و هكذا تنفست الصعداء عندما قرر فى الخامسة أن يتوقف.
ودعا الحاضرين و انطلقا عائدين إلى البيت.
انابها احساس غريب بأنهما يتبادلان وعوداً معينة و قد ابهجها هذا الشعور مع انها اكدت لنفسها عدم صحة هذه الفكرة. ألقت رأسها على ظهر المقعد و اغمضت عينيها فى استرخاء.
و بعد مرور أكثر من ساعة خاطبها قائلاً:
ـ ليزا استيقظى, لقد وصلنا.
افاقت مجفلة و هى بالكاد تعى أنها كانت نائمة ثم هبت جالسة و شهقت قائلة:
ـ وصلنا؟ أين؟
لم تشأ أن تصدق حقيقة اغفائها لأن سيمون وعد بسلوك طريق مختلفة اثناء الرجوع و كانت هناك أماكن كثيرة تود رؤيتها!
تأمل محياها العابق بدفء النوم و غمغم مجيباً:
ـ انظرى حولك أيتها الأميرة النائمة, سمعتك بوضوح تقولين أنك لست متعبة لكنك استسلمت للنوم حالما غادرنا بريستول.
لم تصغ إلى كلامه إذ كانت تحدق من النافذة بخيبة. لقد وصلا إلى المكان الذى ارادت الهرب من زيارته, إلى البيت الذى عاشت فيه قديماً.
حين تحدث سيمون عن زيارته أثناء العودة حسنته يلقى الكلام جزافاً.......
وجدتت أنهما متوقفاً فى ساحة القرية بالقرب من المنزل القديم انما يبدو الآن أكثر فخامة من أى نزل آخر, فقد توسع فأصبح فى مصاف الفنادق الحديثة و احست ليزا بأنها لا تحبذ هذا التحول. هتفت كأنها تخاطب نفسها:
ـ اعتقد أن اصحابه تغيروا ايضاً و صار تحت ادارة جديدة.
فقال سيمون مقترحاً:
ـ تعالى ندخله و خابرى أمك لبينما أطلب الطعام. لم يحن موعد العشاء بعد, و سوف نمضى الوقت باستكشاف القرية لبينما يجهز الطعام, و يمكننى كمشاهد, أن ادرس وجوه الناس لاستطلع فيها امارات التعرف عليك.
هل سبق و قمت بهذه اللعبة ليزا ؟
كانت منشغلة بافكار عدة فأجابت بارتباك:
ـ ألا تظن أنه من الخير لنا أن نتابع السفر؟ سنصل إلى البيت بعد ساعة و بوسعك أن تتناول الطعام عندنا, ستفرح أمى بزيارتك.
قال بصوت يشوبه الضحك:
ـ هذا يدل على أنك تعتبرين تحصيل حاصل, لماذا نرهقها مجدداً بعد الحفلة التى اقامتها أمس و خصوصاً أنى قادر على تزويدك بعشاء جيد هنا؟ اضافة إلى ذلك, اريد الانفراد بك لساعة أو اثنتين. ألا تدركين أنى لم أحظة بهذه المتعة حتى الآن؟
خابرت امها ثم انضمت إليه عند الباب الأمامى و أكدت لنفسها ان تعليقاته الغامضو لن تؤثر فيها, انما لماذا يخفق قلبها بهذا الشكل لمجرد رؤيته يقف امام الباب بقامته الطويلة و غروره و عينيه المطبقتين قليلاً بفعل الشمس الغاربة؟ تطلعت إليه و صدرها يجيش بجملة عواطف مربكة.
قبضت يده على مرفقها فى حركة باتت مألوفة لديها و قال:
ـ هل نتمشى؟
أومأت بصمت و لم تتكلم ثانية إلا حين اقتربا من المعبد. القرية نفسها تغيرت و بدا أن المعبد هو البناء الوحيد الذى بقى على حاله, القرية ازدهرت بالعمران و معظم البيوت القديمة بُيعت و تجددت حتى لا تكاد تعرفها و قد ساعدها على الازدهار قرب القرية من المدن و البلدات المحيطة بها.
أما البيت فلم تزره ثانية منذ أن انتقلت و أمها إلى منزل سيلاس, و قد دُفن والدها فى لندن, مسقط راسه, وقفت تتأمل مربع طفولتها و قالت بهدوء:
ـ أترى لقد اضعنا الوقت ليس إلا, إذ لا أجد أى مكان يستحق الزيارة, و لا يوجد حتى ضريح.
نظر بتأنيب إلى وجهها الفتى المتغطرس و قال:
ـ عزيزتى ليزا, تبدين مقتنعة بأنى جئت هنا لأعاقبك فى حين أن الفكرة لم تخطر لىّ اطلاقاً, لقد اثار فضولى فقط وقوفك الدائم على سلاحك و من شأن مطلق رجل أن يتسأل عن الأسباب التى ما تنفك تشغل ذهن الفتاة التى يهتم بأمرها؟
سهمه كاد يصيب عظمها هذه المرة....اشتعل الخوف فى داخلها فشهقت قائلة:
ـ قد تكون رئيسى........
توقفت حين غرز اصابعه فى مرفقها و ارتفع الألم المبرح إلى كتفها, فهتفت و هى تحاول انتزاع نفسها من قبضته:
ـ أنت شيطان أيضاً!
رفض إخلاء سبيلها و قال بصوت كسول:
ـ قد لثبت لك فى يوم من الأيام إلى أى حد استطيع أن أصبح شيطاناً عندما أثار. أما الآن فيجب أن تأكلى, إذ لا يمكننى أن أحصل من فتاة جائعة على ردود الفعل المناسبة.
كان يركز بصره على عنقها الجميل البض فغضبت و أرجعت رأسها العنيد إلى الخلف. أدركت أنه يداعبها غير أنه لم تقدر أن تتحمل مزاحه البتة. ارتجفت شفتاها قليلاً واتسعت عيناها فيما تعمقت زرقتهما و احست بغربة واضحة, قد يكون مصيباً نم الناحية الظاهرية, أنها جائعة بالفعل.
تكهنت منذ البداية أن السهرة ستكون فاشلة, و مع أنها لم تخل من لحظات المرح إلا أن قناعة ليزا ظلت كما هى حتى النهاية, فلما شرعا فى تناول حساء كثيف بالكريما ذى وصفة فرنسية, خف بعض استيائها حين كف عن اغاظتها و سألها:
ـ هل كانت أمك ترسم هنا أم أنها بدأت الرسم بعد استقرارها فى بيرمنغام؟
لم تكتشف ليزا إلا بعد وقت طويل مدى السهولة التى وقعت بها فى الشرك, إذ افترتضت ببراءة أنه يركز اهتمامه على موهبة امها الفنية. قدرت فيه هذا الشعور النبيل فزال خفقان قلبها العصبى و حل مكانه دفء اضاء محياها, ابتسمت بآسى يمازجه عطف و قالت:
ـ اعتقد أنها بدأت قبل مجيئها إلى هنا. أن ولعها بالرسم يلازمها منذ سنوات طويلة- رسم الريف, افراد عائلتها, أى شئ. كان والدى يقول أنها تنوع موضوعاتها كثيراً أما سيلاس فكان ينتقد ضعف لوحاتها حتى جاءت إلى هولوز آند و اقتصر رسمها على المناظر الطبيعية. أنى أعجب بلوحاتها ضمناً مع الاعتراف بأنى ليست ناقدة فنية. معظم انتاجها السابق مخزون فى احدى العليات و هو بحسب رأيها غير قابل للبيع بتاتاً. على أى حال أعتقد أن هذا هو السبب الحقيقى لتعليقها بـ هولوز آند.
فعلق سيمون بشئ من الاستغراب:
ـ أما تزال تعتقد أنها لا تستطيع الرسم فى مكان آخر؟ قد تكونين مخطئة بشأن انتاجها السابق لأنه إذا استطاع احد الفنانين أن يشتهر إلى احد ما فغالباً ما يتضح فى ما بعد أن لوحاته السابقة ذات قيمة كبيرة.
اجابته و هى تحدق إليه شاردة:
ـ ربما, لكنى اتمنى لو تتخلص من تعلقها برسم الحقول.
ـ قد تكون واهمة فى اعتقادها بأنها لا تستطيع استيحاء الرسم من مكان آخر, ربما هى تميل فى الوقت الحاض إلى التعلق بالماضى و إلى التحسر على الأشياء الكثيرة التى فقدتها, ربما لا تملك الأيمان أو الجرأة لكى تربط أفكارها بالمستقبل.
استمرت ليزا تشخص إليه ثم قالت و نظرتها تزداد يأساً:
ـ قد لا تفعل ذلك ابداً, إلا إذا حصل زلزل و أبقظها!
فابتسم سيمون ليلطف مزاجها المتهاوى إلى حضيض القنوط و قال:
ـ ليس الوضع مأساوياً إلى هذه الدرجة. لا تبتئسى يا ليزا لوسون و إلا انتهى بنا الأمر إلى البكاء. إذا فشلنا فى محاولتنا فلدى بيت ريفى فى جنوب فرنسا سأغريها بالذهاب إليه, و قد تبرهن على أنها اسلس قيادة من ابنتها فى أمور كهذه.
اشاحت بصرها عنه إذ شعرت باستياء غريب, و بلسعة غيرة لا داعى لها بتاتاً. هل سيعيد سيرة سيلاس من جديد فيبذل الغالى و الرخيص من اجل أمها و بدون أى مراعاة لها هى؟ أن تصرفاته لغاية اليوم تثبت صحة هذه النظرية, مع وجود فارق مهم, هو أن تصرفات سيلاس لم تكن تأبه لها فيما يجرحها موقف سيمون فى صميم الصميم!
رفعت رأسها بجهد, و قالت و هى تبتسم له بوهن كيلا يفطن إلى ما يدور فى ذهنها:
ـ طالما تصوورت متعة السكن فى كوخ ريفى, لم أفكر بالطبع فى مكان رائع كجنوب فرنسا لأن مثل هذه البيوت لا يراها المرء المرء إلا فى أحلامه.
ـ ستحبين هذه المنطقة من فرنسا يا ليزا, لأن اشراقها و دفئها سيليقان بك, و قد تتخلصين حتى عن بعض تلك التحفظات التى تنكد حياتك.
ـ أنها لا تنكد حياتى!
كرهت نبرته الساخرة و الهز الذى عاد إلى عينيه الرماديتين, ثم اضافت باحتراس:
ـ من الجائز أنها زرعت فىّ من أجل حمايتى.
ـ لتحميك من ماذا؟
عجزت عن الجواب و حتى عن احتفاظها برباطة جأشها لأكثر من لحظات معدودة. ترددت ثم نظرت بارتباك إلى الشراب المتألق فى كأسها,
لم تقدر أن تتذكر نوعه أنما فى داخلها شك مقلق بأنها احتست منه أكثر مما يجب.
استشف سيمون افكارها فقال يأمرها و قد تضايق من شكوكها:
ـ اشربيه يا حلوتى ليزا, أما إذا كنت تفضلين القهوة فلنتناولها فى قاعة الاستراحة.
ادركت لحظتها أنه يسخر منها و كانت هى نفسها قد فقدت روح المرح.
شعرت فجأة بوجوب الابتعاد عنه و لو لوقت قصير فقالت:
ـ لن أتناول المزيد, لقد تناولت الكثير من السوائل فى بريستول.
فأشار بسرعة إلى عامل المطعم حين رآها تنهض من مكانها ثم قال:
ـ إذن سنتحرك فوراً من هنا.
شعرت أنه متردد فى العودة فقالت معترضة:
ـ لا تنهض, أرجوك, أكمل شؤابك و سأوافيك بعد قليل. كانت توجد فى الماضى بحيرة اصطناعية خلف الفندق و كان القيمون عليها يسمحون لوالدى أن ينزهنى فى القارب و أنا صغيرة. أود أن ألقى عليها نظرة سريعة.
أهداها ابتسامة مثيرة للجنون و قال:
ـ أتقولين هذا بعد حلول الظلام؟ أجلسى يا ليزا و هدئى اعصابك لبينما أتأكد من وجود البحيرة. بعد ذلك سنرى أن كنت تودين زيارتها فى الظلام بدافع الحنين أم بدافع شئ آخر.
ـ سألاقيك عند السيارة بعد عشر دقائق
استدارت بعد ذلك و خرجت من الغرفة مهرولة.
منتديات ليلاس
كانت تعلم أن غضبه سيحمله على اللحاق بها انما لم يخطر لها أنه سيأتى بهذه السرعة.....لقد وجدت البحيرة فى مكانها السابق فوقفت أمامها تتأمل التماع سطحها فى ضوء القمر. كانت نخفية عن الطريق بأجمة أشجار كثيفة و حالما أدارت بصرها عنها رأت نفسها تواجه سيمون الذى جاء خلفها بسرعة.
قال بتمهل و رزانة مع أنه بدا يصارع صبره:
ـ يصعب علىّ أحياناً أن أقارنك بالسكرتيرة الهادئة المتماسكة التى أعرفها.
كان يتأمل وجهها المغمور فى ضوء القمر فيما بقيت عيناه محجوبتين فى ظلمة نسبية و سمعت نفسها تهتف على الرغم عنها:
ـ لست مضطرة أن أكون هادئة و متماسكة باستمرار. على الأقل لا يمكنك القول أنى اخترعت قصة البحيرة.
طوحت يدها فى نصف دائرة ثم صرخت فى وجهه الجامد و هى تنشج قليلاً:
ـ أعرف أنى تحامقت فى الخروج إلى هنا و فى الطريقة التى تصرفت بها أنما فعلت ذلك من دون قصد.
هزا رأسه بتمهل و قال محولاً بصره إلى المياه:
ـ زرت الفندق مرتين من قبل و أعلم بوجود بحيرة. لابد أن حنينك قادك إليها.
ـ و مع ذلك تتكلم بارتياب؟
ـ كنت اتساءل فأنا أعجز أحياناً عن فهمك. كنت اعتزم اصطحابك إلى الشقة لنشرب القهوة, إن شئت.
ـ من أجل ذلك فقط؟
سؤال متهور ينطوى على خطر لكن الكلمات خرجت من شفتيها المرتجفتين قبل أن تتمكن من ايقافها. هناك مزيج من الاثارة و الغضب يدوران فى رأسها.........
تأمل فمها المرتعد و قال :
ـ كلا, من أجل أكثر لكنه غير ما تظنين. لقد رغبت فجأة فى احتضانك و تقبيلك على أمل أن يجعلك ذلك تتخلين عن الكثير نم روادعك و تحفظاتك, لكنك افسدت علىّ خططى المحكمة تلك, إذ اضعنا وقتاً طويلاً فى القرية و تحدثت كثيراً فى المطعم, و الآن تهدرين مزيداً من الوقت أمام بحيرة مهجورة فلا يسعنى بعد هذا التأخير إلا أن اعيدك إلى بيتك.
كان يغيظها و كرهته لأنه يفعل ذلك لكن معنوياتها ارتفعت بشكل غريب. فمن السهل عليها أن تواجهه حين يصفى مزاجه. قررت أن تتجاهل تلميحاته عن الشقة و اجابته بخنوع:
ـ اعتذر عما سببته لك من خيبة.
ـ مادامت السيدة مستعدة للاقرار بمكرها فقد نستطيع انقاذ الوضع بطريقة ما.
ثم سألها و عيناه تضحكان فى الظلام:
ـ قلت أن لك ذكريات سعيدة مع هذه البحيرة؟
ـ لم تكن دائماً دائماً سعيدة, ليس عندما سقطت فيها ذات يوم........
عاد يتأمل امتداد البحيرة و سألها:
ـ و هل هى شديدة العمق و الاتساع ليغرق المرء فيها؟
ـ مساحتها حوالى أثنتى عشر الف متر مربع و عميقة جداً فى بعض الأماكن, أو بالاحرى كانت هكذا فى تلك الأيام. لقد زرع بعضهم أشجار حولها, و كان يحلو لىّ أن أتكئ على حافة القارب و أتأمل ظلالها على سطح الماء حين تحركها الرياح. و ذات يوم انحنيت أكثر من اللزوم و سقطت.
ـ و بدوت وقتها كفأرة مبللة ذات جدائل.
امتدت يده لتقبض على شعرها بقسوة ثم جذب رأسها صوب كتفه و اردف قائلاً:
ـ كبرت و لم تعد لديك جدائل لكن شعرك كثيف و مغر و يناسب ذوقى تماماً.
اتقدت عيناها بامتعاض جامح, انها لا تمانع فى مداعباته انما ليس بهذه الطريقة. حاولت التحرك فجمدها بقبضة آلمتها. هتف و الدموع تلسع عينيها:
ـ لقد نشأت فى بيت خلوق و الطبيعة هى التى انعمت علىّ بهذا الشعر.
تجاهل اعتراضها الواهن و قال باسماً:
ـ لم أر فى حياتى فتاة جاحدة على غرارك, ليكن فى علمك أنى لا أعمال كل سكرتيراتى كما أعاملك.
ضمها إلى صدره, لقد عانقها من قبل و من المفروض أن تعتاد على ذلك, كادت ان تضحك بهستيريا و احست بقلبها يركض بين ضلوعها.
ترددت قليلاً فقال يأمرها بلطف:
ـ أخبرينى, بما كنت تفكرين فى هذه اللحظة؟
ـ لا شئ معين.
بدا أنه لم يقتنع و قال ليعذبها:
ـ ما بك لا تقاومين يا حبيبتى؟ قد تقولين بعد لحظة أنك عاجزة عن مقاومتى و عندها نحرز تقدماً فعلياً.
انفجر رأسها غضباً و مذلة, حاولت الأفلات منه لرغبتها الملحة فى الأنتقام لكن قبضته الحديدية حالت دون ذلك.
قالت باختناق و رعونة:
ـ لا أمانع شخصاً فى أن يعانقنى رجل لكنك تختلف كثيراً عن سائر الرجال!
ـ إذن دعنى اثبت ذلك.
لقد اصبحت تحت رحمته كلياً, و قد أثارت فيه عبارتها شراسة لم يحاول اخفاءها. اعتقل كتفيها من خلال شعرها الكث و لم يأبه لايلامها. ارتعدت و ما عادت قادرة على المقاومة, ضمها فدارت الدنيا حولها ثم اختفت. انهما وحدهما على الأرض و لا تسمع إلا أجراس تقرع فى سكون الليل.
لا رقة فى عناقه أنما عاطفة تخيفها. مع ذلك لم تستطيع منع ذراعيها من الالتفاف حول عنقه. ثم طفحت عيناها بالدموع, و هنا لمس ابتلالها فابتعد عنها بحركة تلقائية هاتفاً بصوت أجش:
ـ ليزا, لم أقصد أن أخيفك, فاستفزازك لىّ ليس تبريراً عادلاً لتصرفى. الحقيقة أنى أكبر منك سناً و أنت تحتاجين وقتاً أطول لتنضجى.
صعب عليها أن تفهم إذ اختلطت كلماته بخفقات قلبها. حاولت جاهدة أن تستجمع شتات ذهنها. لقد تكلم بتوتر أنما بنبرة هادئة. مع ذلك لم تفهم قصده.
ابتسمت له بارتجاف و قالت برقة:
ـ أرجوك, لا تعتذر. أحسب أنى فقدت اعصابى بسبب الارهاق. ما كان يجب أن آتى إلى هنا من الأساس.
ادارها صوبة بسرعة ثم قال بإيجاز:
ـ كان نهاراً شاقاً و من الطبيعى أن ترهقى, سآخذك إلى البيت.
مشت إلى جانبه بتعثر و غمغمت كالبلهاء:
ـ يؤسفنى أن تشعر بالخيبة.
امسك مرفقها ليسندها فى الظلام و قال:
ـ لا داعى للاعتذار يا فتاتى.
فى السابق, و كلما احتواها بين ذراعيه, كانت تحاول اقناع نفسها بأنها تكرهه, أما هذه المرة فقد اتضح لها العكس. كان يجب أن تستشف الحقيقة من خلال دموعها و خفقات قلبها المجنونة التى بدأت تضنيها منذ وقت طويل. لقد وقعت فى حب سيمون ردفورد. لا مفر لها من مواجهة هذا الواقع انما احست بذهنها يتلبد من هول الصدمة. لو أنها تركت الشركة لدى وصوله لم حدث أى شئ من هذا, لا ريب أنها سوف تمنى بتعاسة مجنونة لأن سيمون لن يبادلها حبها ابداً......من الحمق أن تأمل بمعجزة كهذه.....قد يكون منجذباً إليها بشكل ما لكنه سوف يتسلى بها لفترة ثم يتزوج فتاة مثل لورا تنسون, لأن الرجال على غرار سيمون لا يسمحون لعواطفهم بأن تتحكم بهم فهم يعرفون طريقهم جيداً و لا يحيدون أبداً عن اهدافهم.
إذا كان هذا الاكتشاف قد أحدث لها صدمة فأن ظهور لورا تنسون فى ردهة الفندق اصابها بصدمة أكبر, و لا سيما أن سيمون بدا مسروراً لرؤيتها و قد عزز ابتهاجه بابتسامة عريضة كانت بمثابة الضربة القاصمة لعواطفها.
قال لـ لورا بغموض استعصى على فهم ليزا:
ـ بدأت اعتاد على ظهورك المفاجئ.
ثم اردف و هو يدفع بـ ليزا إلى الأمام:
ـ أنت تعرفين ابنة خالى طبعاً؟
التفتت إليها لورا بلا اكتراث و قالت بتقطيب خفيف:
ـ أجل هل كنتما تعملان؟
اوحت نبرتها أن العمل هو السبب الوحيد لوجودهما معاً, و سارع سيمون إلى التوضيح:
ـ كنا فى بريستول و قد توقفتا هنا لتناول العشاء.
ـ لماذا هنا بالتحديد؟
ارتفعا حاجبا سيمون و قال:
ـ أين الغرابة فى ذلك يا عزيزتى لورا؟ انما اشباعاً لفضولك اعلمك أن والد ليزا كان يشغل مركزاً دينياً هنا.
فواجهت لورا عينيه الساخرتين بقولها :
ـ و هكذا فكرت أن تقوم بهذه البادرة اللطيفة. اعتقد أنه يمت إليك بصلة قرابة؟
الحاح لورا, سواء كان مقصوداً أم لم يكن, أثار فى ليزا غضباً لجوجاً فتدخلت بسرعة لترد عن سيمون:
ـ كنا عائدين إلى البيت فى الواقع.
ثم استغربت أن يشدد قبضته على ذراعها كأنه يحميها, و أن يقول بحزم:
ـ ليزا متعبة, سوف نتوجه عائدين بعد أن آتى لها بشراب.
ـ ولىّ ايضاً يا حبيبى سيمون أن كنت لا تمانع.
ثم ابتسمت بجاذبية و اجابت بما بدا لـ ليزا تخابثاً مقصوداً ـ أن كانت ليزا متعبة فلِمَ لا يوصلها سائقى بالنيابة عنك؟ كنت ازور اقارب لىّ فى المنطقة – زيارة واجب لشخصين مسنين – و شعرت برغبة فى أكمال السهرة هنا. أنى ازور الفندق احياناً على أمل الالتقاء بأناس اعرفهم و ها انذا احظى برؤيتكما هذا المساء.
بوسع لورا تنسون, عندما تريد, أن تطغى بسحرها على الآخرين و إلى حد أزال شكوك ليزا بالنسبة إلى ظهورها المفاجئ فى الفندق. اضافة إلى ذلك لا يعقل أن تكون اخترعت ذلك التبرير إذ لم يكن بوسعها أن تعرف مكان تواجد سيمون, لكن خطة لورا للتخلص منها واضحة كعين الشمس مما اعجز ليزا عن كبت ابتسامة خفيفة. قد لا تلام لورا وحدها على اتباع هذه الأساليب إذ يبدو أن تأثير سيمون المدمر يدفعهما معاً إلى الاصطراع على قلبه. أفلم تلجأ هى ايضاً إلى اساليب مماثلة؟ قد تكون ليزا بحاجة فعلية إلى هذا الدرس الأخير........أن ترى فى سيئات لورا انعكاساً قاتماً لسيئاتها هى.
بعد ذلك لم تدر ليزا هل كان عليها أن تغتاظ أو تبتهج لكون غريمتها فشلت فى محاولاتها الوقحة لاقناع سيمون بترحيلها مع السائق. كانت احاسيسها المنجرحة تحثها على الانصراف بهدوء إلا أن سيمون أصر على بقائها و أجلسها على مقعد وثير قبل أن يطلب الشراب. بعد ذلك طلب إلى السائق أن يرجع بمفرده ثم أوصلهما بنفسه إلى بيرمنغام .
لكن ليزا شعرت بخيبة حين اخذها إلى البيت رأساً. ولما هبطت من السيارة ركز بصره على وجهها الشاحب و قال:
ـ لقد تعبت هذا النهار و خير لك أن تنامى باكراً.
وقفت على الدرج تراقب رحيلهما و على شفتيها ابتسامة حزينة. بدا واضحاً أنه يعتزم اكمال السهرة مع لورا هذه الفكرة لم تخفف شيئاً من ألم قلبها بالغم من العطف الذى ابداه نحوها. أن لورا تنسون ستنتصر عليها فى كل مرة. و النظرة الشامتة على محياها الجميل تدل على قناعتها بأنها تملك كل الاسلحة اللازمة للانتصار.


منتديات ليلاســــــــــــــــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 20-08-14, 09:50 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

لم تعلم ليزا بالقصة الكاملة لمغامرة لورا الطائشة إلا حين اجتمعت بامها فى الصباح التالى و حيث قالت مونيكا و هى تمرغ المربى على قطعة خبز محمصة:ـ خابرتنى لورا أمس مساء, بعد أن خابرتنى أنت مباشرة, فقلت لها أنك كلمتنى لتوك من الفندق. أغلب الظن أنها ارادت الاتصال بـ سيمون.
و هكذا ثبت لـ ليزا أن التقاءهما بها لم يكن مجرد صدفة, كما عزز شكوكها فى أن الآنسة تنسون تهتم بـ سيمون أكثر بكثير مما تزعم.
غنى عن القول أن ليزا لم تنقل الخبر لـ سيمون إذ لم تجد أى جدوى من ابلاغه, فهو لن يهتم بحكاية كهذه, و حتى لو صدقها فقد ترضى غروره ليس إلا.
فىالاسابيع التالية لم يسع ليزا إلا أن تشعر بقنوط متزايد لكونها ارتكبت حماقة كبيرة بوقوعها فى حب رجل لا يبادلها حبها حتماً. كانت هناك أيام شعرت فيها بقابلية شديدة للعطب و حيث كانت تتضرع إلى الله بأن تبعده عن المكتب كيلا تراه كثيراً إلا أن طبيعة عملها المتطورة حالت دون ذلك.
انهمكت فى العمل بسبب غياب الآنسة براون إلا أن سيمون جاءها بفتاة تساعدها كما وعد, و بعد أن تدربت جيداً اخذت تحل مكانها فى المكتب و صارت ليزا ترافقه فى مهماته الخارجية’ حيث يتناولان الغداء معاً فى معظم الأحيان. كان يعاملها بلطف زائد لكنه لم يحاول مرة أن يعانقها كما فى السابق. و فوق ذلك عملت ليزا أنه يقضى سهراته مع لورا تنسون.
تمنت مراراً لو أنها تملك الشجاعة لتقدم استقالتها و ترحل, فبقاؤها قربه يضاعف آلام قلبها يوماً بعد يوم. عليها أن تفكر بأمها مع أنها اصبحت مقتنعة بأن لا مستقبل لكلتيهما فى هولوز آند, فالبيت لا يناسبهما نفسياً إذ يتسم بشئ غريب لا يتناغمان معه, فلا هى و لا أمها احستا بالسعادة الحقيقية فيه مع أن مونيكا قد ترفض الاقرار بذلك لفرط هوسها بالحقول.
لكن ليزا شعرت بقناعة فجائية بأنهما متى غادرتا هولوز آند ستجد أمها السعادة فى مكان آخر و بطرق أخرى أكثر ارضاء لنفسيتها.
و بالرغم من كل هذه التحليلات و القناعات, ادركت ليزا أنها ستبقى....فهى أن ابتعدت عن الشركة و سكنت بيتاً آخر فقد لا ترى سيمون على الاطلاق.....عليها أن تكتفى بنصف رغيف بدل أن تُحرم من الخبز نفسه, و هنا, تستطيع على الأقل أن تراه و تتحدث معه و لو اقتصر كلامهما على شئون العمل.
ثم جاء مساء تذكرته ليزا طويلاً فيما بعد. فقد زارت لورا المكتب فجأة بينما كانت هى تستعد للانصراف. قالت لورا أنها جاءت لترى سيمون انما لم يبد عليها الكدر لكونها لم تجده.
ـ غادر الشركة باكراً ليحضر مؤتمراً فى لندن. حسبت أنك لابد تعلمين.
تجاهلت لورا تعليقها الأخير و قالت بعذوبة:
ـ لقد رأيته هذا الصباح.
منتديات ليلاس
ثم تقدمت إلى مكتب سيمون و فتحت بابه بلطف فعلقت ليزا باقتضاب و حنق:
ـ ليس من عادته أن يختبئ من الناس أو من الذين ينفر من مقابلتهم.
ضحكت لورا بمرح و كأن تقريع ليزا الشائك لم يصبها بأى خدش.
تراقصت عيناها الزرقاوان وسط مكياجها الثقيل و هى تقول :
ـ كنت أختلس نظرة خاطفة فلا تكونى قاسية. لم اتصور أنه سيكون هناك انما لم أقدر أن أكون فى عداد الذين ينفر من مقابلتهم.
عبقت ليزا و ترددت بارتباك إذ ضايقها كثيراً تصرف لورا المغناج.
سألتها باحتراس:
ـ ألم تتوقعى أن يكون سيمون قد رجع؟
ردت لورا و هى تبتسم بثقة فائقة:
ـ لم أكن متأكدة. قال أنه قد يرجع فى هذا الوقت. كنت أمر من هنا فقررت أن أصعد لأتأكد. كثيراً ما يدعونى إلى العشاء ففكرت أن أدعوه هذه الليلة إلى بيتنا. لم أشأ أن أدعوه بالهاتف خشية أن يرفض بحجة التعب, طالما أنى لم أجده.........
هزت كتفيها النحيلتين بحيرة فقالت ليزا:
ــ فـــــهــــــــمت.
انتظرت و هى تخفى لسعة غيرة, ثم حدست أن لدى الفتاة شيئاً تقوله و حدسها تجاه لورا لم يخب أبداً. و لكنها احست هذه المرة بوخزة تحذير و ادركت غريزياً أنها ستسمع خبراً لا تريد سماعه. استدارت بحركة دفاعية و مدت يدها على عمد إلى غطاء الألة الكاتبة. لكن هذه البادرة لم تؤثر فى لورا كما أملت إذ سارعت إلى القول:
ـ هذا الصباح تحدثت مطولاً مع سيمون.
ـ أحقاً؟
ـ لا شك أنه يعمل الكثير ليوقف الشركة إلى قدميها من جديد.
ـ كانت الشركة قائمة و راسخة قبل وصول سيمون.
ثم التفتت إليها ليزا مقطبة و هى لا تدرى القصد من هذا الحديث و لا تبغى معرفته. و عادت لورا تقول:
ـ يعتقد والدى أن سيمون سيضحى مليونيراً عما قريب. قلما يجد المرء رجلاً تجتمع فيه الشخصية الساحرة مع الثروة.
فعلقت ليزا بجفاء و شفتاها تتقلصان ازدراء على الرغم منها:
ـ يبدو أنك أباك يتمتع بحصة وفيرة من كلا الميزتين.
واضح أن لورا تمهد لشئ و بحماسة موسيقار يقود اعضاء فرقته فى معزوفة الافتتاح!
ـ يقول والدى أن السحر يمهد الطريق لصاحبه و يعجب من رجل لا يستخدمه كما يجب. بوسع سيمون أن يبالغ فى استعمال سحره عندما تدعو المناسبة.
ـ ماذا تقصدين؟
تظاهرت لورا بالتثاؤب و لم تحاول حتى أن تغطى فمها بتهذيب كما فعلت قبل أيام عندما تناولت العشاء فى هولوز آند, أجابت ليزا قائلة:
ـ لو أنك تعرفين سيمون جيداً لما طرحت السؤال يا ليزا. بوسعه أن يكن وحشاً عندما يريد, لكن بالطبع, ليس معى أنا.
احست ليزا برغبة فى الصراخ. متى تصل لورا إلى بيت القصيد؟ قالت و هى تقلص يديها:
ـ لم ألحظ ذلك!
ردت لورا و كأنها قطة تخرخر:
ـ أوهـ ستلاحظين ذلك قريباً يا حبيبتى. خسارة أنه مصمم أشد التصميم على التعمير فوق هولوز آند.كان بالإمكان أن استمتع بالسكن فيه شخصياً فى يوماً ما. حدقت إليها ليزا بخواء و أنفاسها تتقطع فى حلقها. سألتها بصوت متمزق:
ـ هل لك أن توضحى؟
كان هذا الانتصار الأخير بالنسبة إلى لورا, إذ تألقت عيناها بشماتة و قالت و هى تركز بصرها على وجه ليزا الشاحب:
ـ ألم تسمعى الخبر يا عزيزتى؟ لقد حصل أخيراً على الترخيص لبناء مجمع سكنى من المفروض أن يطلعك و أمك على تصميمه قبل أن ييطلع الآخرين, و هذا ما قصدته بالقول أنه يتصرف بمنتهى القسوة- عند الاقتضاء.


نهاية الفصل التاســـــــع

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, المكابرة, margaret pargeter, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, شبكة ليلاس الثقافية, stormy rapture, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t196417.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 18-10-14 12:14 PM


الساعة الآن 10:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية