المنتدى :
المنتدى الاسلامي
قاعدة 90/ 10 للباحث ستيفن كوفي
الأخوة الكرام والأخوات الكريمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبـعــــــــــــــــــد:-
أضع بين يدي القارئ الكريم قاعدتين الأولى اكتشفت حديثا والأخرى منذ 1427 سنة
القاعدة التي اكتشفت حديثاً قاعدة 90/10 التي تقول في مختصرها على الإنسان أن لا يضيع وقته فيما فات، وقد اكتشفت من قبل الباحث (ستيفن كوفي) .
وقاعدة اكتشفت قديماً منذ 1427 سنة التي تقول على الإنسان أن يؤمن بقضاء الله وقدره، ومسطرها المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان))
قارن بين القاعدتين
الأولى تجد أن عبارة (قدّر الله وما شاء فعل) هي التي قصد بها الكاتب ( ستفين ) الـ 90 الضائعة .
الخلاصة :-
يكتشف المفكرون والباحثون اليوم نظريات وعلوماً تُعد من إنجازات العصر، ويحتف بمكتشفها وكأنه صانع التاريخ، وهي بلا شك نظريات وعلوم مفيدة للبشرية، لكن هذه النظريات مجردة لا حياة فيها، ولا ترتبط بأي عقيدة أو دين، وكأنها مجوفة لا تغذي اعتقاد ذي الفطرة السليمة، ناهيك عن الثواب والأجر والحساب والعقاب .
فالمؤمن يؤمن إيماناً راسخاً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وهذا هو الإيمان بالقضاء والقدر الذي هو صلب الإيمان بالله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ". صدق عليه الصلاة والسلام.
فمعلم البشرية الخير علم هذه الأمة ما ينفعها في دنياها وآخرتها ووضع لها طريقاً لا يزيغ عنه إلا هالك، فهل من منصفاً ينصف هذا الدين ومعلمه ليبين للناس ما جاءت به الرسالة النبوية من نور لتبدد الظلام وتنشر النور والمعرفة بالبرهان والمنطق السليم والحجة والدليل.
فالإيمان بالقضاء والقدر له آثار كريمة منها:
الأول
الـقــــــــــــــوة
وذلك سر انتصار المسلمين في معاركهم مع أعداء الله، ومعظمها كانوا فيها قلة ولكنهم أقوياء بعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر حيث تربوا على قوله تعالى : (( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) [التوبة:51]،
وللحديث: ((من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله))
يقول أبو بكر رضي الله عنه لخالد بن الوليد: ( احرص على الموت توهب لك الحياة ).
ويبعث خالد بن الوليد إلى رستم يقول له: (لقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة).
ثانياً
الـعــــــــزة
فالمؤمن عزيز بإيمانه بالله وقدره فلا يذل لأحد إلا لله سبحانه لأنه علم وتيقن أن النافع الضار هو الله، وأن الذي بيده ملكوت كل شيء هو الله.
وأنه لا شيء يحدث إلا بأمر الله : (( ألا له الخلق والأمر )) [الأعراف:54].
فالخلق خلقه، والأمر أمره، فهل بقي لأحد شيء بعد ذلك؟
ثالثاً
الرضى والاطمئنان
فالنفس المؤمنة راضية مطمئنة لعدل الله وحكمته ورحمته
ويقول عمر رضي الله عنه : ( والله لا أبالي على خير أصبحت أم على شر لأني لا أعلم ما هو الخير لي ولا ما هو الشر لي ).
وعندما مات ولد للفضيل بن عياض رحمه الله: ضحك، فقيل له: أتضحك وقد مات ولدك؟ فقال: ألا أرضى بما رضيه الله لي.
وقد ميز الله بين المؤمنين والمنافقين في غزوة أحد، فالاطمئنان علامة، والقلق وسوء الظن بالله علامة النفاق، قال تعالى :(( ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية )) [آل عمران:154].
رابعاً
التماسك وعدم الانهيار للمصيبة أو الحدث الجلل
قال تعالى: ((ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم)) [التغابن:11]. قال علقمة رحمه الله: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. وقال ابن عباس: (يهدي قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه).
فلطم الوجوه، وشق الجيوب، وضرب الفخذ، وإهمال العبد لنظافة الجسد، وانصرافه عن الطعام حتى يبلغ حد التلف، كل هذا منهي عنه ومناف لعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر.
ولله در الشاعر:-
إذا ابتليت فثق بالله وارض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته
ما لأمرىٍ حيلة فيما قضى الله
اليأس يقطع أحيانا بصـاحبه
لا تيأسـن فنعـم القـادر الله
خامساً
اليقين بأن العاقبة للمتقين
وهذا ما يجزم به قلب المؤمن بالله وقدره أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا، وأن دوام الحال من المحال، وأن المصائب لا تعد إلا أن تكون سحابة صيف لابد أن تنقشع وأن ليل الظالم لابد أن يولي، وأن الحق لابد أن يظهر
لذا جاء النهي عن اليأس والقنوط في قوله تعالى : ( وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف:87].
(( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)) [الطلاق:1].
((كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز)) [المجادلة:21].
|