" هل الأمر لأنك احببت قبلته لك بعد كل شيء ؟ ام لأنه أصر على نومك بقربه ليلة البارحة؟ او لأنه اخبرك انك كنت المرأة التي ينتظرها منذ فترة طويلة ؟ ان الأفضل ان تنتبهي شارلوت , هو لا يتذكر و لا يدرك ماالذي قاله او فعله ليلة البارحة , من الأفضل ان لا تتذكري انت ذلك ايضاً, ابعديه عن عقلك , إبقي بعيدة عنه , هناك خطر بالتعرف اكثر عليه , خطر بدي إعجابك الكبير به" .
" آه, إبقي صامتة انت !" قالت شارلوت بصوت عالي وهي تمد لسانها لصورتها في المرآة , ثم فتحت الباب وخرجت من الحمام.منتديات ليلاس
وجدت سترة معلقة خارج الباب فأرتدتها وصعدت الى السطح وجلست هناك , كانت السماء زرقاء صافية والمياه فيروزية والرياح قوية قليلاً فشعرت شارلوت بالسعادة , لأنها حية وتستمتع بوجودها في هذا المكان الجميل على متن هذا القارب الرائع, وشعرت بحاجتها لمشاركة فرحتها هذه مع شخص ما , بيرت كان وراء الدفة يمسكها بخبرة ويرتكز على قدميه ليمتنع من السقوط فحركة القارب كانت متماوجة جداً, كان مستغرقاً تماماً في عمله ومتناسياً وجودها كلياً.
وفوراً شعرت شارلوت بإحساس حاد جديد , كانت تشعر بما تشعر به لأنه كان يتجاهل وجودها ووجدت نفسها تفكر بقلق كيف بإمكانها جذب انتباهه , وباللحظة الثانية كانت تعنف نفسها, ماذا كان بها هذا الصباح؟ هل كانت تقع ببطء في غرامه؟
آه يا الله لا! واندفعت واقفة على قدميها فوراً متناسية حركة القارب المتماوجة فقدت توازنها بإنحناءة مفاجئة للمركب ووجدت نفسها تسقط على بيرت .ريحانة
منتديات ليلاس
" ماذا بحق الجحيم تفعلين؟" قال بغضب وهو يتمسك بالحاجز حتى لا تسقط فيما صارع لإبقاء الدفة بنفس اتجاهها.
" احاول الابتعاد عنك" قالت وهي تبتعد عنه فقط لتجد نفسها تقع مجدداً على الكرسي الذي كانت تجلس عليه وهي تسمع اصوات قرقعة " ماذا يحدث" صرخت .
" نحن في وسط دوامة هوائية " صرخ مجدداً بها وقفز لينزل الشراع الذي اصدر صوتاً قوياً حين تفرغ من الهواء فجأة.
" إنهضي واسحبي حبال الشراع واربطيه بالسارية هناك " امرها ببرود " من الناحية الأخرى " اضاف بصوت جليدي حين رآها تتجه نحو الجهة المعاكسة .منتديات ليلاس
الوصول الى الحبل كان كمن يمشي صعوداً وهبوطاً على تلة متعرجة وفي النهاية تمكنت من الإمساك بالحبل وفعلت كما طلب منها.
" هذا يكفي " قال بيرت " حين تقود الرياح مثل هذا القارب يكون وضعه غير مستقر" " تابع فيما جلست هي على كرسيها وظهرها له لأن دموعاً غير عادية اخذت بالانحدار على خديها " لهذا إذا كان عليك التحرك فتأكدي من تمسكك بالحافة او بشيء ثابت , دوامة اخرى كهذه قد تكون اكثر خطراً"
لم تجيبه شارلوت بل ظلت متكورة على مقعدها والدموع تنساب على وجهها وانفها وهي تركز نظرها على البحر امامها وعلى سلسلة الجزر التي اخذت تظهر من البعيد كالزبرجد, كانت تشهق بصوت منخفض وتمنت ألا ينتبه لهذا الصوت حتى لا يعرف انها تبكي.ريحانة
" ماذا هناك ؟" جاءها صوته الحاد.
" لا شيء "
" هل انت عادة تبكين دون سبب؟"
" انا لا ابكي" قالت وهي تجلس بإستقامة وظهرها لا يزال له.

الفصل العاشر

" ربما هذه دموع الندم على مشاركتك لوسادتي البارحة " قال واستدارت فوراً لتحدق به ناسية الدموع التي كانت تلمتع على رموشها وخدودها , وكالبرق الأزرق التمعت عيناه حين نظر الى وجهها بفضول .
" لا تبكين , ايه ؟" سخر بلطف " وماهذا على وجهك ؟ رذاذ البحر؟"
" ظننت انك قلت لا تذكر شيئاً عما حصل ليلة البارحة " تحدته وهي تسمح الدموع بطرف كمها .
" لم استطع التذكر لحظة استيقاظي لكني تذكرت بعد ذلك" وابتسم بخبث " عندي الإنطباع انك بقيت معي طوال الليل , هل انا على حق؟"
" نعم "

" هل يعني هذا انك قد قررت ان تكوني البديلة عن اختك؟"
عاد ليراقب الأشرعة مجدداً فأستغلت الفرصة لتنظر اليه يتفحص جسده الرياضي القوي وقامته الطويلة وشعره الذهبي كانا يمثلان كل السحر والجاذبية وتقاطيع وجهه وفمه الكاملة الرجولة والوسامة , لقد تعلم ان يسير رأسه وقلبه وحياته فكرت لكن بعض الاحيان تخونه العاطفة وتظهر الانسان الحقيقي المختبيء وراء قناعه هذا, هذا ما اكتشفته في الليلة الماضية.ريحانة
" حسناً , هل انت موافقة ؟" كرر سؤاله وعاد ينظر اليها.
" كلا , بالطبع لا" اجابت " انا لم انم معك عن طيب خاطري"
" إذن لماذا ظللت طوال الليل؟"
" انا ... ايه..." نظرت بعيداً عنه وتابعت " لم تكن لتسمح لي بالمغادرة ولم احب ان اتجادل معك وانت في تلك الحالة الغير طبيعية, لكن لا تعتقد للحظة واحدة لأني شاركتك وسادتك ليلة البارحة فسأفعل هذا مجدداً هذه الليلة"
" إذن سكون عليّ انا مشاركتك وسادتك اليس كذلك؟"اجابها بسؤال فعادت للنظر اليه ورأت ابتسامته الهازئة.
" سادي!" قالت بقوة وتبخر التهكم من وجهه, قاسية كالزجاج اعادت عينيه نظرتها للحظة قبل ان يعود وينظر الى الأشرعة.
" لماذا دعوتني كذلك؟" سألها بحدة.
منتديات ليلاس
"لأنك مثل المركيز الرهيب الفرنسي دوساد لذي كان يحب تعذيب كل إمرأة تقع تحت سيطرته, كان يستمتع ويبتهج بإجرام بتعذيبهم وإيلامهم وانت تستمتع بإيلامي..."
" كل مافعلته هو طرح بديل للترتيب الذي حصل في نومنا البارحة " قاطعها وقد عاد التهكم الى محياه" لاشيء قاسي او وحشي في ذلك " جادلها بمنطق " ولم يكن هناك اي قسوة او وحشية حول نومنا سوياً البارحة اليس كذلك؟"
صوته وكذلك نظرته كانت حادة وادركت انها قد جرحته حين قالت انه سادي.
" نعم صحيح"
" إذن لماذا انت رافضة تماماً لنومنا سوياً ايضاً لهذه الليلة؟"
ابتعدت بنظرها عنه وحدقت بالجزر التي كانت تقترب منهم اكثر فأكثر وحاولت الهدوء لتشرح له بمنطقية ووضوح.منتديات ليلاس
" إذا نمنا سوياً بنفس السرير الليلة" بدأت وتوقفت لأن صوتها ارتجف, وتصلبت يداها في حضنها وعضت بقوة على شفتها , هي لا تجروء على مشاركته النوم مجدداً, هي لا تثق بنفسها ومقاومتها.
" تابعي " حثها" لا تستطيعي بدء جملة مثل هذه وتتركيها دون تتمة"
" انا اتوقع انك... انك ستحاول ممارسة الحب معي" اكملت بتلعثم واضح ووجهها يلتهب من الخجل.

لم يجب بيرت فوراً ورأت انهم كانوا على وشك الدخول في خليج إحدى الجزر .
" انا لم امارس الحب معك الليلة الماضي " قال بيرت ببرودة.
" فقط لأنك كنت في حالة غير طبيعية بعد إصابة رأسك وبعد احتسائك لكل ذلك المشروب" قالت وهي تستدير لتواجهه مجدداً " على كل حال, ماكنت سأبقى معك لو انك فقط حاولت القيام بذلك "
"ماكنت ستفعلين؟ لكن اظن انك قلت لم تغادري لأنني لم ادعك تفعلين" قال بإغاظة ثم تلينت قسمات وجهه وتابع بنعومة " لقد احببت نومي معك شارلوت واريد ان انام معك مجدداً لكن هناك سؤال واحد اريدك ان تجيبي عليه اولاً, لماذا انت خائفة لهذا الحد من مشاركتي الفراش فعلاً؟ هل لأنك تريدين الاحتفاظ بنفسك طاهرة لشاب ما في انكلترا طلب منك الزواج منه؟"
للحظة فكرت بالكذب عليه وإخباره ان هذه هي الحقيقة لكنها نظرت اليه وادركت انه عالم جداً باحوال الناس وسيعرف فوراً انها كاذبة .
قالت " لنفترض انني قلت نعم , ان عندي شاب في انكلترا وعدته بالزواج ؟ هل سيغير هذا شيء من نواياك نحوي ؟"
راقب الأشرعة للحظات ثم قطب وهو ينظر اليها قبل ان يعاود النظر نحو الجزيرة القريبة ثم رسم ابتسامة على وجهه بخبث وهو ينظر نحوها.
" كلا , هذا لن يغير اي شيء من نواياي نحوك " قال " لكن لا يوجد اي رجل عندك في انكلترا اليس كذلك؟"
" كلا " اعترفت بصدق.ريحانة
" إذن فسؤالي يبقى دون جواب " وحدق بها مجدداً.
" حاولت إخبارك بهذا البارحة"
" ماذا قلت لي ؟"
" انه ... انا ... لا استطيع ممارسة الحب مع شخص لا احبه " تمتمت متحاشية النظر الى عينيه.
" آه , نعم موضوع الحب " قال بنعومة ثم ببطء "لكن عندي شعور ان حجتك هذه لن تصمد طويلاً في الساعات المقبلة "
" ماذا تقصد؟" سألته.ريحانة
" انت لست محصنة جداً ضد الشعور الذي تسميه الحب كما تظنين " ثم وبتغيير كامل في نبرته تابع آمراً " فكي ذلك الحبل من حول السارية سنصل الى المرفأ بدون إستعمال المحرك فقناة المدخل ضيقة كثيراً"
" اين سنرسو في هذا المكان ؟" سألت شارلوت وهي تنظر الى البيوت الزهرية والبيضاء المتناثرة على الضفة واضاء الأمل داخلها فلعلها ستجد هنا شخصاً ما يساعدها على العودة الى بروفنس.
سألته " ماذا تسمي هذه الجزيرة"
" كاكليغنز كاي لأن صاحبها اسمه ماكليغنز وهو يسمح فقط للمقربين من اصدقائه القدوم لقضاء العطلة هنا وإمتلاك بعض المنازل هنا, هو رئيس شركة كبيرة جداً في كندا , ذلك هو يخته الراسي هناك "

اتم بيرت رسو القارب في الميناء , الحرارة كانت ترتفع وشعرت شارلوت بالحر الشديد فخلعت السترة ثم تناولت لباس البحر الاسود ودخلت الى الحمام عليها ارتداء شيئا ما فوق هذا اللباس لتستطيع الهرب منه بطريقة ما حين تذهب معه الى الجزيرة ولكن اذا ارتدت بلوزتها البيضاء فسيظهر اللباس البحري من تحته ولهذا فقد ارتدت التيشرت الخاصة به على تنورتها وصعدت الى السطح, لم يكن بيرت هناك وحين نظرت وجدت القارب الصغير والمجذافين قد اختفيا, حدقت بعيداً ووجدته يتجه نحو الجزيرة وحده.
اللعنة عليه! لقد خمن انها ستحاول الهرب إذا اصطحبها معه حاولت ان تناديه ليصطحبها معه لكنه لم يسمع او تجاهل صوتها ولم يلبث ان اختفى وقاربه قرب شاطئ الجزيرة , ماذا ستفعل الآن تستطيع قطع المسافة الى الجزيرة عبر السباحة لكن عندها ستكون بلباس البحر وبدون ملابس , احسن فكرة هي ان تنتظر ذهاب احد اصحاب اليخوت القريبة نحو الجزيرة وتسألهم ان يوصلوها معهم.
وفعلاً جلست تراقب اي حركة في اليخوت القريبة , شعرت بالعطش بعد قليل فنزلت واحضرت مشروباً بارداً ووجدت القبعة التي اعطاها إياها بيرت البارحة فتناولتها وصعدت.ريحانة
منتديات ليلاس
لحظات وسمعت صوت تجذيف من الناحية التي ذهب فيها بيرت , أمن الممكن انه قد رجع وقفت ونظرت وفعلاً وجدت قارب يقترب لكنه كان قارباً اسوداً وليس ابيضاً.
كانت بداخله إمرأة رشيقة القوام ولون بشرتها برونزية قاتمة وترتدي قبعة شمس ونظارة شمسية كبيرة.
" اليس هذا يخت بيرت شراتون ؟" سألت المرأة بصوت رفيع , الرجل الذي كان يجذف في القارب كان دنيس هولمز.
" شارلي!" قال باندهاش.
" دنيس! " قالت بنفس الوقت .
" يبدو كأنكما تعرفان بعضكما البعض" قالت المرأة بضحكة.منتديات ليلاس
" نعم " قال دنيس " شارلي هذه ماغي تورانس من نيويروك "
" انا اقيم مع آل ماكليغنز " اوضحت المرأة " وكنت ازور خال دنيس مارتن شرين في يخته, رأيت هذا اليخت يقترب وادركت ان منظره مألوف ولهذا طلبت من دنيس ان يوصلني الى هنا , انه يخت بيرت شراتون اليس كذلك"
" نعم"
" هل هو هنا؟"
" كلا, لقد ذهب الى الجزيرة"
" قد تتمكني من رؤيته هناك" إقترح دنيس لماغي ثم نظر الى شارلوت " في الواقع انا مندهش لرؤيتك هنا , شارلي , ذلك اليوم قلت لي انك لا تستطيعين الابحار لأن زوج اختك سيصل وتريدين ان تقابليه , ماالذي حصل وجعلك تغيرين رأيك ؟"
" بيرت هو الذي حصل" قالت ماغي بضحكة اخرى " ثق بكلامي هذا هي ليست الفتاة الأولى التي تجد الدعوة لمرافقة الوريث لآل شراتون غير قابلة للرفض"