المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس
تنهدت اندريا بعمق, "لقد وضعت يدك على جرحى."
و استطردت: "كنت المحلف الوحيد الذى تحفظ على إدانته, فيما الآخرون اعتبروا القضية
واضحة و بسيطة."
"هذا لأنك لم ترغبى فى إدانته."
"لا أعرف يا بول, إن الأمر أكثر تعقيداً من مجرد التمنى. ش ما, خلال اجراءات المحاكمة
لم يكن مقنعاً و لم استطيع وضع إصبعى عليه " تململت و أضافت: "ماذا لو كان بريئاً؟"
"سيكون الوضع مأساوياً. الحقيقة المرة أنه ليس بأول رجل يذهب إلى السجن لجريمة لم
يرتكبها. على أى حال, لو كان حقاً بريئاً, فقد فات الوقت على عمل أى شئ."
"ولكن ماذا عنه؟ لو كنت فى قاعة المحكمة و شاهدنه و هو يقول إنه برئ, لهز مشاعرك أيضاً"
"انا لا أشك بذلك...و لكن الحقيقة تبقى. لقد أدين بالجرم بسبب البرهان القاطع ضده. و من المنطقى
أن تفترض أنك لم تخطئ فى الحكم عليه. تذكرى أيضاً, أن معظم الناس الذين يتهمون بارتكاب جريمة,
ينكرون تورطهم بها. الكبرياء المزيفة, بسبب ذلك, و لا أحد خالٍ من كل عيب. لا هو و لا أنا و لا أنت"
همست زهرة منسية: "أجل, بالطبع, انت على حق."
"أتمنى لو كان باستطاعتى المساعدة, و يبدو أن لا علاج لحيرتك إلا الصلاة و الوقت, أنت تحملين
نفسك بلا طائل, ما لا تستطيعين سبيلاً إليه."
"أعرف ذلك."
"أندريا....." ركز نظره على عينيها "....أذهبى إلى البيت و استريحى....هذا ما كنت
أقوله لـ كونستانس عندما تشعر بالحزن, أخذت بنصيحتى فى معظم الاحيان وعادت إلى البيت
بعد ساعات و قد ابتاعت ثوباً جديداً أو زوجاً من الأحذية و علت وجهها الاشراقة."
وقفت اندريا و هرعت لتعانقه: "شكراً لاستماعك لىّو للنصيحة, سوف أذهب الآن إلى البيت,
أراك لاحقاً يا بول."
توجهت بعد مغادرتها الكنيسة إلى شقتها الواقعة فى منطقة متواضعة من البوكركى. رمب,
يوماً ما , بعد أن توفر ما يكفى تستطيع شراء منزل صغير. و لكن ذلك يحتاج إلى سنوات.
حالما أوقفت سيارتها بجانب الرصيف, شاهدت أندريا مالكة الشقة مايبل جونز تقف فى منتديات ليلاس
الساحة الأمامية و محاطة بخميلات من الأزهار, هذا يعنى أن اندريا لن تستطيع أن تمر إلى شقتها من
دون أن تواجه سيلاً من الأسئلة, الأرملة المتوسطة العمر كانت وحيدة و تتمتع بنقل الاخبار, الأمر الذى
تعمل أندريا ما بوسعها لتجنبه.
إنها تشعر فى هذه اللحظة بالارهاق و لا ترغب بالتكلم مع أحد, و خاصة مايبل الفضولية.
على أى حال, فات الأوان على الابتعاد لأن مايبل شاهدتها. لم ترد المجازفة بالإساءة لهذه
المرأة التى أعطتها الشقة الأرضية الفسيحة بإيجار منخفض وكانت عضواً فى مجلس الكنيسة.
ترجلت اندريا من السيارة من دون أن تستطيع تغيير مزاجها المتعكر و تحضرات لمقابلة مايبل
التى هرعت نحوها.
"هل أنتهى كل شئ أيتها الأخت, أم أتيت إلى البيت كى ترتاحى قبل أن تعودى ثانية؟"
" لقد أنتهى كل شئ, و أنا مرهقة جداً."
"عندما أفكر بأن كثيرين من أعضاء كنيستنا ائتمنوا شركة هاستينغز على استثماراتهم المالية,
أصاب بالرعشة"
تمتمت اندريا بفارغ الصبر: "أموالهم ما تزال فى أمان, و كما ذكرت الصحف, لقد دفع كل قرش بعد بيع ممتلكاته, لم يخسر أحد شيئاً."
لم تستوعب مابيل هذا الدفاع عن لوكاس هاستينغز, و أصرت قائلة: "إنه غير جدير بالثروة التى يملكها, بالاضافة إلى أنه يمتلك جاذبية شيطانية, لا يمكن الوثوق برجل من هذا الطراز, لأنه لا يحتاج للحصول على معيشته بالعمل الشريفمثل بقية الناس العاديين, أنا شخصياً أعتقد أنها مقامرة مفضوحة و يجب التحقيق مع كل عملاء الأسهم, لقد نال جزاءه, أخبرينى عما حدث" أنهت حديثها بتلهف.
تنفست اندريا بهدوء, ما زالت النظرة فى عينى لوكاس هاستينغز قبل أن يُصطحب خارج قاعة المحكمة مكبلاً بالأصفاد, تجول فى مخيلتها. "لقد حُكم عليه بالسجن ستة أشهر, سوف تسمعين كل ذلك فى نشرة الأخبار الساعة السادسة."
قطبت المرأة الأخرى حاجبيها: "ستة أشهر فقط؟" صرخت و هى تحاول بوضوح مناقشة القضية بتفاصيلها. لكن, هذه المرة انسلت اندريا و عبرت الساحة و فتحت باب شقتها. "هذا صحيح. أعذرينى لعدم تمكنى من البقاء للتحدث. إذا تركت بعض الشتلات فى الساحة, سأزرعها فى الصباح, أنها جميلة يا مايبل و ستجعل الحديقة تبدو رائعة."
لم تتأثر كثيراً, بل تنهدت و تمتمت شيئاً غير مفهوم, فيما دخلت أندريا منتديات ليلاس شقتها.
حاولت أن تأكل شطيرة و لكنها شعرت بالأعياء فتمددت على السرير كى ترتاح, استيقظت بعد ساعة, من دون أن تشعر بالانتعاش لأنها لم تتوقف عن التفكير بـ لوكاس هاستينغز. قررت أن تبعد عن رأسها ذكرى المحاكمة, أستحمت و بدلت ثيابها و انطلقت بالسيارة إلى الكنيسة. تولى بول منذ تعيينها فى هيئة المحلفين أمر مسؤولياتها بالإضافة إلى مهامه و حان الوقت لإراحته منها. فكرة التسوق كما اقترح عليها لم تجد قبولاً لديها, و لكن بإمكان العمل الشاق أن ينسيها قلقها.
اكتشفت عندما وصلت إلى الكنيسة أن بول قد غادر ليحضر اجتماعاً لجمعية الشبان المسيحيين و من المحتمل أن تطول غيبته حتى المساء. و لم يزعج ذلك اندريا, لأن ذلك يعنى أن تنهمك بالأعمال المكتبية المتراكمة على مكتبها من دون أن يتدخل بول و يطلب منها الذهاب إلى البيت. اتصلت هاتفياً بالعديد ممن اتصلوا بها فى غيابها و تفحصت البريد المتراكم بشكل هائل, نظرت أخيراً إلى ساعتها, لقد مضى عليها فى العمل ساعتان.
"دوريس؟ هل أتيت للحظة, من فضلك؟" نادت على موظفة الأستقبال. وقفت اندريا أمام اللوحة المغطأة بالزجاج و المعلقة على الحائط و التى كانت تستعملها بدلاً من المرآة. أصلحت هندام ملابسها ووضعت الياقة البيضاء الرسمية حول عنقها. مشطت شعرها قليلاً و أصبحت جاهزة. ما عدا احمر شفاه باهت اللون لا تستعمل اندريا أى مساحيق تبرج و عيناها الزرقاوان المغطيتان بأهداب كثيفة لا تحتاجان إلى الزينة.
"ليس عليك أن تخبرينى." قالت دوريس و هى تدخل الغرفة: "إنك ستتفقدين المستشفى. لماذا لا تأخذين عطلة الليلة؟ أعرف أنك بعد أسبوع من المداولات القانونية ستنهارين."
وضعت اندريا فرشاة الشعر فى حقيبتها بيد مرتجفة. "لقد أزعجتنى المحاكمة كثيراً, و من الأفضل أن أبقى نفسى مشغولة كى لا أفكر بما يحدث."
منتديات ليلاس
تمتمت دوريس متعاطفة: "إذا شئت أن تتحدثى عن متاعبك, فسيسرنى لأستماع إليك."
"أعدك بأننى سأفعل ذلك فى يوماً ما, يا دوريس." كانت تلك الحقيقة, إذا أستطاعت فعلاً التكلم إلى شخص عن هواجس هذه المحاكمة فسوف تكون دوريس هذا الشخص. "أما الآن, فأنا ذاهبة لزيارة باربرا مونتغمرى, وصلت أمها المصابة بالسرطان لتوها من ساوث داكوتا و سوف ترعاها باربرا من الآن و صاعداً و طلبت منى المرور عليها, يظهر أن أمها يائسة و تخاف من المعالجة الكيميائية." توقفت و أضافت: "و أعتقد أن بربارا خائفة أيضاً."
"ما تحتاجانه بالتحديد, هو زيارة الراعية أندى."
ابتسمت اندريا للمرأة الشقراء الجذابة و هى أم لثلاثة أولاد و فى مثل عمرها, و قد أصبحت صديقتها منذ أول لقاء, الكثير من العاملين فى الأبرشية لم يتقبلوا اندريا بعد تكريسها لسنتين انصلامتا. و بعضهما لم يتقبلها أبداً. و لكنها تعلمت كيف تتعامل مع الرفض من دون أن تدع ذلك يمنعها من الوصول إلى أهدافها.
اقتربت من دوريس و حضنتها: "شكراً يا صديقتى."
حدقت دوريس إلى أندريا بمحبة و قالت" "عندك الكثير من الأصدقاء, لا تنسى ذلك, و إذا كان البعض لم يكتش أن لديك قلب من الذهب الصافى, فهذا البعض هم الأغبياء."
"حسناً, من المؤكد أن أبواب السماء كانت مفتوحة لىّ عندما تقدمت لعمل كسكرتيرة." التقطت اندريا حقيبتها: "جوقة الكنيسة تتمرن الآن, ذكرى توم بأن يقفل الأبواب قبل أن يذهب, لا أريد منك البقاء هنا بانتظارهم, و إلا سوف تتأخرين عن أولادك, لا يدفعون لك كفاية على الدوام العادى, فلا حاجة لك بدوام إضافى غير مدفوع, خاصة ليلة الجمعة."
" لا أمانع فى ذلك, زوجى غريغ خارج البلدة حتى الأربعاء القادم." ابتسمت دوريس, "و أمى لا تمانع فى رعاية الأولاد."
تكلمت اندريا بصرامة: "حسناً, أنا لا أمانع!"
مالت دوريس برأسها إلى الجانب: "وماذا عنك أنت؟ كل وقتك عمل من دون راحة, هل تعلمين ماذا...."
"أنا أحب عملى و ما أفعله."
" و ماذا عن النوع الآخر من الحب؟ العلاقة بين الرجل و المرأة؟"
ابتسمت اندريا بسرور, دوريس لا تستسلم أبداً: "أخبرينى أنت."
"أعرف أن رجليين بدأ بالقدوم إلى صلاة الأحد لأنهما يهيمان جداً بك. و لكنك لا تأبهين لأى منهما. و هذا ليس من طباعك" قالت دوريس منكدة عليها.
توقفت أندريا فى طريقها للخروج: "أنا أعرف من تعنين و معجبة بهما الأثنين. و لكن صراحة, لا أعتبر أياً منهما صالحاً لىّ." ثم أضافت: "إضافة إلى ذلك, أنت تعرفين موقف الكنيسة من العاملين فيها الذين يتورطون فى علاقات عاطفية مع رعية الأبرشية, و من دون أن أذكر أن ذلك سيتسبب فى فضيحة للسيد و السيدة سلون, و لا تستطيع أن تقبل بذلك."
"آل سلون لا يعيشون فى العالم الحقيقى و ليسوا الناطقين باسم كل رعية الأبرشية يا إندى."
"كدت أن تضليلينى." كانت تعرف تماماً أن العائلات الشبيهة بعالات مارغو سلون فى العالم, هم أناس خطيرون."
اقتربت دوريس منها و قالت: "إنسهم, أخبرنى, لو قابلت رجلاً و اعجبت به فعلاً, هل كنت سترفضينه؟"
تراءى لها فى لمحة بصر, خيال صورة لوكاس هاستينغز, انزعجت اندريا لأن خياله ما زال يسيطر على أفكارها و قالت: "دعينى أوضح لك إذا قابلت رجلاً يستطيع أن ينسينى مارك فربما. و الآن, تخلى عن ملامح الخاطبة فى عينيك, يجب أن أذهب, سوف أراك يوم الأحد."
أوقفت اندريا سيارتها, بعد عشرين دقيقة, أمام ناطحة سحاب سكنية قريبة من الوسط التجارى عندما دخلت إلى ردهة البناء, رنت الجرس و سمح لها بالصعود إلى شقة باربرا مونتغمرى, فى الطابق الخامس.
استغرقت زيارتها ساعتين, أمضت معظمها فى الترويح عن زينا والدة باربرا و الاستماع إليها, و التى بكت كثيراً و أسرت لها بمخاوفها و قلقها . اقترحت اندريا عليها أن تنضم إلى مجموعة من البالغين تعانى من المرض نفسه و من نتائجه النفسية كى لا تشعر أنها وحيدة كانوا يجتمعون فى الكنيسة ليلة الأحد, مرتين فى الشهر, أحيانا يشاهدون أشرطة فيديو توجيهية عن التقدم الطبى فى هذا المجال, و أحياناً أخرى يستمعون إلى محاضرات يلقيها اختصاصيون و فى المناسبات يقومون بخدمات اجتماعية معاً.
تحمست باربرا لاقتراح اندريا و لكنها وجدت صعوبة فى أقناع زينا.
تمنت زينا فى البداية و لكنها وافقت بعد تردد على التفكير بالأمر, نظرت باربرا إليها بامتنان قبل أن تودعها.
و همست: "شكراً لك أيتها الأخت."
"أنا فى الخدمة دائماً يا باربرا."
و من الغريب أنها لحظة دخولها السيارة أصر عقلها على استرجاع خيال صور لوكاس هاستينغز, من دون غيره. ما سيكون شعوره فى ليلته الأولى فى السجن؟ حتى لو كان مذنباً, فالبقاء فى زنزانة مغلقة لعدة شهور, يحطم الأعصاب أما إذا كان بريئاً كما أدعى فكيف سيشعر؟
لم ترغب اندريا بالاستمرار فى هذا التفكير, و خلال عودتها إلى البيت ركزت تفكيرها على الموعظة التى ستلقيها صباح الأحد. فى طريقة ما كانت تحضر هذه الموعظة, معظم حياتها. "لا تحكم على أحد حتى لا يحكم عليك." و بالنسبة لاندريا الله فقط يعرف بمكنونات النفوس الحقيقية.
مرة ثانية تحولت أفكارها إلى الرجل الذى وجهه لا ينسى و الذى ملأ خيالها عشرة أيام, كيف سيمضى هذه الأسابيع وراء قضبان زنزانة بعد أن كان القوة الديناميكية فى شركة بيع الأسهم المزدهرة؟
واصل محامى الدفاع خلال المحاكمة على رسم صورة لـ لوكاس على أنه يمتلك قدرة فائقة و مواهب فذة. رجل يعتبر عبقرياً فى إدارة الأموال, و ترعرع فى وسطمالى . لماذا شخص مثله يريد ارتكاب جريمة الأحتيال؟ هل هو جشع؟
وافقت اندريا مع القاضى, الذى قال أنه لا يجد مبرراً لتصرف لوكاس هاستينغز. و لكن اندريا ذهبت أبعد من ذلك, فهى لم تجد سبباً لها التصرف, و لم تجد هذا الأمر منطقياً, برغم الحقائق التى تشهد على خلاف ذلك, و افترضت أن إدانته أو براءته ستبقيان دائماً غامضتين.
و كما قال بول, لقد انتهى كل شئ, و ليس بالمستطاع عمل أى شئ, لقد قامت بواجبها كمواطنة, و أفضل شئ تفعله هو أن تطوى هذه الصفحة و تجعلها زهرة منسية من الماضى و لا يجوز الاستمرار بتضييع الوقت فى القلق عليه.
إنها تخدم أبرشية و هذا يتطلب كل اهتمامها و حبها, ومن الأفضل أن تركز جهودها حيث ستثمر.
نهاية الفصل الأول
قراءة ممتعة للجميع
|