لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس ( كاملة )

كل عام و أنتم بكل خير أدعو الله فى هذا اليوم الفضيل أن ينصر أهلنا بـ غزة و يبدل كربهم أمنا و سلاماً كما أتمنى للجميع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-14, 02:59 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
A0aa585061 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس ( كاملة )

 
دعوه لزيارة موضوعي

1025

1025

كل عام و أنتم بكل خير

أدعو الله فى هذا اليوم الفضيل أن ينصر أهلنا بـ غزة و يبدل كربهم أمنا و سلاماً

كما أتمنى للجميع قضاء عيد فطر مبارك


بمناسبة عيد الفطر أقدم لكم أتمنى أنها تنال أعجابكم

1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز

روايات دار نحاس

1025


الاسم الأصلى للرواية
Hero on the Loose

1025


سنة الإصدار 1993

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس

قديم 28-07-14, 03:07 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس

 
دعوه لزيارة موضوعي

الــمــلــخـــص



لقد شاركت فى إدانته ....و لكن هل كان بريئاً؟
كانت أندريا مايرز أحد أعضاء هيئة المحلفين اللذين أدانوا
سمسار الأسهم المالية البارز فى ولاية نيومكسيكو,
لوكاس هاستينغز, بالاحتيال على زبائنه.
مع ذلك, لم تسترح البتة, لهذه الإدانة, لأن ملف الأدعاء كان محبوكاً بصورة تثير الشك,
و اندريا كراعية كنيسة, تميل إلى الايمان بمحاسن الناس....لا بمساوئهم.
توجه لوك مباشرة بعد إطلاق سراحه من السجن إلى الكنيسة التى ترعاها
أندريا و كان سبب قدومه هو انجذابهما لبعضهما البعض بصورة صارخة.
عاطفة خطرة لا مستقبل لها...على أى حال ما هو القاسم المشترك الذى يجمع
كاهنة كرست حياتها للكنيسة التى اصبحت عالمها, امرأة ترعرعت فى البؤس
وصمدت تجاهه مع رجل مثل لوكاس هاستينغز؟ رجل ولد و ترعرع فى العز و الثراء .
رجل ساعدت على وضعه فى السجن؟

لا أحل نقل جهدى و تعبى دون ذكر اسمى زهرة منسية و أسم المصدر منتديات ليلاس


إذا حبيتوا تتعرفوا أكتر عن الكاتبة أتفضلوا

الكاتبة ريبيكا وينترز ومؤلفاتها



رجاءاً إذا عجبتكم الرواية لا تنسوا الضغط على إيقونة الشكر

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 03:10 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس

 
دعوه لزيارة موضوعي

الــفــصــل الأولـــــ

منتديات ليلاس

"ليقف الجميع." نادى حاجب المحكمة, فيما اندريا مايرزآخر المحلفين الآثنى عشر,
كانت تدخل قاعة المحكمة و تنظر بعينيها الأرجوانيتين إلى المتهم الجالس بجانب
محاميه. تداول المحلفون بقضية المتهم لأربع ساعات خلت, لأن القرار بإدانته يجب
أن يأتى بالأجماع. بدت هذه الساعات بالنسبة للرجل الذى سيقرر مصيره أطول من سنين.
بالرغم من أن الأثباتات المادية ضده كانت قاطعة, لم تشعر أندريا بقلبها أن الرجل مذنب.
ربما لكونها وجدت صعوبة فى أن تدين أحداً. تحفظاتها, التى لم تكن مبنية على رهان مادى,
أخرت المداولة ساعتين و أزعجت بأقى المحالفين.
"جلوس!" استدار القاضى ذو الشعر الأبيض على كرسيه ليواجه المحلفين.
"هل توصلتوا إلى قرار ؟"
وقف الناطق باسم المحلفين و أجاب:"أجل حضرة القاضى, لقد فعلنا."
وجدت اندريا نفسها تتففحص المتهم ثانية, كما فعلت مراراً خلال أيام المحكمة
العشرة. كان مظهره مميزاً بين الحضور فى قاعة المحكمة بجسمه الطويل المتناسق
و هيبته البادية على وجهه و شكل شعره الداكن المصفف إلى الجانب إطاراً لوجهه
الارستقراطى بأنفه المستقيم و وجنتيه المحددتين فى الخامسة و الثلاثين من عمره,
بدا مثالاً لمرتادى وول ستريت حى المال فى نيويورك المهذبين.
مرتدياً باناقة بدلته الغالية الثمن.
قالت اندريا فى سرها لو أن هذا الرجل يبتسم لبدا أكثر الرجال وسامة
ممن قابلتهم فى حياتها.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 03:12 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس

 
دعوه لزيارة موضوعي


"لقد وجدنا المتهم لوكاس هاسيتنغز مذنباً."
دوت صرخة من امرأة أنيقة كانت تقف فى آخر القاعة و وصلت إلى اسماع
اندريا, قبل أن تعم الفوضى المكان لم تشاهدها اندريا منذ اليوم الأول للمحاكمة.
لم يكن المتهم متزوجاً و لكن انرديا افترضت أن المرأة صديقة مقربة منه,
لو كانت اندريا فى مكانها لربما وجدت أن حضور المحاكمة يوماً بعد يوم مؤلماً.
ضرب القاضى بمطرقته على الطاولة "التزموا الهدوء فى ليلاس قاعة المحكمة"
وعندما خيم الصمت قال: "سيد هاستينغز, سوف نستمر بقبول الكفالة المالية و نطلق
سراحك حتى يوم اصدار الحكم عليك, أو إذا شئت تستغنى عن ذلك و تطلب أصدار
الحكم الآن."
قفز محامى الدفاع واقفاً و قال: "نرغب فى إعطائنا وقتنا قبل إعطاء الحكم,
نقترح ستة أسابيع من الآن...."
لم يستطيع المحامى إنهاء مرافعته, فقد سحبه موكله من يده و أخذ بمناقشته بسريه.
حدق المحامى فى موكله مندهشاً, ثم استدار نحو القاضى متابعاً: "سيدى, حضرة
القاضى أن موكلى يرغب فى إصدار الحكم عليه الآن."
"حسناً يا سيد هاستينغز, هل اقتربت مع محاميك من المنصة و قفا فى حضرتى"
من دون القدرة على اشاحت نظرها, رأت اندريا الغشاوة التى غطت وجه المتهم
وأخفت كل التعابير عليه. وقف بسهولة و لم يظهر عليه القلق أو التشنج. كيف يمكن
لأى شخص بواجه الحكم بجناية رئيسية, أن يبدو واثقاً من نفسه بتحدٍ...و بتمرد...
بظروف كهذه؟
وقف فى حضرت القاضى مرفوع الرأس معتزاً, و لم تستطع اندريا إلا الاعجاب به.
"قبل أن أنطق بالحكم, يا سيد هاسيتنغز, هل ترغب بقول أى شئ, الآن؟"
"أستطيع أن أكرر فقط ما قلته سابقاً. أنا لست مذنباً و آمل أن أستطيع, فى يوم
ما إثبات براءتى."
دوى صوته العميق الواضح و الثابت فى قاعة المحكمة, و لكن الأمر الذى
أزعج اندريا كان إعلانه البسيط عن براءته, لم يجد أى من المحلفين الآخرين
صعوبة فى إدانته, و لم تنفع كل تحفظاتها, قبل أن تصوت أخيراً معهم فى تغيير
قرارهم, إذا لماذا تشعر بالحزن؟ لماذا هذا الهاجس ببراءتهما زال يهمس فى داخلها
برغم البراهين القاطعة؟
لأنك اُتهمت مرة بارتكاب فعله و لم تكونى مذنبة يا اندريا مايرز. لم يصدقها
أحد أيضاً, و حطم الحكم عليها قلبها.
برغم الألم الذى سببته لها هذه الحادثة, استطاعت أن تلقى بها وراء ظهرها
و تستمر فى حياتها. و لكن هذه المحاكمة ايقظت شعورها بالعجز و اليأس
بوضوح مؤلم. هل هذا هو الشعور الذى يعانى منه لوكاس هاستينغز, فى هذه
اللحظة ؟
كان القاضى قد أمر المحلفين بأن لا يقرروا إدانته إلا فى وجود برهان قاطع,
التزمت اندريا بهذه التوجيهات حرفياً, و قد حللت و تفحصت البراهين المقدمة
بتمعن علها تجد ثغرة فيها. كان واقع عدم استطاعتها العثور على براهين فى مصلحته,
هو الأمر الذى قادها فى النهاية للتصويت مع الآخرين فى إدانته. ولكنها لم تستطيع منع
الإحساس العميق بداخلها فى ملف النيابة العامة كان محبكاً و متكاملاً أكثر من الازم.
أحياناً لا يعطيك البرهان القاطع القصة كاملة, و أحياناً يعطيك قصة مختلفة تماماً.
منزعجة من شكوكها التى أتت جذورها من الماضى, صلت اندريا متمنية أن تكون
قد حققت العدل فيما يتعلق بالمتهم, المشكلة فى أن قرار الإدانة لم يشعرها بإحقاق العدالة.
نظرت خفية إلى بقيت المحلفين علها ترى على وجوههم أى أثر للصراع الداخلى بشأن شك
فى صحة القرار. عرفت من التعابير على وجوههم أن رأيهم بقى على حاله.
"سيد هاسيتنغز..." بدأ القاضى كلامه: "أريدك أن تعلم بأن جريمة الاحتيال
و الاختلاس فى شركة هاستينغز, رادلى و فيانس لبيع الاسهم, الشركة المحترمة
و الناجحة التى أنت أحد مالكيها و المؤتمن عليها, تضر بسمعة جميع المؤسسات
المالية التى وضع الجمهور ثقته بها. بما أننى لا أجد أى مبرر شرعى لتصرفك هذا,
فأنا أحكم عليك بالسجن لمدة خمس سنوات فى سجن رد بلوف الاتحادى, و لكن فى
حال كان سلوكك حسن فى السجن سيُطلق سراحك بعد ستة أشهر و تبقى تحت المراقبة,
لأنك أعدت الأموال التى أختلستها من ممتلكاتك الخاصة. أعهد بك الآن إلى قوى الأمن
المنوطة بنقلك إلى السجن."
اصيبن اندريا بمغص شديد فى معدتها عندما سمعت كلمة سجن, أرعبتها فكرة البقاء
يوماً واحداً وراء القضبان, فكيف بستة أشهر. الأمر الوحيد الذى هدأ من روعها هو
أن لوكاس سيرسل إلى السجن ذى احتياطات أمنية خفيفة.

مــنـــتــديـــات لــيــــلاســــــ

حسب قول بول ياتس, كاهن الرعية فى الكنيسة التى تعمل فيها, أن سجن ردبلوف هو
مخيم اتحادى, حيث يقضى مرتكبو الجرائم المالية مدة سجنهم, مثل لوكاس هاستينغز...
ذو مراكز هامة ارتكبوا جرائم التهرب من الضريبة بوسائل احتياطية و يحتاجون للحماية
من المجرمين الخطرين المسجونين فى سجون احتياطات الأمن فيها شديدة جداً.
على الأقل, أنه لن يقضى فترة حكمه مع القتلة المتمرسين.
لسبب ما لم تستطيع اندريا تخيله مسجوناً فى المكان نفسه مع زهرة منسية
هؤلاء حتى ولو كان خارج على القانون.
لم تلاحظ بسبب استغراقها بالتفكير أنها كانت تحدق فى المتهم, و هزها أن تكتشف
أن نظرته النافذة التى كانت تحدق إلى منتديات ليلاس القاضى قد تركزت عليها فجأة
لاحظت مراراً خلال فترة المحاكمة أنه كان يحملق بها. تلاقت نظراتهما أكثر من مرة
فى توارد أفكار رزين و استطاعت أن تشعر بمزاجه من قراءة التعابير فى عينيه, اللتين
كانتا تتحولان من النظر و المراقبة إلى التفرس و التقييم.
أصابتها الرجفة هذه المرة. ظنت فى لحظة قصيرة أنها لمحت ومضة حيرة
و ألم ممزوجة بالغضب و التحدى ثم أخذه المحامى جانباً مما قطع تشابك نظراتهما,
وجدت نفسها تتساءل ثانية فى نا إذا أخذ العدل مجراه, و فى ما إذا أرسل برئ إلى السجن.
آلمتها ردة فعلها, فاستدارت نحو أحدى زميلاتها فى هيئة المحلفين لتسر لها بمشاعرها,
لدهشتها اكتشفت أن الجميع غادروا قاعة المحكمة, متشوقين للعودة إلى منتديات ليلاس
أعمالهم و عائلتهم. إن عمل المحلفين يقطع عليهم مسار حياتهم العادية, و لكنه العمل
الذى تسير وفقه اجراءات المجتمع القانونية.
ألقت اندريا نظرة خاطفة على لوكاس هاستيغنز, و رفت عيناها بشدة عندما شاهدت
الحارس يضع الاصفاد فى معصميه. كان هذا قمة المأساة, أن يكبل مثل حيوان قوى
متوحش و قد اهتاج فجأة و أصبح خطراً. سار إلى خارج المحكمة مطبق الشفتين مرفوع
الرأس و كأن ما يحدث حوله لا يعنيه بالحقيقة.
حاولت زمرة أشخاص اللحاق به بينهم بعض شركائه الذين تعهدوا بالاهتمام به و بدا
عليهم الجزن و التوتر لما حدث له. لكن محامى الدفاع أوقفهم استرق لحظة لتعزية المرأة
التى جرت فى ممر القاعة و تجاهلها المتهم.
انهمرت دموع اندريا و احست بالحزن الشديد يخترق روحها, و يتكلمون عن التقطع فى
مسار الحياة! فى دقائق تحطم عالم رجل بكامله, و أصاب أصدقاءه بخسارة لا تعوض,
تعرف اندريا تماماً ماهية هذا الوضع. فقبل ثمانى سنوات كانت هى و خطيبها مارك...
الشخص الذى كانت تعتمد عليه يقودان السيارة إلى الكنيسة للاتفاق على حفل زواجهما
عندما تجاوزت شاحنة القاطع بين الخطين و ارتكمت بسيارتهما.
انهار عالمها فى ثوان. لم تكتب النجاة لخطيبها مارك, و ما كان يجب أن تعيش
اندريا, أيضاً. و تمنت فى الشهور اللاحقة لو أنها ماتت و مع مرور الوقت اعتبرت
نجاتها بمثابة معجزة.
منتديات ليلاس
و فى الحقيقة, عندما تتأمل مسار حياتها, تدرك أنها سلسلة معجزات تعويضية,
هذا الادراك قادها فى آخر المطاف إلى عملها الحالى.
دهشت لتداعى أفكارها بهذا الشكل, ايقظت نفسها من التأمل و هرعت لتخرج من قاعة
المحكمة باتجاه موقف السيارات.
لقد ابتعدت عشر أيام عن كل شئ آخر, و كانت متشوقة للعودة إلى متطلبات برناكجها
المزدحم, و الأعمال المكتبية المتراكمة. العمل كان العلاج الوحيد لهواجسها.
لكن عقلها لم يتوقف عن استرجاع أحداث المحاكمة, و خاصة عندما وقف شريكا لوكاس
هاسيتنغز فى المحكمة لاعطاء شهادتهما المفحمة, ترددا طوال فترة المحاكمة فى إعطاء
البرهان الذى بنتيجته أرسل صديقهما وراء القضبان, خيل لها أكثر من مرة احتمال أن
شريكيه تآمرا عليه و تبادلا فى ما بينهما لكى يخدعا الجميع بقناع من التمثيل الماكر, حجث
لها شئ مشابه فى الماضى, حين كذب بتبجح الشخص الوحيد الذى يعرف الحقيقة,وهو الشخص
نفسه الذى سبب لها الكابوس و تركها من دون أى دفاع .
عندما طرحت اندريا هذا الاحتمال أمام بقية المحلفين رفضوا تحفظها على أساس ان أياً
من شؤيكى هاسيتنغز لا يجرؤ على مواجهة عقوبة الشهادة الزور. وجب عليها الاقرار
بأنهم ربما على صواب, إذا لم يجد محامى الدفاع ثغرة فى شهادة شريكى موكله ولم يرتب
بهما, فمن يستطيع ذلك؟
الشئ المؤكد لها الآن, هو أنها لن تخدم أبداً فى هيئة المحلفين. عندما يستدعونها فى المستقبل
ستعتذر على أساس أنها تحمل ضغينة تعصب ضد المتهم. سوف تقول إن طبيعة عملها تجعلها
تؤمن بطيبة الإنسان البديهية, و من جراء ذلك, و فى أكثر من مناسبة, اتخذت قراراتها عاطفياً
وحسب ميولها.
وضع مصير لوكاس هاسيتنغز فى أيدى المحلفين, وبالنسبة لاندريا كان القيام بهذا الواجب
الأشد إيلاماً لها. وهى لن تتحمل ثانية أن تأخذ على عاتقها مسؤولية كهذه مرة واحدة تكفى
للعمر كله.
لوح هواء حزيران الدافئ شعرها الأسود المنسدل على كتفيها فيما كانت تركب سيارتها
الصغيرة و تنطلق وسط المدينة باتجاه الكنيسة المبنية على الطراز الغرب الحديث ذى
السقف المغطى بالأعمدة. هرعت بعد عشر دقائق إلى مكتب بول متشوقة للبحث معه
فى مكنونات نفسها, كان راعيها, وإذا كان باستطاعة أحد ما أن يساعدها, فهو ذلك الشخص,
كان عنده طريقة خاصة فى التأمل بالحياة.
حياها لحظة دخولها عليه و طلب منها الجلوس. برغم الأربعين سنة فارق السن بينهما
كانت اندريا تشعر بانسجام قوى مع هذا الرجل الأرمل. أنها تعتبره مثل والدها. إنها لم
تعرف والديها. و لم ترعف فى ما يتعلق بالأبوة, أى شخص عنده عاطفة و قوة شخصية
بول, كانت تحبه و تحترمه, و هو بادلها هذا الشعور, ابنه الوحيد بريت, كان يعمل فى
اليابان و من الواضح أن بول اصبح يعتبرها ولده الثانى.
"يبدو أن المحاكمة أنتهت أخيراً, فلماذا تبدين منزعجة؟"
سألها فى الحال: "أين ابتسامتك المشرقة؟"
"الرجل فى الطريق إلى السجنيا بول."
تبدلت ملامحه" "هل تريدين التحدث عن ذلك؟"
أومأت برأسها إيجاباً فيما تررقرقت الدموع فى عينيها."كان صوتى واحد من أثنى
عشر صوتاً أرسلته إلى السجن."
قال بول بعد لحظة تأمل: "و الآن, أنت تعانين من ججراء قرارك هذا. ألا يجب أن
يتخذ قرار الإدانة بالاجماع؟"
"أجل, بالطبع."
"وهذا يعنى أن كل المحلفين الآخرين وجدوه مذنباً, أيضاً."
"هذا صحيح." مسحت دموعها بمنديل ورقى أخذته عن طاولته.
"و لكنى لا أستطيع التوقف عن التفكير فى أننا أرسلنا لوكاس إلى السجن بسبب جريمة لم يرتكبها."
انتصب الكاهن المسن على كرسيه: "أنا غير مندهش لقولك هذا, لأنك كثيراً ما تركت قلبك يتحكم بك"
رفع يده ليمنعها من مقاطعته و أضاف: "أرجوك لا تأخذى كلامى على محمل الإساءة. إنها نعمة من الله, ولولا أمثالك لكان العالم أسوأ من ذلك بكثير."
هزت اندريا رأسها وعلى وجهها شبه ابتسامة. "لا شئ تقوله لىّ يشعرنى بالإساءة"
تعرف اندريا أن بول يتكلم بدبلوماسية و لكنها تعرف أيضاً حقيقة نفسها. لقد اتهمت
خلال فترة مراهقتها بارتكاب عمل شنيع كانت بريئة منه. جرح مثل هذا يترك ندوباً,
و منذ ذلك الحين وجدت نفسها دائماً تنصر الضعيف و تقف إلى جانب المظلوم, وتسمح
لعواطفها بالتحكم بها. و كانت تدرك أن هذا الميل يؤثر على قابليتها فى الحكم على الناس
و الظروف بصورة دقيقة.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 03:15 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس

 
دعوه لزيارة موضوعي


تنهدت اندريا بعمق, "لقد وضعت يدك على جرحى."
و استطردت: "كنت المحلف الوحيد الذى تحفظ على إدانته, فيما الآخرون اعتبروا القضية
واضحة و بسيطة."
"هذا لأنك لم ترغبى فى إدانته."
"لا أعرف يا بول, إن الأمر أكثر تعقيداً من مجرد التمنى. ش ما, خلال اجراءات المحاكمة
لم يكن مقنعاً و لم استطيع وضع إصبعى عليه " تململت و أضافت: "ماذا لو كان بريئاً؟"
"سيكون الوضع مأساوياً. الحقيقة المرة أنه ليس بأول رجل يذهب إلى السجن لجريمة لم
يرتكبها. على أى حال, لو كان حقاً بريئاً, فقد فات الوقت على عمل أى شئ."
"ولكن ماذا عنه؟ لو كنت فى قاعة المحكمة و شاهدنه و هو يقول إنه برئ, لهز مشاعرك أيضاً"
"انا لا أشك بذلك...و لكن الحقيقة تبقى. لقد أدين بالجرم بسبب البرهان القاطع ضده. و من المنطقى
أن تفترض أنك لم تخطئ فى الحكم عليه. تذكرى أيضاً, أن معظم الناس الذين يتهمون بارتكاب جريمة,
ينكرون تورطهم بها. الكبرياء المزيفة, بسبب ذلك, و لا أحد خالٍ من كل عيب. لا هو و لا أنا و لا أنت"
همست زهرة منسية: "أجل, بالطبع, انت على حق."
"أتمنى لو كان باستطاعتى المساعدة, و يبدو أن لا علاج لحيرتك إلا الصلاة و الوقت, أنت تحملين
نفسك بلا طائل, ما لا تستطيعين سبيلاً إليه."
"أعرف ذلك."
"أندريا....." ركز نظره على عينيها "....أذهبى إلى البيت و استريحى....هذا ما كنت
أقوله لـ كونستانس عندما تشعر بالحزن, أخذت بنصيحتى فى معظم الاحيان وعادت إلى البيت
بعد ساعات و قد ابتاعت ثوباً جديداً أو زوجاً من الأحذية و علت وجهها الاشراقة."
وقفت اندريا و هرعت لتعانقه: "شكراً لاستماعك لىّو للنصيحة, سوف أذهب الآن إلى البيت,
أراك لاحقاً يا بول."
توجهت بعد مغادرتها الكنيسة إلى شقتها الواقعة فى منطقة متواضعة من البوكركى. رمب,
يوماً ما , بعد أن توفر ما يكفى تستطيع شراء منزل صغير. و لكن ذلك يحتاج إلى سنوات.
حالما أوقفت سيارتها بجانب الرصيف, شاهدت أندريا مالكة الشقة مايبل جونز تقف فى منتديات ليلاس
الساحة الأمامية و محاطة بخميلات من الأزهار, هذا يعنى أن اندريا لن تستطيع أن تمر إلى شقتها من
دون أن تواجه سيلاً من الأسئلة, الأرملة المتوسطة العمر كانت وحيدة و تتمتع بنقل الاخبار, الأمر الذى
تعمل أندريا ما بوسعها لتجنبه.
إنها تشعر فى هذه اللحظة بالارهاق و لا ترغب بالتكلم مع أحد, و خاصة مايبل الفضولية.
على أى حال, فات الأوان على الابتعاد لأن مايبل شاهدتها. لم ترد المجازفة بالإساءة لهذه
المرأة التى أعطتها الشقة الأرضية الفسيحة بإيجار منخفض وكانت عضواً فى مجلس الكنيسة.
ترجلت اندريا من السيارة من دون أن تستطيع تغيير مزاجها المتعكر و تحضرات لمقابلة مايبل
التى هرعت نحوها.
"هل أنتهى كل شئ أيتها الأخت, أم أتيت إلى البيت كى ترتاحى قبل أن تعودى ثانية؟"
" لقد أنتهى كل شئ, و أنا مرهقة جداً."
"عندما أفكر بأن كثيرين من أعضاء كنيستنا ائتمنوا شركة هاستينغز على استثماراتهم المالية,
أصاب بالرعشة"
تمتمت اندريا بفارغ الصبر: "أموالهم ما تزال فى أمان, و كما ذكرت الصحف, لقد دفع كل قرش بعد بيع ممتلكاته, لم يخسر أحد شيئاً."
لم تستوعب مابيل هذا الدفاع عن لوكاس هاستينغز, و أصرت قائلة: "إنه غير جدير بالثروة التى يملكها, بالاضافة إلى أنه يمتلك جاذبية شيطانية, لا يمكن الوثوق برجل من هذا الطراز, لأنه لا يحتاج للحصول على معيشته بالعمل الشريفمثل بقية الناس العاديين, أنا شخصياً أعتقد أنها مقامرة مفضوحة و يجب التحقيق مع كل عملاء الأسهم, لقد نال جزاءه, أخبرينى عما حدث" أنهت حديثها بتلهف.
تنفست اندريا بهدوء, ما زالت النظرة فى عينى لوكاس هاستينغز قبل أن يُصطحب خارج قاعة المحكمة مكبلاً بالأصفاد, تجول فى مخيلتها. "لقد حُكم عليه بالسجن ستة أشهر, سوف تسمعين كل ذلك فى نشرة الأخبار الساعة السادسة."
قطبت المرأة الأخرى حاجبيها: "ستة أشهر فقط؟" صرخت و هى تحاول بوضوح مناقشة القضية بتفاصيلها. لكن, هذه المرة انسلت اندريا و عبرت الساحة و فتحت باب شقتها. "هذا صحيح. أعذرينى لعدم تمكنى من البقاء للتحدث. إذا تركت بعض الشتلات فى الساحة, سأزرعها فى الصباح, أنها جميلة يا مايبل و ستجعل الحديقة تبدو رائعة."
لم تتأثر كثيراً, بل تنهدت و تمتمت شيئاً غير مفهوم, فيما دخلت أندريا منتديات ليلاس شقتها.
حاولت أن تأكل شطيرة و لكنها شعرت بالأعياء فتمددت على السرير كى ترتاح, استيقظت بعد ساعة, من دون أن تشعر بالانتعاش لأنها لم تتوقف عن التفكير بـ لوكاس هاستينغز. قررت أن تبعد عن رأسها ذكرى المحاكمة, أستحمت و بدلت ثيابها و انطلقت بالسيارة إلى الكنيسة. تولى بول منذ تعيينها فى هيئة المحلفين أمر مسؤولياتها بالإضافة إلى مهامه و حان الوقت لإراحته منها. فكرة التسوق كما اقترح عليها لم تجد قبولاً لديها, و لكن بإمكان العمل الشاق أن ينسيها قلقها.
اكتشفت عندما وصلت إلى الكنيسة أن بول قد غادر ليحضر اجتماعاً لجمعية الشبان المسيحيين و من المحتمل أن تطول غيبته حتى المساء. و لم يزعج ذلك اندريا, لأن ذلك يعنى أن تنهمك بالأعمال المكتبية المتراكمة على مكتبها من دون أن يتدخل بول و يطلب منها الذهاب إلى البيت. اتصلت هاتفياً بالعديد ممن اتصلوا بها فى غيابها و تفحصت البريد المتراكم بشكل هائل, نظرت أخيراً إلى ساعتها, لقد مضى عليها فى العمل ساعتان.
"دوريس؟ هل أتيت للحظة, من فضلك؟" نادت على موظفة الأستقبال. وقفت اندريا أمام اللوحة المغطأة بالزجاج و المعلقة على الحائط و التى كانت تستعملها بدلاً من المرآة. أصلحت هندام ملابسها ووضعت الياقة البيضاء الرسمية حول عنقها. مشطت شعرها قليلاً و أصبحت جاهزة. ما عدا احمر شفاه باهت اللون لا تستعمل اندريا أى مساحيق تبرج و عيناها الزرقاوان المغطيتان بأهداب كثيفة لا تحتاجان إلى الزينة.
"ليس عليك أن تخبرينى." قالت دوريس و هى تدخل الغرفة: "إنك ستتفقدين المستشفى. لماذا لا تأخذين عطلة الليلة؟ أعرف أنك بعد أسبوع من المداولات القانونية ستنهارين."
وضعت اندريا فرشاة الشعر فى حقيبتها بيد مرتجفة. "لقد أزعجتنى المحاكمة كثيراً, و من الأفضل أن أبقى نفسى مشغولة كى لا أفكر بما يحدث."
منتديات ليلاس
تمتمت دوريس متعاطفة: "إذا شئت أن تتحدثى عن متاعبك, فسيسرنى لأستماع إليك."
"أعدك بأننى سأفعل ذلك فى يوماً ما, يا دوريس." كانت تلك الحقيقة, إذا أستطاعت فعلاً التكلم إلى شخص عن هواجس هذه المحاكمة فسوف تكون دوريس هذا الشخص. "أما الآن, فأنا ذاهبة لزيارة باربرا مونتغمرى, وصلت أمها المصابة بالسرطان لتوها من ساوث داكوتا و سوف ترعاها باربرا من الآن و صاعداً و طلبت منى المرور عليها, يظهر أن أمها يائسة و تخاف من المعالجة الكيميائية." توقفت و أضافت: "و أعتقد أن بربارا خائفة أيضاً."
"ما تحتاجانه بالتحديد, هو زيارة الراعية أندى."
ابتسمت اندريا للمرأة الشقراء الجذابة و هى أم لثلاثة أولاد و فى مثل عمرها, و قد أصبحت صديقتها منذ أول لقاء, الكثير من العاملين فى الأبرشية لم يتقبلوا اندريا بعد تكريسها لسنتين انصلامتا. و بعضهما لم يتقبلها أبداً. و لكنها تعلمت كيف تتعامل مع الرفض من دون أن تدع ذلك يمنعها من الوصول إلى أهدافها.
اقتربت من دوريس و حضنتها: "شكراً يا صديقتى."
حدقت دوريس إلى أندريا بمحبة و قالت" "عندك الكثير من الأصدقاء, لا تنسى ذلك, و إذا كان البعض لم يكتش أن لديك قلب من الذهب الصافى, فهذا البعض هم الأغبياء."
"حسناً, من المؤكد أن أبواب السماء كانت مفتوحة لىّ عندما تقدمت لعمل كسكرتيرة." التقطت اندريا حقيبتها: "جوقة الكنيسة تتمرن الآن, ذكرى توم بأن يقفل الأبواب قبل أن يذهب, لا أريد منك البقاء هنا بانتظارهم, و إلا سوف تتأخرين عن أولادك, لا يدفعون لك كفاية على الدوام العادى, فلا حاجة لك بدوام إضافى غير مدفوع, خاصة ليلة الجمعة."
" لا أمانع فى ذلك, زوجى غريغ خارج البلدة حتى الأربعاء القادم." ابتسمت دوريس, "و أمى لا تمانع فى رعاية الأولاد."
تكلمت اندريا بصرامة: "حسناً, أنا لا أمانع!"
مالت دوريس برأسها إلى الجانب: "وماذا عنك أنت؟ كل وقتك عمل من دون راحة, هل تعلمين ماذا...."
"أنا أحب عملى و ما أفعله."
" و ماذا عن النوع الآخر من الحب؟ العلاقة بين الرجل و المرأة؟"
ابتسمت اندريا بسرور, دوريس لا تستسلم أبداً: "أخبرينى أنت."
"أعرف أن رجليين بدأ بالقدوم إلى صلاة الأحد لأنهما يهيمان جداً بك. و لكنك لا تأبهين لأى منهما. و هذا ليس من طباعك" قالت دوريس منكدة عليها.
توقفت أندريا فى طريقها للخروج: "أنا أعرف من تعنين و معجبة بهما الأثنين. و لكن صراحة, لا أعتبر أياً منهما صالحاً لىّ." ثم أضافت: "إضافة إلى ذلك, أنت تعرفين موقف الكنيسة من العاملين فيها الذين يتورطون فى علاقات عاطفية مع رعية الأبرشية, و من دون أن أذكر أن ذلك سيتسبب فى فضيحة للسيد و السيدة سلون, و لا تستطيع أن تقبل بذلك."
"آل سلون لا يعيشون فى العالم الحقيقى و ليسوا الناطقين باسم كل رعية الأبرشية يا إندى."
"كدت أن تضليلينى." كانت تعرف تماماً أن العائلات الشبيهة بعالات مارغو سلون فى العالم, هم أناس خطيرون."
اقتربت دوريس منها و قالت: "إنسهم, أخبرنى, لو قابلت رجلاً و اعجبت به فعلاً, هل كنت سترفضينه؟"
تراءى لها فى لمحة بصر, خيال صورة لوكاس هاستينغز, انزعجت اندريا لأن خياله ما زال يسيطر على أفكارها و قالت: "دعينى أوضح لك إذا قابلت رجلاً يستطيع أن ينسينى مارك فربما. و الآن, تخلى عن ملامح الخاطبة فى عينيك, يجب أن أذهب, سوف أراك يوم الأحد."
أوقفت اندريا سيارتها, بعد عشرين دقيقة, أمام ناطحة سحاب سكنية قريبة من الوسط التجارى عندما دخلت إلى ردهة البناء, رنت الجرس و سمح لها بالصعود إلى شقة باربرا مونتغمرى, فى الطابق الخامس.
استغرقت زيارتها ساعتين, أمضت معظمها فى الترويح عن زينا والدة باربرا و الاستماع إليها, و التى بكت كثيراً و أسرت لها بمخاوفها و قلقها . اقترحت اندريا عليها أن تنضم إلى مجموعة من البالغين تعانى من المرض نفسه و من نتائجه النفسية كى لا تشعر أنها وحيدة كانوا يجتمعون فى الكنيسة ليلة الأحد, مرتين فى الشهر, أحيانا يشاهدون أشرطة فيديو توجيهية عن التقدم الطبى فى هذا المجال, و أحياناً أخرى يستمعون إلى محاضرات يلقيها اختصاصيون و فى المناسبات يقومون بخدمات اجتماعية معاً.
تحمست باربرا لاقتراح اندريا و لكنها وجدت صعوبة فى أقناع زينا.
تمنت زينا فى البداية و لكنها وافقت بعد تردد على التفكير بالأمر, نظرت باربرا إليها بامتنان قبل أن تودعها.
و همست: "شكراً لك أيتها الأخت."
"أنا فى الخدمة دائماً يا باربرا."
و من الغريب أنها لحظة دخولها السيارة أصر عقلها على استرجاع خيال صور لوكاس هاستينغز, من دون غيره. ما سيكون شعوره فى ليلته الأولى فى السجن؟ حتى لو كان مذنباً, فالبقاء فى زنزانة مغلقة لعدة شهور, يحطم الأعصاب أما إذا كان بريئاً كما أدعى فكيف سيشعر؟
لم ترغب اندريا بالاستمرار فى هذا التفكير, و خلال عودتها إلى البيت ركزت تفكيرها على الموعظة التى ستلقيها صباح الأحد. فى طريقة ما كانت تحضر هذه الموعظة, معظم حياتها. "لا تحكم على أحد حتى لا يحكم عليك." و بالنسبة لاندريا الله فقط يعرف بمكنونات النفوس الحقيقية.
مرة ثانية تحولت أفكارها إلى الرجل الذى وجهه لا ينسى و الذى ملأ خيالها عشرة أيام, كيف سيمضى هذه الأسابيع وراء قضبان زنزانة بعد أن كان القوة الديناميكية فى شركة بيع الأسهم المزدهرة؟
واصل محامى الدفاع خلال المحاكمة على رسم صورة لـ لوكاس على أنه يمتلك قدرة فائقة و مواهب فذة. رجل يعتبر عبقرياً فى إدارة الأموال, و ترعرع فى وسطمالى . لماذا شخص مثله يريد ارتكاب جريمة الأحتيال؟ هل هو جشع؟
وافقت اندريا مع القاضى, الذى قال أنه لا يجد مبرراً لتصرف لوكاس هاستينغز. و لكن اندريا ذهبت أبعد من ذلك, فهى لم تجد سبباً لها التصرف, و لم تجد هذا الأمر منطقياً, برغم الحقائق التى تشهد على خلاف ذلك, و افترضت أن إدانته أو براءته ستبقيان دائماً غامضتين.
و كما قال بول, لقد انتهى كل شئ, و ليس بالمستطاع عمل أى شئ, لقد قامت بواجبها كمواطنة, و أفضل شئ تفعله هو أن تطوى هذه الصفحة و تجعلها زهرة منسية من الماضى و لا يجوز الاستمرار بتضييع الوقت فى القلق عليه.
إنها تخدم أبرشية و هذا يتطلب كل اهتمامها و حبها, ومن الأفضل أن تركز جهودها حيث ستثمر.


نهاية الفصل الأول

قراءة ممتعة للجميع

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البطل الطليق, hero on the loose, دار النحاس, ريبيكا وينترز, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, rebecca winters, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية