المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس
دخلت اندريا القاعة الرياضية فى الكنيسة عند الساعة السابعة و العشر دقائق مساءً كان شعرها ينساب على كتفيها مثل الغيمة فى كل خطوة تخطوها.
تحلق معظم الموجودين حول مائدة الطعام المليئة بالطيبات و التى حضرتها لجنة الانعاش. وضع فى وسطها الكأس كى يشاهده الجميع, علقت على الجدران الرايات التى تتغنى بالنصر, و بدا أن جميع أعضاء الأبرشية قد حضروا للأحتفال.
تحلقت مجموعات من المراهقين و أهاليهم حول طاولة لوك يتنافسون لجذب انتباهه لهم.
تلت صلاة شكر بصمت, لرجوعه سالماً من رحلته إلى مؤاب. و كأنه أحس بها تنظر إليه فقد رفع رأسه فى اللحظة نفسها التى نظرة إليه, لن تراه ثانية بعد هذه الليلة, ذكرت اندريا نفسها, سعيدة لأنها أخذت وقتها فى ترتيب هندامها هلى أفضل هيئة.
كانت قد ذهبت للتسوق قبل مجيئها لحضور الاختفال, بعدما أصبحت لا تتحمل البقاء بمفردها, فاشترت ثوباً حريرياً أزرق اللون. لم يكن من عادتها أن تلبس هذا النوع من الثياب عندما تشارك فى نشاطات الكنيسة, و لكن الليلة مختلفة و تريد التأثير على لوك و فى الوقت نفسه تظهر بأناقة هادئة تليق بالكنيسة.
قطعت اتصال نظراتهما و اتجهت إلى المائدة, أفسح لها بول مكاناً إلى طاولته. ملأت صحناً بالطعام و جلست بالقرب منه, مرتاحة لأن ظهرها إلى لوك. و مرتاحة لأنها مع بول, الذى يمكن أن يتفهم عدم رغبتها فى الكلام.
فوجئت اندريا قليلاً عندما شاهدت هال تف يقف ليقوم بدور مقدم البرنامج, تنحنح أمام الميكرفون مما ضخم الصوت و أضحك الجميع بمن فيهم اندريا التى قهقهت برغم ألم رأسها الذى كانت تعانى منه.
بدأ هال البرنامج بعبارات الشكر و التهنئة ثم طلب من بول أخذ المكان و التكلم و طلب من رئيس الفريق أعطاء كلمة موجزة.
عندما أنهى ريتشى ككلمته, قال هال: "الآن نريد أن نستمع إلى رجل الساعة. الرجل الذى جعل هذا الاحتفال ممكناً مدرب الفريق و صديقنا لوك هاستينغز, تعال إلى المنصة."
كان لوك مرتدياً بدلة يقترب لونها من لون ثوب اندريا, و اعطت اندريا انطباعاً بأنه سيقابل امرأة ما بعد انتهاء هذا الأحتفال, غمرتها موجة من اليأس و هى تتخيل وجوده مع امرأة أخرى.
تقدم لوك من هال بتمهل أخذ الميكرفون من يده, خيم صمت من الحضور, كان متوقعاً.
بدأ كلامه: "لقد أشتركت فى كثير من المباريات خلال جياتى و بعضها كان مثير جداً, و لكن فوز اليوم تخطاها جميعاً. لدى هذه الأبرشية أفضل شبان من أى مكان آخر. أهنئكم و عائلاتكم جميعاً, لمثابرتكم لى حضور التمارين و اتباع التوجيهات, لقد خرجوا من هذه الدورة أبطالاً عظماء أليس كذلك؟"
لم يهدأ التصفيق إلا بعد وقت, فاستطرد لوك: "للأسف لم يستطيع كاسى أن يحضر هذا الأحتفال. لقد وصلنى من مصادر موثوقة أن اتحاد الكنائس يحضر لدورة أخرى بكرة السلة فى الخريف القادم و قد أخبرنى كايسى أنه سيشترك بهذه المباريات...." توقف لوك قليلاً, مبتسماً ثم أضاف: "و إذا أردتم المجازفة معى مرة ثانية فأنى أقدم خدماتى كمدرب تحضيراً للدورة القادمة."
أصمت الهتافات السمع, قفز جميع الأولاد الواحد تلو الأخر يدقون الأرض بأقدامهم و يصرخون "نعم! نعم!" حتى تحولت الهتافات إلى أنشودة. و سرعان ما وقف الجميع, لم تستطيع اندريا إدراك ما يدور فى عقل لوك, و لكنها وقفت و هى تشعر أنها فى غيبوبة.
أعتقدت اندريا عندما توقف التصفيق و جلس الجميع أن لوك سيعود إلى مقعده و سيترك بقية البرنامج إلى هال و لكن لم تجر الأمور كما توقعت, أدار لوك رأسه نحوها, أحست بشور غريب, و كأنه وخز من قمة رأسها حتى أخمص قدميها.
"لقد أرتكب هال خطأ عندما قال إنى رجل الساعة, فى الحقيقة, المجد يجب أن تحصل عليه امرأة الساعة, ملاكى ذوالشعر الأسود. و بالمناسبة, هذذا ما أطلقه على الراعية اندريا مايرز."
أنفجر الجميع بالضحك و حملقوا إلى اندريا التى تلون وجهها باللون الاحمر. "من شاهد منكم المباريات هذا الصباح, سيوافقنى على هذا الوصف, لقد صنعت العجائب على أرض الملعبو لولاها ما فوزنا."
عدت الهتافات و ربت بول على ذراعها بحنان, لم تستطيع اندريا النظر إلى أى مكان, تمنت لو أنها زهرة منسية تختفى ببساطة.
"ليس كل منكم يعرف كيف تقابلنا, أنا و هى. أعتقد أنه الوقت المناسب لأخباركم. إنها قصة عاطفية, بالفعل, خلال أيام المحاكمة المؤلمة, جلست مع المحلفين الآخرين, تعانى مثلى تماماً فيما تتوالى الأدلة الدامغة. شعرت بعاطفتها, برغم أننا لم نتبادل أى كلمة مع بعضنا البعض."
"عندما أتت إلى السجن, و أنا أخجل من ذكر ذلك, كنت قد فقدت الأمل فى أن تكون لى حياة ثانية بعد إطلاق سراحى, أعتقدت أن الله الذى عبدته منذ الطفولة قد تخلى عنى. و حينها ظهرت الراعية مايرز."
خيم الصمت و السكون على جميع من فى القاعة. و جلست اندريا لا تبدى حراكاً و كأنها مسحورة.
"وقفت أمامى الامرأة الجميلة, التى استولى وجهها و عاطفتها على أحلامى, و كأنها رؤية, ظننت للحظة أنى كنت أحلام. عندما وضعت ذراعيها حولى, لتروح عنى, شعرت أنى ولدت من جديد, و أقسمت بأنى سأتحامل على نفسى فى السجن و استفيد من مدة حكمى...." تهدج صوته من الانفعال.
"و أقسمت أيضاً أن أحصل على حبها و لو تطلب الأمر صرف ما تبقى من حياتى فى سبيل ذلك."
تأوهت أندريا و أنتصبت على قدميها, لا شعورياً, و نسيت الحضور.
"أنتم تعرفون باقى القصة, أتيت إلى الكنيسة و طلبت التطوع فى أى شئ لأكون قريباً منها. نجحت خطتى, ووصلت الآن إلى نقطة اللارجوع. و بما أن اندريا أخبرتنى أن الأبرشية هى عائلتها و بول هو الأب الذى لم يكن لها قطلذا فكرت بأن أطلب منه الآن و هنا أمام الجميع السماح لى بأن أتخذ الأخت اندى زوجة لىّ, لأمساكها بمعروف حتى الموت و ما بعده."
"لـــوكــــ ...." صرخت اندريا من أعماق روحها.
وقف بول و ابتسامة تغطى وجهه و تظهر سروره. أخذ بيد اندريا بين راحتيه.
"لوك, لقد عرفت أن اندريا غارقة فى حبك منذ رجوعها من المحاكمة. لم أخبرها بذلك أبداً, و انا الذى رتبت قصداً ذهابى إلى اليابان, كى تحل محلى فى الذهاب إلى السجن."
فغرت اندريا فاها, و رمقها لوك بابتسامة مشرقة فيما استمر بول بالكلام.
"قررت أنه إذا كانت مشاعرها حقيقية فلا شئ يضر بأن نساعد القدر. منذ ذلك اليوم كنت أصلى كى يتزوجا. عندما أتيت إلى مكتبى يا لوك بعد إطلاق سراحك, أدركت أن الله استجاب لصلواتى. باستطاعتك يا لوكاس هاستينغز الزواج من اندريا مايرز بمباركتى, و أنا متأكد, بمباركة جميع الحاضرين, أيضاً."
بدا الحضور بالتصفيق بهدوء و تحول إلى مايشبه الإيقاع الموسيقى, ثم خبا تدريجياً. "حبيبتى." ناداها لوك "تعالى إلى المنصة."
تسارعت نبضات قلبها, فهذه هى المرة الأولى التى يدعوها بحبيبتى. تقدمت اندريا نحوه و هى ما تكاد تحس بالأرض تحت قدميها. وضع دراعاً حول وسطها عندما دنت منه و حددق فى عينيها مبتسماً.
"والآن, و بما أن بول أجاز لىّ." قال لوك "يجب عليك أن تتزوجينى." ضحك الجمهور و هتف لهما. بدا لها أنه واثق تماماً مما يقول, و لكن اندريا لاحظت نظرة رجاء و خوف فى عينيه الداكنتين, نظرة لم تشاهدها من قبل فى عينيه. "هل هذا سيدعم طلبى؟"
مد يده فى جيب قميصه و لم تدرك إلا و قد وضع فى اصبعها خاتم من الماس, ثم قال و الدموع تترقرق فى عينيه, ما لم تحلم اندريا من قبل بسماعه "توسلى لىّ بأن لا أتركك ولا أتراجع عن اللحاق بك, لأنه أينما ذهبت سأذهب و أينما سكنت سوف أسكن و أهلك سيصبحون أهلى و إلهك إلهى."
اغرقت اندريا وجهها فى كتفه.
منتديات ليلاس
"هل هذا يعنى, نعم أم لا؟"
انفجر الجمهور بالضحك لممازحة لوك, بعد توسله العاطفى لـ اندريا و سرعان ما تحلق الكثيرون حولهما يتمنون لهم السعادة.
كانت دوريس الأولى فى تقديم التهانئ, حضنتها بقوة و همست بأذنها: "لقد أخبرتك أن المياه ستعود إلى مجاريها. أنا على استعداد لمساعدتك بترتيبات الزواج."
"شكراً يا دوريس." قالت اندريا بانفعال, وأرادت أضافة المزيد لولا مقاطعة هال لهما.
"لاشك عندى أنكما ستنهمكان كثيراً بالترتيبات, و لكن تذكرى أن الأبرشية كانت منذ زمن بعيد بحاجة إلى مرشد جيد للشبان."
"آمين." ردد بول من خلفهم.
شد لوك على طرف أذن اندريا برقة: "ما رأيك يا حبيبتى؟"
رمقته بنظرة مفعمة بالحب. "هل هذا ما تريد عمله؟"
ابتسامته المشرقة جعلته يبدو أصغر سناً بعدة سنوات. "أنا أحب هذا العمل. لم يكن جدى يؤمن بالاجتماعات الدينية المنظمة أو جمعيات الشبان. و لذلك لم يتسن لىّ خلال فترة شبابى المشاركة بهذه النشاطات قط."
صافحه كل من بول هال توقيعاً على اتمام الاتفاقية.
وضع لوك ذراعه حول كتفيها فيما كانا يهمان بالذهاب و قال: "حتى الآن كنت على استعداد للمشاركة على وقتك....إلى حد معين, أما الآن فأريدك لنفسى, هيا بنا."
أمسك بيدها و سحبها إلى الخارج, من دون أن يفسح لها مجال للتعليق. "إلى أين تأخذنى؟" و سرعان ما تقطع تنفسها و هى تحاول مجاراة سرعته و هما يهرعان عبر الرواق.
"إلى مكان نستطيع الانفراد فيه. غرفة مكتبك تفى بالغرض."
عثرت اندريا على مفتاح غرفة المكتب بعد جهد, فتحت الباب و ما أن دخلا حتى تعانقا بشوق.
"كنت أشعر بأن شيئاً ما ينقصنى طيلة حياتى, أشعر بالفراغ و شوق إلى فارس أحلام لا أسم و لا شكل له حتى رأيتك يا لوك. منذ أن رأيتك للمرة الأولى, عرفت أنك أنت من أبحث عنه ليكون شريك حياتى و حبيبى و صديقى. حمداً لله على أن بول أرسلنى إلى السجن بدلاً منه. أحبك يا لوك و سأكرس حياتى كى أنسيك ما مررت به." تمتم اندريا, يكد ينقطع تنفسها. أحست اندريا بروحها تكاد تخرج من جسمها عندما رد عليها بعناق شديد و قال: "سأكون دائماً ممتن لشريكى, لأن جشعهما أرسلنى إلى السجن. لولا ذلك لما تسنى لى مقابلة المرأة التى قسمها القدر لى! حتى و لو عنى ذلك خمس سنوات أخرى فى السجن, فأنا مستعد للمرور فى هذه المحنة, إذا عرفت أننى سأحصل عليك فى النهاية. أحبك يا اندريا أكثر بكثير مما تقدرين."
"لقد....لقد اعتقدت أننى بعد الليلة لن أراك ثانية." قالت اندريا. "ولم أكن لأتحمل ذلك, و لذا قررت أن احاول المستحيل كى أنسى."
ربت لوك على كتفها و تنهد "و تصرفى خلال المباريات لم يساعد بتغيير اعتقادك, أليس كذلك؟ و لكن عليك أن تفهمى, أننى كنت أخشى أن ترفضى الزواج منى." توقف قليلاً ثم همس بصوت أجش: "أتسامحينى؟"
"أوهـ, يا لوك, طبعاً أسامحك!" أجابته اندريا و أنهمرت الدموع من عينيها.
"بالمناسبة......." قال و هو يضحك فجأة "....لقد طلبت من دوريس إلغاء سفرك."
جمدت و سألته: "متى فعلت ذلك؟"
بعد أن رجعت أنا و مات من إيصال كاسى إلى مؤاب."
"مات؟" دار رأسها و هى تحاول استيعاب ما ينطوى ذلك عليه.
عانقها و استطرد. "أجل, هذا صحيح. لم يتوسل لى كى أخذه معى من أجل نزهة طيران. كان دافعه الحقيقى هو أخبارى أنك واقعة فى حبى و يجب على أن أقوم بخطوة سريعة كى أمنعك من الرحيل إلى ألاسكا."
"قال ذلك!!" صرخت اندريا و احتضنته.
"أنتى لم تسمعى القصة كلها" قهقه. "لقد أنبنى بكلمات جارحة لأننى حسب أعتقاده أتلاعب بعواطفك. و طلب أن يعرف نواياى تجاهك." تأوهت اندريا
"و قال أيضاً إننى إذا حقاً أحبك, فيجب أن أتقبل أن أكون عضواً رسمياً فى الأبرشية, مما يجعل حياتنا الزوجية سلسة و ناجحة."
"أوهـ, يا حبيبى, لا!"
"نعم, لقد أصبحت عضواً فى الأبرشية, و كتمنا الأمر أنا و بول عنك لأنى أحببتك و أردت الزواج منك, و نحن متساويان. لم أكن لأفرض نفسى زوجاً لك, و أنا فى حكم, صاحب سوابق. أرادت الانتظار حتى تظهر براءتى." نظر إلى عينيها و استطرد: "لقد قال تشاك لىّ, أنى إننى غبى لأنى كنت أرفض حبك."
ابتسمت اندريا و قالت: "لأقد أُعجبت به."
"سندعوه و زوجته ستايسى بعد إنقضاء شهر العسل للعشاء فى منزلنا."
"هل ستعود للعمل فى مجال الأسهم؟"
"كلا, سأنشئ شركة خاصة للتمويل و الاستثمار و أشرف على إدارتها من بعيد. فأنا أريد بعد أسبوع, أن أصرف معظم وقتى معك و لمساعدتك فى أعمال الخير."
وقفت اندريا و كذلك لوك, بعد أسبوع, أمام المذبح و كان بول يشرف على مراسم الزفاف, و اختيرت دوريس لتكون أشبينتها. ارتدت فستاناً حريرياً أبيض و وضعت عقداً من اللؤلؤ حول عنقها.
أمتلأت القاعة بأصدقاء العروسين و أعضاء الأبرشية من جميع الأعمار, علت الابتسامات المشرقة وجوه الجميع, و تهامسوا عندما مرت من أمامهم.
شعرت اندريا أنها احتوت فى قلبها كل السعادة و البهجة الموجودتين فى العالم, عندما تلاقت عيناها و عينى لوك, لم تفارقها نظراته أبداً, و هو يشدها نحوه, كان يبدو جذاباً جداً, و هو مرتدياً البدلة السوداء و يضع وردة بيضاء فى عروة السترة.ككادت أن لا تستطيع منع نفسها من الارتماء بين ذراعيه.
انتهت مراسم الزواج بسرعة, و أعلن بول أنهما أصبحا زوجين, "لوك باستطاعتك الآن تقبيل عروسك."
علت تنهدات الحضور عندما أحتضنها لوك و قبلها و شعرت اندريا أن القاعة تدور بها
|