المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس
"من تبرع بذلك؟"
"أنا فعلت."
استدارت اندريا فى الوقت نفسه و رأت لوك يدلف من الباب الأمامى و قد ارتدى ثياب التمرين للكرة الطائرة أسوة بالآخرين, سروالاً قصيراً و قميصاً قطنياً. كان يحمل كرسياً هزازاً من الجلد الداكن. تقابلت نظراتهما, و لكن لمعان العاطفة الذى شاهدته فى عينيه ليلة أمس, أختفى الأمر الذى جعلها تحس بقشعريرة برد تسرى فى جسمها.
"صباح الخير, أيتها الأخت."
"صباح الخير." ردت عليه بهدوء, إلقاء تحية الصباح بصورة رسمية لم يترك مجالاً للشك فى إنه يتراجع عما قاله, فقد وصلا ليلة أمس إلى طريق مسدود. لقد أصبح لوك يعرفها جيداً, و أدرك أنها لن تقيم معه علاقة إلا إذا تزوجا. و هكذا إذا لم يصل إلى درجة الرغبة فى الزواج منها, فعلى الأرجح سيتركها و شأنها من الآن و صاعداً.
لم يجدها نفعاً, أن تذكر نفسها, بأن ما حصل هو ما كانت تتوقعه دائماً. من كان يظن أن تعلقهما ببعضهما البعض سينمو إلى درجة أنه لم يعد بإستطاعتهما البقاء بمفردهما دون أن تراودهما رغبات قد لا يمكنهما مقاومتها؟ أن تكذب على نفسها, فهذا أمر يستنزف قواها, إنها تحبه بعنف و تريده بقربها فى جميع الأحوال.
"عندما يرى هيرب جهاز التلفاز الذى جلبته, لن يصدق عينيه, فهو لا يخرج من منتديات ليلاس البيت كثيراً بسبب إصابته بتصلب الشرايين, و من المؤكد أن الجهاز سيكون سلوى عظيمة بالنسبة له. كيف أستطعت العثور على متجر مفروشات يفتح فى هذه الساعة المبكرة من الصباح؟"
"أنا لم أفعل." قال و هو يشبك أسلاك الجهاز و يوصلها بالكهرباء بمساعدة الولدين, "لقد جلبته من مكتبى و ما كدت استعمله خلال السنة الفائتة. و قررت أن الجهاز يجب أن يكون حيث الحاجة إليه أكثر."
"هذا كرم كبير منك يا لوك." قالت متأثرة
"لم يكن أمراً من هذا القبيل لأنى أملك جهازين آخرين فى البيت, و لم أضح بشئ احتاجه, الكرم يعنى أن تعطى من نفسك, أن تعطى شيئاً مهماً."
لم تترك هذه الملاحظة لـ اندريا أى مجال لأى كلام, و لكنها تركت لها الشئ الكثير لتفكر به, عادت إلى المطبخ لتنهى وضع الأغراض فى الأدراج.
تساءلت اندريا باستغراب, لماذا لا يدع لوك أبداً أياً كان, يمدحه, و يقلل من قيمة أعماله الخيرية. ناداها, فيما كانت تضع أحد الأدراج فى موضعه: "سنبدأ التمرين عند الساعة التاسعة, أيتها الأخت حاولى ألا تتأخرى هذه المرة."
أزعجتها ملاحظته إلى درجة أنها أرادت أن ترميه بكل ما فى يدها.
وصل بول و هيرب و بعض السيدات من الأبرشية بعد دقائق من مغادرة لوك و الولدين, أنهت اندريا عملها فى المطبخ و ذهبت لتحيتهم, و أدركت على الفور سبب بهجتهم و تعليقاتهم, كرم لوك لم يتوقف عند حد التبرع بجهاز تلفاز فقد أنهى هيرب لتوه إخراج أريكة مخملية و طاولة قهوة فرنسية الطراز, تبرع بهما لوك, وقف الرجل المسن فى وسط الغرفة يبكى من التأثر فيما كانت عينا بول تلمعان بالبهجةو يكاد قلب اندريا أن ينفطر.
جلبت مارغو سلون التى كانت إحدى السيدات اللواتى رافقن بول و هيرب كمية من أغراض البقالة و المعلبات, سارت نحو اندريا و هى تتجه إلى المطبخ و همست فى أذنها: "كيف بالله استطعت الحصول على هذه الأشياء؟"
"تبرع بها عدة أشخاص." أجابتها اندريا ثم أضافت و هى تشعر و كأنها تزيح شيئاً كان يرزح على صدرها: "أعتقد أن لوكاس هاستينغز قد تبرع بمفروشات غرفة الجلوس."
كادت اندريا أن تضحك على تعبير الذهول الذى أعتلى وجه مارغو.
"يبقى أن نسأل, عما إذا دفع ثمن هذه الأشياء أم لا." قالت مارغو بلؤم: "هل عرف المشرف القضائى بذلك؟"
"لقد تأكدت أن كلاً من هذه القطع أتت من منزله."
لمعت عينا مارغو سلون بنظرة اتهام. "أجل لقد لاحظ جميع من فى الأبرشية, كيف أصبحتما متقاربين جداً. لو كنت مكانك لكنت أكثر حذراً فى أختيار الأصدقاء."
منتديات ليلاس
"أرجوك يا سيدة سلون, لا تهددينى و إلا سأطرح بنفسى هذا الموضوع, على مجلس الكنيسة, لــ لوكاس هاستينغز كل الحق فى الاستمرار فى حياته, و طالما يقوم بواجبه نحو الأبرشية سيرحب به الجميع."
"سوف نرى ذلك." ردت عليها.
كاد غضبها أن يدفعها إلى تصرف عنيف, فأرتأت أن تنسحب و توجهت نحو بول و قالت: "سأعود إلى الكنيسة من أجل تمرين الكرة الطائرة."
"كيف تجرى الأمور هناك؟"
"لن يمكنك أن تميز الآن, إننا الفريق نفسه."
فرك بول يديه ببعضهما البعض, "مسألة الدورة كانت الموضوع الرئيسى الذى دارت الأحاديث خ=حوله على طاولة العشاء, ليلة الأمس, تعمدت أن لا أتكلم كثيراً عن لوك, فنحن لا نستطيع أن نجازف فى أن يسرق فريق آخر مدربنا القدير."
"الأولاد لن يتحملوا ذلك." ابتسمت اندريا و هى تشعر ان غضبها أخذ يتلاشىو إذا حدث و اضطرت للامتناع عن التكلم مع مارغو فلن يكون ذلك بعيداً. "سأراك لاحقاً فى الكنيسة يجب أن نراجع التقارير المالية قبل حضور كدقق الحسابات."
"إيتها الأخت," قاطعهما هيرب: "أريد أن أشكرك على كل ما فعلت."
استدارت و صافحته: "أنا أعرف ما هو شعورك تماماً, لأننى تلقيت ستبقاً معونة من الأبرشية أيضاً, أنه أمر يدعو إلى التواضع, دعنا نعرف ما إذا احتجت إلى أى شئ آخر."
ودعت الجميع و هرعت إلى سيارتها, كان تأنيب لوك على تأخرها ما يزال يدوى فى أذنيها, من الممكن أن تصل فى الوقت, إذا أسرعت, هذه المرة, أرادت أن تفاجئه.
و لكنها وصلت متأخرة عدة دقائق و انضمت لبقية الفريق فى حركة التسخين, باستثناء إلقاء نظرة سريعة, لم يميزها لوك عن الآخرين و استمر بالتدريب.
أدركت أن توجيهات لوك هى السبب فى أنها لم تعد تخاف من الكرةعندما تلقى إليها, و الأفضل من ذلك, أنها تعلمت كيف تضرب الكرة من فوق الشبكة إلى آخر خط الفريق المقابل, ليزا, أيضاً تخلت عن الكثير من مخاوفها و هى تحاول أن ترد الكرة الآن, بدلاً من تركها تطير من فوق رأسها. لم يبق على موعد بدء الدورة إلا عشرة أيام و بمساعدة لوك أصبحوا فريقاً جاهزاً.
غياب تيسى سلون كان النقطة السوداء الوحيدة فهى لم تأت إلى التمرين منذ أسبوع, لم يتحدث أحد فى هذا الأمر و لكن اندريا عرفت أن السبب ليس عزوف تيسى بل منع أمها لها. لا تملك هذه الفتاة أى فرصة تجاه أمها المتسلطة.
عندما سمح لوك للجميع بالذهاب وضعت اندريا أدوات الرياضة فى الخزانة و توجهت نحو مكتبها, لحقها عن قرب و أغلق الباب وراءهما عندما أصبحا داخل المكتب, تمنت لو لم يفعل ذلك, وجودهما على إنفراد فى غرفة واحدة لم يعد مستساغاً. "أرتاحى أيتها الأخت, أنا لست على وشك التطفل, كل ما احتاجه هو بضع دقائق."
"لابد و أننى لم ألعب بشكل جيد خلال التمرين." مازحته فى محاولة لتخفيف التشنج بينهما.
"ليس هذا ما لاحظته, أنت تستوعبين بسرعة و تتحسنين طوال الوقت و تصبحين منافس لا يستهان به, هذا ما قاله مات....الذى يبدو أنه يعشق الأرض التى تمشين عليها."
"لقد اخترت الوقت المناسب لمغادرة شقة هيرب ويلسون لولا ذلك لأعاد مات النظر فى رأيه بىّ."
تجهمت تعابيره: "لا تتكلمى بالألغاز, أخبرينى بما حدث."
لفت اندريا ذراعيها حول نفسها و استندت إلى الطاولة "تجادلت مع مارغو سلونو تحولت المجادلة إلى نوع من المبارزة الكلامية."
"بسببى؟"
"لوك, هناك شئ يجب أن تعرفه, لم ترض مارغو قط عن تعيينى مساعدة ابرشية, إنها لا تعتقد أنه من المناسب أن يُسند هذا المركز إلى امرأة, و هى قاطعتنى من حينها, و هى تتحين وقوعى فى خطأ ما, كى تشير إلى ذلك و تعمل على إهانتى أمام المجمع الدينى, لم أعر هذا الأمر بالاً, حتى الآن. ولكن أن تستغل وجودكضدى, فهذا شئ آخر, و لن أتقبله."
أمسك بكتفيها و أجبرها على النظر فى وجهه "فى حال أنك لم تلاحظى..."لمعت عيناه "......أنا رجل بالغ أستطيع الأعتناء بنفسى. أنت من بحاجة للحماية, لولا اقتراب موعد الدورة لخرجتم ن حياتك فى الحال. و لكن الأولاد يعتمدون علىّ."
هل هذا صحيح؟ هل كان سيختفى من حياتها لولااقتراب الدورة الرياضية؟ و ماذا سيحدث بعد ذلك, بعد أن تنتهى هذه الدورة؟
"هل تعتقد أن مغزى كلامى, أنى أطلب منك الرحيل؟" صرخت بوجهه مستاءة من دون أن تعى أنها تشد قميصه بكلتا يديها. "السبب الوحيد لإثارة هذا الموضوع لأنبهك كى تأخذ حذرك, فى حال حاولت مارغو أن تثير المتاعب, لا أريدك أن تتأذى, أن النظرة التى فى عينيها....."
"لا وسيلة عندها لتؤذينى بها غيرك أنت. سأخفف من حضورى حتى انتهاء المباريات. و هذا ما كنت أريد التحدث به عندما أتيت إلى هنا."
"ماذا تحاول أن تقول؟" شعرت بالألم فى قلبها يتزايد.
"لن آتى فى الأسبوع القادم, لقد بحثت الأمر مع ريتشى, الذى سيدرب الفريق فى غيابى حسب التوجيهات التى أعطتها له. و لكن سأعود لأشرف على التمارين الثلاثة الآخيرة قبل بدء الدورة."
أفلتت قميصه من بين يديها. "هل لأعمالك علاقة بذلك؟"
بدا و كأنه يتردد. "لا." قال بهدوء هازاً رأسه. شد قليلاً على كتفيها ثم تركها و ابتعد.
أحست أن ابتعاده كان انفعالياً أكثر منه فعلياً, لأنه لم يقدم أى تفسير يعنى أنه يغلق نفسه عنها, و ينبذها, قالت فى نفسها, إنها تستطيع أن تعتاد على ذلك, و لكن الألم الذى شعرت به كاد أن يشلها. لن تستطيع ابدأ معرفة مقدار الجهد الذى صرفته فى السيطرة على نفسها و منع نفسها من ذرف الدموع, فى الوقت الذى ابتسمت له فيه.
"أنا و الأولاد سنمارس كل التمارين التى علمتنا إياها أتمنى لك حظاً سعيداً فى كل ما تريد عمله."
"اندريا....."
"نعم؟" أجابت و هى تحاول أن تمسك بخيط ضئيل من الأمل فى أن يتحدث إليها و يخبرها بما يحدث.
سأركم جميعاً بعد أسبوع."
تمزق قلبها عندما غادر مكتبها. كان على وشك الأفصاح عن أمر ما, أنها متأكدة من ذلك, و لكنه عدل عن ذلك, لماذا؟
كثيراً ما سمعت اندريا القول: "العيش فى دوامة الفراغ" و لم تفهم حقاً ما يعنى ذلك إلى أن أصبح لزاماً عليها أن تعيش أسبوعاً كاملاً من دون لوك, أخافها عدم رضاها عن الحياة والفراغ الذى خلفه حولها. كانت تتوقع سماع صوته كلما رن جرس الهاتف فى المكتب أو فى البيت, ثم تؤنب نفسها على التعلق بأمل ليس له أساس .
منتديات ليلاســـــــــــــ
|