المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس
أوقفت سارتها فى موقف مؤقت و هرعت إلى داخل مبنى المطار و سألت ستة أشخاص قبل أن تعلم أن مكتب الشحن حيث يجتمع الطيارون يقع فى مبنى آخر.
وصلت بعد عشرين دقيقة إلى المكان المقصود, واجهها رجل فى العشرين عندما هرعت لاهثة إلى المنضدة و رمقها بنظرة إعجاب واضحة حالما وقعت عيناه عليها. سمعت أصوات ضحكات و تبادل أحاديث آتية من الغرفة المجاورة.
"بماذا أستطيع أن أخدمك؟"
انقطع الشريط المطاطى الذى كانت تربط به شعرها كذيل حصان و تبعثرت خصلات شعرها حول كتفيها, أرجعت الخصلات التى انسدلت على وجهها و اسرعت فى القول: "حسب معلوماتى, لوكاس هاستينغز هو أحد الطيارين العاملين عندكم, أود أن أعرف ما إذا وصلكم أى جديد عنه. لقد فات على موعود وصول رحلته عدة ساعات."
نظر إليها متفحصاً و سأل: "و هل أنت إحجى قريباته؟"
لولا أن مكروهاً ما قد حدث له لما سأل هذا السؤال, أحست اندريا و كأن الغرفة تميد بها: "كلا, أنا صديقة, أرجوك, هل عندك أى معلومات؟" ألحت عليه بلهفة.
تلاعب بحلمة أذنه: "هل قلت لىّ ا أسمك؟"
"أنا اندريا مايرز, راعية فى الكنيسة, حيث يدرب لوك شبيبتها على الكرة الطائرة. لقد قلق الجميع عليه عندما لم يأتى إلى التدريب بعد ظهر اليوم."
"أنت راعية كنيسة؟" قال و هو غير مصدق فيما عيناه تتفحصان كل أنحاء جسمها. عند ذلك لاحظت أنها لا تزال ترتدى ثياب التمرين تحت سترتها.
"أرجوك." توسلت إليه و قد قاربت دموعها على الأنهمار بسخافة, و كادت أن تمسك به و تهزه لقلة احساسه بالموقف العصيب. و أخذت تفهم لما1ا كان كاسى مستاءاً بعدما قام بالمخابرة الهاتفية.
لابد و أنه شعر, أخيراً بمعاناتها لأنه قال: "لحظة من فضلك," تركها و دلف إلى الغرفة المجاورة. توقفت اندريا عن التحرك بعصبية عندما رأته يخرج ثانية بعد عدة ثوان: "هذا مخالف لنظام الشركةو لكن ماذا يهم, أذهبى إلى الغرفة الخلفية حيث يوجد شخص باستطاعته ان يفيدك."
هرعت اندريا خلف المنصة و هى تشع بالأسى الشديد و دخلت غرفة الشحن و قلبها يكاد يقفز من مكانه, شاهدت ثلاثة رجال يتحادثون و لكنهم توقفوا عن الكلام حالما دخلت عليهم.
تجمدت فجأة غير مصدقة ما رأته عيناها.
"لوك!" انطلقت منها صرخة ابتهاج قبل أن تعى ما تفعل. "أنت بخير؟"
همد صوتها عندما أدركت مدى أنفعالها "أنا.....أنا لم ألاحظ" تلعثمت محرجة عندما رأت طريقة تحديقه إليها يلتهمها بنظراته غير مهتم لوجود الآخرين. "طلب منى الأولاد أن أعرف ما الذى حدث لك, عندما لم تأت للتدريب."
"إنه شئ جميل أن الأولاد أفتقدونى." توقف قليلاً قبل أن يردف "روستى, سام أسمحا لىّ أن أقدم لكم الأخت مايرز."
صافحت اندريا الرجلين, تقدم الرجل ذو الشعر الأحمر منها و حام حولها متفرساً. "لو عرفت أنى سأحصل على كاهنة مثلك لأخذت بالذهاب إلى الكنيسة منذ زمن بعيد."
ضحكت اندريا برقة برغم إحراجها من الموقف حاولت أن تنظر إلى كل ما حولها ماعدا لوك, مما عقد الأمور وجود هذين الرجلين يراقبان و يستمعان باهتمام. ألا يوجد شئ أفضل من هذا يقومان به؟
"أعتقد أنها فكرة حسنة, لو يعلم كاسى أنك بخير قبل أن تغادر هذا المكان الليلة" خاطبت لوك: "أنه متعلق جداً بك."
فغر فمه عن الأبتسامة التى تسحرها. "إنه ولد رائع. لقد انتهيه لتوى من التكلم معه على الهاتف, سنذهب للتمرين غداً صباحاً تعويضاً عما قاتنا اليوم سوف يتصل بالآخرين و يخبرهم."
لم تستطيع منع نفسها من التنهد. "هذا سيساعدهم على قضاء ليلة نوم هادئة."
هذا ما أريده لنفسى." تمتم و اقترب منها "هل تمانع الأخت فى أن تأخذ على عاتقها مهمة خير أخرى؟"
لاحظت خطوط الأرهاق حول عينيه و شعرت بالعطف عليه يعتريها, كانت اندريا متلهفة على معرفة ما حدث لــ لوك ما الذى آخره و لكنها فضلت أن لا تسأله الآن. "بالطبع, لا أمانع, كيف أستطيع المساعدة؟"
"هل بإمكانك أن تقلينى إلى منزلى, فى طريقك إلى بيتك؟ من دون ذلك سأضطر للطلب من أحد هؤلاء السيدين القيام بهذه المهمة. و لكن لن ينتهى دوامهما قبل ساعتين."
شعرت بأنه لم يعد باستطاعة رجليها حمل وزنها. "ماذا حدث لسيارتك؟"
"وضعتها فى مرآب الصيانة و لم أستطيع آخذها بسبب تأخرى."
"إذا لم يكن لديك مانع فى مشاركة المقعد الأمامى مع أغراض ابتعتها, فأنت على الرحب و السعة."
لمعت عيناه بعاطفة غير مقروءة. "إذن هيا نذهب, هل لنا بذلك؟"
ارتدى سترته و ألقى على صاحبيه تحية المساء ثم أمسك بذراعها و قادها إلى خارج الغرفة.أرخى لوك يده فجأة حول وسطها و قربها منه بينما كانا يتجهان نحو السيارة.
منتديات ليلاس
لقد كان أمراً رائعاً أن تشع بقربه منها بعد خوفها من أن مكروهاً قد حدث له. و لم تحاول إزاحة يده.
قام بحركات مسرحية مضحكة عندما وصلا إلى السيارة و أمتشف أنها مليئة بكل أنواع الحاجيات, مصباح طاولة و صحون و مناشف و أغطية سرير و كراسى نزهة, تنهد لوك و استطاع بعد مناورة شاقة أن يدخل و يجلس على المقعد الأمامى واضعاً المصباح على أرش السيارة بين قدميه.
رمقها بنظرة اتهام: "لماذا لم تخبرينى أنك تنتقلين من منزلك؟ كنت قد ساعدتك"
"هذه ليست أغراضى. حصل حريق فى شقة هيرب و يلسون فى الأسبوع الماضى و التهم كل شئ, أنه يقيم الآن مؤقتاً عند بول, أعلمه آل اندرسون أن بإستطاعته الإقامة فى إحدى الشقق الغير مفروشة بإيجار مخفض, سوف ينتقل غداً و هكذا كنت أجمع له الحاجيات التى يحتاجها من أى شخص يريد أن يتبرع له."
تجهمت تعابيره, "لقد سمعت عن هذا الحريق من نشرة الأخبار و من حسن حظه أنه نجا بحياته."
لكن اندريا لم تكن راغبة فى التحدث عن هيرب. "ماذا حدث لك؟" سألت بصوت مرتجف, "لماذا تأخرت رحلتك؟"
"لم يكن الأمر على هذا النحو المأساوى."
أغضبتها إجابته. "أنت تستهزئ دائماً بكل الأمور, أخبرنى الحقيقة و لو لمرة واحدة!"
اقترب و وضع يده عليها, مداعباً فغرت فمها و كادت أن تفقد تحكمها بالسيارة و لكنه لم يبعد يده: "أنا جائع و قدماى تؤلمانى أريد الذهاب إلى البيت تعالى معى و انتظرى ريثم استعيد نشاطى, عندها إذا ما زالت ترغبين بسماع ما حدث لىّ, فسوف أخبرك بكل شئ."
أغراها الاقتراح, كانت خائفة من أن تفعل أى شئ يطلبه منها, لأنها تحبه كثيراً و لكن هناك ثمن يجب دفعه. "أنا لا أعرف أين تسكن" أجابت بعد تردد طويل, ملزمة نفسها بقبول عرضه, ضغط على ذراعها برقة. سرت النار فى عروقها و أحست أنها ستلتهمها إذا لم تسارع إلى احتوائها, و كأنه أحس بما يختلج فى نفسها, أزاح يده عنها فجأة.
"هذا آمر من السهل معالجته, يقع منزلى فى نورث فالى على بولفار ريو غراندى."
ما كان يجب على اندريا أن تفاجأ إذا كان يقيم فى أرقى أحياء البوكركى, فهذا يعنى أنه لم يخسر كل شئ خلال المحاكمة, على الرغم من كل ما حدث, يمكنها تصور مسافة تفصل بينهما أبعد من ذلك....من كل النواحى, تقع الأبرشية فى الطرف الآخر المن المدينة و فى مسط معظم من فيه من الكادحين, الذهاب و الإياب من منزله إلى عمله ثم إلى الكنيسة للتدريب يتطلب منه قطع مسافات طويلة بعد ظهر كل يوم.
رمقته بنظرة جانبية, كانت عيناه مغمضتين و رأسه ملقى إلى الوراء فيما رأس المصباح يضغط على صدره. وجهه المتعب و الدوائر السوداء حول عينيه جعلتها تموج بالحنان نحوه. من الواضح أنه اجتاز محنة ما, شعرت بالسرور الشديد لأنها هى التى تقله إلى البيت.
هزت ذراعه برقة. "لقد وصلنا بولفار ريو غراندى"
أمسك بيدها من دون أن يفتح عينيه و ضغط عليها. "أجتازى ثلاثة شوارع ستجدين منزلاً من طراز أدوبى متراجعاً عن الرصيف, سقفه مسطح و مؤطر بالقرميد."
عثرت اندريا على المنزل فى الحال من كل المنازل المبنية على مختلف الطرازات, من العصر الانجليزى الإستيطانى إلى العصر الحديث, منزله فقط بدا أنه ينتمى لهذه الأرض و يعكس روحية الجنوب الغربى.
داخله كان مزخرفاً على الخطوط التقليدية, و أضافت اللوحات و السجاجيد المعلقة إشراقة ألوان عليه, الآثاث ذكرها بالتراث الهندى- الاسبانى لولاية نيو مكسيكو, منزله يناسب تماماً عائلة كبيرة....واسع, أليف و دافئ, ما أن خطت خطوة واحدة داخل البيت حتى وعت ابعاداً جديدة فى شخصية لوكاس هاستينغز و خلفيته. كم بدت زنزانة سجنه كريهة بعد هذا المنزل الكبير, ارتجفت قليلاً.
وضع ذراعه حول كتفيها و قادها نحو المطبخ الساحر المغطى بالسراميك و يحتوى على مدفأة. "صُبىِ لىّ شراباً, إذا سمحت! احتفظ بالشراب فى الخزانة التى تعلو المغسلة."
"أستطيع أن أتدبر ذلك."
"حسناً." ساعدها فى خلع سترتها من دون أن تلاحظ, مد يده إلى جيب السترة و أخرج مفاتيح السيارة, هزها متدلية من أصابعه, "إنها بوليصة تأمين فى أنك لن تغادرى قبل أن أنتهى من الاستحمام."
لم يكن بحاجة إلى هذا التصرف و لكنه لم يعرف ذلك. "لن أتأخر."
و هكذا فعل. عاد إلى المطبخ بعد عشر دقائق حافى القدمين و يرتدى رداء حمام من اللون البنى الداكن الذى تناسق مع لون شعره المتماوج.
سار مباشرة إلى طاولة الإفطار, ألتقط شرابه و ألقى نفسه على أحد المقاعد مطلقاً تنهيدة راحة. ضحكة اندريا و وقفت إلى جانبه مستعدة ان تناوله شطيرة ديك الحبش و البندورة و الخس, و ما كان منه إلا أنه التهمها فى دقيقة.
تبين لها أن مراقبة رجل جائع و هو يأكل هو من أمتع الأمور لتمضضية وقت الفراغ. كل شئ يتعلق بــ لوك كان يمتعها, من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه. إنها تحب أن تكون معه....هكذا بكل بساطة.
"لوك, لقد صبرت بما فيه الكفاية, أريدك أن تخبرنى الآن ما الذى حدث لك." ألحت عليه فيما كانت تناوله شطيرة ثانية.
قال لها ما بين لقمة و أخرى: "قمت ليلة أمس برحلة اضطرارية إلى بايرد لتسليم كمية من بلازما الدم إلى المستشفى الأهلى ثم أويت إلى فندق, أقلعت من مطار غراند كاونتى قرابة الساعة السادسة صباحاً فى أجواء ملبدة بالغيوم, واجهتنى رياح قوية فى منتصف الطريق إلى البوكركى. هل سمعت بالرياح الخاصة؟"
أومأت برأسها و قد أدركت ما سوف يقول متابعاً. "من دون أن أدخل فى التفاصيل قمت بهبوط اضطرارى على تل يقع فى طرف غابة سيبولا العامة, تحطم خلال هذه العملية المحرك الأيمن و جهاز الاتصال اللاسلكى."
"لوك!" شعرت أن الدم قد غاب عن وجهها.
تناول لقمة طعام أخرى. "لم يكن الأمر بهذذا السوء. ما جعل تجربتى مؤلمة هو السير على الأقدام لمسافة عشرين ميل فى درجة حرارة تحت الصفر خاصة و أنى لم أتناول طعام العشاء ليلة أمس, و تركت المنزل باكراً من دون أن يكون عندى وقت لتناول الفطور."
اغمضت اندريا عيناها لا أرادياً, كان محتملاً, أن أفقده, "كيف عدت إلى البوكركى؟"
"فى الحافلة."
"أنت تمزح من دون شك, ألم يكن باستطاعتهم أرجاعك بالطائرة؟"
هز رأسه نافياً. "كانت الرياح قوية جداً. و على أية حال كانت خطوط الهاتف فى ماغدالينا قد تقطعت بفعل العاصفة."
"لقد نجوت بحياتك بمعجزة!" صاحت, "لقد فقدت طائرتك....."
ضحك برقة: "لا تقلقى.....كنت أقود إحدى طائرات الشركة. ستدفع شركة التأمين تعويضاً على الاضرار, طائرتى البيتشكرافت للمتعة فقط."
"أوهـ." شعرت بغبائها و لكن هناك أموركثيرة عنه لا تعرفها. "هل يقدر رئيسك فى العمل, أنك تخاطر بحياتك كل مرة تقوم فيها برحلة جوية لحسابه؟"
"رئيسى فى العمل؟"
"أجل, السيد رينولدز, أو كان من يكون يملك الشركة التى تعمل لديها."
ضحك ثانية, من كل قلبه, و قد أكدت ضحكته سحر ابتساماته و محبته للحياة...و صعقت اندريا بمتعة, المتها فى كل خلايا جسمها.
"ما الذى يُضحكك؟ لا أستطيع أن أجد فى الأمر أى شئ يضحك."
"لو استمعت جيداً إلى تعداد ممتلكاتى خلال المحاكمة لتذكرت أن شركة رينولدز للشحن الجوى هى إحدى الشركات التى أملكها."
ذُهلت مما قاله, و عبت ما تبقى من شرابها دفعة واحدة, كان صحيحاً, لم تستطتيع أن تركز كثيراً فى بداية المحاكمة.
كانت جاذبيته قوية جداً لدرجة أنها أجبرت نفسها لتعير انتباهاً للشهادة.
"قال كاسى بوضوح إنهم إستأجروك كطيار, الأسبوع الفائت."
"نقل أننى استأجرت نفسى, لأنى أحب الطيران أكثر من أى شئ آخر."
عبست اندريا, "لقد أعتقدت أنك تعيش و تتنفس سوق الأسهم المالية."
بدت القساوة فى عينيه, "كنت أفعل ذلك, لسنوات طويلة و لكن السجن غير نظرتى إلى أمور كثيرة, ابتعدت عن أسلوب قطع الأعناق فى حى وول ستريت بما يكفى, لأدرك أنى لا أرغب بالعودة إلى هذه المهنة أبداً."
لا يمكن لومه على هذا التفكير بعدما أتهم بالأختلاس و حُكم عليه بالسجن, هو يحتاج إلى النوم من جراء ما حدث له منذ الصباح الباكر, و كى يمحو الارهاق الظاهر على وجهه
منتديات ليلاســـــــــــــــــــ
|