لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-14, 12:47 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس

 
دعوه لزيارة موضوعي


لم يكن لدى اندريا أى مبرر للتصدى لهذه الصراحة المجردة, لم يعد هناك أى شك فى أن هذا الرجل عانى بصورة لم ترد أن تتخيلها, وجدت نفسها لا أرادياً تفتح له قلبها. "فى ما عدا السنتين الأخيرتين, لقد عشت فى كاليفورنيا كل حياتى."
"هل لا يزال أهلك يعيشون هناك؟" سألها برقة.
"ليس عندى أى فكرة." أجبرتها نظرات لوك الحائرة على الاستطراد و التوضيح: "أعرف القليل عن والداىّ, غير أنهما كانا يعيشان فى أوكلاندا, كاليفورنيا, عندما ولدت. و حسب ما قال مرشد أجتماعى, كان على علم بقضيتى, إن أمى حملت بىّ و هى فى سن المراهقة و عندما انتشر الخبر طردها والداها من المنزل و هرب الجانى. و لذا اضطرت للاعتماد علي وكالة حكومية ريثما تلد. هجرتنى بعد الولادة لأنها لم تستطيع تحمل المسؤولية و لم يكن عندها مورد مالى."
استدار نحوها, "و ماذا عن اللذين تبنيانك؟"
"لم يتبنانى أحد....أمضت حياتى متنقلة فى عدة بيوت للرعاية البديلة."
"لا يمكن أن تكون هذه الحياة سهلة."
"فى الحقيقة, معظم القيمين على هذه البيوت أحسنوا معاملتى و لكن عندما بلغت السادسة عشرة من عمرى خسر المشرف على أمرى عمله و بسبب صعوبات مالية مختلفة أُرسلت للإقامة عند عائلة أخرى."
"تابعى." حثها عندما شعر أنها تلكأت بالاستمرار.
"لقد أحببتهما بما فيه الكفاية و لكن ابنهما المُطلق أخذ يتردد لى المنزل بغيابهما." تمتم لوك بقسم لم تستطيع, "حاول فى المرة الأولى لمسى مما أخافنى, و فعلت مابوسعى لأبقى بعيدة عنه, و لكنه استمر بالقدوم و التحايل كى يرانى عندما أكون وحدى, و هكذا هربت من المنزل."
"ماذا حدث بعد ذلك؟" لاحظت أن الغضب بدأ يغلف نبرة صوته.
"التقطتنى الشرطة, و فتح المرشد الأجتماعى تحقيقاً بالأمر. و تحول ذلك إلى كابوس, لا أحد صدق روايتى, لأن ابنهما كذب و والداه ساندا قصته, لقد كانت سمعتهما ممتازة كمشرفين على الأيتام."
"أستطيع التكهن بباقى القصة." قال لوك باشمئزاز "لقد أتهمت بمحاولة إغواء ابنهما لقد كذبا ببجاحة. منذ الصفوف المتوسطة حافظت على معدل دراسى ممتاز, كنت على لائحة الشرف. فى كل فصل كنت أصرف معظم أوقات الفراغ فى عمل الفروض المدرسية أو مساعدة أحد ما فيهما.
لم يكن من الممكن أن أرتكب كل هذه الأمور, التى أتهمت بها, من جانب آخر استطعت أن أتفهم محاولتهما حماية أبنهما. من المحتمل أنه تصرف مراراً على هذا النحو, و لكنى كنت فى السادسة عشرة و لم أكن أفهم حينذاك, لقد كان كابوساً, قالوا أنى كاذبة على الرغم من أن المسؤولية الأجتماعية عنىأخرجتنى من هذا البيت شعرت أنها فى قرارة نفسها لم تصدقى."
"أشكرى الله لأنه كان لديها من الحكمة ما يكفى لتبعدك عن هذه العائلة."
"و من الطبيعى أن أُسر لتخلصى من هذا الوضع, و لكن عند ذلك شعرت بأننى وحيدة فى هذا العالم. لم يصدقنى أحد أو يساندنى, و لا حتى أنسان واحد." توقفت لأخذ نفس عميق و استدارت لتنظر إلى لوك.
"خلال محاكمتك و فيما ممثل الادعاء يقدم البراهين ضدك واحداً تلو الآخ, و يكبلك بالتهمة أخذت بتذكر تجربتى هذه, كل نقطة أثرتها, استطاعوا تحويلها ضدى, مثلماً فعلوا معك. راقبت شركاءك و بدأت أتساءل فى ما إذا هم من أوقوع بك. أعتقد أن ذلك ما أثار شكوكى بالنسبة لبراءتك. المشكلة كانت فى عدم وجود دليل مادى فى مصلحتك, لا شئ يمكن للمحلفين......."
"اندريا..." قاطعها بصوت خافت.
منتديات ليلاس
لم يعد باستطاعتها التوقف عن الكلام, "لقد فكرت مراراً بك فى الأسابيع الماضية." استطردت: "و ذكرتك فى صلواتى, عندما رأيتك فى السجن فهمت لماذا رؤيتك لىّ هناك أثارت غضبك الشديد, لقد ظننت بأننى غير مرائية, أدينك من جهة ثم ممن جهة أخرى, ألقى عليك بالمواعظ. و لكن أحبك أن تعرف مذنباً أم بريئاً لم أرغب فى رؤيتك تعانى أكثر من ذلك. لم أردك أن تشعر بالوحدة القاتلة و العزلة كما شعرت أنا, مرة فى السابق."
فيما الصمت يخيم بينهما شعرت بيده تمتد و تلمس يدها, راقبته يأخذ بيدها يضعها على فمه و يلم راحتها, شعرت بالحرارة تنتشر فى كل يدها و من ثم تسرى إلى كل خلية فى جسمها. تنهدت بصوت عالى مما جعل لوك يدير رأسه و سحبت بدها منه.
"أخيراً, عرفت الحقيقة," قال بصوت أبح: "هل تستطتيعين الإجابة على سؤال واحد فقط؟ ما هى فكرتك عنى الآن؟ هل قررت فى ما إذا كنت مذنباً أم بريئاً؟"
لعقت شفتيها كى ترطبهما و تململت على مقعدها. "الله و أنت فقط من يعرف الحقيقة."
تردد لحظة قبل أن يجيب: "لو أخبرتك بأننى كنت مذنباً هل يتغير رأيك الشخصى بىّ؟"
أصابها هذا السؤال بطعنة ألم و كادت أن تشلها احتمالاته, هل هو يحاول أن يخبرها بأنها كانت خطئة؟ و أشاحت بوجهها عنه.
"لأقد ألقيت عليك سؤالاً." ألح عليها بانفعال شديد لم تعهده فيه من قبل.
"نحن خارج قاعة المحكمة الآن’ يا لوك و دفعت دينك للمجتمع, أنا لست قاضيتك و لا أريد أبداً أن أكون , هذه القضية انتهت فصولها."
هز رأسه: "أنت تعرفين جيداً أننى أتكلم فى موضوع مختلف كلياً, موضوع شخصى...بيننا, بينى و بينك و لا أحد غيرنا"
"أنا....أنا لا أعرف ما الذى تعنيه." ناورت فى محاولة لكسب الوقت فيما تجتهد كى تفهمه. هل هو يلمح إلى أنه يريد إقامة علاقة معها بمقدار ما تريد هى فى إقامة علاقة معه؟ و إذا كان ذلك صحيحاً, أى نوع من العلاقة يريد و إلى أى مدى. عرفت اندريا أنه إذا ارتبطت به جدياً فهذا يعنى ارتباطاً ابدياً.
زفر لوك بحدة: "سأعطيك وقتاً حتى المساء و فى خلال ذلك تكونين قد تفهمت و توصلت إلى جواب."
أخذت نبضات قلبها بالتسارع "خشى أن لا أستطيع الليلة, فعندى ارتباطات على العشاء"نظرت إلى ساعتها تتفحص الوقت.
"ألا يجدر بنا العودة؟ سوف يستاء الجميع منا لأننا بقينا طويلاً فى الجو."
"كنت لأرجعك حالما تطلبين." قال لها ببرود. أدركت من مغزى كلامه, أنه يحملها مسؤولية البقاء طويلاً فى الجو.
أوشكت على الاعتراض و لكنها بقيت صامتة لأنه بدأ يتكلم مع برج المراقبة, "تمسكى," حذرها عندما أخذ بالهبوط



منتديات ليلاســــــــــ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 31-07-14, 12:50 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس

 
دعوه لزيارة موضوعي


قبضت على المقعد و لم تستطيع أن تمنع عنها القلق الذى اعتراها, عندما شاهدت الأرض تقترب منهما بسرعة, لم تلاحظ حتى هبوط الطائرة على المدرج, بأن ما يحيط بهما ليس غيره عن ذى قبل, أنعطف رأسها نحو لوك و قد أحست بإنذار الخطر. "هذا ليس المطار!"
"ماذا أقول, إذا لم يكن هذا, هو المطار, فنحن فى ورطة كبيرة."
"لوكـــ! أنت تعرف ما أعنى, اين هبطنا؟"
لم يقل شئ حتى توقفت الطائرة الخفيفة غير المألوفة لديها, برغم أنه كان مواجهاً لها إلا أنها لم تستطيع أن ترى عينيه المغطيتين بالنظارة السؤداء. "هذه سانتافى."
"مــــــــــــاذا؟"
فك حزام الأمان و نزع السماعات عن أذنيه انقبضت معدتها عندما مد يده ليفك حزامها, قربت حركته هذه من وجهيهما, و استطاعت أن تستنشق رائحة معجون الحلاقة الذى يستعمله,
"متى كنت هنا لآخر مرة؟"
شعرت باستحياء لم تحسب حساباً له و لم تتجرأ على النظر إليه. "ولا مرة, لقد نويت مراراً أن أزور هذا المكان فى السابق, كان دائماً يطرأ أمر يمنعنى من ذلك."
"إذاً أنت بضيافتى, و لو كان الوقت شتاءاً " عانقها فجأة و تركها.
"لوك!" صرخت و قد أصابتها حركته الأخيرة بالدوار, "لا نستطيع البقاء هنا, ماذا عن بول و الأولاد؟ إنهم ينتظروننا."
هز رأسه نافياً, "لقد أتفق بول مع بعض الأهالى كى يأتوا و يأخذوا أولادهم من المطار."
اتسعت حدقتا عينيها من الدهشة. "و لكننى مدعوة للعشاء لاحقاً, يجب أن أستعد لذلك."
"لا تقلقى." لفها سحر ابتسامته كالضباب "لن تبقى من دون عشاء, أعرف مطعماً صغيراً و رائعاً."
انحرت مبتعدة عنه و قد احست بأنفاسها تتقطع, ما يحدث لها الآن هو على الأرجح من أكثر الأمور التى وقعت لها إثارة, فيما هى تقف فى هذا المكان مرتدية سترة الباركا و سروال جينيز و قميصاً قديماً, و شعرها مشدود إلى الوراء و مجدول على الطريقة الفرينسية و ما كاد أن يكون الزى المناسب للمكان الذى يتردد إليه رجل بمثل ثروته و ذوقه. لم يكن بأفضل منها تأنقاً, و قد ارتدى سترة جلدية من اللون البنى الداكن و سروال جينز و كنزة قطنية حكراء و لكن ملابسه ابرزت ملامح الرجولة فيه, و فى الحقيقة بدا و كأنه فارس أحلام كل النساء.....و ذلك يشملها بالطبع!
أخذت اندريا نفساً عميقاً, "أنا أتكلم بجدية يا لوك, يقيم مجلس كنائس نيو مكسيكو عشاءه النصف سنوى الليلة, ومن المفترض أن نحضره أنا و بول."
"سيعتذر بول عنك, عندما أخبرته بما أنوى القيام به وافق معى على أنه يجب أن تأخذى يوماً للراحة, قال لى, أنك تعملين فوق طاقتك, و لا تعرفين متى يجب أن تتوقفى."
"لقد خطفتنى!"
"هل كنت ستأتين لولا ذلك؟"
"أنت تعرف أننى كنت سأرفض." زعقت به. "يوم السبت هو الأكثر ازدحاماً بالعمل." كان من الأفضل لها لو وفرت هذا الكلام فقد أدار ظهره لها و ترجل من الطائرة.
عندما حضرت نفسها أمام باب الطائرة للنزول منها ناداها "إن مبدئ بالعمل هو تمسك أولاً ثم فاوض لاحقاً و هذا ينطبق على التعامل مع امرأة صعبة" فتج ذراعيه لها و قال "هيا أقفزى و استندى علىّ يا اندريا."
أرادت أن تفعل ذلك, ارادته كثيراً و لهذا شعرت بالخوف , قالت له, عوضاً عن ذلك "رأيى أنه من الأفضل أن أنزل عن الطائرة بالطريق العادية." لم تعد تثق بنفسها منذ ذلك العناق الأخير, إلا إذا كانت على مسافة تتطلب التكلم عبر الهاتف , من دون أن تأخذ بعين الاعتبار أى شئ يجعلها تلامس جسده.
"لأا بد أنك جائعة و عطشى مثلى تماماً" قال: "يوجد محل بيع شطائر قريب من هنا و نستطيع أنا نتناول شئ خفيف ثم نستقل سيارة أجرة إلى المدينة." أحاطها بذراعه حالما لمست قدماها أرض المطار و أبقاها هكذا طوال بعد الظهر و المساء .
اصبحت الساعات التى تمضيها مع لوك وقتاً ممتعاً و عما يتجولان بين الحوانيت و المعارض الفنية بهذه المدينة الساحرة التى ما تزال تحتفظ بتراث هنود البيبلو الممزوج بالتراث الاسبانى. استطاع لوك أن يخبرها لاهتمامه بعلم الأثار الذى ورثه عن جده, أشياء مذهلة هن هنود ما قبل التاريخ تيوا."و الذين أحفادهم البيبلو هم من أنشأوا مدينة سانتافى, أس, متحف الفن الشعبى, الذى أخذها إليه لوك, البايهاو لكنه أصر أخيراً على توفير وقت كافى للعشاء قبل العودة إلى البوكركى.
الطعام المكسيكى الذى تناولته أعطى معنى جديد للطعام, كان لذيذاً شهياً و لا علاقة له من قريب أو بعيد بالطعام الذى تناولته سابقاً فى مطاعم الوجبات السريعة المكسيكية, أما الحقيقة فأن شريكها على الطعام أضفى سحراً جعل من الممكن عليها أن تتناول نشارة الخشب و تتمتع بها.
وجدت اندريا نفسها مأسورة فيما هو يداعب, يجادل, يضحك و يرسل رسائل بعينيه تفيد أنه يعد الثوانى حتى يصبحا بمفردهما تماماً. منعزلين فى زواية مضاءة بالشموع فيما عزفت فرقة مارياشى ألحاناً ناعمة, شعرت بأن الحياة ردت إليها, ألحت عليه أن يتحدث عن عائلته لأنها كانت متشوقة لتعرف كل شئ عنه.
"لا يوجد الكثير لأخبرك به" قال برصانة "ليس هناك من شئ يثير الأهتمام قُتل والدى و شقيقى الأكبر فى حادثة سيارة عندما كنت فتياً, قرر جدى الأرمل أن يعيش بقية عمره لأجلى, كان طياراً مجازاً و شجعنى على تعلم الطيران....و بالفعل أشترى لىّ طائرة قبل أن أبلغ العشرين من عمرى, يمكنك أن تدركى أننى كنت مدللاً لدرجة الافساد, و فى النتيجة ارسلنى إلى معهد يقع على الساحل الشرقى كى أتعلم كل ما اتعلمه عن كيفية الحصول على المال, كان يملك عند وفاته أملاكاً واسعة فى مدينتنا الصغيرة الأمر الذى ساعدنى فى تأسيس مكتب سمسرة للأسهم و السندات عندما كنت فى عمر يكون معظم أقرانى فيه, فى بداية صعودهم الوظيفى."
لا شئ يثير الأهتمام؟ أرادت أن تلقى عليه بألف سؤال عن الأشياء الكثيرة التى لم يقلها, و تتعلق هذه الأشياء بالعواطف و ليس بالوقائع, و لكن لوك هاستينغز أشد كتماناً من أى رجل قابلته فى حياتها. و الأكثر إثارة للجدل, أرادت أن تستمر هذه الليلة إلى الأبد و تريد أن تتمتع بها لأقصى الحدود , ثم تخزن ذكراها فى زاوية سرية من قلبها كى تكون سلواها و مصدر اعتزازها إلى الأبد.
منتديات ليلاس
عندما حان الوقت العودة إلى المطار تمردت على انقطاع سهرتها, لأول مرة أدركت كم تألمت سندريلا عندما دقت الساعة الثانية عشر و أجبرتها على ترك الأمير قبل أن يزول السحر و تجد نفسها انسانة عادية من جديد.
لم يتكلم لوك كثيراً من خلال رحلة العودة, افترضت أنه يحتاج إلى التركيز بالكامل على قيادة الطائرة فى الليل, و هى فى المقابل كانت مفتونة بانجذابها إليه إلى درجة ألجمتها عن الكلام, أرادت فقط و ببساطة أن تتمتع باللحظات القليلة الباقية و الغالية معه قبل أن يزول السحر.
على أية حال شعرت أنه كلما اقتربا من البوكركى, كلما ازداد لوك أنطواءاً على نفسه. من وقت لآخر كان ينظر إليها مبتسماً. لم تستطيع التخمين فى ما هو يفكر, مما وترها كثيراً إلى درجة أنه عندما وصلا و ترجلا من الطائرة شعرت برغبة فى الأنتقام.
أقفلت سحاب سترتها و قالت بتشنج: "أشكرك على هذا اليوم الجميل و الأمسية الرائعة . أظن أنك قد أدركت أنى لم أحظ بمثل هذا الوقت الرائع طيلة حياتى, لقد تأخر الوقت و يجب على أن أذهب. أوقفت سيارتى بالقرب من هنا, لا داعى لأن ترافقنى أبعد من ذلك."
"لدى كل الواعى لأفعل ذلك." قال بنبرة قاسية, اليد التى منذ وقت قصير, داعبت يدها حتى تمنت أن تقفز عبر الطاولة و ترتمى عليه هى نفسها التى أمسكت ذراعها بقبضة حديدية الآن.
تضاعفت سرعة نبضاتها فيما يقودها لوك عبر حظيرة الطائرات, سحبت مفاتيح السيارة من جيبها و فتحت الباب و لكنه حال بينها و بين الدخول إلى السيارة رفعت رأسها نحوه بإندهاش.
"لقد أخذت الوقت الكافى هذه الليلة كى تفكرى بالجواب على سؤالى. أنا ما زالت انتظر."
بما أن اندريا كانت تعرف أنه من الأفضل لها أن لا تتظاهر بعدم فهمها لما قاله, فقد أجابت: "يجب أن أنجز الكثير من الأمور قبل قداس الصباح. هل نستطيع مناقشة هذا الموضوع, الأسبوع القادم بعد التمرين؟"
"السؤال الذذى ألقيته عليك لا يتطلب جواباً إلا بنعم أو لا, و لا يحتاج إلى شرح طويل."
أرادت أن تقول له, إنه بعد هذه الليلة لا تريد أن تفترق عنه ثانية. و أنها إذا فعلت فهو سيصبح محور حياتها, و عندها لا يهم إذا أمضى عشرين سنة فى السجن. و لكن لوك ذو خبرة و رقى اجتماعى و أحست اندريا بأنه يتلاعب بها فقط حتى يحين موعد عودته إلى عالمه الخاص, الذى يلغيها من حياته بالكامل.
"إن صمتك يتكلم بلباقة."
صرخت به و قد هالها أنه فسر صمتها خطاً. "لو لم أتجاوز صحيفة سوابقك لكنت أخبرت بول أن يطردك يوم السبت الماضى."
رفع ذقنها كى يستطيع رؤية عينيها بصورة أفضل, تفرس بهما و كأنه يبحث عبرهما عن روحها "إذاً, لِمَ هذا التردد؟"
قالت و هى تتمنى أن تلمس يده الممسكة بذقنها: "إن الأبرشية هى كل حياتى."
"أعتقد أنكم ترحبون بالغرباء هنا."
"أنت على الرحب و السعة! مهما طالت إقامتك, و حتى تصبح مستعداً للرحيل." أضافت بهدوء.
ضغطت أصابعه على ذقنها: "من قال إننى سأرحل؟"
"لا أعرف, هل سترحل؟" تفحصته بعينيها. "لابد أن تتخذ قرارات هامة فيما يتعلق بمستقبلك.....أى عمل ستجد نفسك معه بعد أن حُرمت من مهنة تجارة الأسهم. و من الممكن أن تضطر للانتقال بحكم العمل." هذا ما كان يقلقها أكثر من أى شئ, أن يأتى يوم و يرحل .
"أنت محقة فى أن حياتى الآن هى مرحلة أنتقالية."
ارتجفت من الألم عندما سمعت هذا الكلام, لأنه ليس الجواب الذى أرادته و احتاجت أن تسمعه, كيف يمكن هذا؟ لا توجد بينهما قواسم مشتركة, باستثناء أى شئ آخر, لوك ليس متديناً إلى درجة عدم الإيمان تقريباً, فيما هى كاهنة مرسومة, أى علاقة دزن زواج غير مقبولة بالنسبة لها, و ليس عندها أى فكرة إذا كان لوك مهتماً بالزواج. رجل بقى عازباً لمدة طويلة, من المحتمل أن لا يرغب بذلك و أفتراضاً أنه يرغب بالزواج, هل يريد أن تكون زوجته راعية إبرشية؟
كيفما نظرت إلى الأمر, لا تجد أى أمل فى إقامة علاقة دائمة بينهما, و الاستمرار بمقابلته سينتج عنه المزيد من المعاناة.
"حقاً, يجب أن أذهب." قالت مستعجلة.
أصبحت أعماق عينيه خالية من أى تعبير, "ليس من شيمى أبداً, أن أبعدك عن واجباتك."
تنحى عن طريقها كى تستطيع دخول السيارة, شاهدته من خلال المرآة الأمامية سيتعد و انتابها شعور جارف بالخسارة, ما الذى يحدث لىّ؟


نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 31-07-14, 12:52 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس

 
دعوه لزيارة موضوعي

الــفـــصـــل الــســـادس

منتديات ليلاس

ذهبت اندريا فى الأسبوع التالى, كعادتها بعد ظهر كل يوم جمعه إلى التدريب على كرة الطائرة, و لكن لوك, لأول مرة منذ تم تعينه مدرباً, جاء متأخراً, قالت اندريا فى نفسها, حسنا ما فعل.
ما جعل اندريا متوترة الأعصاب و مضطربة, هو اضطرارها لأن تتصرف فى حضوره بصورة عادية, و لأن تتظاهر بأن عدم اكتراثه بها, منذ رحلتهما إلى سانتافى لا يزعجها, لم ترغب بالتصرف على غير عادتها أمام الشباب’ برغم علمها أن أعصابها تحترق و أن عواطفها كانت أكثر احتداماً من ذى قبل.
أخذ ريتشى المبادرة و بدأ الجميع تمارينهم من دون لوك, و لكن بعد عشرة دقائق انتفض كاسى, اليتيم الأب و الذى أصبح لوك بالنسبة له أباً بديلاً, و قال إنه سيتصل به فى مكان عمله كى يعرف ما الذى يؤخره.
"مكان عمله؟" رددت اندريا هذه الكلمات و هى تفتح باب مكتبها لـ كاسى كى يستعمل الهاتف.
أومأ أبن السابعة عشر السمين برأسه فيما هو يطلب الرقمن من ذاكرته, "نعم, لقد حصل على عمل الأسبوع الفائت."
"ما نوع عمله؟"
"يقود طائرة للشحن الجوى, أليس ذلك عظيماً؟"
و فر صوت كاسى و هو يطلب التحدث إلى لوك هاستينغز على الهاتف, عليها الإجابة.


منتديات ليلاســـــــــــــــ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 31-07-14, 12:53 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس

 
دعوه لزيارة موضوعي


شعرت اندريا و كأن أحداً قد ركلها على معدتها, لماذا لم يذكر لوك لها, استلامه عملاً, تلك الليلة فى سانتافى؟ إنه, بالتأكيد لا يحتاج لهذا العمل, ليس بما عنده من مال, أو ربما يحتاجه؟ ربما قد خسر كل شئ عندما دفع ديونه و لم يتبق عنده سوى السيارة و الطائرة. ربما قبل هذا العمل مؤقتاً و حسب رأيه غير جدير بالذكر.
غرقت اندريا فى مقعدها. لقد قال القاضى إن لوك لو دفع كل ديونه, برغم ذلك لم يخطر ببالها أنه ربما يعانى أزمة مالية. و هو من النوع الذى لا يتكلم عن مشكلاته. عندما فكرت أكثر بالأمر اكتشفت أنها لا تعرف أين....و كيف.....يعيش. إن مهنة قيادة طائرة شحن تعد بالمقارنة مع مهنة عميل أسهم مالية, مهنة وضيعة لقد تعود أن يتعامل بمئات الألوف من الدولارات.
كانت مستغرقة فى التفكير عندما سمعت كاسى يخبط السماعة على مكانها. شئ ما قد حدث. "كاسى؟"
عبس بألم "كان من المفرض أن يعود لوك من رحلته منذ عدة ساعات و لكنه واجه طقساً رديئاً. و الجميع ينتظرون أن يسمعوا خبر عنه."
لم يعجب اندريا ما سمعت و لكنها لم ترغب بأن تدع كاسى يلاحظ قلقها. "أنا متأكدة من أن تأخيراً كهذا يحدث من وقت لأخر و لاتنس أنه طيار ماهر."
"إنه الأفضل!" أن يقول كاسى ذلك يعنى أنه إطراء من الدرجة الأولى. لو يعرف لوك مدى تأثيره على هؤلاء الأولاد, برغم الوقت القصير لذى مضى عليه معهم, لم يتفوهوا بشئ عن ماضيه, البتة, و هذا ما يبرهن نظريتها من أن الشبان هم متسامحون بالطبيعة و لكان قلب لوك انفطر كم شدة تأثره بحبهم له.
"دعنا نعود إلى الملعب و ربما يظهر قبيل أن ننتهى من التمرين." لم تكن واثقة فى الحقيقة مما تقول و لكنها أرادت طمأنة كاسى و الآخرين.
تابعوا التمرين برغم القلق الذى اعتراهم و من شدة قلقها انفجرت ليز بالبكاء بعد أن انتهى اللعب اصطحبت اندريا الأولاد إلى إحدى حوانيت بيع الحلوى القريبة من الكنيسة. و أجلت زيارتها الليلية إلى المستشفى كى تبقى معهم و تخفف من هواجسهم.
و لكن من الغباء أن تعتقد أن باستطاعتها تحويل أفكارهم عن لوك, ما أن وصلوا إلى الحانة حتى أسرعوا إلى مقصورة الهاتف العام و تحلقوا حول كاسى و هو يخابر ثانية و شعرت برعشة برد تسرى من عروقها.
"لا توجد معلومات عنه الآن." قال كاسى.
"فى هذه الحالة أقول, لا أخبار هى أفضل من هذا الخبر."
قالت اندريا بإشرقة بعد تردد.
منتديات ليلاس
نظر إليها مات و كانها أصيبت بالجنون, "لماذا تتكلميمن هكذا؟"
"لأنه إذا كان هناك من حادثة لكانت الأخبار قد انتشرت و وصلت اسماعنا, لقد ذكروا أن الطقس ردئ و لابد أن لوك بخير و ينتظر فى مكان ما تحسن الأحوال الجوية سأخبركم ما سنفعل, دعونى أدون رقم الهاتف و سأخابر بعد قليل و إذا حصلت على معلومات جيدة عنه سأتصل بكم جميعاً لأطمئنكم, ما رأيكم؟"
هز الجميع رؤوسهم موافقين ما عدا كاسى الذى قال: "الناس يتجاهلون المراهقين أمثالنا, و لكن عندما تخبرينهم بأنك راعية فى أبرشية سيفيدونك بمعلومات أكثر."
"هيا, اهذا ما تظنه؟"
"أجل." أجابها و هو يبتسم.
"من يريد الحلوى؟"
عدة من أولاد قبلوا عرضها, و لكن معظمهم فضلوا الذهاب إلى منازلهم و قبل أن يذهب كاسى أخذت منه رقم هاتف لوك فى العمل ووعدت بأن تتصل بهم جميعاً حالما تحصل على معلومات عن لوك, و أدركت أن هذه الليلة ستكون طويلة جداً و هى تنظر إلو وجوههم البائسة.
اتصلت بالهاتف حالما ذهبوا لم تحصل على أى معلومات جديدة جديدة, عرفت اندريا أنه يعمل لدى شركة رينولدز للشحن الجوى و التى تقع مكاتبها فى المطار الرئيسى للمنطقة.
و فى الوقت الذى وصلت فيه إلى الكنيسة كانت قد قررت أن تقود سيارتها إلى المطار و تكون على مقربة من ما يحدث, أن تتظاهر أمام اولاد و كأن كل شئ يسير على ما يرام هو شئ, و أن تُترك بمفردها للهواجس فهذا شئ مختلف تماماً.
ستهبط درجة الحرارة إلى ما دون الصفر عند الفجر و التفكير بأن لوك قد علق فى مكان ما أو أن يكون مصاباً.....
حاولت أن تقنع نفسها بأن كل شئ سيكون على ما يرام و هى تقود على الطريق السريع كما أقنعت كاسى و الآخرين و لن يخمد قلقها حتى ترى لوك واقفاً أمامها و تعلو وجهه ابتسامته الشيطانية.
أدركت فى هذه اللحظة أنها وقعت فى حب منتديات ليلاس لوك حتى قمة رأسها.

منتديات ليلاســـــــــــ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 31-07-14, 12:54 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس

 
دعوه لزيارة موضوعي


أوقفت سارتها فى موقف مؤقت و هرعت إلى داخل مبنى المطار و سألت ستة أشخاص قبل أن تعلم أن مكتب الشحن حيث يجتمع الطيارون يقع فى مبنى آخر.
وصلت بعد عشرين دقيقة إلى المكان المقصود, واجهها رجل فى العشرين عندما هرعت لاهثة إلى المنضدة و رمقها بنظرة إعجاب واضحة حالما وقعت عيناه عليها. سمعت أصوات ضحكات و تبادل أحاديث آتية من الغرفة المجاورة.
"بماذا أستطيع أن أخدمك؟"
انقطع الشريط المطاطى الذى كانت تربط به شعرها كذيل حصان و تبعثرت خصلات شعرها حول كتفيها, أرجعت الخصلات التى انسدلت على وجهها و اسرعت فى القول: "حسب معلوماتى, لوكاس هاستينغز هو أحد الطيارين العاملين عندكم, أود أن أعرف ما إذا وصلكم أى جديد عنه. لقد فات على موعود وصول رحلته عدة ساعات."
نظر إليها متفحصاً و سأل: "و هل أنت إحجى قريباته؟"
لولا أن مكروهاً ما قد حدث له لما سأل هذا السؤال, أحست اندريا و كأن الغرفة تميد بها: "كلا, أنا صديقة, أرجوك, هل عندك أى معلومات؟" ألحت عليه بلهفة.
تلاعب بحلمة أذنه: "هل قلت لىّ ا أسمك؟"
"أنا اندريا مايرز, راعية فى الكنيسة, حيث يدرب لوك شبيبتها على الكرة الطائرة. لقد قلق الجميع عليه عندما لم يأتى إلى التدريب بعد ظهر اليوم."
"أنت راعية كنيسة؟" قال و هو غير مصدق فيما عيناه تتفحصان كل أنحاء جسمها. عند ذلك لاحظت أنها لا تزال ترتدى ثياب التمرين تحت سترتها.
"أرجوك." توسلت إليه و قد قاربت دموعها على الأنهمار بسخافة, و كادت أن تمسك به و تهزه لقلة احساسه بالموقف العصيب. و أخذت تفهم لما1ا كان كاسى مستاءاً بعدما قام بالمخابرة الهاتفية.
لابد و أنه شعر, أخيراً بمعاناتها لأنه قال: "لحظة من فضلك," تركها و دلف إلى الغرفة المجاورة. توقفت اندريا عن التحرك بعصبية عندما رأته يخرج ثانية بعد عدة ثوان: "هذا مخالف لنظام الشركةو لكن ماذا يهم, أذهبى إلى الغرفة الخلفية حيث يوجد شخص باستطاعته ان يفيدك."
هرعت اندريا خلف المنصة و هى تشع بالأسى الشديد و دخلت غرفة الشحن و قلبها يكاد يقفز من مكانه, شاهدت ثلاثة رجال يتحادثون و لكنهم توقفوا عن الكلام حالما دخلت عليهم.
تجمدت فجأة غير مصدقة ما رأته عيناها.
"لوك!" انطلقت منها صرخة ابتهاج قبل أن تعى ما تفعل. "أنت بخير؟"
همد صوتها عندما أدركت مدى أنفعالها "أنا.....أنا لم ألاحظ" تلعثمت محرجة عندما رأت طريقة تحديقه إليها يلتهمها بنظراته غير مهتم لوجود الآخرين. "طلب منى الأولاد أن أعرف ما الذى حدث لك, عندما لم تأت للتدريب."
"إنه شئ جميل أن الأولاد أفتقدونى." توقف قليلاً قبل أن يردف "روستى, سام أسمحا لىّ أن أقدم لكم الأخت مايرز."
صافحت اندريا الرجلين, تقدم الرجل ذو الشعر الأحمر منها و حام حولها متفرساً. "لو عرفت أنى سأحصل على كاهنة مثلك لأخذت بالذهاب إلى الكنيسة منذ زمن بعيد."
ضحكت اندريا برقة برغم إحراجها من الموقف حاولت أن تنظر إلى كل ما حولها ماعدا لوك, مما عقد الأمور وجود هذين الرجلين يراقبان و يستمعان باهتمام. ألا يوجد شئ أفضل من هذا يقومان به؟
"أعتقد أنها فكرة حسنة, لو يعلم كاسى أنك بخير قبل أن تغادر هذا المكان الليلة" خاطبت لوك: "أنه متعلق جداً بك."
فغر فمه عن الأبتسامة التى تسحرها. "إنه ولد رائع. لقد انتهيه لتوى من التكلم معه على الهاتف, سنذهب للتمرين غداً صباحاً تعويضاً عما قاتنا اليوم سوف يتصل بالآخرين و يخبرهم."
لم تستطيع منع نفسها من التنهد. "هذا سيساعدهم على قضاء ليلة نوم هادئة."
هذا ما أريده لنفسى." تمتم و اقترب منها "هل تمانع الأخت فى أن تأخذ على عاتقها مهمة خير أخرى؟"
لاحظت خطوط الأرهاق حول عينيه و شعرت بالعطف عليه يعتريها, كانت اندريا متلهفة على معرفة ما حدث لــ لوك ما الذى آخره و لكنها فضلت أن لا تسأله الآن. "بالطبع, لا أمانع, كيف أستطيع المساعدة؟"
"هل بإمكانك أن تقلينى إلى منزلى, فى طريقك إلى بيتك؟ من دون ذلك سأضطر للطلب من أحد هؤلاء السيدين القيام بهذه المهمة. و لكن لن ينتهى دوامهما قبل ساعتين."
شعرت بأنه لم يعد باستطاعة رجليها حمل وزنها. "ماذا حدث لسيارتك؟"
"وضعتها فى مرآب الصيانة و لم أستطيع آخذها بسبب تأخرى."
"إذا لم يكن لديك مانع فى مشاركة المقعد الأمامى مع أغراض ابتعتها, فأنت على الرحب و السعة."
لمعت عيناه بعاطفة غير مقروءة. "إذن هيا نذهب, هل لنا بذلك؟"
ارتدى سترته و ألقى على صاحبيه تحية المساء ثم أمسك بذراعها و قادها إلى خارج الغرفة.أرخى لوك يده فجأة حول وسطها و قربها منه بينما كانا يتجهان نحو السيارة.
منتديات ليلاس
لقد كان أمراً رائعاً أن تشع بقربه منها بعد خوفها من أن مكروهاً قد حدث له. و لم تحاول إزاحة يده.
قام بحركات مسرحية مضحكة عندما وصلا إلى السيارة و أمتشف أنها مليئة بكل أنواع الحاجيات, مصباح طاولة و صحون و مناشف و أغطية سرير و كراسى نزهة, تنهد لوك و استطاع بعد مناورة شاقة أن يدخل و يجلس على المقعد الأمامى واضعاً المصباح على أرش السيارة بين قدميه.
رمقها بنظرة اتهام: "لماذا لم تخبرينى أنك تنتقلين من منزلك؟ كنت قد ساعدتك"
"هذه ليست أغراضى. حصل حريق فى شقة هيرب و يلسون فى الأسبوع الماضى و التهم كل شئ, أنه يقيم الآن مؤقتاً عند بول, أعلمه آل اندرسون أن بإستطاعته الإقامة فى إحدى الشقق الغير مفروشة بإيجار مخفض, سوف ينتقل غداً و هكذا كنت أجمع له الحاجيات التى يحتاجها من أى شخص يريد أن يتبرع له."
تجهمت تعابيره, "لقد سمعت عن هذا الحريق من نشرة الأخبار و من حسن حظه أنه نجا بحياته."
لكن اندريا لم تكن راغبة فى التحدث عن هيرب. "ماذا حدث لك؟" سألت بصوت مرتجف, "لماذا تأخرت رحلتك؟"
"لم يكن الأمر على هذا النحو المأساوى."
أغضبتها إجابته. "أنت تستهزئ دائماً بكل الأمور, أخبرنى الحقيقة و لو لمرة واحدة!"
اقترب و وضع يده عليها, مداعباً فغرت فمها و كادت أن تفقد تحكمها بالسيارة و لكنه لم يبعد يده: "أنا جائع و قدماى تؤلمانى أريد الذهاب إلى البيت تعالى معى و انتظرى ريثم استعيد نشاطى, عندها إذا ما زالت ترغبين بسماع ما حدث لىّ, فسوف أخبرك بكل شئ."
أغراها الاقتراح, كانت خائفة من أن تفعل أى شئ يطلبه منها, لأنها تحبه كثيراً و لكن هناك ثمن يجب دفعه. "أنا لا أعرف أين تسكن" أجابت بعد تردد طويل, ملزمة نفسها بقبول عرضه, ضغط على ذراعها برقة. سرت النار فى عروقها و أحست أنها ستلتهمها إذا لم تسارع إلى احتوائها, و كأنه أحس بما يختلج فى نفسها, أزاح يده عنها فجأة.
"هذا آمر من السهل معالجته, يقع منزلى فى نورث فالى على بولفار ريو غراندى."
ما كان يجب على اندريا أن تفاجأ إذا كان يقيم فى أرقى أحياء البوكركى, فهذا يعنى أنه لم يخسر كل شئ خلال المحاكمة, على الرغم من كل ما حدث, يمكنها تصور مسافة تفصل بينهما أبعد من ذلك....من كل النواحى, تقع الأبرشية فى الطرف الآخر المن المدينة و فى مسط معظم من فيه من الكادحين, الذهاب و الإياب من منزله إلى عمله ثم إلى الكنيسة للتدريب يتطلب منه قطع مسافات طويلة بعد ظهر كل يوم.
رمقته بنظرة جانبية, كانت عيناه مغمضتين و رأسه ملقى إلى الوراء فيما رأس المصباح يضغط على صدره. وجهه المتعب و الدوائر السوداء حول عينيه جعلتها تموج بالحنان نحوه. من الواضح أنه اجتاز محنة ما, شعرت بالسرور الشديد لأنها هى التى تقله إلى البيت.
هزت ذراعه برقة. "لقد وصلنا بولفار ريو غراندى"
أمسك بيدها من دون أن يفتح عينيه و ضغط عليها. "أجتازى ثلاثة شوارع ستجدين منزلاً من طراز أدوبى متراجعاً عن الرصيف, سقفه مسطح و مؤطر بالقرميد."
عثرت اندريا على المنزل فى الحال من كل المنازل المبنية على مختلف الطرازات, من العصر الانجليزى الإستيطانى إلى العصر الحديث, منزله فقط بدا أنه ينتمى لهذه الأرض و يعكس روحية الجنوب الغربى.
داخله كان مزخرفاً على الخطوط التقليدية, و أضافت اللوحات و السجاجيد المعلقة إشراقة ألوان عليه, الآثاث ذكرها بالتراث الهندى- الاسبانى لولاية نيو مكسيكو, منزله يناسب تماماً عائلة كبيرة....واسع, أليف و دافئ, ما أن خطت خطوة واحدة داخل البيت حتى وعت ابعاداً جديدة فى شخصية لوكاس هاستينغز و خلفيته. كم بدت زنزانة سجنه كريهة بعد هذا المنزل الكبير, ارتجفت قليلاً.
وضع ذراعه حول كتفيها و قادها نحو المطبخ الساحر المغطى بالسراميك و يحتوى على مدفأة. "صُبىِ لىّ شراباً, إذا سمحت! احتفظ بالشراب فى الخزانة التى تعلو المغسلة."
"أستطيع أن أتدبر ذلك."
"حسناً." ساعدها فى خلع سترتها من دون أن تلاحظ, مد يده إلى جيب السترة و أخرج مفاتيح السيارة, هزها متدلية من أصابعه, "إنها بوليصة تأمين فى أنك لن تغادرى قبل أن أنتهى من الاستحمام."
لم يكن بحاجة إلى هذا التصرف و لكنه لم يعرف ذلك. "لن أتأخر."
و هكذا فعل. عاد إلى المطبخ بعد عشر دقائق حافى القدمين و يرتدى رداء حمام من اللون البنى الداكن الذى تناسق مع لون شعره المتماوج.
سار مباشرة إلى طاولة الإفطار, ألتقط شرابه و ألقى نفسه على أحد المقاعد مطلقاً تنهيدة راحة. ضحكة اندريا و وقفت إلى جانبه مستعدة ان تناوله شطيرة ديك الحبش و البندورة و الخس, و ما كان منه إلا أنه التهمها فى دقيقة.
تبين لها أن مراقبة رجل جائع و هو يأكل هو من أمتع الأمور لتمضضية وقت الفراغ. كل شئ يتعلق بــ لوك كان يمتعها, من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه. إنها تحب أن تكون معه....هكذا بكل بساطة.
"لوك, لقد صبرت بما فيه الكفاية, أريدك أن تخبرنى الآن ما الذى حدث لك." ألحت عليه فيما كانت تناوله شطيرة ثانية.
قال لها ما بين لقمة و أخرى: "قمت ليلة أمس برحلة اضطرارية إلى بايرد لتسليم كمية من بلازما الدم إلى المستشفى الأهلى ثم أويت إلى فندق, أقلعت من مطار غراند كاونتى قرابة الساعة السادسة صباحاً فى أجواء ملبدة بالغيوم, واجهتنى رياح قوية فى منتصف الطريق إلى البوكركى. هل سمعت بالرياح الخاصة؟"
أومأت برأسها و قد أدركت ما سوف يقول متابعاً. "من دون أن أدخل فى التفاصيل قمت بهبوط اضطرارى على تل يقع فى طرف غابة سيبولا العامة, تحطم خلال هذه العملية المحرك الأيمن و جهاز الاتصال اللاسلكى."
"لوك!" شعرت أن الدم قد غاب عن وجهها.
تناول لقمة طعام أخرى. "لم يكن الأمر بهذذا السوء. ما جعل تجربتى مؤلمة هو السير على الأقدام لمسافة عشرين ميل فى درجة حرارة تحت الصفر خاصة و أنى لم أتناول طعام العشاء ليلة أمس, و تركت المنزل باكراً من دون أن يكون عندى وقت لتناول الفطور."
اغمضت اندريا عيناها لا أرادياً, كان محتملاً, أن أفقده, "كيف عدت إلى البوكركى؟"
"فى الحافلة."
"أنت تمزح من دون شك, ألم يكن باستطاعتهم أرجاعك بالطائرة؟"
هز رأسه نافياً. "كانت الرياح قوية جداً. و على أية حال كانت خطوط الهاتف فى ماغدالينا قد تقطعت بفعل العاصفة."
"لقد نجوت بحياتك بمعجزة!" صاحت, "لقد فقدت طائرتك....."
ضحك برقة: "لا تقلقى.....كنت أقود إحدى طائرات الشركة. ستدفع شركة التأمين تعويضاً على الاضرار, طائرتى البيتشكرافت للمتعة فقط."
"أوهـ." شعرت بغبائها و لكن هناك أموركثيرة عنه لا تعرفها. "هل يقدر رئيسك فى العمل, أنك تخاطر بحياتك كل مرة تقوم فيها برحلة جوية لحسابه؟"
"رئيسى فى العمل؟"
"أجل, السيد رينولدز, أو كان من يكون يملك الشركة التى تعمل لديها."
ضحك ثانية, من كل قلبه, و قد أكدت ضحكته سحر ابتساماته و محبته للحياة...و صعقت اندريا بمتعة, المتها فى كل خلايا جسمها.
"ما الذى يُضحكك؟ لا أستطيع أن أجد فى الأمر أى شئ يضحك."
"لو استمعت جيداً إلى تعداد ممتلكاتى خلال المحاكمة لتذكرت أن شركة رينولدز للشحن الجوى هى إحدى الشركات التى أملكها."
ذُهلت مما قاله, و عبت ما تبقى من شرابها دفعة واحدة, كان صحيحاً, لم تستطتيع أن تركز كثيراً فى بداية المحاكمة.
كانت جاذبيته قوية جداً لدرجة أنها أجبرت نفسها لتعير انتباهاً للشهادة.
"قال كاسى بوضوح إنهم إستأجروك كطيار, الأسبوع الفائت."
"نقل أننى استأجرت نفسى, لأنى أحب الطيران أكثر من أى شئ آخر."
عبست اندريا, "لقد أعتقدت أنك تعيش و تتنفس سوق الأسهم المالية."
بدت القساوة فى عينيه, "كنت أفعل ذلك, لسنوات طويلة و لكن السجن غير نظرتى إلى أمور كثيرة, ابتعدت عن أسلوب قطع الأعناق فى حى وول ستريت بما يكفى, لأدرك أنى لا أرغب بالعودة إلى هذه المهنة أبداً."
لا يمكن لومه على هذا التفكير بعدما أتهم بالأختلاس و حُكم عليه بالسجن, هو يحتاج إلى النوم من جراء ما حدث له منذ الصباح الباكر, و كى يمحو الارهاق الظاهر على وجهه

منتديات ليلاســـــــــــــــــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البطل الطليق, hero on the loose, دار النحاس, ريبيكا وينترز, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, rebecca winters, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية