المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس
استوى لوكاس هاستينغز على مقعده, و أرخى يديه المشبوكتين بين ركبتيه: "لن أستطيع أبداص, نسيان هذه التجربة, و لكن أجل, لقد أمضيت مدة عقوبتى, و أريد الآن الاستمرار فى حياتى.
بدا أنه يتكلم بجدية و وجدت اندريا نفسها تنصت باهتمام إلى الصوت الغنى الرخيمو كأن وجودها يعتمد على ذلك. "اتذكر منذ أيام الطفولة مزموراً جاء فيه, عندما كنت فى السجن جئت و هديتنى." هز عدد من الحضور رؤوسهم. "ووقد نسيت ذلك حتى قامت الأخت مايرز بزيارة سجن رد بلوف." مفتونة برغم إرادتها, حدقت اندريا إليه غير مصدقة, و للحظة, خيل إليها أنهما الشخصان الوحيدان فى الغرفة.
"استاذنت حينذاك, من الحارس كى أقابلها على انفراد بعد أن انتهت من القداس, و لكنى غفدت السيطرة على أعصابى و قلت أشياء لا تغتفر. فى الحقيقة أوصلنى هذا التصرف إلى حافة التورط جدياً بمتاعب يمكن أن تؤدى إلى نقلى إلى سجن آخر باحتياطات أمنية شديدة, و لكن الأخت سارعت إلى نجدتى."
تلاقت نظرتهما. "لن أنسى أبداً منتديات ليلاس, أنها هدهدتنى فى ساعة حالكة."
سرت الحرارة مرتفعة فى جسم اندريا و هى تتذكر الطابع الشخصى الحميم لهذه الهدهدة.
"هل يدهشكم أن تعرفوا, أن لا أحد فى حياتى كان بهذه الشجاعة أو قام بعمل مماثل, لا أنانى نحوى؟"
ترقرقت الدموع من عينى و ادركت أن الصمت الذى ران على المكان أن الجميع قد تأثروا بكلامه, بدا كلامه مقنعاً بإخلاص, و لم تدر أندريا ما تصدق.
"لا يدهشنى ذلك." تمتم أرنولد بصوت مخنوق. "أبداً, لأن أندى عندها قلب من ذهب."
تنهدت ميلانى متأثرة, و بدا أنها تعكس مشاعر جميع الحضور. ربما, ما عدا مايبل التى تبدو دائماً جامدة التعابير, مما يجعل من الصعب معرفة ما الذى تفكر به. "كلنا نعرف يا لوك, ماضيك, ما هى خططك للمستقبل؟"
كرهت اندريا أن تعترف لأى كان, حت لنفسها, بأن ما تريده بالفعل, هو جواب هذا السؤال بالتحديد.... و أجوبة عديدة أخرى لاحقاً.
"كثيرون من الناس لا يعرفون أن بعد إدانة شخص بأى جرم, تحرم لجنة تبادل الأسهم عليه العمل فى هذا المجال لمدة خمس سنوات."
"هل خذا يعنى أنك عاطل عن العمل الآن؟" سألت دينا يتلهف.
"نعم, هذا صحيح."
جلست مايبل منتصبة على مقعدها. "أعتقد أنه من الصعب العصور على عمل عندما يعرف الناس أنك أمضيت وقتاً فى السجن."
استاءت اندريا من قلة ذوق مايبل, و عدم إحساسها بألام إنسان آخر.
نظر لوك إلى المرأة النتوسطة العمر بمكر. "أعرف الجواب على ذلك فى الوقت الحاضر, هنالك احتمالات عدة و أنا أدرسها الآن."
"أعلن متجر البقالة فى حينا عن حاجته إلى أمين صندوق."
قاطعت رادى أورمسباى, المصابة بمرض لوغاهريك. "أدرك أن هذا العمل بعيد جداً عن مستواك و لكنه بداية, إذا كنت مهتماً, فسوف أتكلم مع مالك المتجر و أوصى بك." أثار اقتراحها نقاشاً بين الحاضرين, بمن فيهم تيد الذى اقترح مكاناً قد يتوافر فيه العمل...ما لم يعرفه احد, فكرت اندريا فى سرها, إذا وجد عملاً أم لا, إن لوكاس هاستينغز عنده مصادر مالية تكفيه.
"أنا شاكر لكم هذه الاقتراحات." قال متحبباً, و نظرته الحادة تحيط جميع الموجودين فى الغرفة. "إذا لم أوفق فى ما خططت له فسوف آخذ هذه الاقتراحات بعين الاعتبار."
منتديات ليلاس
"لقد ساعدت الأخت مايرز عدة أشخاص فى أبرشيتنا فى الحصول على عمل." و اضاف أرنولد. "هى من دبر لىّ العمل الذى أشغله الآن, و أوصت بىّ."
رفع لوك رأسه و نظر إلى اندريا, لم تدهش من ردة فعلهم الدافئة نحوه بعد أن سحرهم بكلامه. "هى و الأسقف يانس عملا الخير بما فيه الكفاية, ربما بعضكم لا يعرف, أنى قد عُينت مدرباً لفريق الكرة الطائرة."
حدقت مايبل فيه و كأنه عدو: "هل عندك المؤهلات الكافية لهذا العمل؟"
"بالاضافة لاشتراكى, يومياً بالمباريات التى تجرى فى السجن, كنت عضواً فى فريقى كرة الطائرة و البيسبول خلال سنوات دراستى فى جامعة برينستون."
انكمشت مايبل على نفسها من جراء إجابته المذهلة, قفزت اندريا من مكانها و أخذت تلملم الصحون و الكؤوس الفارغة لتأخذها إلى المطبخ, كانت بحاجة كى تختلى بنفسها عدة دقائق كى تتمالك أفكارها الشاردة. أدركت أنه حتى هذا المساء لم تعرف إلا القليل عن شخصية لوكاس هاستينغز الحقيقية....و لكنها استطاعت الآن أن تسبر قليلاً من عمقها, و ما وجدته كان ساحراً برغم مكابرتها.
لحق تيد بها إلى المطبخ. "الآخرون يستعدون للذهاب, و لكنى أرغب فى البقاء كى أساعدك فى إعادة كل شئ إلى مكانه, هل تمانعين بذلك؟"
كانت تتوقع شيئاً من هذا القبيل, كانت على وشك أن تخبر تيد بأن إقامة علاقة شخصية معها, هو أمر بعيد الاحتمال, عندما شاهدت لوك, على بعد خطوتين خلف تيد, يحمل الكؤوس و الفوط.
"فى الحقيقة أنا على موعد مع الآسقف الآن." قال لوك و هو يبتسم بلطف: "استطعت الحصول على المقابلة فى الصباح....دوريس تدبرت الأمر."
صدمت اندريا لوقاحته.بالتأكيد, لا يمكن لهذا الرجل أن يكون الشخص نفسه الذى كاد منذ دقائق أن يقنعها برقته و هشاشته. قطب تيد وجهه بحزم, "ربما, فى وقت آخر." تمتم و خرج من المطبخ. هرعت متجاوزة لوك و متجاهلة ابتسامته المشرقة, للحاق كى تعتذر لـ تيد. ما أن دخلت غرفة الجلوس حتى تحلق حولها الجميع شاكرين لها استقبالهم, و فى الوقت الذى انتهت فيه من توديع الجميع, لم تر أثراً لـ تيد.
"وحدك أخيراً," تمتم من خلفها. "اعتقدت أنهم لن يذهبوا أبداً."
استدارت اندريا على نفسها و قد اجتاحها الرعب. أخذت ترتب الأثاث بحركات متوترة, إنه قريب منها جداً, لا تستطيع التكهن بما يدور بخلده. بدا أن السجن لم يؤثر البتة فى قواه أو مستواه. أسوأ ما فى الأمر, أن وجوده, الفعلى كان يؤثر فى أحاسيسها إلى درجة مزعجة, و كادت أن تنسى من هو و ماذا فعل.
منتديات ليلاســـــــ
|