المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس
صففت شعرها على شكل كعكة مثبتة بالدبابيس فوق رأسها, و اتخذت مكانها داخل منطقة التماس, حسب ما أشار عليها ريتشى. عندما أرسل الفريق الكرة باتجاهها, تحضرا لردها عالياً, شعرت بالهلع عندما وجدت نفسها ترسل الكرة للخلف بشكل قوس.
انفجر أعضاء الفريقين الشبان بالضحك, و انكمش ريتشى على نفسه من اليأس مما أوقف التمرين, أستلقى على وجهه و أخذ يتخبط مثل طفل على الأرضية المكسوة حديثاً بالشمع متظاهراً بالغضب الشديد.
توردت وجنتاها من الأرهاق و الحرج و مسدت سروالها الزهرى القصير و كنزة التمرين البيضاء, التى يرتدى مثلها كل أعضاء الفريق . "أعلم أن على أن أتعلم الكثير يا ريتشى غرين, و لكنى لست بهذه الرداءة."
"هذا رأى شخصى." مازحها مات كاراتزا ثم منحها ابتسامته الساحرة التى أكسبته لقب الشاب الأكثر وسامة فى مدرسته. منتديات ليلاس
"أشكرك على تصويتك بإعطاء الثقة يا مات." تمتمت اندريا, "فى المرة القادمة عندما تحتاج إلى خدمة كبيرة منى تذكر أولاً ما حدث هنا, اليوم." غمزت بعينيها و هى تقول ذلك ثم هرعت إلى مؤخرة الملعب كى تأخذ الكرة.
عندما انحنت لالتقاط الكرة سمعت تعليقاً ساخراً من رجل كان يقف أمام باب الملعب: "للحقيقة الأولاد معهم حق."
تجمدت يدها على الكرة.
لقد عرفت هذا الصوت.
هذا صوت لا يملكه إلا رجل واحد.
رجل أقسمت منذ عدة أشهر على أن تنساه, رجل أملت و توقعت أن لا تراه أبداً.
متى أطلق سراحه من السجن و كيف عرف أين يجدها؟ تساءلت متعجبة.
أرسل الفزع الأدينالين متدفقاً فى شرايينها, و عندما رفعت رأسها ألتقت نظرتها الزائغة بنظرة لوكاس هايستنغز المتفحصة و أحست أن جسمها كله قد شُل فجأة.
كمن يشاهد فيلماً ملوناً و استعادت اندريا ذكرى لقائهما الأخير فى مخيلتها و تغيرت معالم وجهها.
وقف مستنداً إلى الباب و بدأ أضخم مما هو فى الحقيقة, حليق الذقن يرتدى سروال جينز أبيض اللون و كنزة رياضية سماوية اللون تذكرت بوضوح تصرفه الوقح فى الحجرة الصغيرة المحاذية لكنيسة السجن, قال بعد أن رمقها بنظرة إعجاب: "يسعدنى أن أعرف أنك لم تنسينى كما أكتشفت من دون ريب, أن بعض الأحداث لا يمكن محوها أبداً من الذاكرة."
ظنت أنها عانت منه ما يكفى من الهوان فى أسوأ صوره ذلك اليوم فى السجن, و لكنه لايبدو ذلك صحيحاً, فمن الواضح أنه يجد متعة منحرفة بتذكيرها باللقاء, الذى حاولت من دون جدوى نسيانه, لقاء كشف عن الجانب الانسانى فى طبيعتها. يعرف أن باستطاعته إضاعة رشدها, حالما يلمسها و تبين لها أن ذلك يوفر له متعة, لا نهاية لها, نهضت و هى تشعر بالدوران من جراء حضوره, و نسيت أن تلتقط الكرة, أخذت تخبره أنه غير مرحب به فى الكنيسة و لا شأن له بالاقتراب منها. و لكن كلماتها تحشرجت عندما انحنى والتقط الكرة و توجه نحو الأولاد المتحلقين حول شبكة الكرة الطائرة.
ماذا تظن نفسك فاعلاً؟" صرخت و هرعت خلفه و لكنه تجاهلها.
"مرحبا يا شباب أنا لوكاس هاسيتنغز و لكن أصدقائى يدعوننى لوك." تلاقت عيناه للحظة مع نظرة اندريا الحانقةو ذكرها ذلك باللحظة التى نادت فيها: "لوك يا عزيزى!" عندما كانت فى السجن, شعرت بموجة من الحرارة تسرى فى جسمها من جراء ذلك.
"أخبرنى كاهنة الرعية يانس أن مدرب الفريق تخلى عنكم بعد عيد الشكر. و بما أننى كنت أمارس لعبة الكرة الطائرة فى الجامعة قررت التطوع للحلول مكان المدرب."
ظنت اندريا نفسها تحلم و بدا على الأولاد عدم الاكتراث بعذابها, بعدما آثار حماسهم الرجل الرياضى الوسيم الذى سيصبح مدربهم و فى الواقع صدمت و هى تشاهد كيف استحوذ على انتباههم بسهورة.
صفقوا و هتفوا له و سألوه عشرات الأسئلة دفعة واحدة, هل كان يعرف أن مباريات البطولة ستبدأ الشهر القادم؟ هل يستطيع أن يدربهم على حركات جديدة كى يتغلبوا على منافسيهم؟ و هل سيستطيع تعليم الراعية مايز كيف ترسل الطابة بصورة حسنة؟
أغرق السؤال الأخير الجميع بالضحك و نظروا نحوها كى يعرفوا ردة فعلها. و لكن اندريا ما والت تعود إلى وعيها بعد الصدمة التى عانتها من جراء رؤيته ثانية, قسم منها شعر بالابتهاج و الحماس رغماً عنها, و قسماً آخر ارتاع لظهوره الجرئ فى معقلها الأخير الآمن.
لماذا لم يقل بول شيئاً عن هذا الشأن؟
تاقت لكى تستجوب رئيسها. و لذلك هرعت خارج الملعب و هى واعية لنظرات لوكاس هاستينغز التى لاحقت خطواتها حتى أختفت وراء الباب المزدوج.
وجدت بول فى الكنيسة يدل عمال الصيانة على الأعطال فى أجهزة التدفئة, أعتذر منهم عندما رأها و سار إلى حيث وقفت تتنتظره.
"ما الخطب يا أندى؟ تبدين منزعجة."
"أجل أنا منزعجة من تسلل لوكاس هاستينغز منذ دقائق إلى الملعب و أعلن نفسه المدرب الجديد. لقد نسيت موعد إطلاق سراحه بالاضافة إلى أنه لم يكن عندى فكرة أنك قابلته كيف و متى حدث ذلك؟ من المفترض أن تتحدث معى أولاً, قبل أن تطلب منه تدريب الفريق" قالت و هى تحاول أن تهدئ نفسها.
"تعالى إلى مكتبى حيث باستطاعتنا أن نتكلم على إنفراد."
قادها بعد أن أخبر العمال بأنه سيعود, عبر الردهة لم تستطيع اندريا تذكر أى واقعة استاءت فيها من بول, و لكن وجود لوكاس هاستينغز فى الملعب أفقدها أعصابها تماماً .
"أغلق بول الباب وراءهما: "لماذا لا تجلسين؟"
"لا أستطيع." قالت فيما صدرها يعلو و يهبط من جراء إنفعالها.
اتكأ على جانب الطاولة و حدق إليها بحيرة: "لم يقع نظرى عليه إلا من نصف ساعة."
رقت عينا اندريا: "لا ريب أنك تمزح."كلا." هز رأسه برصانة. "كما تناهى لسمعى أنه اتصل هاتفياً بالكنيسة يوم الخميس مستعلماً و قد أخبرته دوريس أننا نعمل أيام السبت, هكذا أتى إلى مكتبى و طلب التكلم معى, و لم يندهش أحد مثلما اندهشت أنا, عندما ذكر أسمه."
"لا أصدق ذلك." تمتمت و كأنها تحادث نفسها ثم احتضنت نفسها.
"قال لىّ ببساطة إنهم أطلقوا سراحه من السجن و يريد القيام بعمل مفيد فى أوقات فراغه, كان يحمل الدليل الذى وزعته عندماألقيت موعظتك فى السجن." توضحت الأمور لها, إذا , هكذا أستطاع العثور على مكانها. "قال إن ما قلته عن العمل التطوعى أثر به كثيراً."
منتديات ليلاس
"و لكن هذا مستحيل." فكرت بصوت مرتفع و هى تتذكر الطريقة المهينة التى خاطبها بها, و فضه لكل شئ مقدس.
"على ما يظهر, ليس مستحيلاً." استطرد بول من دون أن يعى اضطراب عواطفها. "على ما يبدو لقد كانت الوسيلة التى هدته."
"لا." هزت رأسها كان بول يعترف لها بجميل لم يكن من صنعها. الآن, و فى أى لحظة, ستجد نفسها تعترف بالحقيقة.
"لا تتواضعى." وضع يده على كتفها. "سرت, بالطبع, لطلبه, و أخبرته بأن لدينا عشرات المشاريع التى تحتاج إلى متطوعين, عندما تفحصنا اللائحة قال أنه يشعر بأن أفضل عمل له سيكون فى المجال الرياضى." اتسعت ابتسامته.
"استجاب الله لصلواتنا, بما أن موعد المباريات قد اقترب, و أرسله إلينا. بعد أن قلت له إنك فى الملعب تتدربين أجاب أن أفضل وقت قد يبدأ فيه عمله هو الآن و حالاً."
توقف عقل اندريا عن التفكير و أشاحت بنظرها, تحاول أن تستوعب واقع الأمر, بضربة مؤقتة و ذكية, أستطاع لوكاس هاسيتنغز أن يتغلغل فى حياتها, و ببساطة لم تقو على استيعاب ذلك.
"بريئاً كان أم مذنباً. لقد دفع ما عليه للمجتمع و سيحمل صحيفة السوابق لبقية عمره. هل تهشمينه تحت قدميك و هو فى موقع الضعيف؟"
"بالطبع لا. ببساطة, لا أريد التعامل معه البتة." ما لم تقله اندريا هو أنها لا تثق بنفسها عندما تتواجد معه. لقد أثار العوامل العاطفية فى نفسها, وهذا ما تخافه.
"أنت على غير طبيعتك يا أندى, لست الشخص الذى أعرف و أحب. إنه من الرعية, أيضاً و يحتاج إلى مساعدة."
"هل تعلم يا بول أن تيسى سلون هى عضو فى الفريق. كيكف سيتصرف أهلها عندما يعلمون أننا طوعنا مجرماً سابقاً ليكون مدرب الفريق؟ أنت تعلم أيضاً أنهم سيسببون لنا المتاعب, أهـ لو تسمع رأى مايبل جونز فى هذا الموضوع. تذكر كلامى عندما ينتشر الخبر لن يتبقى لديك غير نصف فريق."
"لهذا طلبت من السيد هاستينغز أن يجلس مع الأولاد و يخبرهم الحقيقة قبل القيام بأى شئ آخر. و ليأخذوا قرارهم بأنفسهم بعد ذلك فأنا أثق بحكمهم."
"ليس الشبان ما يقلقونى. أنهم أول من يتصدى للدفاع عن المستضعفين, بالاضافة إلى أنه استحوذ على اهتمامهم منذ لحظة دخوله الملعب."
"له حضور....مميز."
كانت اندريا تفضل الموت على الاعتراف بأن بول على حق.
"لا أعتقد أنه قال لك, أنه لا يؤمن بالعدالة السماوية."
هز بول رأسه نافياً: "لم نتطرق لهذا الموضوع, و فى أى حال ما يهمنى فى أنسان هو ما يفعل و ليس ما يقول, كونى صادقة مع نفسك يا أندى, لقد قابلته فى أحلك ظروفه, و لكن أنت من قال, معتمدة على تجربة شخصية, يجب أن لا تأخذ الأمور بظواهرها."
ارتعشت لأن تأنيبه لها أصابها فى الصميم. "كل ما أعرفه هو أننى ارتكبت خطأ فادحاً بالذهاب إلى السجن بدلاً منك و أنا أدفع الثمن الآن. إذا لم يكن عندك مانع, سأذهب إلى البيت مهما يجرى الآن فى الملعب, فالأفضل أن لا أكون هناك. سوف أراك فى الصباح, و أنا متشوقة لسماع عظتك." ربتت على ذراعه: "أنا آسفة لأنى خيبت آملك فىّ....و فى هذه اللحظة بالذات لا أشعر بالرضى عن نفسى و ....و أحتاج إلى بعض الوقت لكى أخلو بنفسى و أفكر."
تركت غرفته قبل أن تتمكن من إضافة أى شئ و أتجهت إلى مكتبها, حيث بدلت ثيابها, ارتدت سترة ذات قبعة كى تحميها من البرد القارص حيت العاملين مودعة و خرجت من باب جانبىز كان من المستحيل أن لا تلاحظ سيارة الـ ب أم ف المكشوفة و المتوقفة بين سيارة بول الكرايزلر و سيارة الفان الخاصة بالعمال.
ليس كل مجرم سابق يخرج من السجن و يقود بهذه الفخامة. عاودتها كلمات مايبل عن افتراء سماسرة الأسهم المالية, الأثرياء, فيما كانتتنطلق بسيارتها الصغيرة على الطريق العام. ما أن حل الغد إلا و الأخبار قد تنتشر فى كل الأبرشية, و هكذا سترابط مايبل أمام باب شقتها و هى تتحرق لمعرفة المزيد من التفاصيل.
أوقفت اندريا سيارتها لتتناول شطيرة هامبرغر ثم اتجهت إلى البلدة و قادت سيارتها لعدة ساعات من دون هدف محدد, كانت تحتاج لهذه السلوى قبل أن تأوى إلى منزلها و تعانى من الأرق الذى سيصيبها. احتاجت لعدة أسابيع بعد المحاكمة كى تبعده عن تفكيرها ثم عانت كثيراً من الأرق بعد زيارتها للسجن. و الآن سيعاودها الأرق و تعانىثانية و لا يلوح فى الأفق إلا حل واحد لمعالجة هذا الوضع, أن تطلب نقلها إلى أبرشية أخرى بعيدة. برغمذلك سيمضى وقت طويل قبل أن تشعر بالراحة النفسية, هذا إذا حصل أبداً.
سمته مابيل الشيطان و لكنه وسيم قدرت اندريا أن الأسم ينطبق عليه لأن لديه ميل لإثارة المتاعب, أصبح طليقاً الآن, و بموارده غير المحددة و ذكائه الحاد الذى لا يشغله العمل, ما الذى سيعيقه عن مضايقتها....هذا الرجل كان من الغباء بحيث تحرش بها فى السجن.
أحست بالحرارة تسرى فى جسدها عندما تذكرت ما حدث لها بالسجن....شدت على مقود السيارة, استدارت و اتجهت نحو منزلها.
عندما وصلت إلى حارتها, كانت قد وصلت إلى نتيجة مفادها أن الرجل منغلق و يحتاج إلى شئ مثل التدريب كى يشغل وقته حتى يتسنى له الامساك بزمام حياته ثانية.
وصلت إلى شقتها, استحمت و استعدت للنوم ثم جلست إلى الطاولة و كتبت مسودة رسالة دينية كى تُنشر فى صحيفة أخبار الأبرشية, ظلت تكتب حتى الثالثة صباحاً, حتى انزلق القلم من بين أصابعها, الإشارة الأولى أنه أصبح بمستطاعتها النوم قبل أن ينشر نهار الأحد المزدحم بالأعمال.
لم تستطيع أندريا تذكر أى مرة تأخرت فيها عن الذهاب إلى الكنيسة, و لكن منذ ظهور لوكاس هاستينغز فى حياتها المنتظمة لم يبق شئ على حاله, شعرت أنها مضطربةعاطفياً و روحياً و هو أمر لم يحدث لها منذ زمن طويل, عندما قررت حينذاك أن تتكرس راعية أبرشية.
|