المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1025 – البطل الطليق – ريبيكا ونترز - روايات دار نحاس
تمتم بلعنة و ترت اعصابها. "ماذا؟ ألن تلقى موعظة؟ ألن تحاولى تقويمى؟"
"وهل ينفع ذلك؟" لامت السؤال عليه و ندمت لأنها فعلت
انفجر بها غاضباً. "أنت تعرفين أن ذلك لن ينفع!"
"إذن لماذا أتيت لحضور القداس؟"
"كى أبرهن أكثر على سلوكى الحسن. هل من سبب آخر؟"
ادركت أنها تورطت حتى قمة رأسها: "أرجو أن تعذرنى يا سيد هاستيغنز, يجب أن أجلب أغراضى من الكنيسة."
"ما الخطب؟" قال ساخراً: "أتخافين من وجودك وحدك مع مجرم حقيقى؟"
"لم اعتبرك مجرم قطاً."
لمعت عيناه بالخطر "إذا, أنت تقرين بأنك فكرتى بىّ."
"لا أعتقد أن أحد من هيئة المحلفيين نسى قضيتك ذلك لا يحدث كل يوم....."
"أرسال رجل برئ إلى السجن؟" سأل بصوت قاس قبل أن تنهى جملتها. أغمضت أندريا عينيها برهة قصيرة ما يزال مصراً على براءته, و هذا الاصرار جعلها تضطرب الآن أكثر مما كانت عليه فى قاعة المحكمة لثلاثة شهور خلت.
"لقد قام المحلفون بما فى وسعهم للتدقيق فى البراهين المقدمة."
"هل من المفترض أن يجعلنى ذلك أشعر بشكل أفضل؟" اقترب منها و لكنها ممسمرة و لم تستطيع التراجع. "ماذا يعنى كل ذلك؟" نبرة المرارة المميزة التى تكلم بها, حطمت كل تمالكها, شعرت بالندم العميق لأنها لم تجد بديلاً يحل مكانها فى إقامة قداس السجن.
"أسمع يا سيد هاستينغز, إذا صدقت أم لا, لقد عانيت كثيراً من الألم بسبب قضيتك و...."
"بالطبع, أنت عانيت." قاطعها بلطف. "وحسب ما أذكر طوال أربع ساعات."
"لم تعطنى الفرصة كى أنهى كلامى." ذكرته, لكنه لم يسمح لها بالمتابعة, فقد أمسك بذقنها على غير توقع و رفع وجهها و تفرس به, تلاشت الأفكار من عقلها و هى تشعر بضغط أصابعه على بشرتها المحمومة, قربه حيرها و ما استطاعت التفكير إلا بقربه منها.
"أخبرينى شيئاً أيتها الأخت." همس بنبرة أحتقارية: "هل مرت لحظات تعاسة فى حياتك و شعرت بأن روحك ستذهب إلى الجحيم؟ هل شعرت مرة بأن حياتك أنهارت من أساسها؟ هل حدث لك أى مكروه و جعل هذا التكوين اللطيف يتداعى إلى بؤس قاتل؟"
ارادت اندريا المعلقة فى صراع مؤلم أن تخبره, نعم لقد خبرت كل ذلك و أكثر مما تتصور و لكنها لم تستطيع النطق بهذه الكلمات ربما جراء التعبير البادى على وجهه الذى شحب بسبب انفعاله الشديد.
"هل اختبرت ذلك؟" طالبها بالرد. و فى اللحظة التالية قبض على ساعدها بيده الأخرى و هزها. أدركت أنه قام بهذه الحركة على غير وعى لأنه وجد فيها متنفساً لغضبه. لكن الحارس الواقف إلى الباب تنبه إلى الخطر الماثل و وضع يده على مسدسه.
أدركت اندريا فوراً خطورة الموف, و لاحظت أن الأمر بيدها لتفادى كارثة, لقد أثارت على غير تعمد غضب لوكاس هاستينغز بسبب الموقف المتشنج بينهما, و لكن الحارس سيفسر ردة فعله على أنه تصرف عنيف.
رفضت أن تجعله يعانى من تجعله يعانى من ألم أضافى بسبب تدخلها غير المتعمد. و بسرعة بديهة صاحت بصوت مرتفع لكى يسمعها الحارس: "لوك, يا عزيزى أنا أعرف أنك طلبت منى عدم المجئ , لكننى لم أستطيع البقاء بعيدة عنك." و حالما أنتهت من هذا القول العاطفى عانقته, فى محاولة لتضليل الحارس بطريقة مقنعة وتمنت أن يفهم لوكاس ما كانت تقوم به و أن لا يبعدها عنه.
لم يكن هناك داع للقلق, لأنه عانقها بالمقابل و شد عليها, مما جعلها تفغر فاها مذهولة.
خافت من أن لا تتجاوب, فاستمرت بعناقه و قد كادت أن تنسى أين هى و لماذا. و أضيف إلى فداحة الموقف أنها أحست بشعور غريب يعتريها و ذهلت لأنه تمادى معها, ابتعدت عنه و تلصصت على الحارس و لسرورها وجدت أن عناقهما قد أوقفه عن التدخل, كان واقفاً أمام الباب يراقبهما باهتمام, استرخت و هى تشعر بالخلاص و بأحاسيس لم تستطيع تحديدها حاولت دون جدوى أن تتملص من بين ذراعى لوكاس القويتين: "أتركنى الآن." همست بصوت متقطع.
خرجت من فمه ضحكة خافتة شيطانية: "لا أملك لك بذلك." همس لها, مما أجبرها على النظر فى عينيه السوداوين .
"ليس بعد." و للحظة تخيلت أنه اندريا أنه مذنب بكل التهم التى القيت عليه و ربما أكثر.
"ليس قبل أن تخبرينىلماذا قاطعت كل هذا الشوط لتقابلينى فى الدرجة الأولى, و لماذا أردت أن تحولى نفسك إلى درع بشرى لتحمينى من الحارس؟"
منتديات ليلاس
"لأقد سبق و أخبرتك, لقد حللت مكان بول لأنه طلب منى ذلك." تمتمت لا تزال لا تعى نفسها. ليس فقط بيبب العواطف العديدة و المتضاربة التى تمزقها و لكن بسبب قربه منها.
صرت على أسنانها و قالت: "لقد تأكدت الآن من انها لم تكن فكرة حسنة."
ابتسامته الباهتة سخرت منها, "هل صدمت لأننى استغللت ما قدمته؟ هل سهى عن بالك أننى رجل كما أننى مجرم محكوم عليه؟ بالاضافة إلى أنه حُرم من رؤية النساء لمدة طيلة فى الواقت الحاضر؟ عليك أن تعتبرى أنك قدمت نفسك على طبق من فضة." ضحك و أضاف: "يجب أن اعترف فى اللحظة التى تنشقت رائحة عطرك نسيت كل شئ عن لباسك الكهنوتى و بدأت أتخيل...."
"كيف تتجرأ و تتكلم معى هكذا؟" أنبته بصوت أبح, مدركة أنها وقعت فى المتاعب.
"أتجرأ, لأنك رميت بنفسك على." تحولت ضحكته إلى قهقهة شيطانية قبل أن تدرك ما يحصل عانقها ثانية, مستنزفاً مقاومتها, حاولت التملص من دون جدوى و ضحك لفشلها فى ذلك.
أسوأ ما فى الأمر أنها أصبحت ترغب بقربه, أمر لم يحدث لها من قبل, حتى معى مارك. كانت تقاومه و لكن ليس بالقوة الكافية لأن عينيه اسرتاها و لم تتركا لها خياراً.
اخيراً تملصت منه, و تمتم فى أذنها: "هل قرررت فجأة ان روحى ليست أهلاً للخلاص و أننى غير جدير بالتوبة؟ كل ما عليك أن تخبرى الحارس بما يحدث و هو سيتطفل بالباقى و يتأكد من عدم إمكانية إرهاب راعية أبرشية, كان من سوء حظها التجول فى معقل الشيطان."
و كأنما الحارس شعر بأن الكلام موجه إليه فقال: "انتهى وقت المقابلة يا هاستينغز! عد إلى زنزانتك!"
"أشكرك على هذه الزيارة, ربما لم يكن فى نيتك أن تجرى المقابلة على هذا النحو و لكنك اعطيتنى شيئاً كى أحلم به. هل استطيع عناقك ثانية؟"
من دون أن ينتظر ردها أنحنى عليها و لثم خدها. تنهدت و ابتسمت.
"هذا شعورى تماماً, أخرجى الآن من هنا. أذهبى إلى البيت حيث تكونين فى مأمن من الأشرار أمثالى." ابتسامته المتهكمة كانت آخر ما رأته قبل أن يهرع خارج من الغرفة.
تركتها المقابلة واهنة إلى درجة أنها أمسكت بالكرسى لتوازن نفسها. هرعت إلى الغرفة المجاورة عندما عاد إليها توازنها و وضعت أغراضها فى الحقيبة و غادرت إلى الكنيسة لم تستطيع أندريا أن تتذكر كيف جرت عبر مكتب الزيارات إلى سيارتها و الانطلاق بها إلى البوكركى, كل ما تعرفه أنها اجتازت منطقة ممنوعة و انذروها بطريقة أخافتها حتى الموت, أدين لوكاس هاستينغز فى ما أطلق عليه المحلفون قضية مفتوحة و واضحة, شهرت اندريا من تصرفه اليوم أنها صوتت حقاً إلى جانب العدالة.
لماذا لم تكتشف الجانب السيئ و المتعجرف والهمجى من شخصيته فى قاعة المحكمة, كان سؤالاً من غير جواب, على الأقل أنها لن تراه ثانية, أبداً, نسيانه يعنى أن تضع تجربتها معه وراء ظهرها و أن لا تتكلم عما حدث فى ردد بلوف مع أى كان بمن فيهم بول, حتماً ستتلاشى ذكرى هذه الحادث من مخيلتها فى الوقت الحاضر, عقدت النية على أن تغير طريقة معالجتها لأمور حياتها من الآن فصاعداً, لن تدع بول يتهمها بأن قلبها يسيطر على عقلها, لقد أنتهت هذه الأيام إلى غير رجعة.
نهاية الفصل الثانى
قراءة ممتعة للجميع
|