المنتدى :
التاريخ والاساطير
يوهان جوته
غير متأكد من صحة هذا الكلام للصراحه
**********************************************
في ليلة صيفية من أغسطس 1749 في مدينة فرانكفورت الألمانية رجع يوهان كاسبر من شغله في مكتب المحاماة في مدينة فيتسلر،ملقاش مراته كارولينا زي المعتاد في انتظاره،لمح علي الباب أمه وهي بتهنيه بخبر ميلاد أول أولاده.من غير تفكير سماه يوهان،علي اسمه.و زي أي أب بيحاول يحقق لابنه كل شئ، يمكن يطلع نسخة منه،،عمل كاسبار مع ابنه،تعليم راقي،مفيش شغل،ركز في دراستك وبس،اقرأ كتير هجيبلك بدل الكتاب 100،بس انت متخيبش ظني وادخل كلية الحقوق واطلع محامي..
وقد كان، يوهان الابن عمل زي ما أبوه كان عايز،ذاكر واجتهد في دراسته،واتعلم لغات،وقرأ بدل الكتاب ألف في صباه،ودخل كلية الحقوق في جامعة لايبتسش،وطلع محامي وكان أبوه متوقع منه يكمل المسيرة،وياخد ماجستير ودكتوراه زيه،يمكن يطلع قاضي ويشتغل في المحكمة الامبراطورية حلم أي دارس للحقوق.لكن الابن اكتفي لغاية كده من تحقيق أحلام أبوه وقرر أنه يدور علي نفسه اللي عمره ما وجدها في القانون.سافر فرنسا قبلة الأدباء وبدأ منها رحلته الطويلة جدًا..
بدون أي تمويل لسفريته،كان لازم يشتغل في أكتر من مكان بمرتبات لاتليق به ولا باللي كان ممكن ياخده لو كمل في سكة القانون،لكن استحمل شوية،وكانت مكافأته مقابلة غيرت كل معالم حياته بعد كده،مقابلة واحد من أعظم شعراء ألمانيا في وقتها هيردر،شاف نماذج من كتاباته وتنبأ بموهبته،وشجعه انه يكمل،واهداه نصيحة عمره..اتعلم اللغة العربية وافهم القرآن الكريم..لو كان أهل بلدنا الجرمان يمتلكوا كتاب زيه،كانوا سادوا اوروبا ولأصبحت لغتنا هي اللغة الأم..
في الوقت ده أوروبا بأكملها كان موقفها عدائي من الإسلام،منسوش هزائمهم في الحروب الصليبية من قرون،ولا حصار الأتراك لفيينا في 1683،وكان أي كتاب عن الاسلام لا يحظي باجماع المثقفين الا اذا كان ملئ بالتحريض والكراهية وتشويه سيرة النبي،وعلي رأسها المعجم التاريخي لبير بايل،وترجمة القرآن الكريم المشوهة ل لوديفيكو ماراتشي..هيردر نصح يوهان بالاطلاع علي كتب أخري أكثر انصافاً لم تنل نصيبها من الشهرة وعلي رأسها ترجمة معتدلة للقرآن للمحامي الانجليزي جورج سيل،وكتاب للهولندي هادريان ريلاند عن دين محمد..
يوهان خد بالنصيحة،ورجع فرانكفورت،محمل بثقة عن مستقبله كأديب،وبخبرات شاعر وفيلسوف زي هيردر عن الإسلام،وبدأ رحلته في التعرف علي عالمه من الصفر.خمس سنوات معتكف لم يفعل فيها شئ سوي دراسة اللغة العربية،وقراءة ترجمات لشعر ابي نواس،والحمداني وامرؤ القيس وعمر بن كلثوم،اتقن دفعه شخصيًا لتجربة فن الترجمة من الألمانية للعربية اللي كان منبهر باتساقها وثرائها.قرأ كل ما نشر عن الاسلام بلغته الألمانية والفرنسية والانجليزية اللي كان بيجيدهم،واطلاعه علي العربية مكنه من قراءة بعض كتب التفسير والحديث بالنص العربي..
خمس سنين كاملة دراسة للقرآن ولغته العربية وقراءة كتب التراث،خرج بعدها من عزلته،يشتغل في مجلة أخبار العلماء Die Frankfurter Gelehrten Anzeigen مجلة لاتتبني الا وجهة نظر مسيحية وترفض الاعتراف بأي دين آخر وشديدة الهجوم علي دين الأتراك،زي ما كانوا بيسموا الإسلام.هجوم دفع يوهان لمعرفته المعمقة بالإسلام وإدراكه لبؤس الهجمة المشوهة عليه،لكتابة مقال يرد فيه علي أحد زملائه ممن وصفوا المسلمين بالقدرية والغباء،قال فيها ..
‘‘ إن العقائد التي يربي عليها المسلمون لتدعو لأعظم دهشة،فالعقيدة الدينية التي تقوي عليها عزائم شبابهم،تقوم أساسًا علي التوحيد والإيمان،بأنه لن يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله له،وبهذا الإيمان يسمون،ويتسامحون طوال حياتهم ويعيشون مطمئنين لا يحتاجون صنع بشر‘‘..
رد يوهان فتح عليه باب جهنم،ازاي يدافع عن المسلمين أو دينهم،لم يبال وبدأ مرحلة أكثر عمقًا يستفيد فيها من حصيلة درسته للإسلام لمحاولة تغيير الصورة الذهنية.ألف مسرحية Götz von Berlichingen واللي افتتحها بجملة مقتبسة من القرآن الكريم..إني أود ان ادعو الله كما دعاه موسي في القرآن..رب اشرح لي صدري..
مجتمع النقد الأدبي المعاد للاسلام لم يستفق من المسرحية.إلا وفاجاه يوهان بمسرحيته الشهيرة..تراجيديا محمد..يصور فيها معاناة سيد الخلق في الهجرة وتعرضه للايذاء،ويصور رسالته بأنها نهر متدفق يجمع كل الجداول الصغيرة ليصب في بحر التوحيد..ويثني علي أمية النبي اللي كانت موضع سخرية من كثير من أوساط المثقفين..ويقول..‘‘كانت الكلمة هناك ذات شأن عظيم لا لشئ الا لأن شفاه عظيمة نطقت بها‘‘..
تقدم به العمر ومعه زاد إلمامه بمبادئ اللغة العربية و الإسلام وزاد حجم ما يتعرض له من انتقادات وهو غير مبالي،وكانت أهم أعماله علي الإطلاق..الديوان الغربي -الشرقي..12 جزء كان وجود الإسلام فيهم حاضر بشكل طاغي من خلال قصائد وقصائد..يمكن اهمها نساء مصطفيات Auserwählte Frauen اللي مدح فيها السيدة خديجة والسيدة فاطمة الزهراء ومريم بنت عمران..وقصيدة رجال مؤهلون Berechtigte Männer عن غزوة بدر وشجاعة أصحاب الرسول،وأثني علي كفاحهم..وقصيدة حيوانات محظوظة ..لأنها صاحبت النبي أو ذكرت في القرآن،زي ناقة سيدنا النبي،وكلب أهل الكهف،وحتي قطة أبي هريرة اتكلم عنها ووصفها انها مُباركة لأن سيدنا النبي مسح علي رأسها..
انفتحت كل الاتهامات علي يوهان بانه مسلم وأنه ديوانه ليس مجرد ديوان للتقريب بين الشرق والغرب ولكن للدعوة لدين الإسلام..رد فعله كان بليغ.. ديوانه اتنشر سنة 1819 وكان في شهر رمضان..راح يصلي مع الجنود المسلمين الروس والألبان في الجيش الألماني في الجامع اللي بناه الامبراطور فريدريش فيلهلم سنة 1739 في مدينة بوتسدام،ومش بس كده لا اعتكف كمان معاهم في ليلة القدر..
يوهان جوته اللي توفي بعد اعتكافه في ليلة القدر ب 10 سنوات تقريبًا هو أهم شاعر في تاريخ ألمانيا علي مر العصور،و واحد من أهم الأدباء في أوروبا علي مر الزمان..اسمه اتخلد في ذاكرة التاريخ مش بس باعماله لكن أكتر لما ألمانيا قررت انها تسمي كل مراكزها الثقافية في العالم باسمه اعترافًا بتأثيره..معهد جوته..وكأن التسمية اعتراف بليغ بأثر الإسلام علي ثقافة ألمانيا..
محدش يقدر يجزم ان كان جوته مات مسلم أو لأ..مع إن كل الشواهد تدل علي ذلك..ومعظم الآراء تصب في خانة إسلامه..يمكن يكون مستشرق أحب الإسلام وفقط..لكن الأكيد أن سيدنا النبي بعظمته وانسانيته ترك أثرًا لا يُضاهي علي أشهر شعراء ألمانيا وعنوان ثقافتها حول العالم..والأكيد برضه أن جوته أحب الإسلام وخدم رسالته وخلد سيرة النبي وأصحابه وآل بيته في بيئة معادية للإسلام تمامًا كما لم ولن يفعل أحد علي الإطلاق من أدباء وشعراء الغرب..
في كل مرة يشتد فيها الهجوم علي الإسلام أو تُقصف رموزه أو يتُهم بالارهاب في الغرب.مفيش أحسن من الاستشهاد بواحد من أبنائهم..واجههم بحقيقة أن أعظم شعرائهم ورمزهم الثقافي الأوحد جوته احب الاسلام ونبيه أن لم يكن قد مات فعلًا علي دين الإسلام..واطلب منهم يدوروا زي ما دور ،ويتعلموا كيفما تعلم، ويأخذوا الحوادث من مصادرها وأكيد هيوصلوا لنفس خلاصاته ان الإسلام دين رحمة وعدل ومش بعيد يقولوا زي ما قال في نهاية حياته..
Wenn Islam Gott ergeben heißt..Im Islam leben und sterben wir alle
إذا كان الإسلام يعني أن لله التسليم..فعلي الإسلام نحيا ونموت اجمعين
******************************************
منقوووووووووووووووووووووووووول
|