كاتب الموضوع :
منارة النجوم
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الحمض الرقمي - الفصل الثالث
[COLOR="rgb(0, 206, 209)"]أزيكم
بدون تأخير الفصل الثالث
[/COLOR]
الفصل الثالث
اتسعت عيني "لميس" في دهشة و هي تصرخ:
- ماذا رأيتي؟.
نظرت "كارمن" إلى الأرض و قد بدا عليها قليلا من الشرود، فتنهدت " لميس" و تراجعت للخلف قليلا و نظرت إلى "سما" التي نظرت إليها بدورها و همست "سما":
- ماذا سنفعل.
أمسكت " لميس" يديهما و جذبتهما وهي تقول:
- لنخرج و نتمشى قليلا.
فتحت الباب فوجدت " سامي" و قد رفع يده استعدادا للطرق على الباب ، فنظر ثلاثتهم إليه، فارتبك قليلا و هو يقول:
- كنت.. أريد الاطمئنان على "كارمن".
ردت عليه "كارمن" :
- أنا بخير ، لكن تلك الجرائم تغضبني و تجعلني أصر أكثر على دراستي لأسرع و أقدم المجرين للحكم العادل.
نظرت لها "لميس" بدهشة و هي تقول:
- لم أرها غاضبة هكذا من قبل.
ابتسم "سامي" و قال:
- سيكون هذا أمراً رائعا، لكن إلى أين تذهبون؟
ردت عليه "لميس" :
- سنتمشى قليلاً
رد "سامي" بلهفة:
-سآتي معكم.
همست "كارمن" :
- بتاع بنات.
رد عليها يتذمر:
- لست كذلك ، لا يمكن أن أترككم تتمشون في الليل و حدكم.
في وسط هدوء الحي و ظلام الليل ، الصوت الوحيد الذي يمكن سماعه هو خطواتهم، سرت قشعريرة في جسد "سما" و قالت بصوت مرتعش:
- الجو هادئ جداً، علمت لماذا أصر "سامي" على المجيء معنا.
أومأت "لميس" برأسها ثم مالت على "كارمن" و همست:
- هل لاحظتي أنه كان يحدثنا بصيغة الجمع و ليس المثنى ، هل تعقدين أنه يرى "سما"؟
فكرت "كارمن" قليلا و أجابت :
- ربما.
توقف "سامي" فجأة و نظر إليهما ، فقفزتا في مكانهما و نظرا إليه ، عقد حاجبيه و اتجه إليهم و قال بصوت حازم:
- لنبتعد من هنا.
ما أن انتهى من كلامه حتى ظهر من خلفه شخص من وسط الظلام، يمسك بسيف طويل و يرتدي زى جنرال حرب، يخطو ببطء اتجاههم و عيناه ثابتة على "كارمن".
أمسكت "لميس" بيدي "كارمن" و "سما" و هي تقول:
- عيناه لا تبشر بخير، لنذهب من هنا.
التفت الجميع استعدادا للركض لكن كان هو أسرع منهما ، و في أقل من ثانية أخرج سيفه من غمده وظهر أمام " كارمن" رافعاً إياه، دفعها "سامي" فهوى السيف على الأرض محدثاً شرارة أنارت المكان من حولها.
أضاق " سامي" عينيه و هو ينظر إلى وجه الجنرال و قال بصوت منخفض:
- مستحيل.
صرخت " لميس" فيه:
- ماذا تريد؟
قالت "سما":
- لقد قرأت أفكاره، كلها تدور حول القضاء على "كارمن".
ألتفت الجنرال اتجاههم و بدأ بالتحرك مجدداً ووجه خال من أي تعبير، فقفز "سامي" على ظهر، فأمسكه الجنرال من ذراعه و ألقاه على الأرض ، فأرتطم ظهره بشدة ، تأوه من شدة الألم و ما أن فتح عينيه وجد سيف يهوي عليه فوضع يده أمام وجهه بتلقائية، لكنه سمع صوت ارتطام معدن، ففتح عينيه ببطء ووجد فارس أمامه يصد سيف الجنرال.
قال "سامي" بصوت مضطرب:
- من هذا؟
ركضت الفتيات اتجاهه و سحبنه بعيداً عن القتال، ثم سألته "كارمن":
- هل أنت بخير.
وقف ببطء و أومأ برأسه بينما عيناه مثبتتا على "شداد" و الجنرال و دقق مجددا في وجه الجنرال ثم نظر إلى "كارمن" و قال صوت عال:
- أنه عم فشار.
عقدت حابيها و هي تقول:
- ماذا ؟ الم يمت؟
قاطعتهما "لميس" و هي تقول:
- لنذهب من هنا بسرعة
ردت عليها "كارمن" :
- اذهبوا انتم بسرعة.
أمسكت "لميس" بيدها و جذبتها و هي تقول:
- ماذا تقولين هيا بنا.
نزعت "كارمن" يدها و هي تقول:
- أذا ابتعدت عن "شداد" الآن فسوف يختفي لأنه طيف متصل لجهاز الديجي دي ...
قاطعتهم صرخة "سما" ، فنظر ثلاثتهم إليها ، فأشارت إلى "شداد" فأشاح الجميع بنظرهم إليه بدورهم ، ليجدوا سيف الجنرال قد أخترق كتف "شداد"، و الأخير على ركبتيه على الأرض، ثم سحب الجنرال السيف بعنف و بدأ يخرج من مكانه دخان أزرق يضئ، رفع السيف عاليا ليسدد له ضربة قاضية لكن "شداد" صدها بسيفه رغم الألم فركله الجنرال في بطنه ففقد توازنه و سقط على ظهره ، هوى الجنرال سيفه عموديا عليه لكن "شداد" تفاداه فغرس السيف في الأرض.
قفزت "لميس" في مكانها و قالت بصوت مضطرب:
- علينا فعل شيء .
ثم نظرت إلى الجهاز في يد "كارمن" و قالت في نفسها:
- لن أخسر شيء.
ثم أخذت شعرة رأسها و مدت يدها لتضعها في الجهاز لكن في لحظات صدتها يد "سامي" فنظرت له بتعجب فحرك رأسه حركة النفي قائلاً:
- لا تتهوري.
ثم وضع شعر من يده في شاشة الجهاز.
عقدت" لميس" حاجبيها و قالت:
- أنت كيف ....
قاطعها ضوء مبهر خرج من الجهاز درع فضية مزخرفة برموز قديمة ، التقطها "سامي" و ركض اتجاه "شداد" و قذفها إليه ، أمسكها و صد بها ضربة شديدة من سيف الجنرال ثم بسيفه ضرب جنب الجنرال ففادى الضربة لكنه أصيب بخدش راح يطلع من دخان أسود بنفسجي اللون فنظر إلى جرحه و بدا عليه الغضب.
نظر "شداد" إلى الدرع بإعجاب شديد ثم قال ل"سامي" و هو يلوح به:
- شكرا لك.
ابتسم "سامي" لكن "كارمن" و "لميس" ظهرا من خلفه و عليهم نظرات الشك ، التفت إليهما "سامي" فأنتفض من مكانه من شدة نظراتهما و قال :
- حسناً .. الأمر هو ..
قاطعه صوت ارتطام معادن شديد ، فلقد كان الجنرال يوجه ضربات شديدة إلى "شداد" بينما هو يصدها بالدرع و قد بدأت قدماه تهزان من شدة عنف الضربات و أخيرا ركله الجنرال مجددا ، فطار "شداد" و سقط و الدرع بجانبه ، لكن هذه المرة التفت الجنرال إلى "كارمن" و الآخرين و في أقل من ثانية اختفى و ظهر أمامهم و رفع سيفه أمامهم، تجمد الجميع في مكانه و لكن "سامي" وقف أمامهم و فتح يديه بينما يقول بصوت حازم:
- الدرع.
فجأة أنارت الدرع بجانب "شداد" و تحولت إلى شعاع ضوء طار إلى حيث يقف "سامي" وغلف الجميع بجدار شفاف يلمع باللون الفضي، نظر الجميع حولهم بدهشة ثم نظروا إلى "سامي" الذي لم يبعد نظره عن الجنرال، لم يهتم الأخير بالأمر و أكمل ضربته فارتطم السيف بالحاجز فلم ينكسر مما زاد من غضب الجنرال و أعاد الكره لكن لم ينكسر فبدأ يزيد من مستوى ضرباته.
نظرت "كارمن" إلى وجه "سامى" فوجدت عليه تعبير الألم واضحا و قد بدأ يضغط على أسنانه ثم بدأت تظهر فجأة خدوش على ذراعه .
فوجئت "كارمن" بالأمر و قالت في نفسها:
- يبدو أن جسده متصل بالدرع و تلك الضربات تؤذي جسده.
في تلك اللحظة ، صرخ "شداد" من خلف الجنرال :
أنت! انظر هنا.
توقف الجنرال و التفت إليه لكن "شداد" باغته بركله جعلته يرتطم في الجدار ثم طعنه بسيفه، فتحول الجنرال إلى دخان أسود بنفسجي كثيف اختفى بهدوء، تمعن "سامي" في الدخان و تهيأ له أنه قد رأى عم فشار، فهز رأسه بشدة ثم نظر مجدد فلم يجد شيئاً.
ابتسم شداد و قال:
- ههه ليس من شيم الفرسان ضرب الظهر.
ثم أمسك بذراعه و قال هذا مؤلم، على التدرب أكثر.
ثم اختفى و عاد إلى الجهاز.
توجهت أنظار الجميع إلى "سامي" الذي لم يجد ما يفعله سوى الابتسام.
نهاية الفصل الثالث
|