كاتب الموضوع :
منارة النجوم
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
]الفصل الرابع عشر
أغلق الجميع عينيه أمام هذا الضوء الباهر حتى الأطياف السوداء تلاشت معه و تراجعت الأخرى التي تشبه البشر ، حتى "فؤاد" توقف في مكانه و لكن هذه المرة و مثلما حدث مع "سامي" ، لم يظهر طيف بل ظهرت حولها أسلحة متنوعة من السيوف و الخناجر و الرماح و أخرى ، تطوف حولها في الهواء.
و في وسط دهشة الجميع ، مدت "كارمن" يدها و أمسكت بعصا مزخرفة و في نهايتها جوهرة كبيرة زرقاء ، ثم لوحت في حركة شبه دائرية فوق "سامي" ، فبدأت جروحه بالاختفاء و فتح عينيه ببطء.
ابتسمت "كارمن" بإشراق و هي تقول له:
- هل أنت بخير؟
أومأ برأسه بهدوء و أشار لها بعلامة النصر ، فاطمأنت ثم التفتت إلى "فؤاد" و قد تغير تعبير وجهها إلى الجدية مجدداً أما هو فقد أزداد غضباً و هو يقول:
- فتاة بائسة هل تعتقدين أنك الوحيدة التي تستطيع استعمال طيفها؟
ثم أحكم بقبضته على الخنجر و تابع:
- لقد ظل هذا الخنجر يمتص طاقتي السلبية منذ أن اخترعته و لا أعلم مدى القوة التي سيخرجها الآن.
تأهب الجميع و هم يراقبون الدخان البنفسجي الكثيف الذي خرج من الخنجر و راح يحيط بجسده كلياً حتى لم يعد يظهر منه شيء و في أقل من دقيقة أنقشع الدخان و ظهر من ورائه "فؤاد" و قد أصبحت عليه درع سوداء تشبه دروع القرون الوسطى و قد تحول الخنجر إلى سيف طويل مرعب.
هزت "لميس" رأسها و قالت بسخرية:
- أنها مجرد درع و سيف ، "كارمن" لها أفضلية هنا.
رمقها "فؤاد" بنظرة مخيفة جعلها تشعر بقشعريرة في عمودها الفقري كله ، فقالت في خوف :
- لكنه أكثر رعباً.
التفت "فؤاد" إلى "كارمن" و أشار إليها بسيفه ، فمدت يديها و أمسكت برمح طويل ، فعقد "فؤاد" حاجبيه و قال:
- أذا أنتي تعلمين أن للرمح أفضلية عن السيف؟
ثم أنطلق بسرعة رهيبة اتجاهها و أكمل:
- لكن هذا في الألعاب فقط.
و ضرب بسيفه عليها و لكنها صدته بالرمح و هي تقول:
- هل أنت حقاً من هذا البُعد؟
قفز "فؤاد" للخلف دون أن يجيبها ، بينما قال "سامي" باستغراب:
- ماذا تقصدين؟ أنا أعرفه طوال عمري
أجابته "كارمن":
- أذا كانت هناك شبيهة لي فلما لا يكون هذا شبيه شقيقك؟
في هذه اللحظة تذكر "سامي" حين أخبره الطيف الذي كان يحبسه بأنه هو قد هاجم شبيه هناك و أن "شهاب" هو من هاجم "كارمن" الأخرى و كلهم أتباع "فؤاد" الذي أمامه ، فالتفت إليه و هو يقول بعصبية:
- هل هذا صحيح؟
و لكنه لم يجبه و عاود الهجوم على "كارمن" بضربة جانبية ، فصدتها مجدداً ، و لكن و بسرعة شديدة أخرج "فؤاد" من يده الأخرى كرة من الدخان البنفسجي و ضربها في جنبها الأخر ، فطارت بعنف و سقطت على الأرض و في لحظة قفز "فؤاد" عليها بسيفه ليجهز عليها و لكن وقف "سامي" أمامه بدرعه .
شعر "سامي" بشدة الضربة و لكنه أستجمع قوته و قال بصعوبة:
- أين هو شقيقي؟
نظر له "فؤاد" ببرود و قال:
- أبتعد لا تجعلني أؤذيك.
قامت "كارمن" من على الأرض و هي تمسك بجنبها و قالت :
- لا بأس يا "سامي" دعني أمتص غضبه.
نظر لها باستغراب و هو يسأل:
- ماذا؟ ما الذي تقولينه؟
تابعت تقدمها ببطء و هي تقول:
- لقد سيطر عليه غضبه و امتلأ بالطاقة السلبية ... سأخلصه منها.
أبتسم و قال:
- سنخلصه معاً.
أومأت برأسها و التفت الاثنان إلى "فؤاد" الذي بدت عليه العصبية و هو يقول:
- حسناً لقد حذرتك يا "سامي".
ثم ضرب بسيفه في الهواء عدة ضربات انطلقت منها أشعة سوداء سريعة مثل الرصاص ، فصدها "سامي" بدرعه بينما انطلقت "كارمن" من خلفه و ضربت برمحها فصدها بسيفه ، و لكنها مدت يدها الأخرى و أمسكت بعصا العلاج و لوحت بها أمامه .
خرجت خيوط سوداء من سيف "فؤاد" امتصتها العصا ، فتراجع "فؤاد" وقد شعر بأن قوته نقصت فنظر إلى السيف بحنق و تابع الهجوم و لكن صده "سامي" بدرعه بينما أشارت "كارمن" إلى "فؤاد" بالعصا و هي تمتص طاقته السلبية.
و أخيرا شعر "فؤاد" بضعف شديد فقال "سامي":
- الآن يا "كارمن" دمري درعه.
و فعلا مدت يدها إلى أسلحتها و أمسكت بسيف ثم وجهت ضربة شديدة إلى "فؤاد" في صدره ، فتحطمت الدرع و تحولت إلى دخان اختفى في الهواء و سقط " فؤاد" على الأرض و اختفت جميع أطيافه من المكان.
ركض "سما" و "لميس" إلى "كارمن" و هم يقولون:
- هل انتم بخير؟
أومأ "كارمن" برأسها و هي تبتسم في إرهاق واضح ، بينما ركض "سامي" إلى "فؤاد" و امسك به و هو يقول:
- أين شقيقي؟
نظر له "فؤاد" بعين شبه مفتوحة و قال بهدوء:
- أنه أنا أيها الصغير.
أشرق وجه "سامي" و هو يقول:
- أنه حقاً أنت.
ثم حضنه بشدة ، فقال "فؤاد":
- هذا مؤلم.
تركه "سامي" و هو يقول:
- أسف و لكن ما الذي حدث؟
أعتدل "فؤاد" و نظر إلى الخنجر و قد صار حطاماً و قال:
- كنت أجلس في عيادتي في يوم ذكرى رحيل والدتي و..
نعود بالزمن خمسة سنوات للخلف.
ظهر دخان أمام "فؤاد" فجأة و خرج منه "فؤاد الأخر" ، قفز "فؤاد" من مقعده و هو يقول في خوف:
- من أنت.
نظر له الأخر ببرود و قال:
- ألا تريد الانتقام لها؟
نظر له باستغراب و قال :
- ماذا تقصد؟ من أنت؟
أجابه الأخر بهدوء:
- أنا شبيهك من بعد أخر و لكن للسخرية كلاً منا فقد شخصاً عزيزاً عليه بنفس الطريقة، أنا فقد زوجتي و أنت والدتك.
تراجع "فؤاد " للخلف و هو يقول:
- لا أريد أن أؤذي أحداً.
فكر الأخر قليلا ثم قال:
- إذا أنت لا تترك لي خياراً أخر.
ثم أخرج خنجره و تابع:
- لا أستطيع البقاء طويلاً هنا و أحتاج للبحث عن " كارمن" لهذا سأستعير جسدك.
لم يعطي "فؤاد" فرصة و بسرعة طعنه و تحول إلى دخان بدأ بالدخول من الخنجر إلى جسده و أخيراً بدأ "فؤاد" يشعر بفقدان الوعي ولكن قفزت صورة "سامي" في ذهنه فجأة فقال بأخر قوة متبقية لديه:
- لكن ....أرجوك لا تؤذي "سامي".
قال الأخر:
- لا تقلق ... في النهاية لدي شقيق مثله أذيته و لا أريد أذيته مجدداً ... الأمر مؤلم أكثر مما تتخيل.
وهكذا لم يعد لفؤاد الحقيقي أي سيطرة على نفسه و صار الأخر يفعل ما يهواه.
نهاية الفصل و القادم هو الأخير بأذن الله
|