كاتب الموضوع :
منارة النجوم
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
الفصل التاسع
في صباح احد الأيام و بعد أن مر وقت على بقاء "شهاب" معهم ، أعدت "لميس" الشاي في المطبخ و التفتت لتعود إلى غرفتها و لكنها اصطدمت بشهاب الذي كان يقف خلفها و سكبت الشاي المغلي على قميصه.
صرخت "لميس":
- يا ألهى.
أمسك "شهاب" بطرف قميصه و راح يبعده عن جلده و هو يرفرفه ليبرد ثم قال بغضب:
- ما قصتك؟ هذه عاشر مرة أو أكثر تتسببين في حادث لي.
ردت عليه"لميس" بعصبية:
- أنت هادئ جداً لدرجة أني لا أشعر بوجودك.
حدق الاثنان في عيني بعضهما لبرهة ثم ابتعدت كلا منهم في طريقه، و راح "شهاب" يتمتم لنفسه بينما يخطو بغضب :
- أنتي هي أول ضحاياي أقسم بهذا.
رن هاتفه فأخرجه من جيبه و نظر إلى أسم المتصل ثم رد بصوت هادئ:
- ما الأمر؟.... هل ظهرت أخيراً......حسناً سنبدأ الليلة.
ثم انتبه إلى صوت خطوات خلفه ، فأعاد الهاتف إلى جيبه بسرعة و التفت إلى من يقف خلفه و كأنه لم يكن يفعل شيئاً فوجد "لميس" أمامه وهي تمسك بعلبة إسعافات أوليه و تتفادى النظر إليه ثم قالت وهي تحاول ألا تبدي إي تعبير:
- خذ ، لا بد إنك قد حرقت.
أندهش "شهاب" لجزء من الثانية و أخذ منها العلبة و هو يفكر:
( هل هذا هو الاهتمام؟ .....ماذا تكون ردت فعل البشر حينها؟)
أبتسم ببراءة و هو يقول:
- شكراً لك.
أحمرت وجنتاها وركضت بعيداً عنه و هي تمتم:
- لهذا اكره البشر ... ياله من إحراج.
تابعها و هو يضحك باستخفاف ثم نظر إلى أحد الكرات ألتي خبأها و وضع يده عليها ثم أغمض عينيه ، فبدأت الكرة تكبر و تبعتها باقي الكرات بالتتابع.
و أخيراً حل الليل ، تفقد "شهاب" مواقع الشباب فوجد أنهم متفرقين في أنحاء المنزل ، فأبتسم و أخرج هاتفه و كتب رسالة :
- لنبدأ.
و على الفور كبر حجم الكرات المنتشرة حول المنزل و انشقت في المنتصف ثم خرجت منها الأطياف السوداء و لكن تلك المرة بهم شيء مختلف و كأن مستواهم أعلى من سابقيهم و بعضهم حتى يحمل أسلحة ، و راحوا ينتشروا في كل مكان بين الظلال.
في هذه اللحظة ظهرت "سما" من خلف "شهاب" و هي تقول بتعصب:
- ما الذي تفعله؟
أبتسم بخبث بينما كان يلتفت إليها و قال:
- هل كشرت الطفلة البريئة عن أنيابها أخيراً ؟
ردت عليه:
- أنا لست طفلة و لست بريئة مع أمثالك.
أومأ برأسه و هو يقول:
- صحيح... بالمناسبة أحداً ما قادم لأجلك.
رفعت حاجبها باستغراب و همت لتسأله و لكنه اختفى فجأة وسط الدخان.
و من جهة أخرى، جلست "لميس" وسط من كومة الخردة و هي ممسكة بالمفك في يد و أوراق في يد أخرى ، فجأة أحست بحركة خلفها ثم يد بردة تمسك بكتفها فأسرعت بأبعادها و هي تقفز لتقف على قدميها ثم نظرت إلى مكان جلوسها بأنفاس متسارعة، فوجدت طيف أسود يتحرك ببطء و عيناه مثبتة عليها و الأسوأ أنه يقف بينها و بين الباب.
رفعت يدها التي تمسك بها المفك اتجاهه كتهديد و لكن يد باردة أخرى أمسكت بقدمها و أخرى بيدها الأخرى فالتفتت حولها فوجدت نفسها محاطة بتلك الأطياف و أحدهم قد رفع سيفه إلى الأعلى مستهدفاً رأسها .
صرخت "لميس" و هي تلوح بيدها لتضربهم و لكنها اخترقتهم مثل الضباب فعلى الرغم من أنها تستطيع رؤيتهم لكنها لا تستطيع لمسهم على عكس "كارمن" ، فألقت بثقلها بعيدا عن الطيف الممسك بالسيف فضرب الطيف الممسك بقدمها بدلا منها ثم جذبت نفسها من الذي كان يمسك بيدها و اندفعت نحو الباب متفادية الواقف أمامه و خرجت أخيراً و لكن اتسعت عيناها عندما رأت أمامها جيش منهم .
انقطعت الكهرباء عن المنزل و لم يعد ينيره شيئاً ألا ضوء القمر المكتمل عبر الزجاج ، و راحت أعين الأطياف تضيء و هي تعكس الضوء في شكل مرعب.
وقف "سامي" خلف طاولة المطبخ و الأطياف تحوم حولها محاولة الإمساك به ، فراح يراوغهم يميناً و يسارا حتى أنزلق من فوق الطاولة بخفة وركض خارج المطبخ و هو ينادي:
- يا شباب أين أنتم؟
أمسك أحد الأطياف بيده و بدأ يشعر بالضعف و فجأة قال الصوت بداخله:
( أحذر أنه يمتص طاقتك.... أبتعد عنه)
جاوبه "سامي" و هو يحاول تحرير نفسه:
- أنا أحاول و لكن يدي الأخرى تخترقه.
صمت الصوت قليلاً ثم أكمل:
(على الرغم من أن يدك تخترقهم ألا أنه يمسك بك...... هذا يعني أن الأمر كما يريد الطيف)
توقف "سامي" عن المقاومة و فكر قليلاًً في كلامه ثم نظر إلى يد الطيف الممسكة به و ضربها بيده الأخرى بكل قوته و لكن يده اخترقتها و ضربت يده الأخرى فتحرر من قبضة الطيف.
أنتهز "سامي" الفرصة و ركض و هو يقول بسعادة:
- لقد جعل نفسه غير مادي حتى لا يأخذ الضربة فتحررت منه .... أذا فنقطة ضعفهم هي عندما يمسكون بنا.
رد عليه الصوت:
( مثلما يترك الصياد نفسه مفتوحاً عندما ينقض على فريسته).
أومأ "سامي" برأسه وأنطلق ليبحث عن الآخرين.
في هذه الأثناء ، تسمرت "سما" في مكانها حين انقطعت الكهرباء و أدركت أن "شهاب" خلف هذا ، فامتلأت عيناها بالدموع و هي تنظر حولها في خوف ، ثم نادت بصوت خافت:
- "كارمن" أين أنت؟
أحست بحركة حولها ، فأمسكت بطرف قميصها في خوف و قالت و هي تغالب دموعها:
- من ...؟
و لكن بدلاً من أن تسمع رداً ، أحتضنها شيئا ما بقوة ، فأغلقت عينيها من الرعب و ارتعش جسدها و لكن لم يكن الحضن بارداً بل دافئاً بل و مألوفاً أيضاً ثم شعرت بقطرات ساخنة على خدها كأنها دموع فالتفتت برأسها ببطء و هي تقول:
- "كارمن"؟
رد عليها صوت امرأة مرتعش :
- "سما" ... أنه أنا.
اتسعت عينا "سما" و قالت بحماس:
- أمي؟
ردت عليها بصوت حنون :
- نعم.
لفت "سما" ذراعها شدة حول والدتها و راح الاثنان يبكيان من السعادة و والدتها تقول:
- ظننت إني فقدتك و لكن ها أنتي هنا.
و ما أن أنهت عبارتها، انتفضت في مكانها ثم أمسكت "بسما" من يدها و جذبتها للخلف و وقفت أمامها و هي تحدث أحدهم بحدة:
- ماذا تريد؟
ظهر "شهاب" من الظلمة في ضوء قمر المنبعث من النافذة و قال بسخرية:
- أحاول أن أجعل قلبي يتقطع من المشهد....... لكن لا فائدة.
ثم لمعت عينيه في الظلام و حوله الأطياف تحوم في المكان.
نهاية الفصل التاسع
|