المنتدى :
المنتدى العام
طوبى للمستغفرين
الله عز وجل أمر عباده بالتوبة والاستغفار في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وسمى ووصف نفسه بالغفّار
والغفور وغافر الذنب، وأثنى على المستغفرين، ووعدهم بجزيل الثواب، والله يرضي عن المستغفر الصادق
لأنه يعترف بذنبه ويتذلل بين يدي ربه وخالقه، فالاستغفار جنة من جنان الخير فيه كل انواع الراحة و السعادة
وهو الدواء الناجح والعلاج الناجح من الذنوب والخطايا، فيا من مزقه القلق وأضناه الهم وعذبه الحزن والغم
عليك بالاستغفار؛ فإنه يقشع سحب الهموم ويزيل غيوم الغموم، وهو البلسم الشافي والدواء الكافي
وفي الأثر "ما ألهم الله عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه".
الاستغفار مصدر من استغفر يستغفر، ومادته "غفر" التي تدل على الستر والغفر والغفران والمغفرة
بمعنى واحد يقال غفر الله ذنبه غفراً ومغفرةً وغفراناً.
قال الراغب: الغفر إلباس ما يصونه من الدنس ومنه قيل اغفر ثوبك في الدعاء، والغفران والمغفرة من الله
هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب والاستغفار طلب ذلك بالمقال والفعال وقيل اغفروا هذا الأمر بمغفرته
أي استره بما يجب أن يستر به.
والغفور والغفّار والغافر من أسماء الله الحسنى ومعناهم الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم
قال الغزّالي: الغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح، والذنوب من جملة القبائح التي سترها بإسبال
الستر عليها في الدنيا، والتجاوز عن عقوبتها في الآخرة.
وقال الخطّابي: الغفّار هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة كلما تكررت التوبة من الذنب تكررت المغفرة
فالغفّار الساتر لذنوب عباده المسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته؛ فلا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره
بالعقوبة التي تشهره في عيونهم.
الإنسان ليس معصوماً من الخطأ واقتراف الذنب بحكم طبيعته البشرية، وأيضاً فإن أعداءه كثر:
منهم النفس التي تسكن بين جنباته وتزين له وتأمره بالسوء { إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي }
ومنهم الشيطان العدو اللدود الذي يتربص بالإنسان ليورده موارد التهلكة، ومنهم الهوى الذي يصد عن سبيل الله
ومنهم الدنيا بغرورها وزخرفها والمعصوم من عصمه الله ناهيك عن الغفلة والفتور عن الطاعة والتقصير في جنب الله
لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه- " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا
لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " وقال في موضع آخر: "كلّ بني آدم خطّاء
وخير الخطّائين التوّابون" .. مع كل هذه الاسباب التى تجعل الإنسان يقترف الذنب فما أحوجنا للاستغفار
الأنبياء والمرسلون هم صفوة الله عز وجل من خلقه، وهم معصومون بعصمة الله عز وجل لهم وعلى الرغم
من مكانتهم ومنزلتهم وقدرهم عند ربهم وعلى الرغم من أنهم معصومون إلا أنهم تضرعوا إلى ربهم بالدعاء
والاستغفار طمعاً في مغفرة ربهم.
قال الله حكاية عن الأبوين عليهما السلام: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
وقال الله حكاية عن نوح عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي
وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقال أيضا: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} وقال الله حكاية عن نبيه إبراهيم عليه السلام : {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}
وقال الله حكاية عن نبيه داود عليه السلام : {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} وقال الله حكاية عن نبيه سليمان عليه
السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}. وقال الله حكاية عن نبيه
موسى عليه السلام : {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
فإذا كان هذا حال الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - فكيف بنا؟ وأين نحن من الاستغفار؟.
من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو خير البشر وأفضل الرسل، اصطفاه الله واجتباه، ورفع ذكره
وأعلى قدره وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع كل هذا الشرف العظيم والعطاء الجزيل إلا أنه كان يستغفر ربه
ويتوب إليه، ويتضرع بين يديه امتثالاً لأمر الله عز وجل في قوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}
وقوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}
عن الأغرّ المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليُغان على قلبي وإني لأستغفر
الله في اليوم مائة مرة" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"والله إني لأستغفر الله, وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"
قال علي –رضى الله عنه -: "العجب ممن يهلك ومعه النجاة قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار".
وكان - رضي الله عنه - يقول: "ما ألهم الله - سبحانه وتعالى- عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه".
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً".
قال أبو موسى - رضي الله عنه - : "كان لنا أمانان من العذاب ذهب أحدهما وهو كون الرسول
صلى الله عليه وسلم فينا وبقي الاستغفار معنا فإن ذهب هلكنا".
قال قتادة رحمة الله : "إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما داوئكم فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار".
قال ابن الجوزي: "إن إبليس قال: أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار وبـ{ لا إله إلا الله} فلما
رأيت منهم ذلك ثبتّ فيهم الأهواء فهم يذنبون ولا يستغفرون لأنه يحسبون أنهم يحسنون صنعاً".
وقال أحد الصالحين: "العبد بين ذنب ونعمة لا يصلحهما إلا الحمد والاستغفار".
ويروي عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه: "يا بني إن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً فأكثر من الاستغفار".
وكان الحسن البصري يقول: "أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم
وفي مجالسكم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ؟ "
قال ابن تيمية رحمة الله : "إنه ليقف خاطري في المسألة التي تشكل عليَّ؛ فاستغفر الله ألف مرة
حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل، وقد أكون في السوق، أو المسجد، أو المدرسة لا يمنعني
ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي".
هناك ألفاظ للاستغفار جاءت في أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي للمسلم أن يقولها
ويستكثر منها اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الصيغ: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم".
ومنها: "استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" ومنها: "استغفر الله وأتوب إليه". ومنها سيد الاستغفار:
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت
أبؤ لك بنعمتك عليَّ، وأبؤ بذنبي؛ فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت".
لذلگ :
طوبى لمنن وجدى في صحيفته أستغفارآكثيرآ
فلنجعل ألسنتنا بالأستغفار تردد .:--
فما أجملهاا من راحه من طمئنينه من الشعور
الأروع .:--
أختكم الصغيرهـ : بيشوو
|