كاتب الموضوع :
احمد سامى محفوظ
المنتدى :
الارشيف
رد: 386 - الثلج يحرق أحيانا - كارول مورتيمر
قررت مولى بحزم أن الوقت حان لتمسك بزمام هذه المحادثة ،فقالت بتصميم : "إن ما تتحدث عنه ايس إلا ظرفا استثنائيا ".
أومأ قليلا برأسه ثم قال بنبرة سطحية :"هذا ما تقولينه"
شعرت مولى بحمرة الخجل تحتل خديها بسبب سخريته الواضحة منها ، بدا ذلك الاحمرار متناسبا تماما مع تألق شعرها الكثيف . سحقا لهذا الرجل الذى يصورها كأنها امرأه تافهة تتسكع فى الخارج لتتهرب من مواجهة الاخرين .
لكن أليس هذا هو الواقع بعينه ؟ حسنا ...! نعم ولكن ....
ندت عنها اهة تنم عن الانزعاج . ثم اومأت برأسها بوقار وتابعت كلامها :"هذا ما أقوله . كنت فقط ،كنت فقط ..."
وما لبست ان نصحت نفسها : اه توقفى عن ذلك قبل أن تمضى بكلامك أكثر . ثم ذكرته :"أليس من المفترض بنا ان نغادر الى الكنيسة فى هذا الوقت "
أكد لها جون ويبر بطريقته الجافة:"أرسلتنى كريس بحثا عنك لهذا السبب بالضبط"
أرسلت كريس هذا الرجل بحثا عنها؟ لكن لم لا ؟ فكريس من بين كل الناس لا تملك أية فكرة كم تخشى رؤية هذا الرجل مجددا ، وإلى اى حد تريده بعيدا عنها .
استقامت فى وقفتها وقالت :"انا مستعدة إذا اردت ذلك"
احنى رأسه بطريقة ساخرة قبل ان يستدير ليفتح الباب لها ثم دعاها بنعومة "تفضلى "
أصلحت مولى ياقة سترتها ومشت وهى تدرك أن نظراته تتبع كل حركة من حركاتها .
وما إن تجاوزته فى المدخل حتى همس جون ويبر بنعومة :"هناك أمر اخر"
رفعت مولى نحوه عينين متعبتين ، وقد شعرت بالتوتر على الفور ثم قالت بحذر "نعم ..."
راحت تتساءل عما يكون ذلك الامر الاخر الذى يود قوله لها بالطبع عدا عن تذكيره إياها بلقائهما الاول الذى لا ينسى !
ندت عنه ابتسامة غير مرحة وبدا ذلك الوميض من أسنانه البيضاء أقرب الى وميض متوحش وقال :"هل أخبرك أحد بأن ذوات الشعر الاحمر لا تناسبهن الألوان الزهرية؟".
أتت ملاحظته هذه بشكل غير متوقع وتستطيع مولى اعتبارها مهينة جدا بما أن شعرها احمر والبذلة التى ترتديها زهرية اللون بقيت للحظات عدة عاجزة عن فعل أى شئ سوى فتح فمها وإغلاقه بدون أن تنبس ببنت شفه مثل سمكة ذهبية اللون موضوعة فى إناء زجاجى .
شعت عيناها بالغضب عندما استدارت لتحدق بجون ويبر بتعجرف ثم قالت بقسوة :"لا شك فى ان معظم الرجال لديهم من التهذيب ما يمنعهم من قول شئ كهذا"
شع المرح من عينيه ورد عليها :"لا يستطيع معظم الرجال تذكر الثياب التى ارتدتها اية امرأة فى اليوم السابق دعك من معرفة ما إذا كانت ثيابها تناسبها أم لا "
اعترفت مولى بمرارة أنه على حق فى هذا واتجه تفكيرها على الفور نحو زوج والدتها فهى متأكد من عدم ملاحظة ماثيو لما ترتديه كارولين مطلقا
ـــ أنا ...
ما إن رأتها كريس فى نهاية الرواق حتى صاحت بارتياح :"مولى"
تابعت مسيرها فى الرواق ولحقت بمولى كى تشبك يدها معها وأضافت "وجون أيضا؟ ظننا أنكما قررتما أخيرا ألا تكونا عرابى بيتر أن تفرا معا !"
ندت عن مولى شهقة مستنكرة لهذا السيناريو المحتمل حتى إنها لم تجرؤ على النظر باتجاه جون ويبر لتعرف ردة فعله على تلك الملاحظة . لكنها استطاعت أن تخمن سخريته المتمثلة بزمه لشفتيه . لا سيما انها ترتدى تلك البذلة الزهرية اللون والتى تناقضت بشده مع شعرها الاحمر .
تبا له لانه اسمعها ملاحظته هذه فهى لن تشعر بالارتياح بعد الان لارتدائها هذه البذلة وتلك الثقة بالنفس التى استمدتها من الانفراد بنفسا تلاشت مثل تلاشى الضباب.
|