ولكن لا يكن لشي ان يخفف الالم,. لا شيء ابداً , ودخلت الى الحمام وفركت جسدها جيدا تحت ماء الدوش ودموعها تنهمر , ثم لفت جسدها بمنشفة كبيرة وجلست على السرير . وهي
ترتجف ليس برداً بل من عذاب القلب
ولم يعد امامها سوى ان ترتدي ملابسها وتغادر هذا القصر , وبأقصى سرعة , والرحيل من مدينة كلارويل كلها , فاذا بقيت دقيقة واحدة هنا ستصاب حتماً بالجنون
ثم سمعت هدير سيارة تبتعد , لابد انهما ذهبا معاً ليحتفلا بمصالحتهما
وفجأة دخل جاي , ثم اقفل الباب بالمفتاح ورماه على الكرسي
"هكذا نخمي انفسنا من الازعاج"
ثم قضب حاجبه ونظر الى فانيسا التي كانت اسنانها تصطك
"فانيسا ماذا بك؟"
اقترب منها بسرعة واخذت يده الدافئة تمسح دموعها فتراجعت عنه بسرعة
"هيا , لا اريد ان اؤذيك, من تعتبرينني ؟"
"رجل يستغل امراة في سبيل ارضاء امرأة اخرى "
"وانت تريدنني لهذا السبب ؟"
فتأملا وجهه ولم تفهم شيئاً
"انا اعرف بان هذا يصدمك , ولكن حاولي ان تضعي نفسك مكاني , فانت تعرفين رايي بالحب والارتباط الزوجي, لم يكن بإمكاني ان اقاوم طويلا مشاعري التي تدفعني نحوك"
ماذا يريد ان يقو" ادارت وجهها كي تتجنب نظراته "لقد عذبتني جاي . لا يجب ان تعاملني بهذا الشكل , خاصة وانت تعرف مشاعري اتجاهك و..."
"هل هذا كان سيسهل علي الامور؟ تخيلي قليلا ما كنت اعانيه , وكنت اعلم بانك تحبينني , واعلم ايضا بانني لن استطيع ان اضمك بينن ذراعي ! كنت اشعر باني غير قادر على تامين
الاستقرار اذي انت بحاجة اليه , وانا اعترف لك باني استغلين قريبتك, ولكن هي نفسها كانت تستغل الاخرين! للحقيقة هذا ليس الا عدلاُ"
ثم امسك يدها.
"لم يكن باستطاعتي ان احبك كما احببتك هذه الليلة , لقد اثارت ناديا رغباتي . بالتأكيد ! ولكن كل سحرها لا يعادل ابتسامة واحدة منك , وعندما اكون معها كنت اتخيل نفسي معك انت ,
ولكن هذا كان سينتهي قريبا! ومساء امس فقط قلت لها بان كل شيء انتهي بيني وبينها , وانا كنت اعتقد بانك ستكونين سعيدة ".
"جاي انا..." يا له من سوء تفاهم كبير ! انه كان منذ البداية يرغب بها هي , بفانيسا
"ولكن لماذا جعلتني اتعذب هكذا ؟" سألته بحذر
"في البداية ,اعترف لك كنت مخطئا , لقد اثارتني ناديا , وتركت نفسي اتصرف كولد صغير , لقد غضبت كثيرا , من خدعتك الاولى , وبعد ذلك فهمت خطأي . لكني كنت ارفض القبول به همس القدر , منتديات ليلاس
, وكنت خائفا من تغيير نمط حياتي , وتابعت اللعبة, مع قريبتك لا وجود للمخاطرة , ولا للوعود ولا للعذاب , فمن المستحيل الارتباط بامرأة مثلها"
وشيئا فشيئا فهمت فانيسا كل ما حصل وشعرت بالفرح يملأ قلبها
"اذن كنت ترغبين بي انا .."
"الا يزال لديك ادنى شك؟"
"وكيف ساعرف ؟ كانت ناديا عشيقتك والجميع ينتظر نبأ خطوبتكما, واعتقد بانك اردت ان تثير غيرتها بعد ان تركتك مساء امس "
"تركتني ؟" سألها بدهشة ثم اخذ يضحك
"هذا كثير جدا ! ان قريبتك اصرت كي تصبح زوجتي ولكني رفضت هذا الغباء, فإن التي احبها واريد الزواج منها لا تدعى ناديا وقد اخبرتها بذلك"
واخذ يلامس عنقها بأصبع يده
"كنت انوي ان اذهب لرؤيتك مساء امس , بعد الحفلة لكي اعترف لك بكل هذا , وهذا القرار اتخذته منذ عدة ايام , وانا لن افسد حياتي بالخوف من ان تسلبيني حريتي , وانا احبك بلا قيود
, واريد ان اضع قواعد جديدة لحياتي... معك, مساء امس عندما رايتك بالمكتبة , اعترفت بالقضاء والقدر , كم كنت غبيا وعندما اعتقدت بانني بعلاقتي مع ناديا سأكسبك , واول مرة قبلتها
ادركت الفرق بينكم, مستحيل المقارنة بينكما " وضمها اليه بحنان
كانت فانيسا تستمع اليه وقلبها يخفق من كثرة سعادتها , واستطاعت كلماته الصادقة ان تشفي كل جروح قلبها
"لا سبيل للمقارنة " كرر جاي " كنت سأصاب بالجنون عندما سافرت الى اسبانيا , واعتقدت انك ستعودين مع شاب اسباني , واعقدت ان كل النساء متشابهات لا يستحقن ذرف الدمع من
اجلهن , ولكنك عدت وحدك ولكن بعد قليل دخل جف بيننا ... وعندما رأيتك تخريجين من غرفته في الفندق , كانت تلك اصعب اوقات حياتي. وكنت سعيداً جداً عندما علمت انه لا يوجد
شيء بينكما , ولكني مع ذلك لم اكن قادرا على قبول الحقيقة "
"اية حقيقة ؟
"باني احبك بجنون , وبان حياتي لا معنى لها بدونك , وانا مصر على ان لا اسمح لك بالخروج من هنا , قبل موافقتك على الزواج
مني , فانيسا مارش! خاصة وقد ذقت طعم السعادة , واريد ان اسعدك طيلة ايام حياتي "
ثم ضمها اليه مرة ثانية
"لقد تسببن لك بالألم والعذاب , يا حبيبتي , وانا اشعر بالعار... ولكن طفولتي علمتني الحذر ... وكان الحب عدوي , ولقد تعذبت كثيرا بسبب اهمال الجميع لي , وكل الليالي كنت احلم
برقتك وبضمك بين ذراعي , وانت لا تعرفين مدى رغبتي بالزواج منك. هل ستسامحينني يوماً؟".
لم تجبه فانيسا واكتفت بضمه الى صدرها واغمضت عينيها
"ولكنك ترتعشين يا حبيبتي "
"اخاف على سعادتي , لقد تعذبت كثيرا في المدة الاخيرة ضمني اليك بقوة جاي , يا حبيبي ".
فابتسم وقبل شفتيها
"قولي لي بانك ستحبني دائماً , فانيسا قولي لي بانك موافقة على الزواج مني , اخاف ان افقدك"
فخبأت راسها بصدره.
"اريد حبك. واريد زواجنا واطفالنا , فانيسا"
"سيكون لك ذلك جاي, منذ لقائنا الاول , وانا احلم بهذه السعادة ".
"هناك امنية اخرى, يا حبيبتي ..."
"انا موافقة سلفاً"
"فلنتزوج قبل عيد الميلاد, سيكون هذا اول عيد ميلاد... مع العائلة "
"سيكون الاول من سلسلة طويلة ,اليس كذلك؟".
فرأت فانيسا في نظراته فرحاً وسعادة لم تعرفهما في عيونه من قبل , وكانت مشاعرهما عميقة جدا لا يمكن للكلمات ان تعبر عنها , واستسلما لحبهما , وهما متأكدان الان بانه لن يفرق شيء بينهما
انتهت الرواية :)
قرراااءة ممتعة
لا احل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمي واسم منتديات ليلاس