كاتب الموضوع :
...همس القدر...
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
شكرا علي الرواية
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ...همس القدر... |
وشعرت بقلبها يدق بسرعة عندما امسك يدها
"فلننسى هذه الوجبة , فليس الطعام هو الذي احتاج اليه الان. تعالي معي , ناديا "قال لها فجأة
لقد حصلت على ما كانت تتمناه ولكن لماذا هذا الارتعاش؟ لماذا هذا الخوف المفاجئ؟ ثم شربت كأسها محاولة ان لا يخونها احمرار وجها .
"لنكن صريحين مع بعض "همس جاي ثم اضاف
"فانت تعرفين كم ارغب بك منذ رأيتك اول مرة , ويبدو لي انك ترغبين بي ايضا ..." وكان ينظر مباشرة في عيونها فوضعت الكأس من يدها وقالت له
"نعم" واصيبت بالذهول رغما عنها.
بعد قليل وجدا نفسيهما في الخارج ,وكان النسم منعش يداعب وجه الفتاة .
وبدل ان يرافقها الى السيارة اصطحابها الى ممر خلف المطعم واستند الى احدى الاشجار ووضع رأسها بين يديه ثم اخذ يداعب شعرها وبسرعة ضمها اليه وهمي بأذنها .
"انت لا يمكنك ان تعرفي تأثيرك علي".
ثم اطبق فمه الدافئ على فمها فأخذت ترتعش بشدة ثم رفعت يديها خلف عنقه واسندت رأسها الى صدره , وهي تشعر بدفء الصدر العريض وكأنها تغرق في بحر من السعادة , وكانت يدا جاي تلف خصرها , ثم رفع وجهها نحوه وقبلها بحرارة كبيرة , فشعرت بان قدميها لم تعد قادرة على حملها فاقتربت منه اكثر حتى احست بانهما شخصاً واحداً
وعندما ابعدها عنه قليلاً احست بالبرد وعادت فاقتربت منه ولكنه ابعدها مرة ثانية وضحك .
"انظري اننا نتصرف كالمراهقين ! فلنتعقل , فانت لا تريدين ان تصبحي لي تحت هذه الشجرة " ومرر اصبعه على شفتها
"ولم لا ؟" وتساءلت هل هي فانيسا التي تتكلم هكذا ؟
"لأنني اريد ان احبك بهدوء , فدعينا لا نفسد مثل هذه اللحظات الثمينة تعالي ,ناديا ".
واتجه بها نحو السيارة , وعندما فتح الباب اضاف بصوت منخفض .
"ناديا! ابقي معي الليلة ".
"ناديا" عندما سمعت هذا الاسم يلفظه الرجل الذي تحبه اخذت ترتجف لا يزال امامها الوقت للتراجع ولكن جسدها يرفض هذا الابتعاد عن جاي ويدفعها للسير في الطريق الخطرة المجهولة الحدود
فهزت رأسها بصمت مستسلمة وعيونها تلمع ببريق غريب .
بدا لهما الطريق الى سقته التي تقع خارج المدينة طويلة جدا . وكان يتحدثان بأشياء عامة وكأنهما لا يعرفان ماذا يقولان , وعندما اوقف السيارة قرب بناية كبيرة انقبض قلب فانيسا . ان انفعالاتها تضللها وتجعلها تنسى الهوة التي بينهما , ثم الخبرة والتربية بالنسبة لجاي . وهو رجل حديث تلعب المشاعر عنده دوراً ثانوياً فقط . قادر على قطع الغابة المحيطة بالقصر القديم كما وانه قادر على تحطيم قلبها وتدمير حياتها عندما سيكتشف الحقيقة .
وشعرت بالحرج وهو يساعدها في النزول من السيارة . بإمكانها لان ان تتجنب الاسوأ , وان لا ترتكب خطأ يصعب ترميمه واصلاحه ! ولكنه لاحظ ترددها فأحاطها بذراعيه وقادها نحو المصعد , ثم وصلا الى الطابق السادس ففتح الباب واشعل الزر ويبقها جاي الى الصالون .
"انا اعرف بان هذا حزين قليلاً ولكنه مكان مؤقت ريثما ينتهي العمل على ترميم القصر ".
فدخلت فانيسا واول ما لفت نظرها الرفوف المليئة بالكتب , واكنت الجدران البيضاء وتغطي الارض موكيت سميكة وفي احدى الزوايا كنبة من الجلد وامامها طاولة صغيرة يغطيها زجاج اسود. وفي زاوية اخرى ستيريو وامامه مجموعة من الاسطوانات
"تفضلي سأحضر شيئا نشربه ".
وقفت فانيسا تتأمل لوحة تزين احد الجدران وموقعة باسم فنان لا تعرفه ولكنه يبدو انها لوحة ثمينة . ان ذوق جاي يعجبها كثيراً . ثم التفتت الى المكتبة وادهشتها مجموعة الكتب القيمة بعضها لشكسبير وديكنز وتشيكوف ويلزالك , فيها الروايات ودواوين الشعر والمسرحيات ومجموعة كتب الرياضة والرحلات والشطرنج .. ثم سمعت خطوات جاي فالتفتت نحوه
"هل اشتريت كل هذه الكتب لأحدى المكتبات ؟". سألته ممازحة كي تخفي دهشتها
فوضع الكأسين من يديه
"لا , انها مكتبتي الشخصية. ولقد قرأتها كلها فالقراءة هي الطريقة الوحيدة لتخليص فقير من بؤسه ولقد قرأت في دار الايتام بعض الكتب . واكتشفت باكرا لذة نسيان العالم من خلال القراءة واكتشفت فيما بعد ان كل معارف العالك وعلومه موجودة في الكتب , وقد اصاب بالعمى لكثرة القراءة ".
لم تكن فانيسا تتصور مثل هذه الناحية من شخصيته لكنه جعلها تشك بذلك عندما اضاف بسخرية مؤلمة
"انت تعلمين حتى الاناس المتوحشين الشرسين يميلون الى الثقافة !".
فاحمر وجهها وغيرت الموضوع .
"هل انت من اشرف على اثاث هذه الغرفة ؟". فابتسم
"لماذا لا ؟ فانا كره اختصاصي الديكور الذي يصنعونك في شكل غريب, انا احب ان احيط نفسي بأشياء مألوفة ,مثلا هذه اللوحان اشتريتها بأول راتب لي وهذه المفروشات اشتريتها بعد ان ربحت اول كأس . يجب ان يضع الرجل مواهبه في خدمة ذوقه ,كون الانسان رياضيا لا يعني بالضرورة انه يكتفي بالرياضة كما وان رجل الاعمال يهتم احيانا بالفنون ".
شعرت فانيسا بالذنب لأنها حكمت عليه بطريقة سخيفة كيف ستعتذر منه؟
"اتريدين سماع الموسيقى ؟"
فهزت رايها وشعرت بان سحر السهرة قد تبدد
"لا , شكرا . اعتقد انه من الافضل ان اذهب " فاقترب منها بحزم.
"ماذا جرى لك؟ هل خاب املك عندما ادركت انني لست متوحشاً كما تعتقدين؟ ماذا تنتظرين؟ ليلة مع بدائي غير مثقف ؟ في هذه الحالة لن اجبرك على البقاء
"لا " صرخت بيأس ونظرت في عينيه , فوجدت نظراته حانقة ككل مرة يكون فيها غاضباً فوضعت الكأس من يدعا ونهضت
"يجب ان اذهب , شكرا لك على هذه السهرة ولكن ...".
"ليس بهذه السرعة , ناديا"
وبسرعة وجدت نفسها بين ذراعيه , وهذه المرة لم تكن قبلاته عنيفة بل على العكس كانت ناعمة وحنونة فشعرت فانيسا بالهدوء
"يبدو انك لا ترغبين حقا بالذهاب حقاً “همس بأذنها ثم اطبق على فمها بقبلات حارة , وهو يضمها بشدة الى صدره
"ناديا قولي لي بانك ستبقي معي"
"سأبقى"
انتهى الفصل :)
|
|