كاتب الموضوع :
القلم النابض
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
رد: قصتي الاولى بعنوان اللقيطه
قالت مروة: نعم أنت لقيطة لقد وجدك والدك بالقرب من شجرة
بكت فاتن وقالت : هذا ليس صحيحا , ليس صحيحا
: بل صحيح , قالتها الأم بطريقة جافة
: ولماذا لم تخبروني
: لقد كنت صغيرة ولم نستطع إخبارك
ركضت فاتن إلى غرفتها وهي تبكي وأقفلت عليها الباب
وعندما دخل أحمد البيت أخبرته مروة بما حدث فغضب أحمد وأنبها على إخبارها الحقيقة
قالت مروة : بل كنت على حق عندما أخبرتها وقد كنت قاسية معها أيضا يجب عليها أن تواجه الحياة بشجاعه ثم إنها ستعرف ذلك عاجلا أم آجلاً
بلغت فاتن عامها السادس عشر وقد مرت عليها السنوات الخمس السابقة وكأنها قرون كانت كسيرة النفس حزينة تركت مدرستها بعد أن كان كل من في المدرسة ينظر إليها نظرات شفقة أو نظرات إشمئزاز وقد كان أغلب وقتها تقضيه إما في غرفتها تقرأ الكتب أو تساعد مروة في أعمال المنزل فلم تكن تستطيع أن تتحرك براحتها لأنها تتحجب من أبناء أحمد لأنهم ليسوا إخوانها وفي يوم من الأيام بينما كانت مروة تطهو طعام الغداء دخل أحمد للمطبخ ليشرب كأسا من الماء
فبادرته مروة قائلة : ما رأيك ياأحمد أن تزوج حسام بفاتن إنها فتاة عاقلة وجميلة وطيبة ولا تستحق أن تعيش حزينة هكذا لقد حاولت إخراجها مما هي فيه ولكن لم أستطع ربما هذا الزواج سيسعدها ويخرجها مما هي فيه ثم إن حسام قد لمح لي بأنه يريد الزواج بها , والناس كما تعلم دائما تتحدث عنا بالسوء وتقول كيف تسكن هذه الفتاة الغريبة مع عائلة مليئة بالذكور دعنا نخرس ألسنتهم ونزوج حسام لفاتن .
لكن أحمد غضب وقال : كيف تريدين مني تزويج إبني بهذه اللقيطة ثم إن حسام يكبرها بخمسة عشر عاما
قالت مروة : وماذا في ذلك حتى لو كان أكبر منها لا يهم ثم أليست هذه اللقيطة أنت اللذي كنت مصرا على تربيتها واعتبرتها كأنها إبنتك قال أحمد : نعم هذا صحيح ولكن في الزواج الأمر يختلف أنا لست موافقا على هذا الزواج ثم خرج من المنزل غاضبا
أثار ذلك دهشة مروة ولكنها قالت في نفسها أنها لن تتركه وستظل ورائه حتى يقتنع
عندما عاد أحمد في المساء دخل إلى غرفته مسرعا يريد أن يتجنب الحديث مع مروة وعندما دخلت مروة إلى غرفته وجدته نائما ولما أفاق من نومه صباحا دخلت مروة لتحدثه ولكنه تركها وخرج غضبت مروة وأصرت على أنه إذا عاد زوجها من عمله فسوف تحدثه ولن تتركه
عندما عاد أحمد في المساء أراد أن يدخل إلى غرفته ولكن مروة لم تتركه يدخل بل وقفت أمام الباب
وقالت له : لاتتهرب من الموقف وناقشني الآن
أجابها أحمد بهدوء : لقد أخبرتك رأيي ولن أغيره
صرخت مروة : كيف تقول ذلك الجميع يعلم بأمر فاتن ولن يتزوجها أحد ومن الصعب أن تبقى في البيت هكذا يجب أن تتزوج واحد من أبنائنا فإن لم يكن حسام فليكن أحد من إخوته
وعندها خرج حسام من غرفته وقد سمع ما قالته أمه وقال لوالده : إن أمي على حق يا أبي ويجب أن تحدد موقفك الآن
وفي نفس الوقت خرج باقي أبناء أحمد وكلهم يأيدون ما يقوله حسام ووالدتهم، وفاتن في غرفتها تسمع ما يحدث
اشتعل أحمد غضبا وقال :من أنتم حتى تأمرونني لقد قلت رأيي وانتهى الأمر
قالت مروة :لست أفهم سبب غضبك ورفضك ايعجبك حال فاتن إنها لاتستطيع الخروج من غرفتها إلا في أوقات محددة ولا تستطيع أن تجلس معنا على مائدة الطعام فهي تجلس لوحدها في غرفتها وتتناول طعامها ،ثم إنها لا تستطيع الزواج لأن كل من في لقرية يعلم بأمرها فلن يتزوجها أحد لماذا لا توافق على زواجها من حسام وتجعلها تعيش حياة طبيعية أخبرني لماذا
قال أحمد بهدوء :حسنا أتريدين أن تعرفي لماذا
أجابت نورة:نعم أريد أن أعرف
:هل أنت مصرة ،حسنا سأخبرك ،إن حسام لا يصلح للزواج بفاتن
قالت مروة : ولماذا لا يصلح
رد عليها أحمد قائلا: لأنها أخته
فوجئ الجميع بما قاله أحمد
وصرخت مروة قائلة:بالله عليك لاتمزح
قال أحمد :ولكني لا أمزح
قالت مروة والدموع تملأ عينيها :لا أفهم شيئا
قال أحمد:حسنا سأخبرك بالقصة كاملة
لقد تزوجت من إبنة عمتي فقد كانت عمتي مريضة ولم يكن لإبنة عمتي أي أقارب فكلهم في مدن بعيدة لاتستطيع الذهاب إليها ووالدها ميت وليس لديها إخوه لذلك عطفت عليها وتزوجتها ولكن لم أكن أعلم أنها ستحمل لأنه كانت لديها مشاكل في الحمل فقد تزوجتها بدافع الإنسانية ولم أكن أتوقع أبدا أن يحدث هذا وعندما حملت حاولنا إجهاض الجنين ولكن لم ينجح ذلك وكانت إرادة الله فوق كل شيئ وعندما جائتها الولادة ماتت أثناء ولادتها وخرجت الطفله حية ولم نعرف ماذا نفعل بها فاتفقت مع عمتي أن تضعها أمام شجرة في القرية وأن أقوم أنا بتربيتها بدافع الإنسانية حتى لا يعلم أحد بشيئ وبذلك بقيت ابنتي عندي ولم يعلم أي شخص بحقيقتها
عندما انتهى أحمد من روايته انهارت مروة وبقي الأبناء مدهوشين مما سمعوه وخرجت فاتن من غرفتها راكضة وهي تصرخ في فرح :
لا يهمني ، لا يهمني ما حدث في الماضي ،مايهمني الآن هو أنني لست لقيطة ،لست لقيطة ،لست لقيطة .
تمت بحمد الله
اتمنى قول آرائكم بها ولا أحلل نقل القصة بدون ذكر اسمي
|