كاتب الموضوع :
كَيــدْ
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
من بابِ الجمال : ذا العينان البُنيتان !
وصلها تعليقٌ على هذا المنشور في الفيس بوك، وكان سؤالًا عن إسم هذا الرجل، ذو العينين البُنيتين، الرجلِ الذي استحقّ كل هذا الغزل والعشق. ابتسمت ببساطةٍ وكتبت : قال لي قلبي أنّ الإفصاح قد يكُون خطأً! ... عُذرًا عزيزتي أفضلُ الصمت عن الإفصاح
انتظرت دقائق ولم ترد عليها تلك المجهُولة، كانت دائمًا تُحاول التقرب منها والتحدث معها، وهي تقابلها باللباقةِ التي يطغى عليها الرّسمية، فليست الثقة السّريعة من صفاتها. انتظرت قليلًا ولكن المجهولة لم ترد، لتسجل خروجها كعادتها، فهي لا تأمنُ أن يقع هاتفها في يدِ أحد. دقائقَ ليُطرقَ بابها وتسمعَ صوتَ ديما : إلين ... يلا استعجلي شوي، بتفوتنا المحاضرة
إلين بابتسامةٍ زاهية بعد أن نظرت للساعةِ في معصمها وكانت العقارب تقترب من العَاشرة : جاهزة .. بس ألبس عبايتي وأطلع
ديما : انتظرك
لتسمعَ صوت خطواتها تبتعد ومن ثم تنهض لتأخذ عباءتها وترتديها في غرفتها تحسبًا لوجود ياسر، بالرغم من أنها تعلم بأنه الآن في عيادته، ولكنّ الحذر واجب
غطت وجهها قبل خروجها كعادتها أيضًا إذا كانت متزينة، بالرّغم من أنّ زينتها خفيفة ولا تقارن بغيرها إلا أنها ومن سابع المستحيلات أن تسمح لياسر أن يراها بزينتها، يكفي أنه يرى وجهها، لأنه وبكل بساطة، من الصعب عليها أن تتجول في المنزل بنقاب، فيكفيها الحجاب والعباءة.
*_-*_-*_-*_-*
في منزلٍ آخر
بحقدٍ كانت تقرأ ردها وبجانبها تجلس أختها، تردد الكلماتَ بسخريةٍ وحقدٍ واضح : عذرًا عزيزتي أفضل الصمت عن الإفصاح .... اوووووه وقحة !!
أماني بتعجب : وش عليك منها اتركيها تحبه لين تموت
رانيا بنقم : مايكفيها إنهم معيشينها بنعمة! والحين عينها على ياسر !!! جد وقاحة
أماني بطيبة قلب : اتركيها بحالها، حرام عليك البنت يتيمة و ....
قاطعتها رانيا : ومو بعيد تكون لقيطة وبنت حرام!
أماني : استغفر الله العظيم من تفكيرك
رانيا بشرودٍ وهي تنظر للفراغ : ماني راضيتها عليه يا أماني، ياسر يستحق أفضل منها، أحترمه وأعتبره مثل أخوي، وإلين ماتناسبه، يكفي إننا مانعرف أصلها!
رانيا : الأخلاق تكفي .. أنا مدري ليه إنتِ الوحيدة من العايلة كارهتها، الكل يحبها وانت ... * تنهدت وهي تحرك رأسها يمينًا وشمالًا بأسى *
اعتدلت رانيا على سريرها الأبيض وهي تنظر لها بتركيز : ماكنت أكرهها، بس هي لاعبة بمخكم، أنا الوحيدة اللي عارفتها، أنا وبس، إنتِ عارفة كيف كانت علاقتنا، كنا قراب من بعض كثير، بس من يوم عرفت حقيقتها كرهتها
أماني قطبت حاجبيها : عن أي حقيقة تتكلمين
رانيا وهي تصد بوجهها عنها، مهما كرهتها وحقدت عليها لكن قلبها لا يطاوعها في فضحها : مو شغلك
أماني بحدة : بعد مافتحتي السالفة قدامي! صار شغلي
رانيا وقفت مُبتعدة عنها لتخرجَ من الغرفة بعد أن ألقت على مسامعها جملةً واحدة : وأنا ماني حابة أتكلم
لتخرج بعدها تاركةً أختها الصغرى حائرة في تصرفاتها وتناقضاتها، زفرت بضيق وهي تتمتم : مردي بعرف يارانيا ، بعرف
*_-*_-*_-*_-*
يقف بجانب عناد رافعًا لحاجبيه مُتعجبًا : وش فيها ذي؟
عناد بابتسامةٍ ضاحكة : زعلانة منك
نظر إلى ملامحها المُتجهمة وهي تحرك أناملها الصغيرة على أطراف كوب العصير الذي أحضرته لها الخادمة, وفي لحظةٍ كانت قد رفعت وجهها لتلقي نظرةً خاطفةً عليه ثم استدارت.
ابتسم باستغرابٍ وهو يقترب منها : أفا بس! غدوي ما تبي تكلم سلطانها؟؟
نظرة إليه باستعلاءٍ ثم صدت, ليضحك وهو يمسك بيدها ضاغطًا عليه بقوه : زعلانة أجل؟
تأوهت وهي تسحب يدها منه بعنف, ثم صرخت : يا الخايس!!
ضحك وضحك معه عناد, فأطرقت برأسها عاتبة, لينظر سلطان هذه المرة لعناد بجدية : جد وش فيها؟
عناد بابتسامةٍ يقلد عتبها : سلطان متغير علي من فترة
ثم ضحك بصخبٍ لتنظر هي إليه بحدة وتهديد, فأردف ضاحكًا : يووووه انفجرت قنبلة هيروشيما
ليتحرك باتجاه سلطان وهو يضحك ضاربًا كتفه بخفة : عندي شغل في المكتب ... يمكن أتأخر عليكم فحاول تراضيها بأسلوبك
غمز له ثم ذهب, لينظر سلطان إليها ويبتسم, ثم اقترب أكثر ليهمس : في وشو متغير عليك يا الظالمة؟
تجاهلته وهي تلعب بتنورتها ليتلقف يدها يعدد بأناملها بتفكير : أمس, وقبل أمس, وقبل يومين, وقبل أيام ... كم مرة أرسلت لك في الواتس ولا تردين!! والحين صرت المتغير هاه!
غيداء بحدة بعد أن سحبت يدها : لو كنت جد مهتم كنت جيت لبيتنا * ثم بعبوسٍ أردفت * امي زعلانة منك
يعلم انها تكذب فهو في كل يومٍ يحادث أمه عوضًا عن الذهاب إليها, فمنذ انشغل بموضوع سلمان وهو لا يجد الوقت ليزورها
ابتسم يُجاريها : بكرة بزورها إن شاء الله
نظرت إليه بحدةٍ : يعني جد انت قاطعها مثل ما قاطعتني؟
مطّ شفتيه بأسى : للأسف ظروفي أقوى مني
نظرت إليه بنظراتٍ عاتبة، ثم اقتربت منه لتهتف : وأنا أقول ليه قايلة لي أمس إنها زعلانة منك!
يعلم أنّ أمه عاتبة عليه لأنه لم يزرها منذ مدةٍ طويلة، لكنها ليست غاضبة على نحوٍ كبير لأنه كان يكلمها باستمرار, كما أنه أعتذر البارحة منها ووعدها أنه سيزورها. ابتسم ثمّ هتف : طيب آسفين، بتصل عليها الحين وأعتذر
غيداء بعبوس : وأنا؟
اقترب منها ليُقبل جبينها بحنانٍ بالغ : انتِ القلب والروح والأنفاس اللي عايش عليها
ارتفع حاجباها بتحذير : ماني غزل يا قليل الحيا! ترى بقول لعناد
ضحك وهو يهزّ رأسه، لا فائدة ترجى من اعتدالها، ستبقى الفتاة طويلة اللسان التي لا تحترم إخوتها بتاتًا.
غيداء : تدري وش قال لي عناد؟
سلطان وهو يقطب حاجبيه، يعرف ذاك المخادع جيدًا : وش هبب؟
غيداء وهي تمطّ شفتيها بقهر : يقول إنّ الأخوان من الرضاع دايمًا ما يهتمون ببعض ... عشان كذا لازم أتوقع منك أي شيء
كشرّ بملامحه : الحمار! وانتِ صدقتيه؟
هزت رأسها بصمتٍ فتأتأ بأسف : وهذا العشم فيك؟ تصدقين في أخوك اللي يحبك؟
استغلت انحدار محور الحديث إلى هذا النحو لتقفز أمامه بحماسٍ هاتفةً برجاء : أجل اثبت لي وخذني للملاهي
ابتسم : ماخذه المكر من أخوك؟ أقول امشي عني امشي
غيداء ووجهها ارتخى بحزن : ليه؟
سلطان : مافيني
عبست فجأةً وتراجعت لتجلس على الأريكة وتسند ذقنها على كفيها وفمها ممدودٌ للأمام بدلال، فابتسم لأنه علم أنها غضبت عليه الآن حقًا، ثم اقترب منها ليجلس بجانبها : زعلتِ غدوي؟
صدت عنه للجهة المعاكسة فوضع يده على رأسها ليهمس : واللي يقول إنه كان يمزح!
لم ترد، فأردف : دامك ما تبين خلاص بروح
وقف لكنّ يدها امتدت بسرعةٍ لتوقفه : لا لا أمزح ما زعلت
ضحك عليها ثمّ حرر يده بلطف : محد يعرف لزعلك غيري
ابتسمت ببراءة : وأنا أقدر أظل زعلانة على سلطاني؟
اتسعت ابتسامته وهو يمد يده يداعب شعرها الخفيف ليُشعثه، فعبست وهي تبعد يده : هييييي سلطان يا الخايس ... ترى بالحيل ثبته
سلطان بضحكة : بنتظرك برا في السيارة ... لا تتأخرين اوكي
أومأت بابتسامة ثم اتجهت بسرعةٍ للمكان الذي علقت فيه عباءتها وهي تمرر كفيها على شعرها, بينما هو خرجَ غافلًا عن كل ما يحدث في المنزل بتواجده.
بعد قليلٍ كانت تلفّ الطرحة على رأسها وتدندن، وفي طريقها للخروج مرّت بتلك الغرفة الغامضة، والتي يجلس فيها سلطان ساعات كثيرة من يومه، الغرفة التي تقع في زاويةٍ بعيدة عن غُرف الضيوف والمجالس، وكأنّ سلطان لا يريد لغريبٍ أن يُفكر بدخولها حتى. دائمًا ما كان فضولها يدفعها لسؤال عناد عنها، ودائمًا ما شعرت بالرغبة في دخولها ولم تستطع. انتبهت لبابها الذي كان مفتوحًا قليلًا وظلام الغرفة كان واضحًا لعينيها، فابتلعت ريقها وهي تقترب منه، وفي هذه الساعة تكون الخادمة تستعد للنوم، هذا إذا كانت لك تنم حقًا.
ما إن وصلت للباب حتى توقفت وهي تستمع لحركةٍ خافتةً بداخله، فذُعرت وهي تتراجع للوراء لكنها اصطدمت بجسدٍ صلب أثار القشعريرة في جسدها، ففغرت فمها وهي تحاول التقاط الهواء، ليس سلطان، ولا عناد، له رائحة تشبه الدخان. ابتلعت ريقها ببطء، وقبل أن تستدير كان يده تطبق على فمها تمنع صوتها وصرختها التي كانت ستخرج من إكمال طريقها، فاتسعت عيناها وقد تأكدت، ليس سلطان، ولا عناد ... إذن من هو؟ وكيف دخل وهما في البيت؟
ومن بين كومة الذعر والخوف، وبين الأمل بقدوم سلطان، سمعت الواقف خلفها يتكلم ببطءٍ وخبث : من وين جانا المزز؟
اتسعت عيناها وبآليةٍ ارتفعت يداها لطرحتها تتشبث بها دون أن تفكر بالمحاولة في التخلص من يده التي تُقيد فمها وجسدها، فضحك ومع ضحكته خرج رجلٌ آخر من المكتبة لتتسع عينيه ما إن رآها : من وين جبتها؟
الآخر : كانت تتجسس
هتف الذي خرج وهو يؤمئ برأسه دون اهتمام : عالعموم انتهيت من شغلي، بقي الخطوة الأخيرة ونخرج، مدري شلون الإستاذ خلانا نخاطر بهالشكل وندخل بيته في وجوده!
الآخر : هه .. كل همه يثبت دهاءه واحنا اللي بناكلها ... يلا يلا كمل شغلك وخلنا نخرج بالمزة
لم يهتم الآخر وهو يُخرج علبة كبريت ليُشعل عود ثقابٍ ويرميه داخل الغرفة، وفي جزءٍ من الثانية كانت النيران تتأجج أمام عينيها، فشهقت شهقةً مكتومة وعينيها تتسعان بذعر، لتتبع شهقتها ضحكة الرجلين.
الرجل الذي يُقيدها بيديه : يلا نطلع قبل يرجع، هو خرج من شوي ومابيرجع إلا بعد ما تاكل النيران البيت مو بس الغرفة ذي!
الآخر : مشينا
أما سلطان فقد كان في سيارته ينتظر قدومها، وتعجب من تأخرها فبدأ بالتأفأف : يا الله غدوي ... ما تترك عادة التأخر لو تشوف العالم كله قدامها
رفع هاتفه ثم اتصل على هاتفها، ليصدح صوته من الجهة المُقابلة وتنتفض فجأةً مع صياحه، لكن الرجل الآخر اقترب ليُخرج هاتفها من حقيبتها ويقرأ اسم ( سلطاني )
ابتسم بسخرية : هذا هو يدق * ثمّ دمى الهاتف دون اهتمامٍ بالأرض *
: خلنا نمشي بسرعة ما ودي أتأخر على المزة اللي عندي
ارتفع معدل نبض قلبها وبدأ جسدها بالإرتعاش أكثر وأكثر، ما الذي يقصده هذا الرجل؟ ماذا يريد منها؟ .. ابتلعت ريقها ثم أمسكت بكفيه تحاول نزعها، لا تفهمه، لا تفهم ما تعنيه كلماته، ظنت أنه سيخرسها فقط وسيتركها ما إن ينتهيا، لكن لا يبدو أنه يفكر بذلك بتاتًا!
شدّ على فمها أكثر بكفه الضخمة، ثم بكفه الأخرى بدأ بتلمس جسدها المُغطى بالعباة : جسمك صغير ... كم عمرك؟ ... اعتقد ما بين 12 و 15 ... – حرك رأسه يمينًا ويسارًا بأسى – توقعتك أكبر وناضجة ... بس ما عليه، تفين بالغرض
انقطعت أنفاسها وزاغت عيناها، وجسدها ارتعش دون فهم، دون استيعاب. لمَ يتلمس جسدها بهذا الشكل المُغزز؟ لمَ تبدو لمساته مُرعبةً بهذا الشكل؟ بينما الآخر هتف بملل : أنا بطلع وانت الحقني بعد ما تنتهي
ثمّ خرج دون كلمةٍ أخرى، بينما الآخر كان غير قلقٍ بشأن سلطان، فهو في هذه الساعة غالبًا ما يكون خارج منزله، وتلك هي المعلومات التي وصلته من سيده. ارتفعت كفه عن جسدها، لينزع طرحتها بشدةٍ ويبدأ باستنشاق رائحة شعرها، وهي واقفةٌ دون مقاومة بملامح باهتةٍ لا تعلم ما يحدث لها، لكنها ما إن شعرت بشفتيه تتحركان على وجنتها مرورًا إلى عنقها، ارتخت قدماها حتى كادت تسقط، لكنه ثبتها وهو يترك فمها ليخلع عنها عباءتها.
وبمرور الوقت، ومن بين جمودها وصدمة عينيها التي ثبتت بالفراغ دون أن تشعر فعليًا بما يفعله هذا الرجل بها، شعرت بجسده يُنتشل عنها بقوةٍ فانتفضت كمن استيقظ من إغماءةٍ مؤقتة، لتشهقَ بقوةٍ تجتذب الهواء تشعر أنها تغطس في ماءٍ فاختفت ذرات الهواء منه، ودون أن ترى شيئًا مما يحدث حولها، كانت فقط تستمع لصراخٍ من أشخاص تجهل صوتهم، أو جهلت صوتهم الآن، نظرت لنفسها لتُجفل من مظهرها، متى أصبحت بهذا الشكل؟ شعرت بالدوار يداهمها والدنيا تسودّ من حولها، تتألم! جسدها يؤلمها، تشعر أنّ دبابيس غُرست به.
ودون أيّ فهم، دون أن ترى غير نفسها ومن ثمّ الظلمة التي أُسدلت على عينيها، تساقطت دموعها وهي تغيب عن وعيها تمامً
.
.
.
.
هذهِ بدايةٌ فقط للتعريف عن الشخصيات ورؤوس الأحداث
وأمنيتي أن تروق لكم ولذائقتكم ()
ودمتم / كَيــدْ !
|