لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-16, 08:41 AM   المشاركة رقم: 956
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 620
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

سلمت يمناك كيد ..

ربي يفتح عليك ،ويسهل أمورك .

بانتظارك ان شاءالله .

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 29-10-16, 11:47 PM   المشاركة رقم: 957
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

مشكورة على الفصل الرائع

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
قديم 14-11-16, 12:03 AM   المشاركة رقم: 958
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




السلام عليكم والرحمة ، صباح الخير جميعًا . .

عذرًا على الانقطـاع هذهِ الفترة الطويلة ، ولأني ما تواصلت معكم بالمنتدى بشكل مباشر واكتفيت بالتواصل بالآسك ، كان من حقكم أعطيكم موعد التنزيل هنا بعد :*
بس يمكن أعتبر للموضوع جانِب مشرق إنّي ما حكيت عن الميعاد هنا واللي كان من المفترض قد مرّ ومعه البارت ،
البارت جاهِز أعوائي ، فقط أعانِي مشكلة بسيطة في اللاب أحاول أحلّها بأسرع ما يمكن ومن ثمّ سيكون بين أيديكم إن شاء الله . . .


دمتم بخيرٍ دائمًا ،

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 15-11-16, 03:25 AM   المشاركة رقم: 959
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 








سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساءكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحّة وعافية


شكرًا لتواجدكم، شكرًا لكلماتكم الطيبة سواءً بالمتصفح أو خارجه، شكرًا للروايـة اللي جمعتنا .. إن شاء الله أكون دائمًا عند حسن ظنكم والله يكتب لي التوفيق والوصول للنهاية بسلام ويجعل هذهِ الرواية شاهدة لي لا علي :$$ ،

بسم الله نبدأ ، قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات


(83)*3




قضيّتنـا شائكة، لم نكتشِف شيئًا من ألغازها، عُقدتها لم تُحلّ حتى الآن وصِيتُها شـائعٌ في مستعمرتنـا، نحنُ من ارتكبناها ونحنُ من خطّطنا لجعلها بهذا التعقيد ، جريمتنا فينا، لم نُسيء لأحدٍ بل أسأنا لنفسنا، مارسناه علينـا بداعـي الكبرياءِ ربّمــا ، وكُتبَ عنوانها على ملفّها : ابتعاد!
كـانت قدْ صدّت عنهُ فقط دون أن تضيفَ شيئًا وحين جاءها سؤاله الذي لفظَه بداعِي الاستفزاز " اشتقتِ؟ " نظـرت لهُ من زاويـةِ عينيها بقهر، كلمـاتٌ تلفظُها في صراعٍ يُدركُ منـه " نعم " ، رغمَ أن ما قالته في عينيها هو غضبٌ واستخفافٌ بهِ وكأنها تكذِّبها، وكأنها تصـارعِ الحقيقةَ ببراعةٍ والواقــع عكسُ ما تظنّ، تكذبُ بحدقتيها المشبعتينِ بِه حيـاةً ووجودًا وألمًا آخر!، ومن الجهةِ الأخرى، يقرأ فيهما بسهولةٍ الإجابـة الحقيقية بملء الصفحـاتِ الواضِح فيها انحناءاتِ قلمٍ غُمسَ في محبرةِ الوضوحِ لأنها جيهان ، جيهان فقط! والتي يدركها كما يُدركُ نفسه . .
أمـالت فمها، رفعَت حاجِبها بازدراءٍ لتلفظ : تقولها دايم وكأنك تقرّر واقـع .. ما تحس نفسك أوفر؟
ابتسمَ فواز دون تعبيرٍ وهو يهتف : أثبتِ النفي .. أتطلّع لهالشيء.
تشنّج فكّها وطلبهُ الأخير والساخر استفزّها، إن كـان يرى الحقيقةَ فيها، فكيفَ تثبتُ وعينيها وكلّ ما فيها يتمرّدُ ويفضحها؟ كيفَ تُثبت !!
طـالت النظـراتُ بينهما حتى رفـع حاجبهُ الأيسـر، وحين أفرجَ شفتيه ليلفظَ بشيءٍ ما بهتَت الكلمـاتُ في فمِه ما إن تراءى لهُ يوسف خلفها مباشرة ! وعينيهِ رغمَ البرودِ فيهما قرأ في زواياهِما غضبًا، واعتراضًا ممّا يراه الآن، من وقوفِه معها ووقوفها معه بكلّ هذهِ البساطةِ ودون حدود . . عقدَت جيهان حاجبيها بتوجّسٍ من نظراتِه التي التحمَت بالخلفِ لثوانٍ قصيرة، لم تجفـل كثيرًا حين استشعرت عدمَ الاطمئنانِ واستدارَت مباشرةً لتصتدمَ عينيها بيوسفَ وتشهقَ شهقةً دون صوت، فقطْ صدرها ما ارتفعَ في نفسٍ حادٍ لم يصدُر معهُ رنينٌ يُنبئ بحدّته، تجمّدت حواسُّها بعدَ تلك الشهقةِ الصامتـة، اتّسعت عينـاها رويدًا رويدًا وهي تراقبُ ملامِحه الجامدَة بتعبيرٍ لم تفهمْه، رغمًا عنها أخفضَت رأسها بعدَ لحظـاتٍ قليلة، داهمها شعورٌ بالخزيِ بعدَ صدمتها برؤيتـه، انبثقَ في جلدها قشعريرةٌ جعلتها تقبضُ كفيها والحديثُ الذي دارَ بينها وبينهُ في غرفته تكرّر الآن على مسامعها ليُشعرها بعظيمِ قُبحها أمامه الآن. ابتلعَت ريقها لتُفرجَ شفتيها، تريد أن تبرّر، تريد أن تقول لهُ أيّ شيءٍ ولا تملكُ تبريرًا، لكنها في النهاية همسَت بوهن : أنـــا ...
قاطعها يوسفْ بصوتٍ صلبٍ جافٍ لا يحمـل أيّ تعبير : بنرجـع .. امشي معي.
ارتعشَت أهدابها بتوترٍ لتومئ دون أن تنبسَ بكلمـةٍ أخـرى، شعرت بالخوفِ لكنّ شعورها بالخزي الآن كـان أكبر، تحرّكت بخطواتٍ منكسرِةٍ ليستديرَ يوسفْ دون أن ينظُر حتى لفواز الذي كـان قد ارتبكَ من خلفِه، لم تكُن نظراتُ يوسِف قد سقطَت عليه أبدًا طيلةَ وقوفه، شعر بالحرجِ وهو يقبضُ يديه بقوّةٍ ويهتفَ بصوتٍ معتذر : عمـي ، . .
لم يسمحْ لهُ هو أيضًا بالمتابعـة، باغتـه بجملةٍ أخـرى، بأمرٍ من نوعٍ آخر بعيدًا عن الطريقةِ التي أمرَ بها جيهان، هذهِ المرة نظَر إليه من زاويةِ عينيه بغضبٍ مكبوتٍ حـاد، دون أن يلتفتَ بكامِل جسدِه ... وبصوتٍ رغمَ حدّته كـان خافتًا، أوقـع في قلبيهما من حدّته الكثير : دق بـابــي .. عشان لما توقف مرة ثانية معها تكون حلالك.


،


قبل وقت، راقبتها بعينينِ يائستينِ وهي تراها تبتعدُ متجاهلـةً ما قالـه يوسف، لم تستمِع لها ولم تكُن هي لتتبعها فهي لا تضمن أن لا يأتِي والدها بعد قليلٍ ولا يجِد أحدًا . . زفـرت بأسى وهي تنظُر لليـانْ التي كـانت تنظُر حيثُ ذهبت جيهان بصمت، وبتمتمةٍ هتفت : يعني ما يمديه أبوي يرضى عليها ترجع تخربها !
استدارتْ إلى ليـانْ بكامِل جسدها وهي تزفُر، تغمـض عينيها بقنوط، لا فـائدةَ ترجى، رغـم أنّها تغيّرت بشكلٍ نسبيٍّ إلا أنها لازالت تحمِل الكثيرَ من تهوّرها أو على الأصحْ عدمَ السيطرة على انفعالاتها والتي تجعلها تتهوّر لما لا يُحمَد عقباه.
أرجوان بيأسٍ تُحادِث ليان : اسمعي ليّون ، لو رجعَت قبل يجي أبوي لا تعلمينه إنها راحت عنّا طيب؟
أومأت بصمت، بينما عضّت أرجوان شفتها السُفلى، كتّفت ذراعيْها، وطـال وقوفها انتظـارًا دون أن تأتِ، يا الله! .. لا تتخيّل ما سيحدُث إن جـاءَ يوسِف ولم يجِدها ! .. رفعَت حقيبتها كيْ تُخرجَ هاتِفها وتتّصل بها، وحينَ كـانت تبحَثُ عنه مرّت منها عاصفـةٌ هوجـاءَ اقتلعَت في غضونُ ثوانٍ حقيبتها من يدِها، شهقَت بصدمـة، لم تكُن صدمتها كافيـةً كيْ لا تستوعب أنّ العاصفـةَ التي جاءَت لم تكُن سوى سرقـةٍ هوجـاءَ في هذا الزحـام.
لم تشعُر بنفسها إلا وهي تصرخُ صرخـةً كـانت كافيـةً لجّذبِ بعض الأنظـارِ إليها، وأقدامها كردّةِ فعلٍ عشوائيّةٍ وبديهيّةٍ تحرّكت بسرعةٍ خلفـه : robbeeeeeeeeeeeeeer !!


،


وقفَ يوسف في المكـان الذي كـانوا يقفونَ فيه قبل أن يذهبَ هو لتفقّد ما حدَث، لم ينبس ببنت شفة بعدَ أن ابتعدَ وهي عن فواز، بينما كـانت هي تنبسُ بأحاديثِ الضيـاع، تنغمِسُ سفينةُ إدراكِها في بحرِ التيه، هل ما قـالهُ لفوّاز حقيقي؟ هل رمـى إليهِ معنى الاتيـانِ إليها من جديد! هل ... هل يريد أن يُعيدها إليه؟!
تلك الكلمـاتُ الآمرةُ رنّت على مسامِعها سمفونيّةً مهتزّة، سمفونيّةً رغـم اهتزازها أنّت بوجَع! أوتـارُ صوتِها انقطعَت رهبـةً، لحـنُ الثباتِ تهاوى في صدمةِ الضيـاع ، لا يُمكن أن يفعلها! لا يُمكـن أن يفعلها ! ..
ارتعشَت شفاهُها باختنـاق، تنظُر للأرضِ وورقـةٌ سقطَت من شجرةٍ مـا كـانت تُلامِس أقدامَها، ورقـةٌ تخلّى عنها غُصنها، تخلّى عنها مأواها. ابتلعَت ريقها وغصّةٌ تتضخّمُ بتكتّلها في حلقها، مرّت عيناها بضيـاعٍ على تقاسيمِ الأرض، كـانت تلك الورقةُ وحيدة، كـانت وحيدة! هل يعاملها والدها كورقةٍ وحيدةً يومًا! ويتخلّى عنها فقطْ ليُعيدها إليـه في حجّةٍ رغـم أنها لا تستطِيع مجابهتها خزيًا لكنّها لا تكفي !
همسَت بصوتٍ لم تدرِي إن كـان وصلَ إليهِ أم لا، إن كـان واضحًا أم مختنقًا، إن كـان يصِل بمماتِه الوجُود : تبغى ترجعني له؟
في تلك اللحظـةِ كـان يوسف يحرّك أحداقه بحثًا عن أرجوان، كـان غاضبًا رغـم صمتِه وهدوءِ وجهه، كـان غاضبًا من أحداثِ ما قبـل لحظـات، لكنّه فقطْ كـان صامتًا وهو يسيرُ مع جيهان إلى هنـا وكأنه تعبَ منها بعدَ وعودها لهُ بأن لا تفعلها من جديد، وبعدَ فرصتـه لها.
وصَل إليه صوتُها الخافِت ليوجّه عينيه مباشرةً نحوها، عقَد حاجبيه وكأنه استهجَن سؤالها، كيفَ تمتلكُ الجرأة لتسأل؟ كيفَ تمتلكُ الجرأةَ لتخوضَ أكثـر في بجاحَةِ ما فعلت؟
رفَع حاجبهُ ليلفظَ بنبرةٍ متهكّمة : ما راح أجبرك ، بس لو جاء ما راح أرفضه ويبقى الجواب منك .. وأعتقد بتوافقين .. لو ما وافقتِ فما أدري وش أقدر أسمّي اللي شفته من شوي.
ابتلعَت ريقها من جديدٍ وهي تنظُر للأرضِ بأحداقٍ مهتزّة، ماذا سيسميه؟ أن تكون قريبةً بذلك الشكلِ من رجلٍ إن جاءَ يريد الزواجَ منها سترفضه! . . أكملَ يوسفْ بخيبة : انصدمت فيك بما فيه الكفاية، بس ما راح أكسرك رغم كل اللي سويتيه.
شتّت عينيها وهي تشعُر بالاختنـاقِ يتفاقَم، تسلّلت زفـرتهُ الحارقةُ إلى مسامِعها، ومن ثمّ صوته الذي لفظَ بغضب : وين راحت هي بعد !


،


في جهةٍ أخرى، توقّفت أرجوان وهي تنحنِي للأسفـل واضعـةً كفيها على ركبتيها، تتنفّس بسرعةٍ وبصوتٍ عالٍ، تشعُر أنها فقدَت الأكسجين الذي كـان في دمها كلّه من الدقائق التي ركضتْ فيها خلفه! رفعَت رأسها وهي تمرّر أحداقها هنا وهناك، شفاهُها منفرجـةٌ يعبُر من بينهما الهواء، فقدَته، لم تعُد تراه على بعدٍ تستطِيع حاسة النظر أن تصلها . . ضربَت كفّها المقبوضَة على فخذِها وهي تشدُّ على أسنانِها، لازال صدرها يرتفعُ ويهبطُ بشدَّة، اعتدَل جسدها في وقوفه، رفعَت جذعها وهي تُحيطُ ذراعها على خصرها، وبتمتمةٍ مقهورة : حسبي الله ونعم الوكيل ..
أغمَضت عينيها للحظـات، توقّعت أن يُمسكه أحد، أن يساعدها أحد، حتى الأيادِي التي حاولَت إيقافـه حينَ كـان يركضْ استطـاع أن ينسلَّ منها بعنف، للمرّةِ الثانيـة تقعُ فيها ضحيّةَ سرقةٍ ساذجَة! . . مررت لسانها على شفتيها وهي تفتحُ عينيها وتنظُر من حولِها، يهبطُ الأدرينالين بعدَ أن ارتفعَ بقوّةٍ في الدقائق القليلة، تهدأ أنفاسها رويدًا رويدًا ، وتستوعبُ في وقتٍ متأخر ، متأخرٍ جدًا .. أنها ركضَت خلفَ ذلك الرجـل وغفلَت عن ليـان !
شهقّت بقوّةٍ وهي تضعُ كفّها على فمها، عـادَ الأدرينـالينْ مرتفعًا بشدّةٍ مع نبضاتِ قلبها التي تسارعت بقوّة، يا الله ليــــان !!
دارَت حولَ نفسها بضيـاعٍ وهي توسّع عينيها قبل أن تعودَ بهرولـةٍ إلى الطريقِ المعاكـس ، كيفَ غفلَت ، كيفَ غفلَت عنها؟ بالتأكيد لم تكُن لتقفَ في نفس المكـان، بالتأكيد تبعتها بشكلٍ تلقائيٍّ ولم تتمكّن بالطبْع من مجاراتِها .. همسَت باختنـاقٍ وصوتٍ بُحَّ وانزوى خلفَ ضبـابِ اليأس : يا رب ظلّت بمكانها ، يا رب إنها ظلّت هنـاك ! . .
سارَت مسافـةً إلى حيثُ كـانت تقف، وفي أثناءِ سيرِها السريعِ كـانت تبحثُ بعينيها علّها تجدُها قريبـةً بعدَ أن لحقتها!
مرّرت لسانها على شفتيها، رمشَت بعينيها مرارًا وهي تقِف في مكانِها، قبل أن تبتسِم فجأةً ابتسامةً اتّسعت بسعادةٍ وهي ترى ليانْ تقفُ وبجانِبها رجلٌ يُمسكُ بيدِها، لم تهتمّ له كثيرًا وهي تتقدّم بخطواتٍ واسعـة إليها، وكلّ ما جـال في عقلها أنّه بالتأكيدِ رآها طفلةً ضائعـةً فبقيَ معها حتى يجدها ذويها ، كـانت ابتسامتها تُشرقُ أكثر براحةٍ وهي تقتربُ منهما، تحرّكت الرجُل فجأةً وليـان تسيرُ معه بشكلٍ تلقائيٍّ من كفّه المُمسكةِ بها، لينحنِي أخيرًا ويحملها وكأنهُ ضجِر من بُطئِها.
عقدَت أرجوان حاجبيها بريبـة، تسارعَت خطواتها أكثر، انقبضَ قلبها بعنفٍ مُفاجِئ وهي تشهقُ دون صوتٍ ما إن رأتهُ يدخُل إلى إحدى المبـانِي المجاورةِ وهي معَه .. ما معنـى ذلك ! . . اتّسعت عينـاها وخطواتُها تتباطَؤُ بجفول، هنـاك أمرٌ خاطِئ! تستشعرُ مقاليدَ الخطأ، أو على الأحرى الخطر ! كـان من المفترضِ أن يبقى يبحثُ معها بين العامّةِ إن كـان هدفهُ البحث! لمَ إذنْ قد يتّجه للاختبـاءِ بعيدًا عن أنظـارِ الناس !
ابتلعَت ريقها بربكـةٍ ومئةُ فكرةٍ تغزُو عقلها، مئاتٌ من الاحتمالاتِ المُمكنـةِ لأهدافِه ، ماذا؟ ماذا بالضبط ! .. أم تذهبُ خلفهُ وتتأكد! قدْ تكون أساءت الظن وقد . . .
قاطعَ أفكارها المتشتّتة، والمتداخلـةِ في غياهِب الذعرِ صوتٌ آخـر من الخلف، صوتٌ غيرَ صوتِها الداخليِّ والذي كـان يصرخُ تارةً خوفًا على ليـان، ويهمسُ تارةً مُطمئنًا لها أنّ كلّ شيءٍ بخير! وهي قد أساءت الظن وحسب.
صوتٌ آخـر ، ضاعفَ الذعر فيها أضعافًا . . .
: تجّار أعضــاء . .
اتّسعت عينـاها رويدًا رويدًا ، رعشـةٌ تسلّلت في جسدها ببطء، رعشـةٌ احتلّت مواطِن النبضِ في جسدها لتتحوّل من طبيعةِ النبضِ إلى انتفاضاتٍ أشبـه بصرعٍ قلبيٍّ أصابها بموجـةٍ عاتيـةٍ من الفراغ، وكأنّها الآن فقدَت جزءً من ثباتِها عند تلك المعلومة التي همَسَ بها صوتُه ببرود، أجابها إجابـةً كافيةً لتُدركَ معانِي " تجارة الأعضاء " هذِه . . .
ارتعشَت شفاهها، أصابعها بردَت، تسلّحت بثلجيّةٍ باهتـة، وجسدها استدارَ نصفَ استدارةٍ عدا رأسها توجّه إليه بالكامِل، توجّه إليه بعينيها وحواسّها التي رجَته دون شعورٍ منها أن يكون مُخطِئًا ! .. مُخطِئًا وحسب!
ابتسمَ تميمْ ابتسامةً مستخفّةٍ وهو يدسُّ إحدى كفيه في جيبيه، كـان يبتعدُ ثلاثَ خطواتٍ منها، يقرأ تعابيرها بوضوح، تعابيرها الواهنـة والتي لم تكُن كذلك يومَ حشرها في زقاقٍ وحادثها بتهديداتٍ أخافتها، إلا أنها ظلّت ثابتـة، متسلّحةً بالقوةِ رغـم خوفِها، والآن ، كـان ما ظهر أمامه هو اهتزازٌ ضعيف، اهتزازٌ ظهر منها حينَ مسّ الخطرُ من تحبُّ وليسَ هي !
لفظَ بسخرية وهو يرفعُ كفّه الأخرى : عشان هذا نسيتيها وراك .. كفو والله . .
ارتفعَت حواجِبها بصدمةٍ وعيناها تنزلقانِ إلى يدِه التي كـانت تحمِل حقيبتها، ارتفعَت من جديدٍ إلى وجهه، ومن ثمّ عادَت إلى يدِه دون أن تستوعبَ ما معنـى ذلك !!
مالَ فمهُ للأسفلِ بسخريةٍ وهو يهتف مُجيبًا حيرتها : أتمنى ما تكونين غبيّة وتظنين للحظة إني السارق أو اللي أرسله ! .. تطمّني يا حلوة ، أسترجعتها منه بالقوّة بس ... عشان عيونك.
تراجعَت للخلفِ وجسدها تشنّج بنفور، نارٌ عنيفةٌ اشتعلَت في عينيها بغضب في خضمِ التشتّت الذي كـانت تعيشه، بينما ضحكّ تميمْ وهو يرمِي الحقيبة باتّجاهها لترتفعَ يديها بردّةِ فعلٍ تلقائيّة هي تشهق، كادَت تسقُط من يديها إلا أنها انحنَت وتشبّثت بِها بقوّةٍ وجسدها المُنحنِي ظلّ كمـا هو، تنظُر للأسفـل بعينينِ مصدومتيْن، لا تريد أن تستوعِب، لا تريد أن تستوعِب أنّ ما يحدُث الآن حقيقة! ليان قريبـةٌ منها لكنّها في خطـر، بين أيدي تجّار أعضـاء انتزعَت من صدورهم الرحمـة، ما الذي فعلته؟ يا الله كيفَ انفعلَت في لحظـةٍ خاطفـةً لتتبعَ السارقَ دون شعورٍ ونسيّت أنها ليسَت وحدها !
شعرت بأقدامِه تتحرّك، صوتُ خطواتِه وصَل إلى مسامِعها، يدهُ الأخـرى والتي كـانت مندسّةً في جيبِه خرجَت حاملةً هاتِفها، لم تتحرّك! ظلّت كمـا هي، جامِدة، تجتاحُها رغبـةٌ لتبكِي هذا الضيـاع الذي لفّها، ماذا تفعل؟ ماذا تفعلُ فقط!
ثوانٍ قليلـةٌ حتى تحدّثَ صوتُه بهدوءٍ آمـر، رفعَت رأسها ببهوتٍ وكأنها لم تستوعِب ما كـانت تسمعْ، بضعُ كلمـاتٍ فهمتها، لكنّها كـانت كافيـة .. بضعُ كلماتٍ في الواقعِ لم تستوعِب مقصدَه فيها كما يجب !
كـان يتحدّث باللغـةِ الانجليزية، ما فهمته أنّه يطلبَ من رجلٍ ما أن يرسـل إليه مساعدةً ومن ثمّ قدّم لهُ إحداثيـاتِ المكان الذي كـانوا فيه . . . فغَرت فمها وهي ترفعُ جذعها لتقفَ كمـا يجِب، تضمُّ حقيبتها إلى صدرِها وعيناها المتسائلتينِ تنظُران إليه دون فهْم ، هل يُريد أن يساعدَ ليـان كما فهمَت أم مـاذا !


،


تنظُر من حولِها بضيـاع، كـانت الإنارةُ خافتـةٌ هنـا لا تستمدُّ الضيـاءَ إلا من نورِ النهارِ الذي يتسلّلُ ضئيلًا عبر النافذة المُحطَّمِ زُجاجُها ، أصواتُ حديثٍ عابـرةٌ إلى مسامِعها في نقاشٍ هادِئ، تنظُر لذاك الرجـل الذي أحضرها إلى هنا وهو يتحادَثُ مع آخر، تقطّبُ ملامِحها البيضاء دون أن تفهمَ شيئًا من لغتهما تلك، يضحكُ ويردُّ عليه الآخر بضحكةٍ أخـرى صاخبـة . .
نظَرت للبـابِ المفتوحِ بضيقٍ من مكوثِها هنا، وخوفٍ في اللحظةِ ذاتها! رغـم أنها لم تقاومْ حينَ أحضرها معه، لكنّها الآن بدأت تشعُر بقليلٍ من الخوفِ يتضخّم رويدًا رويدًا من هذا المكـان الغريب، من وجههما الغريب دون أن يكون هناك زخمُ وجوهٍ كمـا في الشارع، ضحكتهما المُرعبـة أيضًا ّ!!
ارتبكَت ، أرادت أن تنهضَ من حيثُ جلوسها لتخرج، لكنّها في الوقتِ ذاتِه شعرتْ بالخوفِ من أن تسيرَ وحدها في مكانٍ شبه مظلمٍ لا تعرفـه، نظـرت للرجُل الذي أحضرها إلى هنـا وكأنها تطلبُ منه أن يخرجها، رغـم أنها خائفةٌ من الاثنين لكن لكونها حضرت مع أحدِهما فخوفها منه أقل، ولا تمـانع أن تخرج من هنا معه كما دخَلت معه كذلك.
لم يكُن ينظُر نحوها، ينغمِسُ في أحاديثِه مع الآخر، وضعَت كفّها على الأرضِ المُمتلئةِ بالغبار، ضغطَت عليها كي تسندَ نفسها للوقوف، حينها انتبـه لها أحدهما، ليسَ الذي أحضرها بل الآخر .. ابتسمَ لها وهو يرفـع حاجبه، ومن ثمّ تحدّث حديثًا ساخرًا لم تفهمْ منه شيئًا للغتـه غير العربية : قد تهرب !
نظر له الآخر وهو يضحك : إنها طفلة .. لا تتوقّع منها أن تقاوم.
كـانت تنظُر لهما بضياعٍ ودون فهم، وقفَت بشكلٍ بطيء وهي تعقدُ حاجبيها، خطَت بتردد إلى الذي أحضرها، لكنّها لم تتمكّن من الوصولِ إليه لبعض الخوفِ الذي كـان يعتريها، وقفَت على بعدِ خطواتٍ منه ومن ثمّ نظـرت للغرفـةِ من جديدٍ بخوف لتعيد نظراتها إليهِ أخيرًا وتلفظ بخفوتٍ باكي : أبغى أرجوان.
لم يفهمها، لكنّه اقتربَ منها وهو يرفـع حاجبه ويهتفُ موجّهًا حديثهُ لمن معه : متى سيصلُ ذلك الأحمق .. بدأت تخاف وستُرهقنا حين نخرج.
ما إن وقفَ أمامها حتى تراجَعت ليـانْ خطوةً خائفةً للخلف، لكنّه أوقفَها حينَ وضع كفيه على كتفيها وجلسَ القرفصاء أمامها ليبتسمَ محاولًا تهدِئة خوفِها، قوّست فمها مستعدّةً للبكـاء، حينها دسّ يدهُ بسرعةٍ في جيبهِ الخلفيّ ليُخرجَ قطعةَ شوكلاة مغلّفة ومن ثمّ مدها إليها ، لكنّ خوفها في تلك اللحظـةِ لم يكُن ليُخرسه شيءٌ كهذا ! لربّما لو كـانت أصغر ذي ثلاث سنينَ ستنطلي عليها حيلـةُ الشوكلاة هذِه، لكنّ طفلةً ذات سبعِ سنين تحتاجُ لما هو أكثر إغراءً كيْ تطمئنّ حواسها مع الغربـاء، طفلةٌ ذات سبعِ سنينَ يكفيها أن تفهم أنّها في موضعٍ مُرعِب.
بكَت فجأةً بقوّةٍ ليقفَ الرجُل موسّعًا عيناهُ بغضب وهو يشتُم ، رمَى الشوكلاة ومن ثمّ دسّ يدهُ في جيبِ سترتِه هذهِ المرّة كيْ يُخرجَ قنّينةً زجاجيـةً احتوَت مخدّرًا أرادَ استخدامه كحلٍّ أخيرٍ بعدَ أن ظنّ أن هدوءها وطواعيتها سيكفيانه، لكنّ حركـةً من ليان التي تراجَعت تريد أن تخرج جعلت يدهُ ترتبكُ وتسقطَ القنينةَ قبل أن يُخرجها من جيبِه كما يجِب، شتمَ من جديدٍ شتيمةً بذيئةً صارخـة وهو ينظُر لقنينةِ التي تحطّمت وتناثرت شظاياها بجانِب قدميه، صرختـه تلك جعلت ليـانْ ترتعبُ أكثر، تراجعَت وهي تنظُر لهُ بذعر، في حين رفـع هو رأسه إليه بشرّ ، ملامِحه التي كانت وديعةً قبل لحظـاتٍ تلاشَت وحلّ محلها تعبيرٌ شيطانيٌّ أرعبها أكثر، ارتعشَت وهي تعودُ خطوةً أخرى للخلف، بينما اختـار ذاك هذهِ المرّةَ أن يرفـع يدهُ ويلجأ لضربها كيْ يُخرسها.


،


مُستلقٍ على السرير، إحدى كفيهِ يدسُّها أسفل رأسه والأخرى تُمسِك بالهاتِف الموضوعِ بجانِب أذنه : زمـان عنّك يا أخْ .. وينك فيه الحين؟
من الجهةِ الأخـرى بصوتٍ فاتِر : مالي خلق أحد .. بتّصل فيك بعدِين.
رفـع أدهم حاجبهُ الأيسـر ليلفظَ باستنكـار : الشرهة مو عليك على الحمار اللي مضيّع وقتي يحاتيك ومتّصل فيك وفوق كذا تقوله مالي خلقك!
متعب يتنهّد دون حيـاة، وبهدوءٍ فارغٍ يصحّح له : مالي خلق أحد .. مو إنت بعينك.
أدهم بتعجّب : وش فيك؟
متعب : إن شاء الله خير.
أدهم : يعني صاير شيء؟
متعب وكأنه كان ينتظر أحدًا حتى ينفجِر بانفعالاتِه التي ظلّت تموجُ في دمِه أدرينالينًا متأجّجًا بحرارته : شاهين .. الأخ أتّصل عليه وما يرد من أمـس ..
أدهم باستنكار : وهذا اللي مضيّق خلقك؟ من جدّك أنت !
متعب بغضب : وشفيه – هذا – بعد؟
أدهم بسخرية : مستواك العصبي في تدنّي .. الحين لأنه ما يرد عصّبت وزعلت وانفعلت يا الكيوت أنت؟!
لم يكن له مزاجٌ لسخريةِ أدهم، لذا فسّر على مضض : كلمته أمس ، وقفّل بعد ما التقى بواحد فيهم ومن وقتها وهو ما يرد عليْ في النهاية جوّاله تقفل! ..
فقدَت ملامِحه سخريتها وهو يعقدُ حاجبيهِ ويجلسَ تاركًا للجدّيةِ أن تتسلل إلى نبرةِ صوتِه الذي لفظ : التقى فيهم؟ مين تقصد!
متعب بفراغ : مو متأكد .. بس مافيه تفسير ثاني .. سمعت يكلّم واحد وكلامه معه شكّكني إنه منهم .. بيضرّونه بسببي !
مرّر أدهم لسانه على شفتيهِ ليشتّت عينيهِ بزوايـا الغرفـة، لا يحتـاج الكثيرَ من التفسيرِ حتى يفهم من يقصدُ بالضبطِ بصيغةِ جمعٍ غائبٍ زخمَت بالأسـى والقلقِ أضعافًا، لا يحتـاج كثيرًا من التفكيـر ليدرك من " هم " .. هتف بصوتٍ هادئٍ يحاولُ بها أن يطردَ القلقَ عنه : مو شيء أكيد، قلتها ، منت متأكد .... وكونه ما يرد ما يعنِي بالضرورة إنّه مو بخير!
أغمضَ متعبْ عينيه، كـان يجلسُ على كرسيٍّ حمِل من ثقلِه ثقلًا آخرَ في صدرِه، تندسُّ بينَ أضلاعِه كحويصلاتٍ تمنـع الفراغَ المتواجِد بينها، في حنجرتهِ كسدٍّ منيـع عن عبورِ الهواءِ عدَا من بؤرةٍ صغيرة ، يعبُر منها الأكسجين بصعوبة .. أعـادَ ظهرهُ للخلفِ وهو يتنهّدُ تنهيدةً مُثقلةً بالضيقْ، وبخفوت : قلبي قارصني .. ما أتخيل أفقد واحدْ منهم قبل لا ألتقي بالثاني!
كـان يقصد بالثاني " أمه ". صمتَ أدهم بينما تابَع متعب بيأس : جربتْ شعور " المصائب لا تأتي فرادي " ، وش عظم هالخيبة عشان ما تصير الأفراح لا تأتِي فرادى بعد؟ وش هالدنيـا الكئيبة ، الموحشة ببخلها؟
زفـر أدهم وهو يُخفِض ساقيهِ عن السريرِ ليُلامِس بقدمِه العارية برودةَ الأرضية، وبأمر : اششش اسكت لا تزعجني ... لا تغنيلي الحين موال سخيف بروح بيتكم ومتأكد إنه بخير بس يمكن جواله انسرق، نايم لهالوقت، مشغول بشيء وما انتبه له .. فكّر بالإيجابيات قبل السلبيات .. لا تصير كئيب.
زمّ شفتيهِ وهو يومئ وكأنه يراه، وبخفوتٍ وكأنه لا يملك الطاقـةَ الكافيـةَ ليعلو صوتَه بإجابـته : أعتمد عليك.
أدهم : فمان الله.
تحرّك وهو يزفـر بعدَ أن أغلَق الهاتِف ووضعه على الكومدينة، اتّجه للخزانةِ حتى يبدّل ملابسَه في اللحظـةِ التي دخَلت فيها إلين، التفتَ بعينيهِ إليها، بينما عقدَت هي حاجبيها باستنكار، إلى أينَ سيذهبُ الآن؟ لفظَت سؤالها ذاك باستنكارٍ وهي تتحرّك مقتربةً منه : وين رايح؟
أدهم يفتَح بابَ الخزانةِ ويُشيحُ بنظراتِه عنها وهو يُجيبها : بقابل حبيبتي السرية.
رفعَت حاجبها بغيظٍ من إجابتهِ المستفزة، وبحدّة : عن السماجة وين رايح؟
ابتسمَ وهو ينظُر إليها رافعًا حاجبيه : بشريني .. غرتِ؟
إلين : باقي فيه غبية تغار على جملة مثل هذي؟
أدهم : أتوق للحظة اللي تصيرين فيها ضمن فئة الغبيات.
اتّجهت ناحيـة التسريحة بعدَ أن التقطَت عيناها هاتِفها الذي دخلَت تبحثُ عنه، وباستخفاف : بعيدة عنّك يا حبيبي.
أدهم : لا تقولين حبيبي .. باردة على لسانك .. إذا صارت من قلبك قوليها.
إلين : أوامر ثانية؟
ابتسمَ وهو يُغلقُ باب الخزانة : سلامتك.


،


استكـانَ الصبـاحُ في عينيها، ملامِحها، خطواتِها التي حطّت على موجِ السكينـةِ في هدوءٍ آخـر يناقِضُ صخَب الأمواجْ، مينـاءٌ يبتعدُ رغـم خطواتِ السفينةِ الفاقـدةِ لرتابةِ الخطوات، تركضُ على عجـل، حتى الهرولةُ لم تعترفْ بها، لكنّها لا تصِل! .. هنـاك حزنٌ يتعمّقُ في أوصالِها، هنـاك حزنٌ يغمسُ نفسَه في وحلِ الساعاتِ الماضيـةِ والآن، هنـاك حزنٌ نمـا وتشعّبتْ جذورُه في قلبها باسـم " متعب " الشبيهِ ومتعب الفقيد.
هنـاكَ حُزنٌ لا يريدُ أن يضمُر بمجرّد الحقيقة، كيفَ تؤمنُ بالشبـه وقلبها يريد أن يكون هو؟ كيفَ تؤمن بالشبـه وروحها تريدُه في معجزةِ عودة.
لا تعلَم كيفَ شُفيَت من آلامِ البارحـة واستطـاعت المسيرَ خارجَ غرفتها باحثـةً عن شاهين، لكنّها في النهاية شُفيت وحسب . دخَلت للمطبَخ، في هذا الوقت من أيامِ إجازة نهاية الأسبوع كـان عادةً ما يجهّز لها الفطور قبل أن يتزوّج أسيل وانقطعَت هذهِ العادةُ قسرًا بعدَ زواجـه إذ حلّت أسيل عوضًا عنه، لكنّه بعدَ انفصالهِ عنها عادَ إليها.
قطّبت جبينها حينَ وجدَت المطبَخ خاويًا، تنهّدت لتلتفتَ وتخرجْ متّجهةً لغرفـة الجلوس، وكما توقّعت كـان هناك كخيارٍ تالِي. ارتخَت عقدَةُ حاجبيها باستغراب، كـان متمددًا على الأريكـة، يبدو نائمًا أو ربما كـانت هيئتهُ تنمُّ عن كونِه نائمًا، لمَ نـامَ هنا؟ .. اقتربَت منه باستنكـارٍ وحين وقفَت بجانِب رأسها وجدته بالفعلِ نائمًا، مُغمضًا عينيهِ وملامِحه لا يجدُ الاسترخـاءُ لها طريقًا، تجاعيد خفيفةٌ بينَ حاجبيه في عقدةٍ تخبرها جيدًا أنه غير مرتاحٍ في نومِه. شكّت أنه مريض، لذا وبشكلٍ تلقائيّ وبشعورٍ بالقلقِ ارتفعَت كفّها لتضعها على جبينه تقيسُ حرارته، شعرتْ بارتفاعٍ رغمَ ضآلتِه إلا أنه أرعبها، وضعَت كفّها على صدرها بانفعالٍ مباشرٍ وهي تهتفُ بخفوت : شاهيــن . . .
قاطعتها آهتهُ العاليـةُ وهو يفتحُ عينيهِ ويتحرّك مبتعدًا عن يدِها كردةِ فعلٍ تلقائيةٍ كيْ يهربَ عن الثقلِ الذي وطأ على صدرِه، رغـم أنها لم تضغَط بقوّةٍ إلا أن ثقل كفّها – الواهِنة – لم يكُن ليكُون كذلك على ضلعٍ مكسور.
تراجَعت كفّها بسرعةٍ وهي توسّع عينيها بخوف، نظـر لها شاهين بملامِح مرهقـة، ملامِح لم تستوعِبها بعد، اتّسعت عينـاه تدريجيًا ليجلسَ مباشرةً متحاملًا على آلامِه التي أخفاها وابتسمَ كيْ لا يوضحِها لها ويقلقها، وبصوتٍ مبحوح : صبـاح الخير.
ظلّت صامتـةً لوقت، تنظُر لهُ بملامِح واجِمة، كفّها تقبِضها أسفل صدرِها وعيناها تلتمعـانِ بشراراتِ القلق التي أدركها شاهين لتتّسع ابتسامته ويقف، لن يؤرقها لأجـل كسرٍ بسيطٍ سيلتئم خلالَ أسابيع، حتى تلك الآلام البغيضة والتي تغزوه قسرًا سيُغيّبها بالمسكناتِ التي يبغضها.
لفظَ بحُب : طوّلت بنومي .. وش تطلبين هالمرة على الفطور؟
مرّرت عينيها على وجهه، أخفضتها إلى صدرِه بصمت، تفقَّدته بعينيها بقلقٍ واضِح، بخوفٍ من أن يمسّه الضُر، دائمًا ما يهذّبنا الفقد، يجعلنا نُدرك قدرَه، نخافـه، ونحترمه أيضًا .. كلُّ المخاوفِ قدْ لا تُحتَرمْ عدا الفقدُ ينزعُ من شوكتِنا وخزَ الاستخفاف. من ذاق الفقدَ مرّةً يؤلمـه التفكير بتالِيه حتى قبل أن تجيء بوادره من جديد.
همسَت بصوتٍ كـان ميّتًا، انفعالها الداخلـيِّ لم يظهر فيه وكأنّ الفقدَ يرهقها بالتفكير بِه ويسحبُ قواها منها : مصخّن.
مرّر شاهينْ لسانـه على شفتيْه وهو يقطّب جبينه، رفـع كفّه ليتحسّس وجههُ وهو يبتسـم ويلفظ : يمكن داخلنِي برد .. ماني مصخّن مرة، لا تحاتين.
عُلا : وصدرك؟
اتّسعت ابتسامته أكثر وهو يمسحُ بهدوءٍ على صدرِه لافظًا : شفيه؟
كـان يتصنّع أنه لم يُدرك آهتـه تلك ، صوّر لها أن ذلك كـان تحت تأثيرِ نومِه بطريقةٍ أو أخـرى، ليسَ مصابًا بشيءٍ سوى أنّ آهتـه كـانت تعبيرًا لا معنـى لهُ سوى غيـابُ وعيهِ عن الدنيـا، ربّما فُجِع، كابوس ، أو أيُّ كذبةٍ سوى الألـم.
هزّت رأسها بالنفيِ وهي تضيّق عينيها بشكْ، تعودُ لبعثـرةِ أنظـارها على وجههِ وصدرِه .. وتصمت. تحرّك شاهين أخيرًا ليقتربَ منها أكثر، وقفَ أمامها لينحنِي بشفاهِه إلى جبينها مقبّلًا لهُ ومن ثمّ يكررُ بصوتٍ رقيقٍ غادرَته البحّة : صباحَ الخير، شلونك اليوم؟
ليسَت بخير، وضاعَف ذلك خوفُها الآن من الفقدِ بطريقةٍ مباغتـة، لمَ جاءتها فكرةُ الفقدِ حين رأتْ عقدَة حاجبيه وهو نائم؟ حين تحسّست حرارته، حينَ تأوّه لملامستها صدرَه، لمَ تنبّأت بالفقدِ وخشيته مباشـرة؟ .. ابتسمَت بفراغ، كـان لسؤالِه أبعادٌ أخرى، كيفَ حالكِ اليومَ يا أمّي بعدَ رحلـةِ الحُزن البارحة؟ أتمنّى لكِ الراحـة وأن يكون ألمـي الذي نمـا في صدرِي انتقالًا من قلبكِ إليّ، أتمنى أن ألمـي لن يكون دون فائدة تجاهك .. لا تتألّمي أرجوكِ، أريد أن أتألـم أنا فقط من بينكم ... آه! لو ينتـزعُ كلّ الأوجـاع، كلّ المشقّاتِ العابثـةِ على أنغامِ أنفاسِهم، على نبضاتِ قلوبهم، ويزرعها في صدرِه .. رغـم أنّه الآن ، رغـم أنّه الآن سيؤلـم متعب! .. عقدَ حاجبيه .. لا يدرِي لمَ تنبّأ بذلك، هل سيؤلمـه أكثـر من كونِه تزوّج بأسيل؟ لأجـل الكلمـاتِ التي لفظَتها أسيل البارحـةِ على ملامِحه بتلذّذٍ في إيلامه والانتقـامِ منه؟
" أنت أناني ولا زلت .... أنت أناني ، بينما هو لا، وفـي! وفـي لك، وإن مـا وفى لي. "
تردّد صوتُها، تردّد صدى انتقامِها ، لم يكُن مجرّد انتقـام، كـان حقيقة! تلَت الحقيقةَ التي كـان يدركها في أعماقِه، " كـان يحبني وكنت أحبه وظلّيت لهالوقت. " . . . ابتسَم .. يا الله ما أقسى تلك العبارات! نعم يا أسيل أنا أنانيٌّ بِك وأدرك الآن أن ذلك كـان ملخّص العقباتِ التي ستجيء مستقبلًا بيني وبينـه، وقد لا نتجاوزُها! .. الأمـر ليسَ بسيطـًا، مهما بلغت مكانته، كـانت تلك العقبـة أكبر.
همسَ بخفوت : بروح أجهز الفطور .. * تحرّك ليتجاوزها وهو يردف * كم الساعة؟ يا الله أكيد تجاوزنا وقت دواك.
تابعتهُ بنظراتِها بصمتٍ حتى تلاشى من أمامِ عينيها. " كـانت حياتك أثمن وما اهتميت لكونك تزوجتني " .. أغمضَ عينيهِ وهو يقفُ عند بابِ المطبَخ ، " قدرت تنجح بحياتك، تتزوج حتى أرملته! " .. عضّ شفتـه، يريدُ أن يطردَ صوتها، يريد أن يطردَ الانقباضاتِ التي توجِع قلبـه، يتجـاهل آلامَ صدرِه، يتجـاوزهُ رغـم أنّه كـان يجبُ عليه أن يسترخي، يستريحَ ولا يتحرّك ، لكنّه استطـاع، تحرّك واستطـاع أن يتجاوزَ آلامه، آلامُ الجسدِ تتداعـى، ماذا عن ألمِ الروح؟ ماذا عن كلّ ما سرّبتِه في روحِي يا أسيل واستطعتِ ببراعـةٍ أن تُحدِثي فيها شرخًا لن يلتئم، إلهي عالِج شرخِي بمعجزاتِ النسيـانِ الكاذبَة، أن أعودَ لما قبلَ عامـين، لا شيء بيننا! لا شيء، أن أتجـاوزَ تلك العقبـة،بعدَ أن أتجـاوزَ أوّل خطوَة، صدى صوتِها المتكرّرِ منذُ البارحـة.
كــنت أنـــانــي ولا زلــــــــــــت
كـــــــــــــنت أحبــــــــــــه وظلّيــــــــــــت لهالــــــــــوقت
يا الله ! فقطْ لتغادرنِي تلك الكلمـات مغادرةَ روحٍ تحتضـر من جسدِها، ليغادرنِي صوتُها من جسدي!
" كنتْ أحبــه وظليت لهالوقت ! "
فتـحَ عينيهِ وملامِحه يتعمّقُ فيها الوجُوم، تتبلّد تبلدًا كاذبًا ، يُكمـل سيرَه كمَن لم يعُد يسمَع خطواتَه حتّى، لم يعُد يسمـع أيّ شيء، كـان ذلك مظهرهُ بينما صوتُها لازال يحضُر كماردٍ يقضِي على هدوئه.


،


مزيدٌ من الوجوم، مزيدٌ من عدمِ الرضا، منذ الأمس وهي كذلك، لم يجِد منها ماهو أكثـر . . يبتسِم الآن وهو يراقِب صدّها عنه، تضعُ ساقًا على أخـرى وبين أصابعها جهاز التحكّم بالتلفاز، تقلّب ما بينَ القنواتِ باحثةً عن شيءٍ ما يُسلّيها ويجعلها تهربُ من نظراته.
منذُ عادا البارحـةَ وهي تواجههُ بجفاءٍ وحدّة . . تراجـع سيفْ بظهرهِ للخلفِ وهو يضعُ ساقًا على أخرى كمـا كانت، وببرود : صبي لي شاي.
لم تنظُر له، بل بشكلٍ مباشرٍ وقفَت لتتّجه للطـاولةِ وتصبّ لهُ الشاي، اقتربَت منه لتضعَ الكأس على طاولتـه ومن ثمّ التفتَت كيْ تعود، لكنّ يدهُ كـانت أسرَع، لم تشعُر إلا وهو يُمسكُ معصمها ليجذبها إليهِ حتى أجلسها على حجره، شهقَت بصدمةٍ لتحاولَ الوقوفَ مباشـرةً إلا أنه أحاطَ خصرها وهو يهمسُ بكلمـاتٍ هرولَت مع أنفاسه
إلى ظهرها فأذابَت بدفئها بشرتها السمراء : تماديتِ .. أنا ساكتْ عنك بمزاجِي.
ارتفعَت حواجِبها بتعجّبٍ من وقاحته، لم تلتفتْ إليه وهي تحاولُ النهوضَ هاتفـة : فيه أوقح من كِذا؟ فوق سوادْ وجهك عندك ال . . .
قاطعها سيف بسخرية : لو بنتكلّم عن سوادْ الوجه نتعب يا ديمي !
صمتت للحظـةٍ وهي تعقدُ حاجبيها، بينما ارتفعَت كفُّ سيفْ ليُزيحَ شعرها المُستريحَ جانبًا إلى كتِفها الأيمن، اقشعرّ جسدها من دفء كفّه ، حاولتْ الوقوفَ من جديدٍ وهي تلفظُ بنبرةٍ غاضبـةٍ إلا أنها أخفتْ منها الغضبَ وظهرت لمسامِعه باردة، لا تحمـل أيّ تعبير : يعني !
شدّ على خصرها ليسحبها قليلًا إلى جانِبه على الأريكة، إلا أنه لم يتركها لتنهضَ وتبتعدُ هاربـةً منه، بل أحاطَ خصرها بذراعه وهو يلفظُ بهدوء : يعني كلنا غلطنا على بعض بما فيه الكفاية.
أمالتْ فمها بسخرية، كادتْ تضحكُ في تلك اللحظـة لكنّ كل ما ظهر من بينِ شفتيها هو صوتٌ مختنقٌ بالسخريةِ والاستهزاء : نعم ! أنت صاحي وأنت تقولها . .
سيفْ ببرود : أيه .. ماركيز دي ساد لا تتوقعين يحط الغلط على نفسه وبس !
ديما : والنعم والله ! .. عارف قدر نفسك .. بس ما أسمح لك تغلّطني وأنا ما غلطت !
سيف : ما أبـي أرجع أكرّر المواضيع القديمة ، بس كان ممكن يكون حالنا أفضل من الحين.
عقدَت حاجبيها، يستفزّها! يقصد أن يستفزّها أم ماذا ! لا يعقلْ أن يكونَ جدّيًا بما يقول ، بدأت تغضبُ بالفعل، لكنها كبتت غضبها وهي تلفظُ ببرود : كل تمرّدي كـان كردّة فعل ... على الأقل ردّة فعلِي ما كانت غبية مثل ما سوّيت أمس ... ما كانت تصرّف طالع من مراهق!
كـاد يبتسِم، لكنّه غلّف وجهه بالجمودِ وهو يرفـع أحد حاجبيه هاتفًا دون مقدّمات : تواصَلت مع دكتورتك أمس بخصوص إمكانيّة حملك بهالوقت . .
اتّسعت عينيها بصدمـة، شعرَ بتشنّج جسدها بجانِبه، هذهِ المرّةَ ابتسمَ بتحدّي ما إن هزمَت قوّةَ ذراعِه ووقفَت بعنفٍ وهي تنظُر له بغضبٍ واستهجان : مين اللي قاعدْ يتمادى الحين !
سيف : بهاللحظة محد .. على الأقل أنا أشاركك قراراتي دايم .. ما تنحسب لي؟ بينما أنتِ يوم قرّرتِ تتمردين تمرّدتِ بدون ما توقفين بوجهي بكل علانية ، أعتقد هذا هو الغلطْ اللي غلطتيه بحقي ... دايم كنت أغلطْ بحقك بكل وضوح ، مو من وراك !
عضّتْ شفتها السُفلى وهي ترفـع وجهها، لا تتخيّل البجاحـةَ التي وصَل إليها، كيفَ يتجرّأ؟ كيفَ يتجرّأ !!! .
ديما بحنقٍ ارتفعَ حاجبها الأيسر ومالَ جسدها في وقوفِه من فرطِ انفعالها : تقولها بكل ثقة ، ونسيت أو تناسيت شلون عرفت أنا بخطّة إرجاع بثينة لعصمتك!
سيف بجمود : كـان ممكن أعلمك على فكرة .. بس سمعتيني بوقت مبكر.
ديما : ممكن؟ يا وقاحتك ! حججك ضعيفة .. بأي وجه تحاول تطلّعني الغلطانة معك؟ محنا متعادلين .. للأبد محنا متعادلين لو تحاول بمليون حجّة سخيفة مثلك.
سيف يرفعُ حاجبه بغرور : أكيد محنا متعادلين ... أنا الظـالم بس لأنك في حبك لي عجزتِ تكونين ثابتة ، بينما أنا جيتك بكامل ثباتي ، عكسك.
ديما بقهر : جيتني مـــاااااارد .. الله حسيبك !
سيف يتلذّذُ بانفعالها، لذا لم يُمانِع في استفزازِها أكثر : أيه مارد .. وأنتِ كنتِ مجرّد تابع ساذج ، هذا هو الوضع في كل زمان ومكان ... النساء ساذجات في الحُب! مؤمنين إنتوا بأن الحُب حُفرة تطيحون فيها بغياب وعي ، مو اتجاه تهدفون له بكامل إرادتكم.
كانت عيناها تتّسعان أكثر وأكثر، لا تستوعبُ الوقاحـة التي ترتفعُ في صوتِه وفي حديثِه المتجبّر ! أينَ الوجـه الذي كـان يُخبرها بوداعيّته أنه ينتظر السمـاح بصبر؟ ينتظِر في موضِع العِشق الطَّموحِ بودِّها دون أن يفكّر من جديدٍ بإيذاءِ مشاعرها؟ أينَ ذهبَ سكون الأشهر الماضيَةِ بعدَ أن كـان فقدانها لجنينها القشّة التي قصمت ظهر الانصيـاعِ فيها؟
تراجَعت للخلفِ قليلًا، كانت تشتعل، الاشتعال الأقسى دائمًا على النفس، ذاك الذي تتصنّع من أمامه البرودِ بينما أسفل قشرته تكون كبركان! يحرقُ ذاتَه لا من حوله !
ابتسامته تزيدُ من غيظِها، ما بِك؟ ما بِكِ يا ديما ! لا تتركِ له استفزازك، منذُ البارحـةِ وهو ينجح .. لا تتركِ لهُ استفزازكِ وعودي للوضعِ الذي يستفزّهُ دائمًا .. لا تتركي لهُ النجاح في مبتغاه !
لم تتمكّن ، هذهِ المرّة لم تتمكن ، انزلقَت عيونها من حولها بتشتّتٍ واضح، في صراعٍ يُقامُ داخِلها، بينما كـان هو يتابعها بمتعة، يُخفِي ابتسامته المتسلّية ويتركُ على شفتيه ابتسامةً متغطرسَةً وحسب. مُستمتع ، ها هيَ الأيـامُ تعودُ رويدًا رويدًا، ينجحُ كمـا يريد ، وكلّ ما يريدُ هو النجاحُ في استردادها وحسب، ليسَ اغاظتها ، هدفُه إطلاقًا لم يكُن إغاظتها بل استعادةَ عينيها الشغوفتين بِه !
لاحظَ تجمّد عينيها على نقطَةٍ ما، تابعها بعينيهِ بتسليةٍ لم تكُن ظاهـرة ليتصلّب فجأةً ما إن رأى أنها كـانت تنظُر لكوبِ ماءٍ كـان بجانِب كأس الشاي الذي وضعته قبل لحظـات، لم يملك الوقتَ الكافي وعقله استطـاع ببساطةٍ أن يفهمها، لفظَ بصوتٍ غاضبٍ وهو ينتفضُ واقفًا بتحذير : بذبححححــ . . .
لكنّها كانت قد سبقته ورمَت الكوبَ على الأريكةَ بجانِبه بعدَ أن رشّت الماءَ الذي انتصفَه على وجهه لتلفظَ أخيرًا بوحشيـة : مجرّد انســاااان مغـــــــــــــــرور وتافه !
مسحَ على وجههِ وهو يوسّع عينيه الغاضبتينِ ويقتربُ منها بحدّة : قد هالحركة الغبية؟
لم تتراجـع كما كـانت تفعلُ قبل أشهر ، تنتقمُ منه ومن ثمّ تركـض هاربةً بخوف! هذهِ المرّة وقفَت أمام وجهه بصلابةٍ وثقةٍ وهي ترفعُ ذقنها لأجـل الكلمـاتِ المُهينةِ التي لفظَها قبل لحظـاتٍ لها، هي مجرّد تابعٍ ساذِج! هي مجرّدُ واقعةٍ في الحب بينما هو سارَ إليه بكاملِ رغبته؟! . . لفظَت بتحدّي ونبرةِ صوتٍ ثابتـة : مثل ما كِنت قد حركتك الطفولية أمس يا مُراااااهق . .
سيف يقتربُ منها أكثر حتى وقفَ أمامها، رفـع حاجبهُ بحدّةٍ وهو يبتسمُ بشرّ ، وبخفوت : عارفة يعني إنّ حركتك طفولية؟
ديما : بعضٌ مما لديك دي ساد.
رغـم أنه كـان غاضبًا بالفعل، إلا أنه كـادَ يضحكُ على لفظِها ذاك الاسم في خضمِ غضبها في المقابل، ارتفعَت حواجِبه ، ابتسمَ هذهِ المرّة بلؤمٍ وهو يمدُّ يدهُ إلى عنقها ليشدّها إليه من مؤخرّته في اللحظـةِ التي اتّسعت فيها عينيها بتأهبٍ وترقّب.
سيف باستمتاعٍ يُمسكُ معصمها بيدِه الأخرى ويرفعُ يدها إلى وجههِ المُبلّل ، مسحَ خدّه الأيمن بكمّ قميصِها البُنيّ وهو يهتفُ متصنعًا الحيرة : والحين وش بيسوي فيك دي ساد؟


،


" أعتقد بيكفيك اللي صـار واللي حسيتِيه أمـس "
رفعَت عينيها المتعبَتينِ بحُزنها إليْه، لم تجِد ابتسامتهُ المعتـادة، تقوّس فمها بتلقائيّة، حينها عقدَ حاجبيه وهو يمدُّ كفيهِ إليها في ظلِّ استعدادِها المبدئيٍّ للبكـاء، وضعَهما على خديها، بعدَ مسيرةٍ من الحديثِ العاتِب قليلًا، بعدَ رحلـةٍ فوقَ بحارِ ما تعانِيه وأدركَه ، أينَ عنـادْ منها؟ فقطْ يريد أن يعلَم أينَ كـان عنادْ منها؟ .. كـاد يبتسِم في تلك اللحظـةِ بغضبٍ ساخِر، لكنّه هزمَ بسمتَه قبل أن تلِدَ وهو يربّت على وجنتها اليُمنـى، ويهتفَ بهدوء متسائلًا عن الذي تعانِيه بالضبط، ماهو تحديدًا! : احكي .. وش اللي مضيّق خاطرك؟!
شتّت عينيها عنه وهي ترمُش بأهدابِها المنعكِفَةِ أسفلَ أطنـانِ الخيبـة والكثيرِ من الوهنِ في قلبِها. لمْ تكُن تريد أن تقولها لهُ علانيـة، أنّها تعانِي من الذي حدَث هنـا قبل أشهر، لم تكُن مستعدّةً لتقولَ لأحدٍ بعدَ سارَة، لذا ابتلعَت ريقها لترمـش بسرعةٍ أكبـر وتسقطَ دمعـةٌ كـانت تعلّقها على أهدابِها، أو هي تعلّقت مقاومـةً الضعفَ الذي اعتراها والذي لطالمـا كان يعتريها. همسَت برجفَة : ولا شيء.
سلطـان لازال يحتفظُ بهدوءِ صوتِه وثباتِه دون أن ينحنِي رقّةً وحنانًا : ليه ولا شيء؟!
غيداءْ تبتلعُ ريقها بصعوبة : كذا ولا شيء.
سلطـان : ما تبين تحكين لي؟
نظـرت لهُ بأحداقٍ ترتعِش، وبصوتٍ متردّد : لا .. مو ... مو كِذا.
تنهّد وهو يُخفِضً كفّيه عن وجهها ومن ثمّ لفَظ : طيب .. ما ودّي أضغط عليك بالكلام، ولو إنّي ما أحس نفسي بعيد عن الموضوع بس ما ودي أحكي وأنا مو متأكد.
أشاحت نظراتها عنه بربكة، في حينِ وقفَ سلطـان بهدوءٍ وهو يردف : انتبهي غيداء ، أنا قريب منك، وأمي وعناد بعد ... لو احتجتِ شيء منّا لا تترددين .. بس لا تقربين من أمثالها.
أومأت بصمتٍ وهي تشعُر بغصّاتٍ تخنقها، بينما ربّت سلطـان على كتفها وهو ينطُق بخفوت : راجِع بعد شوي ، وعلى فكرة ترى بنروح لأمي بعد الظهر ، اتّصلت علي عشان نتغدى عندها واضح ما تحمّلت نومك بعيد عن عيونها.
كـان يريدها أن تبتسِم، لكنّها لم تفعل، بل تضاعفَ حُزنها ولومُها الداخليّ لذاتِها، عبَست أكثر وهي تُخفضُ رأسها، حينها زفر سلطـان ومن ثمّ تحرّك ليبتعدَ عنها كيْ يذهب إلى غزل!

في الأعلـى ، أدخَلت هاتِفها في حقيبتها بعدَ أن ارتدت عباءتها، ملامِحها غمسَتها في جدّيةٍ وبعضِ الغضب، كـان غضبًا من نفسها قبل أن يكون منه، لأنها ينَ عاشَت لساعاتٍ قربَه شعرتْ بالضعفِ أكثر، قوّتها الزائفةِ أمامه نثرها ببساطـةٍ بقربِه . . . تنفّست بانفعالٍ وهي تُغمِض عينيها، ساقيها تلتصِقانِ بالسرير، تحملُ بيديها حقيبتها السوداء، أصابعها شاردَة كعقلها المشوّش في فهمِه، تقطِّب جبينها ، لم تعُد تدري هل تبدّلت خُططه! ألمْ يكُن يريدُها أن تكون بعيدة! إذن لمَ تخافُ الآن أن يكون بدّل تلك الخطّة بسكونِه، لم يقُل لها أن تتجهّز ليُعيدها إلى أمها رغمَ أنه صرّح بأنه سيقتل اهتمامهُ بها بابتعادِها ! .. لذا وبشكلٍ هجوميٍّ استعدّت بنفسها كيْ تقولها لهُ مباشـرة، لا تريد أن تبقى أكثر ! رغـم اللهفـةِ ورغـم الحنينِ إليه وطنًا مهما عانَت فيه هو مأواها .. إلا أنها لا تريد أن تعودَ ضعيفةً أكثر من الآن.
سمعَت صوتَ البـابِ يُفتَح، تصلّبت حواسها للحظـة، قبل أن تستدِير وهي توسّع عينيها وكأنّ حضورهُ يُفاجِئ حواسّها الخاملـة، حضورهُ يستفزُّ فيها الثورانَ ويغذّيها لتنفعل! . .
رمقَها سلطـان من الأسفَل للأعلـى وهو يرفعُ إحدى حاجبيه، ابتسمَ فجأةً ابتسامةً لا معنـى لها ليهتفَ أخيرًا : حلو .. ما احتجتْ أقولك تجهزين ، ولا ضيّعنا وقت.
تحرّك مديرًا لها ظهره، لم يكُن قد دخـل بل بقيَ واقفًا عند البـاب .. عقدَت حاجبيها قليلًا، بينما هتفَ صوتهُ بهدوء : أنتظرك بالسيارة.


،





عـادَ لغرفـة الجلوسِ بعدَ نصفِ ساعةٍ تقريبًا، نظَر لهاتِفه الموضوعِ على الطاولةِ قريبًا من حيثُ كان نائمًا، لا يزالُ نائمًا منذُ البارحـة، حتى بعدَ أن نهض.
الدليل الأوّل للنفور : تجاهُل اتّصالاتِه.
تنهّد وهو يُغمِض عينيه، أحمَق! ما الذي يفعله! كيفَ يتجاهلهُ حتى هذا الوقت؟ وهو الذي حينَ تجاهلهُ البارحـةَ لساعاتٍ قليلة زرعَ فيه الرعب من فقدِ أمه، بحجّة أنه كـان غاضبًا وقتها، تجاهله! فما حجّته الآن، بل ما الذي سيجري في عقله لهذا الوقتِ الطويل جدًا !
فتحَ عينيهِ وهو يجلِسُ على الأريكةِ ويدهُ تحمِل هاتِفه، فتحَه ليقفَ من جديدٍ وكأنه غيّر رأيه، ليسَ من الجيّد أن يحادثـه هنا، ماذا لو سقطَ اسمه سهوًا في حديثه وسمعته أمه؟ .. تحرّك متّجهًا إلى الدرج، عقدَ حاجبيه دون أن يستغرب عدد الاتصالاتِ التي وصَلت إليه، لم يستغربها، بل زادَ فيه شعورٌ مُرُّ، شعورٌ بالملامَةِ على نفسِه، لاذعٌ جعلهُ يبتسمُ في ردّةِ فعلٍ عكسيّةٍ لما يشعُر به.
صعدَ العتباتِ وهو يبحثُ إن كـان أرسلُ لهُ رسـالةً يسألهُ فيها عن حالِه، بالتأكيد سيكون أرسَل له، يُدرك ذلك! . . عضّ شفتهُ بعدَ أن توقّفت أقدامهُ في آخرِ عتبـة، المذاقُ المرّ ازدادَ مرارة، كلمـةٌ واحِدةٌ اختلطَت بمرارةِ مشاعـره، كلمـةٌ واحدة يتمنّى أن تكون تكفيرًا لما يحسُّ بِه الآن، كلمـةً واحِدة، لو أنّها تمحو كلّ الأخطـاء، كلّ الذنوبِ التي قامَ بِها تجاهه، كلّ المشاعرِ السلبيّة التي استشعرها نحوه، كلّ شيء ... - آسف - .. واللهِ آسف، على كلّ شيء، لأنّي تزوجتها، وأوجعتك، أحببتها، ولا زلت حتى الآن، لأنّي كمـا قالت، أنانيّ !
لم يكُن قدْ وجَد شيئًا حتى الآن، كـان شاردًا، أصابعهُ شردَت على شاشةِ هاتِفه، ولم ينهضْ من شرودِه إلا على صوتِ جرس الباب الذي اقتلعَه من غيابِه، عقدَ حاجبيهِ قليلًا باستغراب، من قدْ يجيء في هذا الوقت!

في الأسفَل، وقفَ أدهم خلفَ البابْ وهو يفركُ جبينه بكفّه، يمرّر لسانـه على شفتيه، يطرقُ بأصابعه على الجدارِ بجانِب مكبسِ الجرس وشعورٌ بالغضبِ يجتاحه دون بوادِر، في داخِله يتمنّى أن يكون بخير، أن يفتحَ البابَ الآن ليطلقَ قبضته إلى وجهه الأحمَق ويحطّمه !
مرّت ثوانٍ قصيرةٍ شعر أنها طـالت، عادَ يطرق الجرسَ مرّةً أخرى وهو يزفـر، في اللحظـةِ ذاتها التي فُتحَ فيها البـاب.
تصلّب شاهين بصدمةٍ ما إن رأى ملامِحه واستوعبـها، بينما كـان أدهم كمن نسيَ خطّته التي رسمها قبل لحظـاتٍ قليلة بضربه، أجفـل وهو ينظُر إليه بحاجبينِ مرتفعين قبل أن تنزلقَ عيناهُ فجأةً يتفقّده ! . . عقدَ شاهين حاجبيهِ بريبـةٍ بعدَ لحظـاتٍ من نظرةِ الصدمة التي اعتلتْ عينيه، وبقليلٍ من القلقِ لتواجدِه أمامه! أيعقل أن يكون أصابه شيء ! لمَ قد يجيء أدهم إليه في وقتٍ مبكّرٍ من الصباح !
طردَ تلك الأفكـار من رأسهِ وهو يزيحُ جسدهُ عن الباب داعيًا لهُ للدخول وملامِحه لا زالت مستنكرةً قدومه، في اللحظـةِ التي كـان فيها وجه أدهم قدْ احتدَّ بعدوانيّة، ابتسمَ بسخريةٍ أخيرًا وهو يهتف : تسلم .. تكرّم بس على أخوك ورد عليه ، ما فيه داعي تحرق قلبه أكثر.
بهتَت ملامِحه، في حينِ أردفَ أدهم بهدوء : اتّصل عليه وطمّنه عليك .. أتوقع ما راح يشيب راسه إلا منك هذا إذا ما شاب .. ببعده ما حرق قلبه أحد غيرك والحين مدري وش مستفيد من مسألة تطنيشه !
لم يستمرَّ بهوتُه لوقتٍ طويل، رغـم أنّ كلمـاته كانت تصبُّ في عمـق الحقيقةِ إلا أنه استهجنَها، قطّب جبينه والحدّةُ ترتسمُ بينَ خطوطِ التجاعِيد في وجهه، تجاعِيد ما قبـل الحديثِ الصاخِب بالعدائيّة : كأنك قاعد تتمادى معي يا الطيب ! لا يكون صدّقت إن لك مقام بس عشان أفضالك!
أدهم يرفعُ حاجبهُ الأيسر بتعجّبٍ دون أن يفقدَ ابتسامةَ السخريةِ على فمِه : منت صاحي .. الله يخلفْ على أخوك بس.
لم يكُن بمزاجٍ جيّد، لذا صمتَ عن الحديثِ أكثر كيْ لا يضاعفَ من موقِفه الساذج أمام أدهم، بينما استدارَ ذاك كيْ يُغادِر بعدَ أن أدّى ما عليه واطمأنّ لكونِه بخير.
إلا أن شاهين زفـر أخيرًا يُحاولُ أن يستفيقَ على نفسه، أغمضَ عينيهِ لثانيتينِ ومن ثمّ فتحهما، وبهدوء : تفضّل، مو من اللباقة توصل لعند بابي وما تدخل.
كـاد أدهم أن يضحكَ في تلك اللحظـةِ وهو يستدِير إليه هاتفًا بسخريةٍ لاذعـة : بديت أشك بوضعك .. ولو إنّه ما تهمني مسألة اللباقة هذي .. أخوك أولى تحاتيه منّي.
شاهين يومئ بملامِح هادئـةٍ هدوءً أقربَ للقنوط! : بتّصل عليه الحين ... ادخل.
شعرَ أدهم بأنّ هنـاك شيئًا خاطئًا فيه ! لكنّه لم يدقّق كثيرًا وهو يستجيبُ لدعوته ببرود، ويدخل.

خرجَ شاهينْ من المجلسِ وهو يستعدُّ لكتـابةِ رسـالةٍ سريعةٍ إليه، لم يكُن يريد من متعب أن يستنبطَ الحقيقةَ من صوتِه، رسـالةٌ صامتـة، كـاذبةٌ بعضَ الشيء ، تكفيه فقط ليطمئنّ أنه بخير ، وسيلتقِي بهِ فيما بعد عوضًا عن اتّصاله.
" أنا بخير ، انشغلت أمس مع واحد من أخوياي صار عليه حادث فاضطريت أقفل الجوال .. بشوفك اليوم بمطعم *** بعد العشاء لو تقدر "


،


نزل بخطواتٍ هادئـةٍ إلى الأسفـل، اتّجه لغرفة الجلوس حيثُ كانت غيداء تجلس، ابتسم ما إن دخل ليلفظَ لها على عجل : ماني متأخر عليك ، بس بوصّل غزل لبيت امها وبرجع.
عقدَت غيداء حاجبيها قليلًا، بربكةٍ بعض الشيء! وكأنها لم تكُن تريد أن تبقى وحدها ! شتّت عينيها عنه كي لا يقرأ ما جـال فيهما من رهبَة . . وبخفوتٍ متسائل : ليش؟
لم يعلِم لمَ لم يحُب إخبارها بمصيره مع غزل، لم يحُب أن يُحبطها الآن ويُدرك جيدًا أنها متعلقةٌ بها ولن يكون خبر انفصالهما مجرّد لفظٍ عابرٍ على مسامعها. اتّسعت ابتسامته، وبهدوء : امها تبيها تجلس عندها كم يوم.
أومأت بصمتٍ وهي تُخفض نظراتها بشرود، يلفّها اضطرابٌ عنيف، تريد أن تطلبَ منه أن يأخذها معهم!! لا تشعُر بالاطمئنانِ لوحدها ، لا ليست لوحدها فخادمتهم هنا . . ابتلعَت ريقها بربكة، رفعَت كفّها لتحكّ مؤخرة عنقها ومن ثمّ تهتف بخفوت : ما فطرتوا للحين ، على الأقل انتظر لين تاكل قبل تروح.
سلطان : امها منتظرتها على الفطور.
قطّبت جبينها بانزعاج، ولم تُضِف شيئًا بينما مرّر سلطان لسانه على شفتيه وهو يرفعُ حاجبه بسخرية، تلك الأنثى أصبحَت دافعًا ليكذب بهذه الطريقة المثيرة للشفقة !
سمعَ صوت خطواتٍ من الخلف، خطوات غزل التي كانت تتمتمُ بكلماتٍ مـا ، حسرة، خيبة، خذلانًا من الحيـاة! تتمتمُ لقطّتها التي شكَت لها قبل ساعةٍ ربّما !
في لحظـةٍ خاطفة كان كلّ ما حدثَ أن انكسرت آمـالٌ أخرى لم تدرك حتى الآن أنها بنَتْها، لم تدرك إطلاقًا أنها بُنيَت تمرّدًا وعصيانًا على الحقيقةِ الواضحَة لعينيها .. الزمنُ الفاصِل بصمتٍ بينَ اللحظةِ التي قالَ فيها " أنتظرك " وما سبقها كـانت ببساطةٍ بُرهانًا على كونِه لا يريدها أن تذهب! يا الله أيّ غبـاءٍ هذا، أيّ حماقةٍ زرعه فيها حبّها له؟ . . . أمالتْ فمها بسخرية .. رفعَت رأسها لتنظُر إليهما وهي تبتسم ابتسامةً فاترة، وبهدوءٍ وهي تقتربُ من غيداء حتى تمدّ لها قوزال كي تأخذها منها : نمشي؟

تنطوِي الأرض ويمرُّ الوقت سريعًا، المسافاتُ تخذلُ رغبتها للعيشِ على أنفاسِه ورائحته وقتًا وجيزًا من الزمن، لا تدري كيفَ انطوَت الأرض وقصرت المسافاتِ لتصل بسرعة! كيفَ يمحو الزمنُ توقيعًا على حصولِ الاقتراب، كيفَ يقذفُ اللحظاتِ في مهبِّ التسارع !
دخلَ للحي الذي تعيشُ فيه، لم يحدُث بينَ صوتيْهما تصادمٌ كلاميّ، يُجيد تجاهلها ببراعـة، رغم كونها بجانِبه إلا أن ذلك لم يستفزّ بروده وهدوءه بل بقيَ بهيئةِ الوحيدِ في اللحظـات التي سرَت، كأنها لم تكُن ترافقه في السيارة سوى شبحٍ لم يتمّم تواجده.
تنهّدت دون صوت، تُميل رأسها قليلًا، عيناها تنظُران للنافـذة، تقتربُ رويدًا رويدًا من المنزل ويظهر في كلّ اقترابٍ مأسـاة ! حُزنٌ جديدٌ ربّما .. كان قُربه رغم تمنّيها لهُ يعنِي أن تحزَن أكثر، لذا تفضّل الابتعاد مهما تمنّت القُرب في تناقضٍ آخر !
أغمضَت عينيها وصدرها يتحشرجُ بأنفاسه، ربّما كـان الافضل هذا الصمت، لم يكُن ليلائمَ حُزنها أن يجيئها صوته، وتشتاقه أكثر في قُربه !
لحظـاتٌ قليلةٌ قبل أن تقفَ السيارة على جانِب الطريق، فتحَت عينيها استعدادًا لتنزل، لكنّها شهقَت بقوّةٍ في اللحظة التي كان فيها سلطان ينزلُ فيها من السيـارةِ بعجلٍ ويتّجه إلى المنزل الذي كـان أمامهم، وخطٌّ عريضٌ قاتِم من الدخـان يتصاعد برماديّته !


،


أغلقَ باب السيارةِ وهو يخرج هاتِفه من جيبِه حتى يُخرسَ الرنين المتواصِل منذُ خرج من بابِ منزله، أجـاب على المتّصل وهو يبتسمُ ويحرّك السيارة : أهلين ..
الطرف الآخر : يا هلا والله بالشيخ سلمان .. شلون ظهرك اليوم؟
سلمان بابتسامة : طيّب ، بدت الأدوية تأدّي مفعولها.
: أقدر أخمّن إنك ما صدّقت على الله وطالع؟
ضحك رغمًا عنه : وُفِّقت في تخمينك.
: الله يصلحك بس .. دامك مرهق روحك وخالص مرني اليوم ، فيه موضًع بكلّمك عنه يخص أحمد.
عقد سلمان حاجبيه بريبةٍ وابتسامته تلاشت ، وبجمود : شفيه؟
: وصلتني كم شغلة مهمة من شخص اسمه سعد
سلمان : سعد؟


،




أنهـى اتّصاله السريعَ ومن ثمّ تحرّكت خطواتُه إلـى بابِ المبنـى المهجور، كان البابُ يحكِي حالـة الهجرانِ فيه باهترائِه، النوافذُ خُلعَت وبعضها باقٍ مُحطَّم.
نظـرت لهُ أرجوان بضيـاعٍ يهزّها، لم تعُد تدرك هل هي في الواقع فعلًا أم ماذا! هل ينوِي مساعدتها أم ماذا ! . . وعند السؤال الثاني تنغمـس في ضياعها وحيرتها أكثـر !
تحرّكت خطواتُها من خلفهِ بربكـةٍ وهي تهتفُ بصوتٍ وصلَ إليه واضحًا رغـم خوفِها : وش بتسوي؟
التفَت تميم إليها وهو يبتسِم ابتسامةً مُتلاعبـة : بكسب قلبك.
تصلّب وجهها واتّسعت عيناها لينفجِر تميم ضاحكًا وهو يهزُّ رأسه بالنفي هاتفًا بحسرة : وش اللي ورطتي مع غبية مثلك!
ابتلعَت ريقها وصدرها يرتفع ويهبطُ باضطراب، شتّت عينيها، لربّما لو كـانت في وضعٍ آخر لتبدّلت ردّات فعلِها عوضًا عن وهنِها الآن وربكتها أمامه. في هذهِ اللحظـاتِ لا شيء قد يستفزّها سوى التفكير بما يحدُث، بليـان، بالخطَرِ الذي بدأ يدورُ من حولِها، لا شيءَ مهمٌ لديها في هذا الوقتِ إلا أن تصبـح ليـان بخير ، فقط!
مرّر تميمْ لسانـه على شفتيه وهو يرفـع كفّه ليدلّك عنقـه ويهتفَ ببرود : بتكون بخير.
أخفضَت رأسها ببطء، كفّها اليُمنى ارتفعَت لتعانِق بها عضدها الأيسـر ، لا تفهم! لا تفهمُ هذا الرجـل ، أليسَ مجرمًا مثلهم؟ أليسَ شخصًا يسعى لإيذائهم! .. إذن لمَ يهتمُّ الآن لإنقاذِ ليـان؟ . . . عندَ تلك النقطـة ، تأوّهت فجأةً وهي تشعُر بالدوارِ أحـاطَ برأسها، رفعَت كفّها إلى جبينها وهي تنظُر لظهر تميم الذي تشوّشّ من أمامِها، خمولٌ تسلّل سريعًا في جسدِها، رغبـةٌ جامحـةٌ بأن تبكِي وهي تتخيّل ليـان الآن ، ما الذي يحدُث لها؟!!
دقائِقُ قليلـة قبل أن يبتعدَ تميمْ عنها وهو يرفـع هاتِفه الذي كـان يرنُّ معلنـًا البدء.


،


كانت عيناها تتّسعان صدمةً وهي ترى الدخـان الذي كان يهدأ رويدًا رويدًا، تحاول أن تستوعب ، ما الذي حدَث؟ .. سيّارتيّ إسعافٍ تستعدُّ للمضي، سلطان يقفُ قُرب أحدِ المُسعفين يتحدّثُ معه بحديثٍ سريعٍ وفقَ ملامِحه . . شيءٌ من التبلّد أصابَها وهي ترفعُ نظراتها من جديدٍ للمنزل وترمشُ بعينيها ببلاهة ، حريق؟ لا شيء آخر قد يستفزُّ الدخـان بهذا الشكـل، الدخـان الذي كان دائمًا ما يتصاعدُ في صدرِها دون أن يتسرّب من مساماتها ويغادرها، يخنـق أعضاءها باسمه، الحرائِق التي تفتّتُ ثباتَ قوّتها الكاذِبـة . . هذا الحريق ، وسيارتيّ الاسعافِ ماذا يعنيـان؟
قبضَت كفوفها على حقيبتها وكأنها بدأت تستوعِب ببطءٍ أنّهما لا يعنيان إلا شيئًا واحدًا ... لا يُعقل! أمّها !!! . . اتّسعت عيناها وهي تتحرّك في جلوسها بربكة، تقبضُ على الحقيبةِ أكثر، ما الذي حدَث؟ ولمَ ... لمَ تشعر أنّها مهتمة وفي اللحظة ذاتها قلبها لا ينبضُ منفعلًا خوفًا! . . أغمضَت عينيها وهي ترى سلطان يقترب بعد دقائق طالت ولم تكُن تعلم أنها طالت من سرعـة عبورها، تنفّست بعمق، تحاول أن تفهم ما الذي تشعر به الآن، خائفة؟ على آخر من سيسندها لتبتعد عن سلطان؟ خائفـة، عن آخر من تبقّى لها من معنى " عائلة "؟ خائفة! إذن لمَ تشعر أنّ الاهتمام الذي في داخِلها - بارد - !!!
فتَح سلطان الباب وهو يتحوقل، بينما فتحَت هي عينيها لتنظُر نحوه مباشرةً بضيـاع، أغلق باب السيارة ليلفظَ مباشرةً بتفسيرٍ تلقائيّ للعيون التي يظنُّ أنها الآن مرعوبة، للقلب الذي ينتفضُ خوفًا على أمه : المصابين اثنين ... وحدة من الخدامات * التفت برأسه لينظر إليها ويردف بصوتٍ انخفض * والثانية أمك ، وحروقها أخطر.
ابتلعَت غزل ريقها، هذهِ المرّة سرت رعشـةٌ ضئيلةٌ في جسدها، أغمضَت عينيها وهي تومئ، لا تدري لمَ كانت تومئ! كانت فقط تستجِيب للحديثِ بثباتٍ كمـا تظن. في حين حرّك سلطان السيارة ولم يُضِف مزيدًا من التفاصيل التي لا فائـدة منها ، سياراتُ الاسعاف كانت قد تحرّكت، وقوقعةٌ أحاطَت غزل في صمتٍ غزيرٍ بالضيـاع، تُمطر عليها السمـاء من سوداويّة التفكير ، يشردُ تفكيرها، تلك الرعشـة الخافتـة، الهامسـة في قلبي، تلك الرعشـةُ التي تسلّلت في فؤادي كدبيبٍ خافت، ما معناها؟ هل أهتمُّ فعلًا لامرأةٍ سُمّيت لي أمًا لأيـامٍ قليلةٍ اقتربَت فيها عن أربعةٍ وعشرين عامًا من البُعد؟ .. يا الله ! كم هو موجُعٌ أن تفكّر الآن بسبب تلك الرعشـة، كـانت أمّي مدينةٌ لي بتلك الأعوام، مدينـةٌ لي، ولم تردَّ لي دينها! لذا اقتربَت ، اقتربَت وقبل أن أتعلّق بمعنى اقترابِها وقعَت في محنةٍ مـا .. مُبكرًا جدًا! مبكرًا !!!
أغمضَت عينيها ووجعٌ حفر في صدرها ومرّر من الهواء الحارّ ما أذابَ أعضاءها، ربّما كانَ قبسًا من ذلك الدخان وليسَ مجرّد هواءٍ حـارّ .. جاء إلي، انجذَب يبحثُ عنّي ليضاعفَ من التهاباتِ جسدي !
أيقظها من تفكيرها صوت سلطان الذي هتف بحزم : مافيه داعي آخذك للمستشفى الحين ، عارف اللي تفكرين فيه الحين بس ما عليه بوقت ثاني، مافيه داعي لتواجدك . .
عقدَت حاجبيها بغرابة، لم تكُن قد فكّرت بما ستقوله الآن بل خرجَ منها بشكلٍ عفويٍّ يعبّر عن حقائقها : أصلًا ما أبي أروح ... أ . . .
صمتت وهي توسّع عينيها بربكة، فغرَت فمها، بينما وجّه سلطان عينيه إليها باستنكـارٍ قبل أن يعقدَ حاجبيه ويزفُر مغمضًا عينيه . . ببساطةٍ فهمها! كيفَ لا يفهمها؟ وكيف لم يكُن ليُدركها رغمَ كلّ ما بينهما ورغم النفور الذي امتدَّ من بينهما مسافاتٍ ضخمَة ! . . لوى فمه وهو يهدّئ من سرعة السيارة .. وبهدوء : راح تهتمين لها .. وإن ما صار هالشيء الحين.
ابتلعَت ريقها وهي تُشتت عينيها بعد أن وجّهت رأسها للنافذة، تفرك كفيها ببعضهما، صرّحت بمشاعرها أمامه دون شعورٍ منـها، لذا لفظَت الآن تبرّر بتلعثم : ما أقصد ... يعني .. كان قصدي . . .
قاطعها سلطان بهدوء : فاهم قصدك ، وما فيه داعي توضحين أكثر ... * تنهّد قبل أن يردف * برجّعك الحين ، وبروح أنا للمستشفى وأشوف الوضع . .
غزل باستنكارٍ نظرت نحوه دون أن تتركه يُكمـل حديثه : ترجعني؟ وين!
رفعَ حاجبه الأيسـر وهو ينظُر إليها، وبهدوء : وين؟ أكيد للبيت!
غزل بضياعٍ لا يُجيد عقلها الآن التفكير بالمنطقِ والاحتمالاتِ الواردة : أي بيت؟
سلطان لازال محتفظًا بهدوئه : أكيد مو بيت أمّك.
يعني أنّها عائـدةٌ إليه من جديد! . . اتّسعت عيناها بتمهّلٍ وأنفاسها اضطربَت بربكـة، عائـدةٌ إليه؟ إليه هو !! وستعود أيضًا فُرص الصدامِ والبكـاء والضعفِ من جديد !! عائـدةٌ إلى وطنها لأجلٍ غيـر موثوق !



.

.

.


انــتــهــى

موعدنا القادم يوم الجمعة بإذن الله

ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 18-11-16, 04:53 PM   المشاركة رقم: 960
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





السلام عليكم ورحمة الله ، مساءَكم سعادة :$

صايـرة بطيئة بزيادة في كتابتي، + قبل كنت لو ما خلصت البارت من بدري يمدي في سباق مع الوقت أنزله بعد منتصف الليل، مو بعدْ يومين :(
^ واضح من المقدمة إنّي ما خلصت البارت للحين؟ باقي جزئية مو هينة، أحاول قد ما أقدر أصير أحط موعد وما أتخلف عنه بس غصب عني ما يصير!
ترى داخلـة وأنا متفشلة :$
على فكرة، بخصوص سالفة مُهملة أو مماطلة / من غير ساعات النوم كل الساعات فاتحة فيها اللاب على الوورد عدا ساعتين تقريبًا لشحن اللاب :) فمو عن إهمـال أو تقاعس

بينزل البارت خلال هاليومين ، لازم لازم ينزل بارتين بأسبوع الأجازة عشان اللي تقول أنتِ زين تنزلين بارتين مدري وشو :P

- نقطة أخرى بخصوص بعض التعليقات اللي تحكِي عن النهايات التقليدية ، فكرة رجوع فواز وجيهان لبعض، أو حياة وغزل وسلطان وأيش ممكن يصير فيها
كلامي الحالي ماله دخـل بـ " نفي توقعاتكم أو لا" ، لمجرّد التوضيح فقط، أنا قراءتي في النت قليلة جدًا، فما أدري إذا هالفكرة بالنسبة لروايات النت تقليدة أو لا ! وما يهمني بشكل أدق ،
دامنِي مخططة لنهاية محددة في بالي من بداية الرواية ما راح أبحث بروايات النت ونهاياتها عشان أخالفها وأجيب شيء جديد لمجرّد أبتعد عن التقليدية! دائمًا وأبدًا ما فيه رواية راح تخضع لرواية أخرى وتبني نفسها بعد ما تدرسها! لنهاية غير معتادة في أخرى! كل كاتب له قناعاته وتخطيطه وزاوية يرى منها أحداثه، فما راح أهتم إطلاقًا لسالفة نهاية معتادة ..
النهايات يميّزها منطقيتها وإنها تكون بمكانها الصحيح، مو إنها شاطحة أو مختلفة وحسب!

لمجرّد التوضيح طبعًا، كل شخص وقناعاته.
نهاية روايتي اللي رسمتها ما أدري لو هي فقط تقليدية بشكل بايخ! أو مختلفة أو مميزة! أنا فقط مقتنعة إنها المُلائمة :**


وشكرًا ()


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 02:36 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية