لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-16, 09:37 PM   المشاركة رقم: 916
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 






،


قبل وقت، وقفتا من خلفِ يوسف، تُمسك أرجوان بيدِ ليـان وهي تنظُر إليها وتلفظَ بحزم : نجنب بعد ما نطلع انتظري بس يحاسب أبوي.
التفتت أرجوان وهي تزفُر بعجزٍ منها، نظـرت لجيهان ذات الملامِح الجامدة، وبتذمّر : هالفترة صاير حلقها يعورها كثير ويلتهب بسبب هالايسكريم اللي مدمنته.
جيهان ببرودٍ دون أن تنظُر إليها، وجهها يستقيمُ إلى الأمامِ وعينيها تلتصقانِ بظهرِ والدِها : قايلة لكم لا تدلعونها وما سمعتوني.
أرجوان تبتسمُ وهي ترفعُ يدها المُنطلقة بينما الأخرى تُمسك بها ليان، مرّرت اصبعها بين حاجبيها المعقودين وكأنّها بحركتها الرقيقة تلك تحاول تبسيطَ تجعيدتِها : روّقي ... الأنثى تروق لما تتشنبق ... شفيك أنتِ معكوسة عن القاعدة؟
جيهان وحاجبيها الرفيعين يقتربانِ من بعضهما أكثر، استدارَت إلى أرجوان لتلفظَ بتهكّم : تتشنبق أجل؟ وين أبو جهل عنّك يوأدك على خربطتك هذي باللغة.
أرجوان : ههههههههههههههههه لا يا أم اللغة أنتِ.
جيهان بضجر : لا جد لا عاد تقولينها ، تجيب لي المرارة وشو نتشنبق هذي؟ من أي قامُوس جايبتها؟
أرجوان بضحكة : من قامُوس الكيوت ووردز.
جيهان : حسبي الله على العدو.
أرجوان : هههههههههههههههههههههههه لا تنقدين علي زايد لا ترمين الناس بالحجارة وبيتك من زجاج.
جيهان تستديرُ إليها وهي ترفعُ حاجبًا : مو كأنّ مصطلحاتك اليوم مضروبة؟ وبعدين وش تقصدين يا الخايسة؟!
أرجوان بغنج : كاوايي.
جيهان دون فهم : هاه !
أرجوان توكزها بمرفقها في خصرها : طايحة على أيش هالفترة اعترفي اعترفي .. ترى منتبهة لك.
جيهان وقد فهمت ما تقصد، كشّرت في وجهها وهي تصدُّ عنها بإغاظة : يا حليلهم اليابانيين شفيهم؟
أرجوان : هههههههههههه شدخل اليابانيين بالسالفة؟
جيهان : ماهو الانمي منهم؟ قسم بالله إنّ كلمة كاوايي هذي تسوى الكيوت حقك وألف لغة من اللي في جعبتك.
أرجوان تنخرطُ في ضحكةٍ أخرى، وضعَت كفها على فمها حين وجدَت ضحكتها تعلُو أكثر، ومن ثمّ لفظَت بصوتٍ يختنق من كفّها ونبرة الضحكة فيها : وش طيّحك على الانمي لا من جد؟
جيهان وملامحها تعود للبلادة : مدري بس بديت أحب أجواءه وأنسجم فيه، أطلق من الأمريكان اللي تعرفيهم ..
أرجوان : حدّك إلا أفلامي.
جيهان تنظُر إليها بضجر : مو كأنّك اليوم بزرة؟
أرجوان ترفعُ حاجبًا : أنا البزرة وإلا اللي تتابع الأنمي !
جيهان : ما أشره على كلبة ما عندها عقل وجاهلة .. عشان كذا نابحي لبكرا.
لوَت أرجوان فمها بحنقٍ ومن ثمّ صدّت عنها وهي تُكتّف ذراعيها وتُتمتم : دامها وصلت للسب بسكت .. هذي جزاة اللي تبي تفكّ عنك هالتكشيرة.
جيهان ببرود : شكرًا على المحاولة.
اقتربَ منهما في تلك اللحظـة يوسِف وهو يلفظ : مشينا.
أرجوان تبتسمُ وهي توجّه نظراتها ناحية ليـان : يلا . . .
بهتَ صوتها وهي تعقدُ حاجبيها فجأة، تحرّكت أحداقُها تبحثُ عن ليان من حولها بنظرةٍ سريعة، لكنّها لم تجدها، حينها شهقَت وهي تهتفُ بعد أن تأكّدت أنها ليست هنا : لحظة وين ليان؟!!
نظر لها يوسف وهو يوسّع عينيه بهلع : ماهي كانت معك ؟!
أرجوان بصوتٍ مختنقٍ وهي تدورُ حول نفسها ، لا تدري متى تركت يدها بالضبط وانسلّت منها! : كانت بجنبي ... يمه وين راحت !!!
يوسِف يضعُ الأكياسَ من يديهِ على الأرضِ ومن ثمّ يتحرّك بخطواتٍ واسعةٍ وهو يلفظُ بصوتٍ حازم : لا تتحركون من مكانكم .. أكيد بتكون حولنا ما أمداها تبعد.
عانقَت أرجوان كفيها إلى صدرها وهي تومِئ بينما عينيها ترتعشـان بقلق، بينما كانت جيهان تحرّك عينيها من حولها، تبحثُ بين النـاس.
أرجوان بصوتٍ قلقٍ وهي تفرك كفيها بيعضهما : يا رب أنا شلون تركت يدها .. الحين وين بتكون راحت . . . * شهقْت وهي توجّه نظرتها نحو جيهان لتردفَ بتدارك * لحظة لحظة .. مافيه غير مكان واحد أكيد راحت له . .
جيهان : لحظة وين رايحة !!
أرجوان تنظُر إليها قبل أن تتابع سيرها : محل الايسكريم ... بتأكد وأرجع.
هرولَت في سيرها حتى خرجَت من المحلّ الذي كانوا فيه، كـانت عربة الآيسكريم التي رأتها قبل دخولهم قريبة، اتّجهت نحوها مباشـرةً وهي تبحثُ بعينيها لربّما تكونُ من حولِها، مرّرت لسانها على شفتيها بربكـة، تلومُ نفسها على إهمالِها لها، لكنها لم تسمَح لأفكارها تلك أن تسيطِر عليها فتركيزها الآن يجبُ أن يكون ببحثها . .
سقطَت أنظارها فجأةً على ملامِح شدّتها من بين الزحـام ، لم يكُن رؤيتها لها أكثر أهميّةً من ليان لكنّها استوقفتها رغمًا عنها وهي ترى الآخر الواقفَ معه . . اتّسعت عيناها قليلًا بصدمـة، تراهما من بعيد ، تتحرّك شفاههما في حديثٍ مـا لم يكُن ليصِلها . . لحظة ، ما معنـى وقوفهما معًا؟!
للحظـةٍ تناسَت ليان من صدمتِها، أحدهما سيء، هذا ما فهمتهُ من آخر موقفٍ رأته فيه ومن حديثِ والدها ، والآخر ، الآخر في هذهِ الأيـام يقابِل والدها بهيئةِ الرجُل النقيّ . . هل يخدعه؟ لا ، هل يخدعانِه !!!
بهتت للحظـات ، لكنّها سرعان ما شهقَت شهقةً خافتةً وهي تتحرّك ، ليـان ، هذا ما يجِب أن تفكّر بِه الآن ، وبالنسبة لهما . . . حرّكت رأسهما نحوهما من جديدٍ بشكلٍ خاطِف ، ومن ثمّ أشاحَت وجهها وبعضُ الغضبِ راودها، يخدعانِه ، كلاهما سيئـان ويخدعان والدها !!!
لم تكُن لتستغرق في التفكير بهما في هذهِ اللحظة رغـم أن عقلها تشوّش بعد رؤيتها لهما، تابعت سيرها وبحثها بأحداقٍ تشتعـل قهرًا ، لكنّها تجمّدت فجأة ، شهقَت بذعرٍ وانتفاضـةٌ سرت في جسدها وهي تُدير رأسها بسرعةٍ بعد أن فاجأتها كفٌّ أمسكَت يدها ، اتّسعَت عيناها بصدمـة ، وأوّل ما ظهـر لعينيها بسمَةٌ باردة، مُتلاعبة، بسمـةٌ جعلت جسدها يقشعرُّ وهي تتعرقلُ في سيرها وتحاولُ سحبَ يدها بصدمةٍ من جنونِ ما يحدث ... خيـال ، أو ربّما تحلمُ في منام ... لا ، حتى المنام كان بديهيًا أن لا ترضى فيه بوضعٍ كهذا!!
حاولَت سحبَ يدها منه بعنفٍ ووجهها يشحبُ بدرجةٍ كبيرة، لم تجِد الوقت الكافِي للتفكير بشيء، لم تجِد الوقت الكافِي بعد صفعـة شعورها بيدِه تُمسك بِها، بعد رؤيتها لابتسامتِه تلك ووقاحتـه !
تميم ببرودٍ كـان يردُّ على حديثِ كفّها بقوٌةٍ أكبـر ، يجذبها معه هذهِ المرّة إلى مكانٍ مـا ، انفرجَت شفاهُها بذعرٍ وعيونها غامَت عن الرؤية ، تقاومُ بشكلٍ تلقائيٍّ السير معه طوعًا ، ترتعشُ بخوفٍ وهي تهتفُ بذهولٍ أرعنَ وبنبرةٍ حادةً سلّها الخوف من غمْدِها ، جنونُ ما يحدث! : اتركني .. اتركني وإلا بلمّ عليك هالنـاس اللي حولنا !
كانت تنظُر لملامِحه وهي تقولها بنبرتِها تلك والتي تُثبت خوفها، ورغـم أنّ الرؤية تشوّشت في عينيها إلا أنّها استطاعت بوضوحٍ أن ترى ابتسامته التي تغيّرت إلى سخريةٍ مقيتة، يُكمل سحبه لها معه ، وهو يلفظُ بنبرةٍ خافتـةٍ تحمـل تهديدًا حادًا، تهديدًا أشعرها بقشعريرةٍ هزّت جلدها : لا تسوّين شيء غلط ، امشي بهدوء ، وإلا العواقب ما راح تكون طيبة !!
تسلِلت إلى مسامِعه شهقةٌ أخـرى أشدَّ ذهولًا رغم خفوتِها، شعر بأنّ جسدها الذي يسحبهُ صار خفيفًا للحظـة ، قبل أن يثقلَ من جديدٍ وهي تُتمتمُ بعنفٍ وتثبّت أقدامها في الأرضِ بدفاعٍ مستميت ، تحاول سحبَ يدها منهُ بغضبٍ واشتعـالٍ وهي تهتفُ بحدّة : تتكلّم عربـي بعد؟ لاعب على أبوي!! .. اتركني يا وقح .. اتركني بأي حق تمسكنِي بهالطريقة!!!
استدارَ نحوها بحدةٍ وهو يوسّع عينيهِ بوعيد، لم يتركْ يدها وهو ينظُر لعينيها مباشرةً ليُربكها بقسـوة نظراتِه وجمودِها، كـان يُريد أرباكها بنظرتِه تلك، لكنّها لم ترتبكْ بل تعجّنت ملامحها بتقزّزٍ ويدها لا تزال تحاول سحب ذاتِها من بين أصابِعه القويّة مردفةً بقهر : اترك يدي .. اتركني والا بفضحك !!
تميم بنبرةٍ قويّةٍ آمرة : ولا كلمـة ثانية! .. امشي معي وأنتِ بالعة صوتك والا . . .
قاطعته أرجوان من بين أسنانها وهي تحاول أن تتراجـع عنه ، يُغيظها بالمسافة التي بينهما : وش هالوقاحة! مين أنت عشان تتصرّف معي بهالشكـل . . آخر مرّة يا ابن الناس اترك يدي والا بـ . . .
قاطعها تميم بملامِحه التي اشتعلَت وهو يقتربُ منها بطريقةٍ أرعبتها ، يهتفُ بخفوتٍ محذّرٍ ونبرةٍ قرأت فيها الشر : لو تبين أبوك يظلّ بخير امشي وأنتِ ساكتة ... لا تطلعين ولا صوت!!
ارتعشَت بصدمـة، بهتت ملامحها دون استيعابٍ في بادئ الأمـر ، قـال ، قـال لو أرادت أن يبقى والدها بخير!!! . . ارتفعَ صدرها بنفسٍ متعرقلٍ وهي تبتلعُ ريقها بصعوبة، بينما ارتسمَت على شفاهِ تميم ابتسامةٌ باردة وهو يُردف بتحذير : امشي ... بترك يدك ، بس امشي قدامي وأنا اللي بوجّهك وين تروحين بالضبط . . لو تحاولين تهربين لا تنتظرين إلا كل سوء ممكن يصيب اللي تحبينهم.
ما الذي يحدث! يا الله ما الجنون الذي يحدُث الآن؟! هل تحلـم أم مـاذا؟ هل ما يحدث الآن حقيقةٌ يا الله أم أنها تحيا كابوسًا! . . نعم ، نعم ، هي تحيا كابوسًا ستنهضُ منه ، نعم ستنهض!!
شعرت بِه يتركُ كفّها بهدوء، ومن ثمّ أشـار برأسه بجمودٍ أن تتحرّك أمامه ، لم تشعُر بأقدامِها وهي تتحرّك بطاعة ، يتحوّل تكوينها لهُلاميّةٍ واهنـة، يرتعشُ قلبها في الداخِل غير مصدّقةٍ ما يحدُث، تُحادثُ عقلها " أنا بحلم .. اصحى ، خلاص اصحى! " ، نعم كابوسٌ مجنونٌ فحسب !!
وصـل إليها صوتُه الصلب الذي لفظَ بأمرٍ حاد : لفي لليمين.
اتّجهت لليمين ، على أمـل أنّ كـل ما يحدث ، مجرّد كابوسٍ مجنون ، لا يُمكن أن تكون سقطَت في يدِ رجلِ عصابةٍ قد يغتالها الآن مثلًا !!!


،


خطواتُها تتعاقبُ على عتباتِ الدرج، تُهذِّبُ بكفيها شعرها، تُمشّطه بأناملها ومن ثمّ ترفعهُ لتربطه بربطة الشعر التي كانت تُطوِّقُ معصمها.
أخفضَت يديها إلى جيبِ بنظالها الذي دسّت فيه هاتِفها وسماعتهُ تتوصّل إلى أذنيها لتخترقَ مسامعها قصيدة
صخبَت بالصوتِ الرجوليُّ الذي يُلقيها، " أكانَ عَلَيَّ أنْ أسعَى إِلى شجرٍ مِن النسيانْ ؟ " ، السعيُ الأصعب، شجرةٌ من النسيـانِ تكبرُ وتُعمَّر، كيف أزرعها؟ إن كـانت البذرةُ زائفة؟ .. إلامَ أسعى؟ شجرةٌ من الوهمِ .. تسمّى - نسيان - !! " وتهمسُ وردةٌ للشوكِ : ما أقسَاك ! .. ما أقساك !! .... أقابلُ زائري بالعِطْرِ ، تجرحُ أنتَ مَنْ يلقاكْ ... لماذا يصبحُ الوخز الأليمُ هوايةَ الأشواكْ ؟ " ابتسمَت ، بعضُ القصائد سماعها يطرب القلب بألـم، لا نستقبلها بأسماعنا، بل بأفئـدةٍ توجّعت حدّ اللا حُسبان! بعض القصائِد قراءتها - دغدغةٌ - للمُقَل لتنكمـش وتسمح للدمعِ بالعبُور.
لماذا أصبـح الوخزُ هوايـة الحُب؟ كلّ الزهُور لها " فتنة " والشوكُ منها معصيـةٌ لم تختر أن تقترفها، عدا الحُب .. زهرة، لها عبيرٌ خازّ! تقترفهُ بملءِ إدركها.
تنهّدت بعجز، ومن ثمّ دست يدها في جيبِها لتُخرج هاتفها وتُغلـق القصيدة التي كانت تنسكِب في مسامعها، وبشكلٍ تلقائيٍّ كانت تتّجـه إلى الرسائل، تقـعُ عينيها على رسالةٍ تحمّلت كلمـةً واحدةً جاءتها في يومٍ مـا ، أرّقتها رغمًا عنها، لم تكُن لتتخيّل أنها جاءت من متعب! لكنّها رغمًا عنها ... تخيّلت أنها تعنِي خيانتها لهُ بالزواج !!
عضّت طرف شفتها وعينيها تُظلمان بكدر، تحرّكت أصابعها، تريد مسحَها وتجاهـل الفكرة التي دفعته بكلّ جرأةٍ أن يكتب لها ذلك، بأيّ جرأة؟ يُسميني خائنةً وهو الذي اقترف الخيانـة قبلًا بالتخلّي عني؟ لا أريد التفكير بأسبابه، لا أريد أن أعلم لمَ ابتعد فهذهِ الأشهـر التي طالَت لا يكفيها عُذرٌ باهِت . . . رغمًا عنها ، تفكّر بذلك ، لكنّها فجأةً تتّجه للتفكير أيضًا بالسبب، بشكلٍ قلِق، ما الذي حدثَ لهُ ليبتعد؟
هزّت رأسها بالنفي، احتدّت ملامِحها بقهر ، ومن ثمّ شدّت على أسنانها لتجدَ نفسها تفرّغ غضبها وقهرها منهما بتلك الرسالة التي مسحتها، يغيظها أن لا تجدَ شيئًا للتفريغ سوى رسالةٍ غبيّةٍ تقول بكلّ بجاحـةٍ " خاينة "!! ماذا كان يتوّقع؟ هي الغبيةُ التي ظلّت تبكُيه .. لا يستحق، لا يستحق ، كان على الأقلّ أخبرها بأيّ طريقة، كانت لتحفظَ سرّه ، وتفرح! هل استكثـر عليها فرحةً بِه أم أنّه حمـل من الغرور - الذي لم تعرفه فيه - الكثير حتى يستلذَّ بوجعها لأجله؟
أدركت أنها وصلت إلى مُنحنى خطِر من أفكارها، ستشتعل لا محالة، لذا عادت لتدسَّ هاتفها في جيبِها وهي تُميل فمها وتطردهُ من عقلها . . في النهاية كان شاهين الأنبـل! لا تستطِيع النكران أنّه لو فضّلها على أخيه لربّما كُسرَت زاوية من صورتِه مهما اعتزّت باختيـاره، لو أنّها لم تكُن طرفًا في ذلك لرأتْ الجوانِب المنطقيّة كلها وليس النصف فقط . . يؤلمها أنّها طرفٌ في ذلك ، أنّهما يقوّمان علاقتهما من الانكسـار على حسابِها هي! لتجدَ نفسها خارج منطِق الاختيار وما تراهُ الصحيح .. تحقدُ عليهما.


،


يطرقُ الهدوءُ بأصابعـه عليهما، تنظُر عبر النافذة بصمتٍ كئيب، ملامحُها المستترةُ خلف النقاب لو ظهرت لهُ لرآها بظلامٍ يُقسـم بربٌ الظـلام أنّ الحُزن الآن عميق ، عميقٌ لا يواسِيه أنهُ لن يطلّقها .. منذُ البداية كانت مشكلتها الفُراق، لم تكُن لفظًا اضمحلّ الآن ، كـان حُزنها لأنّها ستبتعِد، مهما طلبَت ذلك إلا أن قلبها لا يُريده!
عضّت شفتها بألمٍ وهي تُغمـض عينيها بعذاب، تشعُر بأحشائِها تحترق .. تلك النهاية المُتوقّعة، ماذا ظنَنتْ؟ أن أبتُر العصيـان الذي اقترفته في حقّ الصدق بيننا؟ أن أطمـع بجنّتهِ رغم الذنوبِ التي تميلُ بكفّتها عن بضعِ حسناتٍ وحسب! يا الله يا سلطان لمَ كُنت خلاصِي من الوجعِ ووجعي الآن؟ لم أدمنتُك ومشيتَ ببطءٍ مُغدقٍ في دمِي حتى صيّرتهُ كلّه منك وأنت عنصره الأقوى! . . سمعَت صوتَ هاتِفه يرنّ دون أن يطول، قطع رنينهُ دون أن ينظُر للمتصل وهو يضعهُ على أذنه ليلفظَ بصوتٍ جامد : نعم.
من الجهةِ الأخرى : وينك؟ تراك مصّختها يا سلطان!
سلطان بهدوء : مشغول بكم موضوع ..
عناد : وش قصتك مع الحادث اللي سمعت عنّه من شوي وكنت فيه؟!
سلطان : أبد كنت حاضِر بس ..
عناد : شلون كان الوضع؟
سلطان : ما وصل الاسعاف بالوقت ، مات واحد من اللي بالحادِث . . كان بيديني.
عناد بأسى : لا حول ولا قوّة إلا بالله .. الله يرحمه ويغفر له ويثبته عند السؤال.
صمتَ سلطان للحظـة، تُدير قبضتَه المقودَ ليدخُل الحيّ الذي كانت تعيشُ فيه غزل، وستعيشُ فيه منذُ الآن مُكبّلةً باسمٍ من فولاذٍ لن تخترقـه ، صمتٌ تداعـى، وذكرى، وحنينٌ والكثيـرُ من خيباتٍ تأزّمت في صدرِه . . ابتسمَ وهو ينظُر للأمام بابتسامةٍ ذي معنـى واحد، ليست كابتسامته الحديثةِ لغزل حين يتلذّذُ بإيلامها، ابتسامةٌ لها معنى ، يقطنهُ الكثير من المعانِي . . هذهِ الابتسامةُ يمتلكها شخصٌ واحِد من سنينَ ضوئيّةٍ كوّنها بينه وبين كُرهه، من سنينَ ضوئيّةٍ كونها بينهُ وبين النسيـان حدّ أن يتلاشـى وجعه بِه كلّما خطـر على قلبه!
همسَ بخفوتٍ باهِت : تذكّرت أبوي ، ورجعت لأكثر من 15 سنة ... قرّب ديسمبر ، صار قريب حيل يا عناد!
صمتَ عنادْ من الجهةِ الأخـرى، وتجاهـل سلطان تواجُد غزل، لم يتجاهلها طوعًا بل رغمًا عنه، شدّ على أسنانِه بقهر ، ومن ثمّ تمتمَ بنبرةٍ فاتـرةٍ جافّة : عسى بس يجِي ديسمبّر وهالمرة يكون الكره وافِي . . عسى!
ديسمبّر كـان شهرَ الاغتيـال، وشهر الذكرى التي تجدّدت وهو معه يبتسمُ له، وشهرُ الحقيقة ، شهر الألـم ، والخيبـةِ الثقيلة ، وعامٌ حزينٌ في واحدٍ وثلاثينَ يومًا . . شهرُ الدماءِ النازفة، والأفئدةِ التي ترمّدت، وتيتّمت ، من أبويْن!
تنهّد عناد دون أن يعلّق بشيء، بينما أوقفَ سلطان السيارةَ أمام منزلِ غزل وهو يُشير لها بكفّه أن تنزلَ دون مبالاةٍ حتى بالنظرِ إليها، ابتلعَت غصّةً حارقـة، كان الألـم في قلبها قد تضاعفَ بحديثهِ في الهاتِف وخيبته، تضاعَف عليه، والآن تجاوزَ الحدودَ المعقولة بحركته الأخيرةِ لها . . لمْ تشعُر بنفسِها وقد تجمّدت أقدامها وجسدها كلّه، لم تنتبِه أنها لم تتحرّك وتخرج، حتى أن سلطان كان قد أدارَ وجهه إليها بحدةٍ ليلفظَ بصوتٍ هادئ : برجع أتّصل عليك.
أغلقَ دون أن ينتظر ردّه، ومن ثمّ أردفَ باستخفافٍ وهو ينظُر إليها بحاحبٍ يرتفعُ من فوقِ عينيه الغاضبتين : وش باقي عندك ست غزل؟ متحمل جلستك جنبي كفاية ... ممكن تتفضلين يا حلوة؟
ارتعشَت شفاهها، لم تستِطع أن تُزيح عينيها من ملامِحه وهي ترمقهُ للمرّة الأخيـرة ربّما .. ما معنى الوداع وكيفَ قالوا أنه مسافةٌ وابتعاد؟ ما معنـى الوداع وهو الآن حشرجةُ روحٍ واختناق؟ أم أنّ المصطلحـات أمامك تأخذُ مجرى المبالغـة ومجرى الألـم؟!
نظـرةُ وداع، ومكنونٍ يعنِي أن تلتحمَ بعينيّ قبل قلبـي ، لا أكتفي بالذاكرة، كفاءتها لا تكفي لأستذكرك في كلّ لحظـةٍ ولا أنـسى تفصيلًا صغيرًا منك، لا أكتفي بالذاكرة، فالقلبُ يحفظُ الصورَ واللحظـات بشكلٍّ أشدّ عمقًا، وإيلامًا!
يا الله لمَ أتألّم الآن وأنا التي كانت تدرك منذ البداية مسارنا؟ كيفَ لا تعبثُ بأحزانِي يا سلطان حين تبتعد! كيفَ يكون ابتعادكَ عاديًا في قلبِي الذي يحملكَ دمًا ويحملكَ في انقباضةٍ تقول لك " أحبّك " وترسلها إلى أجزاءِ جسدِي كلّه مترجمةً حيويّتِي وبقائِي بك.
ارتعشَت أصابعها وهي تحرّك عينيها على تفاصيل وجهه القاسية، عينيه الناظرتينِ إليها بعُتمةٍ وغضب، حاجبيه الكثيفين والمرتسمينِ بتمايلِ عقدةٍ حادّة، أنفه، فمـه الذي جرحَها مرارًا حين انفرجَ بكلماتٍ قاسية .. شفتيه التي لم تذقها كثيرًا ، لم تذقها في قبلاتٍ كافيةٍ عن مسافاتِ البعدِ الآن . .
أخفضَت نظراتها ما إن تسلّل صوتُه المنشودُ إلى مسامِعها بغضبٍ حاد : انزلي!! وش عندك ما تسمعين؟!!
غزل بغصّةٍ تُشتّت أحداقها عنه وتتحامـل على أوجاعها لتهمـس : شكرًا على كل شيء.
أدار وجهه عنها بلا مبالاةٍ لينظُر للأمام وهو ينطُق : بلا كثرة حكي.
غزل تبتسمُ بخسارةٍ وهي تمدُّ يدها نحو مقبضِ الباب، فتحته، وعينيها إليه ، تنظُر لهُ لآخر مرّةٍ قبلَ نزولها، هامسـةً باختناق : شكرًا عشانك كنت هدايتي .. شكرًا لأنّك كنت وبتظل أهدى ضـلال

يُتبــع . .

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 18-09-16, 09:47 PM   المشاركة رقم: 917
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




،


تلك الدقائِق القصيرة التي مرّت جعلتها تُدرك أنّها لا تعيشُ كابوسًا في منامٍ بل في واقِع! إلى أين يقودها؟ جـال ذاك السؤال في عقلها برعبٍ وهو يأمرها أن تدخُل في زقاقٍ جانبيّ، شعرت بقلبِها يضطرب، يرتفعُ صدرها ويهبطُ بشدّة، تتوقّف أقدامها عن المسير ليتوقّف تميم من خلفِها وهو يرفعُ حاجبًا ، وبأمرٍ حاد : امشي.
أرجوان بخوفٍ تقفُ أمام بداية الزقاق الذي يريدها أن تعبـر فيه ويضمـن منه سترًا عن الناس! لفظَت بنبرةٍ حادّةٍ ظهر فيها الرُعب جليًا : أنت مجنون! ما راح أمشي وين ما تبي ليش ودّك نغيب عن الناس؟!
فهم سبب خوفها، حينها رفعَ كفّه ليضعَها على رأسهِ بضجرٍ وقلّة صبـر، وبسخريةٍ يبتسم : لا تخافين لو بطمـح للي خايفة منّه بختار أصناف تجذبني أكثر .. يا مكثرها . . امشي أشوف وبطّلي هالاستنتاجات.
أرجوان تهزُّ رأسها بالنفيِ دون أن تستديرَ إليه وحديثه لم يطمْئِنها، لم تكُن لتصدّقه! كـان الرعبُ ينهشُ الاستقرار في قلبها ويدرُّ في جسدها الأدرينالين بشدَّة . . لفظَت باعتراض : وش تبي منّي أجل؟
تميم بقلّة صبر : بتفاهم معك.
اتّسعت عيناها دون استيعابٍ لتستديرَ إليه مباشرةً وتنظُر لهُ بربكةٍ وخوف ، إلا أنّ صوتها حين نفذ إلى مسامعه كان صلبًا قويًّا لا يُظهر تعابير الخوفِ التي يراها في ملامحها : تبي تتفاهم معي وجايبني لمكان مثل هذا؟
تميم بابتسامةٍ تميلُ بعبث : أحب الخصوصيّة أكثر . . أبي مكان ما أضمن فيه يشوفنا أبوك دامه قريب.
شعرت بالخوفِ يتصاعد من نبرتِه، تراجعَت خطوةً للخلفِ وشفاهُها ترتعشُ بربكةِ الذعر الذي يعبثُ بنبضاتِها ونبرتها الفاترة التي بزغت إليه محمّلةً بتعبيرٍ مقهور : مريض ! واضح إنّك مريض . . لاعب على أبوي بقناع كاذب ، والحين مدري وش تبي مني جايبني لهنا . . .
قاطعها تميم بأمرٍ باردٍ وهو يتقدّمُ منها خطوةً جعلتها تنتفضُ وتتراجع للخلف : امشي قدامي والا بمسكك بنفسي وأسحبك غصب.
أرجوان برعشةٍ تتراجعُ وصدرها يرتفعُ بأنفاسٍ متسارعة ويهبطُ بأعصابٍ ارتخَت من الخوف! : لا تقرب ...
تميم بشرٍّ يبتسمُ وخطواتهُ لا تتوقّف عن التقدّم منها : قايل لك نيتي ماهي شينة .. عشان كذا امشي قبل لا تعصبيني وتتغيّر النوايا.
جفّت حنجرتها بذعرٍ وهي تومِئ بسرعة، حينها توقّف تميم بعد أن تراجع عنها مبتعدًا وابتسامته تعود للبرودِ والسخرية ، وبهدوء : كملي . . بقولك كلمتين وأتركك.
ابتلعَت ريقها وهي تستدِير، لا تدرِي هل صحيحٌ أن تنصاع لأوامره وتظنَّ فعلًا أنه يريد فقط أن يقُول لها " كلمتين " ومن ثمّ يتركها؟ ماذا لو كان هناك من ينتظرها حين يتفرّد بها؟ ماذا لو كان يريد التلاشي عن أنظار الناس ليقتلها؟ ماذا لو . . . شعرت بالاختنـاق ، لكنّها لم تجِد سوى أن تُكمـل سيرها، ليس ثقةً بما قـال بل خوفًا من تهديدهِ ذاك والذي تعلّق بوالدها!
مرّت لحظـاتٌ قليلةٌ قبل أن يأمرها من خلفها أن تتوقّف ، اقتربـا من نهاية الزقـاق الذي توسّع قليلًا، يصلهُ بعض الضوءِ الشاحِب والذي كان يُظهر ملامِحه جيدًا لتراها ما إن استدارَت بخوفٍ وتأهّب . .
استوى تميم بوقفتـه وهو يدسُّ كفيه في جيبيْ بنطالِه وينظُر إليها بجمود ، وبنبرةٍ هادئة : سمعتِ شيء؟
أرجوان تتنفّس بضيقٍ وهي تقبضُ كفيها المرتعشتينِ بخوف، لفظَت بنبرةٍ هدأت من فرطِ هلعها : وشو؟
تميم : ما أتوقع سمعتِ شيء من حكينا إلا لو قربتِ . . عمومًا سواءً كان فيه شيء مهم انقـال أو لا تدرين وش المطلوب منّك؟
شعرت بالقهر من نظرتِه إليها بتلك الوقاحة لذا شتّت عينيها عنهُ وهي تضمُّ جسدها بذراعيها دون أن ترد، بينما ابتسم تميم ومن ثمّ أردف بنبرةٍ محذّرة وهو يرفعُ اصبعه ليغطّي به أنفه وفمـه : ولا كلمـة .. ما شفتِ شيء .. ما دريتِ إنّي عربي .. ما دريتِ إنّي أعرف الخبل الثاني .. ما شفتينا مع بعض بكل بساطة ... طيب؟
عقدَت حاجبيها، من يظنُّ نفسه؟ هل يريدها أن تراقبه وهو يتلاعبُ بوالدها وتصمت؟ . . شدّت على جسدها أكثر، ورغم خوفِها من تواجدها بمفردها معه إلا أنّها وجّهت عينيها إليهِ لتلفظَ بازدراء : وش تبي من أبوي؟
تميم بمكرٍ يخفض اصبعه عن فمه : كل خير.
أرجوان بنبرةٍ عنيفة : لا تظن إنّي بستجيب لأوامرك بكل بساطة!
تميم ببرود : تبين تضرّين أبوك؟
اختنقَت بكلماتِها لتُغمـض عينيها بقوّةٍ وهي تشعُر بقشعريرةٍ تسيرُ في أطرافها . . حُلم ، كابُوس ... لا يُمكن! من يكون وماذا يريد؟ من يكُون؟ ما علاقـة والدها بكلّ هذا ولمَ هو تحديدًا!!!
زمّت شفتيها باختنـاقٍ وهي تُخفضُ رأسها وتفتحُ عينيها، تنظُر للأرضِ بقهر ، بينما تحرّكت خطواتُ تميم إليها ليكسر جزءً من المسافـة التي كانت مُتضخّمةً بينهما . . انتفخَ صدرها بشهقةٍ صامتةٍ وهي ترفعُ وجهها بسرعةٍ وتخفض كفيها وأقدامها تتراجع للخلفِ بتأهّبٍ مذعور ، حينها وقفَ تميم وهو ينفجِر بضحكةٍ مستمتعـة ، يرتدُّ رأسه للخلفِ ويُغمضَ عينيه لافظًا بنبرةٍ ضاحكةٍ عابثـة : وش هاليوم الحلو؟ ما كنت لئيم عشان أضمّ بنت مع ألعابي بس جيتِ لشقاك برجولك.
كانت تنظُر لهُ بتشنّجٍ وهي تتنفّسُ بسرعة، جسدها المشدود يترقّبُ أيّ حركةٍ منه ويستعدُّ لها، بينما عينيها وبشكلٍ تلقائيٍّ بدأت تتحرّك بحثًا عن شيءٍ مـا من حولها .. قد يُنقذها إن تجرّأ على شيء! ألعاب ، ألعاب ... هل يقصدُ والدها أيضًا؟!
تميم يتوقّف عن ضحكاتِه وهو يفتحُ عينيه ويُخفض رأسه إليها، تبقّت آثار ضحكته في ابتسامةٍ منتشيَة، كانت قد توقّفت عن البحثِ بعينيها، لكنْ لم يكُن ذلك قبل نظره إليها والتقاطِه لرحلة البحثِ تلك والتي جعلت نظراتهُ تتّجه إليها بسخرية ، مرّر لسانهُ على شفتيه، ومن ثمّ تحرّك لينزاح جانبًا وهو يُشير لها بالخـلاص ، أطلقها! هذا ببساطةٍ ما عناه . . أشـار لها أن تعبُر وهو يبتسم ابتسامةً شعرت بالحقدِ والقرف تجاهها، ومن ثمّ لفظَ ببرودٍ مُستفزّ : تقدرين ترجعين لأهلك ... وعلى كلامي، لو حسيت مجرّد إحساس إنّ أبوك شاك فيني انتظري خبر ماراح يفرح قلبك.
شعَرت بالرغبـة في البُكاء، كيف قد تصمُت وتتركه يتلاعبُ بِه؟ كيفَ يهدّدها بالمساسِ به بسوءٍ إن تحدّثت ، ماذا يريد من الأسـاس؟ أفعاله تدلِّ على كونِه يريد أذيّته!!
لا تصدّق ما تمرُّ بِه .. يا الله اجعله حلمًا! حُلمًا ، وسأنهضُ لأجدَ نفسي أعيشُ ما اعتدته بعيدًا عن هذا الجنونِ الذي لا يُطـاق ولم أتخيّل يومًا أن أعيشه !!
ابتلعَت ريقها بصعوبة، لم تكُن لتسمـح لضعفها أن يظهر أمامه بشكلٍ أشدّ، يكفيه خوفها الواضح والذي لم تستطِع كبحَه . . تحرّكت بخطواتٍ ثابتـة، ومن ثمّ تجاوزتـه ، كان بينهما مسافةٌ ولم تكن قريبةً منها إطلاقًا إلا أنها كانت تخشى أن يكون مُدركًا لرعشـة جسدها وهي تمرّ ومن ثمّ تبتعِد.
في حينِ تابعها تميم بنظراتٍ باردةٍ حتى اختفَت من أمامه، مـال فمه قليلًا، وقسَت ملامِحهُ فجأةً لتتساقطَ السُخريَةُ من وجههِ بقايَا وهمٍ وزيف ، زفـر بعنف، ومن ثمّ تمتم بغضبٍ خافت : هذا اللي كـان ناقص بعد !!


،


في جهةٍ أخرى ، وقفَ يوسِف بغضبٍ وهو يُمسكُ بيدِ ليـان، ينظُر لجيهان بحدّةٍ ومن ثمّ يلفظُ بنبرةٍ غاضبة : يعني نحلّها من جهة تخرب من الثانية؟!!
جيهان لا تمتلك القدرة على النظـر إليه مطوّلًا ، أشاحَت وجهها عنهُ وهي تهمسُ بخفوت : ما راح تضييع بترجع.
يوسف : اتّصلي فيها.
جيهان تُخرج هاتفها بربكـة، رغم أنّها اتّصلت قبل قليلٍ ولم ترد لتستنتجَ أنّ هاتفها في وضع الصامت، لكنّها من ربكتِها أمام والدها أخرجته من جيبِها لتحاول الاتصال بها من جديدٍ وهي تُتمتمُ بخفوت : ما ندوّرها؟
يوسف يزفُر بصبرٍ يكادُ أن ينفد وأعصابهُ تنزلقُ في هذهِ الأيام بشكلٍ لم يعتدهُ هدوءه : بيصير الوضع أصعب مكاننا هنا تعرفه.
أومأت دون أن تلفظَ شيئًا وهي تتّصل بها، وفي تلك اللحظـة تراءت أرجوان لعيني ليان التي هتفَت مباشرةً بفرحة : أرجوان جات.
استدارا مباشرةً نحو الجهةِ التي أشارت إليها بيدِها التي تحمل الآيسكريم الذي اشتراه لها والدها بعد أن وجدها قريبًا، تنهّد يوسف بغضب، بينما زفرت جيهان براحةٍ وهي تُغلقُ هاتِفها وتضعهُ في جيبِها من جديد.
وصلَت أرجوان إليهم بملامِح غريبة، جامـدة، لم يتبيّنها يوسِف من غضبِه وهو يلفظ : أنا ما قلت لك تظلّين مع أختك؟!
أرجوان بغصّةٍ تُخفض وجهها وهي تهمسُ بنبرةٍ مُختنقة : آسفة .. كنت خايفة على ليان.
يوسف بتساؤلٍ وبنبرتِه ذاتِها : أنتِ اللي معطيتها الفلوس بيدها عشان تحصّل الدافع وتروح بنفسها؟!
رفعَت أرجوان عينيها إليها لتفغـر فمها بارتباك : عطيتها بدون ما أفكّر إنها بتسوّي اللي سوّته !
زفُر يوسف وهو يرفعُ كفّه الطليقةِ من يدِ ليان ليضغطَ أعلى أنفِه وهو يتمتم بحولقةٍ خافتـة ، يزحفُ إليه الصداعُ بسبب الضغط الذي يمارسه على نفسه ، وبنفادِ صبر : امشوا .. بنرجع . .
تحرّك دون أن يضيفَ كلمةً أخـرى ، في حينِ تحرّكت أرجوان بصمتٍ ومعها جيهان التي نظرت ناحيتها باستنكارٍ لهذا الجمودِ المريب ، هل تُرجِع الأسباب لخوفها على ليان؟


،


ابتسمَ وهو يحادثها بصفـاءِ نبرةٍ كأنّها لم تؤرّق قبـل وقتٍ لم يمضِي منه الكثير ، صبّت سُهى من الشايِ وهي تلفُط بامتعاض : اتفقنا أنا ونجلاء نسوّي حلى مع بعض شكلها سحبَت عليْ.
أدهم يحرّك عنقه المتصلّب وهو يضغطُ بكفّه على جانِبه، وبابتسامةٍ هادئة : لا تشرهين عليها هالفترة ، انتظري لين تخلص امتحان بكرا وقتها انشبي لها.
سهى بابتسامة : الله يوفّقها .. بس مو كأنّك ما طوّلت بسرقتك لها رجعت على طول! لا يكون تهاوشتوا؟!!
رفعَت حاجبها بتحدّى، حينها لوى أدهم فمهُ وهو يحرّك حاجبيهِ بإغاظةٍ هاتفًا : قلتلها بكلمتين عالسريع ورجعت ... انتبهي من سهى لا تضيع وقتك واسفهيها .. تراها حملت 3 مواد بالتحضيري ، وانقبلت بواسطات وجابت العيد بمعدّلها آخرتها تركت الجامعة وقعدت لها بالبيت أبرك.
سُهى ترفعُ حاجبيها بصدمة : يا كذّاب وش كل هذا ؟!!!
أدهم : هذا وأنا متستّر على الباقي.
سهى ترفعُ اصبعها بتحذير : لا تخليني أخربها وأجيب العيد فيك أنت!! .. وإلا أقول ترى بخرب عليك خُططك وأعلّم نجلاء إنّي أدري بوضعكم .. أسوّيها فاعقل . .
أدهم بضجرٍ بدأ يتسلّل إليه من محاولة استمالتها : قوليلها .. ما راح تخربين شيء لأنّ مافيه عندي خُطط على قولتك.
سهى : افا وش صار؟
أدهم يبتسم بإغاظة : أسرار زوجيّة توك صغيرة على هالكلام.
سهى : يا ربـــي يا سماجتك !!!
وقفَت وهي تلوِي فمها بحنق : روح لمرتك أنا أقابل الحلى حقي أبرك . .
تحرّكت مباشرةً للمطبَخِ وهي تسمعُ ضحكتهُ القصيرة من خلفِها، ابتسمت قبل أن تغيبَ عن ناظِره ، بينما وقفَ أدهم وضحكته الباقية في بسمَةٍ تلاشَت ما إن فكّر بِها . . وبشكلٍ تلقائيّ ، كانت أقدامهُ تُسيَّرُ إليها.


يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 18-09-16, 09:50 PM   المشاركة رقم: 918
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



في الأعلى . .
تربّعت على السرير، كفّها تُزيحُ شعرها المَفتوح والذي كان يسقُط على وجهها كلّما أخفضَت رأسها إلى أوراقها التي تدرُسها، عقدَت حاجبيها بضيقٍ وهي تدسُّ الخصلات المتمرّدة لخلفِ أذنها فتعودَ للسقوطِ أخيرًا . . تأفّفت ، ومن ثمّ رفعَت كفيها مقرّرةً أخيرًا ربطه في ذيلِ حصانٍ قصيرٍ للخلف .. وفي تلك اللحظةِ تحديدًا كانَ صوتُ البابِ يجيءُ إلى مسامِعها معلنًا دخولَه.
انتفضَت باضطرابٍ وهي تُخفض كفيها وتُخفضَ معهما رأسها بخجلٍ زحفَ إليها رغمَ مقاومتها له، حُمرَةٌ تسلّلت إلى ملامِحها وهي تستشعِر وقوفَهُ جامدًا لوهلـةٍ وكأنّه لم يستوعِب للحظـةٍ ما رآه! . . . كانت ، كانت قد خرجَت من إطار البساطةِ الذي يستفزّه!!
وقفَ بصدمَةٍ لثوانٍ طالَت ، لم تكُن ظاهرةً كفايةً من جلُوسِها على السرير، إلا أنّه استطاعَ رؤية جزءٍ لا بأسَ بهِ من وجهها المزيّنِ بالقليلِ من مساحِيق التجميل التي أبرزت جمالها، جسدهَا زيّنه فستانٌ بيتيُّ مشجّرٌ يطغى عليهِ البياض لم يرى طوله لكنّه كان إلى نصفِ ساقيها المرمريتين.
ما الذي يحدُث؟ هل يتوهّم أم أنها فعلًا اخترقَت غشـاوةَ البساطة المقيتَة؟ . . هل يتوهّم أم أنها فجأةً خرجَت من إطـار العنادِ وتزيّنت بفتنةٍ أكبر أمامه !!
رغـم بهوتِه، ورغمَ صدمتِه، إلا أنّه لم يكُن ليطول بصمتِه الذي رآه مثيرًا للشفقةِ إن طـال ، رغم أنّها أخيرًا ظهرَت لعينيهِ بحلّةٍ مُهلكةٍ إلا أنه وجدَ نفسه يخطو نحوها وهو يبتسمُ بسخريةٍ اعتمدَها من ساعاتِ غضبِه السابقِ منها : واو ! وش اللي صار بالدنيا متأكدين إنّي مو على السرير بآخر الليل ونايم أشوف حلم وبس؟!
عقدَت حاجبيها بغيظ، وحرجُها تطايـر مع كلماتِه تلك ، أدارَت رأسها مباشرةً نحوه ليظهرَ وجهها كاملًا/الفتنةُ بصيغة المبالغةِ المحضة! الفتنةُ التي اشتدّتْ بوطأتِها على قلبِه ليسقطَ صريعًا بِها . . كانت أجمل! أجمـل بكثيرٍ ممّا اعتاد ، كـانت فاتنة! يا الله متى أصبحَت بهذهِ الفتنة؟ أذكركِ طفلة، متى نضجتِ امرأةً تسلُب الفؤادَ وتصرعه؟
لم يظهرْ افتتانه بها على ملامِحه الجامدةِ عدا من بسمةٍ ساخرة، بينما أمالت إلين فمها المزيّن باللونِ الزهريِّ ومن ثمّ لفظَت بغيظ : لا تظن للحظـة إنه عشانك .. بس طفشت وحبيت أغيّر جوّي شوي.
أدهم بخيبةٍ مصطنعة : اوووه شِت يا حُزن قلبي ! ترى واضح إنّك شايلة هم الدوام بكرا عشان كِذا تزيّنتِ لـه ، ماهو لنفسِك ولا هو لي.
شعرت بالغضبِ منه ، أحمـق! لا تنكِر أنّها لا تعلـم سبب زينتها، فقط شعرَت بالذنبِ بعد الكلماتِ الأخيرة التي كانت بينهما، شعرت بالذنبِ لذا وجدتْ نفسها تتزيّن لـه! لهُ هو ، لا تفسيـر لما قامت بِه سوى أنها شعرَت بالذنب .. نعم! هذا هو التفسير بالتأكيد.
لم تُجبه وهي تُشيح بوجهها وتُتمتم بصوتٍ لم يصِل إليه : غبي!
بينما تحرّك أدهم مقتربًا منها أكثر ، ارتبكَت ما إن شعرتْ بهِ يجلُس بجانِبها، ومن ثمّ ودون مقدّماتٍ كانت ذراعهُ تُحيط كتفها من الخلف . .
شعرَ بجسدِها يتجمّد بربكـةٍ ليبتسـم برضا رغـم قهرهِ منها، ومن ثمّ همسَ بخفوتٍ قُرب أذنها : كان مفهوم زينة الزوجة لزوجها جارية!
إلين تبتلعُ ريقها وصدرها يرتفعُ ويهبطُ بشدَّةِ ربكتها، همسَت بغيظٍ من تفسيراتِه رغم أنّها من خلَقتها في عقله : على قولتك يمكن الجامعة حدّتني على الذُلّ!
أدهم يبتسمُ ببرودٍ وهى يتمنّى خنقها على تعبيراتها السخيفة! لفظَ بخفوتٍ مُستفزّ : ما كان فيه داعي تذلّين عمرك .. لأنّي كنت معفيك بعد ما سمعت غبائك وكنت باخذك لامتحانك الزفت حتى لو ما تزيّنتي.
إلين بقهرٍ تحرّكت كي تبتعد : اااه زين ريّحتني بروح أبدل ملابسـي و . .
أدهم يقاطعها بنبرةٍ حادّةٍ وهو يشدُّ ظهرها إلى صدرِه : أذبحك !!!
تأوّهت بألمٍ من ذراعه التي كانت قد ضغطَت على نحرِها خطأً، حينها أرخى شدّهُ عليها، ومن ثمّ أغمـض عينيهِ وهو يُخفض رأسه، ليمسَّ أخيرًا بشفتيه الجُزء الظاهِر من كتِفها ، وبخفوت : بكل يوم .. أبيك تفتنيني! وهالمرّة مو عشان جامعة أو تفاهة من تفاهاتِك! ... لا ، صرتِ ملزومة أنفتنْ فيك أكثر، وأحبّك أكثر!
ابتلعَت ريقها وهي تُغمـض عينيها وتُفرج شفتيها قليلًا متنفّسةًً من بينهما بعد اختنـاقها، حرارةُ جسدهِ انتقلَت إلى - جُزيئاتِ - النبضِ فأثارت فيها زوبعةَ تسارعٍ جعلها تشعُر بِها في جسدِها كلّه . . قبّلها برقّة ، ومن ثمّ ابتعَد وهو يبتسمُ بإغاظة : بس لا تكثرين عطر ، أحسّك وقتها على قولتك * يقلّد نبرتها بسخريةٍ من تفاهةِ تفكيرها * جاااااارية ! . .
احمرّت ملامحها بغضبٍ هذهِ المرّة ، استدارَت إليه بعنفٍ ليقفَ مبتعدًا وهو يضحكُ بتلاعب : جبتيها لنفسك .. وش هالتخلف وش هالتفكير الرجعي يا تافهة!
إلين بقهرٍ وحَرج : احترم نفسَك.
أدهم بحزم : اعقلي ، ما يزيّن الانسان إلا عقلـه . . حطّيها ببالك دايم.
شعَرت بالحرجِ وبغبائِها حين لفظَت تلك الكلمَة ، لم يبقى إلا هو ليعلّمها أن ما يزيّن الانسان هو عقله !!!


،


تراقبها بعينينِ بائستين ، تتحرّك ذهابًا وإيابًا في غُرفة الجلوسِ وملامحها تشتعلُ بغضبٍ أسـود . . نظرت إلى غزل بعد أن توقفت عن سيرها، شدّت على أسنانها ومن ثمّ لفظَت بقهر : وبعدين يعني؟ وين عايشين فيه عشان يعلّقك! .. الله يرضى على المحاكم لو ما رضى بالطلاق نخلعه.
عقدَت غزل حاجبيها بضيقٍ وهي تدسُّ كفيها بين فخذيها وتُخفضُ وجهها دون إجابةٍ ملّت تكرارها، منذُ أن جاءت وإلى هذهِ الساعة التي تقتربُ من التاسعة ليلًا وهي تكرّر عليها ذاك القرار الذي رفضته مرارًا!
لم تُجِب، حينها نظرت إليها امها بغضبٍ لتصرخ فجأة : ما تبين! عارفتك ما تبين وش هالشخصية المهزوزة اللي عايشة فيها عنده!!! ليه هالاستسلام وكأنّ كلامه وحي ما عليه غلط!!
صُدمَت من انفجارها ذاك، ورغمًا عنها كانت أطرافها تبردُ وهي تقبضهما بتوتّر .. خافت منها! ببساطةٍ خافَت من مصيرِها مع أمٍّ لم تثِق حتى الآن بتغيّرها! . . ارتعشَت شفاهُها بانهزامٍ وهي تُسدل أجفانها دونَ أن تُغمـض عينيها ، تُسدلهما كستارٍ شَفَّ عن ما وراءهُ من انتهـاءِ مسرحيّةٍ باهتَة، كئيبـة ، انتهت، ولازالت كآبتها تُتلى من وراءِ ستـار!
لا شيءَ لها لتعبّر بلمسِه عن تلك البرودةِ في جلدِها والتي ستجمّد كلّ ما تلمـسه، لا صوتَ لها لتعبّر بكلمـاتٍ عن ضجيجٍ يمارسُ سطوهُ في صدرِها ، لا أنينَ لها! يُخبر العالم أجمعَ عن أضلاعها التي تحطّمتْ شظايا .. وباتَ قلبها دونَ درع ، يستقبلُ موالِح النكهاتِ ولذاعتها من طبَقِ الدُّنيا.
تصلّبت ملامح ام غزل فجأةً بعد استيعابِها لتلك الصرخـة التي مارستها عليها ، قسـوة! وكلماتٌ أقسى ، كيف تقول لها " شخصية مهزوزة " وهم الذين صنعوها فيها؟ . . ابتلعَت ريقها، لا تُجيد ممارسة الحنانِ الأمويّ معها، لا تجيد! يا الله لا ينقصها المزيد .. ما الذي قالته الآن !!
تحرّكت بندمٍ نحوَها، ابتلعَت ريقها بضيقٍ وهي تجلسُ بجانِبها، لم تتحرّك غزل قيدَ أنملةٍ حتّى في " انكماشة "! وهي تتصلّب بموضعِها ذاته.
تنهّدت بعجز، ومن ثمّ رفعَت يدها لتضعها على كتفِها، وبخفوتٍ مُتأسّي : آسفة .. ما قصدت.
غزل تبتسمُ بخيبة ومن ثمّ تهمسُ بحشرجة : خذي راحتك .. أذكر من قبل لا تقررين تزيّنين علاقتنا كان سلطان يقولي ما أقطعك في النهاية وأحترمْ إنّك أمي مهما كرهتك . . خذي راحتك!
شعرت بالاختنـاقِ لتشدَّ بكفّها تلقائيًا على كتفِها وهي تغمضُ عينيها بحسـرة، " مهما كرهتك "، ما أقساها من جُملة! ما أقساها .. وماذا لديها لتمنع الكره من قلبها؟ .. ماذا لديها؟!
ام غزل بخفوت : شايلة همّك .. ما أبيك توافقين على كل كلمة ياكل فيها حقّك بحجة إنك تحبينه!
غزل بخفوتٍ باردٍ دون أن تنظُر إليها : الحُب ماهو حجّتي .. مالي وجه! مالي وجه أوقف بوجهه . . للحين محنا متعادلين ، يمه سلطان مقهور! أنا ضرّيته ، وما راح ينتهي كل شيء وأشوف إنه أخذ حقه إلا إذا هوّ قرّر هالشيء .. * رفعَت وجهها إليها لتبتسمَ وتردف * وما راح يحسّ بهالشيء بمجرّد إنه علّقني! ما راح ننتهِي هنا .. النهاية كلمة طلاق! وبيجي اليوم اللي يطفش ويطلّقني .. وقتها يكون كل شيء انتهى وأخذ حقّه بالكامل منّي وانقضت ديونِي عندَه.
ام غزَل تهزُّ رأسها بالنفي : ظنّك غلط .. يقدر يستمرّ بدون ما يطفش ويعتبر وجودك عدم وينساك ، يكمّل حياتَه، يتزوّج ، ويبدأ من جديد وأنتِ هنا مرتبطة باسمه بس هو ناسيك وماهو مهتم! .. يقدر ، صدّقيني يا غزل بيقدر لو بغى هالشيء.
أغمضَت عينيها بشدّة، لا ، لا تقوليها ، فقط لا تقولي إحدى الخياراتِ المِميتة، أن يتزوّج، أن تعيشَ بذخهُ أنثـى سوايَ وأحترق! .. لا تقوليها وقلبي عن تلك الفكرة يصدُّ ويتجاهلُ بحجّةٍ غبيّةٍ ضعيفة .. " عاف النساء " ! .. تدرك أنّها تخدع نفسها .. وتطرد تلك الفكرة التي قد تصيرُ لتُحـال رمادًا باهتًا مشرئبًّا بالانتثار!
وكأنّ امّها شعَرت بِها ، قاسيتُ من أحزانِك بضعها! تزوّج والدكِ في يومٍ مـا ، وذقتُ الفكرةَ حقيقةً بلوعةٍ أحرقت أحشائي . . . لذا وببساطة، كانت تشعُر بها.
أحاطَت بذراعيها كتفيها، ومن ثمّ ضمّتها إلى صدرِها لتشدَّ غزل على عينيها بقوّةٍ وتستكِين على صدرِها الدافِئ، انتهينا يا سلطان ولم ننتهِي! هذا الانتهاءُ الأشدُّ وجعًا، الانتهاء الذي يعنِي المضيقَ الباقِي بيننا والذي لا أستطِيع عبوره، الانتهاء الذي أبقى فيه أتقلّب على جمرِك ، وأخضـع لجحيمك!


،


العاشـرة والنصف . .
لحّفتهُ بكفينُ حانيتين، نـام في النهارِ واضطرّت لإيقاظِه لأجـل الصلاة ، وهاهو الآن عـاد للنوم قبل نصفِ ساعةٍ تقريبًا . . ابتسمَت رغمًا عنها برقّةٍ وهي تنحنِي إليه وتقبّل جبينه، تجدُ في معمعةِ حُزنـه منفذًا للسمـاحِ ولو للحظـات ، لإغداقِه بقُربٍ يريحه . .
رفعَت وجهها عنهُ كي تبتعد، وكفّها المُمسكة بطرفِ اللحـاف ارتخَت عنه ، كادت تتركه، لكنّ كفيه سابقتها حين أمسكَت بها ، تفاجأت وهي تُخفض أنظارها إلى كفيْه ومن ثمّ ترفعها إلى ملامِحه ، أشرقَت عينـاهُ من جُنح الظـلامِ شمسًا لا قمـرْ، ابتسمَ لها، ومن ثمّ أغمضهما من جديدٍ ليهمس : مو حرام ما لِنتِ إلا بلحظاتْ مثل هذي.
ديما تحاول سحبَ كفّها من كفّه بهدوءٍ إلا أنّه كـان قدْ شدّ عليهما وهو يُردف : اشتقت عيونك ، وصوتِك اللي تعوّدته حار ماهو جليد . . استسلمِي! محنا بحرب يا ديما.
ابتسمَت ابتسامةً صغيرة، حرّكت أصابعها لتستطِيع أخيرًا تطويق يدِه وهي تهمس : تاريخنا حرب ومجازر ، وحُب كـان راية بيضاء تقول استسلمت! أنا اللي كنت أحبك وأنتِ ما كنتِ ... وأنا اللي بس استسلمت!!
سيف يبتسمُ ووجهها القريبُ منهُ يضيءُ بنور الأبجورةِ الشاحِب : كمّلي.
ديما بهمس : وتاريخك أنت تحديدًا طغيـان . . ثار شعبَك.
سيف : ما انطفت هالثورة؟
ديما : يمكن لوقت ، عطفِي عليك طغى للأسف.
سيف : أحبّك.
ابتلعَت ريقها، لكنّها لم تترك لابتسامتها الاهتزازَ أكثر وهي تهمسُ بالحقيقةِ التي لا تغيبُ مهما غيّبتها : تدري إنّ حبي لك أكبر! بس ما تكفيني كلمتك بالوقت الضايع.
رفعَ كفّه ليضعَها خلف رأسها، جذبها إلى صدرِه، ومن ثمّ دفَن وجهها فِيه وهو يهمس بإغاظة : شششش ، لا تثورين على سيّدك ... مي!
ديما بحقد : أي رجعيّة عايِش فيها خلّتك تسمّيني بهالاسم؟
سيف : هههههههههههههههه ليه ما تفكّرين إن هالاسم ماهو معنى للعبودية؟ يمكن له سبَب معيّن فكّري بهالنقطة وأحسِني الظن!
تراجعَت للخلفِ وهي ترفعُ حاجِبًا : أسلوبك الزفت ما يعطِي مجال.
سيف يكرّر بخفوت : أحبّك عن كل مساوئي اللي ما اعترفت فيها.


،


في وقتٍ سابق/صاخِب.
تصِل كلماتِه إلى مسامِعه عبر الهاتِف بهدوءٍ يصخبُ في صدرِه بصراخٍ حـاد : بسحب اسمك من القضية .. وعلى أقرب طيّارة تكون راجع للدمـام مباشرة . .
بدر بصدمة : نعم !!!

.

.

.

انــتــهــى

وموعدنا بإذن الله بيكون الأربعاء ()

+ وحدة من متابعاتي الجميلات بالسناب أرسلت لي قبل فترة طويلة قصيدة وقالت لي " حطيها بعد ما يفترقون سلطان وغزل " -> كانت حاسبتها ببالها هههههههههههههه . . الزبدة ضيّعت الصورة من عندي ، ففضلًا لا أمرًا أرجعي ارسليها وبدخل سنابي هاليومين واشيّك عالدايركت - يا رب تشوف كلامي - .. ما ودي أضطر أدخل وأنزل سنابة هناك وأنشّطه من جديد :(

ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 21-09-16, 03:44 PM   المشاركة رقم: 919
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

اشفقت على غزل احزنتنى جدا اتمنى ان لا تكون اغتصبت او يسامحها سلطان فصل جدا رائع

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
قديم 21-09-16, 06:50 PM   المشاركة رقم: 920
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



السلام عليكم ، مساء الخير :$
إن شاء الله تكونون بألف صحّة وعافية


ما راح أقدر أنزل البارت اليوم فبيكون بكرا ، ما اكتمل للحين وما يمديني أبد فعُذرًا منكم :(
+ مضطرة أغيّر المواعيد لكـل أحد وخميس بما أن الدراسة بدأت من جديد ، بارت الأربعاء يكون بعد أيام دوام بعكس الأحد ، فأكيد بيكون فيه ضغط أكبر عشان كذا نزيدها يوم ويصير الخميس . .

ألتقي فيكم على خير غدًا ، بحاول أدرج أحداث حماسية مع إن البارت فيه هدوء ما قبل العاصفة :* ودمتم بخير ()



+ راجعة لكل الردود ما راح أضيّع التفاعل مع الرود وبحاول قد ما أقدر من الحين :$

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 02:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية