كاتب الموضوع :
كَيــدْ
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
،
مرّت أيـام ، وذاكَ ارتحـل مع قافلـةِ الأحـلام التي جاءتهُ كثيرًا بعد تلك، يـراهُ من جديدٍ بنفسِ حالتـه ، يقفُ بعيدًا ، يبتعدُ أكثر هذهِ المرة! يبتعد ، لكنّ شفافيتهُ صـارت أقلّ، لازال يغُوص فيه يحاولُ لمسَه والتغلّب على عدمِ الوجُود سوى في طيفْ! ولازال هذا الطيف ينظُر لهُ بعتب، يكرّر كلمـاته : ماقد دخلت الجنة يا خوي ، لازلت في النـــار . .
ليـالٍ نـام فيها ورآه، بعينيهِ الحمراوتين، بنظراتِه العاتبـة، والحاقدة في آن! يستيقظُ متأخرًا قبل صلاة الفجـر بساعتين وهو يضعُ كفّه على صدرهِ بقلقٍ ويتلفّت حولـه بينما أسيل تغوصُ في نومـها ، يستعيذ من الشيطـان ويحاول العودةَ لينـام ولا يستطِيع ، طيفهُ لم يـغـادره، لازال يراهُ حتى في صحوته!!
اقتربَت السـاعة من الرابعـة مساءً وهو يستقرّ في سيارتهِ وأسيل بجانِبه حتى يوصلـها للمشفى لتزور أخـاها مع امّها، كـان شاردًا بعض الشيءِ يحرّك يديه بآليةٍ على المقود، يُديره بممارسـةٍ لا وعـي.
شعرَ بكفٍّ وُضعت على فخذِه ليستوعب أسيل التي لفظَت بقلق : شاهين !!
أدار نظراتهُ إليها بسرعة ومن ثمّ عاد ينظُر للطريقِ وهو يتنهّد بجمود : شفيك؟
أسيل بحيرة : من أول أحاكيك وينك؟ منت على طبيعتك هاليومين فيه شيء؟
مرر لسانـه على شفتِه السُفلى، وبهدوء : لا بس كنت أفكر بخصوص الشغل.
أسيل : مو بهالطريقة! يومين وأنت غريب اترك شغلك لوقته مو طول يومك.
تنهّد بقنوط : وش كنتِ تبين؟
عقدَت حاجبيها دون رضا لكنّها لفظَت باستسلام : كنت أقولك مر نآخذ باقتين ورد لفواز وبنت عمي.
،
امتـلأت الصفحة البيضـاء بشخابيطِ قلم الرصـاص بعد أن فقدَ هدوءهُ وانفعـل فجـأة، كـان يُحاول الرسم هذهِ المرّة، ملّ الكتابـة أو هيَ ملّتـه ، لا يدري إلا أنّه أفسـد العيُون التي رسمَها ومن ثمّ جعّد الورقة بين كفيه ليرميها أخيرًا في سلّة المهملات . . وقفَ مجعّدًا ملامحـه بمزاجٍ سيءٍّ ومن ثمّ اتجـه للنـافذة ليراقبَ السمـاء الصافيـة من الغيُوم، فعلًا، أليسَ هو من اجتذب الغيومَ إلى صدرهِ ليبقى مطرُ الشتـاءِ وبردهُ يغتـال دفئه؟
رفـع هاتفهُ الذي كـان يُمسك بهِ لينظر لشاشتهِ بيـأس، لم يعُد يتّصـل عليه فعلًا، فعلـها، فعل ما أراد ، لكنّه في المقـابل أسكَن فجوةً وفـراغًا في صدرِه، الآن أدهـم غاضبٌ منه، لم يعُد يريد مُحادثته! غريبٌ كيف انصـاع لرغبته؟
زفـر وهو يعقدُ حاجبيه، كـان يريد ذلك حتى يمحق الخطر عنه، فلمَ يشعر الآن بهذا الضيق وبتلك الحـاجةِ لهُ في وحدته؟ لا يهم ، لا يهم أبدًا ما سيحدثُ له ، بالرغمِ من شغفهِ بالعـودة، بكتابةِ اسمهِ بين أسماءِ الهابطين من طائرةِ الغُربة إلى الوطـن ، لكنّ الموت أقرب للأسف! لا يضرُّ أن يموت ، لن يضرّهُ سوى الاشتيـاق الذي أهلكهُ ومؤلمٌ أن ينتهِي دونَ إرضـاء .. لم تعُد حياته ذات معنى، وأيّ معنَى وهو الحيّ الميت؟ رجوعه وبقاءهُ سواء .. المسألـة إرضـاءٌ لشوقِه.
وضعَ يديه على خصرهِ وهو يتنفّس بعمقٍ ليشمّ رائحـة امّه في الهواء بعد أن فتحَ النـافذة ، ومرّ عبيرٌ حمَل عطرًا أنثويًا ناعمًا ، يا لهـذا الوهمِ الموجِع! يشتمّ روائـح الذكرى في وهم، رائحـة الأم تختلطُ برائحة الخُبز الدافئ، ورائحـةُ الحبيبة تختلطُ برائحـة القهوة ، كم هوَ الحنين مُهلك! يجيءُ قويًّا حتى في الوهم!
مرر لسانهُ على شفتيهِ وهو يُغلقُ النـافذة خوفًا من وهمٍ آخر قد ينجلي في رائحـة شاهيـن، لن يبقى واقفًا إن اشتمّ رائحته! لن يبقى واقفًا وستتهدّل ساقاه ويسقطَ جالسًا من شدّةِ الوهـنِ والعجـز ، من نـارٍ تحرق عظامهُ ولا يفتّتها . . أشدّ ضعفٍ هو الذي يجيءُ من ضربةِ كفّ الأخْ! لن يبقى قويًا، ليس قويًا من بعد ما فعـله، ليسَ قويًا أبدًا.
أعـاد رأسهُ للخلفِ وهو يتنفّس بعمقٍ بينما كفيه تضغطُ على خصرِه، أغمضَ عينيه بقوّةٍ وهو يسترجعُ صورًا عديدة ، صورَ تلك الليلة - بداية المأسـاة - وصدامهُ بالموت، وصورةُ الليلة الأخـرى التي مـات فيها فعلًا لعائلتِه ... استرجعَت ذاكرته كلّ شيء، كلّ شيءْ في ثوانٍ، كلّ شيءٍ يُهلكه!
،
ربـط حزام الأمـان لهُ وهو يبتسمُ بحنـان : خلاص صرت رجّال لازم تتعلم شلون تربطه بنفسك.
نظـر لهُ مبتسمًا ليُردفَ سيف بتذمّر : بقى ساعة وتصدّع راسنا أمّك باتصـالاتها عشان أرجّعك ، ما عليه بنستغل هالساعة تبي جدتك؟
اتّسعت ابتسامتـه بحماسٍ وهو يهتف : أي ، بس لا تلعب معاي كورة آخر مرة رميتها بوجهها بالغلط وزعلت مني.
سيف : هههههههههههههه قليل أدب.
زياد بحرج : كنت ألعب معاها وشتها عليها بالغلط.
سيف بضحكة : بشّر طيب جدتك تعرف تلعب؟
زياد : لا والله بس أسلك لها.
سيف : ههههههههههههههههههههه الله أكبر هذا جزاتها معطيتك وجه يا النشمي؟
ابتعد عنهُ ليحرّك السيـارة وهو يُكمل حديثهُ معه ليردّ عليه بطفولةٍ يتصنّع بهـا رجولةً مُبكرة.
في جهـةٍ أخرى ، تجاوزَت عتبـات الدرجِ بمـلامحَ مُرهَقة، تضعُ يدها على كتفها وتدلّكـه وعينـاها تضيقانِ ألمـًا، اتّجـهت لغرفـة الجلُوسِ لكنّها توقّفت فجأةً أمـام البابِ ما إن سمعَت صوتًا طفوليًا تعرفهُ جيدًا، تجمّدت ملامحها تلقائيًا، وفتحَت الباب بثقةٍ عميـاء أنّ أعصـابها ستصمُد بل لن يُصيبها اهتزازٌ أمـامَ وجودِه، كـانت دائمًا ما تثورُ بصمتٍ أو سـواه لأنّهـا فقيرة! لكنّ الله أغنـاها الآن، أغنـاها بجنينٍ تستمدُّ منـه الثبـات، تستمدُّ منـه البرودَ أمـام عائلة سيف " الضـنــا ".
ارتفعَت الأنظـارُ نحوها ما إن دخَلت وألقَت السلام، ردّت ام سيف وردّ هو أيضًا بتمتمةٍ خافتـة وهو يتابعها بأنظـارِه الساكنـة على ملامحها التي لا تُنبؤه بمزاجها الحـالي ، يتوقّع منهـا كل الانفعـال لرؤية ابنه، لذا رغمًا عنه سيتوجّس إن هيَ حضرت.
جلَست في أبعدِ منطقةٍ عنهمـا لترفعَ هاتفها وتُشغل جلوسها بينهم بِه . . فتحَت الواتـس أب لتردّ على رسائِلها من أسيل وهديل ومعارفـها عمومًا، كـانت أسيل قد أرسلَت لها رسالةً تُنبئها أنّها ذهبَت لزيـارة فوّاز وجيهان، عقدَت حاجبيها قليلًا وهي تُلملمُ شفتيها وتمدّهما للأمـام بامتعاض لترسل لها : " يا خاينة ليه ما فكرتِ تقولين لي أروح ويّاك ومريتيني؟ ".
ردّت عليها أسيـل بعد دقائِق وقد كانت وقتها عند أخيها : " ورَجلِك وش فايدته كنبة؟ خليه يجيبك هوّ ".
تمتمَت بحنقٍ لم يصل لمن حولها : الله ياخذك أنتِ وهو.
خرجَت من محادثتها مع أسيل وكادت تتركُ الواتس دون أن تردّ على بقيّة الرسائِل، لكنّ عينيها تجمّدتـا فجأةً كمـا أصابعها وهي ترى اسم سيف يرتفعُ في رسـالةٍ جديدةٍ منـه، رفعَت أنظـارها نحوهُ تلقائيًا لتجدهُ جالسًا على طرفِ الأريكةِ وساقيه يمتدّان على الأرضِ بينما كـان زياد مع امه تحادثهُ وتُمازحه وهو يضحك ضحكةً غابَت عنها بينمـا كلّ حواسها نحْوَه ، يُمسك الهاتف بين يديه ويبتسم للشـاشة دون أن يرفع عينيه.
عقدَت حاجبيها لتُخفض نظراتها حتى تدخل محادثته وتقرأ ما أرسله : ( شفايفك فتنة لا عاد تبوزين ).
أفرجَت شفتيها بجفولٍ والحُمرة تسللت إلى وجنتيها رغمًا عنها لتُخفض رأسها دون شعورٍ منها حتى لا يرى أحدٌ احمرارها ، لم تردّ عليه وهو لم ينتظر ردًّا، بل أرسل لهـا وابتسامتهُ تشقُّ ملامحه : ( ودّي أبوسك مير إنّ المكـان عام ).
عضّت شفتها السُفلى بحرجٍ وهي ترفعُ عينيها دون رأسهـا لتسرق النظـر لملامحه، نبضَ قلبها بشدّةٍ حين وجَدت عيناه مصوّبتين نحوها بنظراتٍ عاشقـة، نظراتٍ لم تكُن تراها فيهما، لربمـا كانت متواجدة، لربّما! لكنّها لم ترها يومًا أو هو أخفـاها . . هذهِ النظـراتُ تدغدغ أنوثتها وترضيها ولو مؤقتًا!
أخفضَت عينيها إلى شاشـة هاتفها وابتسامةٌ لم تشعُر بها سطعَت على شفتيها، حرّكت سبابتها لتبدأ بالكتـابة إليه، برسمِ كلماتها بريشةٍ من عبَث : ( مراهقة متأخّرة ).
ضحكَ سيف رغمًا عنهُ لترتفعَ كلّ الأنظـار نحوه، نظراتها الخجولة، ونـظرات امه وابنه الفضولية، نظر نحوهما وهو يبتسم ويهتف مبررًا : واحد من الربع قاعد ينكت.
أخفض نظراته بعد تبريرهِ الكاذب ليرسل إليها : ( الله على المراهقة دامها معاك! ).
ديما : ( شفايفك كذّابة ! ).
سيف بلؤم : ( تعالِي علّميها صدق شفايفك ).
رفعَت إحدى حاجبيها وهي تعضّ شفتـها بتسليةٍ رغم خجلِ عينيها : ( قليل أدب يا المراهق ).
سيف : ( قليل أدب مع زوجتي؟ ).
ديما : ( ترى أسيل تقول عنك كنبة ).
سيف يرفعُ حاجبيه : ( شدعوى؟ ).
ديما : ( زوجها مآخذها لأخوي وبنت عمي وأنت قاعد تراهق على جوّالك ، تحاكي مين اعترف؟ ).
سيف : ( وحدة جميلة ).
ديما : ( تخونني؟ ).
سيف : ( خيانة وفيّة والله .. يلا قومي اجهزي على ما أرجع زياد ).
رفعَت نظراتها نحوهُ وهي تُقـاومُ بسمتها بعكسِه، كـان يبتسمُ ابتسامـةً صافيـةً بالعِشق، ابتسامةً هذّب جاذبيتها الحُب . . يا الله هل يُحبّني صدقًا؟ هذا الحُب المُحـال - نحوي - حدَث؟
،
يقـرأ في إحدى صُحفِ اليـوم عنه، اسمُ سلمـان يُزاحمُ الكلمـات ومعهُ اسم وليد ، تلفيقٌ وكذبٌ بأنّ سلطان تقـابل مع وليد وحدث بينهما مشـاداةٌ كلامية على الكذب الذي ترجّله في الصحيفة، ومن ثمّ تركـه ولم يتدخّل بشيءٍ بينه وبين عمّه . . ابتسم سلطـان بسخريةٍ لمـا يقرأ، عـاد بعد اليوم الذي يلي آخر مقابلةٍ بينه وبين سلمـان كي يحاول ملاقـاةِ وليد لكن وكمـا حدثَ قبلًا مُنعَ من جدِيد . . انتقلَت عيُونه لكلمـاتٍ أخـرى عن عفوِ سلمـان عن وليد ورفضه الغرامـة المالية منه، لكنْ ما حدثَ في المقابـل أن مُنعَ وليد من شغفِه ونُفيَ من تلك الصحيفةِ من وزارة الثقافة والاعلام ذاتِها!! .. ماهذا الجنُون الذي يحدث؟
رمَى الصحيفةَ بحنقٍ وهو يزفُر ، لم يكذب سلمـان حين قالها، لم يكذب حين قـال لهُ أنّ لهُ علاقاتٍ تكفِي ليفعل كلّ مـا يريد ويتلاعب بالقانون ، كيف يتم الحكمُ بهذهِ السرعة الخارقـة وهو طرفٌ في القضيّة لكنـه أُبعدَ قسرًا بطرقٍ مُستفزّة!!
مسحَ على ملامحهِ الجامـدة وهو ينظُر للأرضِ بحدّةِ عينيه الحاقدتيْن ، وقفَ كي يخرجَ من المنـزل في اللحظـة التي اعتلا فيها صوتُ صرخـةٍ جـاءت من المطبخِ جعلته يتجمّد عمّا نواه ويتراجـع بسرعةٍ متّجهًا للمطبخِ الذي كـان يحتضنُ غزل وسالِي في هذا الوقت.
دخـل بعجلةٍ ليجدَ غزل تستندُ بظهرها على الثلاجـةِ وهي تضمّ كفّها اليُمنى باليُسرى وعينيها تتوسّعـان بذعرٍ متّجـهةً نحوَ سالِي باهتـزازِ أحداقها ، عقدَ حاجبيهِ باستنكارٍ وقلقٍ وهو يوجّه نظـراته لسالِي التي كانت تقفُ أمامها على بُعد خطواتٍ وتضعُ كفّها على وجنتها ، لم يُصدّق ما استنتجَه ، كذّب عينـاهُ وفِهمه، واقتربَ منهما وهو يلفظُ بنبرةٍ حـادة : وش صــار؟!!
ارتعشَت غزل بقوّةٍ لتنظُر نحوَ سلطـان بذعرٍ وهي تضمّ كفّيها إلى صدرها وتهتفَ بنبرةٍ مرتعشـةٍ مُبررة شابها لفحةُ البُكاء : والله ما حسيت بنفسي ، ما قصدت ، والله ما قصدت .. أنا ، أنـا . .
بكَت بانهيـارٍ ولم تُكمل لينظُر نحوَ سالي الصامتـةِ بملامح احتدّت أكثـر وهو يهتفُ بنبرةٍ قويّة : ضربتك؟!!
لم تُجِب سالِي بينما رفعَت غزل كفيها بضعفٍ إلى وجهها لتغطّيه وهي تلفظُ باختنـاقِ صوتها الذي اصتدمَ بكفيها : ما قصدت والله ما قصدت مستحيل أسويها مستحيييييل.
سلطان بغضب : ليش وش صـار؟ بأي حق تمدين يدك عليها !!
انسحَبت سـالِي بصمتٍ دونَ أن تهتفَ بشيءٍ لتتابعها نظراتُ سلطان الغاضبـة حتى اختفَت عن عينيه، وما إن أصبـحا وحيدين حتى كـانت عيناه أشدّ اشتعـالًا وغضبًا، اقتربَ من غزل يبتُر المسافة الفاصلة بينهما ليُمسك كفيها بعنفٍ ويبعدهما عن وجهها وهو يصرخ : ما تستحييين على وجهك؟ ما تخافيـن ربّك تضربين انسانة مثلك؟!! كل يوم تثبتين لي إنّك تنافسين نفسك بالسوء !!
انتحَبت وهي تُغمضُ عينيها وجسدها ينتفضُ بين يديه، وبضعفٍ بـاكي : ما حسيت بنفسي ، مستحيل أضرب والله مستحيل.
صرخ : لا عــاد تحلفين وتنزّلين اسم الله على لسانك الوصخ .. ليش ضربتيها؟
لم تُجبه وهي تعودُ لتغطيةِ وجهها بكفيها، حينها أمسك كتفيها وعينيه تشتعـلانِ بنـارٍ لم تهدأ ولن تهدأ ببكائِها الذي كـان كالحطبِ يُضاعفها أكثر ، شدّ على كتفيها الرقيقين ليهتف بنبرةٍ خافتـةٍ مُحتقرَة : مستحيــل تكونين انسانة ، بالضبط مثل أبُوك، الحقـارة والدونية تمشي بدمّكم لدرجة إنّ وحدة مثلك عانَت بطفولتها تجرّأت ومارست اللي كانت تعانِي منه على انسانة مثلها ، وشو مثلها؟ والله إنه حرام أقـارن أي شخص فيك . .
،
ساعـدهُ على الجلُوسِ فوقَ الكُرسي المُتحرّك، ابتسمَ فوّاز بنشوةٍ عميقةٍ وهو ينظُر ليـاسر بامتنـان : ياخي أحبك.
ضحكَ ياسر : مو منّي صدقني بس صرت أفضل وفيك تتحرّك عكس قبل كم يوم .. هاه جهّزت الحكِي اللي ودك تقوله لها تراها صاحية !
فواز : مالك شغل بين حكي الأزواج أنت سوّى شغلتك وتحرّك.
ياسر : كلب بس لعيون تعبَك نمشّيها.
دفعَهُ ليخرجه من الغـرفة ويستغلّ غيـاب يوسف عن المشفى بعد أن خرجَ للمنـزل ومعهُ أسيل وام فواز اللتين أرادَتا زيارة أرجـوان في حين كان شاهين قد ذهب مبكرًا مضطرًا .. أوصلهُ لغرفتها بينما كـانت يدا فوّاز ترتعشُ بشوقٍ محمومٍ آذى جسدهُ أكثر من كلّ الذي حدَث، الآن يمكنه رؤيـتها أخيرًا بعد أن غابَت الشمسُ عن سمائِه وغابَ القمر، الآن فقط يُمكنهُ الضيـاء، الآن فقَط.
فتحَ ياسِر البـاب بعد أن طرقَ ليهتفَ دونَ أن يدخل : السلام عليك يا بنت الخـال ، شلونك اليوم؟
سحبَت جيهان طرحتها بضعفٍ ولفّتها على رأسها بصعوبةٍ وهي تردّ بهدوءٍ وبحّة : الحمدلله ، شلونك أنت؟
ياسر : نشكر الله ، جبنا لك ضيف يارب ما يكون ثقيل بس، أدخله؟
قالـها بابتسامةٍ لتعقدَ جيهان حاجبيها بحيرةٍ وهي تهتفُ بتلقائية : تفضـل.
.
.
.
انــتــهــى ..
موعدنا القـادم نهـار الجمعة بإذن الله
ودمتم بخير / كَيــدْ !
|