لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-16, 12:14 AM   المشاركة رقم: 716
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
قديم 05-03-16, 06:38 AM   المشاركة رقم: 717
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 620
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

صباح الخيرات .
.
عسى ما شر الغالية كيد ؟

لأول مرة تحددين موعد وتتأخرين عنه !

أرجو أن تكوني بخير . 🌸

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 05-03-16, 11:07 PM   المشاركة رقم: 718
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحة وسلامة


عذرًا على التأخير كـان فيه انقطـاع بالنت من أمس وعجزت أنزّل البـارت ، أعتذر منكم بشدة . .

بسم الله نبدأ ،
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبـادات


(69)



انطـفأت أحاديثُ واشتعلَت أخـرى، بينمـا انسحبَت هيَ برفقةِ هديل ليحضّرا العشـاءَ الذي جلبهُ ياسِر قبل رُبعِ سـاعة مع الخادمـة، صففت الصحُون على طاولـةِ الطعـام، تتّجه للمطبخِ وتأتِي هديل، والعكسُ أيضًا فتلتقي العيونُ التي ذبُلت إحداها بالبرُودِ واشتعلَت أخرى بتساؤلاتٍ كثِيرة، تساؤلاتٍ تتجاهلها ولا ترغبُ في الإجابـة عليها ، تساؤلاتٌ مهما تجاهلتها العيون وتبلّد القلبُ نحوها إلا أن التبلد ليضمر! لذا كانت تشيح بعينيها كي لا تجرحَ قلبها بالنظر لها ولاستفهاماتِها.
دخَلت للمطبخِ وهي تمسحُ على جبينها، ومن ثم اتّجهت للثلاجة لتخرج ماءً وتشرَب، في اللحظـة التي كانت تخرج فيها الخـادمة وتدخل هديل، تجـاهلت دخولها بصمتِها ومن ثمّ أغلقَت الثلاجـة لتتّجه للبـاب في اللحظـة التي همسَت فيها هديل : إليــن . .
زمّت شفتيها قبل أن تهمسَ بهدوء : نعم؟
هديل بابتسامةٍ فاتـرة : ممسوسة؟ حذريني قبل أقرّب منك.
ابتسمَت رغمًا عنها قبل أن تستديرَ إليها وتزيغَ بعينيها لافظةً بصوتٍ متضخّمٍ مازح : أيييييه . . لا تقربين أحذرك . .
هديل بمزاح : والله صرت شاكة وش هالانهيارات اللي تجيك فجأة؟
إلين وابتسامتها تتحوّر بوجَع : ممسوسة ، قلتيها .. ممسوسة بهالصدمـات اللي ماهي راضية تخلّيني!
تقطّبت ملامح هديل وهي تقتربُ منها، مدّت يدها لتضعها على كتفِها هامسةً بمواسـاة : احكي لي يمكن ترتاحين.
إلين بألم : لا حكِيت بوجِع نفسي أكثر ، خليها بقلبي.
ابتسمَت هديل : أجل إذا حبيتي تحكِين أنا قريبة منك ، بس بشرط تتأكدين إن جنانك هاجدة ما ودي يصير لي شيء.
إلين بضحكة : أنتِ حافظي على أذكارك وماراح يصير لك شيء.
هديل : محافظة عليها الحمدلله بس يمكن تسقط سهوًا وأروح فيها .. اللهم إنّي أعوذ بكَ من إلين وجنانها تف تف تف
إلين بقرفٍ وهي تبتعد عنها : الله ياخذك وش له التفلة ذي يا مقرفة !!
ضحكَت هديل وهي تخرجُ هاربـةً بعد أن رفعَت إلين كفيها حتى تضربها ...


،


وضعَت كأسَ الشـاي على الطاولـةِ وهي تعقدُ حاجبيها قليلًا لتهتف بتقزز : مرررة سكر.
ابتسمَت غزل : واضح إنّك تحمستي مع السوالف كم مكعّب حطيتي بالله؟
غيداء : مدري ، المهم تقُول سارة بعد إنّه عادِي لو كشفت وجهِي التغطية فيها خلاف ، صراحة اقتنعت واشتهيت أكشف .. يوووه النقاب يكتم.
التمعَت عينـا غزل قليلًا والنقـاب الذي باتت ترتديهِ مُكرهةً شعرت أنّه يخنقها فجـأةً حين استرجعَت السيطرة التي فرضها سلطان عليها ، لا ! لم تكُن سيطرة، هذهِ الكلمـة لا تليقُ بمـا كـان، هيَ وافقت على الاتفـاق بينهما ومثلما كانت تقوم بما يريد كـان هو يفعلُ ذلك . . عقدَت حاجبيها بضيقٍ وانقبضَ قلبها حين اكتشفت أنها تصنع الأعـذار له، لكنّها لا تصنع! الموضوع كذلك بالفعل!
ابتسمَت بتيهٍ ابتسامةً فاتـرةً لتلفظ : على فكرة ترى أنا ما كنت ألبسه بس سلطان ما عجبه الوضع .. للأمانة في البداية تضايقت منه بس بعدين عادي، ما حسيته يكتم ولا شيء!
غيداء بمكر : ما صدّقتي ابو الشباب يقولك سوي كذا وكذا رحتي تراكضين ، يخرب بيت الحب شو بيذل.
غزل تنظر نحوها بنظراتٍ حادة : شوفوا وين راحت أي حب وأي خرابيط؟ شكلك تبين كف على وجهك.
غيداء : هههههههههههههه الحقيقة تستفز.
زفَرت غـزل بضيق، لو أنّهـا تعلمُ بالحـال الذي هم فيه لمـا تجرّأت وتحدّثت عن شيءٍ يُسمّى حبًا! تطلّعت بالشـاي أمـامها ليُصيبها لونهُ بالذبول، الحب! مهـزلة! مهـزلةٌ كبيـرةٌ لن تقعَ فيها! لن تقـعَ فيها لتُكتبَ نهايتها، أيّ جنونٍ هذا الذي قد يجعل الحبّ يولد بينها وبين سلطان؟ سلطان ولا أحـد سواه!! مهــزلة!!!
بللت شفتيها وهي تمدّ يدها لتتناول الشـاي وترتشفَ منه، وبجمُود : ليش امك ما جات معاك؟
غيداء تلوِي فمها بحنق : قولي ليه جيت أنـا أصلًا!! لا تظنين إنه عشان سواد عيُونك يا بعدي بس مامتي الحلوة كانت رايحة عند جيراننا وأنا كنت بجلس بروحي في البيت حتى عناد صاير مشغول كثير هاليُومين فاستأذنتها وجيت مع السواق.
غزل : مو عشان سواد عيوني هاه؟ حيوانة بس الأهم جيتي أحس إنّي طفشـانة.
غيداء تقف : خلينا نقُوم نتمشّى في البيت بشوف التغييرات اللي صارتْ فيه.
وقفَت غزل في المقابل : تسوين فيني خير لأني ماقد شفت البيت من قبل عشان أعرف وش اللي تغيّر.
غيداء : أجل امشي.

تحرّكتـا لتطوفـا المنزل وتُشير غيداء لكلّ تغيير طرأ وما كـان قبلًا، رجفـةٌ احتلٌت جسدها قسرًا، ونبضـاتٌ تسارعَت خلفَ قفصها الصدري، ذكريـاتٌ قاسيـةٌ مرّت فجأةً وأنـارت ذاكرتها .. قطّبت جبينها حين اقتربتـا من المكتَبِ المُغلق، وتوقّفت خطواتُها فجـأةً وهي توسّع عينيها ناظرةً لبابِه، اضطربَ تنفّسها قليلًا وتوقّفها دفعَ غزل لتتوقّف معها وتنظُر نحوها عاقدةً حاجبيها باستنكار هاتفة : شفيك وقفتي؟
شتت عينيها لتحشر أحداقها بأقربِ زوايـة وهي تقبضُ كفيْها محاولـةً طردَ تلك الانفعالاتِ التي داهمتها، تقاذفَت الصورُ في عقلها، صورُ ذاك الرجُل وصديقه، كانَ هنـاك حرارةٌ تحتضنها، حريق! ولمسـاتٌ جريئة . . تذكّرت كلّ ذلك، هيَ لمْ تنسى! لكنّ الذكرى الآن جاءَت ضاربةً لها بقوّةٍ ما إن أصبحَت في ذاتِ المكـان، حينَ عادت لمسرحِ الاضطهـادِ لهذا الجسدِ الطفولي . .
تسارعَت أنفاسها أكثـر وتشنّج جسدها في حينِ استدارَت غزل بكاملِ جسدها وهي تنظُر نحوها بقلقٍ من تسارُعِ أنفاسِها : غدو شفيك؟
تراجعَت غيداء للخلفِ وهي تشعُر بجسدها يرتعِش، ازدردَت ريقها لتُدير ظهرها وهي تهمسُ بصوتٍ متحشرج : أحس إني تعبانة شوي ، بروح أجلس.
تحرّكت دونَ أن تنتظر ردّ غزل التي نظرت نحوها بذهولٍ ومن ثمّ تبعتها وهيَ تشعر بالقلقِ من انقلابِ حالتها فجـأة ، ما الذي حدثَ لها؟


،


فتحَ باب المنزلِ الخارجيّ بعجلةٍ ليهرولَ نحوَ سيّارتِه وهو يرفعُ هاتفهُ بقلق، بحثَ عن رقمِ سلطان سريعًا وهو يعضّ شفتهُ السفلى، وما إن وجدهُ حتى اتّصل بهِ بأصابعَ منفعلة، انتظـر ردّه وهو يضربُ بقدمهِ على الأرض ضرباتٍ فوضوية بعد أن وقفَ بجانِب سيّارته، ردّ عليه سلطان بصوتٍ هادئ : السلام عليكم.
عنـاد بعجلة : وعليكم السلام وينك فيه الحين؟
أوقفَ سلطان سيارتهُ أمام الإشـارة وهو يعقد حاجبيه : راجع البيت وش فيك؟
عناد بقلق : غيداء بروحها!
لم ينطقها بتساؤلٍ بحجمِ ما نطقها بقلقٍ بعثَ في قلب سلطان قلقًا أكبـر دفعهُ لينطقَ بخشية : مع زوجتي بروحهم ، شفيك عناد لا تخوّفني الحين!
عناد : توني رجعت البيت وحصلت أمي اللي قالت إنّ غيداء استأذنت عشان تزوركم ..
سلطان بتركيز : طيب؟
عناد بحدة : المشكلة مو هنا، المشكلة إنّ غيداء ماقد دخلت بيتك من بعد اللي صار بيوم الحريق ، هذي أوّل مواجهة فعلية لمكان الحادث، وردّة فعلها ماراح تكُون سهلة.
فغرَ سلطان فمهُ قليلًا وقد استوعبَ الآن مقصدهُ الذي كـان كافيًا لزرعِ ذلك الانفعـال في صوتِه، تحوّلت الإشـارة لخضراء، ولم ينتبه إلا بعد أن اعتلَى صوتُ السيارة التي من خلفه، حرّك سيارتهُ مباشرةً وهو يلفظُ بتوتر : أنا قريب من البيت ، إن شاء الله كل شيء تمام.
عناد يفتحُ باب سيّارتهِ ويلفظَ بضيقٍ وقلق : ماراح يكُون تمام ، أنا شبه متجاهل موضوعها القديم! متجاهله بالمعنى الصحيح ويمكن هذي أكبر غلطة بحياتِي سوّيتها ضدها . . خايف عليها كثير!
سلطان بمحاولة تهدئته وابعـاد هذا القلق عنه : لا تقول كذا ، خلاص أنا بوصل الحين وما راح يصير الا كل طيّب.
عناد وهو يحرّك سيارتهُ بعجل : أنا جـاي بالطريق.


يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 05-03-16, 11:10 PM   المشاركة رقم: 719
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



،


وصـَل إلى غرفـة والدِه وهو يقبضُ كفيْهِ بجانِبه محاولًا السيطرةَ على أعصابه، كـان بابُها مفتوحًا بعد أن انطلقَت منها جِنـان غاضبَة، دخَل بعد أن تحنحنَ احترامًا له، كـان والدهُ في ذلك الوقت ممددًا على سريرهِ ناظرًا للسقف بشرودٍ نهضَ منه على صوتِ فارس، أدارَ رأسهُ إليه ليرى الحُنق في عينيه، حينها زفَر ليهتفَ بهدوء وقد قرأ في تعاليمِ وجههِ لمَ جاء : أترك الموضوع يا فارِس.
فارس اقتربَ منهُ حتى وقف بجانبِ سريرهِ مباشرة، ارتفعَت نظراتُ والدهِ إليه بينما لفظَ هو بصوتٍ حاولَ طرد العنفِ فيه : ماراح أتركه يبه وأنا أشوفها تبكي! عشان فواز صح؟
ناصر بهدوءٍ ظاهري : لا ماهو فواز . .
فارس باستنكار : وش اللي بيزعلها أجل غير هالموضوع!
ناصر : قلت لك اترك الموضوع عنّك.
فارس وملامحهُ تتغضّن بعتب : صايِر تضايقها كثير حتى في غِير فوّاز اللي ما تبيه! ليه؟!
أردفَ بصوتٍ مختنقٍ بانفعالاتِه : وعلى فكرة تراني بتصرف في موضوع فوّاز حتى لو هالشيء بيزعلك ، معليش بس هي ما تبيه وأنا بطلقها منه.
ناصر بحدة : فارس!
شتت فارس عينيه في زوايا الغرفة وهو يشدُّ على قبضتيه بغضب، وبصوتٍ خافتٍ من بين أسنانه : طيب علّمني وش اللي بكاها الحين؟
أغمضَ ناصِر عينيْه بأسى وهو يستذكِر الحوار الذي كـان بينهما قبل دقائق، العجزَ الذي كـان فيه، والحُزن الذي كانت هيَ فِيه . . هتفَ بصوتٍ متحشرجٍ بأسـآه : موضوع بيني وبينها ، وماله دخل بفواز فلا تحشر نفسك فيه.
فارس بإصرارٍ يعقدُ حاجبيه : بس هي بنفسها قايلة لي أروح أسألك عن سبب بكاها.
ناصر بغضبٍ ارتفعَ صوتهُ فجأة : فــارس انقلع من وجهي مالي خلق لك الحين ، لا تضايقني فوق ما أنا متضايق!
صمتَ فارس وتلحّفَت الكلماتُ في فمهِ بهذا الصمت، تراجعَت خطواتهُ ليخرجَ من الغرفة ويطبق البـاب من خلفُه بينما فتحَ ناصِر عينيه لينظر للسقفِ بأحداقٍ تثقُل بصورٍ سابِقة، بصورِ امرأةٍ جميلةٍ تُشبه ابنته ، أوقعهُ قدرهُ في دربها الشائِك، وهاهوَ حتى الآن لم يستطِع إيجاد نهاية هذا الدرب، لم يستطع تجاوزها حتى الآن.


،


وصَل سلطان للمنزلِ بعد قيادتِه بعجل وقد كانت مكالمـةُ عناد كافيةً ليقلق، ترجّل عن سيـارتهِ ومن ثمّ اتّجه للبـاب بخطواتٍ واسعـة، فتحـه ليدخُل ويجدَ المنـزل هادئـًا من ضوضـاءٍ توقّعهـا، تحرّك خطواتٍ للأمـام ليجدَ سالِي متّجهةً نحوَ المطبخ، هتفَ باسمها لتقفَ وتستديرَ نحوهُ عاقدةً حاجبيها : بابا سلطان!!
اقتربَ منها بعجلٍ ليلفظ : وين غيداء؟!
فغَرت فمها قليلًا ببلاهـة قبل أن تطبقه وتهتف : آه هذا بنت فيه نوم . .
سلطان باستنكـارٍ يعقدُ حاجبيه : نوم؟!
هزّت رأسها بالإيجاب قبل أن تردف بشفقة : كان يبكي بعدين فيه نوم.
لم يكُن يريد هذا الجواب الذي أثبَت ما كـان عناد قلقًا بشأنِه! . . . تحرّك بقلقٍ دونَ أن ينبس ببنتِ شفـة، اتّجه نحوَ الغرفـة التي كانا يجلسانِ فيها وحين دخـل وجد غيداء ممددةً على الأريكةِ ورأسها في حُجرِ غزل التي تنظُر نحو الأعلى بشرودٍ وكفّها تداعب خصلاتِ غيداء الخفيفة، بهتَ للحظـةٍ وهو يتأمّل ملامحَ غيداء التي كـانت الدموعُ الجـافة تنسدلُ عليها لتشرحَ له أنّ قلقَ عنـاد كـان في محلّه وهو الذي لم يضع ذلك نصب عينيه! لم يتذكّر أنّها عانـت في منزلهِ بسببهِ وقد تُعانِي أكثر! لم يفكّر أنّه نقطةٌ سلبيةٌ في حياةِ من يحبُّ وقد يأذيهم دونَ شعور!
عضّ شفتهُ وهو يخطو نحوهما لتنتبهَ غزل وتنظُر نحوهُ بجفُول، أشـار سلطان بسبابتهِ أن تصمتَ بأن وضعها على شفتيه، خـاف أن تتحدّث غزل بصوتٍ عـالٍ فتيقظها، لذا اقتربَ ببطءٍ وقد ابتلعَت غـزل تساؤلاتِها، وقفَ أمامهما مباشرةً ليمعنَ النظر بملامحِ غيداء الطفولية، جسدها الصغير الذي كـاد يُسلب! ما ذنبها؟ لمَ كـان ذاكَ حقيرًا بهذه الدرجة ليشتهِي مراهقةً أقرب لطفـلةٍ بجسدها؟ رفعَ نظراته المنكسرةَ نحوَ غزل ليهمسَ بأسى : وش صـار بالضبط؟
صمتت غزل للحظـتينِ قبل أن تهزَّ كتفيها وتهتف بخفوت : ما أدري ، كنا نتمشّى في البيت وفجأة كذا صارت تتنافض ورجعت تجلس هنا ، وأول ما لحقتها لقيتيها جالسة تبكِي وتفرك جسمها . .
عقدَ حاجبيهِ بألمٍ وهو يُغمض عينيهِ بانكسـارٍ يوازِي الانكسـار الذي قد أصابَها، في حينِ كانت غزل تنظُر نحوهُ بشكٍّ وحالتها تلكَ بعثَت فكرةً في عقلها، فكرةً تخشى أن تكونَ حقيقة، فكرةً قاربَت على الثبـات حين وأت ملامح سلطان المستوجِعَة .. أفرجَت شفتيها لتهمسَ بصوتٍ مترددٍ ونبرةٍ خائفةٍ من الاجابـة قبل أن يكُون من انفعـاله : هي وش صـار لها؟
نظرَ لها بحدةٍ وسؤالها أشعرهُ بالغضب : مالك شغل!
توتّرت لتشتت عينيها عن عينيه وهي تبتلعُ ريقها، وفي تلك اللحظـة كانت صوتُ هاتف سلطان يرتفعُ لتنتفضَ غيداء من نومها وتنظرَ نحوهُ ببهوت، لم ينتبه سلطان في تلك اللحظـة وهو يرفعُ هاتفه وينظر لاسم عنـاد الذي التمع في الشاشـة، ردّ ليرفعهُ إلى أذنه ويهتف : توقّعك كان في محله ، بس الحين هي نايمة . .
عناد يزفُر بأسى : أنا واقف ، حاول تصحّيها عشان تلبس عبايتها وتطلع.
سلطان : طيب.
أغلقَ هاتفهُ لينظُر نحوَ غيداء التي كـانت تنظُر إليهِ بصمت، أجفـل للحظـةٍ خاطفـة قبل أن يتنحنحَ ويبتسم بحنـان : وش عندك نايمة بحضن زوجتي؟ قومي كسرتيها . .
لم تبتسمْ وبقيَت تنظُر لهُ بذاتِ البهوتِ الذي يغطّي ملامحها البائسة/الباكيـة، حُمرةٌ اعتلَت عيناها، كـانت تلك الحمرة كافيةً لتحشرجَ صوتهُ الذي هتفَ بخفوت : عنـاد ينتظرك برى.
تحرّكت مبـاشرةً وكأنّها كانت تنتظرُ كلماتٍ كهذهِ حتى تهربَ من بيتِه، من محطّةٍ بقيَ الكثيرُ من أجزائِها فيها، حاصـرت ذاكرتها ولم تنفكّ عنها، ولم تكُن تنتظر شيئًا سوى الوقوع في تلك المحطـة من جديدٍ حتى تفيضَ ذاكرتُها بكلّها وتسبب انفعالًا وضعفًا كمـا الآن!
اتّجهت نحوَ عباءتها المعلّقة وسلطان يتبعها بتلقائيةٍ وخشيتـهُ عليها تحرّكه، صمتها أقلقهُ أكثر . . استلّت العبـاءة ما إن وصَلت إليها لترتديها بصمتٍ كئيب، في حينِ كانت عينـا غزل تتبعانِها وسلطان بنظراتٍ مستنكـرة، تحلل بها الكثير ممـا تراه، عقلها غـاص في نقطةٍ واحـدة ، لا يُمكن!!

بينمـا في الخـارج . . كـان عنـاد ينتظرها في سيارتِه بنفـاد صبر، يوجّه عينيه كلّ ثانيتين نحوَ البـاب حتى رآه يُفتح لتخرجَ غيداء مع سلطان من خلفِه ، صلبَ ظهرهُ بتلقائيـة، وبقيَ ينظُر نحوها بصمتٍ يقسُو عليه وهو يشعرُ بذنبٍ جارفٍ ينهشـه ، إن حصَل لها شيءٌ فهو السبب! لا أحـد سواه يتحمّل المسؤولية ، لا أحـد سواهُ أخطـأ في حقها فهو الذي فقدَ كـامل خبرتِه أمامها ، لا يدري كيف! لكنّه كان معها غيـر الطبيب الذي كـان لابد من أن يكُون وقد خدعهُ الهدوء الذي يدرك أنّه ليسَ إلا ظاهريًا ، فكيف أغفلَ عن إدراكه؟
وصَلت غيداء إلى السيـارةِ لتفتحَ البابَ وتدخل، وحين كادَت تغلقهُ كانت كفُّ سلطان قد منعت ذلك، أدخَل رأسه ليقبّل رأس غيداء ويهمسَ بصوتٍ كـانت نبرتهُ معتذرة، نادِمة، لكنّ الكلمـات خالفَت اعتذاره : نامِي كويّس واحلمي في وجهي عشان تبتسمين بنومِك.
كـان المُعتاد أن تمدَّ لهُ لسانها وتسخر، لكنّها تلحّفت بالصمتِ وهي تُعيد رأسها للخلفِ وتغمضَ عينيها، قطّب سلطان جبينه وهو يرفعُ نظراتِه نحوَ عنـاد الذي كـان ينظُر إليها بأسى.
زفَر سلطان وهو يتراجعُ ويغلقُ الباب بعد أن ودّعهما، وتحرّك عنـاد وهو ينظُر للطريقِ أمامـه، لا يـرى أمامه إلا الفـراغ ، الفراغ فقط! . . مضَت دقيقتين قبل أن يمرر لسانه على شفتيه ويُدير رأسه نحوها بعد أن رأى الطريق خاويًا، لينطق بحنـان : غيدائِي ..
لم ترد، وكـانت تلك الدقيقتين كافيتين حتى تذهبَ لعالـمٍ آخر ، حتى تُغـادر إلى المنـام بعد الإرهـاق العاطفيِّ الـذي أصابها . .


،


تتّجه نحوَ غرفتها بعد أن اقتربَت الساعة من الحاديـةِ عشرة وقد غـادر الضيوف قبل قليل، كانت أشبـه بانسانةٍ لم تخرج لتوّها من تجربةٍ قاسيـة لتصتدمَ بأخـرى أقسى، ضحكتها كاذبة، فاتِرة، لكنّها لا تتماشَى مع الصدمـات التي واجهتها، حاولَت بأقصى ما تستطِيعُ أن تغلّف كلّ شيءٍ بعيدًا عنها وتضحكَ معهم بصدق، ليس معهم كلّهم! فرانيـا استثناءٌ منهم، كانت لا تتوانَى بعض اللحظـات من رمي إحدى كلماتها الفجّة المغلّفةِ بغموضٍ لا يفهمهُ سواها وهي ومعهم أمانِي التي كانت تنهرهـا كثيرًا.
ابتسمَت بسخريةٍ وهي تُمسك بمقبضِ بابِها، حينها جـاء صوتٌ من خلفِها، صوتٌ ثقُل بحنـانٍ لا يليقُ إلا بِه، صوتٌ كان يرتّل اسمها برقّةٍ تُذيبُ كلّ ثباتٍ وتنفضَ العباءاتِ الكاذبـة عنها لتصبح أمامه شفافةً بأحزانِها . . استدارَت نحوَ عبدالله تلقائيًا بعد أن لفظَ اسمها بحنـان، وما إن رأت وجههُ المُتدثّر بشعيراتِ شيبٍ عند فكيْه يبعثُ له الكثيرَ من الوقـار حتى تعجّنت ملامحها بأسى، بحزنٍ وقد سقطَ قناعها الذي كانت ترتديهِ منذ نزلَت إليهم، بينمـار ارتفعَت كفّه السمراءُ إليها، وضعها على شعرها الحريريَّ بحنانٍ وهو يبتسمُ لعينيها الغارقتينِ في الألم، هامسًا : شلونك اليوم؟ أنتِ بخير؟
ازدردَت ريقها وهي تهزُّ رأسها بالنفيِ ببطء، ليست بخير، لن تكُون بخيرٍ بعد كلّ ما حـدث لها، قنـاع الـ " أنا بخيرٍ " سقط أمامه! كاذبةٌ هيَ إن حاولَت الثبات أكثر، كاذبةٌ هي إن قالت له نعم! أنـا بخير!! .. لستُ بخير، كلّ شيءٍ ليسَ بخيرٍ فيّ، هاهيَ الحيـاةُ غرسَت آخر مخالبها في صدري، فكيف أكون بخير؟
تلاشَت بسمتهُ ليحلّ محلها الوجومُ وهو يفتحُ البـاب من خلفها ويهمسَ لها بتحشرج : تعالي.
دخَل لتتبعهُ بآلية وتُغلق البـاب من خلفها، اتّكأت عليه بينما استدارَ هو بجسدهِ نحوها ليهتفَ بحزم : ليه نزلتي اليوم؟ كنت بتكلم معك أول بس ما حصّلت فرصة . . الين لا تضغطين على نفسِك بهالشكل!
رفعَت كفّها اليُمنى لتفركَ ساعدها الأيسرَ وهي تنظُر للأسفل بانكسار : مو قاعدة أضغط على نفسي ، أنا أبي هالشيء، لو ظليت طول وقتي بغرفتي ماراح أتجاوزهم وبظل طول عمري حزينة!
عبدالله : ما أبي تأذين نفسك باللي تسوينه!
إلين ترفعُ وجهها إليه لتبتسمَ ابتسامةً مُهتزّةً كاذبـة : كل الناس اللي المفروض يحموني آذوني ، بس أنا أكثر وحدة تحس بنفسي ، ماراح أأذيها.
نظرَ إليها بتجهّمٍ وهو يقبضُ كفيه بجانبيه، حينها اتّسعت ابتسامتها وهي ترفعُ يدها لتُعيد خصلةً من شعرها تمرّدت وسقطَت، دسّتها خلف أذنها لتُردف بصوتٍ واهن : فيه موضوع تبي تقوله لي صح؟
عبدالله بألـم : بالضبط ، بس خايف يصير لك نفس اللي أمس.
التمعَت عيناها بثقةٍ وهي ترفعُ ذقنها وتلفظَ بحزمْ : ماراح يصير لي شيء ، تطمّن ، هالمرة أوعدك ما أبكِي عشانهم بعد كل اللي سووه فيني .. وبوفي بوعدي.
عبدالله وهو ينظُر لعينيها القاسيتين بأسى : لو كان الموضوع بيدي كنت أجلته شوي ، بس ضروري أعلمك اليوم.
إلين بثبات : وشو؟
زفَر عبدالله ليرفعَ كفّه ويمسحَ على فكيْه ناطقًا بهدوءٍ ظاهري : بكرا ضروري نضبّط أوراقك الثبوتية ، اللي ما يتسمّى * يقصد أحمد * راح يستغل علاقاته ويضبّط وضعك بأسرع وقت ممكن ، بطاقة الاحوال وجوازك ومنها يلغِي وجود اسم إلين بالكامل ويضبط وضعك في الجامعة ودراستك عمومًا بعَد . .
عقدَت حاجبيها دونَ فهم، بالأحرى لم تكُن تريد أن تفهم ما يقصد، يلغون اسم إلين؟ ما معنى هذا !! لا يُمكن ، هل يريدونها أن تصبح نجلاء؟ أن تعود بالمعنى الصحيح!! . . ابتلعت ريقها بصعوبةٍ وهي تتخيّل أن تلتحقَ فعلًا بهم، أن تنسب إلى الذي تركها، أن تكُون " حرم أدهم "! مستحيل ، مستحيييييل . .
انتفضَت أطرافها وهي توسّع عينيها برفضٍ واضِح، فغرَت فمها تلتقطُ الهواء منه بعنفٍ لتهتفَ بنبرةٍ عنيفةٍ غاضبة : لاااا
عقدَ عبدالله حاجبيه بصدمة : وش اللي لا؟
إلين بحدةٍ مقهورة : ما أبيهم ، ما أبي أكون نجلاء .. أبي أجلس مثل ما عرفت نفسي ومثل ما عشت ودرست .. إلين بس !!
عبدالله باستنكار : وش اللي تقولينه يا إلين؟
إلين بوجَع : اللي قلته إنت ، " إلين "! أنـا ماني نجلاء ولا ودي أكونها .. ما أبي هالشيء ما أبيهم.
عبدالله بتفهّم : فاهمك بس هالشيء ضروري ، ما ينفع تظلّين باسم وأبُوك موجود ..
قاطعتهُ بعنف : ماهو أبــوي !
عبدالله يهزُّ رأسه بالإيجابِ وهو يُمسك كتفيها : ماهو أبوك ، عارف ، ما يستاهلك ... بس لازم هالشيء عشان تنتصرين عليهم كلهم ، خذي الاسم اللي ما كانوا يبون يعطونك من عيونهم وبتظلّين لنا كلنا إلين . .
إلين بحزنٍ وهي تُقاوم أيّ دموعٍ قد تحرق مقلتيها : ما يقنعني هالشيء ..
عبدالله بمحاولةٍ لاقناعها : ما كنت أبي هالشيء صدقيني ، بس لازم يصير ، سواءً رضينا أو لا لازم يصير.
قوّست شفتيها قليلًا وكل الاعتراضاتِ الباقيـة تصمُت، في حينِ جذبها إليه برفقٍ ليضمّها بحنانٍ لم تجدهُ في عائلةٍ حقيقيّة، بحنانٍ يُذيب أيّ ثباتٍ ويفرّغ كل حزنٍ فيها بشكلِ دموع ، لكنها لم تكُن لتبكي ، لم تكُن لترضى بالبكاءِ من جديد وبنقضِ الوعد!
همسَت بألمٍ ووجهها يتشنّج بحقدٍ وكرهٍ للاسم الذي اختلطَ بكلماتها : وأدهم؟ خلّصني منه .. ما أبيه ولا أبي يكون بيننا رابِط! إذا كنت مجبورة على اسم اللي رمانِي ما أبي أكون مجبورة على اسم أدهم!
عبدالله يربّت على شعرها وهو يهتف بحدةٍ ونبرةٍ عنيفةٍ يؤكد بها أنّه لن يسمح لاجتماعهما يومًا : بينتهي كل شيء ، بخلي وجوده عدم ولا كأنّه ارتبط باسمك في يوم وكوني واثقة بهالشيء!


يُتبــع . .

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 05-03-16, 11:24 PM   المشاركة رقم: 720
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




،


دخَلت للجنـاح وهو كان متأخّرًا خلفها بعد أن ذهبَ يتفقّد امه إن كانت نائمةً أمْ لا كما كانت قبل أن يذهبَ إليها، في حين كانت هي قد بدّلت حقيبتها الصغيرة بأخرى كبيرة حين كانت في منزل أمها، بدلتها فقط كي تسِع ما أخذته من هنـاك.
ابتسمَت بخجلٍ وهي تعلّق عباءتها وتضع الحقيبة على السرير بحرص، ومن ثمّ ذهبَت للخزانة حتى تخرج قميصَ نومٍ أبيض، دخَلت للحمـام بعجلٍ لتبدّل ملابسها سريعًا دونَ أن تستحمّ ومن ثمّ خرجَت وهي تربطُ الروبَ الطويل عليها، كان حينها قد دخَل وتمدد على السريرِ بثوبِه دونَ أن يبدّله، يُمسك بهاتفهِ كي يضيع وقته حتى تخرج، وحين سمعَ صوتَ باب الحمام رفعَ وجههُ باستنكارٍ هاتفًا : غريبة طالعة بدري ، دايم تآخذين لك ساعة وأنتِ تتروشين.
ابتسمَت بحرَج : توني أنتبه إنّي أتأخر.
ابتسمَ في المقابل : تعالِي بس ما علينا من هالموضوع ، وش هيَ المفاجأة؟
أسيل تقتربُ من السرير حتى جلَست بجانبه مباشرةً وهي تُميل رأسها قليلًا وتلفظَ بمشاكسة : حزّر !
لوَى فمهُ بضجر : مو وقتك كافي إنّك خليتيني أحترق بفضولي أوّل.
ضحكت : خلّك ثقيل شوي اترك عنك هالحركات.
شاهين : تمــااام بردّها لك بس خليني الحين أعرف وش وراك .. قرّبي طيب؟
أسيل تضعُ سبابتها على شفتيها : ممم شيء أكيد إنك منتظره من زمـان.
شاهين يعقد حاجبيه قليلًا : هو حلو؟
أسيل : هههههههههههه يعني بيكون شين وأخليه مفاجئة؟
شاهين باستغراب : وش الشيء اللي انتظره؟ * قطّب جبينه وهو يفكّر بعمقٍ قبل أن ترتخي ملامحه فجأةً ويهتفَ ببهوت * لا تقولين حامـل؟!
أجفَلتْ ملامحها وعلَت الصدمة عينيها من تلكَ الفكـرة، نبضَ قلبها وازدردَت ريقها وهي تُشتت عينيها ورعشةٌ سرَت في أطرافها ، وفي لحظـةٍ خاطفـةٍ تزاحمَت الأفكـار في رأسها ، كيف لم تضع ذلك في عقلها؟ كيف لم تفكّر أنهـا قد تحملُ في رحمها ابنًا لشاهين! ليسَ لمتعب ، بل لشاهيـن !! وكـأنّ علاقةً كهذهِ لم تكن لتتوّج قط بابن! ما الذي تفكّر به؟ ماهذه الغصّة التي تزاحمَت في حلقـها؟ ما هذا الجنُون الذي تفكّر به؟ الدونيَة! شتت عينيها المصدومتيْن في كلّ الجهـات عدا شاهِين ، خافَت في تلك اللحظـة أن يقرأ أفكـارها، أن يكتشف حقارةَ ما طرأ في عقلها، أن تجرحهُ بعدمِ التجـاوز هذا والذي وصَل حدّ أن يؤذِيـه !
في حينِ كان شاهِين قد مدّ كفيْه ليضعهما على كتفيها ويلفظَ بصوتٍ حملَ الكثير من الأمـل : قولي إنّك حامِل!
ابتلعَت ريقها مرةً أخرى وهذه المرة بصعوبةٍ أكبر، أخفضَت رأسها قليلًا وهي تهزّ رأسها بالنفي، تنفضُ مع تلكَ الهزّةِ خوفها من تلك الفكـرة ، رفضها! رفضها الموجِع لهُ إن علِم، بينما زفَر شاهين بأسى وهو يبتسم : ما عليه تونا بدرِي على العيـال والشقى . . وش المفاجأة الحلوة أجل؟
رفعَت رأسهـا بصعوبةٍ إليه وأعاصيـرٌ تقتلعُ هدوءَ صدرها الذي أنّ بعنفِ نبضاتها، وبنبرةٍ باهتـةٍ ترتعِش : صور .. زواجنـا . .
شاهين يعقدُ حاجبيه قليلًا قبل أن يتأوّه بخفوتٍ ومن ثمّ يبتسم : اووووه نسيتها ..
مررت لسانها على شفتيها لترفعَ كفها وتضعها على جانبِ رأسها الأيمن ناطقةً بوهن : قلت للمصورة ترسلها لأمي ووصلت من فترة طويلة بس نسيتها .. وتوّي اليوم تذكرتها.
ابتعدَت عنه قليلًا لتمدّ يدها نحوَ الحقيبةِ الكبيرة التي احتوتْها ، أخرجتها أمام عينيه وهي تبتسمُ باهتزازٍ محاولـةً طردَ ما قالَ قبل لحظاتٍ من عقلها حتى لا يشعر : ما فتحتها في بيت اهلي ، حبيت نشوفها مع بعض.
لازالَ يذكـر ، حتى هي! كيف أنّ ذاك اليوم كـان نقطةً سوداء أكثر مما هو أبيـض، كـان يومًا تحشرجَ بمشاعرَ مضطربـة ، لازالا يذكران ، كيف أن تلكَ الصورَ كـانت زائفة ، ابتسامتها ، وابتسامته! بل أنّ ابتسامتهُ كانت صادقةً حتى مع غضبِه وقهرهِ منها يومذاك ، حتى مع كلماتِه القاسيـة التي كـان يلقيها عليها وتصمتَ هيَ بذنبْ.
اقتربَت منهُ لتجلس بجانبهِ مباشرةً في حين أشـاح نظراته عنها بعد أن كـان يُتابعها بصمت ، لم يكُن متلهفًا للصورِ في الحقيقة، أبدًا! فهوَ الآن سيَرى نظراتها الحزينة ، ابتسامةً كاذبـةً على شفتيها ، سيرَى الرفضَ الذي كـانت تغرسهُ بخنجرٍ مسمومٍ في صدرِه . . لم يكُن يريدُ رؤيـة كلّ هذا!!
فتحَت أولَ صورةٍ لتنكشِفَ ملامحهما، لتتكررَ تلكَ الليلة التي رفضَت فيها أن يزفّ إليها، اصتدمَت عينـاه بملامِحه، كـان بالرغم من غضبِه يبتسم بصِدق ، يُحيط خصرها النحيلَ ورأسها يلامسُ صدره . . انحدَرت حدقتـاه إلى ملامحها، ليرى بسمةً رقيقةً من يراها يقرأ فيها سعادة عروسٍ خجول، لكنّه هو، لم يكُن ليرى إلا الحقيقة! لم يكُن ليرى الا الزِيف الواضح لعينيه في تلك الابتسامة والمتخفّي عن النـاس.
كـانت تثرثرُ على أسماعِه بأحادِيث قليلة، خجولة، لكنّهُ لم يكُن ليسمعها الآن وصوتُ عينيها من الصورةِ يُحادِثه، لم يكُن يسمعُ سوى صوتِ الرفضِ من الصورة، صوتِ النفور الذي أخبرته بكلّ وضوحٍ قبل تلك الليلـة به، ليسَ فقط قبل تلك الليلة ، بل منذ تمّ عقدَ قرآنِهما واتّصلت بهِ أوّل مرةٍ تخبره أنّها لا تريده!!
قلَبت الصورةَ لأخـرى، لوضعيّةٍ أخـرى ، شفاهه تلامسُ رأسها، عينيها للأسفَل حزينة، من يراها يظنُّ فيها الخجـل! لكنّها حزينة ، تعزفُ نوتاتٍ من أبجديّةِ البيانُو الجريح.
زمّ شفتيهِ وهو يشعرُ بصدرِه ينفعل رغمًا عنه ، كـان قد قرر نسيـان كلّ شيء، فلمَ تأتِي وتُذكّره؟ قـال لها بأنّهما سيبدآن صفحةً جديدة، سينسَى كلّ شيء، فلمَ تأتِي الآن وتذكّره؟ تجعل ظنونًا كثيرةً تشيجُ في صدره، هل لازالت ترفضه؟ هل بقيَ فيها ولو - سُدس - رفض؟ كـان ذلك السؤال قد غـاب عن عقلهِ كليًا، أو أنّه تجـاهله، تجاهلهُ ليعيشَ معها بذاتِ سعادتِه!
كادَت تقلبُ الصورة لأخرى في اللحظة التي انحدَرت فيها عيناهُ لكفّها، انتفضَت فجأةً حينَ شعرَت بكفّه تمسك كفها كي يمنعها، وصوتُه انبعثَ إليها باردًا جامدًا يحمل الكثير من الغيظِ المكبُوت : خـلاص ، أبي أنـام ما ودي أشوف شيء ثانِي.
رفعَت عينيها إليهِ باستنكارٍ وهيَ تقطّب جبينها، حينها قرأت في عينيه غضبًا يحاولُ اسكانهُ في صدرهِ كي لا يظهر أمـامها، ابتلعت ريقها باضطرابٍ لتهمسَ بقلق : وش فيه؟
شاهين بجمود : ولا شيء .. تعبان وأبي أنـام بس ، الصور أقدر أشوفها بأي وقت!
هزّت رأسها وهي تُغلقُ المغلّف بانكسـارٍ واضِح، ابتعدَت عنه وهي تتناولُ حقيبتها لتتّجه نحو التسريحة وتضعَ المغلّف عليها، في حين علّقت حقيبتها جانبًا بينمـا تمدد هو وتلحّف بمفرشِ السرير بصمتٍ بعد أن خلعَ ثوبَه وبقيَ بملابسهِ الداخلية ، اتّجهت نحوَ مفاتيح التحكمِ بإضاءة الغرفة لتُغلقها ويحلّ الظـلام الذي أخفَى ملامحهُ القاسيـة، ما الذي حدثَ لهُ فجـأةً ليغضب؟ كـان يضحك معها قبل قليل!! . . قطّبت جبينها وهي تخطُو نحوَ السرير لتجلسَ بجانبه، رفعَت المفرشَ ومن ثمّ تمددت موازيةً لعُ تسكُن بينهما مسافةً تكفِي لتشعر بدفء جسده، راقبَت ظهرهُ المُدارَ إليها بصمت، واقتربَت منه بتلقائيةٍ أخيرًا لتضعَ كفّها على كتفهِ هامسةً بتساؤل : شاهين أنا مسوّية شيء غلط؟
استدارَ إليها ما إن شعرَ بأنفاسها تلامسُ عنقه بدفئها، أحاطَ خصرها بذراعهِ ليقرّبها منهُ ويدفنها في صدرهِ هامسًا : لا ، ما سويتي شيء .. نامِي الحين وإذا عندك أي شيء خليه لبكرا وراي دوام.


،


الثامنـةُ صباحًا . .
يجلسُ خلفَ مكتبهِ بملامحَ مرهقةٍ بعدَ تأخّره في النومِ البـارحة، يقلّب ملفًا بينَ كفيْه دون تركيزٍ وهو يقطّب جبينه من الصداعِ الذي يكادُ يفتكُ برأسِه . . مدّ يدهُ نحو هاتفِ مكتبهِ ليرفعهُ ويطلبَ لهُ قهوةً حتى يستطيع التركيز قليلًا، وما إن أغلقَ حتى عـاد الهاتف ليرن .. رفعهُ بتلقائيةٍ كي يجيئهُ صوت سكرتيره من الجهة الأخـرى : معليش طال عمرك حبيت أبلّغك إن سعد اليوم موجود بالدوام.
عقدَ حاجبيهِ قليلًا ليلوِي فمهُ ويهتف بسخرية : أخيرًا .. ما بغى يجي والله ويشرّفنا بوجهه الحلو ... ارسله لي الحين.
السكرتير : حـاضر طال عمرك.
أغلقَ ليمرر كفيه على رأسهِ بمزاجٍ سيءٍ قد يصبّه الآن على سعد، كـان قد غادرَ صباحًا حتى دونَ أن يلتقِي بغزل خوفًا من أن ينحدرَ هذا المزاجُ عليها ويفرّغه فيها ، والآن تضاعفَ سوءُ مزاجهِ حين علمَ بوجودِ سعد.
مرّت عشرُ دقائِق قبل أن يُطرَق بابه الذي كـان سعد خلفه ينظُر للسكرتيرِ بصمتٍ مُدقّق ، لم يعُد نفسه! كـان قد سمعَ قبلًا أن السكرتير السابقَ توفِي في حادِث سيّارة ، أليسَ هو ذاته من ساعدهُ هو وإبراهيم مرةً كي يقتحما مكتبَ سلطان؟ .. لم يشعر الآن أنّ لابراهيم يدًا في موتِه حتى يطمئن لعدمِ اكتشاف سلطان لهما إن استيقظَ ضميره؟
سمعَ صوت سلطان يأذن لهُ بالدخـول، فتحَ الباب ليدخل ويلقي السلام على سلطان الذي ردّه، وقفَ أمام مكتبه وهو يهتف بهدوء : سم أستاذ سلطان.
سلطان بسخرية : أبد طال عمرك وش اللي مخليك تتنازل اليوم وتشرفنا؟
سعد بهدوء : عارف إنّي انقطعت عن الدوام فترة طويلة . .
سلطان يقاطعه بحدة : فيك الخير وأنت عارف .. ممكن تفسّر لي سبب هالغياب ولو إنّ أي عذر ما يغفر لك؟
سعد الذي كـان قد جهّز عذره قبلًا : امي كـانت تعبانة من فترة وزاد عليها التعب وبسبب هالشيء أخذناها على المستشفى وجلست مرافق لها . .
عقد سلطان حاجبيه وقد هدأ غضبه فجأة ليهتف بنبرةٍ ذهبت عنها الحدة : افا ! سلامتها ما تشوف شر ، وش فيها الله يطول بعمرها؟
سعد : كـانت تشتكي من قلبها وتطوّر الوضع وجتها ذبحة بس كانت هيّنة ولحقنا عليها.
سلطان : لا حول ولا قوّة الا بالله سلامتها ما تشوف شر.
سعد وهو يشعر بالذنب لكذبِه الذي ارتبطَ بأمه وفي صدرهِ يدعو الله أن يحفظها لهُ ولا يصيبها شيء : الله يسلمك الشر ما يجيك ..
سلطان : خلاص معذور يا سعد وإذا بغيت إجـازة أكثر من كذا أو مساعدة مني أبشر.
سعد وضميرهُ يلتوي بذنب : ما تقصر.
سلطان : تقدر تتفضل لشغلك الحين والله يحفظ لك الوالدة ولا يوريك فيها شر.


،


كانت تجلسُ في المقعدِ الذي بجانبِه، تركَت دوامها للجامعة اليوم كمـا تركَ هوَ عمله حتى ينتهوا من كلِّ شيءٍ اليـوم .. بعدَ قليلٍ ستـراه ، سترى من يُسمّى والدها! . . شعرَت بحنجرتها تضيقُ بما يُسمّى - غصّة -، لو أنّ الأمـر بيدها لما رضيَت بما سيحدث! لكنّها حينَ فكّرت ليلًا بكل شيءٍ اقتنعَت أنّ هذا هو البديهيّ، أن تعودَ لهويّتها الحقيقيّة التي لم تُرِدها، وبالرغم من أنّ كل شيءٍ شائك وصعب كما قال لها عبدالله ، تحديدًا من جهةِ دور الأيتـام، فليسَ سهلًا أن ينسحب اسمها فجأةً بعد أن يتمّ نسبها لوالدها الحقيقي، كـان لابدّ من إجـراءاتٍ كثيرةٍ قبلًا، لكنّ - والدها - يستطيع أن يتخطّى كل ذلك بعلاقاتِه وتعاملاتِه.
ابتسمَت بسخرية ، من هو والدها هذا؟ يبدو من كل هذا الحديث أنّه رجلٌ معروفٌ ولهُ نفوذٌ كبيـرة . . لا تريد أن تراه! بحجمِ ما أرادَت قبلًا أن ترى من ظنّته والدها وجهًا لوجه هاهيَ الآن تنفُر من تلكَ الرؤيـة.
استدارَت إلى عبدالله حين جاءَت صورة أدهم لمخيّلتها ما إن طرأ في عقلها - من ظنّته والدها -، والد أدهم! . . وبتلقائيةٍ لفظَت بصوتٍ جـاف : يبه . .
ابتسمَ وهو يُدير رأسهُ إليه بسرعةٍ خاطفة ومن ثمّ ينظُر نحو الطريق : عيوني.
إلين تبتسم ببهوتٍ رغمًا عنها : تسلملي عيُونك . . * أردفت بصوتٍ مُمتلئٍ بالازدراء * ليه ما تتّصل بأدهم وتخلينا ننتهي من موضوعين بنفس اليوم؟! قلتلي إن هالزواج مثبّت في المحكة صح؟ خلنا أجل نتصرف اليوم وننتهي منه وبهالطريقة يطلع أدهم من حياتِي مثل ما دخلها غصب عني.
صمتَ عبدالله لوقتٍ وهو ينظُر للطريقِ وكأنّه يفكّر بذلك، تعمّق تفكيرهُ ولم يردّ عليها بينما بقيَت هي تنظُر نحوهُ بتركيزٍ تنتظرُ حركتـه التاليـة والتي لم تكُن إلا أن رفعَ هاتفـه حتى يتّصـل به . . بأدهم!


،


يعمـل برتابـةِ عملهِ المُعتـادة/المُملـة! لم يؤمن يومًا بأنّه صبورٌ إلا حيـنَ أصبَح عملهُ هنـا، يجبره هذا العمل أن يتعامـل مع فئـآتٍ كثيرةٍ من النـاس، وكم من مرّةٍ قابـل رجلًا عديم أخلاقٍ وصبر على عدمِ صبرِه وكلمـاته وهو يقـاوم رغبتهُ في تحطيمِ فكّه، لم يعتَد يومًا أن يتجاهل الإسـاءة، لكنّ عمله كـان يجبره، وهذا يدفعه ليستنكر سبب عدم موتِه من ارتفـاعِ ضغطِه لأنّه كبَت رغبةً في الضرب!
أنهَى معاملاتِ أحدِ العُملاء وما إن انتهَى حتى اهتزّت الطـاولة برنين هاتفه الذي أخرسَه حتى لا يُكشف، فكم من مرّةٍ وقعَ في مشاكلَ مع مديره لأنّه يترك عمله ويُحادثُ في هاتفه.
تنـاول الهاتفَ وهو يتذمّر بحلطمـة، بينما نظر لهُ زميله بقلقٍ وهو يهتف : يا حبّك للهواشات من صباح الله . . مستحيل تمشي على القوانين أنت؟
لم يردّ عليه أدهم وهو ينظُر لشـاشةِ هاتفهِ ببهوتٍ من الرقمِ الذي لم يكُن سوى رقم عبدالله ، لمَ قد يتّصل بهِ في هذا الوقتِ من الصبــاح؟
ردّ بتلقائيةٍ ليضعَ الهاتفَ على أذنه ويهتفَ بصوتٍ مستنكر : نعم . .
عبدالله بهدوءٍ ودونَ مقدّمـات : أبي أشوفك خلال سـاعتين عند المحكـمة عشـان نخلص من زواجك بإلين ...


،


نظرَ لهُ بوجومٍ وملامحَ متضايقـة قبل أن يهتفَ بحدة : ياخِي أنت بتورّطني على بالك أنا واسطة عندك بهالمستشفى؟
فواز برجـاء : ياسر واللي يعافيك بقدر أتحرك شوي بس جيب لي كرسي متحرك وخلّى ممرضة تساعدني وكثر الله خيرك.
ياسر برفض : ياخي جسمك ماهو متحمّل حركة كثيرة خاف الله في نفسك!
فواز بإصرار : ما عليك أنا بخير ، وإذا شفتها بطيب أكثر بس تعاون معاي.
ياسر بحنق : وش المكافأة اللي بتدفعني لهالشيء؟
فواز بابتسامة : الدم كافِي اترك عنّك الطمع!
خرجَ ياسر بغضبٍ وهو يتمتمُ بحدة : يا صبر أيوب.
ضحكَ فوّاز وهو يدرك أنّه بخروجهِ هكذا غاضبًا قد وافقَ على مضض، سيـراها الآن ويكحّل عينيه المتصحّرتين بها، ببياضِها الذي سيكُون شاحبًا الآن ، سيرآها أخيرًا! كيف يقولون لهُ بأن يتركها وهو الذي يحترق الآن لـ - لمحة -؟ يا جنونهم! يا جنُون ما يفكّرون بِه.


.

.

.

انــتــهــى

البـارت الجـاي راح يكون طويل جدًا جدًا وعن بارتين وبإذن الله يرويكم عن البارتز المتوسطة ، فيه أحداث وصدامات حلوة بتكون بين إلين وأدهم ()

ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 02:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية