كاتب الموضوع :
كَيــدْ
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
،
تحرّك نحوَ غرفتـهِ وهو يضغطُ على رقمِ فوّاز مكررًا محـاولة اتّصالـه بهِ ليجدها مغلقًا كما هو الحـال منذُ يومينِ تقريبًا! .. عقدَ حاجبيهِ بضيقٍ وهو يهمس : وش السالفة؟
أنزلَ هاتفهُ ليضعهُ في جيبِه وهو يزفُر ومن ثمّ يلوِي فمهُ بقلق، وقفَ للحظتينِ مفكّرًا فيما قد يجعلُ فوّاز يغيب عن الردِّ طيلةَ تلك السـاعات لُينهي أفكارهُ تلك بأن همسَ بقلق : اللهم اجعلـه خير.
عـاد ليمشي نحوَ غرفته وهو يضع احتمـالاتٍ عديدة لعدمِ ردّه ويبتعد عن السلبيِّ منها، وما إن أصبحَ أمـام بابِ غرفتهِ حتى شعرَ بعاصفةٍ مرّت بجانبِه، رفعَ أنظارهُ متفاجئًا نحوَ جنـان التي كانت تركضُ نحوَ غرفتها وصوتُ بكائها الخافتِ يصلُ إلى أذنيه، لمْ يكُن يحتـاح لحظةً حتى يفكّر أو يستوعب، بل لحقَ بها بهرولةٍ مباشـرةً وهو يهتفُ باسمها بصوتٍ قلقٍ وما إن دخَلت لغرفتها حتى أغلقَت البـاب قبل أن يستطِيع الوصول إليها : جنــــان !! جنـاااان وش فيك ؟ جنــااان
صرخَت تلك ببكـاءٍ من الداخِل : اتركــنــي بروحي ..
فارس يقطّب جبينه بقوّة : وش فيك وش اللي صار؟ افتحي البـاب.
صرخَت بقوّةٍ أكبـر : قلت اتركني ما أبي أحد.
فارس بحدّة : ماراح أتركك افتحي الباب وقوليلي وش صار.
جنان بصرخةٍ متألّمة تبعها نحيبٌ عالٍ بانكسـار : اسأله هو ، اسأله هو السبب بكل اللي أنـا فيييييه !!!
فارس باستغراب : مين؟
جنــان بشهقاتٍ متاليةٍ تخترقُ كلماتها : مين غيره أبوك ، من غيره أبُوي اللي المفترض يكون ابتسامة لي ماهو دمُووووع!!
تحرّك فـارس ببهوتٍ ليبتعدَ عن غرفتها حتى يتّجه لغرفـة والدها وهو لا يستطيع أن يستوعب ، ما الذي فعلهُ والدهُ لتبكِي بعذا الشكل؟ أيعقلُ أن يكون بسبب فوّاز؟ .. اشتعلَت نظراتهُ بحدّةٍ وهو يتّجه للطابق السفلي الذي كـانت غرفة والدهُ فيها .. لقد طفحَ الكيل ، لقد طفح !!!
،
يبحثُ عن خاطرةٍ منسيّةٍ بينَ كومـاتِ الورق، كان لتوّهِ وضعَ الهاتفَ بين كتفهِ وأذنهِ كي يستعمل يديه في البحثِ في الأوراق وهو يُخاطبُ أدهم بتذمّر : قلّل اتصالاتك ياخي!
أدهم يرفعُ إحدى حاجبيه : ممكن أفهم ليه يا الأخ؟
متعب بضيق وهو لا يُريد أن يقول بأنّه يخشى عليه من أيّ خطرٍ حولهُ قد يصلُ إليه عن طريقِ مُكالمة! : قللها وبس ويا حبّذا لو تصير معدومة بعد.
أدهم بحنق : والله عشنا وشفنا صاير الأخ ماجِد يتطاول ويأمر وما يبينا بعد! وش بقى ما صـار ..
متعب بضيق أكبـر : لا تفهمني غلط.
أدهم بغضب : وش اللي ما أفهمه غلط تظن إنّي مو فاهمك؟ فاهمة حبيبي ما يحتـاج .. مسوي خايف علي يا حمـار !! تطمّن حتى لو صار لي شيء عادي أنا واحد حقير مو لازم يعيش بس أنت! وراك ام تبكِي عليك ووراك أهل أنا ما وراي إلا نفسي والنـار الله يحرقني فيها ..
أطلقَ كلماته المجنونةَ تلك بغضبٍ ناريٍّ ليغلقَ الهاتفَ مباشرةً تحتَ صدمةِ متعب التي اتّسعَت عينـاه بذهولٍ غيرَ مستوعبٍ ما قـاله، في اللحظـة التي كان يُمسكُ فيها بتلك الورقةِ التي كـان يبحثُ عنها ، تلك الورقةِ التي خُطّت عليها كلمـاتٌ كانت بسيطةً إلا أنّها عميقةٌ رتّلها في لحظـاتٍ لم يجِد فيها سوى أدهم الذي أخرجهُ من ضلالٍ كاد ينهكه . .
رأيتُ حتفِي ، وأضاءَت نهايـة الحيـاة بظلامها!
رأيتُ نقطـة الممـات ، حينَ انسكَب الدمُ مـاء
ومن ثمّ سطـع الذي أخرجني من الظلمـات
حين أصبحَ الأخُ - أدهم - والعدوَّ أخِي.
أراد إحراقها ، إحراق كلّ شيءٍ قد يكون فيها اسمه ، قد يكُون فيها اسمُ أدهم حتى لا يعرفهُ أحـد ، حتى لا يصلهُ الخطـر منه أبدًا ، حتى هذهِ الشقّة التي استأجرها باسمِه لن يبقى فيها وسيتركها ، أرادَ حمـايته! فقط حماية الأخ الذي لم تلدهُ أمه.
،
ارتدَت عباءَتها على عجلٍ وهاتفها يرنُّ صارخًا باسمِ شاهين الذي ينتظرها في سيارتِه، تناولت حقيبتها لتهرولَ خـارجةً من الجنـاحِ ومن ثمّ تنزلُ متجاوزةً عتبةً واثنتين من عجلتها، خرجَت لتجد امه قد وصلَت قبلها وكانت هي آخر من وصَل، فتحَت البـاب المقعدِ الذي كان خلفَ شاهين بما أنّ علا كانت تجلسُ في الأمـام، جلست لتهتفَ باعتذار : معليش تأخّرت عليكم.
شاهين بضيق : الله يهديك أكره ما علي الانتظـار ذا.
أسيل بحَرجْ : معليش.
تأفأف ليتحرّكَ بمزاجٍ كـان سيئًا بالفعل، ولم يكُن هنـاك من قد يستشفّ سوءَ مزاجِه كعُلا التي عقدَت حاجبيها وهي تنطُر نحوهُ لتلفظَ بتساؤل : وش فيك متضايق؟
نظرَ شاهين نحوها نظرةً خاطفةً أعـادها نحوَ الطريق، وكأنّه كـان ينتظرُ فقط سؤالها لينفجر : كالعادة بثارة نـاس بالشغل عندي . .
صمتَ لثانيتن ليردفَ بحدة : وكأنّي ناقصني تخلف جديد، أكـره ما عليْ يجيني شخص مسوّي إنه فاهم ويقولي لا! لازم تسوي كذا وكذا وكأنّه هو الدكتور اللي بعرف اللي يصير واللي ما يصير.
تذكّر في تلكَ اللحظـة سندْ، حينَها شدّ على أسنانها ليهتفَ بحنق : بزرنـة !!
عقدَت أسيل حاجبيها من الخلفِ لتنطقَ علا بحنـان : ما عليك يا ولدي اصبر عليهم وأجـر إن شاء الله ، ما تدرِي بحال هالناس ما يستوعبون هالشيء وتحركهم عواطفهم تجاه القريبين منهم.
شاهين بانفعال : أي ، بس لمّا توصل المواصيل لخارج إطـار الشغل وتصير شخصية هنا ما فيه مجال للصبر * يقصدُ سند * ، تخيلي ناس توصل إنها ممكن تأذيني أنا شخصيًا عشاني بس ما رضيت أسوي عملية خطيرة لقرايبهم ! تخــلـــف !!!
عُلا بحدة : محد يقدر يأذيك بأذن الله ، اصبر وربي بيكُون معك.
شاهين بزفرة : والنعم بالله . .
انطفأ الحديثُ واشتعـل الصمت، أعـادت أسيل ظهرها للخلفِ وهي تستمعُ لموسيقَى أنفاسِهم التي هدأت دونَ أن يغرّد صوتُها بينهم، ومضَت الدقائقُ قبل أن تتوقّف سيارة شاهين أمـام منزل فوَاز الذي جاءت أسيل إليه لأجل امها ومعها علا، نزلَت أسيل في حينِ أطفأ شاهين السيـارة كي ينزلَ هو الآخر مساعدًا لأمه ومنها سينظُر لعمّته . . مضُوا نحو البـاب وهوَ يمسك بأمّه حتى فتحَت الخـادمة البـاب وأدخلتهم للمجلِس . . وبعدَ دقائق طويلةٍ من الحديثِ الروتينيِّ والسؤال عن حـال فوّاز وردّ امه الحزين كـان شاهين يقفُ ليرحـل على أن يعُود لهم في ساعةٍ أخرى .. وقفَت أسيل لتوصله، وحين أصبحَ أمام الباب ابتسمَت وهي تُمسكُ يدهُ لينظرَ نحوها مبتسمًا بخفوت : في عيونك كلام وش عندك؟
أسِيل بخجل : عندِي لك مفاجئة بوريك فيها بالليل.
اتّسعَت ابتسامتهُ ليكسرها في النهاية بأنْ عضّ شفتهُ السُفلى، أخفضَ رأسه إلى وجهها قليلًا ليهمسَ بحبُور : وش هي؟
أسيل بمشاكسة : ما راح تصير مفاجئة.
شاهين : يلا عاد عشان أنتظرها.
أسيل : لا لا ماراح أعلمَك الا بوقتها.
شاهين : أسيلوه عن البزرنة بتخليني احترق الحين؟
أسيل بضحكة : وش بقّيت للبَنات.
شاهين بحُب : ما بقى للبنـات شيء كل شيء أنتِ أخذتيه ، الجمال الأنوثة النعومة كل شيء متعلق بالانثى أنتِ . .
تصاعدَت الحمرة لوجنتيها لتمرر لسانها على شفتيها بربكةٍ وهي تضمُّ كفيها وتهمسَ ببحّة : لا تحاول بهالحكِي ماراح أعلمك.
قرصَ وجنتها بحب : خلاص يا مشاغبة بصبر وأمري لله . . يلا أستودعك ربّ الجمـال اللي انخلقْ فيك.
ابتسمَت بخجل : استودعك ربّي.
،
فتحَت البـاب وهي ترتدِي فستانًا طويلًا ناعمًا انسدلَ على جسدها بلونٍ ليلكيّ، ترفعُ شعرها الليليّ في حينِ تناثرَت خصلاتٍ حولَ وجهها وعلى عنقها بشكلٍ فوضويٍّ أكمـل لوحةً من الجمـال مع وجهها المزيّن بمكياجٍ تبرعُ فيهِ يديها، ابتسمَت غيداء بفرحٍ ما إن رأتها لتقفزَ محتضنةً لها بفوضويّةٍ وهي تهتف : يا حمـــااارة وحشتيني . .
ابتسمَت غزل : يلعَن أبو الحُب المعوّق ذا . .
ابتعدَت عنها غيداء بعد أن طبعَت قبلةً على وجنتها لتتلطّخ بأحمر شفاهها الوردي، لم تنتبه غزل إذ لفظَت بترحيب : حيّاك الله شلونك يا الفصعونة؟
غيداء : الحمدلله نشكر الله.
ظهرَ في تلكَ اللحظـة سلطـان لعيني غيداء التي صرخَت بفرحٍ وهي تركضُ نحوهُ بطفوليّةٍ لا تليقُ إلا بفتياتِ الروضة : سلطــــانـــي !!
قفزَت لتتعلّق بعنقه وتقبّل وجنته قبلةً قويّةً في حينَ كان هوَ يضحكُ بقوّةٍ وقد أحاط ظهرها النحيل حتى لا تسقط، وبتسلية : سمنتي صايرة ثقيلة.
غيداء تبعد شفتيها عن وجنتهِ التي تلطّخت في المقابل بأحمرِ شفاهها لترفعَ إحدى كفيها على عنقهِ وتمسحَ عليها وهي تلفظُ بدلال : لو أصير كبر الجمَل أظل أجمل من زوجتك.
سلطان : هههههههههههههههههه انشهد.
أدارَت غيداء رأسها نحوَ غزل التي كانت تراقبهما بصمتٍ لتضحكَ بلؤمٍ وهي تحرّك حاجبيْها : شايفة حتى زوجك يشهد إنّي أحلى منك ماهو بس المراية.
ابتسمَت ببهوتٍ وهي تعانقُ عضدِها الأيسـر بكفّها اليُمنى دونَ أن ترد، في حينِ أنزلَ سلطان غيداء بعد أن قبّل وجنتها ليهتفَ بلطف : اسمعِي غدو روحِي للمجلس وبتلحقك غزل ، ودي أحكِي معها بكلمة راس.
أخفضَت غزل رأسها في تلك اللحظـة ليسَ خوفًا من كونِه يريد الحديثَ معها بحجمِ ما كـان صوتهُ اللطيفُ كافيًا لجعلِ قلبها يتحشرج! هل تفتقدُ هذا اللطف في صوته؟ هل تفتقدهُ حقًا؟!
ابتسمَت غيداء بلؤمٍ لتوكزَ ذراعهُ بمرفقها وهي تهتفُ بخبث : ياخِي استحى على وجهك شوي شفيك مو قادر تصبر على المدام حتى وأنا موجودة!
نظَر إليها سلطان بصدمةٍ من حديثها، صحيحٌ أنّها كـانت كثيرًا ما تعلّق بتعليقاتٍ بسيطةٍ عليهما لكنّها لم تكُن يومًا تحمل إيحاءً عميقًا كما الآن : نــعــم !!!
انتبهَت غيداء لما قالت لتشعر بالحرجِ رغمًا عنها وتبتعدَ عنهم مهرولةً نحوَ المجلس : لا تتأخرون . .
زفـر سلطان وهو لا يستوعب ما قالت، لكنّه تركَ تفكيره للموضوع الآن وهو يوجّه أنظـارهُ نحوَ غزل التي كانت تصدُّ للجهةِ اليُمنى ولازالت تحتضنُ عضدها بكفّها الأخرى، تصلّب وجههُ بعيدًا عن الرقّة التي كـان يحملها مع غيداء ليقتربَ منها ويقطَع الخطواتِ الفاصـلة بينهما ، وبنبرةٍ حادة : كأنّي سمعتك تلعنين من شوي؟
عضّت شفتها وتلك اللعنـة خرجَت من فمها بتلقائيةٍ كمـا أنها لم تهتمّ بها ولم تتوقّع أن يسمعها منها! .. لوَى فمهُ بازدراءٍ وهو يُردفُ بصوتٍ مُحذّر : حـاولي ما أسمعها منّك ، انتبهي مني يا غزل ومن كل شيء أكرهه!
ازدردَت ريقها وهي تشتّت أحداقها عنه، لمَ غـادرت تلك النبرة اللطيفة معها هيَ لتحلّ القسـوة؟ لمَ تفتقدها أصلًا وتشعر بالخـواءِ دونَها ودونَ معاملتها الحنونةِ معها !!!
شعرَت بالضيقِ من نفسها، لكنّها صمتت، تريد أن تنفجر من جديدٍ وتشتمه مرةً أخرى من شدّة قهرها ، لكنّها صمتت . . في حينِ امتدّت يدهُ فجأةً ليُمسك بذقنها بهدوءٍ ويرفعَ وجهها نحوهُ حتى تقابلَت عيناها بعينيه رغمًا عنه، رمقَها ببرودٍ وهو يرفعُ كفّه الأخـرى ويمسحُ وجنتها التي كانت موشومةً بشفـاهِ غيداء، وبصوتٍ هادئٍ لكنّه كـان يملك من الخطِر الكثير : افهمي من سكوتِي قدام غيداء إنّي احترمتك ، فاحترمِي نفسك بعَد ولا تخلينها تدرِي بشيء ، لا تكذبين مثلًا وتقولين سلطان سيء! لأني وقتها بصير أسوأ وبخلي احترامك قدام النـاس في القاع . . مفهوم؟
هزّت رأسهـا بصمتٍ وهي لا تستطِيع أن تحيدَ بأنظـارها عن وجهه، وجهه الذي بات قاسيًا! قاسيًا جدًا !! قاسيًا بدرجةٍ يجعلُ صوتها يتحشرج ، لمَ يتحشرج؟
ابتسمَ سلطان بقسوةٍ وهو ينحنِي قليلًا نحوهـا ليقبّل وجنتها التي مسحَها من قُبلة غيداء، ومن ثمّ اتجَهت شفاهُه نحوَ أذنها ليهمسَ بصوتٍ ساخـر : مع السلامة يا . . غــزالتــي . .!
سرَت رعشةٌ في أطرافِها لتُغمضَ عينيها وهي تفغرُ فمها ، تبدّل المُصطلـح ، رحـل السابق، وجـاءها جديدٌ بأسلوبِ الملكيّة، بأسلوبٍ متملّكٍ قاسٍ! . . لم تُحبه! لم تبتسمْ لهُ كما السابقين، كما غزالة وغزال! لمْ تحبّه أبدًا كمـا أحبّت السابقين رغمًا عنها وشعرت بأنّ لها مذاقًا خاصًا يجري في أوردَتها.
ابتعدَ سلطان عنها ليتّجه نحوَ البـاب ويفتحهُ ومن ثمّ يخرج مُغلقًا لهُ خلفه، بينما تراجـعت هي للخلفِ قليلًا حتى التحمَ ظهرها بالبـاب، أغمضَت عينيها بقوّةٍ ويديها مطوّحتين بجانِبها . . لمَ يتغيّر كلّ شيءٍ بهذهِ السـرعة؟ لمَ هي بائسةٌ هكذا وحياتُها خُلقَت فيها لتتعذّب؟ لمَ هي بائسة؟ لمَ؟
،
ترجّل من سيـارته ومنذُ قليلٍ كـان يُحادثُ هديل التي أخبرتهُ بأنّ إلين بينهم وتضحكُ أيضًا!! . . صُدمَ صدمةً كافيةً لجعلهِ يترك كل ماقد يشغلهُ ويعودَ للمنزلِ قلقًا .. بحجمِ ما كـان يريدها أن تتجـاوز لكنّه شعر بالقلقِ مما قالته لهُ هديل!
اقتربَ من البابِ بعجلةٍ وما إن كـاد يدقُّ الجرسَ حتى تصاعدَ رنينُ هاتفه، بلل شفتيه وهو يضغطُ الجرسَ في اللحظةِ التي كـان فيها يُخرج هاتفه، نظَر للشاشـة دونَ مبالاةٍ لكنّ عدمَ مبالاتهِ تلك تلاشت ما إن رأى المتّصل الذي لم يكُن سوى الرقم الذي حادثَ بهِ أحمد ، وبصدمة : أحمد؟! غريبة وش مخليه يتّصل؟!
ضغطَ زرّ الاجابـة في اللحظـة التي وصل إليه صوتُ الخادمـة متسائلة " مين "، ليردّ بعجلةٍ وصوتُ أحمد يصلُ إليه بثقل " ألو " : أنا بو ياسر افتحي.
فتحَت الخادمة ليدخُل وهو يهتفُ بحدة : غريبة وش اللي يخليك تتّصل عليْ بهالسرعة.
أحمد ببرود : ولا شيء غير إنّي بقولك بكرا الصبح بتتعدّل أوراقها الثبوتية وبيتم كل شيء . . احرص إننا نلتقي وهي معك عشان نطلع لها بطاقة خاصة فيها باسم نجـلاء . .
.
.
.
انــتــهــى
موعدنا الجـاي مثل ما ذكرت بيكون الجمعة ، واعتقد بارت اليوم مشبع وفيه تطوّر بعد يا ويلها اللي تقول غير كذا :(
ودمتم بخير : كَيــدْ !
|