لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-15, 04:15 PM   المشاركة رقم: 521
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكُم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورِضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف خير وصحة وعافية



بارت اليوم مع إن المواقف فيه شوي قصِيرة لكني أشوفها دسِمَة ومهمة جدًا ، * أقصد الموقف الواحد مو البارت ككل * ؛ ركزوا شوي وأنتم تقرأون، + لي منكم شكر كبير جدًا ، كبير يتجاوز صدري وكبتي على تقديركم لي ولظروفي، توقت بنسبة 51% أشوف تعليقات توصلني بالآسك تتذمّر وتسيء لي كالعـادة، لكن ولا تعليق! لذلك إنا جدًا ممتنة لكم، لثقتكم ولصبركم، وأوعدكم إني بكُون محل هالثقة، وبحاول أعوضكم بعد امتحاناتي باللي يرضيكم بإذن الله ويرضيني ()
ممتنة لعيونكم اللي تقرأني ، وممتنة لأناملكم اللي ترسل لي حكِي يشرح الروح ، الله لا يحرمني ويسعدكم أضعاف السعادة اللي تزرعونها بقلبي :$

وهذا البـارت وصل لكم، قراءة ممتعة وانتبهوا يشغلكم عن واجباتكم الدينية والدنيوية

بسم الله نبدأ
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر، بقلم : كَيــدْ !


لا تلهيكم عن العبـادات


(56)




تعلّقت نظراتهُ بعينيها في حبلٍ قوي/ في جيدٍ متين، التهمَت قبضتهُ سبابتها التي لامَست كتفهُ بتحدٍ متمرّد، ودونَ أن يُحيد بنظراته بقيَ يشرحُ لعينيها خلجاتِه دونَ أن تفهمه، يتّصلانِ في بُعدٍ مؤلم/مُحرقٍ للسكُون فترَى دخان صبرهما يتصاعدُ من حولهما ليبعثَ في الأجواءِ المزيد من الحرارة. رفعَت ذقنها بكبرٍ وهي تنظر إليه بتحدي، ابتسَم رغمًا عنه لنظراتهِا وهو يشعر بارتخاءِ سبابتها في قبضتهِ دونَ أن تحاول سحبها وكأنها تُثبت لهُ قوّتها، نظراتها مغويَةٌ لشفتيهِ حتى يلامس رموشها المتقوّسةِ كجناحِ حمامةٍ حرّة، وبمـا أن رموشها بعيدة عنه، سحَب يدها إليهِ أكثَر عن طريقِ إصبعها ولامسَ بشفتيه باطنَ معصمها ليقبّلها قبلةً عميقةً أثارت زوبعةً من الإرتعاشِ في جسدها لتسحب يدها دونَ شعورٍ متفاجئةً من قُبلتهِ المُباغتَة.
ارتفعَت نظراته المبتسمةَ إليها وشفتيهِ ترسُمان بسمةً صغيرةً عابثـة، في حينِ شتت نظراتها بقهرٍ من بعثرتهِ لها وهي تُمسك معصمها بيدِها الأخرى حتى تُطفئ النار التي اشتعلت ببشرتِها وأحالت سكُونها وبرودها أمامـه إلى رمـاد، ولم تدرك ذلكَ إلا حين لمِحت نظراته السعيدةَ بتأثّرها، وكيفَ لا تتأثّر بِه؟ مهما تصنّعت البرودَ نحوَه تبقى مشاعرها فقيرةً إليه ولا سواهُ يغنيها عن الموتِ المُبرمجِ لسكُونها، يبعثرُها كيفما شـاءَ ليلملمها في لحظةِ جُرحٍ منهُ يجمّدُ انصهارها بِه، جمّعتَ بي كل العمليـات الكيميائية، أنا أنصهرُ بِلمستِك، لأتجمّد بجرحٍ منك، أتبخّر بنيرانِ سُخريَتك، لأترسّبَ في لحظةٍ على سطحك. منك لله! ما عاثَ بي أحدٌ قطّ فسادًا كما فعلتَ أنت.
ازدردَت ريقها وهي تشتت عينيها، في حينِ امتدّت يدهُ مرةً أخرى حتى يمسك بكفِّها ويحتويها كاملةً هذهِ المرة في كفّه، حاوَلت سحبها بحنقٍ دونَ أن تنظر إليه، إلا أنّهُ شد عليها بإصرارٍ لتزفُر باستياءٍ وتهتف : ياخي اتركني
سيف يرفعُ إحدى حاجبيه ويلوي فمهُ طاردًا ابتسامته، لفظَ بامتعاض : لا تقولين ياخي ، ماني أخوك
ديما بقهرٍ وجّهت نظراتها إليه لتنطقَ بغل : أقول ما أقول مو شغلك
سيف باستراخاءٍ وكفّه الحرة تلعبُ بالملعقةِ على الصحن في حركاتٍ دائريـة بينما الأخرى تداعبُ بشرتها بإبهامِه .. لفظَ بخفوت : التبلّد ما انخلق معك صدقيني ، تمثلينه بس ما أتقنتِ الدور
التوَت معدتها وهي تُدير رأسها عنهُ بغصّةٍ تواري حُزن أحداقِها المُظلمَة، وبهمس : التبلد ما انخلق معي مع إني أحتاجه ، دايم نكتشف إن الأشيـاء اللي ما انخلقت معنا هي أكثر شيء نحتاجها عشان نعِيش ، مثل الفقير المِحتاج للقناعة، والغني المحتاج للإحساس بالفقر، وأنا المحتاجة للطفل مثل ما احتجت للتبلد! ؛ وأنت كمان محتاج ، بس لقلب يحس باللي حوله
زمّ شفتيه ونظراته تتجمّد قليلًا كما كفّه المطوّقةِ لكفها الناعمة، الساخنـةُ بارتعاشاتِها المنفعلة، شدّ على يدها أكثر ونظراتهُ الهادئـة ظاهريًا والمتصلّبة جعلتها ترفعُ أنفها بترفّعٍ وهي تحاولُ سحب كفها منه، حينها احتدّت نظراتهُ قليلًا وهو يشدُّ عليها بقوةٍ ويلفظ بحزم : ما تحسين إن حياتنا صارت مبزرة؟ وش بقينا للأطفال؟
ديما بنبرةٍ مشدودة تنظُر إليه بقلة صبر : احنا الأطفال فلا تحاتي
سيف : وش تبين بالضبط؟ المفروض ثلاث سنين تعرفك فيني كشخص متكبر! خلاص أعترف إني واحد مكابر وش تتوقعين مني؟!
ديما تغصُّ بعبراتها ليخرح صوتها متذبذبًا مجروحًا : تكابر على أيش بالضبط؟ ما عندك شيء تكابر عليه
سيف بحدة : عندي مشاعر وأحس وعندي قلب عكس ما تظنين! في بالك إني أنبسط بالدموع وأفرح بحُزنك! غبية والله وما تعرفيني زين
ابتسمَت بسخريةٍ رافعةً زاويةَ فمها بينما الدموعُ تغص في عينيها : واو صدمتني صراحة! عندك مشاعر وما تنبسط بحُزني! تعترف إنّك سبب حُزني؟ تمنيتك تكُون كل شيء بس ما تكون دموعِي! تمنيتك تكون ولو غيمة صيف عابرة بس ما ترسل لي برقَك وتحرقني وتمشي! جرح الحبيب يذبح لو ما تدرِي!
تنهّد سيف بعجزٍ وهو يشعرُ بالصداعِ ينتشُر في رأسه، يعترف بأنّه يُكابِر على مشاعره، يُبدي عكس ما يُخفي، والحواجزُ بينهما ترتفعُ وأوّل تلكَ الحواجِز ماضِيه وقناعاتِه المبنية على ذاكَ الماضِي، أشبَع نفسهُ بأفكارٍ اقتنعَ بها، ولن يكُون إحناؤها عنهُ سهلًا، لذا " أُحبك " صعبةٌ عليه! أكبرُ من أن يستطيعَ نطقَها، أفعالهُ تثبت عكسَ تلك الكلمة، يُدرِك ذلك، وليس بمقدورهِ شيءٌ أمام سهامهِ الجارحةِ لها، والتي أصبحت تجرحه هو قبلًا كلّما رأى عينيها النازفتين بها بحزنٍ يلتمع.
شعرَ بها تحاولُ سحبَ يدها بقوةٍ أشد من ذي قبل ليُرخي يدهُ حتى يشعر بارتعاشها الواهنِ والذي كان يُسكنه بشدهِ لها، تركها وهو يزفر زفرةً أقربَ لآهةٍ عاجزَة، بينما لوَت هي فَمها وهي تُحارب دموعها اللامعةَ بين رمُوشها، تخنُق شهقةَ ألمٍ تتحشرجُ في صدرِها، تلوي الكلماتَ المختنقةَ في حنجرتها وتوأدها قبل أن تخرج لتشرح لهُ مدى ضعفها .. تحرّكت قدماها لتبتعد عنه بينما عضّ هو شفتيه بانفعالٍ ليُمسك بالملعقةِ ويرميها على الصحنِ الزجاجِي بقوةٍ مُحدثًا فرقعَةَ غضبٍ لا يستبعِدُ أن تكون حطّمت الصحن.


،


فتحَ بابَ غرفتهِ ليخرجَ منها وقطراتٌ من الماءِ تسقطُ من شعرِه بعدَ أن استحمّ وتركَ تجفيفهُ للهواء، كان قد عـاد للمنزلِ منذُ نصفِ ساعةٍ تقريبًا، دخَل ولم يجِد سُهى فاتّجه لغرفته مباشرةً واستحم بماءٍ باردٍ يُطفئ المشاعِر التي اشتعلَت في صدره منذُ الظهيرةِ وحتى هذهِ الساعةِ من الليل، لمَ يشعرُ بأن الأجـواءَ صارت حارةً طيلةَ الوقت؟ ليلًا ونهارًا، في أيِّ شهر هم من هذهِ السنة الهجرية؟ في الشهر الخامس ربما أو السادس! لا يهم، كل الشهورِ باتت في عينيهِ مُبهمَة، لا يُجيد الأيـام ولا يفقهُ منها إلا الليالي الطويلة.
رفعَ يدهُ ليضغطَ على جفنيه بإبهامهِ وسبابته بعد أن أغمض عينيه، اتّجه لغرفةِ سُهى ليضربَ الباب مرّةً ومن ثمّ انتظرَ إجابتها وهو يُمني نفسه بأنها غفرَت لهُ وإلا ما كانت لتُحدّثه بعد أن أفصحَ لها سابقًا عما يُريد فعله في موضوعِ نجلاء .. انتظرَ لثانيتينِ حتى وصلَ إليه صوتها الهادئ سامحًا لهُ بالدخول، حينها ابتسم بحيويةٍ وهو يفتحُ البابَ لتظهرَ لهُ جالسةً على السريرِ تقرأ كتابًا، رفعَت رأسها إليهِ وهي تضعُ الكتابَ جانبًا بينما اقتربَ منها مبتسمًا : صافي يا لبن
ابتسمَت رغمًا عنها : لا تمني نفسك
أدهم بإحباطٍ تلاشت ابتسامته : يلا عاد اعتذرت منك مية مرة
سهى تخلعُ نظارة القراءة وتضعها جانبًا : باقي منتظرة المليون
أدهم بوجوم : أستاهـل
سهى ابتسمَت من جديد : الحمدلله وأنت عارف
اقترَب منها حتى وقفَ أمامها، ومن ثم انحنى إليها قليلًا وهو يمسك رأسها ليقبلَ جبينها لافظًا بخفوت : أنا آسف مليون مرة
لوَت سهى فمها وهي ترفعُ حاجبًا بلؤم : ما أبي " آسف مليون مرة " ذي، تأسف مليون مرة جد
أدهم برجـاء : يلا عاد لا تذليني
سهى تمط شفتيها بـ " نذالة " : لا بذلك لين تكرهني أو تكره نفسك
أدهم يبتسم وهو يقبل جبينها مرةً أخرى : تعرفين إني ما أقدر أكرهك ، يهون عليك أكره نفسي يعني؟!
سهى بلا مبالاة : أيه يهون علي مثل ما هنت عليك وغلطت
أدهم ووجهه يتلونُ بإحراجٍ وذنب : آسف ، تعرفين إني لا عصبت أصير غبي
سهى بحدة : تصير وقح!
عضّ طرفَ شفتهِ بحرجٍ وهو يشتت عينيه عن عينيها الحادتين، وبضعفٍ تلبّسهُ حينَ شعرَ بحاحةٍ ماسة إليها في هذهِ اللحظة، دُونَ أن ينظر إليها، دون أن يحتفظ بثباتِ صوته، دُون أن تباغته ابتسامةٌ وكل بسمةٍ عابرةٍ قد تجيئه بعد مشاعِره اليوم ستنشطِر : طيب تسمحين لي أحط راسي بحضنك حتى لو زعلانة؟
تصلّب وجهها قليلًا وهي تتبّع بأسماعِها الحُزنَ في نبرتِه، الضعفَ والخـواءَ ليرقَّ قلبها رغمًا عنها وعن إهانتهِ لها وقسوتِه، فرُغم الجراحِ تذُوب القسوةِ في قلبٍ انتصفَت فيه الأمـومةُ له، الحنان، وهي التي تُدركُ أنه بالرغم من كونِ الفارق العُمري البسيطِ بينهما إلا أن طيْشهُ يجعلُ منه صغيرها ذو العشرِ سنين، يأسهُ يجعل منها الحدَّ الفاصِل لموتِه.
عقَدت حاجبيها وهي تكتمُ تأوّهاتِ قلبها وأنينَ حُنجرتها لأجله، ازدردَت غصّةً ساخنةً وهي تهمسُ لهُ بابتسامةٍ حنونة : تعال جعل من ردّك خايِب
ابتلعَ كلماتِ الحُزنِ التي زاحمتْ أنفاسه، ودونَ أن ينظر لوجهها استلقى بجانبها كطفلٍ وحيدٍ في كهفٍ نائي وليلةٍ قارسة، وضعَ رأسهُ في حُجرها كأنّما الدفءُ غادرهُ للأبَد واحتاجَ دفءَ جنسه، دفءَ الحنونِ من جِنسه! لمَ شعرَ الآن أن صدرهُ احتاجَ أمًا؟ لمَ شعر الآن أن حُزنهُ احتاجَ أمًا؟ لمَ شعر أن البرُودةَ تسللت إليه في لحظةِ غدرٍ من الدفءِ والوحدةِ وابتلعَتهُ في بؤسها، ليُناجِي دونَ شعورٍ حُضن أم! حُب أم! حنانَ أمٍ وسعةَ أم! .. لطالمـا عاشَ دونَ أن يفقهَ هذا المعنى فعليًا، لا يعرفُ أمه سوَى من صُور، شقراءُ جميلة، لم يعترف فيها والدهُ وتركها ليعِيش طيلةَ عمرهِ مع أمٍ أخرى، أمٍ تخلّت عن ابنةِ رحمها فكيفَ عساها تكُون أمًا له؟!!
أغمضَت سهى عينيها قليلًا قبل أن تفتحهما رافعةً كفها حتى تمسحَ على شعرهِ الرطِب بماءٍ لم يُغادِره، وبنبرةٍ خافتةٍ حنونة وشرارةِ حُزنهِ تصلها واضحةً لتلتهمَ سكُونها : شفيك حبيبي؟
أدهم بضيقٍ وهو مُغمضُ العينين يُظلمُ أحداقهُ عن الواقع : متضايق
سهى بحنان : ليه؟ * صمتت قليلًا قبل أن تُردف * الموضوع فيه هيَ؟
شعَرت بتصلّب رأسهِ فوقها وهديرِ أنفاسه التائهة، حينها زفَرت بقلةِ حيلةٍ لتهمِس : درَت؟
أدهم بضعفٍ يشدُّ على شفتيه وصُورتها تقتحمُ الظلامَ وتسكُن أحداقه : ما أدري ، بس علمت كفيلها، وما عندي علم إذا هو علمها أو لا
عمّ الصمتُ للحظاتٍ طويلة لا يقطعهُ سوى أنفاسها المستقرة بالرغم من كونها مُحملةً بأساها عليه، وأنفاسِهِ الساخنـة، الخارجةِ من أعمقِ حفرةٍ يقطُن فيها الحُزنُ والإنفعال، من رئتينِ التصقَت بها أنفاسها الطفولية ورائحتها التي شغَرت كل أعضائهِ وتوهّم هو أنه نساها، من ذا الذي ينساها؟ تمرينَ لتضعي اقتباسًا منكِ في كلِّ أرض، في كل زوايةٍ ومكَان، تمرّينَ لتُزهري بجمالٍ في كل زاويةٍ مُغفِرةٍ في هذهِ الأرضِ الخاويـةِ إلا منكِ، من ذا الذي ينساكِ؟ وأنتِ الفرضُ في الحيـاة والأرضُ الخصبةُ من فوقِ الجفاف.
قطّب جبينهُ وهو يُحاولُ محوَ صورتها على باطِن جفنيهِ ليراها مهما أطبقهما على حدقتيه، فتحَ عينيه مباشرةً وهو يتنفّس بضيقٍ يُمحقُ سكُون أنفاسِه، بينما تخلخلت سُهى خصلاتِ شعرهِ لتهتفَ بخفوتٍ وهي تبتسمُ وتعقدُ حاجبيها : تحبها؟
ارتعشَت كفّهُ وصمَتَ لبعضِ الوقتِ يُداري فيه انفعالَ حواسهِ بسؤالها الذي دغدغَهُ وبعثَ في أوصالهِ رعشةً ماتت منذُ دهر، وبنبرةٍ خاويةٍ من السكُون نطَق : وش تشوفين؟
سهى تتّسع ابتسامتها، لتلفظ : واضح إنك تحبها، الماضِي يثبت هالشيء، والحاضر كمان يثبت .. والا ما كنت ...
قاطعَها أدهم بضعفٍ يُصيبهُ من هذا الموضوعِ الذي كادَت تنطُق به ويدرك أن غلقَ بابهِ لن يكُون سريعًا، ذاتَ الموضوع المتعلقِ بسؤالها لهُ تلك الليلةِ ليُقتلعَ من جذُورِه : خلاص سهى ، لا تفتحين هالموضوع
سهى بتعجبٍ رفعَت حاجبيها : كذا والا كذا الموضوع راح ينفتح وأكيد كفيل نجلاء إذا ما جاك بكره أو بعده عشانه بتجيك نجــ .. * قاطعَت كلامها بشهقةٍ لتُردف بذهول * لا يكُون ما علمته!!
ابتلَع أدهم غصةً ليهمس : أيه
سهى بصدمة : أهبل أنت!! شلون ما علمته بالموضوع كامل!
أدهم بضعفٍ يُديرُ وجههُ ويدفنُ ملامحهُ في حُجرها ليهرُب بتلك الحركةِ من ذنبٍ وعقابٍ يتجلّى في أنِينِ صدره، بتحشرج : ما قويت ،
سهى بحدة : ما قويت؟ وين أصرفها ذي؟!! ، أدهم حرام عليك، أنت جيت تريّح عمرك وتصلح الغلط تروح تكشف النص بس! النص اللي ماهو مهم كثر الباقي!!
شدَّ على أجفانِه بقوّةٍ يخنقُ التماعَ عينيهِ بضيقِه، صدرهُ أطلقَ آهةً صامتةً اصتدمَت بأضلاعِ قفصهِ الصدري مرتدّةً إلى الداخلِ بصدَى مجروحٍ متصدِّع، وبصوتٍ خافتٍ تتحشرجُ نبراتهُ ويضيقُ باتّساعِ ألمِه وضعفه، بصوتٍ يُقرئ ذاتهُ بالعبرَات ، لفَظ راجيًا : الله يخليك قفلي عن الموضوع الحين ، بعلمه، والله بعلمه، بس مو الحين .. مو قبل ما أحس إني أقدر ... الموضوع استنفدتي، حسيته أكبر مني وهو ما اكتمل! ما وصِلت لمربَط الفرَس وضعفت! شلون تبيني أكمل أجل؟ والله ما قويت .. بس أوعدك بحاكيه مرّة ثانية، بس مو الحين
تنهّدت سهى لصوتِهِ الواهِن، واستسلمَت لرجائـِه أخيرًا، لتهتفَ بصوتٍ مستسلمٍ غيرِ راضٍ : اللي يريحك


،


رمَى هاتفهُ جانبًا على الكومدينة بمزاجٍ ضيّق، استلقى على ظهرهِ أولًا وهو يزفُر بضيقٍ ينتشرُ في كاملِ جسده، لذا استدارَ على جانبهِ الأيمن، ثمّ في النهايةِ استقرَّ على بطنهِ وهو يحترقُ بأفكَارِه وعمّا يجبُ عليهِ فعله، هل يعتذر؟ هل يملك الجرأةَ أصلًا!! .. احترقَ وجههُ بقهرٍ وغضب، كلّما عادَت بهِ الذكرى لما فعَل لامَ نفسهُ كثيرًا على تسرّعه، لكن ماذا عساهُ تكون ردّة فعلهِ وهو الذي صبَّ ثقتهُ بأختهِ ولم يجد تفسيرًا آخر لكل الذي أمـامه؟ .. عضّ شفتهُ وهو يعودُ ليستلقي على ظهرهِ ويُغمضَ عينيه محاولًا النومَ وقد عانقَت عقاربُ الساعةِ الحاديةَ عشرة.
ومن خلفِ الباب، وقفَت غادة وهي تُعانق كلَّ كفٍ بالأخرى بتوتر، منذ ما حدث وهو يتجاهلها ولا يُحادثها حتى بعينيْه، ازدردَت ريقها وهي تشعر بعُمقِ خطأها، بعُمق ضيقها الآن لتجاهُلهِ وهي الوحيدةُ سواه، منذ الظهيرةِ وهي تلومُ نفسها عشرين مرةً وألفًا ودونَ نهايةٍ لهذا الملام، ضيقٌ اختنقَ كل صمتٍ فيها ودفعها أخيرًا للاقترابِ من غرفتهِ بعد أن كانت تلوِي ألمها في صدرها كلّما نطقَت باسمهِ ومشى متجاهلًا لصوتِها ونبرتها الراجية.
رفعت يدَها لتُمسكَ بالمقبضِ دونَ أن تفكر حتى بالطرق، فهي تُدرك جيدًا أنه سيتجاهلها، أو ربما يأمرها بأن تنقلعَ من خلفِ بابه، ولربما وصَل بهِ غضبه إلى إغلاقِ البابِ بالمفتاح، لذا اندفعَت بتهورٍ لإدارةِ المقبض وفتحِ البابِ بقوّةٍ جعلتهُ ينتفضُ بعد أن كان مُمدًا وقد بدأ النومُ يداعبه، اشتدَّ وجههُ بغضبٍ بعد أن نظر للبابِ الذي فُتحَ ورآها، وبصرخةٍ جعلتها ترتعش : نـــــــــعـــــــم!!
غادة بارتعاشٍ حاولَت تثبيطَ شدّته وقفت مكانها دونَ أن تُغادر بعد صرختهِ التي كانت كافيةً لدفعها لكن ليس في موضوعٍ كهذا، لفظَت بتوترٍ ورجـاءٍ هامسة : الله يخليك بدر اسمعني
بدر بقهرٍ وحدةٍ نهضَ من سريرهِ ليقتربَ منها بخطواتٍ تُحطِّمُ استواءَ الأرض، ومع كل خطوةٍ كانت أنفاسها تتصاعدُ دون أن تتحرك، بثباتٍ واهٍ لم تتحرك! . . وقفَ أمامها مباشرةً بعينين تشتعلانِ غضبًا وعتابًا يترقرقُ في زواياهما، شدَّ على أسنانهِ ليخرجَ صوتهُ خافتًا من بينها بجفاء : انقلعي من وجهي
غادة بضعفٍ بدأت شفاهها ترتعشُ وعينيها يتكتّلُ فيها الدمع، بغصّة : الله يخليك
بدر بحدة : قلت انقلعي من وجهي ، ما ودي أشوفك
انتفضَ صدرُها بشهقةٍ موجعةٍ ملأت حنايا عينيها بالمزيدِ من الدموعِ ليعصى على أجفانِها حملها وسقطَت كقطراتِ مطرٍ باردةٍ في ليلةٍ شتويَة. لم يُبالِي بدمعِها ورجـاءِ عينيها، لم يُبالي بتقوّس شفتيها، بِانتفاضةِ كفيها وشهقتها التي عبرَت حُنجرتها وجرحتها بحدّتِها .. أمسكَ بعضدها في قسوةٍ أغرقتهُ حتى عينيه، حتى في وجههِ المُتصلّبِ دونَ رأفةٍ بدموعِها وما فعلتهُ لا يُمكِن تجاوزهُ مهما وصَل بهِ الحنانُ عنَان السماء، تحرّك وهو يشدُّ على عضدها يغرسُ قسوتهُ في أنامله، في تشنّجِ أعصابهِ نحوها ليتّجه للبابِ ويخرجَ من غرفتِه وهي معه، وبكل حدةٍ نفضها من يدهِ دافعًا لها للأمـامِ قليلًا ومن ثم تراجعَ وأمسك بمقبضِ البابِ ليلفظَ بصوتٍ مقهورٍ حملَ في طيّاتِه عتابًا واستثارَ الشفقُ سماءهُ ليغيبَ عنهُ شمسهُ الدافئ نحوها : الله لا يخليني، وأنا اللي مستعِد أذبح العالم عشانك، أغلَط على الصغير والكبير عشانك، أشقَّ احترامي لأي شخص عشانِك .. وآخرتها ألاقي منك هالإستهتار اللي يحوّل ثقتي فيك لهباء، الله لا يخليني بس لا يوجعنِي مرّة ثانية فيكم!
لفظَ كلماته الأخيرةِ بغصّةٍ ليدفعَ البابَ مُطبقًا لهُ في وجهها، وتلكَ عاقَرها الإنهيارُ لتجلسَ في مكانها ودموعها تشقُّ وجهها بينما أنينُها يشقُّ سماءَ صدرها.


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 17-10-15, 04:27 PM   المشاركة رقم: 522
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




خرجَت من غرفتها ترتدي بيجاما مُرقّطةً ذاتَ كمٍ قصيرٍ وبنطال " برمودا " يصلُ لأسفلَ رُكبتيها، تُجفف شعرها بمنشفةٍ صغيرةٍ ولسانها يُدندنُ أغنيةً بعفويةٍ تامّة وصفـاءٍ يختزلُ الضيقَ في صدرها بل يُمحقهُ لثوانٍ دونَ أن تنتبهَ لذلك .. لرُبّما تبدّلُ أجواء حياتِها أثّر بها قليلًا، اختلاطها بأناسٍ إيجابيين، باسمِين، تكشّر الدنيا في وجههم فيضحكونَ لها .. لا تدري ما السبب، بل هي لم تنتبه حتّى لتبدّل مزاجها هذهِ الأيـام.
ابتسمَ الآخرُ ابتسامةً صغيرةً وهو يُغلقُ التلفـاز، حينها صمتت فجأةً وفتحت عينيها عاقدةً حاجبيها قبل أن تتّسعُ أنظارُها بهِ ويملأ الإحراجُ ملامحها .. بِحَرج : من متى أنت هِنا؟
سلطان يضعُ جهازَ التحكّم بجانبهِ ويهتف بابتسامة : ليه أنا وين رحت؟ كل اللي سوّيته إني نزلت للرسبشن وحاكيتهم بعُطل السخان
ابتسمَت بخجلٍ وهي تقتربُ واضعةً المنشفةَ على كتفيها، لفظَت بخفوتٍ وهي تجلس على ذاتِ الأريكةِ التي يجلسُ عليها صانعةً مسافةً لا بأس بها بينهما : أيه والله زين ما سوّيت ، المويا الباردة ذبحتني والله
سلطان يقف بهدوء : بترتاحين من كل هذا قريب إن شاء الله
استنكَرت حركتَهُ بعد أن وقف، إذا ابتعدَ عنها وجلسَ في أريكةٍ منفردة وكأنّه يمنع أي جلوسٍ لها قُربه، عقدَت حاجبيها وتجاهلت الأمر فهو لا يعنيها في شيء، وتساءلت بهدوء : وش قصدك؟
ابتسمَ وهى يضعُ ساقًا فوق أخرى : بتعرفين قريب
غزل تضمُّ فمهَا للأمامِ قليلًا بدلال، وبتذمر : ماهو من مصلحتك تفتح هالموضوع وبهالطريقة ، فضولي يعني كثرة حنتي
ضحكَ سلطان بخفوت : وأنتِ تتعاملين مع إنسان صبور إلى حدٍ مـا
رفعَت حاجبيها بلؤم : " إلى حدٍ ما " أظن بتفيدني عشان أستغلها
سلطان يرفعُ كتفيه دونَ مبالاة : جربي مع إنك ماراح تآخذين مني شيء
غزل بامتعاض : نشوف
نظرَ إليها مبتسمًا ليُفرّقَ الصمتُ بين صوتيهما لدقائِقَ في حينِ كانت عيناهُ تنظُران لملامحها التي تنطُق براءةً رُغم حدّة جمالها، رغمَ مكُوثِ التيهِ في أحداقها ولربما كانت البراءةُ ملؤها تكمُن في ذاكَ التِيه.
عقدَت حاجبيها قليلًا لنظراتهِ ودون أن تدري تصاعدت الحُمرة لوجنتيها لتُشيحَ وجهها عنهُ وتُشغل عينيها بالنظرِ لجهازِ التّحكم الذي كان بجانبها على الأريكةِ بعد أن رمـاه، حينها تسنّى لهُ الحـالُ ليُدقّقَ في النظرِ إلى ملامِحها بصمت، يتتبّع بعينيه تقاسيمها السمراءَ وكأنّهُ في هذهِ اللحظاتِ بوصلةٌ وهي الشمـال الدافئ، الشمـال الذِي يقُود التائهين في الصحارِي واللّيالِي الباردة. أكمَل عمليةَ التّتبعُ ليصلَ إلى رموشِها الطويلةِ والكثيفة، تُغطِي توهَان أحداقها عن العالِم أجمع، تُعانقُ دموعها كثيرًا ولطالمـا كان يرى منها في البدايةِ عناقًا عنيفًا يمنعها من السقوط، والآن انفكَّ ذاكَ العناق العنيفُ وأصبَح رقيقًا يُطبطبُ على مقلتيها فتبثُّ أحزانها إلى أرضِ وجنتيْها وتسقي جفافها . . عقدَ حاجبيه وأنظارهُ تنجذبُ إلى خصلةٍ سوداءَ متموجةٍ تمرّدَت على شعرها وتسللَت فوقَ عينيها لتُشاركَ رمشَها في تغطيَةِ سفينتِها العسليةِ عنه ... أسنانهُ دُونَ شعورٍ منهُ حكّت بباطِنِ خدّه داخلَ فمِه، أشـاحَ نظراتهُ عنه ليمنعَ نفسه عن المزيد من التحديقِ الذي يرى أنه لا يحقُّ به! زواجهما ليسَ طبيعيًا، وهذه " الليست طبيعية " تُحرِّمُ عليه مثل هذهِ النظـرات، مثل هذا التوتّر الذي أصابهُ أول مرةٍ يومَ كانا في منزلِ والدتِه، في قسم الضيوف، بعد تلكَ الليلةِ التي كَادَ أن يُفتكَ بهما في حادثِ الشاحنةِ الطائشة لولا رحمةُ الله، لازال يتذكّر تلك اللحظةَ بعد أن تجاهلها كليًا وتناساها، بعد أن قالت لهُ " الله يلعنك نتّفت شعري "! وغضبَ منها يومذَاك وصبَّ غضبهُ في حدةِ ملامحه، لكنّه حين انحدرَت عيناهُ نحو أجفانها المتوترةِ خوفًا منهُ في ذلكَ النهارِ ومن ثمَّ انحدرَت لشفاهها المرتعشةِ وجد نفسهُ يبتعدُ عنها ويتركها!! . . . ماهذا الجنونُ يا الله؟! هوَ يمتلكُ الكثيرَ من الثباتِ أمـام أي امرأة، لم يصِل للمرحلةِ التي يتغلبُ فيها جمالٌ على قُدرتِه، ومرّتين توتّرت فيها أنظاره لتبتعدَ عنها لا يعنِي شيء! لا يعني شيئًا إطلاقًا!!
شدَّ على شفتيه وطردَ تلك الأفكَار عنهُ وهو يُعيد نظراتهُ إليها بعد أن غلّفها بالجمُود، اشتدَّ وجههُ نحوها وهو يُقرئ نفسه بأنّ أفكارهُ مجرّد غباء، جنونٌ وقتيٌ والوقتُ بينهما لم يصِل لجعلهِ يتأثّر بها، مضَى على قُربها منهُ أربعةُ أشهرٍ تقريبًا وربما أكثر، والجمـال ليسَ كافيًا حتّى يحرّك من هو مثله، فهي ينقصها الكثير، الكثيرُ جدًا ليُرضيه ويجعله ينجذبُ نحوها.
بلل شفتيه وهو يضوّق عينيه تجاهَ نقطةٍ من الكثيرِ الذي ينقصها، لذا دونَ استعدادٍ منهُ وجدَ نفسه يتطرّق لها ويسألها بهدوءٍ وجمود : كيف عشتي حياتِك؟
غزل رفعَت نظراتها المستغربةِ إليه : شلون؟
سلطان بهدوءٍ تقدّم للأمـامِ قليلًا وأسند مرفقيه على ركبتيه ومن ثم ذقنهُ على كفيه، وبتمهلٍ وضّح مقصده : أقصد البيئة اللي عشتي فيها ، وعشان تفهمين قصدي أكثر * ركّز بنظراته عليها ليُردف بجمود * أنا مستغرب إنك سعودية وجاهلة بالدِين كذا، بالعادة حتى لو لاقيتي شخص ما يصلي بس هو يعرف كيف الصلاة، حتى لو ما يتوضى هو يعرف للوضوء .. أنتِ ما تعرفين شيء فاستنكرت هالنقطة!
ازدردَت ريقها بتوترٍ وهي تشتت حدقتيها عنهُ وقد أربكَها سؤاله ككل مرةٍ ترتبكُ فيها لهذا الموضوع، لكنها أجابت بخفوت : ليه تستنكر؟ عادي وإذا كنت سعودية؟ غصب أعرف لهالأمور؟
سلطان يرفعُ حاجبيه بتعجب : لا بس بيئتك مُسلمة، منتِ في دولة كافرة تتواجد فيها أقلّيات وبالتالي جهل كبير من فئة كبيرة حتى من المسلمين نفسهم! أنا ما أستبعد إن فيه ناس ممكن تكون جاهلة حتى وإن كانت عربية من دولة مسملة 100% بس أبي أفهم كيف كانت بيئتك؟ .. ترى أعرف أبوك من مدة طويلة لأنه صديق عمي المقرب، وبالعادة كنا نصلي مع بعض بالمسجد كثير .. صح قلت لك مرة ما أستبعد إن عائلتِك ما تعرف الصلاة كلهم بس شوفي أبوك يعرف يصلي وصلاة صحيحة! ممكن يكون كل هالشيء كذب قدامنا بس هو في النهاية يعرف!
غزل باضطرابٍ دونَ أن توجّه نظراتِها إليه : يصلّي ، وأمي بعد تصلي.
سلطان بهدوء : وأيش اللي اختلفوا فيه عنك؟
غزل تُجيب بخفوتٍ متألّم : كون الشخص يصلي أو داخل بديانة معيّنة مو بالضرورة يكون متأثّر فيها جد، المسيحي ماهو بالضرورة يكون متقبّل دينه بكل جوارحه، ونفس الشيء عند البوذي واليهودي وحتى المسلمين! كثيرين تراهم يسوّون الشيء كعادة، أو لأن بيئتهم فرضت عليهم هالشيء .. ومثل ما قلت قليل تلاقي سعودي وعربي عمومًا ما يعرف يصلي ، بس السؤال هو يعرف لأنه يحب هالشيء والا لأنها عادة أو شيء انفرض عليه كونه بين مسلمين؟ .. نفس الشيء عندي، انفرضَت علي الصلاة بسببك، والا أنا مثل ما قلت لك ما أحس فيها
صمتَ لبعضِ الوقتِ ولربّما كان تفاجئه سبب سكوتِه، لم يتوقّع أن يكُون تفكيرها بهذا الشكل، بالرغمِ من كل جهلها في أمورٍ مهمة إلا أن تفسيرها جاءَ منطقيًا يُدركهُ جيدًا ويؤمن به، ولم يتوقع لوهلةٍ أن تؤمنَ هي به ... هتفَ بنبرةٍ مشدوهة بعد ثوانٍ : من وين جايبة هالتفكير؟
غزل توجّه نظراتها إليه وتلفظَ بنبرةٍ جازعَة : أنا أقدّس الأديـان، ماني جاهلة بهالشكل، والدين إذا ما اقتنعت فيه مستحيل أفكّر أتعمق فيه وأتعلمه لمجرد إن بيئتي تجبرني، ما أحب أنجبر على شيء خصوصًا إذا كان متعلق بدين! ولأني أعرف عظمة الدين وخصوصًا الإسلام لقيت نفسي أنحرج لأني ما أعرف أصلي أول ما كشفتني، نفس الشيء بأول يوم أخذتني فيه من بيت أبوي، لمّا صليت معك ماقدرت أتحجج بشيء يبعدني عن الصلاة - اللي ما أعرف لها - لأني عارفة إنه شيء غريب الشخص ما يعرف للصلاة وهو ببيئة مسلمة! فحصلت نفسي وقتها أصلي معك كتقليد فقط، أسرق منك الحركات وأقلّدها .. يومتها كرهت نفسي!!
سلطان بذهول : تقدسين الأديـان؟ طيب ماقد فكرتي مرة تتعمقين فيها بدرجة تخليك تعرفين الصلاة شلون؟!!!
غزل تهزُّ رأسها بالنفي : ولا مرّة ، ويمكن أساسًا لأن المواقف اللي انحطيت فيها بشكل يجبرني أصلي مع الناس شبه معدومة فما فكّرت ، وما أظن كنت بفكّر * ابتسَمت وهي تقرأ الذهول في عينيه * ترى مهما بان علي جاهلة وما كملت تعليمي الجامعي أنا وحدة كانت تحب القراءة الذاتية، وكثير أقرأ إن الدين إحساس الشخص بالسعادة والراحة وأنا ما حسيت بهالشيء تجاه شيء أجهله! فطبيعي تشوف فيني هالتناقض مع إني ما أشوفه كذا
أطبقَ الصمتُ على فمهِ للحظاتٍ وهو يقطِّبُ جبينه، لكنّهُ عاد ليسألها من جديدٍ وهو يقدم جسده للأمـام أكثر : طيب كيف البيئة اللي عشتي فيها؟ مع إني أوافقك بكل اللي قلتيه بس ماني مقتنع إن عيشتك هنا ما حطتك بمواقف كثيرة تخليك فيها تصلين قدام الناس غصب
غزل تبتسم بأسى : مين قالك إني كنت أساسًا عايشة بالسعُودية؟ ترى أغلب حياتي كانت بالتنقل ببين الدوَل وعيشتي هنا بالأسابيع والشهور بس .. * أردفَت بابتسامةِ سخريةٍ ونبرةٍ لاذعة * وعشان أوضح لك أكثر ليه أنا جاهلة بالإسلام والصلاة مع إن امي وأبوي يعرفون وش هي الصلاة ترى هم ما عرفوا وش يعني بنتهم! ما اهتموا لشيء يخصني بالمعنى الصحيح
تغضّن وجههُ بحنقٍ وهو يُشيحُ بملامحه عنها ويزفُر، لا يتعجّب! فمن كانت ابنةُ أحمَد لا يُستنكرُ ضياعُها بهذا الشكلِ أخلاقيًا حدَّ أن لسانها مُرِّغَ في القذارَة، هل يوجدُ عائلةٌ بهذا الشكل؟ لطالما قال بأن الأب والأم فطرتهم العنايـة بأولادهم والخوف عليهم، لكنّه اكتشف مع غزل بأن لكل قاعدةٍ شوَاذ، وليست كل عائلةٍ كالأخـرى.
وجّه نظراتهُ إليها وهو يُحاول ترقيقَ ملامحه، وبهدوءٍ ظاهريٍ ابتسم : طيب نقطة بصالحنا إنك تعرفين وش يعني الدين وتقدسينه ، وإن شاء الله الباقي علي، راح أخليك تحبين هالشيء وتبعدين فكرة الإجبـار ذي ، أنتِ عطيتيني الضوء الأخضـر والا؟
صمت لبرهةٍ قبل أن تهزَّ رأسها بالإيجاب، حينها اتّسعت ابتسامتهُ وهو يحوّر الموضوعَ بعيدًا عن هذا المجـال : على طاري الدراسة، قلتِ مرة إنك تركتيها بعد الثانوية
غزل بهدوء : أيه ، ماني من حقين الدراسة
سلطان : عاد بهالزمن الشهادة الجامعية شيء أساسي بالحيـاة
حرّكت كفّها في الهواء دونَ مبالاة : مو بالنسبة لي ، أهم شيء أعرف أكتب وأقرأ وأحكي كم لغَة وكفاية! أقرأ بيني وبين نفسي عن مليون تعليم غثيث
سلطان تجاهَل كلّ كلماتها ورؤيتها الضيّقة للتعليم ليُركّز بنقطةٍ واحدة، بنبرةٍ مُهتمة : تحكين كم لغة!! ليه أنتِ تعرفين غير العربية؟
غزل ترفعُ إحدى حاجبيها : طبعًا ، والا بس التعلم في المدارس ترى السفر يعلّم بعد ... خذها مني قاعدة الاستماع أول أساسيات تعلّم أي لغة والا ما كنت عرفت تحكي لهجتك الحين من كنت صغير ... كان عندك ورقة وقلم وواحد يدرّسك؟؟
سلطان ضحكَ رغمًا عنه على انفعالها : هههههههههههههههههه طيب شفيك أكلتيني بقشوري؟ ما قلت شيء والله
أطبقَت شفتيها بإحراجٍ حين انتبهَت لنفسها وحشرت كفيها بين فخذيها بقليلٍ من الخجل، ليُردف بابتسامةٍ أظهرت صفَّ أسنانه : تحكين انجليزي؟
غزل تبلل شفتيها دونَ أن تغيّر وضعيتها، وبنبرةٍ بِها بعض التحدي : ?What do you think
سلطان يضحكُ ويرفعُ كفيه مستسلمًا : لا جد جد اليوم هزمتيني ، دامنا بيوم الصدمَات احكي لي بعد وش تعرفين من لغات؟
غزل تبتسمُ ونشوةٌ تُدغدها للإطراءِ الذي تسمعهُ في نبرتِه : هو الإنجليزي اللي أتقنها بقيّة اللغات نقول شوي شوي ، مثل الفرنسية والتركية هذي يبيلي شوي وأضبط وضعي فيها ، ?What about you
سلطان يرفعُ حاجبًا بلؤم : تبين تتفاخرين قدامي والا كيف؟ ترى عادي أغلب العالم صارت تتعلّم انقلش من صغرها بعد بهالزمن
غزل بامتعاضٍ حكّت عنقها : طيب شفيك خلني أكمل احساسي بالعظمَة والا قاعد تتهرّب من سؤالي؟
سلطان : هههههههههههههههه لا كله ولا نتهرّب من أسئلة الغزال العظيم ، بس على فكرة يحق لك هالشعور دامك متعلمة كم لغة وأنتِ ما عندك غير شهادة ثانوية .. عمومًا أحكي انقلش أكيد وفرنسيَة بينما غلبتيني بالتركي
عضّت شفتها وهي تبتسمُ بخجل : ترى مو مرة
سلطان : هههههههههههههه مسرع ما استحيتي وين راح التفاخر اللي من شوي بعظمتِك؟
غزل تهتفُ بامتنانٍ دونَ أن تفقد ابتسامتها : شُكرًا
سلطان بابتسامة : على؟
غزل : لأنّك حسستني بهالشعور ، مو بالعادة أحد يزرع فيني هالفرحـة بأي إطراء ، دفعت فيني شويّة ثقة
سلطان بخفوت : وليه شويّة ثقة؟ منتِ واثقة من نفسك؟!!
صمتت ولم تردْ، بينما تغاضَى هو عن هذا الموضوعِ لوقتٍ آخر يكُون مناسبًا أكثر، وقفَ واتّجه إليها مُحطمًا المسافـة القليلةَ بينهما، وهذهِ المرةِ جلسَ بجانبها لكنَّ مسافةً لا بأس بها تفصُل بينهما، وبهدوءٍ ونظراتها تتّجه إليه : قلت لك من قبل إنك جميلة، والحين بضيف على الجمال بناءً على حواري معك اليوم إن فيك جانب مُثقف ولو إني ما عرفت حجمه للحين ، لكن هالاثنين كافيين عشان تثقين بنفسك
تهدّلت أجفانها وأسدلتها على عينيها بصمت، في حين ابتسمَ ليُردف : عمومًا مو هذا موضوعي الحين ، أعطيني ايميلك عشاني برسل لك شيء فيه
رفعَت نظراتٍ متسائلةٍ إليه : وشو؟
سلطان بابتسامة : قلتِ إنك قارئة كفاية عشان تعرفين عظمة الأديان ، بس واضح إنك تآخذين الموضوع بالمُجمل ما تعمقتي كثير، فاليوم برسل لك قبل لا أنام مجموعة فيديوهات نقول ممكن تخليك تعرفين العظمة الكاملة للصلاة بعد الله، واحتمال أرسلها لِك بالواتس بعد بس أفضل يكون بإيميلك ، وأبيك تشوفين الفيديوهات وتسمعينها كاملة ، ومو أي كلام! إذا كنتِ تقدّسين الدين فاسمعي الحكِي اللي فيه كامل عشان تعرفين قدسيته كاملة


،


في الصبـاحِ الباكِر
قعدَت على السريرِ بعد أن نهضت وهي تفرُك عينيها ونسيمُ الصباحِ الباردِ كمنَ في رائحةِ عطرهِ الذي غلّف الغرفـة، عقدَت حاجبيها قليلًا وهي تنظر إليه، يقفُ أمامَ المرآةِ يُعدّل " نسفة " شماغهِ بعد أن وضعَ العطرَ على الكومدينة ولم ينتبه إلى استيقاظها بعد، توجّهت نظراتُها لساعةِ الحائطِ ليزدادَ انعقادُ حاجبيها وهي ترى عناقَ عقارب الساعة للسادسةِ والنصف، ودُونَ شعورٍ لفظَت ببهوتٍ وهي تُعيد توجيه نظراتها إليه : الساعة ستة ونص وما صحيتني؟ وماشاء الله متجهّز وخالص وواضح بتداوم وتخليني بعد!!
استدارَ إليها سيف متفاجئًا لنهوضها، عقدَ حاجبيه وهو يتناولَ الكبكَ ويرتديه، وبهدوءٍ يوافقُ هدوءَ الصبَاح : وش مصحيك؟
ديما تُزيحُ اللحافَ عنها وتقف، بقهر : ليه ما صحيتني؟!
سيفَ بذاتِ الهدوءِ وهو يرتدي الكبكَ الآخر : بعد ليه ما صحيتك؟ أكيد ما أبيك تداومين
شدّت على أسنانها بحدّةٍ وعينيها تتّسعان قليلًا، وبعدوانيةٍ باردَة وهو ترفعُ إحدى حاجبيها : مو بكيفك
سيف : لا بكيفي عشان بعد كذا ساعة تتّصلين علي تبكين و * يقلد نبرتها الراجية * سيف تكفى بسرعة بطني يعورني خذني للمستشفى
شعَرت بالقهرِ وشدّت شفتيها من سُخريتِه، تحرّكت باتّجاهِ الحمـام وهي تهتفُ بصوتٍ عالٍ بعضَ الشيءِ تتجاهلُ أمره : عشر دقايق وبكون جاهزة
شدَّ سيف على أسنانهِ بغضبٍ ليلفظ بحدة : ديما ، عن العنـاد من هالصُبح ، قلتلك منتِ مداومة يعني منتِ مداومة ، إذا منتِ مهتمة لحملك خليني أهتم له أنا شوي
استدارَت إليهِ وهي تضعُ كفيها على خصرها ونطقَت بعنفٍ طفوليٍ وهي تجعّدُ ملامحها وتضوق عينيها : نعـــــــم!!! تهتم فيه شوي؟ ليه على أي أساس!
سيف بتحدي : ولدي
لوَت فمها بسخريةٍ باردة وهي تلفظ : أنا امه وابوه
سيف بسخرية : أجل أنا ولده وما دريت؟ * أردفَ بغضب * عن المبزرة وارجعي نامي
ضربَت قدمها بالأرض بقوةٍ وهي تهتف بعناد : ما أبي
سيف يزفرُ بقلة صبر : لا حوووول ، يا الله صبرني على تقلبات هرموناتها لين ما تولد بالسلامة
ديما بعناد تتجاهل كلامه : بداوم
سيف بغضبٍ اشتدَّ وهو يرفعُ اصبعًا بتحذير : ولا كلمة ثانية! بطّلي عناد وانثبري
ديما بقهر : بداوم
سيف بحدة : وبعدين!
ديما : بداوم
عضَّ شفتهُ بغضبٍ لتتحرّك قدماهُ باتّجاهها، حينها نظرَت إليه برعبٍ إلا أنها أخفت رعبها خلفَ ستارةٍ رقيقة وبقيَت ثابتةً في مكانها تنظرُ إليهِ بحقدٍ باردٍ مستفز، وقفَ أمامها مباشرةً وهو يرفعُ إحدى حاجبيه، وبخفوتٍ مُحذر : طيب ، لك اللي تبينه ، وإذا اتّصلتي علي بعد كم ساعة عشان آخذك المستشفى اعرفي إنك لو لحستي الأرض ما جيتك
قال كلمَاتهُ تلكَ ومن ثمّ استدارَ عنها ليتّجه نحوَ البابِ حتى يخرج، بينما رفعَت هي ذقنها بانتصارٍ وابتسامةٌ باردةٌ ترتسم على شفتيها، وما إن رأته يفتحُ البابَ حتى انطلقَ لسانها ليلفظَ ببرود : لا تتعّب حالك لو صار لي شيء بطلب من أحد غيرك ياخذني للمستشفى ، الفرّاش على سبيل المثـال
شدّ على مقبضِ البابَ واستفزازها ينجحُ في الوصُول لما يُريد، إلا أنه لم يستدِرَ إليها وهو يردُّ بنبرةٍ حادةٍ محذّرة : أذبـحـك !
ليخرجَ ويُغلقَ الباب من خلفهِ لتعضَّ هي شفتها السُفلى بغيظ.


،


في بروكسيل
أغلقَت البابَ بعد أن خرجَ يُوسف، جزيئاتُ البردِ تتخلخل عظامها وتُرعِشُها، لا تدرِي إن كانَ من التكييف أم أنّ الثلجَ يقطُنُ في جسدها بعد أن شلّها الشتـاءُ عن الصيفِ والدفء. رفعَت كفّيها إلى فمها ونفخَت من أنفاسها الدافئة عليهما، ثمّ فركتهما ببعضهما لتتّجه نحوَ جهازِ التحكمِ بتكييف الصالـة وتُغلقه بالرغم من كونِه لم يكُن مرتفعًا.
عادَت لغرفتها وقد قررت أن تأخذ لها حمامًا دافئًا يُعيد حياةَ الدفءِ في جسدها، بينما كانت ليان في هذهِ اللحظاتِ نائمةً وقد غادرها المرض، لازالت تذكُر كيفَ أن والدها قد عادَ البارحة بعد خروجهِ بنصفِ ساعةٍ تقريبًا أو ساعةً إلا ربعًا .. وجههُ كان مقلوبًا رأسًا على عقبٍ بدرجةٍ أفزعتها وطرأ في عقلها أن ذاكَ الشاب كما كان فظًا معها كان مع والدها، ولربما بصورةٍ أكبر! اتّجهَت لسؤالهِ عمّا حدثَ ليُخبرها بجمودٍ أنه التقى بأخِ الفتـاة، وسلّمه الحقيبة بعد أن اعتذرَ منه الشابُ لسوء ظنه، فقط! قصةٌ لا تدري لمَ لم تقتنِع بها، لكنّها رأت فيها تباعدًا عن ملامحِ والدها، ودونَ شعورٍ منها بقيَت تشتم ذلك الرجلَ بقهرٍ وهي تتخيّل أنه آذى والدها بكلمةٍ ما كما كان معها.
زفَرت بحنقٍ وهي تتناولُ روبَ الحمامِ المُعلّق، ثم اتجهَت للحمـام وهي تحاولُ طردَ صوتِه المُزعِج وكلماته الأشد إزعاجًا عن عقلها.

يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 17-10-15, 04:37 PM   المشاركة رقم: 523
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




خرجَ من غرفتهِ والحدّةُ تسكُن ملامحه، يتحلّى بسوداويةٍ ملأتْ عيناهُ وحتى في ملابسهِ المُنحصرةِ في رماديٍ وأسود، اتّجه لغُرفـة غادة بعد أن حمَل هاتفها الذي لمحهُ فوقَ طاولـةِ الصالة، دخَل ليجدها مُمددةً على سريرها تنظر للسقفِ بشرودٍ حزين، عيناها تلتمعانِ بدموعٍ سقطَ جزءٌ منها بخطٍ يسيرُ وفقَ الجاذبية الأرضية، إلى أذنيها دونًا عن وجنتيها .. احتدّت نظراته بقسوةٍ تتضاعفُ تجاهها دونَ أن تلتهمهُ ولو بضعُ رحمةٍ نحوها، اقتربَ منها بخطواتٍ شديدةٍ جعلتها تنتبه لتستديرَ بسرعةٍ وتُفاجأ لأنهُ جاءها، ولم يخفى عليه بريقُ أملٍ تلألأ في عينيها، وابتسامةٌ بدأت تُولدُ على شفتيها وهي تنتظر أن تسمعَ منه كلمة الغفـران، أن يطلب منها عدمَ تكرارِ ما فعلته وإلا فإنه سيعتبُ عليها كثيرًا، أن يعبّر عن كونِ قسوتِه تلتحقُ بخوفِه عليها، بحبهِ لها، وليس هو من قد يطول بجفائهِ معها.
لكنّ كل آمالها تبخّرت فجأةً وهو يرمي الهاتفَ عليها بقسوة، تحتدُّ ملامحه أكثر قبل أن يلفظَ بجفاء : جوالك يجلس معك، ما تتركينه .. ومن اليوم ورايح راح يبقى مراقب، ولا تفكرين مجرّد تفكير إنك تقفلينه أو تخلينه هنا وتطلعين من البيت، بتّصل عليك متى ما بغيت، وياويلك! * رفعَ اصبعه بتحذيرٍ ليُردفَ بقسوة * يا ويلك يا غـادة لو تكتمل الرنّة الأولى وأنتِ ما رديتي علي!
ارتعشَت شفتاها بألم، نزفَ قلبها وهي تنظرُ لهُ دونَ استيعاب، سكنَت تجعيدةُ وجعٍ بينَ حاجبيها وسقطَت دموعها هذهِ المرّة على وجنتها وهي تقرأ عدم ثقتهِ بها في كلِّ كلمةٍ يقولها، في كلِّ نبرةٍ أقامها على صدرها ومزّق بها سكُونها، في كلِّ نظرةٍ قاسيةٍ لفظها إليها وجرحت أحداقها، استثارت مقلتيها لتسقطَ دموعها بغزارة، دونَ شُحٍّ وأنينٌ خافتٌ بدأ يخرجُ من صدرِها الملكوم لكنّه لم يحرّك فيه شيئًا، لم يرقق من ملامحه وبقيَت القسوةُ تتضاعفُ على وجههِ وهو يُخفض يدهُ ويُردفُ بنبرةٍ قارسةٍ وصوتٍ حاد : فاهمة!
شهقَت بألمٍ لتغطي فمها بكفها وهي تومئ برأسها، ليستديرَ هو عنها دونَ مبالاةٍ ويخرجَ من غرفتها ... ومن الشقةِ بأكملها! تاركًا لها تنتحبُ بينما عيونٌ صغيرةٌ كانت تتابعُ كلَّ شيءٍ من خلفِ الباب، وما إن اتّجه بدر حتى تجمّد خلفَ الجدارِ بذعرٍ من أن يراه لكنّ بدر أعمـته القسوةُ هذهِ اللحظة.


،



كالعـادة، شايٌ بدونِ سكرٍ أمامـه على الطاولـة، يحتسيهِ بهدوءٍ باردٍ تعاكسُ حرارةَ الشـايِ وهو يستذكِرُ كل ما حدثَ البارحـة، صدمتهُ بالإنقلابِ الذي أصابَ بدر، بواقحتهِ معهُ حدَّ أنه قامَ بخنقهِ وكسَر الإحترامَ الذي كان يراهُ فيه .. تأمّل لونَ الشايِ الشفاف بشرُود، كل الأوانِ مهما تكتّلت وتكثّفت باتت في عينيه شفّافـة، كلُّ البشـر، كلُّ الحيـاةِ أمامـهُ خادِعة مهمَا تحلّى تمثيلها بصدقٍ مُهلك، يا قسوةَ الخذلانِ حينَ يجيءُ من شخصٍ رأى بهِ مثاليةً قارَبت على الاكتمال، يا قسوةَ الخِداع! يمرُّ لينثرَ حممًا ويُفيقَ الألآم، يمرُّ ليغرسَ نصلًا مُسممًا ويستثيرَ الآهات، هو فعليًا لم يتأثّر كثيرًا بصدمته ببدر بحجمَ ما استثارَت هذهِ الصدمة صدمةً أشدّ لم تمضِي بعْد، صدمةً أقسى تجيءُ كثيرًا في أحلامه، صدمةً بزوجةٍ صاحبها سنينَ طويلةً ولأكثرَ من عقديْن، ثمّ جاء يومٌ ارتُفعَ فيهِ ستارُ الحقيقة عن كلِّ كذبةٍ وخداع، لازالَ يذكُر كيفَ أنّهُ قرأ مرةً في هاتفها رسائل استنكرَ مافيها وصُدمَ بالمعنى الفعلي للمواعيدِ الموثوقةِ في خضمها، وحين واجهها توتّرت وألحقَت الحقيقة بكذبةِ أنّ المُرسل بالتأكيدِ أخطأ بينها وبين أحدٍ آخر، لكنّ توترها واضطرابها وارتعاشَ كلماتها وهي تردُّ جعلَ ثقلًا ما ينحشرُ في حنجرته، زرعَ شكًا دفعهُ مرةً للخروجِ وراءها بعد أن قالت مرةً أنها ذاهبةٌ لإحدى صديقاتِها .. ويا ليتَ شكّه ما قامَ وبقيَ معميًا عن الحقيقة، يا ليتها لم تفعلها وتُدمّر كل السنينِ الجاريـةِ بينهما، لكنَّ ليتَ تبقى ليت، وكلّ أمانيهِ تحطّمت حين رأى من قابلت، وحين كتمَ غيظهُ رغمًا عنهُ بينما الرعشةُ تقتلُ جسده، ومن ثمّ رفعَ هاتفهُ من بعيدٍ وهو يراقبها ليتّصل بها ويأمرها بصوتٍ أسكنَ رعشاته بأن تعودَ للمنزل حالًا فهناكَ حالةٌ طارئةٌ تستدعيها .. راقبَها بكل ألمٍ وخيبةٍ وهي تمشي وترفعُ هاتفها لتتّصل بالسائق الذي لم يبتعد حتى يعُود، ومن ثمَّ ركبَت وعادَت للمنزلِ الذي وصَل إليه قبلها بدقائق، لتتكسّر كلُّ الموجاتِ يومَها، لتتحطّم كلّ الإشـاراتِ في المضي، وهو يواجهها بكل حرقةٍ بما رآه، يخنُق إرادتهُ في قتلها، في إزهاقِ روحها الخائنـة، انتهَى توترها، واعترافها أخيرًا بكل خجلٍ وذنب، انتهَى ذلك اليومُ بقسوةِ ما فعلته، ووجدَ نفسهُ أخيرًا يُضطرُّ للصمت، للصبرِ على ما حلَّ عليه من مصيبة، كلُّ ذلك لأجلِ أميراتِه، يستطيعُ تحمّل كل شيء ومرارةَ الخيانةِ لأجل ابتسامةِ واحدةٍ منهن حتى تُشرقَ شمسُ البسمةِ على أرضِ آلآمه .. أميراتِه التي غادرتهن البسمةُ وباتت تزورهنَّ كضيفٍ سيُغادر، وهو يقفُ عاجزًا، فقدَ كلَّ قدرتهِ على إسعادهن، فقدَ كل قدرتهُ مهما حاول وتظاهر العكس، أصبحَ عاجزًا بدرجةٍ تؤلمهُ قبل أن تؤلمهن.
رفعَ عينيهِ المُعتمتينِ عن الشاي لينظُر في وجوهِ الحاضرين وابتساماتهِم، واشتياقهُ لكُبرى بناتهِ جعلهُ يبتسم فجأةً وهو يرمي صورةَ زوجته المُتوفَى، تلك النمرةِ المُتمردة! ابنةُ امها في التمردِ وحتى في تعلّقها بها لتتصرف معه بهذا الشكلِ القاسِي .. تقطّب جبينه فجأة، ثمّ مسحَ على وجههِ بكفهِ وهو يهمسُ بوجع : الله لا يجعلها مثل أمها ، بعيدة عنها يارب، بعيدة عنها!
عضَّ شفتهُ ليزفُر، ومن ثمّ تناولَ هاتفهُ من على الطاولـة وهو يُريد الإطمئنان عليها عن طريقِ فوّاز، وبما أن صوتهُ الآن خفَتَ بآلآمهِ وغصّاته لذا أرسل إليه : " السلام عليك ، كيفك فواز وكيف الأهل؟ طمني على جيهان "
انتظرَ لدقائقَ قصيرة، ومن ثمّ جاءه الرد : " وعليكم السلام ، الحمدلله طيبين نشكر الله .. جيهان بخير، متغيرة كثير عن أول وصارت تضحك وطلعت من قوقعتها شوي، الحمدلله على هالتغيير .. كيفك أنت؟ ومتى بتجون ترى الزواج ما بقى عليه غير أسبوع، لازم تكون جنبها "
ابتسمَ يُوسف بسمةً شقّت عنانَ ألمِه ونسَت الغصّةُ صوته، همَسَ بحمدٍ وشُكرٍ لله ودعاهُ بدوامِ ابتسامتها وضحكتها، بدوامِ حالها بل تطوّره إلى نسيانِ كل حزنٍ قد يمرُّ على قلبها، كيف يُقنعها بأن ابتسامتها جميلة؟ بأنها تبتسم ليحلَّ الجمـال على كل الأرض، كيف يشرحُ شغفهُ برؤيتها؟ فرحتهُ بما قرأ! وكيفَ لا يسعدُ وقلبهُ الأبويِّ يشقى عليهِ حُزنها؟ .. صغيرتي، أميرتي، وحُزنها يهزُّ عرشِي، يهزُّ حياتِي بأكملها .. يا الله احفظ ابتسامتها من كل عبوس، احفظ ضحكتها من كل بُكاء، احفظ سعادتها من كل حزنٍ واطرد شيطانًا سُمِّيَ - الألـمُ - عنها، اللهم إنّي أعيذها بكَ من كل دمعةٍ مالحةٍ قد توجعِ قلبها، من كلِّ غصةٍ قد تسكُن حنجرتها، من كلِّ ضيقٍ قد يُجاورُ صدرها، اللهم إني أسـألك باسمكَ الكريم أن تمضي بعيدًا عن كلِّ ظرفٍ عاكِر، هي جميلةٌ يا الله! وجمالها يتضاعفُ في ابتسامتها، فاحفظها لها، احفظها لها، احفظها لها.
غمرتهُ القليل من الراحـةِ بعد ما قرأ، وسكَنت البسمةُ شفاهه ليضعَ الهاتف على الطاولـة بعد أن أرسل رسالته الأخيرة إلى فواز : " الحمدلله، أنا أثق فيك يا فواز، وأثق بأنك تقدر تسعدها فلا تخيّب ثقتي، بنتي أمانتك، لا تكون سبب في حُزن هالأمـانة وحاول بقد ما تقدر تتحملها، أعرفها لسانها سليط لما تعصب، بس هي طيبة . . . أنا بخير دام ضحكتها عامرة! ورحلتنا للسعُودية بتكُون بكره إن شاء الله عشان أشوف فرحتها اللي أكيد ما راح أكون بعيد فيها "


،


دخَل بخُطى متوترَة، عيناهُ تفقهانِ طريقها جيدًا، لم تمرّا على أحدِ المتواجدين، فقَط بقيتا تمعنانِ النظرَ في مقعدهِما المُعتـاد، في كُرسيهِ المُعتـاد، ولم يخِب ظنّه إذ رآه.
زفَر بعجز، بالكثيرِ من الخجَل، لكنّه كما أخطأ يجبُ عليهِ الإعتذار، بديهيًا كـان بالرغمِ من خطأه لن يستبعد فكرةَ أن يكُون يُوسف بالفعلِ رجلًا لا يؤتمَن، لكن لأجـل الصباحاتِ التي كانت بينهما، لأجلِ الأحـاديثِ وأكوابِ القهوةِ والشايِ دونَ السّكر التي شاركتهما لصباحَات، يجبُ عليه أن يعتذر، وقد لا يفقدُ حذرهُ بناءً على كونِه لا يثِقُ بأحد، حذرهُ المعتـاد ضدَّ أي شخص، وهو ذاته الذي كان يتحلّى بهِ مع يوسف منذ عرفَه.
اتّجه للطـاولةِ بعجَل، وقفَ بجانبِ كرسيهِ بقليلٍ من الترددِ قبل أن يستدِير يوسف منتبهًا لمن وقف بجانبه، ولم تخفَى على بدر إماراتُ الصدمةِ وكأنّه كان يتوقع عدمَ لقائه مجددًا بعد ما حدث، أو على الأقل عدمَ وقوفه بجانبهِ والتفكيرِ بالجلوس في هذهِ الطـاولةِ معه.
يُوسف يعقد حاجبيه باستنكـار : صباح الخير ، إذا باقي عندك شيء ياليت تتركه لنفسك، ما أبغى أفقد باقِي احترامي لَك
تجرّع بدر إحراجهُ وبلل شفتيه قبل أن ينحني قليلًا ويقبّل رأسه باعتذارٍ بشكلٍ فاجئ يوسف وزرع الذهولَ في عينيه، وبخفوتٍ متأسّف : أعتذر منك عم يوسف ، السموحة منك على اللي سويته واللي اكتشفت إني غلطت في فهم الموضوع . . اعذرني! حياتِي تضطرنِي لرمي الاحترام على جنب حتى مع الكبار
عقَد يوسف حاجبيهِ بقوةٍ وهو يلفظُ باستنكار : بهذيك الطريقة؟! تخنق وتسب!
بدر بإحراجٍ توتّرت اعتذاراتهُ وبزغَت بعيدةً عن معناها : عاد هذا اللي صـار
يُوسف بحدةٍ عاتبة : حتى اعتذارَك شاذ! صدمتني على كثر الثقافة والاحترام اللي كنت أشوفه فيك ... اجلس بس اجلس والا تبي تظل واقف؟
ابتسم بدر ابتسامةً ضيّقة وهو يتحرّك ويجلس أمـامه، الطاولـة تفصل بينهما كالعادة، الجلساتُ دائمًا ما تكُون بينهما هادئةً حتى مع الأحـاديثِ الشائقةِ بينهما، ولا ينقص ذلك الهدوءَ سوى شطرنج.
تنحنحَ بدر قليلًا ورفعَ نظراته ليوسف الذي كان ينظر إليه بتفحّص، ويُدرك جيدًا بأنّه بناءً على كونِه جاءه واعتذر، فسيواجههُ يوسف بأسئلةٍ وتفسيرات، ولم يستغرق يوسف لثوانٍ حتّى تحرّكت شفتاه مؤكدةً توقّعه : ليه سويت اللي سويته؟
صمتَ بدر لثوانٍ طويلة، ينظرُ ليوسف بنظراتٍ امتلأ فيها الكثيرُ من الحذر، ليبتسم يُوسف ابتسامةً خافتةً ويلفظ : حاولت ما أخليك تطيح من عيني، بس للأسف طحت! لذلك ممكن تفسّر عشان ترجع صورتك؟!
بدر بحذر : طبيعي أطيح من عينك .. عشان أكون صريح معك بالعـادة ما أهتم لنظرة الناس لي
يوسف : وأيش اللي اختلف
بدر : ما قلت إنه اختلف شيء!
يوسف : يعني تبي تقولي ما يهمني نظرتَك لي! صح؟
بدر بجمود : بالضبط
زفَر يوسف : صدمتني كثير، بس ما عندي غير سؤال واحد على اللي قلته تو .. ليه جيت واعتذرت بما أنك ما تهتم لنظرتي لك؟
صمتَ بدر لدقائق وملامحهُ جامدَة، بلل شفتيه بلسانهِ قبل أن يتنهد ويُجيب : ما أدري، بس تقدر تقول إنه نفس السبب اللي ما خلاني أقتلك أمس، قلت لك احترامًا للي كان بيننا
رفعَ يوسف حاجبيه دونَ رضى بإجابته : بس! مو لأنك غلطان!
بدر بخفوتٍ وتعب : ما تفهمني، مستحيل تفهمني .. وممكن بعد تكون فاهمني بس تتصنّع العكس
يُوسف : رجعنا للغلط! تكذبني! ... عمومًا على طاري أمس والثقة المنزوعة تجاهي عندك .. أنا مو مخفة عشان ما أفهم ولو جزء بسيط من الحكي اللي رميته ... بدر أنت كيف نمط حياتك؟ اكتشفت إني ما عرفت شيء عنك
ابتسمَ بدر بحُزنٍ وفتور : ما تعرف شيء، لو توصل جلساتنا للألف إذا ما بغيت ماراح تعرف!
يُوسف يبتسم : ولو عرفت؟
ضحكَ بدر ضحكةً قصيرة منزوعةَ الحيـاة، ليلفظ : أنت وشطارتك .. * صمَت لثوانٍ قصيرة قبل أن يتنهد ويُردف بابتسامةٍ تكادُ لا تُلمح * عادي نرجع مثل قبل!
يوسف بابتسامة : بنفس الحذر والغموض صح؟
بدر بضحكةٍ قصيرة : يعني منتبه لي من البداية؟
يوسف : أيه ، مو بس أنت الفطين حتى أنا .. عمومًا نرجع مثل قبل، ليه لا؟ بس ذكرني أمس وش قلت لي؟ خسيس وحمار وشيء ثاني أو لا؟!
بَدر بحرجٍ احمرّ وجهه هذهِ المرة ليتنحنح، وببحة : الله يخلف عليك يا بدر ، واضِح هاللي سويته واللي قلته بيجلس مختوم على جبينك لنهاية العُمر
ضحكَ يُوسف : آثـار الصدمة ، يحق لي أعلق عليك .. وتستاهل دامك ما تبي تبرر! .. بس براحتك، وأنا أكيد بعلق براحتي.


،


قرأ آخر رسالـةٍ وصلتهُ من عمه، كان لا يزالُ يجلس على السريرِ في ظلامِ الغرفـة وضوءُ الصباحِ الخافـتِ يتسلل إليْه، يسندُ ظهرهُ على مقدمةِ السرير، المفرشُ يغطي رجليه كامليين بينما بقيّة جسدهِ تصتدمُ بهِ البرودةُ دونَ عائِق.
التمعَت عيناهُ في الظـلامِ وهو يقرأ كلماته " أنا أثق فيك يا فواز، وأثق بأنك تقدر تسعدها فلا تخيّب ثقتي، بنتي أمانتك، لا تكون سبب في حُزن هالأمـانة وحاول بقد ما تقدر تتحملها، أعرفها لسانها سليط لما تعصب، بس هي طيبة "
أثق فيك ، أثق فيك ، أثق فيك
بنتي أمانتك ، بنتي أمانتك ، بنتي أمانتك
لا تكون سبب في حُزن هالأمـانة ، لا تكون سبب في حُزن هالأمـانة ، لا تكون سبب في حُزن هالأمـانة
سكنت شفاههُ الرعشة، اضطربَت أناملهُ وتنفّسه، تباعدَت ذرّات الأكسجينِ عن أنفه، وارتفعَ صدرهُ وانخفض بشهيقٍ وزفيرٍ متسارِعين ... انطفأ نورُ الهاتفِ بعد لحظاتٍ قصيرةٍ ليُغادرَ مصدرُ الضوءِ الأقوَى في الظلام في هذه اللحظة، أدارَ وجههُ إلى ملامحها النائمةِ والمشوّشةِ لعينيه في الظـلام، تأمّلها كثيرًا وكلماتُ يوسف تُعيدُ مجدها في عقله، تترددُ في صدًى مهلكٍ داخِل صدره .. مدّ يدهُ دونَ شعورٍ ليملسَ وجنتها الدافئة، زفَر بألمٍ عميقٍ وهو يتخيّل أن هذه - الأمانة - قد تحزنُ يومًا وسيكُون هو محرّك هذا الحزن .. عضَّ شفته بقهرٍ وصورةُ جـنان تجيء في عقله، مهما حدث، ومهما كانت طرفًا سيسبب معمعةً في حيـاتِه وحبّه، إلا أنه يجدُ نفسه يُشفق عليها، يعطفُ عليها، بالرغم من كونِه لم يرَها منذ يومِ عقدِ النكاح، ذلك اليومُ الذي كان يتحاشى فيه النظرَ لوجهها الحزينِ ليلمحها لمحاتٍ سريعـة، وبالرغم من كونِ شعورهِ ناحيتها حيادي، إلا أنه من الجهةِ الأخرى لا يستطيعُ طردَ صورةِ هيثم وابتسامتهِ يومذاكَ وهو يلحقها بنظراته، ورغمًا عنهُ تُستثارُ التساؤلاتُ في صدره.
بلل شفتيهِ وهو يعتدلُ ويتمدد، يُقبّل وجنتهَا وهو يُقسم بأغلظ الأيمـان أنه سيُسعدها، ولن يؤثِّر زواجه بعلاقتهما مهما حدَث، يستطيعُ أن يكُون عادلًا بينهما، فقط يحتاجُ لبعض الوقتِ حتى يستقرَّ قليلًا في حياتِه مع جيهان، ومن ثمّ سيُفصحُ عن هذا الزواج ولن يبخس جنـان أبدًا، فليس هو من قد يجعلها معلقةً بهذا الشكل، مهما كانت طريقةُ زواجهما ومهما تصاعدَت التساؤلاتُ في صدره.


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 17-10-15, 04:47 PM   المشاركة رقم: 524
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





جلسَ على طاولـةِ الإفطـارِ بمضض، مزاجهُ مهترئٌ منذُ يومين وسوءُ مزاجهِ يعني سوءَ أخلاقهِ مع من حولِه، لم يُلقي التحيّةَ ولا " صباح الخيرِ " على جدهِ الذي رفعَ إحدى حاجبيه مستنكرًا، وبحزم : ولد! عندك شيء؟
تناولَ تميم التوستَ ببرودٍ ودونَ أن ينظر إليه لفظَ بتكشيرةٍ ونزق : ما حكيت شيء
جده بذاتِ الحـزم : هالتكشيرة وهالصوت يحكون ، أنا ما قلت لك من قبل كون معِي مؤدب!
رفعَ نظراتهُ المتململةِ هذهِ المرّة إليه، لوَى فمهُ بكبتٍ ليلفظَ أخيرًا بصوتٍ بهِ القليل من الحدة : ما قللت أدبي!
جدهُ بطريقته المعتـادة في الحديثِ والتي تستفز تميم كثيرًا، أشارَ بحاجبيهِ إليه ونطقَ ببرودٍ حـازِم : وليه الحدة الحين؟
تميم وضعَ التوست : اوووووف جدي واللي يعافيك خلني بحالي الحين
رفعَ جدهُ حاجبيهِ باستنكارٍ حـاد، ونطقَ بجدٍ وحزم : ماشاء الله! وتعرف تحكِي بعد وتنافخ! لا شكل رُومـا لعبت بعقلك
تميم بغضبٍ ما إن سمع " روما "، شدّ على الطاولـةِ بكفيهِ وتقدم للأمامِ قليلًا لافظًا بقهر : الله ياخذ روما أخذ عزيزٍ مقتدر ، ليتك ما تكرّمت علي بهذيك الإجـازة العملية الرهيبة! طحت في غرامها لدرجة إني خفت أتعلق فيها
جدهُ بغضب : تتمصخر؟
تميم بغضبٍ مُماثل : لا محشوم يا جدي العزيز
جدهُ بأمرٍ غاضب : انقلع ، انقلع من وجهي يا كلب! ما عرفت أمك تربيك وطحت فيك رجّال ما عاد ينفع عليه الحكي .. انقلع من وجهِي
تميم وقفَ بحنقٍ وهو يلوِي فمه : مشكُور على تربيتك لِي بعد وفاة أمي ، مع إن الشغلة أساسًا مصلحة عشان تستفيد مني تمامًا مثل اللي يصير حاليًا .. * أحنى جسدهُ للأمامِ قليلًا واضعًا كفهُ على صدرهِ في تحيةٍ مُطيعةٍ ساخـرة، ليُردف * أنا تحت أمرك دايم مسيو سعُود ، تحت أمرك دايم
تابعهُ جدّه بنظراتٍ غاضبـةٍ حانقة وهو يُغادرُ غرفـة الطعام بوجهٍ متشنجٍ بغضب، خرجَ ليتّجه لبابِ المنزلِ مباشرةً وهو يُريد الطيرانَ بعيدًا عن هذا المكان الذي يُقيّدُ حريته، ليبحثَ عن ما يُسليه في هذا الصبـاح وتمردٌ في داخلهِ تمنّى أن يكون شخصًا وهو " بدر "، يُدرك أنّه إن التقاه فستندلعُ نيرانٌ في صدرِ بدر، وقد تُثمر تلك النيران بشجار، باشتبـاكٍ يجعلهُ يُفرّغ كل مافي صدرِه.
" يا رب حطه بوجهي يارب "


،


قبل ساعة - الريـاض
نظَرت لساعةِ هاتفها بعد أن مدّت يدهَا وهي تدفُن وجهها في السريرِ بنُعاس، وفعَت رأسها عن الوسادةِ ليُنيرَ وجهها بضوءُ الهاتفِ ليظهرَ تفاجئها مليًا وهي تقرأ الساعة، شهقت لتجلسَ لافظةً بخفوت : ستة ورُبع؟!!
استدارَت إلى شاهِين الغارقِ في نومِه وهي تفرُك عينيها بكفها الأخرى، تنحنحَت لتُطلق أسرَ بحّة النومِ من حنجرتها حتى تلفُظَ أخيرًا : شاهين ، شاهيين قوم الساعة صارت ستة ورُبع
لم يتحرّك شاهين لتضعَ هاتفها من جديدٍ على الكومدينة ومن ثمّ اقتربَت منه أكثر حتى تهزَّ كتفهُ وتلفظ : شاهين قوم تأخرت على دوامك
تملمَل في نومهِ وهو يهمهمُ بانزعاجٍ لتبتسمَ رغمًا عنها، وبهمسٍ ناعِمٍ لفظَت وهي تقتربُ منه أكثر : شاهين قوم واللي يعافيك ، اترك نومَك الثقِيل ذا
بلل شفتيه الجافتينِ دونَ أن يفتَح عينيه، أنفاسها اصتدمَت بوجنتهِ نظرًا لاقترابها منه، لتشقَّ البسمةُ ملامحهُ ونظرًا للظـلامِ الذي ضاعفَت منهُ ثخونة الستائرِ التي غلّفت الغرفـة عن الصباح لمْ ترَه رؤيةً واضحة، وشكّت في الابتسامةِ المشوّشة التي تلمحها على شفتيه، لذا مدّت كفها لتهزَّ كتفهُ بإصرار : شاهيييييين
شاهين بابتسامةٍ لم تغادرهُ رفعَ يدهُ ليُمسك كفّها التي على كتفِه، تسللت شهقةٌ متفاجئةٌ من شفتيها ليضحكَ بخفوتٍ وهو يقبّل باطِن كفها، وببحةِ نومٍ همَس : صباح الخير يا وجه الخير
سحَبت يدها بقليلٍ من الخجلِ بينما قعدَ وهو يُمدّدُ يديهِ بكسل، في حينِ كانت عيناها تحاولانِ رؤيتهُ بوضوحٍ أكثر في الظـلام، بينَ خيوطِ السوَاد، استدارَ إليها وهو يبتسم، وبهدوء : شوفي راحت الساعات عليْ، كل منك
فغَرت فمها باستنكارٍ للحظة، ما الذي فعلتهُ هي؟ .. ولم تترك السؤال يبقى في داخلها إذ لفظَت بامتعاض : مني؟ أنا شسويت؟
شاهين بابتسامـة : جلست أتابع انتظـام أنفاسك بالليل، ما عرفت أنـام
تصاعدَت الحُمرةُ في وجهها لتتجرّع ريقها بتوترٍ وهي تُخفض رأسها، وبارتباكٍ خجول : بتروح عليك بقيّة الساعات وأنت تبيع الحكِي
شاهين يضحك : أفا! أنا بيّاع حكي
أسيل بهمسٍ تُضيع الموضوع : الساعة صارت ستة ونص
شاهين : ههههههههههههه مسرع! تبين تتهربين مني يعني؟ بس ما ألومها لو صارت سريعة ، الوقت الحلو دايم يمضِي بسرعة!
صمتت بخجلٍ أمـام غزلِه، لينهضَ هو من السريرِ مُتجهًا للحمـام حتى يمسحَ وجههُ ويفرّش أسنانه على عجل، فهو قد نهضَ سابقًا وقت صلاة الفجرِ واستحمَّ وصلى ثمّ عـاد للنوم.


،


دخَل لغرفـةِ الطعـامِ على عجَل، عينـاه يُمررها على كلِّ شيء، على الطاولةِ والطعامِ فوقها، على الجدرانِ وكل زاويـة، على هالة وياسر وهديل، لكن ليسَ هي! يتجاهلُ النظَر إلى إلين، بعد كل شيءٍ هو ضعِف، ضعِفَ وهو الذي ظنَّ نفسهُ قويًا، ولا يظنُّ أن له قدرةً كافيـةً على إخبـارها، إن كان الضعفُ قد تلبّسه لما سمعَ فكيفَ بِها والموضوعُ يخصّها هي تحديدًا؟ .. عضَّ شفتهُ السُفلى بألمٍ وهو يسمعُ ضحكةً خافتةً قصيرة على شيءٍ قالتـهُ لها هدِيل، تناولَ كوبَ الحليب على عجلٍ ليشربهُ دفعةً واحدة ومن ثمّ تحرّك ينوُي الخرُوج .. إلا أن هالة التي كانت تراقبهُ باستنكارٍ أوقفتهُ حين هتفت باسمه متعجّبة : عبدالله! الحين هذا فطورك؟
عمَّ الهدُوءُ واتّجهت الأنظـارُ إليه بصمت، هو لم يتناول الغداء معهم في البارحـة، ولا حتى العشاء! وهذا ما دفعَ إلين لتهتفَ برجاءٍ وهي تعقد حاجبيها دونَ رضا : اجلس كل معنا ، ما أكلت شيء أمس
انقبضَ صدرُه وهو يُديرهم ظهره، أطبقَ الصمتُ عليه بعدَ نبرتِها الراجيـة، والتي أثارت في قلبهِ المزيد من الألم، المزيد من الوجعِ والعتبِ على ماضٍ كهذا، المزيدَ من الحقدِ والكره لوالدها، لأمها، لأدهم قبلهم! أدهـم الذي كان يُدرك كلَّ شيءٍ منذ البدايـة، لكنّ الشيطانَ فيه جعلهُ يصمُت ويستغلُّ اعتقادها الخاطئ بأنهُ أخـاها، ولا تفسيرَ آخر لصمتهِ ومجاراتهِ لها.
بلل شفتيه بصمت، وتحرّكت قدماه متجاهلًا استنكـار هالة ورجاء إلين ونظراتِ ياسِر وهديل، لم يردَّ عليهم ليخرج وهذهِ المرة صمتت إلين بضيقٍ وهي تُقطّب جبينها وتنظر للطاولـة وشهيتها للطعـامِ سُدّت، في حين تذمّرت هالة بقلقٍ وهي تأخذُ إبريقَ الشايِ وتسكُب لياسر : من أمس حاله ماهو معجبني، رجع بعد ما طلع الظهر ومزاجه مقلوب! ما رضى يحاكيني بشيء ونام بعد العصر بعد ما شرب حبوب للصداع على غير العادة! والعشـاء رفضه بعد .. مدري شفيه أبوك قلبي قارصني!
توتّرت إلين وهي تستمعُ لكلماتها، شعرَت بالقلقِ عليه، في حين رفعَ ياسِر نظراته إليها ورأى القلقَ مليًا عليها، ليبتسم مطمئنًا لها : لا تحاتينه إلين ، أكيد شيء بالشغل
تضاعفَ توتّر إلين وهي تزدردُ ريقها وتؤمئ برأسها، فهي منذ البارحة وبعد حوارِها معهُ وهي تُحاول أن تتحاشَى النظر إليه، أن تتصادمَ معهُ بكلمةٍ ما، وكَان ياسر يُدرك ذلك جيدًا، لكنّ هذا لم يجعلهُ يميطُ التفكير عن الموضوع مرةً أخرى واختيـار موعدٍ آخرَ ليُحادِثها.


،


رفعَ هاتفهُ المكتبيَّ ليتّصلَ بالسكرتير، ردّ عليه في غضونِ ثانيتين ليلفظ باحترام : سم طال عمرك
سلطان بهدوءٍ حازم : أرسِل لي سعد بسرعة
السكرتير باستفسار : سعد خالِد؟
سلطان : أيه
السكرتير بتوتر : بس هو اليوم ما داوم
سلطان يعقدُ حاجبيه بحدة : كمان اليوم ما داوم؟!
السكرتير : أيه ، طول الأسبوعين اللي فاتوا كان يداوم بشكل متقطّع ، يوم ويومين لا، والحين صار له كذا يوم ما شفناه
لوَى سلطان فمهُ بحنقٍ للإستهتارِ الذي يراهُ في تغيّبات سعد الكثيرةِ على غيرِ العـادة، ما الذي حدثَ بالضبط؟ اعتـادَ عليهِ ملتزمًا بالمواعِيد، لكنّه بالتأكيد لن يتغافَل عن هذا التغيّب الكثيف منه، وسيرى في أمره.
هتفَ سلطان بحزمٍ بعد موجةِ الأفكـار تلك : أول ما يجي بلّغه يجيني بسرعة لمكتبي ... حسابه معي عسِير


،


الصبـاحُ الثاني في هذهِ الغُرفة، يقفُ من جديدٍ أمـام النافذة، في الطابقِ الرابِع هو، يبحثُ بنظراتِه عن طريقةٍ للهرب، فبما أن البابَ مُحكمُ الغلقِ من الخـارج، فالنافذةُ خيارُه الوحيد، كثرةُ الأنابيبِ ستُساعده، ومن حُسن حظّه أن التكييفَ هُنا هو القدِيم، يستطِيعُ القفزَ فوقَ المكيفاتِ لتحتمِل ثقله، لكن كيف؟ وهو يرى أن الحـارسَ لا يتركُ غرفتهُ الصغيرةَ بجانبِ الباب الذي يفتحُ " أوتوماتيكيًا " بناءً على مراقبته البارحـة له، الأمـر ليس سهل، لكن الجنُون أن يبقى هُنا بعد أن علِمَ من هُم.
زفـر بضيقٍ وهو يُطلق أقذعَ الشتائمِ على إبراهيم، على نفسهِ الغبيةِ التي ورّطتهُ معه، على ركضهِ خلفهُ بكل بلاهة.
وفجأةً فُتحَ البابُ لينتفِض، استدارَ بسرعةٍ ليظهرَ أمامه سالِم بابتسامتهِ الباردة/البشعة، بنظراتهِ الساخرةِ والتي لا تبشّر بالخير .. بينما قابَل هو نظراته وابتسامتهُ تلك بأن رفعَ ذقنهُ ونظرَ لهُ باحتقـار.

.

.

.

انــتــهــى

لحد يقُول قصير، حاولت أجيب كل الشخصيات وضغطت على نفسي بقد ما أقدر! فيه شخصيات ما ظهرت ومنهم " ماجد " اللي ودي أحرك حكايته بكل بارت بس ما صار، + عندي بكره امتحان لأكثر مادة ترهقني، ومع كذا كنت أكتب وأذاكر مع بعض، أحاول أنظم وقتي ما بين المذاكرة وفترة راحة من المذاكر للكتابـة، واليوم قلّصت ساعات نومي عشان أصحى بدري وأقدر أنزل لكم البارت بعد ما أكمله وأرجع بعدين أكمل اللي بقى لي من المذاكرة ، فياليت ما تنسوني من دعواتكم :$ ()

ربي يسعدكم ويخليكم، والبـارت الجاي ما ودي أحدد موعد وأتخلف عنه! لذلك بعطيكم الوقت قبلها بيوم أو اثنين، وأعيد للمرة الألف " اصبروا علي بهالفترة " :(


ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 17-10-15, 07:24 PM   المشاركة رقم: 525
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 609
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

جزيل الشكر لكِ أختي كيد .

وفالك النجاح بإذن الله ..

نقدر لكِ التزامك وجهودك ..

ونخجل من مطالبتك بأكثر من ذلك .جزئية رائعة كالعادة

،.أدهم ..هل هناك أمر أهم مما أفضيت به لعبدالله ؟؟
هل الأمر المهم هو رغبتك بالزواج منها ؟؟
ومن ثم خشيت من غضب عبدالله وأن يطردك شرّ طرده .!

بدر .. ردّ فعلك العنيف تجاه غاده أمر متوقع ففكرة
أن تفقد آخر من تبقى لك لن تكون هيّنة ..
فالتساهل في هذه الأمور قد يعني خسارتك لعائلتك.
وغاده تحتاج لقرصة أذن لتهاونها .
.وبما أنك اعتذرت ليوسف فقد عفونا عنك .

يوسف ..كبير في أخلاقك ورقيك .فلو كان رجلا آخر
ناله ما نال من بدر لربما بصق على وجهه وثأر لنفسه .

سعد تعاطفت معه وأرجو أن يتمكن من الهرب
فقد يكون هروبه ومعه كم هائل من المعلومات
فيه نفع لقضية سلطان والإطاحة بعصابة سلمان واحمد !



مرة أخرى شكرا من القلب 🍃🌸🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 11:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية