كاتب الموضوع :
الألماسة القرمزية
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: فتاة أهلكها التمني .. واقعية / بقلم الألماسة القرمزية
البارت { الثالث عشر }
كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بغضبٍ عارمٍ يعتريني
كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بهبوطٍ في نبض وجداني
كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بألم يعتصر صدري ويكتم انفاسي
كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بصرخةٍ حبيسةٍ في فؤادي
كلما تذكرت الماضي كلما رأيت وجوها امعنت في إيلامي
كلما تذكرت الماضي كلما تذكرت اعدائي وكرهت احبائي
كلما تذكرت الماضي كلما احسستُ بشرارةٍ توشك ان تشعل نارا في افكاري
كلما تذكرت الماضي كلما اصبحتُ سجينة لآلامي
كلما تذكرت الماضي كلما استيقظتُ من احلامي
كلما تذكرت الماضي كلما تخليتُ عن آمالي
كلما تذكرت الماضي كلما تذكرت تحطيم ذاتي
كلما تذكرت الماضي كلما كان حاضري قريبا من مماتي
الماضي أصبح يذكرني بكل ما هو مؤلم .. الماضي أصابني بندوب و جروح كثيرة ..
طفولتي هي سبب كل شيء أقاسيه الآن .. طفولتي أثرت علي شخصيتي و سلوكي ..
لا أدري هل أنا قوية أم ضعيفة .. ربما بعض الناس سيقولون أني ضعيفة لأنهم لم يقرأو قصتي بعد ..
و البعض الآخر سيقولون أني قوية .. لا أدري أيهما هو حقيقتي .. و لكني أعلم أني ذقت مرارة الواقع بكل ما فيه ..
السنة الرابعة آخر سنة في الجامعة .. كانت أسوأ سنة من جميع الجهات ..
نفسيتي , دراستي , صحتي , علاقاتي مع أقربائي , و حتي أصدقائي ..
لم أعد أستطيع التركيز في الدراسة .. أذاكر و أنسي بسرعة لم أعد تلك الفتاة الذكية سريعة البديهة ..
خسرت قدراتي علي التركيز و الحفظ و الفهم .. لا أدري ماذا أفعل مستواي تدهور بشدة ..
خشيت أن أرسب لأن علاماتي سيئة جدا ..
حدثت عدة مآسي في هذه السنة و لكني لا أستطيع وصفها بالكلمات
لأنها مؤلمة جدا ولا داعي لمزيد من الحزن ..
انتهت هذه السنة و نجحت بتقدير سيئ .. أصبت بإحباط شديد ..
طول عمري أتحصل علي نسبة مرتفعة و أنال المركز الأول ..
و الآن تغير كل شيء .. الظروف أقوي مني بكثير ..
صحيح أني حاولت الدراسة و بذلت جهدي و لكن المشكلة في دماغي و ليس باليد حيلة ..
لم أعد متفائلة مثل قبل لأن كل سنة أسوأ من السنة التي قبلها ..
تقول لي أمي ( الإحباط يزيد من حالتك سوءا .. كوني قوية و متفائلة لا تستسلمي .. الله معك و لن يتركك ) ..
كثيرا ما تحاول أمي إخراجي من جو الكآبة و الإحباط .. لا يوجد شخص يستطيع فهمي مثل أمي ..
تخرجت من الجامعة و تحصلت علي المركز الثالث علي مجموع السنوات ..
السنة الثالثة ساعدتي و رفعت من نسبتي .. أتو أقاربي و أحضروا لي هدايا بمناسبة تخرجي ..
لم يروا الفرحة في وجهي .. استغربوا لماذا لست سعيدة ..
( كيف لي أن أفرح .. كيف لي أن أضحك بعد كل هذا العذاب الذي دقته ..
كنت أضحك مجاملة للناس أما الآن أصبحت ابتسامتي باهتة ) ..
كثيرا ما أجلس في مكان منعزل عن الآخرين .. أراقبهم بعين حزينة البرد قارس و المكان موحش ..
مشاعري مكبوتة .. أشعر بزلزال يهد كياني .. كلماتي حبيسة .. تثور بداخلي كبركان ذو حمم ملتهبة ,,
قلبي يؤلمني فقد أثقل بالهموم و عاني سنوات من الحرمان .. أتمني أن أغمض عيني و أمسك أحلامي بيدي ..
كم تمنيت أن تتحقق لكي يخرج ما حبس بداخلي ..
أكتفي بالدموع و لكن ليس لأني ضعيفة بل لأنها لغتي التي أستطيع التعبير بها عن مدي حزني ..
أصبحت أجري نقاشا مع ذاتي كل ليلة .. أوقف كل شيء و كأنني في محكمة ..
أحاسب نفسي علي كل شيء .. أوجه لها كل ذنب مؤلم .. أبين لها أن الكل يكرهها ..
وصفتها بعديمة الفائدة .. آه كم عاملت نفسي بقسوة .. و كأنه شيء لا يمت لي بصلة ,,
يا تري هل هو عدم القدرة علي الانتقام من الآخرين !! .. أم أنني عجزت أن أعيد هيكلة ذاتي ..
فقدت الأمل كم أيقنت أن أزيد جراحها .. لماذا أصبحت أتطرق لعطف الآخرين ؟؟
ربما لكي أعوض النقص الذي أصابني .. فقدت القدرة علي التحكم بمشاعري ..
أصبحت حساسة جدا و أبكي علي أبسط شيء .. لا أعلم ما الذي أوصلني لهذا الحد ..
أهو اليأس أم الغيرة من الآخرين لأنهم يملكون شيئا تمنيت الحصول عليه ..
بكيت سنوات لأجله .. و لكني أراه كالسراب أمامي ولا أستطيع تحقيقه ..
ما لذي حدث لي؟؟
أصبحت أبحث عن أي شيء حزين يجعلني أبكي ~
لأني أشعر بأني اذا بكيت سأرتاح من هذا العالم ..~
من هؤلاء الناس ..
وربما بسبب الخوف من ذلك المستقبل المكتوب لي ..
لا أقرأ سوي الروايات الحزينة ولا أشاهد الا الأفلام الحزينة ~
ثم أبكي بشدة ولكن ليس على الفيلم ..
بل على نفسي وكأني اعتذر لها عن كل غلطة ارتكبتها بحقها في هذه الحياة..
أعتذر لنفسي لأنني انسانه لا تستطيع الابتسام بعد الآن..
أعتذر لنفسي لأنني كتومة ولا أستطيع اخبار أحد بأسراري..
أعتذر لنفسي لأني أصبحت مهملة بشكل لا يصدق ..
أعتذر لنفسي لأني أضعتها في مكان ما في هذا العالم ~
ولم أستطع إيجادها الى الآن.. ~~
اعتزلت جميع الناس لم أعد أخرج من البيت أبدا .. أصبحت أسيرة لحزني الذي لا يريد أن ينتهي ..
لم أعد أتصل بصديقاتي .. ليس لي رغبة في فعل أي شيء ,,
كثيرا ما تأتيني نوبات كآبة أكره نفسي بل أكره كل شيء يتعلق بي ..
أعلم أني إذا استمريت علي هذا الحال سأفقد عقلي و أصاب بالجنون ..
نصحتني أمي بقراءة القرآن كل يوم لكي يخف همي ..
بدأت أقرأ القرآن و أبكي علي حالي .. الحزن و الدموع أصبحا رفيقيْ دربي اللذان لا يريدان التخلي عني ..
كلما جفت دمعة تنزل أخري لكي تحل محلها .. دائما أعيش في خيالي و أتخيل كل شيء أريده لأعوض نقصي الشديد ..
لم أعرف أنني في يوم من الأيام سوف أبكي بشده لسوء قدري كل ما أعرفه هو أنني بشر
أريد أن أعيش كسائر فصيلتي لقد كُتِب لي العذاب... كُتِب لي الألم... كُتِبت لي المعاناة
لماذا لا أعيش حياتي كما أريد ؟ سعيدة كما أتمنى؟؟
لماذا وُجِب علي تحمُل الألم؟؟
قبل كل شيء أنا بشر ..لا أحتمل أكثر من طاقتي ..لا أحتمل العذاب
الحياة قاسية جدا علي .. قلبي يعتصر من شدة الألم ..
تركت كل الأحزان والآلام خلفي وركضت لأحتضن السعادة .. و لكنها لا تريد استقبالي ..
كثيرا ما أقول لماذا يحدث لي هذا ؟؟ لماذا أنا بالذات ؟؟ ثم أستغفر ربي لأنه لا يجوز أن أقول هذا الكلام ..
أعلم أن من وراء هذا حكمة عظيمة .. ربما عندما أشفي سأنسي كل مأساتي في غمضة عين
و أعتبر أنها شيء بسيط مر بي .. ثقتي بربي أكبر من كل شيء أعلم أنه سيعوضني عن هذه الحياة ..
أعرف شخصا عاني من مرض منذ مرحلة المراهقة و ظل يعاني طيلة 20 سنة و لكنه مات في النهاية و لم يعرف السعادة ..
تساءلت عن هذا كثيرا و استشرت أمي فقالت لي ( إن ثوابه عند الله تعالي علي مدي صبره و تحمله له أجر كبير و منزلة في الجنة ) ..
صحيح أني حزنت عليه كثيرا لأنه عاش حياة بائسة خالية من السعادة ..
وقتها أحسست بأن مصيبتي أهون من مصيبته .. بت أعرف أن للصابرين منزلة في الجنة فأردت أن أكون منهم ..
أعتذر( للحيــاة ) حينما إتهمتها بالقسوة ..
و للطيور و البلابل حينما قلت عنها خرساء ..
و للدموع حينما جمدتها بالعين ..
و لصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه ..
أعتذر ( للأحــلام ) لأني أطرق بابها كل ساعة
و أجعلها تأخذني إلي كل مكان أريده .. فهي حققت
كل أمنياتي دون تردد .. و هي من أتعبتها معي حينما
كبرت و كبرت معي أحلامي ..و رغم ذلك كله ..
لا تتذمر و إنما تقول " أطلبي و أنا علي السمع و الطاعة " ..
اعتذر ( لأوراقــي ) لأني كتبت فيها و أحرقتها ..
و رسمت الطبيعة عليها .. و بدون ألوان تركتها ..
و في لحظة همومي و أحزاني لجأت إليها ..
و في لحظة فرحي و راحتي أهملتها .. و عندما
عزمت الاعتكاف عن الكتابة مزقتها و ودعتها إلي الأبد ...
أعتذر ( للسعــادة ) لأني عشقت الحزن و حملته شطرا
من حياتي .. و عشقت البكاء لأني أنفس به عن آلامي ..
و عشقت قول الآه لأنها تطفئ حرقة قلبي ..
و عشقت الجراح لأنها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور ثيابي ..
وعشقت الصمت في لحظة الألم لأنه يحفظ لي كبريائي
فعذرا أيتها السعادة لأني أبعدتك عن حياتي ...
أعتذر ( لأمـــي ) لأنها تألمت عند ولادتي ..
و سهرت علي نشأتي و رعايتي ..
تبكي علي بكائي .. و تسعد عندما تسمع ضحكاتي ..
و تسقم لسقمي .. و تتعافي بمعافاتي ..
و صبرت و تحملت طيشي و إزعاجي ..
و تجاوزت أخطائي و تذكرت حسناتي ...
أعتذر ( لقلمـــي ) لأني في معاناتي أتعبته ..
و لأني حملته الألم و الأحزان و هو في بداية عهده ..
و عندما انتهي رميته و استعنت بآخر مثله ..
أعتذر ( لخواطـــري ) لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن و الألم ..
فقد أصبح الكل يبحث عنها و عن معاني غموضها ..
في قواميس لا وجود لها في هذا الزمن ..
أعتذر ( للواقـــع ) لأني بكل قسوة رفضته ..
و أغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المرة ..
و شكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة ..
و نسيت أنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيمة ..
في المواقف الصعبة ..
أعتذر ( للأمــــل ) حينما رحلت عنه بدون استئذان ..
و لازمت اليأس في محنتي ..
و مكابرتي رغم مرارتي و آلامي ..
فقد كانت سعادتي الوهمية تكويني في صمت ..
و تعذبني في ليلي دون إحساس الآخرين بي ..
يتبــــــــــــــــــــــــع
|