المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى
فتحت عينيها على اتساعهما من الدهشة, فرأت ريـكـ يرفع جسده فوق مقعد و منضدة مقلبوين.
قفزت إيفون من مكانها إلا أنه دخل و هو يعرج من الباب الزجاجى للشرفة قبل أن تتمكن من الوصول إليه و قبض على معصمها بإحدى يديه, فى حين أغلق بالأخرى الباب, ثم اسدل الستار كذلك, و سحبها إلى الداخل ليضئ المصباح الموضوع بجوار السرير.
قالت و هى تلهث:
ـ كيف تجرؤ على ذلك؟
ناضلت لكى تحرر نفسها من قبضته و لم تكن تتخيل أنه على هذه الدرجة من القوة, و قالت:
ــ كيف تجرؤ على التسلق إلى غرفتى بهذه الطريقة؟
قال بسخرية:
ـ لم أفعل ذلك باختيارى , صدقينى, كانت تلك هى الطريقة الوحيدة للوصول إليك....أن اقتحم طريقى لدخول برجك العاجى.
اضاف ذلك بلهجة أقرب إلى الاحتقار, ثم تخلى فى الحال عن قبضته على معصمها.
فقدت إيفون توازنها و جلست على السرير بارتباك. قال ريك على الفور:
ـ أنا آسف, و لكن ربما كان من الأفضل أن تبقى هناك.
وقف أمامها تى لا تتمكن من الوقوف.
حملقت إليه إيفون و هى تفرك معصمها, و قد أصبحت فريسة للعديد من العواطف المتصارعة, على الرغم من أنها حاولت الكلام, إلا أن الكلمات لم تخرج من فمها .
ظل يلاحظ ذلك برهة, و قال :
ـ ما الذى حدث هناك؟ أشار برأسه تجاه المبنى الرئيسى.
ـ لا شئ!
قال باقتضاب:
ـ لا تكذبى يا إيفون . كنت فى لحظة تقضين أحلى فترات عمرك, ثم كنت فى اللحظة التاليىتفرين لتلوذى بملجأ, هل أدركت فجأة إلى أى مدى كسرت الوعود التى قطعتيها على نفسك أخيراً؟ هل صدمك أن تعرفى أنك كنت تعيشين و تضحكين.....و أنك كنت سعيدة بذلك؟
اتسعت عيناها و انفرجت شفتاها و انحبست الأنفاس فى دا خل حلقها و قالت متلعثمة:
ـ أ....كيف....؟
ثم ظللت عينيها سحابة من الرعب, و ادارت جسمها مبتعدة و وضعت رأسها فوق الوسائد و قالت بصوت فيه بحه:
ـ أخــــــــرج.
ـ كـــــــــــلا.
وقفت متشنجة و هى تقول :
ـ إذن سوف أخرج أنا, لست مطالبة أن....أواجه استجوابك دون سائر الناس.
سأل ريك:
ـ دون سائر الناس؟ ما المفروض أن تعنيه هذه الكلمات؟
ـ تعنى.....
منتديات ليلاس
لم تكن تدرك أن أسنانها تصطك, و لم تستطيع أن تمنع نفسها من تدفق الكلمات على لسانها.
ـ لا تدعنى أحرمك من البقاء مع الفتاة التى كنت معها, و قد كنت تخطط و لا شك لقضاء الليل معها!
انفجر فى وجهها قائلاً:
ـ تغارين يا إيفون؟
صاحت بانفعال :
ـ كلا.....أوهـ! توقف عن سد الطريق أمامى بهذه الطريقة....كما لو أنك.....
تحرك ريك مبتعداً, و لكنها لسبب ما, أحست أن رجليها لن تقويا على حملها, و من ثم بقيت حيث هى...تتنفس انفاساً غير منتظمة, محدقة فى الحائط الى أن مدت يديها نحو وجهها و انتزعت الزهرتين من شعرها , و مضت تنزع ورقاتهما ورقة بعد ورقة.
ـ إيفون؟
قالت بصوت هامس:
ـ كل ما أريده منك أن تنصرف.
لم يرد عليها, و خلال الدقائق المعدودة لإحساسها بالشفاء, لم يعد يهمها ما إذا كان يبقى أم ينصرف , أن تكون ميتة أو على قيد الحياة .
ثم اخترقت بعض الأصوات وعيها, و التفتت نحو مصدر الصوت فرأته يسخن الإناء الكهربائى الذى زُودت به كل غرفة فى الفندق, وأنه يصنع القهوة. تقوس كتفاها و تنهدت بدون صوت مسموع, ثم راقبته فى صمت وهو يضع برقة قدحين منم القهوة فوق المنضدة المنخفضة, و ينظم وضع مقعدين حول المنضدة.
اعتدل و حدق إلى وجهها لحظة, ثم قال بهدوء:
ـ تعالى.
اشاحت إيفون بوجهها ثم وقفت و هى تهز كتفيها .
كانت القهوة ساخنة للغاية, فآلمت شفتيها مع أول رشفة, و وضعت القدح المهتز فوق الصحن و سمعت صوت طقطقته.
قال ريك مبدداً الصمت الذى أعقب ذلك, و هو يتلفت حلوه بآسى:
ـ غرفتى تجعل غرفتى تقف أمامها فى خجل.
تلفتت حولها لتنظر إلى الغرفة المرتبة, لم تكن تظهر أى ثياب و كانت منضدة الزينة تحمل مستحضرات التجميل الخاصة بها فى تنسيق بديع كأنها فى فترينة للمعروضات , و لم تكن على الأرض أى احذية, ولا مناشف مبعثرة هنا و هناك, ولا حتى كيس نقود أو حقيبة يد, و لا يوجد فوق منضدة العمل أى أثر لأكياس المشتريات التى تضم أوراق كتابه, بل أكوام منظمة من ورق الفولسكاب و الأوراق التى تنسخ عليها بالآلة الكاتبة, و قلمان, على حين كانت الآلة الكاتبة مغطاة, و كان الدليل الوحيد على سوء النظام فى الغرفة, و ريقات الأزهار و كان قليل منها لا يزال ملتصقاً بالجانب الأمامى من ثوبها.
التقطت إحدى الأوراق بين اصابعها و قالت بصوت فيه بحة:
ـ استمع إلىّ, أنا آسفة, أنا .....لقد شرد عقلى قليلاً, ولكن لا يوجد فى الواقع ما يستوجب قلقك, ليس لك دخل.....
توقفت عن الأسترسال و عضت على شفتها.
أمدها بالكلمة:
ـ العمل؟
قالت بعد جهد:
ـ حسناً......لا أريد أن أظهر ناكرة للجميل, و لكن لا, ليس العمل.
أراح ريك ظهره على المقعد, و أخذ يتفحصها بنظراته بعض الوقت فى حين إيفون كانت تحبس أنفاسها فى انتظار الاستماع إليه, لاحظت و هى تعانى ألماً خفيفاً حول قلبها, أنه خدش جانب وجهه عندما عبر فوق أثاث الشرفة.
قال ريك أخيراً:
ـ أخشى أن أقول أننى لا أتفق معك.
و قالت:
ـ إذا كنت قلقاً بشأن كتابك, فسوف أتمه لك.....
قال برقة و لكن مع لهجة تهديد غريبة:
ـ إيفون, علينا ألا نستمر فى الخلاف. أننى متأثر للطريقة التى تعالجين بها الأمور و الحالة التى أنت عليها, و أنت تعرفين جيداً السبب.
قالت:
ـ هل أعرف حقاً؟ يؤسفنى أن أقول أننى ......
قاطعها قائلاً :
ـ نعم, أنت تعرفين, أوه, لقد احتفظنا به تحت دثار...لقد بذلت فى الواقع أقصى ما تملكين من جهد لكى تدفنيه فى أبعد عمق تستطيعينه, و بسبب الطريقة الغريبة التى يبدو أنه يؤثر فيك بها , فقد.....
هز كتفيه و أردف يقول:
ـ جاريته, و لكن شيئاً من ذلك لا يغير حقيقة أنه يوجد بيننا نوع من جاذب البدائى يا عزيزتى .
أصدرت صوتاً ضعيفاً يعبر عن اعتراضها, إلا أنه تجاهل ذلك و تابع حديثه:
ـ بل لقد ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك وقلت إن واحداً من تلك الأشياء التلقائية.....من المؤكد أنه كان شبيهاً بذلك بالنسبة لىّ.
وقفت إيقون بغلظة و هى تقول :
ـ لا أريد أن أسمع المزيد, لست مهتمة.......
قاطعها قائلاً ببرود:
ـ لماذا أنت منزعجة كل هذا الانزعاج البشع؟ و لماذا كل هذا التوتر؟
ـ أنا ...........
و زفر من تحت أنفاسه و وقف, و خطا خطوة واسعة نحوها قبل أن تتمكن من الافلات من, واحتواها بين ذراعيه و قال:
ـ من المؤكد أنه لم يكن باستطاعتك أن تكونى جميلة كل هذا الجمال .
قال ذلك و شفتاه لا تكادان تتحركان, على حين تنفذ عيناه الخضراوان إلى أعماق روحها:
ـ ولا يكون هناك أى صدق فى قلبك, كل واحد منا يريد الآخر يا إيفون, و أياً كان الخطأ الموجود فيك. ومهما كانت الاستحالة فإن ذلك لا يغير حقيقة واحدة ضئيلة, لا يستطيع شئ أن يغير حقيقة أنك رأيتنى مع أحدى الفتيات و جرح ذلك مشاعرك.
ـ فليكن, لقد جرحت مشاعرى.
قالت ذلك من بين أسنانها.
ـ و لكن الأمر لم يكن يتعلق بك أنت وحدك, لا تتملق نفسك على اعتبار أنه كان بسببك على وجه الخصوص, لقد كان......كان مجرد إحساس مفاجئ بالوحدة القاتلة, كان الجميع ينصرفون. و كان مع كل واحد....شريكته.....و قد نال ذلك منى, هذا كل شئ.
قال بسخرية:
ـ أيتها الصغيرة المسكينة سندريلا إيفون , الذى يعنينى يحق هو, لماذا تصرين كل هذا الاصرار على أن تكونى سندريلا العنيدة فضلاً عن العمياء و......
قالت له محذرة و هى تحاول التخلص من قبضته:
ـ اتركنى أذهب يا ريك.
قال بلهجة بطيئة :
ـ لا, ليس بعد يا حبيبة القلب, و يبدو أن لدى الشئ الكثير الذى يحتاج إلى تصفيه....كبريائى.
واضاف و هو يبتسم ابتسامة جافة قصيرة:
ـ يبدو أنها تعرضت للكدر, دعينا نر كيف تقبلين أى انسان ليس بصفة خاصة لو أنك سرت على منهجى .
شهقت إيفون و لكنه أكتفى بالضحك بهدوء و أدناها منه لكى تزداد اقتراباً.
قالت مهددة:
ـ سوف أصرخ.
قال بصوت منخفض:
ـ أصرخىبأعلى صوتك, لأننى لا أنوى أن أقبلك. و عندما أعبر عن ذلك بالكلمات.....حسناً, فعليك أن تعالجيها بأكبر قدر ممكن من الرشاقة, مثل نصل الخنجر الحاد فى أثناء عمله. و لكن بالنسبة لهذا الموقف, ربما كان يكفينى حد الخنجر.
لم تصرخ و لكنها قاومته بكل ما تملك من قوة, و قاوم ريك بأقل قدر يتطلبه الموقف حتى يبقيها بين ذراعيه, وهو يضغط بجسمه عليها. تمكنت إيفون من تحرير فمها و ذراعيها و حاولت أن تضربه , و لكنه قبض على معصمها و حبس ذراعها خلف ظهرها و ترك أصابع يده الأخرى تنزلق من خلال شعرها, و أمل رأسها إلى الخلف ليصل إلى فمها مرة أخرى , إلا أنها تمكنت من تخليص نفسها مرة أخرى, ثم بدأت تسبه, و تمطره بسيل من الكلمات التى كانت تكرهها دائماً, و تحاول أن تنسى أنها تعرفها , كلمات سمعتها من ابيها السكير و هو يقولها لأمها المرة تلو المرة, قبل أن يغادر البيت و يهجرهما جميعاً.........
كان بريق السخرية فى عينى ريك هو الذى منع تدفقا, و كان الأسوأ من ذلك, احتقارها لنفسها الذى استنزف كل ما تبقى لديها من قدرة على القتال, و كان ذلك عندما سقطت إيفون فى الفخ الرهيب .
قال ريك برقة :
ـ هل انتهيت تماماً؟
ثم بدأ يقبلها مرة أخرى.
فى وقت لاحق, كان على إيفون أن تعرب عن دهشتها عما إذا كانت قدرتها على القتال قد استنزفت روحياً, عن طريق الهفوة التى لا تغتفر بالنسبة للمظهر الكاذب لسقطتها, و لكن الإجهاد البدنى أيضاً الذى كانت تقترب منه, يعتبر هو المسؤول عن ذلك.....المسؤول عن حالها حين اكتشفت أنها بالتدريج هى التى تتعلق به, أكثر من كونها مقهورة أو مكبوتة, ووجدت قلبها يدق بغير انتظام و هو يزيد الضغط فوق فمها. وعندما رفع رأسه لم يكن باستطاعتها إلا أن تميل بجبينها على كتفه مهتزن من الاعماق.
سمعته يقول شيئاً بغير وضوح, و لكن ما إن سمعته حتى أصبحت كلماته الهادئة الساخرة و كأنها محفورة فى قلبها .
ـ إذن فانت تحبين الخشونة يا باترسون , لا أدرى ما إذا كان ينبغى لىّ أن أشعر بالدهشة, و لكننى بطريقة ما لا أشعر بالدهشة.
تحركت متشنجة و سقط ذراعاه, و لكنها ارتجفت عندما التقت نظراتهما, مدركة أن المزيد قادم فى الطريق.
و لقد كان, أمسك ريك يدها و جعلها تستدير حتى أصبحا يواجهان المرآة العرضية فوق منضدة الزينة, و لم يكن باستطاعتها إلا أن تغلق عينيها بعد لحظة أمام ما وقع عليها بصرها.....كان شعرها قد تهدل و خداها مضجران بالحمرة و قد سقط أحد جانبى ثوبها عن كتفها قليلاً . و لكى تكتمل الفوضى التى تشملها ......كانت تقف بعدم لياقة و هى تميل بزاوية , بعد أن فقدت فردة من حذائها فى أثناء مقاومتها العقيمة.
قالت إيفون بصوت هامس و هى تركل فردة حذاء:
ـ أخرج من هنا.
ـ أننى خارج.
ثم أضاف بعد تفكير :
ـ نعم. أعتقد أننى كنت أعرف دائماً أنك شبه مياه ساكنة تجرى بعمق , طابت ليلتك يا عزيزتى.
انصرف ريك من حيث جاء, متسلقاً من فوق شرفتها إلى شرفته , لأنه كان قد قال لها عرضاً إنه نسى إحضار مفتاح غرفته معه, ولم يتعثر فى أى شئ هذه المرة.
منتديات ليلاســـــــــ
|