المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى
لم تحاول حتى الوقوف لكى تسأله عم يعنيه, و هى تسمح لنفسها بالعودة إلى غرفتها. لماذا تشعر بذلك الإحساس الغريب من خفة الروح, و أن الهموم انزاحت عن عاتقها, فضلاً عن الشعور بأن المهمة التى قبلتها لم تكن ثقيلة كما كانت تحس من قبل. ولقد احتاجت فى الواقع إلى عدة أيام لكى تنسى الورطة التى خيل إليها أنها انغمست فيها .
خلال اليومين التاليين اشتغلت إيفون وفقاً لما قالته تماماً وكان العمل بطيئاً فى البداية, إلى أن أصبحت معتادة على خط ريك الذى تكاد تكون قراءته مستحيلة, و لكنها استطاعت أن تتعوده بالتدريج, وحدثت أشياء متعددة.
لقد أصبحت مفتونة و متحيرة فى نفس الوقت, لقد اصبحت خبيرة فى بعض الإحصاءات غير العادية فقد عرفت على سبيل المثال أن تعداد شعب البابوا فى غينيا الجديدة يعادل عشرة فى المائة من عدد لغات العالم و مئات من تلك اللغات لا يتحدث بها سوى عدة مئات من الأفراد.
و عرفت كثيراً عن منتديات ليلاس بعض الأحواض المرتفعة فى تلك المناطق المرتفعة و نظم الأنهار العظمى مثل فلاى و سيبيك و إقليم بولولو الذى تم فيه اكتشاف الذهب لأول مرة و عرفت عن منجم أوكتيدى على ضفاف نهر فلاى و لكن عندما بدأت تعمل فى الفصل الثالث من كتاب ريك إيمرسون وجدته مقسماً إلى فصول على الرغم من انه كان على شكل مذكرات يومية, و أن السحر كان يفوح منه عالياً واضحاً ......و كذلك الحيرة.
كان الفصل الثالث معنوناً "بيلونج وونيم يو فيتيم ديسبلا بليسبوى؟" و من تحته ترجمتان
"فلتطلق عليه أى اسم يختاره هذا الفتى الشرطى الصغير؟"
أو
"لماذا ضربت هذا الشرطى؟"
كانت المعلومات الواردة تحت ذلك العنوان تدور كلها حول الكفاح المرير الذى قام به , للإلمام باللغة السهلة التى تستخدم للتفاهم بين الشعوب قبل أن يتمكن من معرفتها لكى يكتشف بعد ذلك المرة بعد المرة, أنه لا يجيد تلك اللغة بالمرة.
عرضت إيفون حيرتها من تلك الليلة على ريك فى أثناء العشاء , كان الجو شديد الحرارة, و كانت قد رفعت شعرها, و ارتدت ثوباً عادياً من القطن.
أخذت قطعة من الخبز و قالت و هى تمد يدها نحو الزبد:
ـ ريك...أى طراز من الناس أنت على وجه التحديد؟
نظر إليها بحذر و قال :
ـ ما تقصدين؟
ـ ما الذى تفعله فى الواقع؟ أعنى....حسناً, يبدو أن كتابك أقرب ما يكون لون ما من العمل الاحصائى, أنا أحاول التقليل من قيمته . ترددت قليلاً ثم قالت على وجه السرعة:
ـ أنه مضحك جداً, و له سحر غريب يدفع القارئ إلى مواصلة القراءة مضطراً و لكن .....
توقفت عن الاسترسال و هى متجهمة ثم اردفت تقول:
ـ أى منهج علمى تتبعه ؟
ضحك ضحكة قصيرة و قال :
ـ أوهـ تعنين ذلك الأم لكل العلوم
ـ الـ.....؟ ما زالت غير فاهمة.
ـ لا عجب فى ذلك, أنه موضوع ضخم, أنا عالم فى الجغرافيا .
كانت دهشتها واضحة تماماً الآن.
قال و على شفتيه ابتسا مة ملتوية:
ـ هل كنت تعتقدين أنه لم يعد هناك وجود لهم؟
قالت ببطء:
ـ لا....حسناً.... ثم أومأت برأسها إيماءة تدل على أنها مغلوبة على أمرها.
مال ماك بجسده إلى الأمام و ظهر بريق فى عينيه الخضراوين و هو يقول:
ـ من الواضح أن هذا يحتاج إلى تفسير, الجغرافيا هى العلم الذى يصف سطح الأرض, و بالتالى أى شئ فوقها, و مباشرة كل ما هو فوقها أو تحتها, مما يؤثر فيها, و لأن ذلك ميدان فسيح جداً, فقد انقسم ذلك العلم إلى فروع كثيرة.
بدت إيفون حائرة.
تمتم ريك لنفسه كيف استطيع شرح ذلك؟ :
ـ يشمل علم الجغرافيا كل الدراسات المستقلة التى يقوم بها علماء الارصاد و الجيولوجيا و الأحياء و الاقتصاد و السكان و العلوم السياسية و الفلسفة و اللاهوت لقد انبهرت أنفاسى!
قالت إيفون و هى تبتسم ابتسامة شاحبة :
ـ لست دهشة لذلك, يبدو الأمر مرهقاً. ألم يكن أفضل أن تكتفى بذكر واحد أو اثنين من بين كل تلك العلوم؟
ـ لقد فكرت فى ذلك, و لكن الواقع أن الصورة ال
كلية التى تثير فضولى و على الرغم من ذلك, فلىّ نوع من التخصص بين كل ذلك.
ـ و ما نوع ذلك التخصص؟
ـ الجغرافيا الاجتماعية و الثقافية, التى تعنى بدراسات موضوعات مثل الاختلافات فى العمر و الجنس بين الشعوب و تغير أنماط اللغة و الدين فى المجتمعات الريفية و مثل هذا النوع من الموضوعات.
قالت إيفون بوجه عابس:
ـ أهـ , لقد بدأت أفهم الآن!
لا يبدو أن ملاحظاتك العلمية بشكل متعمق لو سمحت لىّ أن أقول ذلك, و يبدو أنك كنت تواجه الشئ الكثير من المصاعب و أنت تحاول تتبع أى شخص, فضلاً عن ممتلكاتك الخاصة.
قال بلهجة جادة:
ـ أنا أواجه تلك المصاعب على الدوام بالنسبة لممتلكاتى . ثم اضاف بنظرة إلهام مفاجئ :
ـ من الواضح أننى بحاجة إلى امرأة مثلك لكى تنظمينى يا باترسون !
ـ أشك فى أنها قد تكون مهمة مستحيلة....ربما كنت فى حاجة إلى زوجة.
ـ هل تعتقدين ذلك؟ لدى إحساس بأن الزوجة هى آخر من استطيع التعايش معه, أنا واثق بأننى سوف أكون زوجاً بالغ ا ضعف.
رمقته إيفون من خلال اهدابها و قالت:
ـ اليس من المحتمل أن يكون السبب أنك لا تريد أن تكون مسئولاً عن أى نوع من الارتباط؟
قال برقة:
ـ كم أنت حكيمة يا باترسون.
ـ نعم.....حسناً.....دعنا نعد إلى كتابك.
ـ نعم, لابما كان من الأفضل أن ننتقل إلى أرض أكثر أمناً
قال ذلك بلهجة شديدة البطء و قبل أن تعلق إيفون استطرد قائلاً:
ـ يعتبر كتابى فى الواقع مجرد خط هامشى بالنسبة لتجربتى بصفة عامة, مجرد لمسة من لمسات العلماء الذين يأخذون الأمور على محمل الجد, و لا تعتبر فى نفس الوقت بالغة العمق بالنسبة للأشخاص الذين يهتمون بمثل هذا اللون من الموضوعات, أما دراساتى الحقيقية التى تعتبر جزءاً من رسالة الدكتوراة التى أقوم بإعدادها , فهى عملية بدرجة أكبر.
كررت إيفون:
ـ رسالة الدكتوراه ؟ اتسعت عيناها من الدهشة
ـ ألا توافقين على ذلك؟
ـ أنا....بالتأكيد. كل ما فى الأمر أننى أحاول.....خالك....
قالت ذلك بطريقة مشوشة : لم.......
ابتسم ريك ابتسامة كلها ود و قال :
ـ الخال أموس مثل عدد من الناس لم يستطيع أن يدرك تماما العمل الذى أقوم به, و لم يحاول على وجه الخصوص أن يفعل, و لكننى أفهم ذلك, فلديه من العمل ما يشغل باله, أى نوع من المعلومات الخاطئة عن مهنتى حاول أن يزودك بها؟
قالت إيفون:
منتديات ليلاس
ـ قال أنه ليس واثق تماماً مما إذا كنت عالماً مبتدئاً فى علم الإنسان أم الآثار القديمة, و لكن يبدو أن اهتمامك الحقيقى منصب على الـ ..... الممارسات الخاصة لشعب الـ كوكوكوس .
مال ريك برأسه الذهبى إلى الخلف و هو يضحك بانشراح و قال:
ـ لا عجب فى أنك كنت فى حالة اضطراب عندما وصلت إلى هنا يا باترسون! كان من الواضح أنك تتوقعين مواجهة مراهق مجنون بالجنس!
وجدت إيفون نفسها مرغمة على الضحك بدورها قائلة:
ـ و لكن الذى اقصده فى الواقع هو, ما العمل الذى تؤديه لكسب العيش ؟ أم أنه لا يوجد ثمة ما يبرر قلقك من هذه الناحية؟
توهجت عيناه الخضراوان برهة وجيزة إلا أن ذلك البريق كاد يختفى فى الحال و قال بوداعة :
ـ إننى أقوم بالتدريس لكى أعيش, أدرس فى الوقت الحاضر فى إحدى جامعات سيدنى, إذ آمل أن أستكمل رسالتى .
ـ أوهـ !
ـ أعتقد فى الواقع أننى أجبتك , أخمن ذلك من رنين صوتك.
نظرت إليه بآسف و قالت :
ـ أنا آسفة , كل ما فى الأمر أننى فى دهشة مما إذا كان شئ مما قاله خالك يعتبر صحيحاً.
ـ أى شئ آخر قاله لك؟
ت قال أن أباك...... كان دبلوماسياً إنجليزياً, و انك نشأت و أنت توف حول العالم.
ـ الآن , هذا صحيح, و ربما كان ذلك السبب فى أننى أعتبر العالم قوقعتى و أننى مفتون به.
قالت إيفون ببطء :
ـ هكذا, فهذه هى الطريقة التى تريد أن تقضى بها بقية عمرك....كأكاديمى, و فى الواقع كمستكشف للنوع.
أجاب مفكراً بعمق:
ـ أعتقد ذلك و على الرغم من ذلك فمن المحتمل أن يكون التنبؤ عن مثل هذه الأشياء حماقة, و لكننى لا أستطيع فى الواقع أن أعمل فى مهنة خالى.
ـ لماذا يصر إذن على التفكير فى أنك قد تفعل ذلك؟
ـ إننى .....فى الواقع فكرت فى أنك قد تقبل الفكرة أخيراً. زهز ما يبين إلى أى مدى يمكن أن يكون الانسان مخطئاً.
انتهت إيفون من تناول وجبتها فى صمت, ثم اخبرته أنها ذاهبة لكى تعمل, و احتج بأنها استنرت فى العنل طول فترة بعد الظهر و لكنها تمسكت برأيها, و لم يلح ريك عليها . و فى الواقع , فكرت فى أثناء المشى و هى فى طريق عودتها إلى غرفتها, و هى تتلفت حولها بحذر خوفاً من ظهور اللاما. إن ريك كان متعاوناً معها إلى أبعد الحدود منذ بدأت تعمل فى كتابه, و كان مختلفاً اختلافاً تاماً, فلم يعد يصدر عنه المزيد من التلميحات و لم يعد يصدر عنه مزيد من التلميحات, و لم يعد يرمقها بنظرات سليطة و اصبحت تشعر بالبهجة كلما اجتمعا معاً.
فكرت فى الوقت الذى قضياه معا ذلك الصباح, كانت حالة المد و الجزر مناسبة فى ذلك الوقت المبكر للقيام برحلة بحرية, و عندما طرق ريك باب غرفتها فيما يبدو أنه غبش الفجر, رمشت بعينيها و النوم لا يزال يلح عليها, ثم القت نظرة من النوافذ و سرعان ما وقعت أسيرة منظر البحر و هو يبدو أزرق شاحب كالحرير .
على الرغم من ذلك قالت له:
ـ لست لىّ معرفة بركوب البحر.
ـ تتوافر لدى المعرفة, سوف أعلمك.
ـ لا أعرف ما إذا كانت عندى قابلية للتعلم, سوف أكون خائفة جداً.....
ـ ليس و أنت معى, لن تخافى.
قال لها ذلك بلهجة التأكيد . و عندما وصلا إلى الشاطئ بعد ذلك, ساعدهما أحد صبية الشاطئ فى دفع القارب إلى الماء . كانت إيفون قلقة بشأن ركود الهواء و سألته:
ـ كيف نستطيع الابحار بدون وجود نسمة من الهواء؟
قال ريك بصبر :
ـ باترسون , ثقى بىّ أرجوك, فور أن نوغل فى الماء قليلاً سوف تقابلنا منتديات ليلاس نسمة .
ـ و لكن كيف نخرج من البحر؟
كان ريك قد تبادل نظرة ساخنة مع صبى الشاطئ و قال :
ـ سوف نستخدم المجاديف إذا استلزم الأمر. هل تكتفين بالقفز إلى القارب و التوقف عن القلق؟
ـ كل ما سوف أفعله , أن أحكم ارتداء سترة النجاة....
رفع ريك عيناه إلى السماء, و لكنه سيطر على مشاعره و على الرغم من ذلك, بعد نصف ساعة, عندما كان القارب ينزلق بسرعة على سطح الماء أمام هبة نسمة خفيفة, عندما تدثر العالم بغلالة مضيئة بنور الصباح المبكر بألوانه الوردية و الذهبية, قال لها مغايظا:
ـ هل ندفعه نحو أعماق البحر؟
ـ أوهـ , لا ... هل لابد لنا من ذلك؟
شعورك الآن على النقيض تماماً ما كان عليه فى وقت مبكر!
قالت إيفون بحماس:
ـ لقد حولتنى , لم تكن عندى أى فكرة أن الأمر بمثل هذه السهولة و أنه مسلٍ هكذا.
و قد ضحكت عندما قاد القارب بمهارة, و صدمها رذاذ من الماء, و كان ريك يراقبها, و فكرت خلال لحظة أنه سوف يقول لها شيئاً يعبر عن الاعجاب, إلا أنه لم يفعل, و أكتفى بتعليمها المزيد عن ركوب البحر.
منتديات ليلاســـــــــــ
أحلى صحبهـــ
&
أطيب ناســــ
|