المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ديبورا بريستون - المركز الدولى
بعد تناول بقية الوجبة التى قام خلالها بحديث ممتع و إن كان محايداً تماماً أخذها ريك إلى الطابق الأرضى و أشترى لها بعد ذلك شئ لاستخدامه فى مسابقة المواهب, حيث كان هناك حلبة للرقص, و خشبة للمسرح و عديد من المقاعد المريحة و موائد يمكن مشاهدة ما يحدث منها, و لكن إضاءة المكان كانت خافتة فى جو هادئ مهجور, و هنا قال النادل:
ـ ألا تشارك الليلة فى المسابقة يا ريك؟
كان يتحدث معه بلهجة ودية إلا أن عينيه كانتا تستعرضان إيفون.
قال ريك بعد أن ضحك ضحكة قصيرة:
ـ لا, ربما عدت فى وقت لاحق لأتابع البرنامج, أننى سوف أترك المجال للآخرين لكى يعرضوا حماقتهم.
ـ هل ما زال رسغك يثير المتاعب؟
أنه عذر جيد مثل أى عذر آخر؟
سألته إيفون:
ـ كيف الحال بالنسبة لشفاء رسغك؟
ـ إنه فى حالة جيدة فيما عدا ما أحس به من ألم عندما أبذل مجهود أكثر من اللازم.
ـ كيف كُسر؟
ـ أ...لقد.....تعثرت.
رفعت حاجبها و قالت :
ـ و أنت تهبط من شجرة كرم فى ممر الغابة فى مجاهل بابوا؟
قال مؤمناً:
ـ فى أحد الطرق. وظهر فى عينيه بريق خبيث.
قالت:
ـ ربما, حدثينى عن ذلك.
ـ لا أعتقد أنه ينبغى لى أن أخبرك بالمرة – و لكن مرة أخرى.
ماذا سوف أخسر؟ لقد حدثت الخسارة بالفعل, أ....كنت.....أحاول الخروج على وجه السرعة من أحد البيوت فى بورث مورسبى
حيث تلقيت دعوة...أ....لكى أقضى الليلة مع هذه السيدة السويسرية الحسناء, التى أكدت لى أن حبيبها فى مكان يبعد عن هنا كثيراً جداً من الأميال. و كانت فى الواقع تريد التخلص منه, و كانت فى حاجة إلى بعض المشورة و....السلوى, أنا فى الواقع لا أصدق مدى سذاجتى !
لم تجد إيفون أمامها سوى أن تبتسم, مما تسبب فى أن يرفع ريك حاجبيه دهشاً و سألها بسخرية:
ـ ألست متقززة تماماً؟
ـ أخبرنى ماذا حدث؟
ـ حسناً, قبل أن....تتم السلوى. ظهر صديقها فجأة, واتضح أنه عملاق يوغوسلافى سيئ الخلق إلى حد بعيد, و قد مشى, أو طار ليشق طريقه من ذلك المكان البعيد, البعيد جداً من منجم الذهب الذى يبعد عن مورسبى كثيراً, حتى يقضى عطلة نهاية الأسبوع مع محبوبته كمفاجأة أعدها لها. و الذى أدهشنى حقاً و كاد يكلفنى حياتى. التصرف الذى تصرفته السيدة. لقد تغيرت عواطفها بسرعة.
و بدأت تمزق, ما تبقى عليها من ملابس قليلة شر تمزيق, و خلال لحظة قصيرة انهالت على شعرها الذهبى الذى بذلت جهداً ضخماً فى تصفيفه و كان آية فنية, و أحالته إلى شعر مهوش بشكل مذهل, و إذا لم يكن ذلك سيئاً بالدرجة الكافية. فلماذا بدأت تتهمنى بصوت مرتفع بأننى أحاول اغتصابها, لم يكن أماى حل سوى أن أغادر البيت بسرعة, عن طريق إحدى النوافذ ثم عن طريق ذلك الشارع شديد الانحدار.....أنت تضحكين. قالها معاتباً. ثم أردف يقول:
ـ صدقينى, لم يكن الأمر مثيراً للضحك فى ذلك الوقت.
قالتى إيفون:
ـ أستطيع أن أتخيل ذلك.
ـ سوف تضحكين أكثر عندما تعرفين شيئاً..... إنه أشبه.....أشبه بضوء القمر و هو ينعكس على سطح ماء أملس.
حملق إليها ريك بعين يقظة فيها فضول.
تنهدت إيفون إلا أن الابتسامة كانت لا تزال ترف على شفتيها و قال بلطف:
ـ هل سوف تطلعينى على مذكراتك الآن, أم نؤجل ذلك فى الغد؟ أنا....أنا فى الواقع متعبة بعض الشئ. و لا أعرف لماذا.
قال ريك:
ـ ربما كنت مجرد كائن بشرى بعد كل شئ, أنت شديدة الحساسية, أعنى أنك خرجت من البيت فى الفجر, لكى تركبى الطائرة و حساسة بالنسبة لتغير المناخ, هذه الرطوبة الموجودة هنا تستنفد قواك....مثل بقية البشر من أمثالنا.
قالت باحتدام قبل أن تتمكن من وقف نفسها:
ـ لست دهشة فى الواقع لأنك كاتب, أو تحاول أن تكون كاتب, من الواضح أنك مفتون بالكلمات, و ربما كان من الأفضل لك أن تكون ممثلاً, و بهذا تستطيع تحقيق ما ترنو إليه من طموح.....
قال ببطء شديد:
ـ و الآن _ ليس هذا شيئاً لطيفاً منك, و لكننى لاحظت فيك من قبل ميولاً نحو ذلك يثير الدهشة.
أغلقت إيفون عينيها فى ملل.
تابع ريك حديثه:
ـ هذا الميل الذى ينتزعك – كيف استطيع التعبير عن ذلك؟ - أعتقد أنه يحتويك ميل نحو السفسطة و ضبط النفس و النضج, شئ ترتدينه مثل ستار جميل, عندما ينزاح جانباً بسرعة, يكشف عن مجرد لمحة من.....المخالب و الخشونة التى تطبع سلوك بنات الشارع.
قال ذلك بوجه متجهم.
ضغطت إيفون على شفتيها و هى تحاول احتواء الرغبة فى الرد عليه و لكن دون نجاح.
و قالت ببرود:
ـ ـمت خشنة يا مستر إيمرسون مثل حدة طباع صديقك اليوغوسلافى, كما أننى شققت طريقى بمخالبى.
قال على وجه السرعة دون أن تفارق عيناه الخضراوان وجهها :
ـ هذا شئ ممتع جداً.
أصدرت صوتاً عميقاً و هى تقف على قدميها و قالت باقتضاب:
ـ سوف أذهب إلى الفراش.
وقف بدوره قائلاً:
ـ سوف أسير معك إلى هناك.
ـ ليس ذلك ضرورياً .
ـ نعم, بل هو ضرورى, قد تصطدمين بأى شئ هنا.
قالت غير مصدقة:
ـ لابد أنك تمزح!
ثم استدارت على عقبيها.
لكن ريك لم يتركها و تبعها و لكن على مسافة قصيرة بعد أن وقع على فاتورة المشروبات التى طلبها إذ كان فى منتصف الممر الذى تسير فيه إيفون. عندما ظهر شبح أسود مغطى بالريش, نحيل متموج الرقبة, شرير العينين, ظهر الشبح فجأة بجوار و هو يطلق صوتاً كان من الممكن أن يطلق عليه فيما بعد وصف شهقة متحجرة.
قفزت مذعورة و هى تريد إلى الخلف, و قلبها يدق بعنف شديد, قال ريك و صوته خلفها مباشرة:
ـ لا تخافى شيئاً إنه ليس سوى سّميّك
ـ سميّى......كانت شفتاها ترتعدان أوهـ يا إلهى, النعامة الاسترالية.
منتديات ليلاس
تقدم ريك نحو الطائر و قال:
ـ أم إنها غير مؤذية على الأطلاق أنظرى!
و أخذ يربت عنق النعامة التى تقبلت هذه اللمسة بشهقة أخر, و لكنها تعبر عن الامتنان العميق فى هذه المرة.
قالت إيفون بضعف:
ـ أوهـ, أى شئ آخر يتربص لىّ هنا خلال الليل؟
أجابها على الفور و هو يحتوى يدها فى يده.
ـ حيوانات الكنغر و هى فى العادة أكثر خجلاً من إيفون, و لكنها تتجول فى كل مكان من الجزيرة, و من المناظر المألوفة أن تشاهديها فى ملعب الجولف بعد حلول الظلام – كما تستطيعين رؤيتها فى ملاعب التنس المضاءة بالكشافات, هل تحبين القيام بجولة الآن لكى تلقى عليها نظرة؟
ـ أنا.......
قال :
ـ أنت ما زالت ترتعدين.
قالت بحزن معترفة:
ـ إننى أشعر بحماقة شديدة, ربما أجلنا ذلك إلى ليلة أخرى, لقد نسيت عصا المشى.
ـ اللعنة! ـ لو أننى فقدت هذه العصا فسوف تكون السادسة, و لكن المكان آمن تماماً.
قاطعته بقولها:
ـ من الأفضل أن تعود للبحث عنها, من الذى يعرف ما يمكن أن يحدث لها أثناء مسابقة المواهب؟ سوف أكون بخير حال الآن, و أنا فى الواقع متعبة تماماً مثل أى واحد من البشر الفانين, طابت ليلتك, سحبت يدها من يده و سارت مبتعدة.
تبعها ريك بنظراته إلا أنه لم يتبعها. كما أنها لم تره واقفاً فى الممر خلال عدة دقائق بعد اختفائها عن النظر, قبل أن يستدير و يمشى و هو يعرج عائداً إلى ردهة الاستقبال .
لكن لكى تنهى إيفون يوماً مملوء بالمتناقضات , ما كادت تصعد إلى حجرتها حيث الأمان و السرية. حتى اكتشفت أنها لم تعد راغبة فى النوم, أو تشعر بالتعب – و إن كانت متعبة ذهنياً بكل تأكيد.
غيرت ملابسها لترتدى قميص نوم قصير من الساتان بأشرطة رفيعة و الدانتلا المتشابكة, و لكنها خلعته بعد ارتداءه بفترة وجيزة, و ارتدت قميص نوم آخر من القطن الأزرق السادة بدون دانتلا, ثم أزالت مساحيق التجميل, مشطت شعرها, و هى مندهشة لما ألم بها, و لماذا تشعر بكل هذا الرعب و انفلات الأعصاب, سألت نفسها و هى تقف أمام المرآة :
ـ من المؤكد أن رجلاً واحداً.....من الطراز الذى سبق أن جذبك نحوه.....
لم يفعل بك مثلماً فعله هذا الرجل. تطلعت إليه وجهها العارى من المساحيق و شعرها المسترسل. و عادت تحدث نفسها:
ـ حسناً, مما لا شك فيه أنه أثار مشاعرك بنجاح مرتين, بل لقد حفر بنجاح فى أعماقك اشياء ظننت منذ عدة سنوات أنك نجحت فى كبتها.
و لكن ما ذلك الشئ الذى يعرفه عن الخشونة و تطبع سلوك بنات؟ من المحتمل أنه عاش حياة ساحرة مع أب من الدبلوماسيين و هو يبدو على درجة كبيرة من التعليم, كما يبدو أن لديه المال الوفير الذى يسمح له بالإقدام على أعمال جنونية , مثل الانغماس مدة عام كامل فى علم الاجناس و الأثار القديمة , طرز نموذجى من الشخص المولع بالفنون الجميلة لو أن أحداً سألنى.
توقفت فجأة عن الاسترسال مع أفكارها. و تطلعت إلى صورتها فى المرآة بحدة عندما اتضح لها أنها تكتشف فى نفسها تعبيراً سيئاً ثم همست لنفسها: "أوهـ يا إيفون باستطاعتك دائماً أن تكونى سليطة فى بعض الأوقات, و بصفة خاصة عندما تتخذين موقف الدفاع, و هو الأمر الغالب – و لكن لماذا الآن؟ لق\ صعدت إلى قمة الشجرة.....
فكرت: لابد أننى متعبة جداً, و اشاحت عن صورتها المزعجة فى المرآة و هى لا تزال تفكر فى.....هل أستطيع أن أنسى؟
ما الذى كان يمكن أن يحدث لو أننى لم أتظاهر الإصابة بمرض عارض, ماذا لو أننى وجدت نفسى فجأة أمام روب و كلارى فى يوم من الأيام و كيف يكون الحال لو أن فضولاً استبد بىّ و جعلنى أفكر فى العودة لمجرد رؤية أحوالهما؟ كلا... كلا......
لن أفعل ذلك فى نفسى و هذا هو السبب الذى يحتم على البقاء هنا.
لكى أهزم ريتشارد كارليزل إيمرسون فى نفس لعبته! ثم قالت لنفسها و هى تضحك ضحكة هستيرية: "ولقد خطر ببالى كيف أستطيع أن أفعل ذلك, سوف أتعامل معك على أنك ريكى إيمرسون الصغير تماماً مثلما تتعامل معك زوجة خالك!
منتديات ليلاس
نهاية الفصل الثانى
قراءة ممتعة للجميع
|