المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ديبورا بريستون - المركز الدولى
سمعت إيفون صوت طرقة ريتشارد إيمرسون على الباب التى لا تخطئها الأذن مرة أخرى, مما قطع حبل أفكارها, و وضع على وجهها تعبيراً صارماً أرغمها على الابتسام ابتسامة حزينة مؤلمة لنفسها و قالت لنفسها: ليست هذه هى الطريقة التى تلعبين بها دورك بالمرة يا إيفون كونى على حذر!
سمحت لنفسها أن تأخذ الوقت الكافى للبس ساعتها, و السوار الذهبى الذى تعودت وضعه فى يدها بصفة دائمة قبل أن تجيب على الطارق.
كان من السهل عليها التنبؤ برد فعله فى البداية عندما فتحت الباب, ضغط على شفتيه ليطلق صفيراً خافتاً, إلا أنه توقف عن ذلك, و قد تجهم وجهه بنظرة ملتوية, و فى عينيه الخضراوين بريق غريب و قال:
ـ يا سلام! قد تكونين على صواب يا باترسون لابد أن هناك فجوة زمنية ضخمة بين جيلينا يوجد فيك شئ يعتبر مسؤولاً عن تلك التصرفات الصبيانية التى تدفعيننى إليها!
لكن إيفون كانت تسيطر على أعصابها بشكل جيد و قالت:
ـ و إذا كنت قد قضيت ما لا يزيد على العام فى دراسة شعب الكوكولولس....لو أن ذلك الجانب من القصة كان صحيحاً على الأقل فلربما كانت أى أنثى لا تضع قطعة من العظم تخترق أنفها, تعجبك.
ضحك ضحكة مرحة عالية و بدت أسنانه البيضاء, و خلال لحظة خاطفة, احتبست أنفاس إيفون و هى ترى آثار التصادم بين لون بشرته الذى تغير بفعل تعرضه للجو, و شعره الذى حال لونه بفعل الشمس, و التباين المذهل بين لون عينيه الخضراوين, بالإضافة إلى حيويته الزائدة, و خلوه من الهموم, و الهالة التى تحيط به. معبرة عن ذكاء من نوع غريب, واكتشفت إيفون لدهشتها البالغة خلال اللحظة القصيرة التالية, شعورها بأن عمرها ازداد مائة سنة, ثم أدركت أنه يحملق إليها بضحكة بدأت تخفت و سألها :
ـ ما الذى حدث؟
قالت على وجه السرعة:
ـ لا شئ.
ـ كان يبدو عليك....كنت تظهرين خلال لحظة.....زهرة منسية
هز كتفيه, إلا أن الحيوية كانت تنبض من عينيه, و الاهتمام الشديد يبدو على وجهه و عيناه تتفرسان فى وجهها.
سيطرت على مشاعرها أمام الرجفة التى كادت تسرى فى جسمها, مثل جرس إنذار يدق داخل عروقها يحذرها من أى شئ.
و شرحت بقولها:
ـ أنا فى الواقع جائعة جداً.
ـ اعتذر لك سيدتى! هل لديك اعتراض على أن أقودك إلى المطعم؟
قالت بلهجة مهذبة:
ـ ليس لدى أى اعتراض بالمرة.
كان المطعم فى الطابق الثانى و الأعلى من مبنى مستطيل يضم عدة أجنحة و أماكن للشراب, بالإضافة إلى محل للجزيرة, و كانت له شرفة واسعة مزودة بالموائد و الكراسى, تواجه الشاطئ و الماء, و كان آخر ضوء لغروب الشمس يلقى بريقاً على الماء عندما جلسا إلى مائدة معدة لاثنين بجوار الحائط الزجاجى للمطعم.
تلفتت إيفون حولها, ثم نظرت إلى رفيقها, و تنهدت بارتياح و هى تحس بسيطرتها على مشاعرها, و كيف كان يمكن أن تشعر بغير ذلك, فكرت بذلك متعجبة, و لكن هنا وسط ثرثرة من جاءوا لتناول العشاء, و بين أدوات الموائد المجهزة لاستقبال الرواد, و الموسيقى التى ترددت فى الخلفية, و الضوء الخافت, و رائحة الطعام الشهى. و حتى مع وجود ريتشارد كارليزل إيمرسون, كان يبدو لها أنها تستطيع التعامل مع هذا الوسط.
رفت على شفتيها ابتسامة شاحبة و هى تدرس ريتشارد و تذكرت الصورة التى تخيلتها له من قبل, لم يكن قصير النظر و جاداً, رطب راحة اليد حسناً....لقد كانت ترتاب فى ذلك. كان فى الواقع على النقيض من ذلك. وهو يرتدى قميصه الابيض الفضفاض, بجيبين كبيرين, و بنطلونه الجينز الرمادى, و شعره المخطط الذى يتهدل على حاجبيه.... فكرت إيفون : لقد تعاملت مع المئات من أمثاله, ألم يحدث لىّ ذلك؟
ـ هل استطيع مشاركتك فى الدعابة؟
ـ تستطيع. و أخبرته على الفور بالوصف الذى وصفه به خاله و استقر فى ذهنها, و نظر إليها مستمتعاً و قال :
ـ لا عجب أن ظهرت لك كنوع من المفاجأة, و استنتج إما أن يكون الطعام الذى يوشك أن يُقدم لك أو فترة النصف ساعة التى قضيتها فى التفكير و أنت ترتدين ثيابك, قد أدخلت بعض التغيير على مزاجك السابق المستعد للقتال.
مضى بعض الوقت قبل أن تسنح الفرصة لـ إيفون كى ترد, إذ انقضت عليهما المضيفة. و طلبا الوجبة مع زجاجة شراب, من اختيار ريتشارد, ثم توقفت سوزان عند المائدة لتزودهما بتفاصيل سهرة الليلة, و المفروض أن تتخذ شكل مباراة من المواهب, و أن أخباراً تقول إنه طـُلب من الأطراف المهتمة تشكيل مجموعات, إما للغناء أو الرقص أو أى شئ يتخيلونه.
قال ريتشارد ضاحكاً:
ـ كلا يا سوزى ليس فى نيتى أن أعرض نفسى بهذه الطريقة.
و قالت سوزان متوسلة:
ـ و لكن يا ريك....جميع من تحدثت معهم يريدون منك الانضمام إلى مجموعتهم, أنت أكثر الشخصيات الذين تتجه إليهم الأنظار الليلة هنا. أنت تغنى و تقلد الشخصيات....إنك تستطيع الرقص حتى باستخدام عصا المشى, أرجوك يا ريك!
تمتمت إيفون:
ـ لا تعمل حساب لىّ
سألها ريك:
ـ هل تهمك المشاركة فى هذا الضرب من الجنون؟
قالت إيفون بحزم:
ـ لا .قال على الفور:
ـ أنا آسف يا سوزى هذه هى الليلة الأولى لـ إيفون . ربما انضممنا فى الغد إلى أى شئ تخططون له.
ضحكت سوزان ضحكة قصيرة و قالت:
ـ أوهـ لا بأس, لكن لا تنس أنك مشترك فى مباراة الجولف غداً, هل أستطيع أن أسجل أسمك فى هذه المنافسة يا إيفون؟
ترددت إيفون .
ـ لا يهم إذا كنت من الهواة....الموضوع كله مجرد تسلية, أعدك بذلك.
واعية بعينى ريك المركزتين عليها, و على وعى بتغيير فكرتها عنه من ريتشارد كارليزل إيمرسون السيد المبجل و الآن ريك الاسم الذى كان يبدو مناسباً له تماماً, أومأت إيفون برأسها فى النهاية و قالت :
ـ لا بأس
ـ عظيم. قالتها سوزان و هى تتركهما للبحث عن ضحايا جدد.
قالت إيفون عندما وضع طبق المشهيات أمامها :
ـ كنت اعتقد أنه من المفروض فى هذه المصايف فى الجزر أن تكون جنة من السلام.
رد عليها ريك:
منتديات ليلاس
ـ لا تفعلى شيئاً لا تريدين أن تفعلينه, أهذا هو نوع شخصيتك؟
ـ لست ممتازة جداً فى الرياضة, إذا كان هذا ما تقصده, كما أننى مغنية بشعة. و لا رجاء فى أن أقلد الاشخاص على الرغم من أننى أستطيع أن....حسناً, لابد أن أكون فى مجموعة هذا الطراز من الشخصية.
ـ و لابد أن تكونى على درجة مفزعة من الكفاءة. إننى أتصور أن شغلك المنصب المساعد الشخصى لخالى أموس يعتبر مركزاً طيباً جداً, و لست فى حاجة إلى القول إن ذلك يضعك فى مكانة تسلط عليها الأضوء.
انتهت إيفون من شرب الكوكتيل و قالت بهدوء:
ـ هذا شئ مختلف.
ـ و يعنى ذلك أنه توجد هناك شخصيتان مختلفتان تماماً لـ باترسون. الشخصية العامة و الشخصية الخاصة.
جففت شفتيها بمنشفة المائدة ثم نظرت إليه نظرة عابرة و قالت:
ـ محتمل.
قال ريكى ببطء:
ـ إننى أتساءل أى قدر من المعلومات سوف أعرفه عن الشخصية الخاصة, و بهذه المناسبة, لم تسنح لك الفرصة لكى تعلقى على افتراضى السابق.
رشفت جرعة مما أمامها من شراب و قالت :
ـ ريك...إذا كان يحق لىّ أن أناديك بهذا الأسم.....
ـ كونى ضيفتى, باستطاعتك أن تنادينى بـ إيمرسون و عندئذ لن أشعر بحرج شديد و أنا أناديك بـ باترسون, و هو الاسم الذى يبدو أنه يقفز إلى شفتى.
حملقت إيفون إلى عينيه اللاهيتين, الساخرتين بشكل غريب, بلونهما الأخضر و قالت:
ـ لا يعنينى الاسم الذى تناديننى به, و لككن إذا كنت تريد منى البقاء فلابد أن يكون ذلك وفقاً لشروطى. و واجهت نظرته بتأمل
تمتم:
ـ أرجو أن تستمرى.
ـ لقد وعدت خالك بأننى سوف أمنحك ثلاث أسابيع من وقتى كما أننى وعدته....أننى سوف اختبر كل ما يتعلق بمواطن طموحك بالنسبة للمستقبل, و لكنك قد أوضحت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا سبيل لذلك. لهذا إذا كنت فى حاجة إلى المساعدة فى عملك. فسوف أقصى جهودى على ذلك. و لكن ذلك سوف يكون مجرد ترتيبات عمل لا أكثر.
سألها بعد فترة صمت طويلة:
ـ ما الذى جعلك تغيرين رأيك؟
ـ إننى مولعة أشد الولع بخالك. و زوجة خالك, و هو على وجه الخصوص كان طيباً جداً معى, و لا أريد أن أجرح مشاعره أو أنكث بوعد قطعته على نفسى.
ـ هل تقولين إن فكرتك عنى قد تجرح مشاعره؟
قالت إيفون ببرود:
ـ نعم.
توهج لهيب خفيف فى هاتين العينين الخضراوين, أحالهما بشكل غريب إلى عينى نمر و قال:
ـ أنت تصدرين احكاماً صارمة جداً يا باترسون.
اكتفت بهز كتفيها و تناولت قطعة من الخبز بين أصابعها, و اضاف:
ـ ألن تفندى التهمة؟
ـ سوف أفعل إذا كنت تريد ذلك بالفعل على الرغم من أننى لن أفعل شيئاً سوى أن أكرر نفسى. ثم قالت باختصار:
ـ إننى يشكل غريب حساسة بالنسبة لطرازك من الرجال.
ضحك, لكن كما لو أنه كان يتسلى بما يسمعه مما أدهش إيفون بعض الشئ, و ذكرها بظرة النمر التى لاحت فى عينيه, تلك النظرة التى أصبحت مجرد ذكرى الآن, و لكنه كان يثأر لنفسه و كانت تعرف أنه قد يفعل ذلك, و قال بخفة و هو لا يزال يبتسم:
ـ كل ما فى الأمر أننى أرجو ألا تعيشى حتى تندمى على هذه القرارات المتعجلة يا عزيزتى.
ثم أضاف:
ـ هكذا....بعد أن أخرجت ذلك ما الذى تبقى لنا؟
قالت إيفون بهدوء :
ـ إذا أردت بعد العشاء أن تطلعنى على مذكراتك, فقد تواتينى فكرة و على الرغم من هذا فلابد لىّ من أن أشير إلى نقطة أخيرة, على الرغم مما أكنه من حب لخالك, فهناك حد لما سوف أتقبله من معاملة بالنيابة عنه.
قال ريك على الفور:
ـ أنت تعرفين, إذا كانت لديك حقاً حساسية ضد اعجاب الذكور فإننى دهش لأنك لم تختارى حياة الرهبنة, إننى فى دهشة لذلك حقاً.
ـ لقد فكرت....عضت شفتها.
ـ هل فكرت فى ذلك؟
ـ لا, ليس تفكيراً جدياً
ـ لا يدهشنى ذلك, ليس الآن بعد أن عرفت ما أطلقته مجرد صفارة إعجاب بريئة, سوف أقول لك شيئاً, سوف أفكر مرتين قبل أن أفعل ذلك مرة أخرى, هل أنت واثقة من أن الحركة النسائية لم تحترك لكى تطوفى حول العالم لتسحقى.....
كان وصول الوجبة الرئيسية هو الذى أنقذ إيفون من أكثر من حرج, لأنه بينما كان يتكلم, و جدت نفسها تفكر على الرغم منها فى أنها ربما كانت – مجرد افتراض – تذهب إلى النهاية لماذا؟
سألت نفسها بدهشة, و هى تنظر إلى الخضروات التى كانت توضع فى صحنها, و ما الذى جعلها تعترف أنها سارت حتى منتصف الطريق فى فكرة الرهبنة, المكان الوحيد الذى كان باستطاعتها الحياة فيه؟
حولت بصرها عن الصحن الذى كانت تحدق فيه و رمشت بعينيها, ثم قالت عن عير قصد:
ـ أنا أسفة. و لكن لو أنك كنت تعلم كيف تكون مشاعر الفتاة عندما يصفر لها أحد و..... و ينظر إليها بطريقة معينة, و إلى أى مدى تشعر بالتعب من ذلك... ربما قد أكون بالغت فى رد الفعل, و لكن يستوى الأمر....
سكتت برهة و هى لا تجد ما تقوله, و التقت أعينهما و استمرت نظرات كل منهما للآخر.
و قال ريكى برقة:
ـ حسن....الآن. يضيف ذلك مظهراً مختلفاً للأشياء.....
قالت:
ـ أنت تعرف أنه لا يضيف شيئاً, أعنى- عندما أعتذر عن.....
ـ مثلما تضربين ذبابة بعنف بمذبة الذباب؟
قالت بحزن:
ـ شئ مثل هذا, و لكن يستوى الأمر....
و قال ريكى:
ـ إذن فلا يوجد أى مستقبل لى معك على الأطلاق ؟
ـ كلا....ليس....لا.
ـ ليس رومانتيكياً؟
ـ كـــــــــــــــلا.
ـ سؤال أخير....هل يوجد رجل آخر فى حياتك يا باترسون؟
صرخ فى أعماقها مدة ثانية شئ, إلا أنها هدأت ذلك الشعور, ولاذت بالصمت تاركة لعينيها وحدهما الكلام.
قال فجأة:
ـ حسناً, و فاجأها بقوله....تناولى عشاءك, قبل أن يزداد الجو برودة, و أنت كنت فى غاية الجوع, ألا تذكرين؟
|