المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ديبورا بريستون - المركز الدولى
قالت موظفة الاستقبال ـ إيفون في شئ من الارتباك:
ـ نعم يا مستر.....أ ......تلقى المستر إيمرسون رسالة تفيد بوصولك يا مس .....باترسون, تلقى برقية من ملبورن في الواقع و لكن.....حسن فور أن أتمكن من الاتصال به, سوف أحيطه علماً بأنك هنا, من المحتمل أن يكون على الشاطئ, أو ذهب لتناول الغداء, و لكننا في نفس الوقت حجزنا لك الغرفة المجاورة لغرفته, المكان جميل يطل على الشاطئ مباشرة, أنا واثقة من أنه سيعجبك. كما أن لديك فرصة لاستعادة نشاطك قبل الغداء. سوف تقوم سوزان بمهمة إرشادك للتعرف على المكان, ولابد أن تكون أمتعتك قد وصلت الآن بالفعل.
ابتسمت إيفون و قالت:
ـ شكراً لك. و بدأت تستدير إلا أنها التفتت إلى الوراء قائلة:
ـ أستمعى إلىّ , لا تقلقى نفسك بالبحث عن المستر إيمرسون إذا كانت حجرتان متجاورتين فسوف ألتقى معه إن عاجلاَ أو آجلاً, لا داعى للاستعجال.
ـ إذا كنت واثقة من ذلك؟
ـ كل الثقة, قالت إيفون ذلك بحزم, و هى تفكر في إعطاء ريكى إيمرسون الصغير عدة ساعات أخرى من الحرية, و السماح لنفسها بفسحة من الوقت تهدئ فيها أعصابها.
كانت سوزان ضابطة الاتصال المسؤولة عن إعداد البرامج الترفيهية للضيوف, تثرثر بطريقة ساحرة و هى تقود إيفون داخل المصيف مشيرة إلى الأماكن المهمة في نفس الوقت:
ـ هذا هو المكان الذين يطعمون فيه ببغاءات اللوركيت و هنا يعرضون كيفية فتح ثمار جوز الهند, و تلك وحدات كارليزل القديمة التى ينتظر هدمها في وقت قريب, أنت الآن في منطقة البحيرات الزرقاء الجديدة.
استفسرت إيفون و هى ترفع حاجبيها بدهشة:
ـ كارليزل؟
ـ هذا هو اسم جزيرتنا التؤم التى تقع عبر الشاطئ الآخر من القنال مباشرة, الجزيرة التى حجبت الرؤية عن الكابتن كوك و ماثيو فلندز و هذا الخط الحديدى الذى نعبره يؤدى إلى رصيف الميناء للمياه العميقة, إنه قطار صغير في الواقع و هو وسيلة المواصلات الوحيدة الموجودة هنا. و الآن....هذه هى الوحدات الجديدة للبحيرة الزرقاء, أنها مختلفة, أليس كذلك؟
أومأت إيفون برأسها علامة الموافقة و هما تسيران في شارع تحف به المبانى على الجانبين, و هى مبانى من طابقين يضم كل منها ثمانى حجرات و تحيط بها الأشجار و الشجيرات, و تغطى النباتات المتسلقة الجدران من الخارج, بينما الأسقف منحدرة, و المبانى بلون البسكويت و فكرت في أن شكلها مختلف و لكنها لطيفة.
و أخيراً, بعد أن أكدت لـ سوزان أنها لن تتردد في الاتصال بها لو احتاجت إلى شئ, أغلقت خلفها باب غرفتها في الطابق الثانى و تطلعت حولها . كان أثاث الغرفة بديعاً و بها نافذتان تطلان على شرفة.
و عندما دخلت الشرفة أدركت انها تطل على البحر بالفعل. و أن المنظر يبدو لها رائع للغاية و أن غرفة ريكى المجاورة لها تطل على نفس المنظر و أن الشرفة مشتركة بين الغرفتين, يفصل بينهما حاجز من الخشب المشبك. و لم تكن هناك أى آثار للحياة في الشرفة, أو أى أصوات تصدر من داخل الغرفة,
و مشت إيفون إلى داخل الغرفة مرة أخرى و ألقت نظرة سريعة على السرير العريض الناعم و قررت أنها ليست في حالة جوع شديد, أو راغبة في النوم لهذا فتحت إحدى حقائبها و أخرجت روباُ من الثياب الرخيصة و ارتدته, ثم رقدت على السرير و بعد دقيقتان استغرقت في النوم.
أعلنت الساعة الرابعة قبل أن تستيقظ من النوم, و كانت الشمس قد بدأت تنحدر نحو الأفق, وقفت خلف الباب الزجاجى للشرفة مباشرة مدة دقيقتين و هى تتطلع حولها. كان الشاطئ مغرياً بشكل مذهل. و قد تناثرت فوق صفحة الماء الأطواق الملونة و فكرت في أن مزاولة السباحة قد تكون العلاج الشافى. ثم تستطيع بعد ذلك أن تواجه العالم بالقدر الذى يفعله ريكى إيمرسون.
كان لباس البحر التى ترتديه من قطعة واحدة مخططاً باللونين الزمردى و الاسود يعانق جسمها بإحكام و كان مطرزاً بحاشية فوق الثديين و ربطت شعرها إلى الخلف بشريط من الجبردين الأسود و بحثت عن منشفة الشاطئ السميكة باللون الزمردى التى أحضرتها معها ثم التقطت نظارتها الشمسية ذات الأطار الأخضر و توجهت إلى الشاطئ.
عثرت على دكة طويلة بيضاء على الشاطئ ليست مزدحمة بالناس و لكنها ليست مهجورة كذلك. و تدثرت بالمنشفة و وقفت للحظة تتأمل الماء, و لما كان الشاطئ داخل حاجز الشعب الضخم لم تكن هناك أى أمواج تتكسر على الشاطئ و إنما مجرد تموجات خفيفة تزحف نحو الرمال الذهبية الشاحبة و حيث إن المد كان مرتفعاً.
كانت كل وسائل النقل البحرى مستخدمة و لم يكن رواد الشاطئ يستخدمون الأطواق فحسب و إنما كانوا يستخدمون أيضاً القوارب ذات المجاديف و المراكب الشراعية و زحافات التزحلق على الماء, و كان من الواضح أنه لا يوجد سوى مكان واحد فوق هذا المصيف الرائع خلال فترة بعد الظهر, إما أن يكون الإنسان داخل البحر أو خارجه.
لم تطل فترة تردد إيفون.
منتديات ليلاس
لم تكن سباحة ماهرة إلا أنها بقيت في الماء مدة نصف ساعة فقد كانت المياه آمنة بينما القاع الرملى النظيف رائع.
و عندما خرجت من الماء في النهاية قررت أن الكابتن كوك و ماثيو فلندرز قد افتقدا دون أدنى شك قطعة صغيرة من الجنة!
كان الصفير المنخفض الذى ترامى إلى سمعها, هو الذى أعادها مرة أخرى إلى دنيا الواقع, بينما كانت متجهة إلى الدكة لتلتقط منشفتها, كان أشبه بصفير الذئب لا يكاد يكون مسموعاً.
و خلال لحظة لم يخطر ببالها أن ذلك الصفير موجه إليها, حتى تلفتت حولها و وجدت نفسها تنظر إلى عينين خضراوين تتطلعان إليها من تحت قبعة ممزقة من القش, و لم يكن هناك أدنى شك في أن هاتين العينين تستعرضانها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها بنظرات اعجاب وقحة بينما ترتسم على الشفتين ابتسامة ملتوية , تجمدت إيفون في مكانها اللحظة التالية تعنف نفسها لأنها خرجت على المألوف كعادتها من حيث التصدى لمثل هذه الأعمال ببرود.
و استخدمت تكتيكاً كانت في العادة تلجأ إليه, حملقت ببرود في هاتين العينين الخضراوين و طالعها جسم شاب ضخم ممدد على دكة و لم يلبس سوى بنطلون قصير من القطن اللامع, متفاوت الألوان و يتجاوز طوله الستة أقدام, و قد لوحت الشمس بشرته , ناعم الكتفين نحيف الفخذين طويل الساقين تغطيهما شعيرات ذهبية خفيفة , و يقترب عمره من الثلاثين و تنقلت عيناها على صفحة وجهه أو على ما تمكنت من رؤيته تحت القبعة, ولاحظت أنه وسيم حتى بدون العينين الخضراوين المفوعتين و كان بالإضافة إلى كل ذلك يبدو شديد الثقة بنفسه إلى حد كبير.
لكن إيفون ذكرت نفسها أنها هى زهرة منسية أيضاً شديد الاعتداد بنفسها و أشاحت عنه بوجهها دون استعجال , ثم التقطت نظارة الشمس من فوق المقعد و سارت مبتعدة عنه لتجلس على دكة أخرى خالية, تبعد عنه مسافة كافية .
لم تكن واثقة مما إذا كان خيالها هو الذى صور لها ذلك إلا أنها فكرت في أنها سمعت صوت ضحكة خافتة تطاردها, لم يكن رد الفعل لديها خلال اللحظة التالية متميزاً, احست بالدم يغلى في عروقها, و كزت على أسنانها باستياء . بل و تمتمت من بين أنفاسها المحبوسة: "اللعنة على الرجال!"
و على الرغم من ذلك يبدو أن الحيلة نجحت, فبعد عشرين دقيقة عندما نظرت إيفون إلى الشاطئ رأت المعجب الوقح يدير ظهره لها .
و قد التف حوله مجموعة من الفتيات. حسناً, كن ثلاث و كلهن صغيرات و جميلات, لاحظت ذلك حتى على بعد المسافة و كان يبدو أنهن يستمتعن بصحبته.
ظهر بريق الاستياء في عينى إيفون لحظة وجيزة ثم استلقت على ظهرها, و تركت لـ شمس فترة بعد الظهر أن تدغدغ جسدها.
بينما كانت تأخذ و تفكر باشتياق في العشاء طرق أحدهم طرقة عنيفة على باب غرفتها .
تمتمت في غيظ و هى تخطو خارج الدش : "اللعنة " و اخذت تجفف بسرعة جسدها بالمنشفة ثم ارتدت و هى مرتبكة روباً قطنياً. "لابد أن يكون هذا ريكى!"
و عندما تكررت الطرقة على الباب بشكل يدل على نفاذ الصبر, ردت:
ـ أنا قادمة!
ثم حدثت نفسها قائلة :
ـ كل ما أرجوه ألا تكون وحشاً صغيراً ! و أحكمت وضع الروب حول جسمها.
لكن القادم لم يكن وحشاً صغيراً يقف خارج الباب و يده مرفوعة استعداداً للطرق على الباب مرة أخرى. بل كان رجلاً تعرفت عليه إيفون حتى بدون القبعة, عرفته من عينيه الخضراوين و الشورت الذى يلبسه غير أنه كان يتوكا على عصا.
رمقته إيفون برهة قصيرة و قلبها يدق بعنف, ثم قالت:
ـ أوهـ, و الآن ....استمع إلىّ, هذا.....
قاطعها الرجل باستمتاع :
يا إله السماوات! لا تخبرينى أنك باترسون؟
فغرت إيفون فمها و قال الرجل:
ـ وصلتنى هذا الصباح برقية مبهمة من خالى أموس لقد نسى أن يشير في البرقية إلى أنك سيدة.
نهاية الفصل الأول
قراءة ممتعة
|