المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى
استيقظت إيفون مع أول ضوء النهار و تسللت إلى خارج البيت لتكتشف أن الجو يبشر بيوم صاف و فكرت : لا شك أن هاتى و أمى قلقتان أيضاً بالنسبة لتلك الخرافة القديمة ....تحل السعادة على العروس إذا اشرقت الشمس يوم الزفاف, إلا أن أفكارها شردت و هى تتجول فى الشوارع المهجورة, و سألت نفسها : هل سوف تكون هناك عروس و يوم زفاف؟
كانت أمها هى التى ساعدتها فى إتخاذ القرار. كانت أمها هى التى استيقظت و بقيت تنتظرها بإبريق من الشاى الذى اعدته. و جلست إيفون أمام مائدة المطبخ ترتشف رشفات صغيرة من الشاى, على حين كانت أمها تراقبها بعناية, أمها بوجهها الذى ارتسمت عليه خطوط الزمن و أصابعها كثيرة العقد من طول الأعوام التى قضتها فى غسل و كى ثياب الأخرين و مسح و تنظيف أرضياتهم. قالت مها:
ـ يجب أن تضعى ثقتك فى شئ ما يا إيفون.
فقالت إيفون بصوت هامس:
ـ لا اعرف كيف تستطيعون كلكم قول شئ مهذا؟
ـ لو لم يكن لدى إيمان يا صغيرتى لسلكت الطريق الأسهل و لكنت زهرة منسية و وضعت بعضكم فى بعض الملاجئ و قلت لنفسى إن أحداً لن يلومنى على هذا التصرف- و لربما كان تصرفاً سليماً. و لا أستطيع أن أقول إن ذلك لم يكن التصرف السليم بالنسبة للبعض, و لقد أمنت بأن الوضع الأفضل أن تبقوا معى, و لم يتزعزع إيمانى بذلك قط, فهل كنت مخطئة؟
نهضت إيفون على وجه السرعة و دارت حول المائدة و ركعت بجوار أمها و قالت :
ـ أوهـ, يا عزيزتى لا! إذا كنت قد فكرت....سامحينى إذا كنت حملتك على التفكير فى ذلك.
وضعت رأسها عل حجر أمها و استطردت قائلة:
ـ إننى آسفة فقط لأننى كنت أرغب دائماً فى الرحيل.....
توقفت إيفون عن الاسترسال يائسة. ابتسمت أمها ابتسامة حكيمة و ربتت على شعرها. و قالت برقة:
ـ لقد كان ذلك شيئاً طبيعياً و سليماً, و أنا فخورة بكِ, و لكن جاء الوقت الآن لكى تثقى ببنفسك, و لأنك إذا لم تستطيعى ذلك. فربما فكرتف ى البقاء.
ـ هو..... توقفت إيفون مرة أخرى.
ـ إنه يحبك يا إيفون.
ـ هل ترين ذلك؟ كــــيـــــف؟
قالت أمها ببطء:
ـ إننى أرى ثقل ذلك الحب فيك. هل تحبينه؟
ـ أخشى أن أخبرك أننى أحبه حباً جماً.
ـ على الرغم من أنه ليس أحمق, أعتقد أنه يعرفك معرفة جيدة, أنظرى.....لا أستطيع أن يصدر هذا الوعد, إلا أن على كل إنسان أن يخاطر, لست أنت وحدك, لهذا لابد أن يكون لديك بعض الأيمان.
منتديات ليلاس
بين آموس و هاتى و والدة إيفون و كل أخوتها و شقيقاتها الذى عمتهم البهجة تحول فطور الزفاف بعد مغادرة مكتب تسجيل الزواج إلى مناسبة سعيدة. و إذا كانت العروس قد بدت مذهولة بعض الشئ, إلا أنها كانت تبدو على درجة فائقة من الجمال, و هى تلبس ذلك الثوب الحريرى المألوف ذا اللون العاجى. و جورباً فاتحاً اللون, و تحمل فى يدها باقة من أزهار البنفسج, و لم يكن العريس كثير الكلام كعادته, إلا أنه كان بلاشك يلبس ملابس رسمية على خلاف عادته, كان يلبس حُلة رمادية كتقنة التفصيل و رباط عنق أزرق فاتح اللون, و قميصاً من اللون الأزرق الشاحب, و ماعدا ذلك لم يكن قد تغير كثيراً. و فى منتصف الطريق إلى مكتب تسجيل الزواج قرر أنه نسى خاتم الزواج فى البيت, إلا أن خاله تمكن بمحض المصادفة أن يعثر على الخاتم فى جيب قميصه, و لوح بالخاتم فى وجهه ثم قر أنه من الأفضل للعريس أن يحتفظ به.
لكن أحداً ممن حضروا حفل فطور الزفاف لم يكن يلاحظ أى قصور فى العروسين, و كان العديد منهم و بصفة خاصة آموس دابلداى يبدو مختالاً بعد إتمام إجراءات تسجيل الزواج. أما بالنسبة لعائلة إيفون. فقد كانوا فى سعادة غامرة, و من الواضح أنهم كانوا يستمتعون بالحدث المفاجئ, و كانوا مسرورين سروراً جامحاً, لأن شقيقتهم الكبرى اصبحت الآن ليدى إيمرسون, مما جعل الدموع تطفر من عيونهم.
ثم جاء وقت الرحيل و عندئذٍ سأل أحدهم ريك عن المكان الذى سوف يقضيان فيه شهر العسل, و قال ريك إنه لم يفكر فى ذلك, و عندئذً ضج الجميع ضاحكين.
و لم يدر حديث طويل فى أثناء ركوب السيارة الأجرة فى طريق العودة إلى وولاهرا.
سألت إيفون:
ـ لا أذكر أننى رأيتك ترتدى هذه الحلة من قبل, هل اشتريتها خصيصاً لهذه المناسبة؟
ـ أحضرها آموس معه, و كذا القميص و رباط العنق.
ـ ـوهـ,
قال ريك معترفاً :
ـ أننى مغفل حقيقى.
ـ أوهـ.
ـ أقصد بالنسبة لرحلة شهر العسل, إننا لم نضع تخطيطاً مناسباً لذلك من قبل, أليس كذلك؟
ـ بلى, بلى لم نخطط لذلك.
التزما الصمت خلال الفترة المتبقية من الطريق, و لكن فور دخولهما إلى المزل وقفت إيفون لحظة فى منتصف الردهة. ثم التفتت فجأة نحو ريك مستفسرة:
ـ ما الذى حدث؟ هل تشعر بتعب؟
قال ريك بمنتهى الهدوء:
ـ لا, ثم اتجه نحوها و أمسك بيدها قائلاً: إنه رد الفعل على ما أعتقد. و لكن هذا قد يساعد – أحاطها بذراعيه و تفرس فى عينيها, ثم دفن وجهه فجأة فى كتفهاو أمسك بها بقوة إلى درجة لم تمكنها من التنفس بسهولة.
قالت بصوت هامس:
ـ ريك.....ماذا بك؟ أخبرنى.
ـ لقد فكرت فى أنك لن....لن تفعلى ذلك. عندما أبعدوك عنى بالأمس فكرت فى أننى لن أراك بعد ذلك أبداً و احسست بالمرض يتسلل إلى داخل جسمى طوال الليل....المرض و اليأس و ما زالت أحس بذلك حتى هذه اللحظة كما لو أن شيئاً لم يحدث بالفعل.
أغمضت إيفون عينيها و قالت باهتزاز:
ـ هل يعنى ذلك الشئ الكثير بالنسبة لك؟
ـ ربما أكثر بكثير مما يمكن أن تعرفى, أنا أحبك يا إيفون, و لقد بدأ ذلك يظهر بعد فترة قصيرة فى أول لقاء تم بيننا, إننى خائف. كل ما فى الأمر أنه لال يبدو لىّ أننى قادر على عمل أى شئ بالنسبة لذلك, اللعنة.....أعتقد أننى فى حاجة إلى بعض الشراب إذ أحس أننى موشك على الإغماء.
رفع ريك رأسه اخيراً, و كان وجهه شديد الشحوب لدرجة أن شفتيها انفرجتا فى قلق.
ثم مالت إيفونرأسها إلى الوراء و قبلته برقة, و قالت بصوت فيه بحة :
أوهـ, ريك...أنا أحبك, أنا آسفة .....أنا فقط التى على تلك الدرجة من الغفلة و.......
ـ لا تقولِ ذلك يا حبيبتى!
كل ما كنت أريد قوله......و أرجو ألا تستسلم للإغاء الآن, لأننى لا أريد أن أستمر فى قول أننى أحبك, و أريد أن أُظهر ذلك........
مضى بعض الوقت فى صمت, قبل أن تتمكن إيفون من العثور على الفرصة التى تتيح لها مواصلة الحديث إذ تعلق كل منهما بالآخر فى تفاهم أخير, و قد توحدا فى مشاعرهما تماماً.
ثم تذكرت إيفون كيف كان شحوب وجه ريك و تأملته برهة ثم قالت:
ـ تعالى.
ثم قادته إلى الأريكة و ساعدته على إخراج السترة من الحبيرة التى تحيط بذراعه, ثم ذهبت لتحضر كوبين من العصير لهما معاً.
ـ ربما يساعد هذا.......من يدرى؟
قال ريك ذلك بمرارة, ثم اردق يقول:
ـ لكننى لا أظن أننى فى حاجة إلى المزيد من الأنعاش.
نظر ريك إليها مستغرقاً فى التفكير و عاد بعض الاستمتاع القديم إلى عينيه :
ـ فكرت أنك أتيت بىّ إلى هنا لكى تطلعنى على شئ ما؟
اجابته إيفون ببراءة:
ـ عندما أكون واثقة تماماً بانك قادر على ذلك.........نعم.
رفع ذراعه المكسورة و قال :
ـ ما عدا هذا الشئ التعيس فأننى بخير الآن يا إيفون. لعلك لا تخططين للحيلولة دون قيامى بواجبى نحوك فى يوم زفافنا, هل تريدين ذلك؟
تفرس فى وجهها فى ذعر حقيقى.
استرخت على صدره.
ـ على أى حال ليست الذراع هى الشئ الأكثر حيوية......حسناً.
"ـ هس! قلتها إيفون و هى تكتم الضحك فى عينيها, ثما قالت:
ـ لا تبد كل تلك النظرات المعذبة, كل ما فى الأمر أنه بدون اعتبار لأجزاء جسمك الأخرى المصابة, فقد كنت أخطط لما هو أبعد من ذلك, إلا أننى قطعت على نفسى وعداً ألا أخطو هذه الخطوة الخطيرة, و لن أسارع إلى فرض ديكتاتوريتى عليك فى هذه المرحلة المبكرة من زواجنا على الأقل, و إذا.......
قاطعها ريك بقوله:
ـ استبعدى تلك الفكرة, أفرضى على ما تشائين فلدى احساس بأننى سوف أحب ذلك.
و هو ما فعله فى وقت لاحق.
|