المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى
وصلت أول رسالة بعد أسبوعين و كانت إيفون فى المكتب عندما رأت الخط بكتابة اليد على الظرف, و بدأ قلبها يخفق ببطء و ثقل, و احست بجفاف فى حلقها, و ارتعدت يداها و هى تفتح الظرف :
’’عزيزتى باترسون...
ألم تلاحظى أنه منذ بيبرز و العالم يبدو مسطحاً بشكل غريب؟
كم لو أن الإنسان يقع بدون أن يحاول بذل مجهود. بهذه المناسبة هناك أخبار طيبة
بالنسبة للمخطوط....لقد أجيز الكتاب و تمت الموافقة على نشره......
و استطيع أن أحول مجهودى الآن نحو الرسالة......
أو ربما أستطيع ذلك لو أننى توقفت عن التفكير فيك. شئ غريب, أليس كذلك؟
لا أستطيع أن أفعل ذلك منذ أن اتضح أننا غير متناسبين!!
ريك"
ظلت الخطابات تصل مرتين أسبوعياً خلال مدة تقارب الشهرين....و استخدم ريك أسلوباً كانت إيفون تعرفه جيداً....أسلوب اليوميات فى الواقع, و بهذا كانت تستطيع تصور حياته يوماً بيوم و تشاركه فى الكتب التى يقرؤها و الأفلام و المسرحيات التى يشاهدها. و تعليقاته السياسية المضحكة, و لم يكن يبدو أنه منزعج لعدم ردها على خطاباته, كما لم يكن باستطاعته أن يعرف إلى أى مدى كانت تقترب منه فى بعض الأحيان, و كيف كانت تخشى مراجعة بريدها اليومى كل صباح, لأنه كان يبدو لها استحالة عمل أى شئ. و لكن ذلك كان كل ما تقدر عليه. و كم كانت ممتنة لأن لديها سكرتيرة مدربة تدريباً جيداً, و لم تكن تفتح خطاباتها الشخصية قط, مما كان يريح بالها. ربما تعرضت روحها العذرية للارتباك الشديد أمام بعض الذكريات التى كان ريك يحركها بحيوية, و لم يكن ياستطاعته أن يدرك الحيرة التامة التى كانت تعترى إيفون, و الأسئلة التى كانت توجهها لنفسها.....
ثم توقفت رسائلة بغتة, و انتقلت من الخوف مما تحمله الخطابات إلى الرقاد طول الليل مؤرقة, و هى ترجو و تأمل فوق الأمل أن تعثر على خطاب فوق مكتبها فى الصباح التالى.
بعد أسبوع من توقف وصول الخطابات ألح عليها آموس فى الذهاب معه إلى المنزل لتناول العشاء, و قال بلهجة لاتهام :
ـ أنت تبدين نحيلة و مهلهلة, أنت يا إعلانى النابض بالحياة!
ـ آموس, إذا كان هذا......
ـ لا, ليس كذلك , تقول هاتى أنها لم ترك منذ أجيال.
و تفرس فى وجهها لائماً.
ـ حسناً,........ و لكن.....
ـ دعك من هذه!
ربما كانت هاتى دابلداى تقف حائرة أمام عمل من أعمال الخياطة, ولكن إذا كان هناك عمل تحبه, فهو الطهو الذى كانت ممتازة فيه.
قالت إيفون و هى مغلوبة على أمرها بعد تقديم الطبق الثالث:
ـ أوهـ يا عزيزتى, سوف انفجر أن أكلت شيئاً آخر!
أدارت هاتى عينيها ناظرة إلى السماء و قالت:
ـ أعرف أن النحافة من سمات الموضة, و لكن لا تفرطى فى ذلك, تذكرى ذلك, تذكرى ذلك – ثم ربتت على يد إيفون بعطف – حدثينى عن الساعة الجديدة التى تسبب توتر أعصاب آموس.....جواهر المرجان و القبعات و الحقائب؟
أخرجت إيفون صوراً أولية للنماذج التى أختاراها للكتالوج.
تنهدت هاتى و قالت:
منتديات ليلاس
ـ جميلة! لو أننى كنت نحيفة بالدرجة الكافية لارتداء السارونج......ما الذى قلته؟
سألت ذلك عندما رأت آموس و إيفون يتبادلان النظرات و يضحكان.
أخبراها و شاركتهما الضحك ببشاشة, كانت سيدة سعيدة رقيقة القلب, و كم كان مؤسفاً أنها لا تستطيع الانجاب....فكرت إيفون فى ذلك فى حزن.
تحسست هاتى ثوبها, ثم بحثت فى جيبها و هى تهز كتفيها ثم قالت:
ـ يبدو أننى فقدته, و لكننى تلقيت اليوم خطاب من ريكى آموس....لن تصدق ما يقوله ذلك الفتى التعس......
تمتم آموس:
ـ هاتى! و نظر إليها بوجه غريب, إلا أنه يبدو أن زوجته لم تلاحظ ذلك, لأنها استمرت فى حديثها:
ـ ـ ليس معنى ذلك أنك تستطيع قراءة الخطاب , فخطه ردئ للغاية, إلا أننى أعتقد أن لدى خبرة سنوات – التفتت نحو إيفون – و قالت : إيفون....ولكننى أنسى .....أنت تعرفينه........لقد أرسلك آموس لمساعدته فى مخطوطته, و قد طلب فى خطابه أن نذككرك به......على الأقل أنا واثقة أن الأمر كان كذلك. مثل ذلك الفتى الموهوب, أليس موهوباً؟
تنهدت ثم أضافت :
ـ تصورى سوف يكون فى يوم من الأيام الدكتور...سير ريتشارد إيمرسون! لو أنه لم يكن ميالاً للحوادث.........
رمقت إيفون آموس بنظرة باردة, و أجاب عليها بهزة من كتفه إلا أنهما اتجها نحو هاتى و قالا فى نفس واحد:
ـ ميال للحوادث؟
قالت هاتى:
ـ لن تصدقا ما حدث هذه المرة! كان يقود سيارته - لم أحب قط فكرة تلك السيارة البورسكى يا آموس. إنهم يقودونها بسرعة شريرة, و لكنها يقول إنه لم يكن مخطئاً...عندما صدمه أحدهم بسيارته! سيارة نقل, هل تصدقان؟
قال آموس:
ـ هاتى!
لكن هاتى استمرت فى حديثها :
ـ أصيب بكسر فى ذراعه فقط. رسغه فى المرة السابقة, و ذراعه فى هذه المرة, يقول أنه واثق بأن هذه الفترة من حياته قد أغلقت الآن, لأن مثل هذه الأشياء لا تأتى فرادى- أثنان من أطرافه بينما تحطمت السيارة تماماً, و لكن الجزء المحزن فى الموضوع..............
نهض آموس بهدوء و أحضر لـ إيفون كأساً من الشراب قائلاً لها برقة:
ـ أشربى هذا
فعلت إيفون ذلك و سعلت قليلاً فى حين تابعت هاتى حديثها دون وعى و عندما انتهت من روايتها تكلمت إيفون فى النهاية قائلة بذهول :
ـ هل تقصدين أن تقولى أنهى فقد كل مذكراته الخاصة برسالة الدكتوراة فى الحادث؟
ـ ليس الأمر كذلك تماماً.
ـ كيف إذن؟
ـ لقد تطايرت و دهستها السيارة.
أغلقت إيفون عينيها و قالت :
ـ ليس ذلك ممكناً!
قالت هاتى برباطة جأش :
ـ لا يوجد شئ مستحيل عند ريك, كانت معه حافظة الأوراق فى السيارة تضم مذكراته و جزء من الرسالة مكتوب على الآلة الكاتبة, فضلاً عن النسخة, حسناً...عندما حدث الاصطدام انفتح الباب و طارت حافظة الأوراق و أنفتحت تحت عجلات السيارة النقل و حتى لا تكون المصيبة مصيبة واح\ة وصلت إحدى سيارات الإطفاء لكى ترش السيارة النقل بنوع من الرغاوى, لأن السيارة كانت تحمل حمولة قابلة للاشتعال, و لم يفطن أحد إلى أن كل الأوراق الملقاة حول المكان هى رسالة ريكى – هزت هاتى رأسها بأسى – و قالت:
ـ و هو يشير إلى أن بعض الوقت سوف يمضى قبل أن يصبح الدكتور سير ريتشارد, و يعتبر بعض عمله فى الرسالة غير قابل للتعويض ما لم يقم برحلة أخرى. و على أى حال. كانت ذراعه اليسرى التى تعرضت للكسر, إيفون يا طفلتى العزيزة, ما الذى بك؟
ـ سامحينى, و لكننى لا أصدقك.......
ـ إيفون........
لكن إيفون قالت بمرارة:
ـ لو أنك حاولت التدخل فى حياة مرة أخرى يا آموس فلن أكلمك أبداً!
ثم ركبت سيارتها و وضعت وجهها بين يديها. ثم أطلقت لسيارتها العنان.
قال آموس لزوجته بصرامة:
ـ هاتى, كان ذلك أمراً بالغ السوء منك.....و لقد كنت فتاة ذكية على الدوام. ثم أضاف برقة:
ـ ولكن هل تلك القصة حقيقية؟
ـ أنها حقيقية بالتأكيد! لقد تلقيت الخطاب فى صباح هذا اليوم!
ما السبب الذى تعتقد أنه دفعنى لكى أطلب منك دعوتها على العشاء؟
منتديات ليلاســـــــ
|