المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى
نهضت من السرير , و اعدت لنفسها فنجان من الشاى بدلاً من ذلك ثم أخذت حماماً, محاولة عدم التفكير فى أى شئ سوى الفكرة التى كانت تدور فى ذهنها....هل هذه هى النهاية؟ هل استسلم ريك بعد كل شئ؟
إذا كان الأمر كذلك. فلماذا لا أشعر بالابتهاج؟ و حتى لو أن رأيه كان صحيحاً بالنسبة لىّ. فلا يوجد مستقبل لنا. ما هذا الذى أفكر فيه؟ إنه ليس على صواب....كل ما فى الأمر أنه جذاب بدرجة خطيرة, و أنا....لقد مضى وقت طويل, و ربما كانت إراحة أعصابك تحتاج إلى وقت طويل جداً.....
تمتمت لنفسها و هى تخرج بغتة من حوض الاستحمام: "أوهـ, اللعن غير أن كعبه من الخشب, و لبست عقداً من حبوب خشبية مصقولة, ثم مشطت شعرها إلى أعلى بتسريحة عادية, إلا أنها اكتشفت أنه لا يزال متبقياً أمامها ما يقرب الساعة, و فى ثورة من الغيظ المفاجئ, قررت أن تحزم أمتعتها, و حتى لو أنها فعلت ذلك, فسوف يتبقى نصف ساعة, و جلست على السرير و المخطوط فوق حجرها. و أخذت تقلب صفحاته إلى أن اصبحت الساعة الحادية عشر إلا خمس دقائق.
كانت لا تزال مترددة و نظرت إلى التمثالين الخشبين الصغيرين الموضوعين على المنضدة بجانب السرير, و مدت يدها لكى تلمسهما.
إلا أن يدها ارتدت إلى الخلف, و وقفت على وجه السرعة, و اختطفت حقيبة الكشف وو المخطوط و غادرت الغرفة.
كان ريك جالساً مع رجل أكبر منه سناً, و كانا منشغلين فى حوار عميق عندما اقتربت إيفون منهما, و لم يرفعا بصريهما حتى وقفت إيفون أمامهما مباشرة.
اصطدمت عيناها بعينى ريك للحظة سريعة, و عرفت من تلك اللحظة القصيرة أن شيئاً لم يتغير منذ الليلة الماضية, كما عرفت أنه فى حالة من نفاد الصبر, و أن عينيه تلمعان بخضرة شديدة مثل عينى نمر.
أحست بتوتر داخلى عندما وقف الرجلان و قال ريك ببطء:
ـ لين, هذه باترسون, إنها....
توقف و أخضع إيفون لنظرة ساخرة, ثم استطرد قائلاً:
ـ لا أعرف كيف أصفها على وجه التحديد. زهرة منسية تسود بيننا كما ترى تلك العلاقة المؤرقة. إنها العقل الواعى لمخطوطى, بالإضافة إلى أنها محل....طموحى الآخر.
بهذا اختتم كلماته, ثم اضاف فجأة بنظرة خبيثة من عينيه:
ـ نعم, هى ذاكرتى, هذا لين وودوارد يا إيفون ناشرى.
لم تستطيع إيفون أن تتمكن من السيطرة على الشعور الخفيف بالمهانة وهو يزحف إلى حلقها, و لكنها حاولت تجاهله, و مدت يدها لتصافح يد لين ووددوارد الممدودة , و تمتمت:
ـ كيف حالك؟ على الرغم من أنها كانت تغلى فى أعماقها.
على أى حال من الواضح أن لين وودوارد معتاد اساليب ريك لأنه أمسك يد إيفون بكلتا يديه و قال بابتسامة دافئة :
ـ أخمن أنه نهض من السرير من الجانب الخطأ هذا الصباح, أنا سعيد جداً لمقابلتك يا إيفون, و اعتقد أننى مدين لك بالشكر فأنا واثق أنها لم تكن مهمة هينة, تلك التى قمت بها لتحويل مخطوط ريك إلى شئ يمكن قراءته.
قال لها ريك:
ـ أجلسى يا إيفون. شاى....قهوة! أم تريدين شيئاً أكثر قوة؟
أجابته بقولها:
ـ قهوة من فضلك.
ـ أخبرنى ريك أن لديك تجربة ماضية فى هذه المسألة, و أن باستطاعتك اختصاره إلى الحجم الذى اتخيله فى ذهنى.....
قال ريك بكسل و هو يُخضع إيفون لنظرة مستفسرة:
ـ ربما تكون غيرت رأيها بالنسبة لذلك.
ضمت إيفون يديها فوق حجرها و قالت:
ـ لدى فكرة بالفعل أو فكرتان.
قالت ذلك ناظرة إلى لين وودوارد, ثم قالت:
ـ و لكننى واثقة بإنك لا تحتاج إلى هاوية – و أنا اوية فى الواقع – حتى أقول لك....
قال لين وودوارد مقاطعاً لها بلهفة:
ـ هل عملت نسخة منه؟
ـ نعم, فعلت ذلك لكن.....
ـ إذن فهذا هو اقتراحى احتفظى بنسخة, و سوف أخذ النسخة الأخرى....سوف تقومين بعملك و أقوم بعملى و سوف نرى ما يمكن أن نصل إليه. أعدك...
والتفت نحو ريك قائلاً:
ـ بالاستماع إلى مقترحات إيفون لو أنها اختلفت عن أفكارى, مع إعطائك حق تفضيل عمل على الآخر بالتأكيد, ولكن لابد لىّ من الإشارة إلى أن الرأى الأخير سوف يكون لىّ.
فتح ريك فمه ليرد إلا أن إيفون قالت بهدوء:
ـ لا تستطيع فى الواقع أن تتجادل فى ذلك.
لاماها بنظرة خضراء و قال:
ـ ألا أستطيع ذلك؟
منتديات ليلاس
ثم بدا أنه يعيد التفكير فى الأمر و قال لـ لين وودوارد و هو يضحك ضحكة قصيرة ملتوية:
ـ أهذا ما يسمونه المزاح مع المؤلف؟
قال الرجل الآخر موافقاً:
ـ شئ كهذا, إلا أننى مهتم أيضاً بالاستماع إلى أراء إيفون, و يبدو أنك واثق بأنها سوف تكون جيدة.
ابتسم ريك ابتسامة ملتوية و هز كتفيه:
ـ لا اعرف لماذا.
تفرست إيفون فى حجرها بينما أخذ لين وودوارد ينقل بصره بين ريك و بينها, و يعمل على استخلاص استنتاجاته الصحيحة, وهو غير معروف لأى واحد منهما, و قرر أن الوقت قد حان لكى يحارب ريك إيمرسون.
من أجل الحصول على ما يريده – بحكم أنه مولع به – و تذكر و هو يتنهد بداخله, المعركة التى شنتها زوجته عليه, ثم قرر أنه لابد من محاولة نزع الفتيل لهذا الموقف المتفجر فى الحال, إذا كان يريد لهذا المخطوط أن يرى النور, و قال بلطف:
ـ حسناً, لقد انتهينا من هذا الموضوع, الشئ المضحك يا ريك أنه منذ عدة أيام فحسب, اتصلت بىّ إحدى وكالات الإعلان لتسأل عنك. أعتقد أن قسم الجغرافيا هو الذى ارشدهم.
رفع ريك حاجبيه باهتمام
ـ أنهم يبحثون عن خبير شئون شعب بابوا فى غينيا الجديدة, شخص له اتصال بالأناس المحليين شخص تكون لديه المعرة بكل التفاصيل التى تفيد حملة إعلانية هناك.
قال ريك :
ـ يوجد الكثيرون من هؤلاء . كنت أفكر فى بعض الأحيان أنه لا يوجد هناك رجلان يتحدثان نفس اللغة !
ـ و لكن لغة التفاهم بالإشارة هى اللغة المشتركة , أليس كذلك؟
قال ريك ببطء:
ـ آهـ, الإشارة .
إلا أن بريقاً من الفضول لمع فى عينيه و قال :
ـ ما السلعة التى يريدون ترويجها؟
ـ لا أعرف , أعتقد أن هذه مجرد المرحلة التخطيطية. و فى الواقع سوف يعقدون مؤتمراً مدته يومان, و تدور الفكرة الرئيسية حول تسويق المنتجات الاسترالية خارج استراليا للجيران القريبين, أو شئ من هذا القبيل. و كانوا يريدون منك إلقاء محاضرتين.
ـ و لماذا لجئوا إليك بحق السماء؟
ـ بدأ لهم أننى الشخص الوحيد الذى يمكنهما الاتصال به, و هو الذى لديه فكرة عن مكانك و كيفية الاتصال بك, و أخبرتهم أننى أشك فى إمكانية اتساع وقتك لمثل هذا العمل, و لكن الانسان لا يعرف شيئاً على وجه التأكيد, و قالوا أنهم سوف يعيشون على الأمل حتى آخر دقيقة, و تصور مدى دهشتى عندما قمت بالاتصال بىّ تليفونياً هذا الصباح, قبل الموعد الذى اتفقنا عليه بثلاث أيام........
قال ريك بملل:
ـ لا تستمر يا لين . يبدو أننى محاط بأشخاص يريدون استغلالى قابلينى للطيران على حين هناك آخرين يريدون إخماد أنفاسى.
اضاف ذلك و هو يلقى نظرة سريعة على إيفون:
ـ على أى حال لماذا أقضى يومين فى مؤتمر يكتم الأنفاس؟
قال لين وودوارد معترضاً:
ـ يكتم الأنفاس؟ لا أعرف شيئاً عن ذلك. كنت أظن النقيض, لقد اختاروا مكاناً جميلاً لعقد المؤتمر. أنت تعرف بيبرز, أليس كذلك؟
بيبرز فى بوكولبين فى قلب وادى هنتر؟
كان ريك موشكاً أن يعترض, إلا أنه تراجع و التزم الصمت. و أخذ يتفرس فى ناشره ثم قال ببطء:
ـ هل قلت بيبرز؟ متى؟
ـ غداً و بعد غد, و قد أكدوا لىّ صراحة أنهم لا يتوقعون أن تقضى كل الوقت فى المؤتمر, هل سبق لك الذهاب إلى بيبرز يا إيفون؟
قال لين وودوارد ذلك و هو ياتفت نحو إيفون فجأة.
جفلت إيفون و قالت:
ـ أنا.....لا.
ـ أبداً؟
قالة بدون ثقة:
ـ لا. لماذا.....لماذا تسأل؟
ـ مكان هادى رائع بالنسبة إلى إجراء إعادة صياغة الكتاب, هذا كل ما فى الأمر.
احتدمت المعركة طوال الطريق إلى المصعد – و كان أغلبها صمتاً – و لم يكونا وحدهما فى المصعد, إلا أن إيفون كانت تقول لنفسها بثبات :
"لا, لن أفعل." و كانت ترسل هذه الرسالة بعينيها و هيئتها, فى حين أن ريك كان مسترخى الأعصاب على الرغم من بريق عينيه الشيطانى الذى يثير الرعب فى قلبها .
خرجا من المصعد فى الطابق الواحد و العشرين, و أمسك ريك يدها فى الحال و قادها بعناد إلى غرفته, حيث قاد الهجوم وفقاً لأسلوبه الغير قابل للتقليد.
ـ لا تكونى قد عرفت طعم الحياة أن لم تزورى بيبرز
ـ هذا هراء و أنت تعرف ذلك.
ـ لا أعرف. انتظرى, يوجد شئ خاص بالنسبة لذلك المكان.
ـ لن يغير مشاعرى أكثر الأمكنة خصوصية على وجه الأرض, لا أريد الذهاب إلى أى مكان معك, لقد بدأت أشعر بالآسف لأننى وضعت عينى عليك.....
ـ لأننى كشفت لك عن بعض الحقائق المتعلقة بك؟لأن أى عملية كى تكون مؤلمة. لأنك كنت ميتة منذ زمن طويل من قمة عنقك الجميل حتى أخمص قدميك. مثل أحدى القلاع لحب مفقود, و لأننى أثرت عاصفة على تلك القلعة؟ من كان الرجل يا إيفون؟ أشعر كما لو أنه ينبغى تسجيل اسمه فى كتاب "أغرب الأحداث الحقيقية" مثل هذا الرجل بين سائر الرجال.
شبك ريك ذراعيه و استند بظهر كتفيه العريضتين إلى الباب – لما يكونا قد توغلا داخل الغرفة – و انتظر بدون حركة .
عضت إيفون على شفتيها بقوة و ادارت ظهرها له.
ـ قولىّ لىّ شيئاً آخر....هل حزمت أمتعتك؟
ـ نعم!
ـ عظيم. هذا ما فعلته أنا أيضاً....مرة أخرى لقد قرأ كل منا أفكار الآخر.
ـ لا. لم يحدث ذلك’ أننى عائدة إلى بيتى.
ـ مثل النعامة؟
قال ذلك بجفاء’ ثم أردف يقول :
ـ أم هل تستمتعين بتعذيب نفسك؟
كان هناك شيئاً فى اللهجة التى قال بها ذلك, جعلها تلتفت نحوه ببطء و فى عينيها نظرة عابسة, و قالت:
ـ ماذا.....؟ ثم سكتت.
اعتدل ريك فى وقفته و قال برقة:
ـ ما الذى أقصده؟ إنه يكون من الأفضل لك كثيراً أن تسيرى فى الاتجاه المضاد, و هو إلى بيبرز.
قالت بصوت هامس :
ـ إلى أين؟ المضاد لماذا؟ إننى لا أعرف عن أى شئ تتكلم؟
ابتسم ريك و قال :
ـ ألا تعرفين؟ إننى أتحدث عن روبرت راندال يا إيفون.
نهاية الفصل السادس
|