المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى
بدا على ريك أنه معجب بهيئتها لأنه أطل النظر إليها فى المصعد و هو يتفحصها بنظراته, حتى تضرج وجهها بحمرة الخجل. و قال ببطء:
ـ يروقنى ذلك.
لم يكن يحمل شئ سوى الكاميرا.
قالت إيفون بدهشة :
ـ لقد تغيرت!
ـ هذه هى المرة السادسة التى تقولين فيها ذلك.
ـ و لكن عربات الأطفال....إنها أصغر.
ـ ربما كنت أنت التى كبرت الآن, لأنها لست أصغر.
قالت إيفون بحزن زهرة منسية :
ـ اعرف ذلك, أوهـ.....أنظر ما هذا الذى يبدو هناك؟
اصر ريك بعد ساعتين على التوقف لتناول الغداء و قال بمرارة :
ـ لا عجب أنكم كنتم ترهقون أنفسكم تماماً....لم نترك قفصاً واحداً أو حظيرة حيواناً أو أى نوع إلا و توقفنا لمشاهدته. و نحن ما زالنا فى منتصف الطريق إلا أننى منهك القوى.
ـ سوف اشترى لك بعض الغداء إذن...لا, أرجوك أنت سمح لىّ بذلك, كنا نتمنى و نحن صغار لو أنه ان باستطاعتنا شراء الغداء و لكننا كنا نأتى معنا على الدوام بطعام للرحلة لكى نوفر النقود....أليس من الصعب إرضاء الصغار؟
ـ حسناً, يوجد هناك مطعم صغير, ولكن......
ـ لا, لا, أنت لا تزور حديقة الحيوان لكى تذهب إلى مطعم صغير.
قالت له إيفون ذلك باحتقار ثم استطردت :
ـ الشيبسى و صلصة الطماطم و قطع الدجاج الرخوة....حسناً, ربما كنت على حق . ضحكت ضحكة قصيرة ثم قالت:
ـ يستوى الأمر عندى.
كان ذلك أمام حظيرة الفيل, و المعبد الهندى بطلائه الزاهى, عندما استند ريك إلى الحاجز, على حين كانت إيفون تراقب الفيلة بافتنان و قال ريك:
ـ أنت تستمتعين بهذه الرحلة و أنت تستعيدين حبل الذكريات شئ طيب أن يرى الإنسان ذلك.
أدارت رأسها فى الاتجاه الآخر, و رفعت وجهها لتنظر إلى الشمس و أغلقت عينيها و هى تقول:
ـ لقد كنت أشبه بالطفل الذى أطلقوا سراحه فى دكان الحلوى, إننى لا أدرى لماذا لم يتغير الاحساس بالبهجة, لقد فكرت فى أن ذلك قد يحدث....استعادة ذكريات الماضى التى حاول الانسان نسيانها فترة طويلة.
ـ ربما لم تعد لتلك الذكريات القوة التى تجعلك تحسين بالألم.
ـ ربما.....و فكرت فى دهشة فى ذلك.
بعد فترة قصيرة وصلا إلى حظيرة الزرافى و كان بينهما زرافة حديثة الولادة و ليس ذلك فحسب.......
صاحت إيفون قائلة بابتهاج:
ـ أنظر أسمها ريكى هكذا اصبح لكل واحد منى سمى!
و أصرت أن يلتقط ريك صوراً لها من مختلف الزوايا.
لكنهما وصلا فى النهاية إلى خاتمة الرحلة, و ركبا العبارة مرة أخرى. و بينما كانت إيفون ترسل بصرها تجاه مسز ماكارى تشير و خليج وولو مولو بسفن الاسطل الرمادية التى تصطف فيه, و اشارت إليه و هى تقول له, أن هذا هو المكان الذى نشأت فيه.....
لقد علد الماضى ليؤرقها من جديد, و التزمت إيفون الصمت.
سارا نحو الفندق و اقترح عليها ريك تناول أى شئ تريده فى ردهة الاستقبال.
ـ لا بأس و لكننى أحس بأننى أشبه بالحطام.
أممسك يدها بطريقة مثيرة للدهشة و هو يقول:
ـ أنت تبدين رائعة, أنت تبدين مدهشة حتى ولو داخل جوال لست فى حاجة إلى تغيير ملابسك و ارتداء حلة تجعلك اشبه بمن يلبس حلة من الدروع.
عضت إيفون على شفتيها و تبعته على مضض. و على الرغم من ذلك قررت فيما بعد أن الشاى كان رائعاً, و كان يساوى ثقله ذهباً, و أنه قد مكنها حتى من الرد على سؤاله برزانة:
ـ إذا كنت تعيشين هذه الذكريات مرة أخرى, فدعينى اشارك فيها. لماذا كنتم فقراء؟
ـ ربما بسبب الأحلام المحطمة. جاء أبواى من الريف. تزوجا فى سن صغيرة و جاءا إلى سيدنى ليجمعا ثروة إلا أنهما لم يكونا من الطراز الذى يمكنه التعايش فى المدينة....و أبى بصفة خاصة. لقد اصبح سكيراً يضرب زوجته ربما كانت تلك عادته من قبل, لا أدرى, و كانت أمى واحدة من هؤلاء السيدات الساذجات, اللاتى يتقبلن كل شئ, لقد انجبت ستة أطفال على التوالى و عندما بلغ أصغر أطفالها عامه الثانى خرج الزوج و لم يعد, ترك البيت و لم نسمع عنه أى خبر بعد ذلك. و من المثير للضحك حقاً, أنها عندما تحولت إلى قلعة من القوة, يعلم الله كيف تمكنت من مواصلة الحياة, و لكنها فعلت ذلك, و بقينا كلنا معاً لم نمت من الجوع قط, و ذهبنا كلنا إلى المدرسة بانتظام. و على الرغم من براعتها المذهلة فقد ظلت روحاً طيبة و هى تنظر إلى مصاعب الحياة و قسوتها.
ـ و أنت ألم تكونى كذلك؟
ابتسمت إيفون و قالت :
ـ نعم, لقد اصبحت سريعة الغضب....مندفعة متوترة الاعصاب و من المحتمل أن قلبها تحطم و هى ترانى على هذه الحالة, و لكننى كنت أعرف أننى لن أقع فى الفخ الذى وقعت فيه أمى على الرغم من أننى كنت عندما فى حوالى السابعة عشرة و النصف من عمرى, دفعتنى الهرمونات أو ما شئت أن تسميه, إلى التفكير فى تلك الأمور.
قال ريك:
ـ أعرف هذه المشاعر .
ـ هل تعرف؟
ابتسم ابتسامة شاحبة و قال :
ـ لم يكن هناك وفاق كامل بين والدىّ. على الرغم من أنهما بقيا معاً, و كافحا من أجل ذلك بحكم, و على الرغم من ذلك فقد كانت حياتهما جحيماً لا يطاق و أعتقد أننى كنت فى الثامنة عشرة من عمرى عندما وقعت فى الحب منتديات ليلاس لأول مرة. كان الموضوع جاداً للغاية مما أدهشنى بعض الشئ, لأننى كنت أفكر فى أننى ساخر جداً من الحب و الزواج, و ربما كان الإنسان يدخل فى مرحلة أسمى عندما يفترض أنه يستطيع أن يفعل الشئ الصحيح .
رمشت إيفون ثم قطبت وجهها و قالت:
ـ اعتقد أنك ربما كنت على حق, و ما الذى حدث؟
ـ ألقت بىّ بين يدى لاعب تنس فرنسى, رجل دنئ حقاً, و لم يكن جاداً بأى حال من الأحوال . ضحك ضحكة قصيرة و سألها:
ـ و ماذا بشأنك أنت؟
ـ لقد تر كنى زهرة منسية بهدوء, و لكننى أستطيع أن أخمن .....لقد كنت أنظر إلى الموضوع نظرة جادة جداً. و لحسن الحظ, كانت فعلته تلك.....أن هجرنى بلا مبالاة....بمثابة أجراس إنذار. هزت كتفيها و استطردت :
ـ كانت الصعوبة الحقيقية هى كيف اجتاز تلك الأزمة و أنا باقية فى المنزل. و مع حبى الشديد لامى و إعجابى بها . إلا أننى وضعت قدمى على الطريق.
ـ هل سمحت لهرموناتك أن تطلق لنفسها العنان مرة أخرى؟
ثبتت إيفون نظراتها عليه ثم قالت بهدوء:
ـ كان ذلك الشئ هو نفسه ما كنت فى حاجة إليه. هل تعرف أننى لو جلست مع مخطوطك مدة ساعتين لخرجت ببعض الاقتراحات.
ـ أظن أننا اتفقنا على أن يكون هذا اليوم مقدساً؟
ـ ريك لا تحاول أن تدفع حظك إلى الأمام!
ـ ريــــــــــــــــــــك ! سمع صوت غريب فوقهما يقول:
ـ يا إلهى, أنه أنت ! كيف كانت بابوا؟ منذ متى عدت إلى المدينة....و بالتأكيد! هل ينبغى لىّ أن اركع على إحدى ركبتى يا سير ريتشارد؟
قال ريك ضاحكاً:
ـ و هل تجرؤ؟
ثم نهض ليصافح رجلاً طويلاً له لحية ثم التفت نحو إيفون قائلاً:
ـ هذا باسيل براش, لا, ليس ذلك فى الواقع, باسيل ماكنزى زميل لىّ. إيفون, أيفون باترسون يا باز.
ـ كيف حالك يا مس باترسون ؟ هذه أغرب مصادفة فى الواقع يا ريك. سوف يلتقى العديد منا الليلة فى المدينة لتناول العشاء, لماذا لا تنضم إلينا أنت و إيفون؟ سوف يكون ذلك من دواعى سعادتنا.... منذ متى كانت عودتك إلى المدينة أيها الأبن الكهل؟ و لماذا أهملت زملاءكـ فى منتديات ليلاس الجامعة.... و لكن لا تلق بالا لذلك, نستطيع أن نصحح ذلك الليلة’ هل أنت باقٍ هنا؟
ـ نعم, و لكننى أخشى أن أخبرك أننا لا نستطيع يا باز. لقد تلقينا أنا و إيفوندعوة خاصة الليلة, أمر مؤسف.
قال ريك ذلك بلهجة بطيئة.
ـ أوهـ.....أم.........فهمتك.
قال باسيل ماكينزى ذلك و هو يغمز بعينه و ينبهه بوكزة من الكوع.
ما دامت شهرتك الجديدة لم..........
قاطعه ريك:
منتديات ليلاس
ـ أين ستتناولون العشاء؟ ربما مررنا عليكم فى وقت لاحق.
ـ فى زوليس........نعم, أفعل ذلك أيها الأبن الكهل, أنا سعيد للقائك يا إيفون! و لا تدعيه ينسى, هل تفعلين؟
وجدت إيفون نفسها تحاول إخفاء ابتسامة لعدة اسباب, أحدها التعبير الذى بدا على وجه ريك اثناء انسحاب باسيل و علقت على ذلك بقولها عندما ابتعد زميله بمسافة لا تسمح له بسماع كلماتها:
ـ ليس واحداً من زملائك المفضلين عندكـ.
جلس ريك و هو يبتسم بتردد.
ـ من طراز زملاء الدراسة الابديين! نحن تعرف على الأقل أين نتناول العشاء الليلة, أو أن نبتعد عنه بمسافة نصف ميل, أم أن لديك اختيار أفضل؟
ـ أنا.......لا يا ريك.........
ـ إيفون, سايرينى فى هذا....
قال ذلك و قد ظهر فى عينيه بريق خطير .ـ كل الذى أطلبه منك أن تذهبى لتناول العشاء معى, و ليس الذهاب معى إلى الفراش.
قالت ترد على الاهانة:
ـ على الرغم من ذلك فغالباً ما يكون الواحد مقدمة للأخر.
قال بغضب:
ـ أقسم لك أننى لن أكون مكشوف لهذه الدرجة, أو ساذجاً, ألم تستمتعى بقضاء هذا اليوم؟
ـ نعم,.... بالتأكيد .......شكراً لك.
قالت إيفون بكلمات غير مترابطة بعض الشئ, ثم اضافت بعد تفكير:
ـ و على الرغم من ذلك فلو أننى نجحت فى دفعك للاستياء, فلا أظن أنها فكرة جيدة أن.....
قاطعها قائلاً:
ـ لست السبب الوحيد لإثارة استيائى.
رفعت حاجبيها متسائلة:
ـ أوهـ؟
قال ريك :
ـ على الرغم من افتراضك الهادئ أنك نجحت فى إثارة استيائى حتى بدون محاولة ذلك, كما أننى كنت تلميذ غير عاقل, فإن ذلك يثير استيائى بدرجة أكبر !
قالت إيفون بهدوء :
ـ يبدو أننا نجرى فيما بيننا حواراً مستحيلاً.
ثم جمعت حقيبتها و نظارة الشمس .
قال ريك بخشونة:
ـ و هذا ما نحاول أن نهرب منه ولا شك.
رمقته بنظرة سريعة و هى تحبس أنفاسها داخلياً, لأنه على الرغم من أنه يبدو غاضباً, إلا أنه كان يبدو فى نفس الوقت مملوءاً بحيوية مكثفة. و حتى إن كان بعض ذلك غضباً إلا أنها وجدت من تلك الحيوية تنتقل إليها بطريقة غامضة, و تبدأ فى النفاذ إلى عروقها. و حدثت نفسها قائلة : أننى أحب الدخول معك فى شغب كبير يا ريك إيمرسون, شغب تام نظيف أود أن أقول لك إنك كنت صبيانياً و أننى استمتع بالشعور بالجنون الحق معك....و لكن لا. لقد جعلتنى ألعب تلك اللعبة من قبل مع نتائج فظيعة, لا!
ثم قالت باعتدال:
ـ لا بأس. سوف اتناول العشاء معك, إذا أخبرتنى بسبب آخر يثير استياءك.
تعدى التعبير الذى ظهر على وجه ريك الوصف, ثم بسرعة البرق تحول من حالة الغضب إلى الضحك, و لم تستطيع إيفون أمام ذلك أن تمنع نفسها من الضحك معه بدورها, و عليهما معاً, و كان دافئاً و أنيساً.....
قال ريك فى النهاية:
ـ السبب الآخر, هو صديقى و زميل دراستى باسيل براش. سوف ينتشر خبر عودتى. هل رايتى؟
ـ و هل للامر كل هذه الأهمية؟
ـ نعم, له كل هذه الأهمية, كنت أرجو أن أظل مختفياً عن الأنظار فترة أطول قليلاً.
ـ هل تعرف عدداً كبيراً من الناس فى سيدنى؟
ـ إننى اعيش هنا منتديات ليلاس
ـ حسناً, ترددت إيفون برهة ثم قالت:
ـ نعم, لقد نسيت....أين؟
ـ ليس فى مكان ما.
ـ إذن....؟
ـ فى الوقت الحاضر, تخليت عن بيتى عندما سافرت إلى غينيا الجديدة, و سوف أبحث عن مكان أخر استاجره, هذا إذا قررت الباقاء.
قالت:
ـ إذن لم تكن سيدنى هى المكان الذى ينبغى أن تقصده إذا لما تكن ترغب فى مقابلة الناس اللين تعرفهن؟
ـ كانت تبدو فكرة جيدة فى حرارة اللحظة, و قد أكدت لنفسى أنها مدينة كبيرة....على أى حال, فليكن ما يكن, هل كنت دعوتى لك بالدرجة الكافية لكى تتناولى العشاء معى؟
قالت على الفور:
ـ نعم, و لكن عليك أن تختار فهذه مدينتك بعد كل شئ. هل مسموح لىّ بالتغيير؟
جلس ريك و ابتسم ابتسامة التوت معها شفتاه, و قال:
ـ هل تعرفين ما أحبه؟
ظهر بريق فى عينيه الخضراوان و هو يستطرد:
ـ اعتقد أننى أحب أن أتعامل الليلة مع باترسون ذلك الإنتاج الكامل, لهذا أذهبى لتلبسى ملابسك السعيدة ثم نذهب بعد ذلك إلى المدينة.
قالت إيفون بلمسة غير مصطنعة من الكبرياء:
ـ أعتقد أنك لم تكن راضياً عن.....عن الدوافع التى كانت تجعلنى أرغب فى ارتداء الملابس الكاملة؟
ـ قد يروقنى ذلك, و لكننى أيضاً أحب أن أرى لمسة من لمسات الفن.
تفرست إيفون فى وجهه و داخلها مرة أخرى ذلك الاحساس بالورقة التى تسقط مثل تنهيدة صامتة. و فكرت زهرة منسية فى إنه إنسان مستحيل, و أنه على درجة كبيرة من الخطورة و همست لنفسها : كلما قضيت معه فترة أطول , ازدات صعوبة تعامله معى. الليلة, لابد أن يكون ذلك الليلة.
قالت له بلهجةاقرب إلى الرقة:
ـ أنت الذى طلبت ذلك. و لكننى أحتاج إلى بعض الوقت, لا يمكن التعجيل فى مثل هذه الأمور.
ألقى ريك نظرة على ساعته و قال:
ـ ساعتان؟ الساعة الآن السادسة, صدقى أو لا تصدقى .
وقفت و قالت:
ـ سوف يكون ذلك كافياً, أتوقع حضورك فى الثامنة, لا.... لا تأخذ مثل الوقت اللازم لىّ, فلن تحتاج إلى ساعتين, على أى حال يوجد شخص آخر يقترب.......
كانت تنظر من فوق رأسه:
ـ يا إلهى, إنه ريك!
ابتسمت عندما رأته يغلق عينيه ولاذت بالفرار.
منتديات ليلاس
|