رفع نيكول يده في الهواء ليصفعها رداً على طريقتها معه في الحديث , ولكنه قال في غيظ :
-إنني لم أر امرأة مثلك في حياتي بهذا العناد.
ارادت ليز ان ترد عليه محاولته صفعها , لكنها بلطبع لم تستطع سوى ان ترد ببرود :
- على كل أنا لا يهمني عدد النساء اللاتي صادقتهن في حياتك !قالتها في سخرية.
بعد خروجه من الغرفة دخلت الحمام لتستحم , فخلعت عن نفسها تلك الملابس الريفية ليظهر من تحتها جسد مرمري ابيض من الشمع وينسدل على ظهرها شعر ساحر يعكس الضوء ليصل الى خصرها الممشوق المركب على ساقين مشدودتين كالحديد , كانت يداها تنزلق لتخلع عنها القطعة السفلية الاخيرة من ملابسها الداخلية وهي تنظر لنفسها في المرآة لترى بعينيها النهدين البارزين وهما ينعكسان في الماء الدافئ , ثم رفعت قدمها اليمنى لتضعها في البانيو ليصدر عنها تأوه ساحر فتفتح الصنبور من جديد لتخفف من حرارة الماء , ثم تغطس فيه وتـأوهاتها التي لا يسمعها سواها وهي تحرك يديها على جسدها فتفور فقاقيع الصابون وترتفع درجة الحرارة الماء من حرارة جسدها الصارخ.
خرجت ليز من الحمام لتفيق مرة اخرى على ملابسها الريفية البالية وقبعتها المصنوعة من القش وتنورتها المخططة, فأخذت تفكر : وهل تليق هذه الثياب للعيش في لندن وسط النساء اللاتي يرتدين الفراء الثمين , ولكن ماعساها ان تفعل ؟ فنهضت واستعدت للعشاء وهي تقنع نفسها مثل كل الفقراء في العالم ان ملابسها لا بأس بها , بل يجب ان يعاملها الجميع كماهي, فالإنسان بشخصيته وليس بملابسه .
كان نيكول يتناول العشاء في الخارج ولن يعود إلا عند تناولهما القهوة مع الجد جيسون .
جلس السيد جون في انتظارهما في غرفة الاستقبال فقدمت ليزا اخاها فرايد وبدأوا الحديث في موضوع دراسته بالجامعة , في حين ظل الجد جون يعتذر لهما عن عدم استطاعته استقبالهما مبكراً لأن طبيبه يرفض ان يجهد نفسه , وبينما دارت القهوة اخذ فرايد يلقى بعض النكات.

فقال السيد جون:
- لقد كان جدك شديد المرح وهو صبي.
ليز :
- نعم لقد كان مرحاً جداً.
فرايد:
- لقد جعل السيدة بولبي تجن.
ليز :
- الأرملة بولبي امرأة طيبة ...
تدخل فرايد :
- إنها مزعجة.
ليز:
- عرف جدي هذا الأمر .. فأراد ان يروضها ..
ثم احمرت وجنتاها ثم استطردت :
- ولا اعلم ماحدث لها ...
منتديات ليلاس
ضحك فرايد قائلاً :
- لقد اهداها جدي سريراً خشبياً لطيفاً, وقد اقنعنا بأنهما يمكنهما تأليف الموسيقى اسفل الغطاء!
ضحك مقهقهاً السيد جيسون من حركات الجد جاكوب ثم قال :
- لاشك ان حياته كانت مليئة بالبهجة والسعادة معكما , فأنا رغم وجود نيكول , إلا انني لا اراه إلا نادراً , فهو شديد الانشغال.منتديات ليلاس
ليز:
- ليس الأمر سيئاً لهذه الدرجة.
قالت ليز ذلك في حين فتح نيكول الباب وبصحبته امرأة صارخة الجمال طويلة القامة ذات شعر مصفف وفستان يبرز جزءاً كبيراً من نهديها يزينهما عقد من الذهب الخالص ويبدو من شكلها أرستقراطيتها.
قال نيكول مداعباً :
- لقد سهرت طويلاً .. جيسون.
بينما لم يلفت نظر السيدة وهي تتختر بحذائها ذي الكعب العالي جداً سوى ( ليز وفرايد) بزيهما الريفي البسيط .

وبينما هي تنظر لها بازدراء وبعد ان قدمهما لها جلس وهو يقدمها لهما قائلاً:
- السيدة جيكسي رامبون.
مدت ليز يدها مصافحة جيسكي وهي تقول :
- لقد سعدت بالتعرف اليك .
في حين لم تهتم السيدة بها , بل صافحتها بكثير من اللامبالاة , مما استدعى فرايد ان يحييها بقوله :
- اهلاً ( فقط لا غير ) ثم خرج على الفور.
وبعدها قرر السيد جيسون الذهاب للفراش , فعاونه حفيده نيكول لتجلس جيسكي الى ليز منفردة بها وهي تضع ساقاً على الاخرى كاشفة عن الجورب الشفاف الناعم الحرير الذي يصل الى خصرها, فقد كان الفستان القصير ذو الفتحة يسمح برؤية مساحة كبيرة من ساقيها, بينما هي تتلوى في مقعدها وتتحسس ساقيها بأناملها بطريقة فهمتها ليز, خاصة عندما قالت جيسكي:
- تبدين صغيرة كثيراً عما كنت أتوقع, فأنت تبدين في الثانية او الثالثة عشرة من العمر.
كان ذلك يعني انها طفلة ساذجة بضفيرة وفستان مزركش. لكن ليز كظمت غيظها لأنها ضيفة على المكان , ثم ابتسمت قائلة :
- هل اعتبر هذا مديحاً؟
قالت جيسكي في سخرية لم تبذل جهداً في إخفائها:
- بالطبع يا عزيزتي مديح .. لقد قصدت انك تبدين صغيرة على سن الاشتغال لدى اسرة نيكول رغم انك تبدين ضيفة .
كانت الاهانة هذه المرة شديدة , فلم تستطع ليز ان تبتسم ولا ان ترد , فأثرت الصمت .
اكملت جيسكي:
- لعلك لم تفهميني خطأ .. إنني اود معاونتك وأخيك .

ليز في سخط:
-إننا نعرف كيف نتصرف.
جيسكي :
- فقط اردت ان اوضح لك ان لندن ليست كقريتكم , بل بها شباب وسيمون لكنهم ذئاب مفترسة .
ليز:
- لا يعنيني ذلك .ريحانة
جيسكي في محاولة لاستفزازها :
- الى متى ستبقين هنا؟
ليز وهي مجبرة على الرد:
- لا اعلم .. فقد تطول المدة.
في ضربة قاصمة وجهت جيسكي سؤالها بإيماءة قذرة :
- كيف ستدبرين المال لمعيشتك ؟
ارتعدت ليز , لكنها اجابت:
- لقد اتفقت مع نيكول على العمل معه.
منتديات ليلاس
ابتسمت جيسكي في سخرية وهي تقول :
- ياله من وسيم داهية , دائماً يعرف كيف يصنع الاسباب التي تفي بالغرض! وبحيث يبدو عطوفاً على الفقراء.
فكرت ليز قبل ان تثور في وجهها , وتماسكت كي تبدو طبيعية وهي تقول :
- إنني في غاية التعب , ولابد من الذهاب للنوم.
في برود قارس تابعتها السيدة جيسكي قبل ان تغادر الغرفة بقولها :
- حقاً.. فلا شك انكم في القرى لا تتحملون السهر .منتديات ليلاس
ارادت ليز ان تصرخ في وجهها و توضح لها ان المقيمين في القرى لا ينامون في السابعة , لكنها لم ترد , لكن السيدة جيسكي ماكانت لتتركها هكذا , فقد لاحقتها بالقول :
- إن نيكول عليه ألا يتأثر بالفقراء لهذه الدرجة , حتى لا تطمع فتاة ساذجة في علاقة معه, فهو شاب جذاب ووسيم.
دارت ليز للخلف وكأنما لدغها عقرب , وبدون صبر صرخت :
- إن صرصوراً حقيراً قد يشغلني عن نيكول , فنيكول هو آخر شخص في الوجود يشغل تفكيري .
ثم صفعت الباب خلفها وجرت لتصعد السلم , فكادت تصطدم بنيكول , فسألها :
- لماذا تجرين هكذا ؟ هل انت في حاجة للنوم لهذه الدرجة؟
فردت عليه واسنانها تصطك من الغيظ :
- إن القرويين يفضلون النوم مبكراً !
ومضت في طريقها , فقد ايقنت ان نيكول وجيسكي يصلحان لبعضهما.

نهاية الفصل الاول

يعطيج العافية باين انه الروايه وأيد حلوه أنا ناطره الفصل الثاني