كاتب الموضوع :
ككاابو
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
رد: روايه .. ذيل الجنية .. بقلم .. كابو القحل .. الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
صرخ وقد نفذ صبره وشعر انه سيفقد السيطره حتما (( ارحلي عن وجهي كاتلينا ماتياس ))
لم يتوقع ان ترد له بنفس النبره (( وان لم ارحل ماذا ستفعل قل لي !!!))
رفع يديه بطريقه يريد فيها سحق رأسه لا يعرف ماذا يفعل بهذه المراءه انها تفقده صوابه والي الان لم يستطع ان يفعل لها شيئا ... وماذا بمقدوره ان يفعل بعد الان ... اذا كانت عائلة تتدخل في كل شي فلن يستطيع ان يلحق بها اي ضرر لو اراد ... فهي اصبحت من العائلة ويبدو انها ستكون شي يخص طوبياس من بعد اليوم لقد أمن بالخساره في داخله منذ تلك اللحظه التي رائهما معا ....
ابتعد عندها ليكمل ما بدأه عندما سمعها مره اخري تحاول السيطره علي صوتها حين قالت
(( لويس .. لا اعرف مالذي تفكر فيه ولكن يبدو انك في حاله سكر ... وليس من الجيد ان تذهب الان لتتزلج لقد تاخر الوقت فعلا لم يبقي سوي ساعتان علي بروغ الفجر ... لما لا تنتظر !!))
(( هذا ليس من شأنك ... قلت لك ان ترحلي كاتلينا لا تختبري صبري ))
زمت شفتيها بغضب لما لا تستطيع ان تقول لقلبها وتقنعه ان يجعل هذا الشخص يذهب الي الجحيم لما تهتم به وهو وضيع الخلق الي هذا الحد ... كم شعرت بالسعادة حينما تدخل لسانها قائلا
(( حسنا لك ما شئت ولكن دعني اذكرك ان حصل لك شي فلن تسامحك صوفي...))
(( اذا كانت تهمك حقاً كما تدعين لما ترفضين ان تكوني زوجة ابيها التي تتمني!!!))
صدمها بقوله تأتئت بكلماتها وهي تقول له
(( لو كانت تملك أب غير لويس لكنت رحبت به فورا .. ))
استمع لما قالته وقد شعر بوخزات من الالم .... لم يرد عليها بل أرتدي قفازاته ليمسك بعصاه التزلج وبدأ بالمشي ذاهب ناحيه منحدر التزلج .... ولم تمر ثواني حتي اختفي من امام عينيها ...... وقتها سرت رياح مضجره بالتعاسه..... لترتعش بحزن .... وضعت يديها تفرك بها علي كتفها لتستدير وتعود إدراجها وقد قررت ان تذهب من هذا المكان وفي الحال ......
ظل يتزلج لنصف ساعه .... ولم يساعده ذلك علي تخفيف غضبه ... عندها قرر العوده بعد ان شعر ان البرد يكاد يفتك بعضامه
وصل الي المنتجع كره ان تقوده قدماه الي حيث كانت هي و طوبياس .... شعر انه يريد ان يعرف ما اذا كانت عادت الي هناك لتكمل متعتها ام لا ..!!
اقنع نفسه آن يستدير ويعود ولكن هناك شي يريد ان يري مره اخري حتي يستطيع ان يمحيها من فكره.... وكانت المفاجأة انه وجد طوبياس علي حاله هناك ... لا ينظر الي احد ويحتسي الشراب .... ويبدو له ان تفكيره في مكان أخر ..... شعر بالراحه انه لم ينتبه له عندما مر بجانبه .... ولكنه وعندما دخل الي بواهه الفندق ... لمح شخص ما يراقب طوبياس خلصه ... ولكنه لم يهتم بل اكمل طريقه الي غرفته
عندما اخذ المرر الاخر حتي يصعد الي غرفته لمحها هناك تقف لتأخذ من ذلك الموظف مفتاح للسيارة التي بجانبها وقد كان واضح ان تلك السياره تخصها عندما اخذ ذاك الموظف حقيبتها ليضعها في الصندوق الخلفي ..... لم يحتاج ان يفكر اكثر هي راحله من هنا ولكن ... لما الان ... مالذي حصل ....
تحركت قدماه فورا بأتجاهها .... لحظه واحده كانت تفصلهما عندما أدارت محرك السياره حتي تنطلق ناحيه المطار .... وكانت صدمتها كبيره عندما فتح الباب بجانبها ليدخل مباشره ويقفله .....
نظرت اليه بعدم تصديق عندما قالت له
(( ماذا تفعل !!))
احكم ربط الحزام ليقول لها بعد ان وضع يديه خلف راسه (( اريد ان اعرف الي اين انتي ذاهبه !!))
أوقفت السياره بغضب قائله (( هذا ليس من شأنك .. فلتنزل وفي الحال ..))
(( كفي عن التذمر وقولي لي هل انتي راحله ...!! لحظه !! هل ياتري ما أفكر به صحيح ))
رفعت يديها للأعلي بطريقه التعب (( يالهي مالذي فعلته في حياتي لأعاقب بهذا الشخص ))
ضحك بزهو ولم يعرف ان بضحكته تلك دغدغ لها مشاعرها ...عندها عاد يقول لها
(( قولي لي الان بما انك راحله فيبدو ان مابينك وبين طوبياس قد حسم ...))
صرخت به ((هذا ليس من شأنك...))
أدارت محرك السياره لتنطلق ...قررت ان لا تتكلم معه فهي تعرف انها لن تصل الي اي حل مع هذا الشخص لذا اكتفت فقط بالنظر الي تلك الخريطة امامها لتعرف طريق المطار جيدا ...
وما أثار استغرابها انه أغمض عينيه وأدار وجهه عنها بهدوء... تسألت...هل سيذهب معها الي المطار ... هل سيقرر الرحيل هو الاخر ..ثم نفضت الفكره من عقلها ...فهو حتي لم يحظر معه حقيبته لابد انه أتي معها فقد لكي يزعجها كعادته ..... قررت ان تتركه وشأنه ولتكمل السير ... مرت عشرون دقيقه ومازالت تقود ..... ومازال علي حاله دون حراك
...
زفرت بحنق ...وجوده معها وهو صامت يوترها...التفتت تنظر اليه ....غمغمت بحنق ((تبدو مرتاح البال تبا لك ))
أبعدت نظرها عنه ...حتي أتتها رغبه جارفه للعوده للنظر اليه ...ولم تتواني فقد التفتت فورا تمعن بدقه النظر اليه ...
مازال بنفس ملابس التزلج .. اذا فيبدو انه صادفها حال انتهائه
ركزت علي شعره ... ليبدأ خيالها يأخذها ناحيته ........ بدات تفكر حينما تمتمت لنفسها ((طال اكثر من المعتاد))
صمتت لتكمل في نفسها .. لحيته النامية قليلا... رموش عيناه .. أنفه .. ثم شفتيه .. لم عليه أن يكون وسيم الي هذا الحد ... كم تمنت حقاً ان تقترب منه وتقبله ... تكره هذه الرغبه الجارفه التي تصيبها عندما يكون حاضر بجانبها ....
راقبت طريقه تنفسه البطيئة كم تمنت ان تستلقي وفي هذه اللحظه بين أحضانه بشرط الا تسمع صوته .... في غمره انشغالها بتأملها له نسيت حتي انها تقود السياره ....
وعندما التفتت كان من سوء حظها ظهور شيء غريب امامها يركض بسرعه خاطفه مما أصابها بالفزع ... لتفقد سيطرتها فورا علي المقود ... صرخت بعنف حينما انحرفت السياره استيقض فورا لويس من سباته المريح علي صوتها ليسرع فورا يمسك بيده مقود السياره بعد ان تركته ولكن لم يكن هو الاخر سريع عندما أدار المقود انزلقت السياره مندفعه ناحيه الطريق الجانبي بسرعه جنونيه والشيء السي في الامر ان ذلك المنحدر نهايته كانت مليئه بالأشجار المخيفة ...
وفجأة وبعد محاولات من السيطره علي تلك السياره دوي صوت اصتدام لتندفع من خلفهم الثلوج تغطي السياره من الخلف ... بينما حاسرت احدي تلك الأشجار العملاقه باب لويس اما كاتي فكان من سوء حظها ان الضربه جائت من ناحيتها في المقدمه مما حشرت الباب بقوه ليتجعد وكأنه قطعه من القصدير ....
ظلا لخمس دقائق في حاله هدوء ... ما يلوح حولهما فقط سوي صوت انفاسهما المضطربة ..... بعد ان تبددت تلك الغشاوه عنهما
وبعد هذا الوقت العصيب التفت اليها قائلا بهدوء (( هل انتي بخير ...!!))
حركت رأسها بعد ان تبدد عن مسامعها اخيراً صوت طنين الاصتدام لتقول (( نعم انا بخير ..))
عندما أمعن النظر اليها كان جبينها ينزف دمآ.... مد يده ليمسح جبينها قائلا(( لا أظن ذلك بالنسبه لهذا ...)) فرك جبينها بخفه عندها تأوهت بالم ..
عندها ابعد يده يلمس بها ذقنه فعندما تكلم شعر بالالم ولم يغفل انه تلقي ضربه عليه ....
التفت اليها بعد ان استوعب اخيراً ماحصل لهما بكل جديه بعد ان أمعن في مقدمه السياره المحشوره في ذلك المكان
(( مالذي حصل الم تكوني تنظري امامك جديدا انظري الي هذه الكارثة التي واقعتنا بها ...))
التزمت الصمت لم تستطع ان تتكلم ماذا ستقول له ... نعم انا لم اكن انظر امامي لأنني كنت منشغله جداً في تأملك لويسفير ....
زفر بحنق عندما لم يجد اي أجابه حاول التحرك ليفتح الباب ولكم كان جذع الشجره له بالمرصاد التفت الي الخلف ليتنهد بحنق فالثلوج غطت مؤخره السياره... عندها نظر ناحيه باب كاتي ..... حرك جسده ليرفع قدمه حينما قال لها ...(( ابتعدي قليل ....))
فهمت ما أرادت ان يفعل ... لذا أطاعته فورا .... ضرب بقدمه باب كاتي محاولا ان يفتحه .... كرر ضرباته بقدمه ولكن دون جدوي لم يفلح ابدا عندها قال لها (( لن ينفع فتحه ... حاولي ان تفتحي النافذه .... ولم يكن ايضا هنا اي فائده ... ضرب بيده علي مقدمه السياره (( تبا .. تبا ..))
عم الصمت قليلا حولهما ... لا يوجد سوي صوت تلك الرياح في الخارج ... تمتم لويس قائلا (( اتمني ان لا تحدث اي عاصفه والا سوف ندفن هنا احياء لنكون عندها فلم درامي حزين لويسفير مات ضحيه غباء كتلينا ماتياس ...))
لم ترد عليه ظلت صامت قليلا محاوله تجاهل نبره السخريه التي عادت اليه .... شهقت عندما التفتت اليه تقول له ((هاتفي .... َ))
تراخت ملامحه قليلا (( جيد .. جيد اين هو ))
بدات تبحث عنه وعندما أخرجته ابتسمت بفرح غامر... قائله (( لنتصل بطوبياس .....))
ولكن تفاجئت وتبددت فرحتها حينما رأت علي شاشه الهاتف انه لا يوجد اي اشاره حتي تستطيع الاتصال .... رفعت الهاتف محاوله ان تلتقط اي شيء ... ولكن دون جدوي .... قال لها لويس بعد ذلك (( أعطيني إياه ..))
اخذه منها ليفتح النافذه بجانبه بصعوبه محاولا ان يخرج يده رغم محاصره تلك الشجره .... ولم يستطع ان يلتقط اي شي ... رمي بهاتفها حينما قال
(( يبدو اننا في منطقه لا توجد فيها اشاره عزيزتي كاتي ....يبدو اننا سنبيت هنا في احضان هذه الثلوج ...))
نظرت اليه لتزم شفتيها وقد انتابها الخوف ... ولما لا ينتابها الخوف وهي في مكان غريب معه هو وفي ظلمة ليل مرعبه .....
***********************
(( هيا دعيني اوصلك ... فقد انتهي الحديث بيننا .... وقراري لا رجعه فيه... سيربي هذا الطفل تحت كنفي انا ... ))
قالت نينا بتوتر (( لن يحدث هذا .... ابدا ...هذا الطفل سيكون لي وحدي ... وحدي انا فقط ))
نظر اليها ببرود شديد (( هل تظنين بأنني سوف اسمح ان يعيش طفلي وحيدا ...دون وجودي ... هل تظنين ان اسمح له بمثل هذه الحياه نينا ))
(( لا يهمني أثر ... انا لا أيد اي صله بك لما لا تفهم ))
تقدم ناحيه الباب ... دون ان يعيرها اي اهتمام بعد ان أرتدي جاكيته ... فتح الباب ليقول لها (( انتظرك في الأسفل نينا ...))
لم تمر عشر دقائق حتي استطاعت ان تستجمع قواها وتلملم شتات نفسها لتنزل وتجده هناك قابع في السياره تحوطه الظلمة .... تمنت انها لم تقل له ابدا انه هو والد الطفل ... لقد وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه ... سيقربه منها اكثر ويبدأ بجعل حياتها جحيم كما في السابق وهذه المره لوجود طفله معها ...
اقتربت ناحيه باب السياره لتفتح وتدخل بهدوء ..... ولم تمر ثانيه حتي انطلق من ذلك المكان .. ساد الصمت لدقائق
عندما عاد ليتكلم معها (( كم عمره !!))
التفتت اليه باستغراب حينما عاد يقول لها (( كم عمر الطفل !!))
أدارت رأسها لتقول بهدوء (( لا اعرف .. كل ما اعرفه انني حامل الان .. ))
حرك راسه بأيماءه .....
مد يده الي ذلك الصندوق ليفتحه امامها .... اخرج هاتفه ليمده لها قائلا (( اتصلي به ... قولي له ان لم يعد هناك اي علاقه بينكما ..))
التفتت اليه بشراسه لتلقي ذلك الهاتف ناحيه قدمه (( انت تحلم .... عندما أعود سوف أتزوج به فورا أثر ... قلت لك سوف ابدا حياتي من جديد ... ولن تتمكن من منعي ))
التفت اليها ليبتسم بمكر (( سنري يا زوجتي المستقبلية ...))
فتحت عينيها بفزع (( ماذا تقصد !!))
(( سترين ))
(( أثر اياك ان تقدم علي شيء متهور لن يسمح لك ابي هل تفهم ...))
(( لم يردعني احد طيله حياتي نينا لذا لم يستطيع احد ان يردعني الان ))
نظرت اليه ب كره شديد .. اي غرور يملك واي دماء تجري في عروقه ....انها لا تعرف ماهو مزاجه الان في هذه اللحظه .. هل عليها ان تظل تتحدث اليه حتي تفقد أعصابها مره اخري ام تسكت وتجاريه حتي تستطيع ان تصل الي مكان أمن .... فهو هادئ بشكل مخيف يثير الريبه
***************************
بعد ان انهي إجراءات خروجها من ذلك المكان ....وقد وتعمد ان يفعل ذلك قبل حظور ميكاييل ..... هو يعرف ان ذلك الشخص يخفي امر ما لتقربه السريع من بلوما ..... خمن بعد تفكير انه يريد الانتقام من اي شخص يخص لويسفير ... ولكن لن يكون هذا علي حسابه هو وبلوما .... بل بلوما بالتحديد .... هو يعرف انها تفتقر للصداقات بعد ماريا .... ولا يعرف مالذي استطاعت إيجاده في مكاييل لتعلق به هكذا .. والواضح ان ميكاييل استغل هذه الفرصه ..
توقف عن التفكير فهو الان بصدد اخذها من هنا ولن يدعها تري ميكاييل ثانيه ...
يعتز بنفسه كثيراً فلم يكن غبيا ... قد علم منذ قدوم كاتي ان الأمور سوف تتغير ولكن ليس لهذه الأحداث التي صدمته واحد تلو الاخر ... ولكنه كان أذكي وقد أمن نفسه مسبقا حينما وضع ثروه لا باس بها في حساب احد رجاله المخلصين .... هكذا يستطيع ان يتدبر أموره من جديد .... فهو يعلم ان ساره سوف تسارع الان لسلبه كل شيء .....
ذهب الي غرفتها فوجدها تجلس بهدوء في سريرها .... وعندما دخل نظرت اليه ولم ترا في ملامحه اي شيء سوي الرقه
حدثها عندما رأي في عينيها التساؤلات (( حسنا اعرف انك لن تستوعبي خروجك بهذه السرعه ولكني سوف انشغل في الايام القادمه لذا .... سوف أخذك معي وسيكون هناك طاقم طبي مختص سيزورك اثناء إقامتك معي ))
اتاه صوتها حزين ومتعب (( انت تفعل هذا لكي تبعدني عن ميكاييل صحيح !!))
رفع يده يلوح رافضاً (( ابدا ... ذلك الشخص ليس له دخل في الموضوع ... كل ما اريده بلوما هو حمايتك والاعتناء بك حتي تتحسني))
لم يرد ان يجاريها بالكلام فقد اخبره الطبيب انها تعاني حاله من الاكتئاب لم يعرفو سببها ولم ترضي ان تتحدث لأي احد حتي لميكاييل نفسه ...
اقترب منها بهدوء ليجلس معها علي السرير مد يده يريد ان يلمس خدها ولكنها استنكرت فعله لتبتعد عنه .... تفاجأه من رده فعلها ولكنه ايضا لم يستغرب لذا اكمل قائلا
(( أعدك انك سوف تشعرين بالتحسن ساخذك الي مكان رائع للاستجمام ،... وستنسين كل همومك هناك ...))
نظرت اليه بوهن (( هل أستطيع ان أودع ميكاييل علي الأقل ))
تصلبت ملامح وجهه ليعود ويقول (( أسف فهو لن يأتي الا في وقت متاخر ونحن سنرحل الان لم يعد لنا حاجه في البقاء هنا ))
ادمعت عينيها بأسي ولكنها لم تقل شيء .... بل حركت قدميها محاوله النزول من فوق السرير ...... استقام فورا ليساعدها عندما عادت تقول
(( سأغير ملابسي لذا انتظرني في الخارج من فضلك ...))
حرك راسه بأيماءه ... ليترك يدها برقه ... متقدما ناحيه الباب وقبل ان يغلقه خلفه استدار ليقول لها (( أعدك انك لن تشعري بالالم مره اخري يا بلوما ))
انتظرت حتي اغلق الباب خلفه دون ان تجيبه متعمده .... لتغمغم بعد ذلك قائله
(( لو تدري انك انت كل اللآمي يا ماكسمليان))
بعد عشر دقائق كانت قد انتهت وخرجت لتجده هناك ينتظرها بهدوء .... تحرك ناحيتها فورا ليساعدها ولكنها تحاشت اي مساعده منه حينما قالت
(( أستطيع ان امشي لوحدي لا داعي لذلك ......))
(( حسنا .. هيا بنا اذا ))
عندما خرجت ... لعبت ًب خصلات شعرها تلك النسائم البارده ... رفعت رأسها لتري القمر مكتمل يشع بكل جمال فوق رأسها .... اخذت نفس عميق لتلتفت تنظر الي ناحيه مكسمليان ... تفاجأت انه يسترق النظر اليها
كانت نظرته غريبه لم تستطع ان تعرف ما معناها او سبر غوارها .... اخفضت رأسها بخجل ... وقد شعرت لوهله انه سيأكلها بنظراته .....
أشار بيده ناحيه السياره وماهي الا دقائق حتي اخذها لينطلق بها ... الي المكان المجهول ...
اخذ هاتفه ليتصل علي شخص ما .... سمعته يقول
(( هل كل شي جاهز !!! حسنا جيد ... لا اريد اي احد متواجد عندما اصل بلغ الكل ....وداعا ))
سمعها تقول له بعد ان اغلق هاتفه (( هل أستطيع ان اخذ غفوه ....!!))
التفت اليها بهدوء وصوت يشوبه الحنان (( بالطبع ...))
أوقف السياره بجانب الطريق لتقول له (( لما توقفت ...))
(( انتظري ))
التف الي الخلف ليسحب وساده صغيره جدا وضعها خلف رأسها ثم خلع عنه معطفه الاسود ليدثرها به .... نظرت الي باندهاش
(( لم يكن عليك فعل هذا اشعر بالدفء حقاً ....))
ابتسم لها قائلا (( اريد ان اطمئن انك لا تشعري بالبرد فطريقنا طويل قليلا ... لا باس نامي الان ولا تهتمي الي اي شي....))
حركت رأسها بأيماءه لتغمض عينيها ... لم تستطع ان تخفي تلك الابتسامه التي لأحت علي شفتيها .... ماذا هل هي تحلم .. هل حقاً ماكس يهتم بها او لأجلها ... لا بد انها احدي تلك الأحلام التي كانت تحلمها قد عادت ....
غفت بهدوء الي ان مال جسدها ناحيته .. التفت اليها باندهاش ....ثم ابتسم بعدها برقه ... امسك برأسها بيده ليسنده جيدا علي كتفه ..... زم شفتيه وقد شعر بالنشوه والسعادة كشر عن اسنانه ببتسامه رائعه ... قد يكون احمق لكي يشعر بكل هذه السعاده فقط لانها مالت لتنام علي كتفه .... مامعني هذا كله ... هل ياتري حقاً بدا يحبها .....!!
ظلت علي حالها حتي وصلا ..... لم يرضه ان يوقضها لذا ظل لدقائق اخري علي حاله يستمتع بسماع صوت أنفاسها النائمة .....
ولكن عندما أزداد الجو بروده خاف ان يزيدها مرض ... لذا قرر ان ينزل الان ويحملها بين يديه .... فعل ما خطط له حملها برقه وكأنها طفل رضيع بين يديه ...... وقبل ان يدخل الي ذلك الكوخ الكبير وقد تصاعدت منه رائحه الحطب المحترق توقف ينظر الي الاعلي ... وكان بذلك شاركها في الاستمتاع لجمال بدر تلك الليله .... تلك الليله التي لم يعرف ما تخبئ له بين طياتها هو بالذات ....
وضعها علي تلك الكنبه وقد اعجب حقاً بالمكان وشكر في نفسه ساعده الأيمن فهو يعرف حقاً ما يرغب به وينفذه ... دثرها بتلك الاغطيه .... ثم ذهب لكي يضع المزيد من الحطب ....ثم عاد ليجلس بجانبها يتأملها ...... وبعد دقائق طويله وعلي صوت فرقعات الحطب المحترق ..... رفع إصبعه محاولا ان يتحسس خدها ولكنه وفي لحظه تذكر نفورها منه لذا تخلي عن تلك الرغبه واستقام ليذهب الي المطبخ فقد شعر انه بحاجه الي كوبآ من القهوه الساخنة ....
وعندما هم بصنع كوب ساخن من ألقوه له ... تعالي رنين هاتفه .... لذا خرج مسرعا من المطبخ حتي ياخذه ولا يزعج برنينه بلوما ... وصل ليرد فورا دون ان ينظر الي رقم المتصل .... كانت عيناه تنظر الي بلوما التي تململت بانزعاج دون ان تفتح عينيها ....
عاد الي المطبخ. وهو يقول (( الو ماكس يتحدث من معي ...))!!
لم يأته اي صوت ... لذا عاد يكرر ما قاله .... وقد كانت الصاعقه ما ألمت به لحظتها
(( ماكس هذه انا ...))
(( انا ماريا ))
تصلب جسده .... هل يتخيل ... ام لعله يتخيل ... لم تكن في باله قط في الاونه الاخيره حتي يتخيل ... لا بل هي حقيقه ... ها هو يسمع صوتها بكل وضوع ... تمتم بذهول و حزن (( ماريا .... هل حقاً هذه انتي ...))
بصوت حزين مخلوط بالبكاء (( اجل ماكس ... هذه انا .... لا أعرف مالذي ساقوله لك .. ولكن اشعر ان الأوان لم يفت بعد ... ماكس ارجوك ... لقد لقيت صعوبه في اتخاذ القرار حتي اتصل بك .... ولكن لم يعد هناك وقت اشعر بأنه قد اقترب حقاً ... لذا اريد ان اطلب منك السماح ))
رفرفت جفني ماكس بعد كل هذه السنوات من البحث عنها استطاعت هي وبكل بساطه الوصول اليه ...... ولكن لما الان ولما هذه اللحظه بالذات !!!
تحدث بصوت متقاطع لانه لم يركز علي ما قالته بل اراد ان يسألها ذلك السؤال الذي لطالما عذبه لطالما سرق النوم من عينيه .. لطالما أشعره بالتعاسه والخذلان (( لما رحلتي .... لما تركتني ماريا ... مالذي حصل...اخبريني ))
تعالي صوت نشيج بكائها (( ماكس ارجوك لا تعذبني اكثر ..... ولكن صدقني لم استطع ان اتجنبه ... لم استطع ان أتجنب حبه العنيف ... اقسم لك اني لم اخنك رفضت ان أخونك ... ولكن قلبي خانني وخانك.... ))
قاطعها (( هل احببته اكثر مني ماريا !!!))
علمت انه يقصد طوبياس لذا قررت ان تجيبه بالحقيقه فهي اتصلت به لهذا السبب بالذات قبل فوات الأوان تريد ان تكفر عن خطيئتها ناحيته (( أسفه ... أسفه حقاً .... ولكني عشقته بكل جوارحي ... سامحني ماكس ... انا لا استحقك ... ولا استحقه هو ايضا .....))
ضغط علي سماعه هاتفه ليقول بقهر وغضب وحسره (( مالذي فعلته ماريا ... لما تخليتي عني وعنه ... من انتي ماريا ... اي شيطانه هي انتي .. لتفعل مافعلته بنا .... هل تظنين بأننا لا نمتلك اي مشاعر تلعبين برجلين معا وفي نفس الوقت كيف استطعت فعل هذا !! .))
إجابته شاهقه (( انا عقابكم ... وانا لست سوي عقاب له شخصيا ...ماكس .. اتصالي هذا فقط حتي اقول لك ... توقف عن البحث عني ...... وعش حياتك مع من تستحق ...... انا لا لا استحق منك حتي ان تفكر في ))
(( ماريا ... لن أسامحك ابدا ... مافعلته شنيع ... لقد خنتني مع قريبي ... هل تظنين انه من السهل علي رؤيه حبه لك كل يوم يشع من عينيه....ولا أستطيع انا حرك ساكنا .... انفاسه تعريه امامي بقوه هيامه لك .... والان تقولين لي ان أسامحك ... مالذي فعلته لك لتفعلي بي هذا .... ماهو ذنبي أجيبيني ...))
صرخت بألم (( لانك من ديلا سكلاء انت وهو ولويس وأثر جميعكم ))
صرخ بها متناسيا في غمره أحزانه بلوما (( وما دخلنا في ذلك .. مادخل اسم عائلتي وعائلتي في ذلك !!! .. ))
قالت له بصوت مخنوق (( ستعرف ذلك قريبا منه هو ... لانه لن يحبني من بعد اليوم ... لن ابقي محبوبته ماريا فقد عرف الحقيقه ... لذا قلت لك لم يتبقي وقت .... صدقني انت الوحيد الذي أترجي السماح منه قبل ان ارحل مجددا ))
(( أسف ولكن لن أسامحك ابدا ماريا .... واتمني حقاً ان يكرهك طوبياس ... حتي يستطيع ان يكمل حياته .... اما اذا كنتي خائفه مني .... فلا تقلقي لقد تخطيت ذكراك منذ زمن طويل ... بحثي عنك كان فقط حتي اعرف لما تركتني .... اعرف الاجابه من ذو زمن انك قد خنتني حقاً وسلمته قلبك... وصدقيني ... لم اكن اعرف ان بجوابك هذا قد ارحتني أكثر من ان تؤلمني حقيقه تلك السنين ... ولا اعرف ماهو سببك لما فعلته ولكن سياتي يوم تعاقبين فيه ماريا ..))
(( ارجوك ماكس لا تعذبني اكثر سامحني .... لم أعد أستطيع ان احتمل .......))
جائها صوته منهي الحوار بينهما (( أسف ليكن عقابي لك انني لن أسامحك ماحييت ماريا .. ًو ابتعدي عن حياة طوبياس .. وانعمي بحياة تعيسه .... وداعا ...))
اقفل الخط بإصبعه ومازال صوت بكائها يصم أذنيه وتوسلتها .... ولكن لم يردها ان تشعر بأنه يبكي ايضا ... فقد تجمعت الدموع في عيناه لتسقط فورا شاقه خديه بعد ان اقفل مباشره ..... لا يعرف ماهي هذه الدموع .... هل هي للحزن ... للألم ... للخيانة .... ام للراحه اخيرا ......
ضغط علي قبضه يده بقوه .... اراد ان يحطم اي شيء امامه هناك صرخه في داخله أبت ان تخرج ... لعلها ان خرجت سيرتاح والي الابد .... لم يعرف انها ستخرج في شيء اخر حين اتاه صوتها من خلفه بسخرية (( هل اعترفت لك اخيراً بخيانتها ...))
التفت بدهشه لوجودها لذا سارع بمسح دموعه ليعود ويكمل كوب قهوته (( يبدو انك استمعتي لحديثنا))
قهقهت بخبث وقد أتتها تلك الفرصه الوحيده بعد كل تلك السنوات من الانتظار حتي تتشفي به ....رغم تعبها الا انها شعرت بالنشاط والفرح لما أصابه ... قد تبدو أنانيا الان ولكن هذا سيساعدها ايضا حتي تلتأم جروحها ولو قليلا ..(( بل استمتعت حقاً بهذا المشهد .... ))
كتفت يديها لتستند علي الحائط مبتسمه بسخرية (( الم وعذاب من كلا الطرفين .... تطالب ًب اعترافها بالخيانة رغم علمك المسبق بها .... أتعلم أري انها وقحه جداً لتطلب منك السماح ...امممم أعجبني إصرارك علي رفضك مسامحتها ... لوهله ظننت انني احضر فلم سنمائي ذو دراما حزينه ممله ... ولكن شكرًا لك فقد شعرت بالتحسن عندما أضحكتماني ....))
ثما عادت تقول مقلده صوت ماريا متذكره كلمات لها في الماضي (( انا احبه بكياني يا بلوما ولن تفهمي ذلك لذا لن أتخلي عنه ... انه ماكس رجلي الوحيد ..))
ثم أطلقت ضحكه صاخبه .... هي تعرف انها تمادت ولكن يجب عليه ان يشعر بالمها حينما خانوها معا دون اي رحمه ....
توقف عن سكب القهوه بعد ان جعلها تفرغ مافي ًعجبتها ولكن اكثر ما استفزه حقاً هي ضحكتها.... هنا لم يعد يحتمل نظر اليها بعينان محمرتان
ليلقي مافي يده ويتقدم ناحيتها فورا بعد ان أدارت ظهرها له عائده الي مكانها .... ومازالت تضحك بمكر.
فجئتها يده حينما حوط بها خصرها ليجعلها تلتف اليه
تلاقت نظراتهما عندما قال لها (( لقد نسيتها منذ زمن الم تسمعي ماقلته ....))
ثم انحني ليلتقط شفتيها بكل قوة وغضب .... سحق جسدها بين ذراعيه ولم يأبه لها. .... بل زاد من عمق قبلته لها .... يعاقبها بجرم غيرها ... يعاقبها هي بسبب ألمه الان .... يعاقبها لسخريتها منه .... يعاقبها لرغبته الشديده بها في تلك اللحظه ......
حاربته بكل قوتها .... ولكنه كان اقوي منها بأضعاف .... دفعته بكل قوتها عندما وضعت يديها علي صدره ... ابتعد عنها يلهث ...... كذلك هي .... كل منهم يوجه للآخر نظرات سامه .... سامه بالعواطف الهائجة .... نظرت اليه بقهر لتقول له (( هل هذا اعتراف صريح منك ... ان ماريا لم تعد في قلبك ابدا ))
حرك راسه بأيماءه بكل جديه .....
كان سؤالها يحتاج الي أجابه بعد ان قررت بداخلها لتكمل ما بدأه هو ولكن قبلها تحتاج الي أجابه ... وها هو قد أعطاها إياها ....
اقتربت منه لترفع قدميها وتحوط رقبته قبل ان تقبله لتقول (( اذا ... فأنت اصبحت لي شئت ام أبيت ماكس ))
أطبقت بشفتيها علي شفتيه بقوه تعاقبه هي ايضا علي عذابها ......
بعد دقائق من الشغف بينهما وبعد ان نزعت عنه قميصه ونزع عنها ما استطاع .... ابتعد عن شفتيها ليبدأ بتقبيل رقبتها بهيام وحميميه وأنفاسه مازالت ثائره بسببها ... انحنت شفتيه الي أسفل كتفها ليبدأ بوسم قبلات إذابتها .... ... هذا ما كان عقله الباطني يريده منذ فتره .....
امسك بوجهها وقد راي في ملامحها من الهيام ما يجعله يرتجف من الرغبه لذا انطلق صوته متحشرج بالرغبه
(( أريدك ...))
نظرت اليه ولم تجب بل اجتاحها الخجل والرغبه به ولكنه لم تستطع ان تقول له انا ايضا وبكل جوارحي
اكتفت بوضع يديها علي صدره تتحسسه دون ان تتكلم ... فما كان منه الا ان حملها واتجه بها الي غرفته ....وضعها بكل عنايه ...... ليمد يده وينزع بهدوء اخر قطعه ترتديها .....
وضعت يديها علي وجهها ليقترب منها ويهمس لها بكل رغبه عارمه (( لا تعرفين كم تمنيت ان اشعر بهذه اللحظه معك بلوما ....))
أبعدت يديها وقد أحاطها بجسده ليدفئها بحنانه ...(( هل أحببتني يوما ماكسمليان ....))
ابتسم لها بحنان وقد رأي التوسل في عينيها الساحره ليقول بكل ثقه وجديه (( بل انني اعشقك بكل ماؤتيت يا هرتي المتوحشة ....)) انحني ليقبلها قبله جائعه مطالبه ..... امتلك فيها روحها قبل جسدها داعبها حتي وصلت الي السماء وقد أصر ان يأخذها هذه الليله الي عالم الأحلام اللذيذه فقد اصبحت له تلك المتمرده .......
انتهي
|