كاتب الموضوع :
ككاابو
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
رد: روايه .. ذيل الجنية .. بقلم .. كابو القحل .. الفصل التاسع الجزء الثالث
الجزء الاول من الفصل العاشر
اخذت تتنفس بعمق ......مره بعد مره .....وضعت يدها علي صدرها حتي تستطيع ان تهدئ من روعها .....وقفت من جديد علي قدميها .....مع شعورها الان بأنها تقف بقدمين كا حلوي الهلام ....بالكاد توازنت حتي وقفت لتستمر بوشم اجذع الأشجار بحرفها k حتي تستدل عند طريقها للعوده .....تركته هناك منذو ساعه ومازالت لم تجد احد الي الان .......
اخذت اتجاهات كثير دون جدوي فا الغابه كبيره حقاً وهي لا تعرف فيها اي شي ........ صرخت اكثر من مره ولم يستجب لها احد ومع ذلك لم تيأس.....أقسمت ان لا تتركه ....ورفضت ان تفكر بأخر كلمه قالها لها ....هي فقط تريد ان تخرج من هذه الغابه الموحشه وستأخذه معها ........
غيرت مسارها ....لترفع رأسها تنظر الي تلك السماء ...........مازالت متلبدة بالغيوم السوداء رغم توقف هطول المطر .... وكأن الوقت بالليل لا بالنهار .....
عادت توشم من جديد حرفها علي جذع شجره عندما اشتمت انفها رائحه حطب يحترق ..... لولا صراخ عقلها لكانت ظنت ان هذه الرائحه ليست سوي من نسج خيالها ....
تحركت بهستيريا فاتحه فمها مطلقه لصوتها العنان بالصراخ (( هل من احد هنا ..... أرجوكم النجده .......النجده .......هل من يسمعني هناك .....أرجوكم )) بدات عينيها بالأنهمار بكت بحرقه وشفقه علي حالها ....لابد بأنها تهذي ..... مسحت وجهها بيديها المتسخه .... عادت تنظر الي السماء لتعود نسمه رقيقه تجلب من جديد تلك الرائحه ....
ما ان خطت خطوتين حتي خيل لها انها رات شخص ما .....لو كانت في موقف غير هذا لفرت هاربه من منظره المخيف والموجس ..... ولكنها اقتربت تصرخ (( ارجوك ساعدني .....ارجوك .......))
اقتربت اكثر حتي بان لها ماهو في الحقيقه ..........كان جذع شجره اسود محروق منحني يخيل للمرء لأول مره انه شخص ما ....وصلت اليه تنظر بدهشه مدت يدها لتملسه .....لتعود وتبكي بقهر .....
(( يالهي ساعدني .....ماذا افعل الان ..... يالهي ارجوك ساعدني .....))
لم تمر لحظات من بكائها وصلواتها ....حتي سمعت..........نعم لقد سمعت صوت همهمات قادمه من مكان ما......سكتت حتي تستطيع تمييز هذه الأصوات ما اذا كانت حقيقيه او ايضا خيل لها بسبب تحرك أغصان الأشجار .....
اقتربت أكثر تحاول ان تركز .....وهي تدعي من قلبها ان تكون حقيقيه ...... ازدادت قوه هذه ال همهمات ..... وازداد معها تشبع الهواء برائحه احتراق الحطب حينها أيقنت انها لا تحلم ...... اقتربت اكثر وأخذت منعطف لتتدحرج قليلا ...... ثم اخذت طريق ترابي يخيل لها انه طريق قد مشي به الكثيرون من قبل .....اذا هي الان في الطريق الصحيح ....ولم تمر دقائق حتي رأت نفسها تقف امام مخيم كامل .....يضج بالناس .....وضعت يدها علي فمها تحبس ضحكه فرح ......عاد لويس الي رأسها بمنظره المرعب ودمائه الغزيره .....مما جعلها تصرخ بكل قوتها ....(( أرجوكم سااااااعدوني ))
فتحت عينيها بعدها لتري امامها مجموعه من الأشخاص ينظرون اليها باستغراب وحيره ....توقفو عن ما كانو يفعلونه من ...... شواء ....وصنع القهوه .....وتقطيع الحطب ....بينما البعض الاخر يحاول إتمام ما تبقي من الخيم .....ترك واحده منهم مافي يديه ليتقدم ناحيتها بسرعه ........ابتسمت عندها وقد أقرت ان لويس سيجد من يساعده اخيرا.......
************************
في مكان اخر .....صراخ رجل تعالي في ارجاء ذلك المكان ......بالقرب من البحر .......هناك في مستودعات السفن .......صراخ تلو الاخر .......دون ان يسمعه احد .......رجال برداء اسود منتشرون في الإرجاء ......يحوطون المكان بحراسه مشدده
تتالت ضحكات طوبياس برقه كلما زاد دييغو بتعذيب ذلك الرجل ......ممسك بيده سكينه حاده ويضع ابهامه علي مقدمه رأسها ينتظر حتي يحين دوره هو الأخر ......
يجلس أمامه صديقهم العزيز ......ميكاييل ......بكل برود يضع سمعات الصوت في أذنيه يستمع الي موسيقي كلاسيكية لتمتزج مع صرخات ذلك الرجل .......الذي كلما صرخ زادت ابتسامته بتلذذ هو الأخر .......
فتح ذلك الباب الحديدي الكبير فجئه.......لتدخل بعده لوراء...كانت ترتدي بنطلون جينز وقميص ابيض تضع فوق رأسها قبعه بيسبول كان شكلها يدل انها خرجت من مكان مسرعه دون ان تنظر ولو نظره اخيره الي هندامها ......
.........نظرت حولها بقرف لتستقر اخيراً علي طوبياس الذي حالما رأها ....ابتسم لها بحنان .......ولكنها لم تبتسم له ظلت جامده في مكانها.......... لينتقل نظرها الي الشخص المقابل لطوبياس .........
تسارعت دقات قلبها بقوه ......ارتفع الأندرلين في جسدها لتحمر رقبتها وقد تفجرت براكين من الدماء الثائرة في عروقها ......
منذو متي لم تره !!! ......منذو متي لم تنظر اليه!!! ...... منذو متي لم تتنفس نفس الهواء معه !!!
ها هو الان مستلقي بكل ارياحيه علي تلك الكنبه الرثه .......مائل راسه للخلف ......وكالعادة هادئ ....ومخيف
.....فكرت معنفه نفسها ....لما أتت الي هنا .....هي تعرف ان دييغو سينتقم لها دون ان تكون موجوده .....اذن لما أتت .....ظلت لفتره طويله تهرب من هذا الشخص .....وكلما هربت كلما التقت به مجددا .....تمنت ان لا يفتح عينيه ....تمنت ان يبقي هكذا مغمض العينان حتي تخرج ......لن تحتمل ان تراها ....لا تريد ان تعود للأرق بسببها ......
تقدمت بهدوء ......ولكن انتفض جسدها عند سماعهاصراخ ذلك الرجل من جديد ......
أرادت ان تصرخ ان تجعل أخيها يتوقف ......هي تكره هذا العنف .....ولكن شي بداخلها اراد ان يستمتع هو الاخر ....اراد ان يري ......من حق ذلك الشي داخلها ان يري علي الأقل ........فقد تمنت يوما ما ان تستمتع بهذه اللحظات قدر تمكنها ان حصلت .....
تقدمت لتجلس بجانب طوبياس ....أمسكت بمقبض حقيبتها بارتباك شديد ....... التفت طوبياس ينظر اليها بحيره .... نظر الي ارتجافة يديها ....فكر...........هي حقاً لا تملك اي صفه قويه كأخيها .....نظر امامه الي مكاييل الهادئ.......عندها احتار !! ....هل يكون سبب ارتباكها من صراخ ذلك الرجل !! ........ او من هذا الشخص الجالس امامها!!! والذي يبدو انه في عالم اخر بعيد يسبح في أحلامه .........
بدا الجو خانق في المكان ....وذو رائحه سيئه حقاً ......ولكن عندما اشتم أنف ميكاييل رائحه يعرفها جيدا ....... فتح عينيه بهدوء........ ولكن هدوء ممزوج ًب الحسره ينظر الي سقف المكان ..... رفع راسه ببطء ....وكانت هذه اللحظات .......من أسوأ اللحظات لهما .....
ابتعدت جفنيه عن بعضهما ......لكي تسمح لتلك اللؤلؤة بالإشراق لتري ماذا يوجد امامها ........تلك العينان التي تخافها لوراء كثيرا ......عينان زرقاء كالون البحور الشمالية ......حادتان قاسيه محدده بتلك الألوان التي حيرت الكثير دون ان تثبت علي لون واحد .....يمتلك ملامح رجوليه فذه ....قاسيه .......هذا الرجل امامها يمتلك حركه ديناميكية ونار متوهجة ..........وأحيانا فتور وكسل يحير الكثير .....لصوته رنينا عميق يخطف الأنفاس .. رجل له قانونه الخاص وشرائعه الخاصة.....رجل مصلحته تطغي علي كل
اهتماماته ...هو وسيم .....وسيم جدا ....وسامته تسبب الحسره لكثير من الرجال .......... ذو بشره بارده شبيهه بمصاصي الدماء ....وفوق ذلك يمتلك أنف طويل كقطعه ثلج حاده
........صاحب شعر قصير بلون القهوه الغامقة .........هو مميز
, له سحره الخاص , يجذبك إليه دون قرار منك ......
..............................................هو قائد عصابات الشمال................................
.........( ميكاييل) ..............
عاد قلبها يصارع نفسه يتخبط مابين كلمه وسيم .....وجميل
مازالت عينيه تؤثر بها ....تربكها......... يخيل لها دائما انه يستطيع ان يطلق من خلالها ضوء كلون المرجان يتناسق مع لون عينيه .......ليحرق كل شي امامه
أبعدت وجهها عنه .........لم تعد تحتمل .......نظرت الي ظهر أخيها ......يبدو منهكا اكثر من ذلك الرجل الذي يتم تعذيبه
ولكنه لم يتركها في حالها .........أتاها صوته لينومها مغناطيسيا (( كيف الحال لوراء.......))
لم تنظر اليه .....ولم تجبه ظلت ساكته ........أقنعت نفسها انه غير متواجد .....هي وهو لا يجمعهما مكان واحد الان .........
تحركت تلك العضمه الصغيره في رقبته بصعوبه وكأنه يبلع غصه ما أحرقته لتجاهلها له ...... نظر بعينيه ناحيه قدميها ........لم يعد ماقاله لها ....فهو شخص ابدا لا يكرر كلامه ....ولا ينطق ما يقوله مرتين ..... عاد ليرفع بصره يحرق به وجهها .....حتي اتاه صوت دييغو من الخلف ........
(( طوبياس حان دورك)) .....
ابتسم هذا الأخير لينهض متكاسلا....ويبدأ ما لم ينهيه عنه دييغو وميكاييل الذي كان له الشرف في البدء اولا ........
ابتسم دييغو عندما راي لوراء ....(( مرحباً با اختي الجميله ....)
نظرت اليه بحنق لتقول له ((( هل طلبت مني الحضور .....حتي اري هذه المجزرة هنا ))
ضحك دييغو بسخرية ليعود معلقا(( مجزره........اوه يا اختي الجميله هذا لا شي ........ لقد دعوناك لأبسط حاله ....))
انتي لم تاتي الي تلك المجزرة السابقه ....أؤكد لك لو كنتي حظرتي وقتها لقتلتنا معهم ))
((هذا شي ليس مضحكا دييغو))
عادت تقول بعد ان شعرت بنظرات ميكاييل تكاد تأكلها (( متي سننتهي من كل هذا ....ألن تتوقف يأخي ...ارجوك لابد ان هن....))
قاطعها دييغو عندما صرخ في وجهها قائلا (( لن أتوقف حتي اجده....)) ثم اكمل (( لقد وجدتها.... واعمل علي تعذيبها ببطء ولكن هذا لا يكفي يجب ان اجده هو ....هو من اريد ....هو من نريد جميعنا ....هل سمعتي ..))
ارتجفت من صوت دييغو الناهر ......ضغطت بيديها علي مقبض حقيبتها تنظر اليه بدهشه وخوف ....انها تري امامها الان سفاح ....لا تري دييغو هي متاكده ....ترا رجل سفاح يتعطش للدماء ..... اخرجها من عمق حسرتها صوت ميكاييل الذي بدد بقوته وعمقه صوت صراخ ذلك الرجل ......لم تعد تسمع صراخ فقد صوت هذا الشخص امامها ينطق بهدوء(( علي رسلك يا دييغو ...انت تعرف لوراء ...وتعرف قلبها الكبير ....كما اعرفه انا ....))
تلاقت نظراتهما عيونها الخضراء مع عينيه كبحور الشمال ....لم تعد تحتمل سترحل من هنا...وقفت لتستدير ذاهبه عندما سمعت صوت صرخه ليست كباقي صرخات ذلك الرجل ....التفتت لتري ذلك المنظر ....فتحت عينيها برعب ......
امامها طوبياس .....وبكل بساطه وهدوء ....وقد وفر علي نفسه عنا الوقت ......قد غرس تلك السكينة بقلب ذلك الرجل ليجهز عليه فورا ............ ابتسم دييغو لذلك المنظر ....بينما ميكاييل مازالت عينيه عليها هي .....استقام بسرعه ....وقد صارع نفسه في تلك اللحظه ان لا يقترب منها ....ان يتركها وشأنها..... ...ولكن ماراه علي وجهها لم يجعله يحتمل ........فليذهب الكل الي الجحيم ......
تقدم مباشره ليتبين لون ملابسه الرمادية الراقيه التي تضاربت مع لون عينيه لتزيده قمه في الوسامه ........ اقترب منها ليمد يده فورا ساحبآ إياها وبسرعه بين ذراعيه .....حوطها بيديه .......يده اليسري علي ظهرها بينما الأخري تمسد علي شعرها .....تمتم بكلمات تعرفها جيدا (( لا بأس .....سا أحميك ....لا باس ياصغيرتي لا تقلقي الشمس ستشرق من جديد ))
كلمات قيلت قبل خمس سنوات .........غير فيها بعض الأحرف لتصبح مؤنثة بينما في الحقيقه ......والحقيقة فقط التي يعرفها هو وهي لا غيرهم كانت (( لا بأس .....سا أحميك ....لا بأس ياصغيري لا تقلق الشمس ستشرق من جديد ))
أرادت ان تدفعه عنها ان تبتعد ولكنها بكل بساطه لم تقدر .......هي لم تقدر هذه المره ايضا ....تحدث قلبها بالم (( لما ....لما دخلت حياتي ميكاييل ))
التفت دييغو ينظر باستغراب الي لوراء وميكاييل ......ما ان يلتقيا حتي تحدث معارك وان لم تحدث يحدث شي اخر ......حاول ان يتكلم عندما التفت ينظر الي طوبياس الذي نظر اليه باستغراب
وقبل ان يتكلم ليكسر تلك اللحظات الصامتة .........فتح ذلك الباب من جديد...... وهذه المره ببطء..... تقدمت ساق أمراءه لتدخل بهدوء .....ترتدي كعب الأحمر وفستان اسود قصير تاركه لشعرها الاسود الطويل العنان لينسدل وبكل نعومه علي ظهرها....ملامح أنثوية جاذبه.....ساحره......هي أمراءه الفتنة .......صاحبه الشامه المشهورة ........ تراها بأشكال متعددة ....... تاره قاسيه حازمه تاره بريئة وخجوله.....تاره خبيثه ومتمرده.... يراها الجميع قطة برية تملؤها الأنوثة المتميزة ..
.....................هي الفتاه اللعوب من المجتمعات الأرستقراطيه وبخاصة المثـقفه منها ..........................
...........( فيولاء )............
..تقدمت بهدوء تنظر الي الجميع ....وقد اثار استغرابها لوراء وميكاييل ولكنها لم تعلق ..... نظرت حولها حتي استقرت نظراتها علي ذلك الرجل الميت وقد عرفته جيدا ........همست بهدوء مخيف (( لما لما لم تنتظروني )
ركز دييغو علي تلك الشامه المميزه في الجانب الأيسر من ذقنها
ليقول بغموض وسخريه (( أرسلنا لك الدعوه مبكرا ....ليس لنا ذنب انك لم تسارعي بالقدوم..... انا استغرب حقاً فا اخر مره كنتي اول الحاضرين......))
صرخت بقهر .....ها هو ذا يخرجها من قوقعتها الموقته .......(( عليك اللعنه انت تعرف انني كنت انتظر هذا الرجل ليقع بين يدي ....لما لما ......لم تنتظروني ))
حرك دييغو كتفيه بعدم مبالاه ليؤشر بيده ناحيه طوبياس قائلا(( هو أسرع بالإجهاز عليه ......ليس لي اي دخل يمكنك التفاهم معه ))
عندها رفعت لوراء رأسها لتبتعد عن ميكاييل بطريقه متقززه منه .......تنظر الي تلك الفتاه الثائرة خلفها .....قالت بصوت هامس (( فيولاء...))
ولكن تلك الاخيره لم تعر لوراء اي اهتمام بل تقدمت بغضب حتي وصلت امام طوبياس ذو الملامح البارده .....نظرت اليه بقهر ....فما كان منه الا ان ينزل عينيه لينظر الي وجهها ......لم يتحدث ولم يقل شيئا......تغيرت ملامحها وقتها لتدمع عينيها بأسي وقد بدات شفتيها بالارتجاف ......قبضت يدها حتي أبيضت ......لتوجه ضرباتها علي صدر طوبياس ....واحده تلو الأخري .....تعاتبه بقسوه ..........فما كان منه الا ان تلقي ما تفعله بكل هدوء ....هي غاضبه ومتألمة ....هو يعرف هذا .....يعرف ما تشعر به فيولاء الجميله جيدا .....تركها حتي انهارت لتحتضنه بقوه قائله بحسره(( لما لم تنتظرني بياس ....لما )) وضع يده علي رأسها ليضمها أكثر ناحيه سترته ذات اللون البني والملطخه بالدماء قائلا(( اششش.....اهدئ ......اهدئ....غرستها في المكان الذي تريدين بالضبط......لذا ....اهدئ))
أغمضت عينيها وشهقت بألم .....
زفر بقرف ذلك الشخص الواقف بالخارج منذو دقائق وقد أصابه الملل من الانتظار حقاً.........قرر اخيراً ان يدخل ويري لما احظرته فيولاء الي هنا .....اخرج يديه من جيب بنطاله عندما قرر الدخول .....تقدم بخطي ملكيه واثقه ناحيه الباب......ليبدأ بفتحه
تحرك ذلك الباب معلنا عن دخول احدهم ....عندها قطب دييغو حاجبه فهم لا ينتظرون اي احد اخر...... ....!!!!
نظر ناحيه الباب بتمعن ليصدم بهيئه ذلك الرجل امامه .....تجمدت الكلمات في حلقه ........ليس هو فقط بل الجميع عندما التفتو اليه ..... ميكاييل الذي فتح فمه بدهشه !!! ....لوراء وقد توسعت عينيها بصدمه !!! .......
رجل يصل بطوله لطول دييغو ......كائن جذاب ....له حضور مهيب ....غموض يكتنف شخصيته ..صريح لدرجه الوقاحه.....يرتدي رداء اسود كرداء دييغو بالضبط يخفي خلفه جسده الرياضي .......صاحب شعر طويل يصل تحت كتفيه بقليل .......ذو لون كستنائي محمر غامق ........ وله عينان
لا تهدآن تتنقلان من وجه لأخر دون أن تعرف
ماذا تريد !!!! ........ علي شفتيه
ابتسامة هازئة ....زادت من وسامته الجباره ..... ووجهه المحنك ينبئ بأن صاحبه ذو شخصيه خبيثه ......لديه تلك العاده التي تجعل شعوره بالأمان او العكس يحدد مزاجه ...............حضور هذا الرجل بأختصار ...........أسر ...........
يجعلك تتشبه به دون ان تدري....
..................... ...............................هو أبن ملوك العشائر الخمس ............................................
...........( بينجامين ).............
نظر ذلك الرجل اليهم رافعا حاجبه بسخرية .......... يبحث عنها ....... حتي سقطت عينيه علي تلك الدماء المنتشره في الإرجاء لتصل بعدها الي فريسته .....زادت حده عينيه عندما رآها هناك ....مديره ظهرها له وتعانق ذلك الرجل ذو الشعر الأشقر بكل حميمية .... ومازاد من سخطه ان ذلك الرجل وسيم وسيم جدا ............هل احظرته الي هنا لكي تسخر منه ........حقاً لم يعجبه مايراه الان .....ولن يسكت علي ذلك ...... قست ملامحه أكثر عندما تلاقت عيناه بعيني طوبياس .......
همس طوبياس بدهشه عندما راي اخر شخص توقع ان يراه من جديد (( يالهي ....هل يعقل !!.......))
انطلقت الكلمات وقد فك قيدها اخيرا من حلق دييغو عندما قال واضعا يديه في شعره بغير تصديق (( بينجامين.....اهذا انت حقا !!))
تجاهل هذا الأخير صوت دييغو الأشبه الان بالنداء الداخلي .....عندما وجه كلامه الي فيولاء (( هل يعجبك ما تفعلينه ))
فتحت فيولاء عينيها لتبتعد عن حضن طوبياس الذي اصبح متجمد كاللوح الان مما يراء امامه ....التفتت الي ذلك الرجل تنظر اليه بنظرات مبهمه لتقول لهم بهدوء (( هذا ما أخرني عن الحضور.......)) وأشرت بيدها ناحية...
.... استدار دييغو مبعد نظره عن فيولاء ليعود وينظر اليه .........وقد تجمعت قطرات من الدموع في مقلتيه تعلن عن نزولها في اي لحظه لتستقبل ذلك الصديق من جديد ........
وقبل ان يحدث اي شي انطلق صوت رنين هاتف طوبياس باالارجاء قاطعا عليهم دهشتهم .......فما كان منه الا ان اخرج طوبياس هاتفه من جيب سترته .....قطب جبينه عندما رأي اسم مكسمليان علي الشاشه .....أشر لدييغو بالتزام الصمت ليرد(( مرحباً ماكس .....ما سر هذا الاتصال المتأخر ......) سكت للحظه عندما قاطعه ماكس بالكلام .......تجمدت ملامحه ليشعر بغصه مؤلمه توسطت حنجرته .......(( هل هو بخير ...!! اخبرني ارجوك .....هل لويس بخير ..) التفت كل من لوراء ودييغو حالما سمعا اسم لويس لتبدأ بوادر القلق تعلو محياهم تقدمت لوراء بخوف تقترب ناحيه بياس ......وهذا ما اغضب ميكاييل لحد الجنون ......
.........................
مرت تلك الساعات عنيفة علي أعصاب كاتي .....بالرغم من انها تاهت عن مكان لويسفير .....وطال البحث لساعتان حتي وجدت من جديد تلك العلامات التي وشمتها.... وصلو اخيراً الي ذلك المكان لتجد لويس وقد غير مكانه وكانه استيقض ليبدأ بالزحف قليلا مالبث ان عاد فاقدا وعيه ........ سارعو تلك الفرقة التي أتت معها بانقاذه ...... وحمدت الله انه كان لديهم طاقم طبي ......
حملوه فورا دون ان ينزعو ذلك الغصن عن جسده ......سيكون مخاطره كبيره ان فعلوها .......كانت طيله الوقت بجانبه ممسكه بيده وتمسد بيدها الأخري علي شعره .....همهمت له بكلمات تعرف جيدا انه لا يسمعها (( لقد عدت لويس.....حبيبي سانقذك ....قاوم ارجوك ....لا تستسلم ))
عند وصولهم لمستشفي تلك المنطقه .....ادخلو مباشره غرفه العمليات .....في تلك الأثناء وصل أثر علي الفور وعندما وجدها واقفه تحاول ان تنظر لعلها تراه او تلمحه دون جدوي تقدم منها قائلا (( كاتي ....كاتي .... ))
التفتت لتري أثر خلفها ....احتضنته علي الفور لتبدأ بالبكاء(( أثر ..لويس...لويس))
احتضنها بقوه قائلا(( اعلم ....سيكون بخير .....اهدئ ارجوك ....الطبيب قال انه سيبذل قصار جهده ......))
رفعت رأسها وعينيها تتلألأ بالدموع (( ارجو ذلك ....لأنني لن أسامح نفسي ابدا ...))
قال لها بحيره (( مالذي حصل لكم هناك ....)) ...(( ماذا حدث له ))
شهقت تبكي مما جعله يسحبها ليجلسها علي تلك المقاعد .......ربت علي ظهرها حتي هدأت .....سمعها تقول بحسره (( أحببته ....أثر ....لقد احببت أخيك ....))....((وأظنني سأفقده ....)) ابتسم برقه وقد تحقق ما فكر به وأخبره لطوبياس قبل رحيلهما معا ......ولكن مالم يتوقعه ان تكون كاتلينا هي من سقطت قبل أخيه .... لم يشعر بالألم كما توقع فشعروا ناحيتها تغير بعد تلك الليله التي قضاها مع نينا
عاد يهدي من روعها (( أعدك انه سيكون بخير ....يجب ان ندعو الله فقط )) شدت بقبضتها علي جسده الرياضي ..تدعو الله ان يكون ما يقوله صحيح لانه لم يري منظر لويس كما رأته هي .....
قالت في سرها (( حبيبي ......كن قويا ارجوك ))
................
تجلس في مكتبها بكل هدوء ووقار ......ذلك الشيب بدا يكسو شعرها البندقي ببطء ولم تفكر حتي في صبغه .... ناعمه في لمساتها......فاتنه الملامح رغم كبر سنها ولكنها مازالت تبدو فتيه تفضحها فقط تلك التجاعيد حول عينيها التي بدات بالظهور مؤخراً .......تنفث الدخان من فمها .... تنظر بدقه لتلك الأوراق بين يديها .......زفرت بتعب ...مما زاد من جمال ملامحها الحاده ....قد تخللتها لسنوات صفة المكر ....ذات ملامح متقلبه لا تعرف كيف تميزها تاره رقيقه مستبده ....تاره ظالمه وحالمه... مما يجعلها فولاذية الإرادة ......تسحرك مباشرا بعينيها الناعسه....انثي خبيثه استطاعت ان تحرك بيديها اعتي الرجال ....كانو بالنسبه لها دمي متحركة..
........................................هي سيده عائله ديلاسكالا ........................................
.........ساره........
رجل واحد قد استطاع ان يكسر جبروتها دون حتي ان تحصل عليه مما سبب لها شرخ لن تنساه ابدا ......
تعالي رنين ذلك الهاتف بجانبها .....لتلتقط السماعه بهدوء وبصوت ناعم (( الو ... السيده ساره تتحدث .......... .))
((متي.... حدث هذا !!! .........اه ......حسنا...جهز الطائره سنحلق فورا الي هناك ))
******************
طفئ ذلك الضوء الأحمر .....لينبئ بأن العمليه قد انتهت .....مره 3ساعات والي الان لم يصل سوي مكسمليان ....
خرج ذلك الطبيب ينزع القفازات الطبيه من يده .... ليخرج من خلفه الطاقم الطبي ....وممرضين يجرون سرير لويس بهدوء ......وقفت كاتي لتذهب مباشره ناحيه لويس ....كمم وجهه بكمامه الأكسجين .....أمسكت بيده برقه قائله(( حمد الله ....انت بخير .....)) هي تعرف انه غائب عن الوعي تماماً ولكنها أرادت رغم ذلك ان تطمئنه .......تقدم ماكس مباشره ناحيه الطبيب ليلحق به أثر (( دكتور مرحباً.......... انا ماكسمليان ديلاسكالا قريب السيد لويس ..وهذا أخيه أثر .......)) مد يده ليصافحه ....ليلحق به أثر ايضا ويصافحه ..........تنحنح الطبيب بعد ذلك ليقول لهم (( هلا ذهبنا الي المكتب ...)
حرك ماكس راسه بأيماء ......بعد دقائق كانو في مكتب الدكتور ....وضع القلم من يده ليبدأ بالتحدث فورا وقد راي نفاذ صبر كل واحد منهم (( ايها السيدان ....ارجو منكما الا تقلق في الوقت الحالي طبعا حالته حاليا مستقره ....وحمد الله ان فصيله دمه ليست نادره .....لقد استطعنا وفورا ان ننقل له دم جديد مباشره لتوفره هنا فالسيد خسر الكثير من الدماء كانت سوف تودي بحياته .....ليس هذا مهم الان فقد تعدي مرحله الخطر الان ولكن هناك مايجب ان أقوله لكم .......
تحدث اثر بقلق (( دكتور .....اخي بخير الان هذا ماتريد ان تقوله أليس كذلك ...))
نظر اليه ذلك الطبيب نظره عميقه ليقول بهدوء (( حاليا نعم ....ولكني لا اظمن لك شي حتي يوم غد .... السيد تضرر وبشكل كبير في جانبه الأيسر فقد أتلف ذلك الغصن كليته اليسري تمامه ......قمنا ببعض الفحوصات واكتشفنا ان كليته السليمه ضعيفه ....لذلك يجب وفي وقت سريع ان تجدو متبرعا له والا ستحدث مضاعفات لا يمكن التنبئه بها .....)
ضغط ماكس بيديه حتي أبيضت مفاصله ليقول بهدوء (( لقد فهمت .....سأفعل مابي وسعي لكي نجد متبرعا وبسرعه ))
قال الطبيب بحرص (( ارجو ذلك حقاً ))
نظر كل من مكسمليان وأثر الي بعضهما البعض ....
حان دورهما ليفعلا شيئا .....فهم كل منهما ما يجول في فكر الاخر ليلتفت أثر مباشره لذلك الطبيب (( ارجو ان تبلغهم ليبدو بفحصنا اولا سأكون متبرع اذا ناسبت كليتي ......جسد اخي ...))
حرك ذلك الطبيب راسه بأيماء ....... لينهض من مكتبه
****************
هناك وقبل ان يدخلو لويس غرفه العناية ....كانت تلك الممرضه رقيقه وقد المها منظر كاتي المحزن ......فسمحت لها بالبقاء لدقيقتين قبل حضور الأطباء ....ظن منها انها زوجته ......
غرست كاتي يدها بين ثنايا شعره ....... جسده القوي يبدو هزيل الان امامها ....كم احزنها ذلك .......لا تعرف مالذي عليها فعله ولكن كل ما رغبت به الان هو ان تنحني وتقبله ليهدي ذلك الشعور المؤلم داخلها .......انحنت بهدوء حتي وصلت شفتيها لشفتيه .......طبعت قبله رقيقه حزينه ......لترفع رأسها تهمس له ((رغم قسوة قلبك الا انني ...انني الان ........)) تحجرت تلك الكلمه في حلقها لتنطق بغيرها (( سا اعتني بها حتي تعود ....أعدك ....))
انتهي
|