المنتدى :
المنتدى الاسلامي
آسيا امرأة فرعون الجزء الثانى من سيدات فى القرآن
ازيكم جميعا آل ليلاس الكرام يارب تكونوا بصحة وسعادة ورضا
وثانى شخصية معانا هى :
(2)آسية امرأة فرعون
آسية امرأة فرعون من نساء أهل الجنة بل من أفضلهن كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ] ." أنظر حديث -1135 في صحيح الجامع "
وهذه النعمة التي من الله بها عليها لورعها وتقواها وخوفها الشديد من الله تعالي وإيمانها به وكفرها بفرعون علي الرغم أنها زوجته وهو الذي طغي وتكبر وأدعي الربوبية وهاب جبروته الناس إلا من رحم ربي ..
كما قال تعالي :
{ فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) }- النازعات
ورغم أن امرأة فرعون لم تفصح عن أيمانها بالله تعالي خوفا من فرعون وبطشه فقد علمه من يعلم السر وأخفي كما كان لها من الفضل علي نبي الله موسي عليه السلام ما جعل النبي يذكرها من ضمن أفضل نساء أهل الجنة وهاهي قصتها من البداية.
خوف فرعون من اليهود:
خاف فرعون ان تتحقق نبوة إبراهيم الخليل –عليه السلام –بميلاد غلام من بني إسرائيل يكون علي يديه هلاك فرعون – والله أعلم –
ومن ثم كان فرعون يستحي نسائهم ويذبح أبنائهم حتي لا يعيش هذا الغلام وتتحقق النبوة ولعل في هذه الآية الكريمة وتفسيرها مايبن لنا المقصود بوضوح .
قال تعالي:
"إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4))- القصص
قال ابن كثير:
{ إن فرعون علا في الأرض } أي تكبر وتجبر وطغى { وجعل أهلها شيعا } أي أصنافا قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته.
وقوله تعالى : { يستضعف طائفة منهم } يعني بني إسرائيل وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبار العتيد يستعملهم في أخس الأعمال ويكدهم ليلا ونهارا في أشغاله وأشغال رعيته ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم إهانة لهم واحتقارا وخوفا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه أن يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه .
وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل عليه السلام حين ورد الديار المصرية وجرى له مع جبارها ما جرى حين أخذ سارة ليتخذها جارية فصانها الله منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه فبشر إبراهيم عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك ملك مصر على يديه.
فكانت القبط تحدث بهذا عند فرعون فاحترز فرعون من ذلك وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل ولن ينفع حذر من قدر لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ولكل أجل كتاب ولهذا قال تعالى : { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض
ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون }
وقد فعل تعالى ذلك بهم كما قال تعالى :
{ وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون }- الأعراف 137
وقال تعالى : { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) - الشعراء} أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى فما نفعه ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفا
من الولدان إنما منشؤه ومرباه على فراشك وفي دارك وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلله وتتفداه وحتفك وهلاكك وهلاك جنودك على يديه لتعلم أن رب السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
أم موسي وخوفها علي موسي -عليهما السلام:
لما زاد طغيان فرعون وإسرافه في القتل خشيت أم نبي الله موسي -عليهما السلام عند ميلاده أن يقتله فرعون , وأوحي لله إليها أن تقذف به في اليم ولا تخاف فهو في رعايته وحمايته جل وعلا ولنتأمل هذه الآيات البينات ..
قال الله تعالى :
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) "- القصص
قال ابن كثير في تفسيرها ما مختصره:
وقد ذكر غير واحد من المفسرين : أن القبط شكوا إلى فرعون قلة بني إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشي أن تتفاني الكبار مع قتل الصغار فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو إسرائيل يعالجون فأمر فرعون بقتل الأبناء عاما وأن يتركوا عاما فذكروا أن هارون عليه السلام ولد في عام المسامحة عن قتل الأبناء وأن موسى عليه السلام ولد في عام قتلهم فضاقت أمه به ذرعا واحترزت من أول ما حبلت ولم يكن يظهر عليها مخايل الحبل فلما وضعت ألهمت أن اتخذت له تابوتا فربطته في حبل وكانت دارها متاخمة للنيل فكانت ترضعه فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت فأرسلته في البحر وأمسكت طرف الحبل عندها فإذا ذهبوا استرجعته إليها به.
قال الله تعالى :
{ وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين- القصص 7
قال ابن كثير:
هذا الوحي وحي إلهام وإرشاد كما قال تعالى : { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)... الآية }- النحل
وليس هو بوحى نبوة ..
ثم قال..قال السهيلي : واسم أم موسى " أيارخا " وقيل " أياذخت " المقصود أنها أرشدت إلى هذا الذي ذكرناه وألقى في خلدها وروعها ألا تخافي ولا تحزني فإنه إن ذهب فإن الله سيرده إليك وإن الله سيجعله نبيا مرسلا يعلى كلمته في الدنيا والآخرة فكانت تصنع ما أمرت به فأرسلته ذات يوم وذهلت أن تربط طرف الحبل عندها فذهب مع النيل فمر على دار فرعون..
وهكذا شاء الله تعالي أن تكون رعاية موسي وتربيته في بيت عدوه الذي يقتل أبناء بني إسرائيل خوفا من تحقق النبوة ولا يدري أن في بيته وتحت عينيه ما قدر الله أن يكون ولا راد لقضاء الله ووعده, وهنا يأتي الدور العظيم لامرأة فرعون فماذا فعلت ؟
|